[الصافات آية 76]وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ(قرآن).
الكَرُّ الرجوع يقال كَرَّه وكَرَّ بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى والكَرُّ مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً عطف وكَرَّ عنه رجع وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ ورجل كَرَّار ومِكَرّ وكذلك الفرس وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره أَعاده مرة بعد أُخرى والكَرّةُ المَرَّةُ والجمع الكَرَّات ...
الكَرُّ الرجوع يقال كَرَّه وكَرَّ بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى والكَرُّ مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً عطف وكَرَّ عنه رجع وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ ورجل كَرَّار ومِكَرّ وكذلك الفرس وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره أَعاده مرة بعد أُخرى والكَرّةُ المَرَّةُ والجمع الكَرَّات ويقال كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا ردّدته عليه وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته والكَرُّ الرجوع على الشيء ومنه التَّكْرارُ ابن بُزُرجٍ التَّكِرَّةُ بمعنى التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة الجوهري كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً قال أَبو سعيد الضرير قلت لابي عمرو ما بين تِفْعالٍ وتَفْعالف فقال تِفْعالٌ اسم وتَفْعالٌ بالفتح مصدر وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي ثردّد والمُكَرر من الحروف الراء وذلك لأَنك إِذا وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين والكَرَّةُ البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بعد الفَناء وكَرّ المريضُ يَكِرُّ كَرِيراً جاد بنفسه عند الموت وحَشْرَجَ فإِذا عَدَّيته قلت كَرَّه يَكُرّه إِذا رَدَّه والكَرِير الحَشْرَجَة وقيل الحشرجة عند الموت وقيل الكَرِيرُ صوت في الصدر مثل الحَشْرَجَة وليس بها وكذلك هو من الخيل في صدورها كَرَّ يَكِرُّ بالكسر كَرِيراً مثل كرِيرِ المُخْتَنِقِ قال الشاعر ( * الشاعر هو امرؤ القيس ) يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ليَقْتُلَنِي والمرءُ ليسَ بقَتَّال والكَرِيرُ صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود قال الأَعشى فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال إِذا كان دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا والكَرِيرُ بُحَّة تَعْتَرِي من الغبار وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم وأَبا بكر وعمر رضي الله عنهما تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم فقال لامرأَته ما عندك ؟ قالت شعير قال فكَرْكِري أَي اطْحَنِي والكَرْكَرة صوت يردّده الإِنسان في جوفه والكَرُّ قَيْدٌ من ليف أَو خوص والكَرّ بالفتح الحبل الذي يصعد به على النخل وجمعه كُرورٌ وقال أَبو عبيد لا يسمى بذلك غيره من الحبال قال الأَزهري وهكذا سماعي من العرب في الكَرّ ويُسَوَّى من حُرِّ اللِّيف قال الراجز كالكَرِّ لا سَخْتٌ ولا فيه لَوَى وقد جعل العجاج الكَرّ حبلاً تُقاد به السفن في الماء فقال جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ والصَّرارِيُّ المَلاَّحُ وقيل الكَرّ الحبل الغليظ أَبو عبيدة الكَرّ من الليف ومن قِشْرِ العراجين ومن العَسِيب وقيل هو حَبْل السَّفِينة وقال ثعلب هو الحبل فَعَمَّ به والكَرُّ حبلُ شِراعِ السفينة وجمعه كُرورٌ وأَنشد بيت العجاج جذب الصراريِّين بالكرور والكِرَارانِ ما تحت المِيرَكَةِ من الرَّحْل وأَنشد وَقَفْتُ فيها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ والكَرّ ما ضم ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بينهما وهو الأَديم الذي تدخل فيه الظَّلِفاتُ من الرحل والجمع أَكرار البِدادانِ في القَتَبِ بمنزلة الكَرّ في الرحل غير أَن البِدادَينِ لا يظهران من قُدّام الظَّلِفة قال أَبو منصور والصواب في أَكْرارِ الرحل هذا لا ما قاله في الكِرارَيْن ما تحت الرحل والكَرَّتانِ القَرَّتان وهما الغداة والعشيّ لغة حكاها يعقوب والكَرّ والكُرُّ من أَسماء الآبار مذكر وقيل هو الحِسْيُ وقيل هو الموضع يجمع فيه الماء الآجِنُ ليَصْفُوَ والجمع كِرارٌ قال كُثَيِّر أُحِبُّك ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ وما ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ وما دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّبٌ به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ قال ابن بري هذا العجز أَورده الجوهري بها قُلُبٌ عادية والصواب به قُلُبٌ عادية والقَلُب جمع قَلِيب وهو البئر والعادِيَّة القديمة منسوبة إِلى عادٍ والوشيجة عِرْقُ الشجرة وأُبْلى وتِعارٌ جبلان والكُرُّ مكيال لأَهل العراق وفي حديث ابن سيرين إِذا بلغ الماءُ كُرًّا لم يَحْمِلْ نَجَساً وفي رواية إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم يَحْمِلِ القَذَرَ والكُرّ ستة أَوقار حمار وهو عند أَهل العراق ستون قفيراً ويقال للحِسْي كُرٌّ أَيضاً والكُرُّ واحدٌ أَكْرارِ الطعام ابن سيده يكون بالمصري أَربعين إِرْدَبًّا قال أَبو منصور الكُرّ سِتُّون قَفِيزاً والقَفِيز ثمانية مَكَاكِيكَ والمَكُّوكُ صاع ونصف وهو ثلاثُ كَيْلَجاتٍ قال الأَزهري والكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً كل وَسْقٍ ستون صاعاً والكُرُّ أَيضاً الكساء والكُرُّ نهر والكُرّة البَعَرُ وقيل الكُرّةُ سِرْقينٌ وتراب يدق ثم تجلى به الدروع وفي الصحاح الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلى به الدُّروع وقال النابغة يصف دروعاً عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الغلائل وفي التهذيب وأُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ الجوهري وكَرارِ مثلُ قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب ابن سيده والكَرَارُ خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ عن اللحياني قال وقال الكسائي تقول الساحرة يا كَرارِ كُرِّيه يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه إِن أَقبل فَسُرِّيه وإِن أُدْبَر فَضُرِّيه والكَرْكَرةُ تصريف الريح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق وأَنشد تُكَرْكِرُه الجَنائبُ في السِّدادِ وفي الصحاح باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب وأَصله تُكَرِّره من التَّكْرِير وكَرْكَرَتْهُ لم تَدَعْهُ يَمْضِي قال أَبو ذؤيب تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه مُسَفْسِفَةٌ فَوْقَ التراب مَعُوجُ وتكرْكَرَ هو تَرَدَّى في الهواء وتَكَرْكَرَ الماءُ تَراجَع في مَسِيلِه والكُرْكُورُ وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فيه الماء وكَرْكَرَهُ حَبَسه وكَرْكَرَه عن الشيء دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه وفي حديث عمر رضي الله عنه لما قَدِمَ الشامَ وكان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن ذلك أَي رجع من كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ وفي حديث كناية تَكَرْكَرَ الناسُ عنه والكَرْكَرَة ضرب من الضحك وقيل هو أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ وفلان يُكَرْكِرُ في صوته كيُقَهْقِهُ أَبو عمرو الكَرْكَرَةُ صوت يردّده الإِنسانُ في جوفه ابن الأَعرابي كَرْكَرَ في الضحك كَرْكَرَةً إِذا أَغْرَبَ وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها الفراء عَكَكْتُه أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مثله شمر الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ والتَّرْدِيدِ وكَرْكَرَ بالدَّجاجة صاح بها والكَرْكرَةُ اللبن الغليظ عن كراع والكِرْكِرَةُ رَحَى زَوْرِ البعير والناقةِ وهي إِحدى الثَّفِنات الخمس وقيل هو الصَّدْرُ من كل ذي خفٍّ وفي الحديث أَلم تَرَوْا إِلى البَعِير يكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَبف هي بالكسر زَوْرُ البعير الذي إِذا برك أَصاب الأَرضَ وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ وجمعها كراكِرُ وفي حديث عمر ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ وأَسْنِمة يريد إِحضارها للأَكل فإِنها من أَطايب ما يؤكل من الإِبل وفي حديث ابن الزبير عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ وتُدْعَى إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ قال ابن الأَثير هو أَن يكون بالبعير داء فلا يَسْتَوِي إِذا برك فَيُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَى يريد إِنما تَدْعونا إِذا بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب وعند العَطاء والدَّعة غَيْرَنا وكَرْكَر الضاحِكُ شَبَّه بكَرْكَرَة البعير إِذا رَدَّدَ صوته والكَرْكَرَةُ في الضحك مثل القَرْقَرة وفي حديث جابر من ضحك حتى يُكَرْكِرَ في الصلاة فلْيُعِدِ الوضوءَ والصلاة الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق القَرْقَرة قال ابن الأَثير ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج والكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ والتَّرْديد وهو من كَرَّ وكَرْكَرَ قال وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها وأُلِحَّ على أَعرابي بالسؤال فقال لا تُكَرْكِرُوني أَراد لا تُرَدّدوا عَليَّ السؤال فأَغْلَطَ وروى عبد العزيز عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال كنا نَفْرَحُ بيوم الجمعة وكانت عجوز لنا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه في قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ من شعير فكنا إِذا صَلَّينا انصرفنا إِليها فتُقَدِّمه إِلينا فَنَفْرَحُ بيوم الجمعة من أَجله قال القَعْنَبي تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ وسمِّيت كَرْكَرَةً لترديد الرّحى على الطَّحْن قال أَبو ذؤيب إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنو بِ أَلْقَحَ منها عِجافاً حِيالا والكَرْكَرُ وِعاءُ قضيب البعير والتَّيْسِ والثور والكَراكِرُ كرادِيسُ الخيل وأَنشد نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فينا كَراكِرٌ وخَيْلٌ جِيادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها والكَراكِرُ الجماعاتُ واحدتها كِرْكِرَةٌ الجوهري الكِرْكِرَة الجماعة من الناس والمَكَرُّ بالفتح موضع الحرب وفرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان مؤَدَّباً طَيِّعاً خفيفاً إِذا كُرَّ كَرَّ وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه فَرَّ به الجوهري وفرس مِكَرٌّ يصلح للكَرِّ والحملة ابن الأَعرابي كَرْكَرَ إِذا انهزم ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ وفي حديث سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو حين اسْتَهداه النبي صلى الله عليه وسلم ماءَ زَمْزَم فاستعانَت امرأَته بأُثَيْلَةَ فقَرَتا مَزَادَتَيْنِ وجعلتاهما في كُرَّيْنِ غُوطِيَّينِ قال ابن الأَثير الكُرُّ جنس من الثياب الغلاظ قال قاله أَبو موسى وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ رجل من علماء اللغة
الكرب على وزن الضرب مجزوم : الحزن والغم الذي يأخذ بالنفس بفتح فسكون وضبط في بعض النسخ محركة ومثله في الصحاح كالكربة بالضم . ج أي : جمع الكرب كروب كفلس وفلوس . وأما الكربة فجمعه كرب كصرد ففي عبارة المؤلف إيهام وكربه الأمر والغم يكربه كربا : اشتد عليه فاكترب لذلك : اغتم فهو مكروب وكريب وإنه لمكروب النفس . والكريب : المكروب وأمر كارب . الكرب : الفتل يقال : كربته كربا أي : فتلته وقال الكميت :
" فقد أراني والأيفاع في لمةفي مرتع اللهو لم يكرب لي الطول أي : لم يفتل . الكرب تضييق القيد وقيد مكروب : إذا ضيق . وفي الصحاح : كربت القيد : إذا ضيقته على المقيد وقال عبد الله بن عنمة الضبي :
ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذا يرد وقيد العير مكروب في لسان العرب : ضرب الحمار ورتعه في روضتهم مثلا ؛ أي : لا تعرضن لشتمنا فإنا قادرون على تقييد على العير ومنعه من التصرف . وهذا البيت في شعره :
اردد حمارك لا ينزع سويته ... إذا يرد وقيد العير مكروب والسوية : كساء يحشي بثمام ونحوه كالبرذعة يطرح على ظهر الحمار وغيره . وجزم " ينزع " على جواب الأمر كأنه قال : إن تردده لا ينزع سويته التي على ظهره وقوله " إذا يرد جواب على تقدير أنه قال : لا أرد حماري فقال محبيبا له : إذا يرد . انتهى . الكرب إثارة الأرض للحرث . وكرب الأرض كربا : قلبها وأثارها للزرع . وفي الصحاح : للزراعة وبخطه في الحاشية : للحرث كالكراب بالكسر . وإطلاقه موهم للفتح ؛ ومنه المثل الآتي ذكره . وفي التهذيب : الكراب : كربك الأرض حين تقلبها وهي مكروبة : مثارة . الكرب بالتحريك أصول السعف الغلاظ هي الكرانيف واحدها كرنافة قاله الأصمعي . وعن ابن الأعرابي : سمى كرب النخل كربا لأنه استغنى عنه وكرب أن يقطع ودنا من ذلك . وفي المحكم : الكرب : أصول السعف الغلاظ العراض التي تيبس فتصير مثل الكتف . وبخط الجوهري : أمثال الكتف واحدتها : كربة . وفي صفة نخل الجنة : " كربها ذهب " . وقيل الكرب : هو ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي . قال : الجوهري : وفي المثل
" متى كان حكم الله في كرب النخل
وجدت في هامش الصحاح هذا المثل لجرير قاله لما سمع بيت الصلتان العبدي :
أيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله ... جرير ولكن في كليب تواضع فقال جرير :
أقول ولم أملك سوابق عبرة ... متى كان حكم الله في كرب النخل انتهى . قال ابن بري : ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلا وإنما هو عجز بيت لجرير فذكره قال ذلك لما بلغه أن الصلتان العبدي فضل الفرزدق عليه في النسب وفضل جريرا عليه في جوده الشعر في قوله " أيا شاعرا ... " إلى آخره فلم يرض جرير قول الصلتان ونصرته الفرزدق . قال ابن منظور : قلت : هذه مشاحة من ابن بري للجوهري في قوله : " ليس هذا الشاهد مثلا وإنما هو عجز بيت لجرير والأمثال قد وردت شعرا وغير شعر وما يكون شعرا لا يمتنع أن يكون مثلا انتهى وللشيخ على المقدسي هنا في حاشيته كلام يقرب من كلام ابن منظور بل هو مأخوذ منه نقله شيخنا وكفانا مؤنة الرد عليه . والكرب : الحبل الذي يشد على الدلو بعد المنين وهو الحبل الأول فإذا انقطع المنين بقي الكرب . وقال ابن سيده : الكرب : الحبل الذي يشد في وسط وفي أخرى : على وسط العراقي أي : عراقي الدلو ثم يثنى ثم يثلث ليلى . وفي الصحاح : ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير والجمع أكراب . قال ابن منظور : رأيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثق بها قول الجوهري : " ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير وإنما هو من صفة الدرك لا الكرب " . قلت : الدليل على صحة هذه الحاشية أن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أيضا . فقال : والدرك : قطعة حبل يشد في طرف الرشاء إلى عرقوة الدلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الرشاء . وسنذكره في موضعه . قلت : ومثله في كفاية المحتفظ وكلام المصنف في الدرك قريب من كلام الجوهري كون كليهما بمعنى . وقال الحطيئة :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا وأوله :
سيري أمامي فإن الأكثرين حصى ... والأكرمين إذا ينسبون أبا وآخره :
" أولئك الأنف والأذناب غيرهمومن يساوي بأنف الناقة الذنبا وأنشدني غير واحد من شيوخنا قول الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب :
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب وقد كرب الدلو يكربها كربا وأكربها فهي مكربة ؛ وكربها بالتشديد . قال امرؤ القيس :
كالدلو بتت عراها وهي مثقلة ... وخانها وذم منها وتكريب ومثله في هامش الصحاح . زاد ابن منظور : على أن التكريب قد يجوز أن يكون هنا اسما كالتنبيت والتمتين وذلك لعطفها على الوذم الذي هو اسم لكن الباب الأول وأوسع وأشيع . والمكرب : بضم الميم وفتح الراء من المفاصل : الممتلئ عصبا . ووظيف مكرب : امتلأ عصبا وحافر مكرب : صلب قال :
يترك خوار الصفا ركوبا ... بمكربات قعبت تقعيباوعن الليث : يقال لكل شيء من الحيوان إذا كان وثيق المفاصل : إنه لمكرب المفاصل . وفي الأساس : ومن المجاز : هو مكرب المفاصل : موثقها . المكرب : الشديد الأسر من الدواب . وإنه لمكرب الخلق : إذا كان شديد الأسر وعن أبي عمرو : المكرب من الخيل : الشديد الخلق والأسر . وقال غيره : كل العقد من حبل وبناء ومفصل : مكرب . وفي بعض النسخ : أو مفصل ابن سيده : فرس مكرب أي شديد . والإكراب - مصدر أكرب - الملء يقال : أكربت السقاء إكرابا : إذا ملأته قاله ابن دريد وأنشد :
" بج المزاد مكربا توكيرا وقيل اكراب الإناء : قارب ملأه . الإكراب : الإسراع يقال : خذ رجليك بإكراب إذا أمر بالسرعة أي : اعجل وأسرع . قال الليث : ومن العرب من يقول : أكرب الرجل إذا أخذ رجليه بإكراب وقلما يقال . وأكرب الفرس وغيره مما يعدو وهذه عن اللحياني . وقال أبو زيد : أكرب الرجل إكرابا : إذا أحضر وعدا . والإكراب بمعنييه من المجاز . والكرابة بالضم والفتح : التمر الذي يلتقط من أصول الكرب بعد الجداد والضم أعلى . وقال الجوهري : الكرابة بالضم : ما يلتقط من التمر في أصول السعف بعد ما يصرم . ج : أكربة ؛ قال أبو ذؤيب :
كأنما مضمضت من ماء أكربة ... على سيابة نخل دونه ملققال أبو حنيفة : الأكربة هنا : شعاف يسيل منها ماء الجبال واحدتها كربة . قال ابن سيده : وهذا ليس بقوي ؛ لأن فعلا لا يجمع على أفعلة . وقال مرة : الأكربة : جمع كرابة وهو ما يقع من ثمر النخل في أصول الكرب . قال : وهو غلط قال ابن سيده : وكذلك قوله عندي غلط أيضا وكأنه على طرح الزائد الذي هو هاء التأنيث هكذا في نسختنا وهو الصواب . وفي نسخة شيخنا " على طرح الزوائد " أي : بالجمع فاعتراض ؛ لأن فعالا بالضم . هكذا في سائر النسخ الأصول . وهو خطأ وصوابه : " لأن فعالة " أي : كثمامة ومثله في المحكم ولسان العرب لا يجمع على أفعلة . قال شيخنا : ثم ظاهر كلامهما أي : ابن سيده وابن منظور بل صريحه أن فعالة لا يجمع على أفعلة مطلقا فإذا سقطت الهاء جاز الجمع وليس كذلك فإن أفعلة من جموع القلة الموضوعة لكل اسم رباعي ممدود ما قبل الآخر مذكر فيشمل فعالا مثلث الأول كطعام وحمار وغراب وفعيل كرغيف وفعول كعمود . فكل هذه الأمثلة مع ما شابهها مما توفرت فيه الشروط المذكورة يجمع على أفعلة كأطعمة وأحمرة وأغربة وأرغفة وأعمدة وما لا يحصى . وكرابة على ما ذكره ابن سيده وابن منظور وقلدهما المصنف - يحتاج إلى إسقاط الزائد وهو الهاء كما هو صريح كلام ابن سيده وغيره ويزداد عليه الحكم بالتذكير باعتبار معناه ؛ لأنه الباقي . وأما مع التأنيث فلا يجوز لأن فعالا إذا كان مؤنثا كذراع وعناق لا يجمع هذا الجمع كما صرح به الشيخ ابن مالك وابن هشام وأبو حيان وغيرهم من أئمة النحو ثم قال : ولعلي القارئ في ناموسه هنا التفرقة بين المضموم والمفتوح فجوز الجمع في المفتوح دون المضموم وهو غلط محض والصواب ما قررناه . انتهى . قال الأزهري : تكربها أي الكرابة إذا التقطها . وفي بعض النسخ : تلقطها أي : من الكرب . وكرب الأمر يكرب كروبا : دنا . وكل شيء دنا فقد كرب . وقد كرب أن يكون وكرب يكون . وهو عند سيبويه أحد الأفعال التي لا يستعمل اسم الفاعل معها موضع الفعل الذي هو خبرها لا تقول : كرب كائنا . وكرب أن يفعل كذا : أي كاد يفعل . كرب الرجل : أكل الكرابة ككرب بالتشديد وهذه عن الصاغاني كربت الشمس : دنت للمغيب وكربت الشمس : دنت للغروب وكربت الجارية أن تدرك وفي الحديث : " فإذا استغنى أو كرب استعف " . قال أبو عبيد : كرب أي دنا من ذلك وقرب . وكل دان قريب فهو كارب وفي حديث رقيقة . " أيفع الغلام أو كرب " إذا قارب الإيفاع . وإناء كربان : إذا كرب أن يمتلئ وجمجمة كرباء والجمع كربي وكراب وزعم يعقوب أن كاف كربان بدل من قاف قربان . قال ابن سيده : وليس بشيء . وكراب المكوك وغيره من الآنية : دون الجمام . يقال : كربت حياة النار أي : قرب انطفاؤها ؛ قال عبد قيس بن خفاف البرجمي :
أبنى إن أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى المكارم فاعجلكرب الناقة : أوقرها ومثله في الصحاح . كرب الرجل : طقطق الكريب وهو الشوبق والفيلكون اسم لخشبة الخباز ككرب مشددا . نقله الصاغاني . كرب الرجل كسمع : انقطع كرب بالتحريك وهو حبل دلوه نقله الصاغاني . كرب كنصر أخذ الكرب من النخل نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي . كرب الرجل : زرع في الكريب الجادس . الكريب : هو القراح من الأرض والجادس : الذي لم يزرع قط قاله ابن الأعرابي . وجعل ابن منظور : مصدره التكريب . وظاهر عبارة المؤلف أنه من الثلاثي المجرد وكلاهما صحيحان . الكريب أيضا : خشبة الخباز يرعف بها في التنور ويدوره بها قال :
لا يستوي الصوتان حين تجاوبا ... صوت الكريب وصوت ذئب مقفر أي : لأن صوت الكريب لا يكون إلا في عرس أو خصب وصوت الذئب لا يكون إلا في قحط أو قفر كما نقله أبو عمرو عن الدبيرية . الكريب : الكعب من القصب أو القنا نقله ابن دريد . والكروبيون مخففة الراء وحكى التشديد فيه وهو مسموع جائز على ما حكاه الشهاب في شرح الشفاء على أنه جزم في أثناه سورة غافر في العناية بأن التشديد خطأ كما نقله شيخنا . وقال الطيبي : فيه ثلاث مبالغات : إحداها أن كرب أبلغ من قرب يحتاج إلى نقل صحيح يعتمد عليه : سادة الملائكة منهم : جبريل وميكائيل وإسرافيل هم المقربون ؛ رواه أبو الربيع عن أبي العالية . وأنشد شمر لأمية بن أبي الصلت :
ملائكة لا يفترون عبادة ... كروبية منهم ركوع وسجد مثله في الفائق وبه أجاب أبو الخطاب بن دحية حين سئل عنهم . وفي لسان العرب : الكرب : القرب والملائكة والكروبيون : أقرب الملائكة إلى حملة العرش . قلت : فكلامه صريح في أنه من الكرب بمعنى القرب وقيل إنه من كرب الخلق أي : في قوته وشدته لقوتهم وصبرهم على العبادة . وقيل : من الكرب وهو الحزن لشدة خوفهم من الله تعالى وخشيتهم إياه أشار له شيخنا . وكاربه أي : قاربه وداناه فهو مكارب له مقارب والكاف بدل من القاف . والكراب : مجاري الماء في الوادي واحده كربة كما في الصحاح . وقال أبو عمرو : هي صدود الأودية . قال أبو ذؤيب يصف النحل :
جوارسها تأوي الشعوف دوائبا ... وتنصب ألهابا مصيفا كرابهاالجوارس : جمع جارس من : جرست النحل النبات والشجر : إذا أكلته . والمصيف : المعوج من صاف السهم . والشعوف : أعالي الجبال الشعاف . والمكربات بضم الميم وفتح الراء : الإبل التي يؤتي بها إلى أبواب البيوت في أيام شدة البرد ليصيبها الدخان فتدفأ وهي المقربات . يقال : ما بالدار كراب كشداد أي : أحد . وأبو كرب : أسعد بن مالك الحميري اليماني ككتف . وقد سقط من بعض النسخ . وهو ملك من ملوك حمير أحد التبابعة . والكربة محركة : الزر بالكسر يكون فيه رأس عمود البيت من الخيمة . وكربة بالضم : لقب أبي نصر محمود بن سليمان بن أبي مطر قاضي بلخ حدث عن الفضل الشيباني . كريب كزبير تابعي وهم أربعة : كريب بن أبي مسلم الهاشمي وكريب بن سليم الكندي وكريب بن سليم الكندي وكريب بن أبرهة وكريب بن شهاب وكريب : اسم جماعة من المحدثين وغيرهم . وحسان بن كريب الحميري البصري : تابعي . وأبو كريب : محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الحافظ شيخ للبخاري صاحب الصحيح . روى عن هشيم وابن المبارك . وعنه الجماعة والسراج وابن خزيمة . توفي سنة 248 . وكان أكبر من أحمد بن محمد بن حنبل بثلاث سنين وظهر بما تقدم أنه شيخ الجماعة فلا أدري ما وجه تخصيص المؤلف بقوله : شيخ للبخاري فتأمل . وذو كريب : ع أنشد الأصمعي
تربع القلة فالغبيطين ... فذا كريب فجنوب الفاوين ومعد يكرب : اسمان وفيه لغات ثلاثة : رفع الباء ممنوعا من الصرف والإضافة مصروفا فتقول معدي كرب الإضافة ممنوعا من الصرف بجعله مؤنثا معرفة . والياء من " معدي " ساكنة على كل حال . وإذا نسبت إليه قلت : معدي . وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا مثل : بعلبك وخمسة عشر وتأبط شرا تنسب إلى الاسم الأول تقول : بعلي وخمسي وتأبطي . وكذلك إذا صغرت تصغر الأول . كذا في الصحاح ولسان العرب وصرح به أئمة النحو . والكريبة : الداهية الشديدة . والذي في الصحاح : الكرائب : الشدائد الواحدة : كريبة قال سعد ابن ناشب المازني :
فيال رزام رشحو بي مقدما ... إلى الموت خواضا إليه الكرائباقال ابن بري : مقدما منصوب برشحوا على حذف موصوف تقديره : رشحوا بي رجلا مقدما أي : اجعلوني كفؤا مهيأ لرجل 0شجاع . ووجدت في هامش الصحاح ما نصه بخط أبي سهل : " رشحوا بي مقدما " بتحريك الياء ومقدما : كمحسن . يقال : هذه إبل مائة أو كربها بالفتح على الصواب وصوب بعضهم الضم فيه أي : نحوها . وقرابها بالضم وفي نسخة : قرابتها . في المثل : الكراب على البقر لأنها تكرب الأرض أي : لا تكرب الأرض إلا بالبقر ومنهم من يقول : الكلاب على البقر بالنصب . أي : أوسد الكلاب على بقر الوحش . وقال ابن السكيت : المثل هو الأول . وسيأتي بيانه في ك ل ب إن شاء الله تعالى قريبا . أبو عبد الله عمرو بن عثمان ابن كرب بن غصص كزفر : متكلم مكي م وهو شيخ الصوفية صاب التصانيف في رأس الثلاثمائة كما نقله الحافظ . ومما يستدرك عليه : كرب الرجل كسمع : أصابه الكرب ومنه الحديث . " كان إذا أتاه الوفى كرب " . وكراب المكوك وغيره من الآنية : دون الجمام . وكرب وظيفي الحمار أو الجمل : داني بينهما بحبل أو قيد . وكوارب بالضم : قرية بالجزيرة منها القاضي المعمر شمس الدين علي ابن أحمد بن الخضر الكردي حدث عنه الذهبي