الكَرَعُ مُحَرَّكَةً : ماءُ السَّمَاءِ يَجْتَمِعُ في غَدِيرٍ أو مَسَاكٍ يُكْرَعُ فيه قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ يُقَالُ شَرِبْنَا الكَرَعَ وأرْوَيْنَا نَعَمَنا بالكَرَع قالَ الرّاعِي ونَسبه الجَوْهَرِيُّ و الصّاغَانِيُّ لابْنِ الرِّقاعِ يصفٌ ناقَةً وراعِيَها بالرِّفْقِ :
يُسِيمُهَا آبِلٌ إمّا يُجَزِّئُها ... جَزْءاً طَوِيلاً وإمّا تَرْتَعِي كَرَعَا هذه روايَةُ العُبابِ ورِوايَةُ الصِّحاحِ :
يَسُنُّها آبلٌ ما إنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيداً وما إنْ ترتوي كرعا والكَرَعُ مِنَ الدَّابَّةِ : قَوائِمُها
والكَرَعُ : دِقَّةُ السّاقِ وقال أبو عَمْروٍ : مُقَدَّمِ السَّاقَيْنِ وهُوَ أكْرَعُ وقد كَرِعَ
والكَرَعُ : السَّفِلُ مِنَ النّاسِ وفي حَديثِ النَّجَاشِيِّ : فَهَلْ يَنْطِقُ فيكُم الكَرَعُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : تَفْسِيرُه : الدَّنِئُ النَّفسِ والمَكَانِ وقالَ في حديثِ عَليٍّ : لو أطَاعَنَا أبو بَكْرٍ فيمَا أشَرْنَا عَلَيْهِ منْ تَرْكِ قِتَالِ أهْلِ الرِّدَّةِ لغَلَبَ على هذا الأمْرِ الكَرْعُ والأعْرَابُ أي : السِّفْلَةُ والطَّغَامُ من النّاسِ شُبِّهُوا بكَرَعِ الدّابَّةِ أي : قَوائِمِها للوّاحِدِ والجَمْعِ يُقَالُ : رَجُلٌ كَرَعٌ ورَجُلانِ كَرَعٌ ورِجالٌ كَرَعٌ
ومن المَجَازِ الكَرَعُ : اغْتِلامُ الجَاريَةِ وحُبُّهَا للجِمَاعِ وهِيَ كَرِعَةٌ كفَرِحَةٌ : مِغْلِيمٌ وقد كَرِعَتْ ورَجُلٌ كَرِعٌ كذلكَ
وكَرِعَ كَفَرِحَ كَرَعاً : اجْتَزَأ بأكْلِ الكُرَاعِ بالضَّمِّ وسَيَأتِي مَعْنَاه قَرِيباً
وكَرِعَ فُلانٌ كَرَعاً : شَكَى كُراعَه
أو كَرِعَ كَرَعاً : صارَ دَقيقَ الأكَارِعِ وليْسَ في نَصِّ اللِّسَانِ الأذْرُع طَوِيلَةً كَانَتْ أو قَصِيرَةً فهُوَ أكْرَعُ
وكَرِعَ الرَّجُلُ كَرَعاً : سَفَلَ ودَنُؤَ وهو مجازٌ
وكَرِعَتِ السّاقُ : دَقَّ مُقَدَّمُها عن أبي عَمْروٍ
وكَرِعَتِ السّماءُ : أمْطَرَتْ
وكَرِع كَرَعاً : سارَ في الكُرَاعِ منَ الحَرَّةِ وسَيَأتِي مَعْناهُ
وكَرِع الرجَّلُ بِطيبٍ فَصَاكَ بهِ أي : تَطَيَّبَ بِطِيبٍ فلَصِقَ بهِ
وكَرِعَت المَرْأةُ إلى الرَّجُلِ : اشْتَهَتْ إليهِ وأحَبَّتِ الجِمَاع فهِيَ كَرِعَةٌ وقد تَقدَّم وهو مجازٌ قال الزَّمَخْشَريُّ : لأنَّها تَمُدُّ إليهِ عُنُقَهَا فِعْلَ الكارِع طُمُوحاً
وكَرِعَ في الماءِ أو في الإناءِ كمَنَعَ وهو الأكْثَرُ وفيهِ لُغَةٌ ثانِيَةٌ : كَرِعَ مثل سَمِعَ كَرْعاً بالفَتْح وكُرُوعاً بالضَّمِّ تَنَاوَلَه بفِيهِ من مَوْضِعهِ منْ غَيْرِ أنْ يَشْرَبَ بكَفَّيْهِ و بإناءٍ وقِيلَ هو أن يَدْخُلَ النَّهْرَ ثُمَّ يَشْرَب وقِيلَ : هوَ أنْ يُصَوِّبَ رَأسَه في الماءِ وإن لمْ يَشْرَب وفي حَدشيثِ عِكْرمَةَ : أنَّه كَرِهَ الكَرْعَ في النَّهْرِ : وكُلُّ شيءٍ شَرِبْتَ منْهُ بفِيك من إناءٍ أو غَيْرِه فَقَدْ كَرَعْتَ ويُقَالُ اكْرَعْ في هذا الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ وقِيلَ : كَرَعَ في الإناءِ : إذا أمالَ نَحْوَه عُنُقَه فشَرِبَ مِنْهُ والأصْلُ فيهِ شُرْبُ الدَّوابِّ بفِيها لأنَّها تُدْخِلُ أكارِعَها فيه أوْ لا تَكادُ تَشْرَبُ إلاّ بإدْخَالِها فيهِ
والكارِعَاتُ : النَّخِيلُ الّتِي على وفي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ حَوْل الماء نَقَله الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيْد وهو مجازٌ كأنَّها شَرِبَتْ بُعُروقِها قالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماء :
يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِرَةٍ ... فكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : كُلُّ خائضِ ماءٍ : كارِعٌ شَربَ أو لَمْ يَشْرَبْ
وقالَ أيْضاً : يُقَالُ رَمَاهُ أي الوَحْشَ فكَرَعَه كمَنَعَه إذا أصَابَ كُراعَهُ
والكَرّاعُ كشَدَّادٍ : مَنْ يُخَادِنُ وفي بعضِ الأُصُولِ مَن يُحَادِثُ السَّفِلَ منَ النّاسِ
والكَرّاعُ أيْضاً مَنْ يَسْقى مالَه بالكَرَعِ أي بماءِ السَّمَاءِ في الغُدْرانِ
والكَرِيعُ كأمِيرٍ : الشّارِبُ منَ النَّهْرِ بيَدَيْهِ إذا فَقَدَ الإناءَ قالَهُ أبو عَمْروٍ وأمّا الكارِعُ : فهُو الّذِي رَمَى بفَمِه في الماءِ
والكُرَاعُ كغُرَابٍ مِنَ البَقَر والغَنَمِ : بمَنْزِلَةِ الوَظِيفِ منَ الفَرَسِ وهُوَ مُسْتَدِقُّ السّاقِ العَارِي عَنِ اللَّحْمِ كما في العُباب وفي الصِّحاحِ : بمَنْزِلَةِ الوَظيفِ في الفَرَسِ والبَعِيرِ وفي المُحْكَمِ : الكُرَاعُ من الإنْسَانِ : ما دُونَ الرُّكْبَةِ إلى الكَعْبِ ومن الدواب : ما دون الكعب وقالَ ابنُ بَرِّيِّ : وهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الحافِرِ : ما دُونَ الرُّسْغ قالَ : وقد يُسْتَعْمَلُ الكُرَاعُ أيْضاً للإبِلِ كما اسْتُعْمِلَ في ذَواتِ الحافِرِ كما في شِعْر الخَنْسَاءِ
فظَلَّت تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وكانَ لَها أرْبَعُ وقالت عَمْرَةُ أختُ العبّاس بن مِرْدَاسٍ رضيَ الله عنه وأُمها الخنساءُ ترثِي أخاها
فقامَتْ تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبَا فجَعَلتْ لها أكارِعَ أرْبعَةً وهو الصِّحيحُ عندَ أهْلِ اللغَةِ في ذواتِ الأرْبَعِ قالَ : ولا يَكُونُ الكُرَاعُ في الرِّجْلِ دُونَ اليَدِ إلاّ في الإنْسَانِ خاصَّةً وأمّا ما سِوَاه فيَكُونُ في اليَدَيْنِ والرِّجْلَينِ وقالَ اللِّحْيَانِيِّ : هُمَا ممّا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ قال : ولمْ يَعْرِف الأصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ وقالَ مَرَّةً أُخْرَى : وهو مُذَكَّرٌ لا غَيْرُ وقالَ سِيَبَوْيه : وأمّا كُراعُ فإنّ الوَجْهَ فيهِ تَرْكُ الصَّرفِ ومنَ العَرَبِ مَنْ يَصْرِفُه يُشَبِّهُه بذِراعٍ وهو أخْبَثُ الوَجْهَينِ يَعْنِي أنَّ الوَجْهَ إذا سُمِّيَ بهِ أنْ لا يُصْرَفَ لأنَّه مُؤَنَّثٌ
سُمِّيَ به مُذَكَّرٌ وفي الحَدِيثِ : لَوْ دُعِيتُ إلى كُراعٍ لأجَبْتُ ولو أُهْدِيَ إليَّ كُرَاعٌ أو ذِرَاعٌ لقَبِلْتُ
وقال الساجِعُ :
" يا نَفْسُ لنْ تُراعِي
" إنْ قُطِعَتْ كُراعِي
" إنَّ مَعِي ذِراعِي
" رَعاكِ خَيْرُ راعِج : أكْرُعٌ وقد تَقَدَّم شاهِدُه في قولِ الخَنْساءِ وأكارِعُ وفي الصِّحاحِ : ثُمَّ أكارِعُ كأنَّهُ إشارَةٌ إلى أنّه جَمْعُ الجَمْع وأمّا سِيبَوْيهِ فإنَّه جَعَله مِمّا كُسِّرَ على ما لا يُكَسَّرُ عليهُ مِثْلُه فِراراً من جَمْعِ الجَمْعِ وقد يُكَسَّرُ على كِرْعانٍ والعَامَّةُ تَقولُ : الكَوارِعُ
والكُرَاعُ : أنْفٌ يَتَقدَّمُ منَ الحَرَّةِ أو منَ الجَبَلِ مُمْتَدٌ سائِلٌ وهو مجازٌ وقيلَ : هو ما اسْتَدَقَّ منَ الحَرَّةِ وامْتَدَّ في السَّهْلِ وقالَ الأصْمَعِيُّ : العُنُقُ من الحَرَّةِ يَمْتَدُّ نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأحْوَص :
ألَمْ أظْلِفْ من الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كما ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُرَاعِ وقالَ غيرُه : الكُرَاعُ : رُكْنٌ من الجَبَلِ يَعْرِضُ في الطَّرِيقِ ج : كِرْعانٌ كغِرْبانٍ
والكُرَاعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ : طَرَفُه والجَمْعُ : كِرعانٌ وأكارِعُ
والكُرَاعُ اسمٌ يَجْمَعُ الخَيْلَ والسّلاح وهوَ مجازٌ
وكُراعُ الغَمِيمِ : ع على ثَلاثَةِ أمْيَال منْ عُسْفَانَ والغَمِيمُ : وادٍ أُضِيفَ إليهِ الكُرَاعُ كما في العُبابِ
وأكْرُعُ الجَوْزَاءِ : أواخِرُها قال أبو زُبَيْدٍ :
حَتّى استَمَرَّتْ إلى الجَوْزَاءِ أكْرُعُها ... واسْتَنْفَرَتْ رِيحُهَا قاعَ الأعَاصِيرِ ومن المَجَازِ أكارِعُ الأرضِ : أطْرَافُهَا القاصِيَةُ شُبِّهَت بأكارِعِ الشّاءِ والواحِدُ كُرَاعٌ ومِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ : لا بَأسَ بالطَّلَبِ في أكارِعِ الأرْضِ أي : نَواحِيها وأطْرَافِهَا
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ أكْرَعَك الصَّيْدُ وأخْطَبَكَ وأصْقَبَكَ وأقْنَى لكَ : بمَعْنَى أمْكَنَك
قالَ : والمُكْرِعاتُ من الإبِل بكسرِ الراء : اللَّواتِي تُدْخِلُ رُؤُوسَها إلى الصِّلاءِ فتَسْوَدُّ أعْنَاقُهَا وفي المُصَنَّفِ لأبي عُبَيْدٍ : هِيَ المُكْرَباتُ وقالَ غيرُه : هيَ الّتِي تُدْنَى إلى البُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ وأنْشَدَ أبو حَنِيفَةَ للأخْطَلِ :
فلا تَنْزِلْ بجَعْدِيٍّ إذا ما ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ والمُكْرَعاتُ بفتحِ الراءِ : ما غُرِسَ في الماءِ منَ النَّخِيلِ وغَيْرِها ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ : الكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ : النَّخِيلُ الّتِي على الماءِ قالَ : وهِيَ الشَّوارِعُ ووُجِدَ هكذا بكَسْرِ الرّاءِ في سائِر نُسَخِ الصِّحاحِ وقدْ أكْرَعَتْ وهيَ كارِعَةٌ ومُكْرِعَةٌ وقالَ أبو حَنِيفَةَ : هي الّتِي لا يُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا وأنْشَدَ :
أو المُكْرَعاتُ من نَخِيلِ ابنِ يامنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللائِي يَلينَ المُشَقَّرَا وفي العُبابِ : هو قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِيلِ
وفَرَسٌ مُكْرَعُ القَوَائِمِ كمُكْرَم : شَدِيدُها قالَ أبو النَّجْمِ :
" أحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُكْرَعُ وقالَ الخَليلُ : تَكَرَّعَ الرَّجُلُ أي : تَوضَّأَ للصلاةِ لأنَّهُ أمَرَّ الماءَ على أكارِعِه أي : أطْرافِهِ وقالَ الأزهَرِيُّ : تَطَهَّرَ الغُلامُ وتَكَرَّعَ وتَمَكَّنَ : إذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : يُقَالُ للضَّعِيفِ الدِّفَاعِ : فُلانٌ ما يُنْضِجُ الكُرَاعَ
والكُرَاعُ بالضَّمِّ نُبْذَةٌ من ماءِ السَّماءِ في المَساكاتِ وهُوَ مَجَازٌ مُشَبَّهُ بكُراعِ الدَّابَّةِ في قِلَّتِه
وكُرَاعا الجُنْدُبَ : رِجْلاهُ وهوَ مجازٌ ومنه قَوْلُ أبي زُبَيْدٍ :
ونَفَى الجُنْدبُ الحَصَى بكُرَاعَي ... هِ وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ وكُراعُ الأرْضِ : ناحِيَتُها
وأكْرَعَ القَوْمُ : إذا صَبَّتْ عليهمُ السَّماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتَّى يَسْقُوا إبِلَهُمْ منه وفي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ شرِبْتُ عُنْفُوانَ المَكْرَعِ هو مَفْعَلٌ من الكَرْعِ أرادَ بهِ : عَزَّ فشَرِبَ صافِيَ الأمْرِ وشَرِبَ غَيْرُه منَ الكَدَرِ وقالَ الحُوَيْدِرَةُ :
وإذا تُنازِعُكَ الحَديثَ رَأيْتَها ... حَسَناً تَبَسُّمُها لَذيذَ المَكْرَعِوقَرَأتُ في المُفَضَّليّاتِ : قالَ : المَكْرَع : تَقْبيلُه إياها أخذَه من قَوْلِكَ : كَرَعْتُ في الماء ويُرْوَى لَذِيذَ المَشْرَعِ
وقالَ أحمَدُ بنُ عُبَيْدٍ : المَكْرَعُ : ما يَكْرَعُ منْ رِيقِها قال : لَذِيذَ المَكْرَع فنقَلَ الفِعْلَ وأقَرَّهُ على الثّانِي فتَرَكَه مُذَكَّراً ولَيْسَ هُوَ الأصْلُ لأنّكَ إلى نَقَلْتَ الفِعْلَ إلى الأوّلِ أضَفْتَ وأجْرَيْتَه على الأوَّلِ في تأْنِيثِه وتَذْكِيرِه وتَثْنِيَتِهِ وجَمْعِه ورُبَّمَا أقَرُّوه على الثّاني وهُوَ قَليلٌ فتَقُولُ إذا أجْرَيتَ المَنْقُولَ على الثاّني وأقْرَرْتَه له : مَرَرْتُ بامْرَأةٍ كَرِيم الأبِ
والكَرَعُ مُحَرَّكَةً : الّذِي تَخُوضُهُ الماشِيَةُ بأكارِعِها
وأكْرَعُوا : أصابُوا الكَرَعَ
والمُكْرَعاتُ : النَّخْلُ القَرِيبَةُ من البَيُوتِ
وأكارِعُ النّاسِ : السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأكارِعِ الدّوابِّ وهو مَجازٌ
وأبو رِياشٍ سُوَيْدُ بنُ كُراعَ : منْ فُرْسانِ العَرَبِ وشُعَرائِهِم وكُرَاعُ : اسمُ أمِّهِ لا ينْصَرِفُ واسمُ أبيهِ عَمْروٌ وقيل : سَلَمَةُ العُكْلِيُّ قالَ سِيَبَويهِ : وهُوَ من القِسْمِ الّذِي يَقَعُ فيهِ النَّسَبُ إلى الثّانِي لأنَّ تَعَرُّفَهُ إنّما هُوَ بهِ كابْنِ الزُّبَيْرِ وأبي دَعْلَجٍ
قالَ ابنُ دُرَيدٍ : وأمّا الكَرَّاعَةُ بالتَّشْدِيدِ الّتِي تَلْفِظُ بها العامَّةُ فكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ
والكَوارِعُ من النَّخِيلِ : الكارِعاتُ
وفَرَسٌ أكْرَعُ : دَقِيقُ القَوائِمِ وهي كَرْعاءُ
وكَرَّعَ في الماءِ تَكْرِيعاً ككَرِعَ
وذَا مَكْرَعُ الدّوابِّ ومَكارِعُها
ويَوْمُ الأكارِعِ : هو يومُ النَّفْرِ الأوَّلِ
الرَّوْعُ : الفَزَعُ راعَهُ الأَمْرُ يَروعُه رَوْعاً وفي حديث ابن عبّاسٍ إذا شَمِطَ الإنسانُ في عارِضَيْهِ فذلكَ الرَّوْعُ . كأَنَّه أَرادَ الإنذارَ بالمَوتِ . وقال الليثُ : كُلُّ شيءٍ يَروعُكَ منه جَمالٌ وكَثرَةٌ تَقول : راعَني فهو رائعٌ كالارْتِياعِ قال النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يصف ثَوراً :
فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ ويقال : ارْتاعَ منه وله . والتَّرَوُّع قال رُؤْبة :
ومَثَلُ الدنيا لمَن تَرَوَّعا ... ضَبَابَةٌ لا بُدَّ أن تَقَشَّعا
" أو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا الرَّوْع : د باليمنِ قربَ لَحْجٍ نقله الصَّاغانِيّ . الرَّوْعة : الفَزْعة وهي المَرّةُ الواحدةُ من الرَّوْع : الفزَع والجمعُ رَوْعَاتٌ ومنه الحديث : " اللهُمَّ آمِنْ رَوْعَاتِي واسْتُرْ عَوْرَاتي " وفي الحديث : " فأعطاهُم برَوْعَةِ الخَيل " يريد أنَّ الخيلَ راعَتْ نساءَهم وصِبيانَهم فأعطاهم شيئاً لِما أصابَهم من هذه الرَّوْعة . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّوْعة : المَسحَةُ من الجَمال والرَّوْقَة : الجَمالُ الرائِق . قال الأَزْهَرِيّ : يقال : هذه شَرْبَةٌ راعَ بها فؤادي أي : بَرَدَ بها غُلَّةَ رُوعي ومنه قولُ الشاعر :
سَقَتْني شَرْبَةً راعَتْ فؤادي ... سَقاها اللهُ من حَوْضِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلَّم . وراعَ فلانٌ : أَفْزَع كرَوَّعَ تَرْوِيعاً لازِمٌ مُتعَدٍّ فارْتاعَ نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديث : " لن تُراعوا ما رَأَيْنا من شيءٍ " وقد رِيعَ يُراعُ : إذا فَزِعَ . وقولهم : لا تُرَعْ أي لا تَخَفْ ولا يَلْحَقْكَ خوفٌ قال أبو خِراشٍ :
" رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْفقلتُ وأَنكرْتُ الوجوهَ : همُ هُمُ وللأنثى : لا تُراعي قال قَيْسُ بني عامر :
أيا شِبْهَ لَيْلَى لا تُراعي فإنَّني ... لكِ اليومَ من وَحْشِيَّةٍ لصَديقُ
راعَ فلاناً الشيءُ : أَعْجَبه نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديثُ في صفةِ أهلِ الجنَّةِ : " فيَرُوعُه ما عَلَيْه من اللِّباسِ " أي يُعجبُه حُسنُه . راعَ في يدي كذا وراقَ أي أفادَ نقله الصَّاغانِيّ هكذا في كتابَيْه ولكنه فيهما فادَ بغيرِ ألف ثمّ وَجَدْتُ صاحبَ اللِّسان ذَكَرَه عن النوادرِ في ريع : راعَ في يدي كذا وكذا وراقَ مثلُه أي : زادَ فعُلِمَ من ذلك أنّ الصَّاغانِيّ صَحَّفَه وقلَّدَه المُصَنِّف في ذِكرِه هنا وصوابُه أن يُذكَر في التي تَليها فَتَأَمَّلْ . راعَ الشيءُ يَروعُ ويَريعُ رُواعاً بالضَّمّ : رَجَعَ إلى مَوْضِعِه . وارْتاعَ كارْتاحَ نقله ابْن دُرَيْدٍ وأوردَه الجَوْهَرِيّ في ريع فإنّ الحَرفَ واوِيٌّ يائِيٌّ وذكر هنا أنه سُئِلَ الحسَنُ البَصْريُّ عن القَيءِ يَذْرَعُ الصائمَ فقال : هل راعَ منه شيءٌ ؟ فقال له السائلُ : ما أدري ما تقول فقال : هل عادَ منه شيءٌ ؟ . ورائِعَةٌ : مَنْزِلٌ بين مكّةَ والبَصرةِ أو هو ماءٌ لبَني عُمَيْلةَ ومَوْضِعٌ بين إمَّرَةَ وضَرِيَّةَ كما في العُباب أو هو أي هذا المَوضعُ المذكور بالباءِ المُوَحَّدةِ وهذا خطأ والصوابُ : أو هو بالغَينِ المُعجَمة ففي مُعجَمِ البَكرِيِّ : رائِغَةُ بالغَين : مَنْزِلٌ لحاجِّ البَصرةِ بين إمَّرَةَ وطَخْفَةَ كما سيأتي إن شاءَ اللهُ تعالى في روغ . ودارٌ رائِعَةٌ : مَوْضِعٌ بمكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى جاءَ ذِكرُه في الحديث . هكذا ضبطه الصَّاغانِيّ بالعَين المُهمَلة وفي التبصير للحافظ : رائِغَة بالغَينِ المُعجَمة : امرأةٌ تُنسَبُ إليها دارٌ بمكّة يقال لها : دارُ رائِغَةَ قيَّدَها مُؤْتَمَنٌ الساجِيُّ هكذا فَتَنَبَّه لذلك به قَبْرُ آمِنَةَ أمِّ النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ورَضِيَ اللهُ عنها في قولٍ وقيل : في شِعْبِ أبي دُبٍّ بمكّةَ أيضاً وقيل : بالأَبْواءِ بين مكّةَ والمدينةِ شرَّفهُما اللهُ تعالى والقولُ الأخيرُ هو المشهور . ورائِعٌ : فِناءٌ من أَفْنِيَةِ المدينةِ على ساكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام . وكشَدَّادٍ : الرَّوَّاعُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ التُّجِيبيّ . وسُلَيْمانُ بنُ الرَّوَّاعِ الخُشَنيُّ شيخٌ لسعيدِ بن عُفَيْر وأحمدُ بنُ الرَّوَّاع بن بُرْدِ بنِ نَجيحٍ المِصريّ المُحدِّثون ذَكَرَهم ابنُ يونُسَ هكذا وأَوْرَدَهم الصَّاغانِيّ في هذا الباب وهو خطأٌ والصوابُ بالغَين المُعجَمةِ في الكلِّ كما ضَبَطَه الحافظُ بنُ حجَرٍ وسيأتي للصاغانيِّ في الغَينِ أيضاً على الصواب وتَبِعَهُ المُصَنِّف هناك من غيرِ تَنْبِيه فليُتَنَبَّه لذلك . الرَّواع : امرأةٌ شَبَّبَ بها رَبيعةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ . مُقتَضى سِياقُه أنّه كشَدَّاد وهو المفهومُ من سِياقِ العُباب فإنّه أَوْرَدَه عَقِبَ ذِكرِه الأسماءَ التي تقدَّمَت وضبطهم كشَدّادٍ والصوابُ أنّه كسَحابٍ كما هو مضبوطٌ في التكملة أو هي كغُراب وهذا أكثر حيثُ يقول :
ألا صَرَمَتْ موَدَّتَكَ الرُّوَاعُ ... وجَدَّ البَينُ منها والوَداعُ وقال بِشرُ بن أبي خازِمٍ :
تحَمَّلَ أَهْلُها منها فبانوا ... فَأَبْكَتْني منازِلُ للرُّواعِوأبو رَوْعَةَ الجُهَنيُّ : ممّن وَفَدَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم المدينةَ مع أخيه لأمِّه عبدِ العُزَّى بنِ بَدْرٍ الجُهَنيّ رَضِيَ اللهُ عنهما ولم يَذْكُرْ أبا رَوْعَةَ الذَّهَبيُّ ولا ابنُ فَهْدٍ فهو مُستَدرَكٌ عليهما في مُعجَمَيْهِما . والرُّوع بالضَّمّ : القَلب كما في الصحاح أو الرُّوع : مَوْضِعُ الرَّوْع أي الفزَعِ منه أي من القَلب أو رُوعُ القَلبِ : سَوادُه وقيل : الذِّهْنُ وقيل : العَقل الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ويقال : وَقَعَ ذلك في رُوعي أي نَفْسِي وَخَلَدي وبالي وفي الحديث : " إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حتى تَسْتَكمِلَ رِزقَها فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَّلَب " قال أبو عُبَيْدة : معناه : في نَفْسِي وَخَلَدي ونحو ذلك ومنه الحديث : قال صلّى الله عليه وسلَّم لعُروَةَ بنِ مُضَرِّس بنِ أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطائيِّ رَضِيَ اللهُ عنه - حين انتهى إليه وهو بجَمْعٍ قبلَ أن يُصلّي الغَداةَ فقال : يا نبيَّ اللهِ طَوَيْتُ الجَبلَيْن ولَقِيتُ شِدَّةً - : " أَفْرَخَ رُوعُكَ مَن أَدْرَكَ إفاضَتَنا هذه فقد أَدْرَكَ " عني الحَجَّ أي خَرَجَ الفزَعُ من قَلْبِك هكذا فَسَّرَه أبو الهَيثَم ويُروى رَوْعُك بالفَتْح أو هي الرِّوايةُ فقط . قال الأَزْهَرِيّ : كلُّ من لَقِيتَه من اللُّغَويِّين يقول : أَفْرَخَ رَوْعُه بفتحِ الراء إلاّ ما أَخْبَرني به المُنذِريُّ عن أبي الهَيثَمِ أنّه كان يقول : إنّما هو أَفْرَخَ رُوعُه بالضَّمّ . وفي العُباب : قال أبو أحمدَ الحسَنُ بنُ عَبْد الله بنِ سعيدٍ العَسكَريُّ : أَفْرَخَ رَوْعُك أي زالَ عنكَ ما تَرْتَاعُ له وتخافُ وذهبَ عنك وانْكشفَ كأنّه مأخوذٌ من خروجِ الفَرْخِ من البَيضَةِ وانكِشافِ الغُمّةِ عنك وقال أبو عُبَيْدٍ : أَفْرِخ رَوْعَك تفسيرُه : ليَذهبْ رُعبُكَ وَفَزَعُك فإنّ الأمرَ ليس على ما تُحاذِرُه . وفي حديثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عنه : أنّه كَتَبَ إلى زيادٍ وذلك أنّه كان على البَصْرةِ وكان المُغيرَةُ بنُ شُعبةَ على الكُوفَةِ فتُوفِّيَ بها فخافَ زيادٌ أن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عَبْد الله بنَ عامِرٍ مكانَه فَكَتَبَ إلى مُعاوِيةَ يُخبِرُه بوفاةِ المُغيرَة ويُشيرُ عليه بتَولِيَةِ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ مكانَه ففَطِنَ له مُعاوِيَةُ وَكَتَبَ إليه : قد فَهِمْتُ كِتابَكَ وليُفْرِخْ رُوعُكَ أبا المُغيرَةِ وقد ضَمَمْنا إليكَ الكُوفةَ مع البَصرةِ . المَشهورُ عندَ أئمَّةِ اللُّغَة بالفَتْح إلاّ أبا الهَيثَم فإنّه رواهٌ بالفَتْح والمَعنى : أي أَخْرِجْ الرَّوْعَ من رُوعِك أي الفزَعَ مِن قَلْبِك . قال أبو الهَيثَمِ : ويقال : أَفْرَخَتِ البَيضةُ إذا خَرَجَ الفَرخُ منها قال : والرَّوْعُ بالفَتْح : الفزَعُ والفزَعُ لا يَخْرُجُ من الفزَعِ وإنّما يخرجُ من مَوْضِعٍ يكونُ فيه الفزَع وهو الرُّوعُ بالضَّمّ قال : والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البَيضَة يقال : أَفْرَخَتِ البَيضَةُ إذا تفَلَّقَتْ عن الفَرْخِ فَخَرَجَ منها وأَفْرَخَ فؤادُ رجُل : إذا خَرَجَ رَوْعُه قال : وَقَلَبَه ذو الرُّمَّةِ على المَعرِفَةِ بالمَعنى فقال يصفُ ثَوْرَاً :
وَلَّى يَهُزُّ اهْتِزازاً وَسْطَها زَعِلاً ... جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِهِ الكُرَبُ قال : ويقال : أَفْرِخْ رُوعَكَ على الأمرِ أي اسْكُنْ وأْمَنْ قال الأَزْهَرِيّ : والذي قالَه أبو الهَيثَمِ بَيِّنٌ غيرَ أنِّي أَسْتَوحِشُ منه ؛ لانْفِرادِه بقَولِه . وقد يَسْتَدرِكُ الخلَفُ على السَّلَفِ أَشْيَاءَ رُبَّما زَلُّوا فيها . فلا نُنكِر إصابَة أبي الهَيثمِ فيما ذهبَ إليه وقد كان له حَظٌّ من العِلمِ مَوْفُورٌ رَحِمَه اللهُ تعالى . وناقةٌ رُوَاعَةُ الفُؤاد ورُواعُه بضَمِّهما إذا كانت شَهْمَةً ذَكِيّةً قال ذو الرُّمَّةِ :
رَفَعْتُ له رَحْلِي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... رُواعِ الفؤادِ حُرَّةِ الوَجهِ عَيْطَلِوالرَّوْعاء : الفرَسُ والناقةُ الحَديدةُ الفؤادِ ولا يُوصَفُ به الذَّكَر كما في الصحاح وفي التهذيب : فرَسٌ رُواعٌ . بغيرِ هاءٍ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ رَوْعَاء : ليستْ من الرَّائِعَة ولكنّها التي كأنَّ بها فزَعٌ من ذَكائِها وخِفَّةِ رُوحِها . والأَرْوَع من الرِّجال : مَن يُعجِبُكَ بحُسنِه وجَهارَةِ مَنْظَرِه مع الكرَمِ والفَضْلِ والسُّؤْدُدِ أو بشَجاعتِه وقيل : هو الجميلُ الذي يَروعُكَ حُسنُه ويُعجِبُكَ إذا رَأَيْتَه قال ذو الرُّمَّةِ :
" إذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضْحَى كأنَّهعلى الرَّحْلِ ممّا مَنَّهُ السَّيْرُ أَحْمَقُ وقيل : هو الحَديد ورجلٌ أَرْوَعُ : حَيُّ النَّفْسِ ذَكِيٌّ كالرَّائِع ج : أَرْوَاعٌ ورُوعٌ بالضَّمّ . أمّا الرُّوعُ فجمعُ أَرْوَع ورَوْعَاء يقال : رِجالٌ رُوعٌ ونِسوَةٌ رُوعٌ . وأمّا الأَرْواعُ فجَمعُ رائِعٍ كشاهِدٍ وأَشْهَاد وصاحِبٍ وأَصْحَابٍ ومنه حديثُ وائِلِ بنِ حُجْرٍ : إلى الأَقْيالِ العَباهِلَةِ والأَرْواعِ المَشابيبِ . وهم الحِسانُ الوجوه الذين يَرُوعونَ بجَهارَةِ المَناظرِ وحُسنِ الشارات . وقيل : هم الذينَ يَروعونَ الناسَ أي يُفزِعونَهم بمَنظَرِهم ؛ هَيْبَةً لهم والأوّلُ أَوْجَه . والاسمُ : الرَّوَع مُحرّكةً يقال : هو أَرْوَعُ بَيِّنُ الرَّوَعِ وهي رَوْعَاءُ بَيِّنَةُ الرَّوَعِ والفِعلُ من كلِّ ذلك واحدٌ فالمُتَعَدِّي كالمُتَعَدِّي . وغيرُ المُتَعَدِّي كغيرِ المُتَعَدِّي . قال الأَزْهَرِيّ : والقياسُ في اشتِقاقِ الفِعلِ منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعَاً . قال شَمِرٌ : رَوَّعَ خُبْزَه بالسَّمْنِ تَرْوِيعاً ورَوَّغَه إذا رَوّاهُ به . قال ابنُ عَبّادٍ : أَرْوَعَ الراعي بالغنَم إذا لَعْلَعَ بها قال : وهو زَجْرٌ لها . المُرَوَّع كمُعَظَّمٍ : مَن يُلقى في صَدْرِه صِدقُ فِراسَةٍ أو من يُلهَمُ الصوابَ وبهما فُسِّرَ الحديثُ المَرفوع : " إنَّ في كلِّ أمَّةٍ مُحَدَّثينَ ومُرَوَّعينَ فإنْ يكُنْ في هذه الأُمَّةِ أُحَدٌّ فإنَّ عُمرَ منهم " وكذلك المُحدَّث كأنّه حُدِّثَ بالحَقِّ الغائبِ فَنَطَقَ به . وَتَرَوَّع الرجلُ : تفَزَّعَ وهذا قد تقدّمَ له في أوّلِ المادةِ وأنشدْنا هناكَ شاهِدَه من قَوْلِ رُؤْبَةَ فهو تَكْرَارٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الرُّوَاع بالضَّمّ : الفزَعُ راعَني الأمرُ رُواعاً بالضَّمّ ورُووعاً ورُؤُوعاً عن ابْن الأَعْرابِيّ . كذلك حكاهُ بغَيرِ هَمُزٍ وإن شِئْتَ هَمَزْت وكذلك رَوَّعَه إذا أَفْزَعَه بكَثْرَتِه أو جَمالِه . ورجلٌ رَوِعٌ ورائِعٌ : مُتَرَوِّعٌ كِلاهما على النَّسَبِ صَحَّت الواوُ في رَوِعَ ؛ لأنّهم شَبَّهوا حَرَكَةَ اللِّينِ التابعِ لها فكأَنَّ فَعِلاً فَعيلٌ وقد يكونُ رائِعٌ فاعِلاً في معنى مَفْعُول كقَولِه :
" ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقولُ الشاعرِ :
" شُذَّانُها رائِعَةُ من هَدْرِهِ أي : مُرْتاعَةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : وقالوا : راعَهُ أمرُ كذا أي بَلَغَ الرَّوْعُ رُوعَه . والرّائِعُ من الجَمال : الذي يُعجِبُ رُوعَ مَن رآه فيَسُرُّه . وكلامُ رائِعٌ أي فائِقٌ وهو مَجاز . وزِينَةٌ رائعةٌ أي حَسَنَةٌ . وفرَسٌ رَوْعَاء ورائعةٌ : تَرُوعُكَ بعِتْقِها وخِفَّتِها قال :
رائِعَةٌ تَحْمِلُ شَيْخَاً رائِعا ... مُجَرَّباً قد شَهِدَ الوَقائِعاونِسوَةٌ رَوائع ورُوعٌ . وقلبٌ أَرْوَعُ ورُوَاعٌ : يَرْتَاع لحِدَّتِه من كلِّ ما سَمِعَ أو رأى . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ أَرْوَعُ كرجُلِ أَرْوَعَ . وشَهِدَ الرَّوْعَ أي الحَربَ . وهو مَجاز . وثابَ إليه رُوعُه بالضَّمّ أي ذهبَ إلى شيءٍ ثمّ عادَ إليه . ويقال : ما راعَني إلاّ مَجيئُك معناه : ما شَعَرْتُ إلاّ بمَجيئِك كأنّه قال . ما أصابَ رُوعي إلاّ ذلك وهو مَجاز وفي حديثِ ابنِ عَبّاسٍ : فلم يَرُعْني إلاّ رجُلٌ آخِذٌ بمَنْكِبي . أي لم أَشْعُرْ كأنّه فاجأه بَغْتَةً من غيرِ مَوْعِدٍ ولا مَعْرِفَةٍ فراعَه ذلك وأَفْزَعَه . وقال أبو زيدٍ : ارْتاعَ للخَيرِ وارْتاحَ له بمعنىً واحدٍ . وأبو الرُّوَاعِ كغُرابٍ : من كُناهُم . والرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْد الله بنِ الحارثِ بن نُمَيْرٍ : أمُّ زَرْعَةَ وعَلَسٍ ومَعْبَدٍ وحارِثَةَ بني عَمْرِو بن خُوَيْلِدِ بن نُفَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ كلابٍ . والأَرْوَع : الذي يُسرِعُ إليه الارْتِياعُ نقله ابنُ بَرِّيّ في ترجمة عجس . ومَرْوَعٌ كَمَقْعَدٍ : مَوْضِعٌ قال رُؤْبةُ :
فباتَ يَأْذَى مِن رَذاذٍ دَمَعَا ... مِن واكِفِ العِيدانِ حتى أَقْلَعا
" في جَوْفِ أَحْبَى من حِفَافَيْ مَرْوَعا وراعَ الشيءُ يَروعُ : فَسَدَ وهذا نَقَلَه شَيْخُنا عن الاقْتِطاف . والمُراوَعَة - مُفاعَلة من الرَّوْع - : قريةٌ باليمن وبها دُفنَ الإمامُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عمرَ الأَهْدَل أحَدُ أَقْطَابِ اليمن وولَدُه بها بارَكَ الله في أَمْثَالِهم