كَدَرَ مثلَّثةَ الدَّالِ الكَسر والضَّمُّ في التَّهذيب والمحْكَم والفتح نقله الصاغانيّ كَدارَةً وكَدَراً محَرَّكَةً مَصدرا كَدُرَ كَكَرُمَ وكُدوراً وكُدورةً وكُدرَةً بضمِّهِنَّ مصادر البابين . واكْدَرَّ اكْدِراراً قال ابنُ مُطَيْر الأَسَدِيّ :
وكائِنْ تَرَى من حالِ دُنيا تَغَيَّرَتْ ... وحالٍ صفا بعدَ اكْدِرارٍ غَديرها وتكَدَّرَ : نقيض صفا . وفي الصحاح : الكَدر : نقيض الصَّفْوِ وهو أَكْدَرُ وكَدِرٌ بيِّنُ الكُدورَةِ والكَدارَةِ . ويقال : عيشٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ وماءٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ . في الصحاح : كَدِرَ الماءُ بالكسر يكدَرُ كَدَراً فهو كَدْرٌ وكَدِرٌ كفَخذ وفَخْذ كذلك كديرٌ كأَمير . وكَدَّرَه غيرُه تَكديراً : جعله كَدِراً والاسم الكُدرَةُ والكُدورَةُ . والكُدْرَةُ من الأَلوان : ما نَحَا نحوَ السَّواد والغُبْرَة وقال بعضُهم : الكُدرةُ في اللونِ خاصَّة والكُدورة في الماء والعينِ . هكذا في سائر النُّسَخ والصَّواب : والعيشِ والكَدَر محرَّكة في الكُلِّ . وكَدِرَ لونُ الرَّجُلِ بالكسر عن اللّحيانيّ ويقال : كَدُرَ عَيْشُ فلانٍ وتكَدَّرَتْ معيشتُه . ويُقال : كَدِرَ الماءُ وكَدُرَ ولا يقال : كَدَرَ إلاّ في الصَّبِّ . كذا في اللسان إلاّ أنَّ الصاغانيّ أَثبتَهُ فقال : كَدَرَ الماءُ أَيضاً : تَكَدَّرَ لغة ثالثة في كَدِرَ وكَدُرَ بالكسر والضَّمّ . وفي الأساس : كَدَُِرَ عيشُهُ وتكَدَّرَ من المجاز . ومنه : خُذْ ما صفا ودَعْ ما كَدَُِرَ . وكذا قولهم : كَدَرَ عليَّ فؤادُه وهو كَدِرُ الفؤادِ عليَّ . والكَدَرَةُ محرَّكَةً من الحوضِ : طينُهُ وكَدَرُه عن ابن الأعرابيّ . وقال مرَّةً : أَوْ كَدَرَتُه : ما علاه من طُحلُب ونحوِه كَعَرْمَض والكَدَرَةُ أَيضاً : السَّحابُ الرَّقيقُ لا يواري السماءَ قاله أبو حنيفة كالكُدْرِيِّّ والكُدارِيِّ بضمِّهما ولم أرَ أَحداً وَصَفَ السَّحابَ بهما بل هما من صفات الطَّير كما يأتي في آخر المادَّة عن ابن الأعرابيّ . وقال الليث : الكَدَرَةُ بالتحريك : القُلاعَة الضَّخْمَةُ المُثارَةُ من مَدَر الأرضِ قال العجّاجُ :
وإنْ أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدرْ ... سنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّْ قال : الكَدَرُ جمع الكَدَرَة وهي المَدَرَةُ التي تُثيرُها السِّنُّ وهي ها هنا ما تثير سنابك الخيل . قال : والكَدَرَةُ أيضاً : القَبْضَةُ المَحصودَة المتفَرِّقة من الزَّرع ونحوِه الكَدَرُ مُحرَّكة قال ابن سِيدَه : وحكاه أبو حنيفة . من المجاز : انْكَدَرَ يعْدو : أَسْرَعَ بعضَ الإسراع وفي الصحاح : أَسْرعَ وانْقَضَّ ومنه قولُ العجَّاج في صِفة البازي :
" أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فانْكَدَر
من المجاز : انْكَدَر عَلَيْه القومُ : انْصَبُّوا أَرْسَالاً . وفي البَصائر : أي قصدوا مُتناثِرين عليه قال : ومنه قوله تعالى : " وإذا النُّجومُ انْكَدَرَتْ " أي تناثَرَتْ . من المجاز : أَطْعَمَنا الكُدَيْراء كحُمَيْراء : حَليبٌ يُنْقَع فيه تَمْرٌ بَرْنِيٌّ . وقيل : هو لَبَنٌ يُمرَسُ بالتَّمْر يُسَمَّنُ به النِّساء . وقال كُراع : هو صِنْف من الطَّعام ولم يُحَلِّه . وقال الزمخشريّ : سُمِّيَت لكُدْرَةِ لَوْنِها . وحِمارٌ كُدُرٌ بضَمَّتَيْن وكُنْدُرٌ وكُنادِر بضَمِّهما : غَليظٌ ويقال أتانٌ كُدُرَةٌ . وذهب سيبويه إلى أنَّ كُنْدُراً رُباعي وقد ذكرَه المصنّف هناك . وبناتُ الأَكْدَر : حَميرُ وَحْشٍ مَنْسُوبةٌ إلى فَحْلٍ منها . وأُكَيْدِرٌ كأُحَيْمِر : تصغير أَكْدَر : صاحِبُ دُومةِ الجَنْدَل جاء ذكرُه في الحديث . والكَدْراء : د باليمن شماليّ زَبيد يُنْسَب إليه الأديم وفي المعجم : هو من زابِ تِهامةِ اليمن وهو ومَوْر والمَهْجَم من أعظم أَوْدِية اليمن . قلتُ : وكانت الخَطابة والتَّدْريس به لبَني أبي الفتوح من الناشريِّين . والأكْدَرُ اسمٌ . والأَكْدَرُ : السَّيْلُ القاشِرُ لوجهِ الأرضِ نَقَلَه الصَّاغانِيّ . أَكْدَر : اسمُ كَلْب . وكَوْدَرٌ كَجَوْهرٍ : مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْيَر عن الأصمعِيّ . قال النابغة الجَعْدِيّ :
ويَوْمَ دَعا وِلْدانَكمْ عَبْدُ كَوْدَرٍ ... فخالوا لَدى الدَّاعي ثَريداً مُقَلْقَلا أو عَريفٌ كان للمُهاجِرِ بنِ عبد الله الكِلابيّ كما نقله الصَّاغانِيّ . وكَدَرَ الماءَ يَكْدُره كَدْرَاً من حدّ نصَر : صَبَّه . والأَكْدَرِيَّةُ في الفَرائض : مَسْأَلةٌ مشهورة وهي : زَوْجٌ وأمٌّ وجدٌّ وأختٌ لأب وأمٍّ وأصلُها من ستَّة وتَعول لتسعة وتَصِحُّ من سبعة وعشرين قاله شيخنا . لُقِّبَت بها لأنَّ عبدَ الملك بن مروانَ سأل عنها رجلاً يُقال له أَكْدَر فَلَمْ يَعْرِفها أو كانت الميِّتَةُ تُسمَّى أَكْدَريَّة أو لأنَّها كدَّرَت على زَيْد بن ثابتٍ مَذْهَبه لصُعوبتها وقد اسْتَفْتَيْتُ فيها شيخَنا الفَقيه المُحدِّثَ أبا الحسن علي بن موسى بن شَمْسِ الدين ابن النَّقيب حَفِظَه اللهُ تعالى فأجاب ما نَصُّه : الزَّوج النصْف ثَلاثة وللأُمِّ الثُّلُث اثْنان وللجدِّ واحدٌ وأصلها من سِتَّة والقياس سُقوط الأُختِ بالجدِّ لأنَّها عصبةٌ بالغَيْر ولكنْ فُرض لها النِّصفُ ثلاثاً لنصِّ الله تعالى وبالنَّصِّ يُترَك القياسُ فتصير المسألةُ من تسْعة ثمَّ يعود الجدُّ والشَّقيقة إلى المُقاسَمة أثْلاثاً : للذَّكرِ مثلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن فانكسَرت السِّهامُ الأربعة على ثَلاثة مخرج الثُّلث ثلاثة من تسعة في ثلاثة بتِسعة وللأمِّ الثُّلث عائلاً اثنانِ في ثلاثةٍ بسِتَّة والباقي اثنا عشر للجدِّ ثمانيةٌ تَعْصِيباً وللأخت أَرْبَعةٌ تعصيباً بالجدِّ ومن هنا حصل التَّكْديرُ على الأخت لكون فَرْضِها عاد تعصيباً وحصل أيضاً للجدِّ لكونِه كالأب يَحْجُب الإخوةَ والأَخَوات فعاد انفِرادُه بالتَّعصيب إلى المُقاسَمة فشاركَتْه الأختُ في التَّعصيب له الثُّلُثان ولها الثُّلث . فهذا وجه تَلْقِيبِها بالأَكْدَرِيَّة . انتهى . والكُدُرُّ كعُتُلٍّ : الشابُّ الحادِرُ الشَّديد القويُّ المُكْتَنِز . وروى أبو تُراب عن شُجاع : غلامٌ قُدُرٌ وكُدُرٌ وهو التامُّ دون المُنْخَزِل . والكُدارَة كثُمامَة : الكُدادَة وهي ثُفْلُ السَّمنِ في أَسْفَلِ القِدْر . والمُنْكَدِر : فَرَسٌ لبني العَدَوِيَّة نقله الصَّاغانِيّ . وطريقُ المُنْكَدِر : طريقُ اليمامةِ إلى مكة شرَّفها اللهُ تعالى . والكُدْر ظاهرُه يقتضي أنَّه بالفَتح وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بالضمِّ وقال : ع قرب المدينة على ثمانيةِ بُرُدٍ منها . وفي مختصر البلدان : ماءَةٌ لبني سُلَيْم بالحِجاز في ديار غَطفان ناحية المَعْدن . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى قَرْقَرة الكُدْرِ لجمع من سُلَيْم فوجد الحيَّ خُلوفاً فاستاقَ النَّعم وكانت غَيْبَتُه فيه خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً . وفي حديث عمر : " كنتُ زَميلَه في غَزْوَةِ قَرْقَرةِ الكُدْر " وقد تقدّم في قرر . والأكادِرُ جبالٌ م الواحد أكدر . قال شَمْعَلَةُ بن الأخضَر :ولو مَلأَتْ أَعْفَاجَها مِن رَثِيئَة ... بنو هاجرٍ مالَتْ بِهَضْبِ الأكادِرِ وفي مختصر البلدان : الأكادِر : بلدٌ من بلاد فَزارَة . والكُدْرِيُّ كتُرْكِيٍّ والكُدَارِيُّ الأخيرة عن ابن الأعرابيّ : ضَرْبٌ من القَطا غُبْرُ الألوان قِصارُ الأَرْجُل رُقْشُ الظُّهور سودُ باطنِ الجناحِ صُفْرُ الحُلوق . في ذَنَبِها ريشَتانِ أَطْوَلُ من سائر الذَّنَب قاله ابن السِّكِّيت وزاد ابن سِيدَه : فَصيحة تُنادى باسمِها وهي أَلْطَف من الجونِيّ وأنشد ابنُ الأعرابيّ :
تَلْقَى به بَيْضَ القَطا الكُداري ... تَوائِماً كالحَدَقِ الصِّغارِ واحِدَته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّةٌ وقال بعضُهم : الكُدْرِيّ : مَنْسُوبٌ إلى طَيْرٍ كُدْرٍ كالدُّبْسِيّ مَنْسُوب إلى طير دُبْس وقال الجوهريّ : القَطا ثلاثةُ أَضْرُب : كُدْرِيٌّ وجونِيّ وغَطَاطٌ فالكُدْرِيُّ ما وَصَفْناه وهو أَلْطَفُ من الجونِي كأنَّه نُسِب إلى مُعظَم القَطا وهي كُدْرٌ والضربان الآخران مَذكوران في مَوضعيهما . ومما يُستدرَك عليه : الأكْدَر : هو الذي في لَوْنِه كُدْرَةٌ قال رؤبة :
" أَكْدَرَ لَفَّافِ عِنادَ الرُّوَّغِ ومن المَجاز : تكادرَتْ العَيْنُ في الشَّيء إذا أدامَتْ النَّظرَ إليه قاله الزمخشريُّ . ومن أمثالِهم : مَن رَشَّكَ بُلَّه وَمَنْ رماكَ بِكَدَرَة ارْمِهِ بحَجَرَة . والكَدَر محرَّكَة : مَوْضِع قريبٌ من الحَزْنِ في ديارِ بني يَربوع بنِ حَنْظَلة . والمُنْكَدِرُ بن محمَّد بن المُنْكَدِر ثقةٌ
الدُّرنوك بالضمًّ : ضربٌ من الثيابِ أَو ضرب من البُسُطِ ذو خَمْلٍ كما في الصِّحاح زاد غيرُه قصِير كخمْلِ المَنادِيلِ قال الجَوهَريُّ : وتشبَّه به فروَةُ البَعِيرِ زادَ غيرُه والأسَد قال الرّاجِزُ وهو رُؤبَة :
" جَعْد الدَّرانِيكِ رفًلِّ الأجْلادْ
" كأنه مخْتَضِب في أَجسادْ والذي في العُباب :
" ضخْمِ الدَّرانِيكِ رِفَلِّ الأَجْلالْ وقال غيره في الأَسَدِ :
" عَنْ ذِي دَرانيكَ ولِبد أَهْدَبَا ويقال أَيضاً في جَمعه الدَّرانِكُ قال ذُو الرمَّة يَصِف جَمَلاً :
عَبنى القَرَا ضخْمِ العَثانِينِ أَنْبتت ... مَناكبه أَمْثالَ هُدْبِ الدَّرانكِ وقال العَجّاج :
" كأَنَّ فوْق مَتْنِه دَرانِكا يُرِيدُ أَنّ علية وبَرَ عامَين أَو أَعْوام كالدِّرنِيكِ بالكَسرِ . والدّرنوك الطِّنفِسَةُ كالدرْنكِ كزِبْرِجِ وكذلك الدّرمُوك بالميمِ على التَّعاقب . وقال شَمِرٌ : الدَّرانِيكُ تَكونُ ستوراً وتَكُون فُرشاً والدُّرْنُوك فيه الصُّفْرَةُ والخُضْرَة قالَ : ويُقالُ : هي الطَّنافِس
ومما يستدْرَكُ عليه : أدْرُنْكَةُ بضَم فسُكُون : قريَة بالصَّعِيدِ فوقَ أَسْيُوط وزَرْعُها الكَتّان حَسبما نَقَله ياقُوت