الكَرْدُ : العُنُقُ لُغَة في القَرْدِ فارِسِيّ مُعَرَّب قال الشاعر :
فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ... فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ وقال آخر :
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ... ضَرَبْنَاهُ دُون الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ أَوْ أَصْلُها وهو مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق وتأْنيثُ الضَّمير على لغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ وهي مَرجُحةٌ قاله شيخُنا . وفي اللسان : والحَقيقة في الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ . والكَرْدُ : السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً : ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ في الحَمْلَةِ . وفي حديثِ عُثْمَانَ رضي اللهُ عنه لمَّا أَرادوا الدُّخول عليه لقتله " جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه " أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم والكَرْدُ : القَطْعُ ومنه : شَرِبٌ مَكْرُودٌ أَي مقطوع . والكُرْدُ بالضمِّ : جِيلٌ معروف وقبائلُ شَتَّى : أَكْرَادٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ واختُلِف في نَسبهم فقيل جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍو مُزَيْقَاءَ وهو لَقَبٌ لعَمْرٍو لأَنه كان كلَّ يوم يَلْبَس حُلَّةً فإِذا كان آخر النهار مَزَّقها لئلا تُلْبَس بعدَه ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ هكذا في سائر النُّسخ والصواب أَنْ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر ويَدُلُّ له قولُ الشاعِرِ :
أَنَا ابنُ مُزَيقِيَا عَمْرٍو وجَدِّي ... أَبوه عامرٌ ماءُ السَّماءِ
هكذا رواه أَهلُ الأَنْسَاب كابن حَزْمٍ وابن رَشِيق والسُّهَيليّ ويرويه النحويّون أَبُوه مُنْذِرٌ بدل عامر وهو غَلَطٌ قاله شيخُنا وإِنما لُقِّب به لأَنه كان إِذا أَجْدَب القَوْمُ وحَلَّ بهم المَحْلُ مَانَهم وقامَ بِطَعَامِهِم وشرابِهم حتى يَأْتِيهَم المَطَرُ فقالوا له : ماءُ السماءِ . قلت : وعامرٌ ماءُ السماءِ أَعْقَب عِمْرَانَ بن عامِر وعَمْراً مُزَيْقِياءَ فهما ابنا عامرٍ ماءِ السماءِ ابن حارِثةَ الغِطْرِيف بنِ امرِىء القيس الغطريفِ بن ثَعْلَبة البُهْلول بن مازن السِّراج بن الأَزد والعَقِب من عمرٍو مُزؤقياءَ في سِتِّ أَبْطُنٍ : ثَعْلَبَة العَنْقَاء وحارِثَة وجَفْنَة وعِمْرَان ومُحَرِّق وكَعُب . أَولاد عَمْرو ومن ثَعلبةَ العنقاءِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ كما حقّقناه في مُؤلّفاتنا في هذا الفن وهذا الذي ذهب إِليه المُصنّف هو الذي جَزم به ابنُ خِلِّكان في وَفَيات الأَعيان في ترجمة المُهلَّب بن أَبي صُفْرة . قال : إِن الأَكْرَاد من نَسْل عَمْرٍو مُزيقياءَ وَقَعوا إِلى أَرْض العَجَم فتَنَاسَلُوا بها وكَثُر وَلَدُهم فَسُمُّوا الأَكرادَ قال بعضُ الشعراءِ :
" لَعَمْرُوكَ مَا الأَكْرَادُ أَبْنَاءُ فَارِسٍولكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرِهكذا زَعمَ النسّابون . وقال ابنُ قُتَيبة في كتابِ المَعَارِف : تَذْكُر العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طعام بِيورَاسفُ . وذلك أَنه كان يَأْمُر أَن يُذْبضح له كُلَّ يوم إِنسانانِ ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما وكان له وزيرٌ يقال له أَرياييل فكان يذبَح واحداً ويُبْقِي واحداً يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى جَبلِ فَارِس فتوالَدوا في الجِبال وكَثُروا . قال شيخنا : وقد ضَعَّفَ هذا القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنساب . قلت : وبيوراسف هذا هو الضَحَّاك المارِي مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ وفي مفاتيحِ العُلومِ هو مُعَرَّب دَهْ آك أَي ذو عَشْرِ آفاتٍ وقيل معرَّب أَزدها أَي التّنِّينُ للسَّلْعَتَيْنِ اللَّتينِ كانَتَا له وقال أَبو اليقظان : هو كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ بن عامر بن صَعْصَعَةَ وقد أَلَّفَ في نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلاَّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ وذكر فيه أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ وخَبَطَ فيه خَبْطَ عَشْوَاءَ ورَجَّح فيه أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح وهم قبائلُ كثيرةٌ ولكنهم يَرجِعُون والكلهر واللّر . ثم إِنّهمِ يتشَّعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لا تُحْصَى مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم . ثم نَقَلَ عن مناهج الفكر ومباهج العبر للكُتْبِيّ ما نَصُّه : أَمَّا الأَكرادُ فقال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهورة : الكُرْدُ أَبو هذا الجِيلِ الذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد فزعمَ أَبو اليَقْظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عامر بن : ربيعةَ بنِ عامر بن صَعْصَعَةَ . وقال ابن الكبلبِيِّ : هو كُرْد بن عمرو مزيقياءَ . وقعوا في نَاحِيَةِ الشَّمَال لَمَّا كان سَيْلُ العَرِم وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا . وقال المسعوديُّ : ومن الناس مَن يَزعم أَن الأكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نِزارٍ ومنهم مَن يزعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ ب نزارٍ ومنهم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام . والظاهر أَن يكونوا من نَسْلِ سامٍ كالفُرْسِ لما مَرَّ من الأَصْل وهم طوائف شَتَّاى والمعروف منهم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والجاوانية والرضائية والسروجية والهارونية واللرية إِلى غير ذلك من القبائل التي لا تُحْصَى كَثْرَةً وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل انتهى كلامُ المسعوديذ ونقلبه هكذا العلامة محمد أَفندي الكُرديّ في كتابه . قلت : والذي نقل البُلبيسيّ عن المسعوديّ نصّ عبارته هكذا تنازعَ الناس في بدءِ الأَكراد فمنهم من رأى أَنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل انفردوا في الجبال قديماً لحالٍ دعتهم إِلى ذلك فجاوروا الفُرس فحالت لغتهم إِلى العُجمة وولدَ كلّ نوع منهم لغة لهم كُردية ومنهم من رأى أَنهم من ولدمضر بن نزار وأَنهم من ولد مضر بن نزار وأَنهم من ولد كُرد بن مرد بن صعصعة بن هوزان انفردوا قديماً لدماءٍ كانت بينهم وبين غسّانَ ومنهم من رأي أَنهم من ولد ربيعة بن مضر اعتصموا بالجبال طلباً للمياه والمرعي فحالوا عن العربية لمن جاورهم من الأُمم وهم عند الفُرس من ولد كرد ابن إٍسفنديار بن منوجهر ومنهم من أَلحقهم بإِماءِ سليمان عليه السلام حين وقع الشيطانُ المعروف بالجَسد على المنافقات فعلِقن منه وعُصِمَ منهن المؤمنات فلما وضعْن قال : أكردوهن إِلى الجبال . منهم ميمون بن جابان أَبو بصير الكردي قاله الرشاطي عن أَبيه انتهى ثم قال محمد أَفندي المذكور : وقيل أَصل الكرد من الجنّ وكل كرديّ على وجه الأَرض يكون رُبعه جِنيًّا وذلك لأَنهم من نسل بِلْقيس وبلقيس بالاتفاق أُمها جِنيّة وقيل : عصى قوم من العرب سليمانَ عليه السلام وهربوا إِلى العجم فوقعوا في جَوَارٍ كان اشتراها رجل لسليمان عليه السلام فتناسلت منها الأَكراد وقال أَبو المعين النسفيّ في بحر الكلام : ما قيل إِن الجنّيّ وصل إِلى حرم سليمان عليه السلام وتصرف فيها وحصل منها الأَكراد باطلٌ لا أَصل له انتهى . قلت : وذكر ابن الجواني النسّابة فيآخر المقدمة الفاضليّة عند ذِكر ولد شالخ بن أَرفخشذ ما نصُّه : والعقب من فارسان بنأَهلوا بن أَرم بن أَرفخشذ أَكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأَكراد هذا على أَحد الأَقوال وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس فيقول كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هَوَازان بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان ويجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم في خروجه إِلى بلاد العجم مغاضِباً لأَهله فأَوْلد فيها ما أُوْلد . قال : وعليه اعتمد الأَرقطيّ النسابة في شجرته . ومن أَراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور وفيما ذكرنا كفاية والله أَعلم . لوا بن أَرم بن أَرفخشذ أَكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأَكراد هذا على أَحد الأَقوال وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس فيقول كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هَوَازان بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان ويجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم في خروجه إِلى بلاد العجم مغاضِباً لأَهله فأَوْلد فيها ما أُوْلد . قال : وعليه اعتمد الأَرقطيّ النسابة في شجرته . ومن أَراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور وفيما ذكرنا كفاية والله أَعلم
الكُرْدُ : الدَّبْرَةُ مِن المَزَارِعِ معرب وهي المَشَارات أَي سَواقيها الواحدةُ بهاءٍ والجمع كُرُودٌ قال الصاغانيّ : وهو مما وافق كلامَ العرب من كلام العجم كالدَّشْتِ والسَّخْت
الكُرْدُ : بالبيضاءِ بفارسَ منها أَبو الحسن عليّ بن الحسن بن عبد الله الكُرْدِيّ . كُرْدُ بنُ القاسِم وأَظُّن هذا تصحيفاً من كُرْدِين بن القاسم مُحَدِّثٌ وكذا محمّد بن كُرْدِ الإسْفَرَايِنِيُّ . ومُحَمد بن عَقيل المعروف بابن الكُرَيْدِيِّ بالتّصغير . وكُرْدِينُ لقب واسمه عبدُ الله بنُ القاسِمِ مُحَدّث هكذا ساق هذه الأَسماَ الصاغانيُّ في تَكملته وقلَّده المصنف والذي في التبصير للحافظ أَن المُسَمَّى بعبد الله بن القاسم يعرف بكُورِين ويكنى أَبا عبيدة وأَما ابن كُرْدِين فاسمه مِسْمع فتنبَّهْ لذلك . والكِرْدِيدَةُ بالكسر : العطْعَةُ العَظِيمةُ من التَّمْرِ وهي أيضاً جُلَّتُه أَي التَّمرِ عن السيرافيّ قال الشاعر :
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له كِرْدِيدَهْ ... يأْكُلُ مِنْهَا وهُوَ ثانٍ جِيدَهْ أَنشد أَبو الهيثم :
" قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَهْ
" وأَبْلَغَتء كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ الكِرْدِيدَةُ : ما يُبْقَى في أَسْفَلِها أَي الجُلَّةِ مِنْ جَانِبَيْهَا مِن التَّمْرِ كذا في الصحاح كَرَادِيدُ وكِرَادٌ الأَخير بالكسر قال الشاعر :
القاعِدَات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ ... والآكِلاَت بَقِيَّاتِ الكَرَادِيدِ كالكِرْديَةِ بالكسر عن الصاغانيّ . وعبدُ الحَمِيدِ بنُ كَرْدِيدِ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ وهو صاحب الزِّيَاديّ . وكارَدَهُ : طارَدَهُ ودَافَعَه قيل ومنه اشتقاق الكُرْدِ الطائِفَة المشهورة . ومما يستدرك عليه : يقال : خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه أَي بقَفَاه أَورده الأَزهري في رباعيّ التهذيب . وأَبو عليّ أَحمد بن محمد الكَرْدِيّ بفتح الكاف هكذا ضبطه حمزة ابن يوسف السهميّ مُحدّث روَى عن أَبي بكر الإِسماعيليّ . وجابر بن كُرْدِيّ الواسِطيّ بالضمّ ثِقَةٌ عن يَزِيدَ بن هارونَ والكَرْد بالفتح : ماءٌ لبني كِلاب في وَضحِ حِمَى ضَرِيَّة . ومحمّد بن أَحمد بن كردان محدِّث . وعُمر بن الخليل أَبو كِرْدِينِ بالكسر وَليَ قضاءَ أَصبهانَ وحدّث عن حمّاد بن مَسْعَدة ذكره أَبو نُعيم في تاريخه . وأَبو الفضل أَحمد بن عبد المنعم ابن الكِرْدِيديّ وأَبو بكر أَحمد بن بدران الكِرْدِيدِيّ وعُمر بن عبد الله ابن إِسحاق الكِرْدِيديّ مُحَدّثون
الرَّوْدُ : الطَّلَبُ مصدرُ رادَ يَرُود كالرِّيادِ بالكسر والارتيادِ والاسترادة ويقالك رادَ أَهلَه يَرْودُهم مَرْعًى أو منزلاً رِيَاداً وارتادَ لهم ارْتِيَاداً . ومنه الحديث : إذا أَرادَ أَحَدُكُمْ أَن يَبُول فلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ أَي يَرتاد مكاناً دَمِثاً ليٍّناً منحدِراً لئلاّ يَرْتدَّ عليه بَوْلُه ويَرْجع عليه رَشاشُه . والرَّوْد : الذهابُ والمجيءُ يقال : رادَ يَرُود إذا جاءَ وذهب ولم يَطْمئنّ . ومالِي أَراك تَرُودُ منذُ اليوم ومصدره الرَّوَدَانُ والمرُرَوَادَةُ والرِّوَادُ والرِيدُ بكسرهما كذا في النُّسخ . وفي التّكملة : الرِّيدةُ . قال والأَصل رِوْدة . والإِرادةُ : المَشِيئةُ وأَرادَ الشَّيْءَ : شاءَهُ . وراوَدْتُه على كذا مُرَاودَةً ورِوَاداً أي أَرَدْته قال ثعلب : الإِرادَةُ تكون محبةً وغير محبة وأَرادَه على الشَّيءِ كأَداره . وأَرَدْتُه بكلِّ رِيدة وهو اسمٌ يُوضع مَوضِع الارتيادِ والإرادة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادَةِ
والفرق بين الطلب والإِرادة : أَن الإِرادة قد تكون مُضمرةً لا ظاهرةً والطَّلب لا يكون إِلا ! ّ لِمَا بَدا بفِعْل أو قول كما في شرح أَمالي القاليّ لأبي عبيد البكريّ . وهل مَحلّ الإِرادة الرأْسُ أو القلبُ ؟ فيه خِلافٌ انظره في التوشيح . وفي اللسان : والإرادة : المَشِيئةُ أَصله الواو لقولك : رَاوَدَه أي أَردَه على أَن يفعل كذا إلا أن الواو سَكنتْ فنُقِلت حَركتُها إلى ما قبلَها فانقَلَبَتْ في الماضي ألفاً وفي المستقبل ياءً وسقَطَتْ في المصدر لمجاوَرتِها الأَلفَ الساكنَةَ وعُوِّض منها الهاء في آخره . والرَّائِدُ : يَدُ الرّحَآ وقال ابن سيده : مَقْبٍضً الطاحِن من الرَّحَى . والرائدُ : المُرْسَلُ في الْتِمَاس النُّجْعَة وطَلبِ الكَلإِ ومساقط الغَيْث والجمعُ : رُوَّادٌ مثل زائر وزُوَّار . وفي حديث عليٍّ في صفة الصحابة رضي الله عنهم يَدْخلُون رُوَّاداً ويخرجون أَدِلَّةً أَي يَدْخُلونَ طالِبينَ للعِلْم مُلْتمَسِينَ للحِلْم من عِندِه ويخرجون أَدِلَّةً هُداةً للناس . ورِيادُ الإبل : اختلافُها في المَرْعَى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً وقد رَادَت تَرُود . قاله أبو حنيفةَ والموضع من ذلك : مَرَادٌ ومُسْتَرادٌ وقد استَرَادت الدَّوَابُّ : رَعَتْ . وكذلك مَرَادُ الرِّيح وهو المكانُ الذي يُذْهَب فيه ويُجَاءُ قال جَنْدَلٌ :
" والآلُ في كلّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قًسٍّ :
" وَمرَاداً لمَحْشَرِ الخَلْقِ طُرَّا وعن الأَصمعيّ : يقال : امرأَةٌ رادَةٌ بلا هَمْز التي تَرودُ وتَطُوف وبالهمزة : السريعةُ الشَّبَابِ . وقد تقدَّمَ في موضعه وامرأَة رادٌ ورَوَادٌ بالتخفيف غير مهموز ورُوَادةٌ كَثُمامَة ورائِدةٌ ورَؤُدٌ الأَخيرةُ عن أبي عليٍّ : طَوَّافَةٌ في بُيُوت جاراتِها وقد رَادَتْ تَرُود رَوْداً ورَوَدَأناً محركةً فهي رَادَةٌ إذا أَكثَرَت الاختلاف إلى بيوت جاراتها . ورجُلٌ رادٌ أي رائدٌ وقد جاءَ في شعر هُذيل رادَ رادُهم وبَعثوا رادَهم قال أَبو ذُؤَيب يَصف رَجُلاً حاجاً طلَبَ عَسَلاً :
فباتَ بِجَمْع ثُمَّ تَمَّ إلى مِنىً ... فأَصبَحَ راداً يَبتَغِي المزْجَ بالسَّحْل أي طالباً فإما أن يكون فاعلاً ذهَبَتْ عينُه أو أن أصله رَوَدٌ : فعلٌ مُحرّكةً بمعنى فاعلٍ وعلى الأَخير إنما هو على النَّسَب لا على الفعْل . وفي حديث ماعز : كما يَدْخُل المِرْوَدُ في المُكْحُلة . هو بالكسر : المِيلُ الذي يُكْتَحَلُ به . ودار المُهْرُ والبازِي في المِرْوَد وهي حَدِيدةٌ مَشدودةٌ بالرَّسَن تَدُور معه في اللِّجَامِ . والمِرْوَد : مِحْوَرُ البَكْرَةِ إذا كان مِن حَديد . وقولهم : امْشِ على رُودٍ بالضّمّ أَي مَهَلٍ قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ :
تكادُ لا تَثْلِمُ البَطْحَاءَ وَطْأَتُها ... كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشِي عَلى رُودِ تصغير رُوَيْد : قال أَبو عُبَيْد عن أَصحابه : تكبير رُوَيْد : رَوْدٌ وتقول منه قد أَرْوَدَ في السَّيْر إِرْوَاداً في السَّيْر إِرْوَاداً ومُرْوَداً كمُكْرَمٍ قال امرؤ القَيْس :
وأَعْدَدْت للخَيْرِ وَثَّابةً ... جَوَادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِومَرْوَداً : بفتح الميم كالمَخْرَج ورُوَيْداً ورُوَيْداءَ الأخير بالمدّ ورُوَيْديَةً الأَخيرتان عن الصاغانيّ إذا رَفَقَ والإِرواد : الإِمهالُ ولذلك قالوا : رُوَيْداً مهلاً بدَلاً من قولهم : إِرواداً التي بمعنى أَرْوِدْ فكأَنه تصغيرُ التّرخيم بطَرْح جميعِ الزوائد . وهذا حُكْم هذا الضربِ من التحقير . وقال ابن سيده : وهذا مذهب سيبويه في رُوَيْد لأنه جعله بَدَلاً من أَرْوِد غير أَن رُوَيْداً أَقرَبُ إلى إرواد منها إلى أَرْوِدْ لأنها اسم مثل إِرواد . وذهب غير سيبويه إلى أن رُوَيداً تصغير رُود . كما تقدم . قال وهذا خطأ لأن رُوداً لم يوضَع مَوضِعَ الفِعْل كما وُضِعَت إِرواد بدليل أَرْوِدْ . وقالوا رُوَيْدَكَ عَمراً أي أَمْهِلْهُ فلم يجعلوا للكاف موضعاً وإنما هي للخطاب . وإِنَّما تَدخله الكافُ إذا كان بمعنَى أَفْعِلْ دون غيره ويكون حينئذ لوجوهٍ أربعة : الأول : أن يكون اسم فِعل تقول رُوَيْدَ زَيداً أَي أَرْوِدْ زَيْداً بمعْنَى أَمْهِله . والثاني : أن يكون صِفةً تقول سارُوا سَيْراً رُوَيْداً قاله سيبويه . والثالث : أن يكون حالاً نحو قولك : سارَ القَومُ رُوَيْداً اتَّصل بالمعرِفَة فصار حالاً لها . قال الأزهريُّ : ومن ذلك قولهُم : ضَعْه رُوَيْداً أَي وَضْعاً رُوَيْداً ومن ذلك قولُ الرَّجلِ يُعالِج الشيءَ رُوَيْداً إنما يريد أن يقول : عِلاجاً رُوَيداً قال : فهذا على وَجْهِ الحال إِلا أن يظهر الموصوفُ به فيكون على الحال وعلى غير الحال . والرابع : أن يكون مَصدراً نحو قولك : رُوَيْدَ عمْرٍو بالإِضافة كقوله تعالى : " فَضَرْبَ الرِّقابِ . ونقل الأزهريُّ عن اللَّيْث : إذا أرَدْت بِرُوَيْدَ : الوعيدَ نَصبتَها بلا تَنوين . وأنشد :
رُوَيْدَ نُصاهِلْ بالعراقِ جِيادَنا ... كأنَّكَ بالضَّحَّاكِ قد قامَ نادِبُهْ قال الأََزهريًّ : وإذا أَردْت برُويد المهلَةَ والإِروادَ في الشيءِ فانْصِب ونَوِّنْ تقولك امْش رُوَيْداً . قال : وتقول العرَبُ : أَرْوِدْ في معنى رُوَيْداً المَنصوبة . قال ابن كَيسان في باب رُوَيداً : كأَنَّ رُوَيْداً من الأَضداد تقول رُوَيْداً إذا أَرادوا : دَعْه وخَلِّه وإذا أَرادوا : ارفُقْ به وأَمْسكْه قالوا : رُوَيْداً زَيْداً . قال : وتَيْدَ زَيْداً بمعناها . ويقال للمذكر : رُوَيْدَكَنِى ولها أي للمؤنث رُوَيْدَكِنِى بكسر الكاف وفي المثنى : رُوَيْدَكُمانِى وفي جمع المذكر : روَيْدَكُموني وفي جم المؤنث رُوَيْدَكُنَّنِي قال الأَزهريُّ عند قوله : فهذه الكافُ التي أُلحقت لتَبْيِينِ المخاطبِ في رُوَيْداً قال : وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رُوَيْداً قد يَقع للواحد وللجَمْع والذّكَر والأُنثى فإنما أُدخل الكاف حيث خِيفَ الْتِبَاسُ من يُعْنَى مِمَّن لا يُعْنَى وإنما حذفت في الأول استغناءً بعلْم المخاطب لأَنه لا يُعْنَى غَيْرُه . وقد يقال : رُوَيْداً لمن لا يُخَأف أَن يَلْتَبِس بمن سِواه توكيداً وهذا كقولهم : النَّجَاءَكَ والوَحَاكَ تكون هذه الكاف عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيين . ورَادت الرِّيحُ تَرُود رَوْداً ورُؤداً وَرَوَدَاناً : جالَتْ وفي التهذيب : تَحَرَّكتْ تَحرُّكاً خَفيفاً . ويقال ريحٌ رَوْدٌ ورُوَاد ورائدَةٌ أَي لَيِّنَةُ الهُبُوب قال جرير :
أَصَعْصَعَ إِنَّ أُمَّكَ بعْدَ لَيْلَى ... رُوَادُ اللَّيْل مُطْلَقَةُ الكِمَامِ وريحُ رَادَةٌ إذا كانت هَوْجاءَ تَجئُ وتَذْهَب ومَرَادُ الرِّيح حيث تَجِيءُ وتَذهَب . وما تُريدُ ويقال فيه ما تُريتُ : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ إِليها يُنسب أبو منصور الماتُريديّ المُتكلِّم . وقد سَبَقَ في فصل الفوقية . والرِّوَنْدُ الصِّينيُّ كَسِبَحْل : دواءٌ م وهو أَنواعٌ أَربعةٌ أَعلاها الصِّينيّ ودونه الخُرَاسانيّ ويعرف برَاوَنْدِ الدَّوابّ تستعمله البياطرةُ وهو خَشَبٌ أَسودُ مُرَكَّبُ القُوَى إلا أن الغالب عليه الحَرُّ واليُبْس والأَطبَّاءُ يَزيدُونَها أَلفاً فيقولون : رَاوَنْد . والذي في اللسان : الرِّيوَنْدُ الصِّينيّ دَواءٌ باردٌ جيِّد للكَبد وليس بعربيّ مَحْض . وَرَاوَنْدُ : ع أو قرية بقَاشَانَ بنواحي أَصْبهانَ قال رجلٌ من بني أَسد اسمُه نَصرُ بن غالب يَرثي أَوْسَ بن خال وأُنَيْساً :أَلمْ تَعْلَما ما لِيَ برَاوَنْدَ كُلِّها ... ولا بخُزاقٍ من صَديقٍ سِوَاكُما قلت : وهي المشهورة الآن بأَرْوَنْد وأهلُهَا شِيعَةٌ منها أَبو حيَّانَ بن بشْرِ بنِ المُخَارِق الضَّبّيّ الأَسَدى القاضي بأَصبَهان روى عن أَبي يُوسفَ القاضِي وغيرِه ومات سنة 238 ، قاله السّمعاني . قلت : ومنها الإمام المحدث ضياء الدين فضل الله بن علي بن عبيد الله الرَّاوَندي وولدُه الشريفُ العلامةُ على ابنُ فضْلِ الله صاحب كتاب نثْر اللآلى وله عَقِبٌ . وأَما أبو الفضل وأبو الحُسَين أحمد بن يَحْيَى الرَّاوَنْدِيّ فإِنّه من أَهلِ مَرْوِ الرُّوذِ المدينةِ المشهورةِ قاله الصاغانيّ هكذا
ومما يستدرك عليه : إِنا قومٌ رادَةٌ جمعُ رائد كحاكة جمع حائك وقد جاء ذلك في حديث وفْدِ عبد القَيْسِ . وفي حديث مَعْقِل بن يَسار : فاسْتَرادَ لأَمرِ اللهِ أَي رَجَعَ ولانَ وانقادَ . ومن أَمثالهم الرّائدُ لا يَكْذبُ أَهْلَهُ يُضْرَب مثلاً للذي لا يَكْذِب إذا حدَّثَ . والرَّائدُ : الذي لا منزل له . والحُمَّى رائدُ المَوتِ أَي رَسولُه الذي يتقدمه كرائد الكلإ وهو مجاز
ومنه أَيضاً :
" أُعيذك بالواحِد
" مِن شَرِّ كُلِّ حاسِد
" وكُلِّ خَلْقٍ رَائِدِ أي الذي يتقدَّم بمكروه . ومن المجاز : قولهم فلانٌ مُسْترادٌ لمثله وفُلانَةُ مسترادةٌ لمثْلِها أي مِثْلُه ومِِثْلُهَأ يُطْلَب ويَشحُّ به لِنَفَاسَته وقيل : معناه مُسترادُ مِثْلِهِ أَو مِثْلِها واللام زائدة وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ : ولكنَّ دَلاًّ مُسْتراداً لمثلِهِ وضَرْباً لِلَيْلَى لا تَرَى مثلَه ضَرْبَا ورادَ الدَّارَ يَرُودُها : سأَلَها قال يَصِف الدارَ :
" وقَفْتُ فيها رائداً أَرُودُهَا ورادَت الدَّوابُّ رَوْداً وَرَوَدَاناً واسترادَت : رَعَتْ قال أَبو ذُؤَيْب :
وكَأنَ مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً ... حَيْثُ استَرادَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ والروائد : المختلفةُ من الدّوابّ وقيل : الرّوائدُ منها : التي تَرعَى من بَيْنِهَأ وسائِرُهَا مَحبوسٌ عن المَرْتَع أَو مَرْبُوطٌ . وفي التهذيب : والرّوائدُ من الدّوابّ : التي تَرْتَعُ
ورائِدُ العين : عُوَّارُها الذي يَرُود فيها . ويقال : باتَ رائدَ الوِسادِ ورجلٌ رائدُ الوِسَادِ إذا لم يَطمئنَّ عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وأَنشد :
تَقُولُ له لمّا رأَتْ خَمْعَ رِجْلِهِ ... أَهذا رَئِيسُ القَوْمِ رادَ وِسَادُها دعا عليها بأَنْ لا تَنَأم فيطمَئنّ وِسادُها . والرِّيَادُ وذَبُّ الرِّيَادِ : الثَّورُ الوَحشيّ سُمِّيَ بالمصدر قال ابنُ مُقْبل :
يُمَشِّى بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّهُ ... فتًى فارِسِيٌّ في سَرَواِيلَ رامحُوأَرادَهُ إلى الكلام إذا أَلْجَأَه إليه . ومن المجاز : قولُهُ تعالى : فَوجَدَا فيها جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ أَي أَقَامَه الخَضِرُ وقال يريد والإرادة إنما تكون من الحَيَوَأنِ والجِدَارُ لا يريد إِرادةً حقيقية لأن تَهَيُّؤَه للسُّقوطِ قد ظَهَر كما تَظَهَرُ أَفعالُ المُرِيدينَ فوصَفَ الجِدَارَ بالإِرادةِ إذا كانت الصُّورتانِ واحدةً ومثل هذا كثيرٌ في اللُّغَة والشِّعر وفي حديث عَليٍّ : إن لبَنِي أمية مَرْوَداً يَجْرزُون إليه وهو مَفْعَلٌ من الإِرواد الإِمهال كأَنّه شبَّه المُهْلة التي هُمْ فيها بالمِضْمارِ الذي يَجْرُون إليه والميم زائدة . قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللِّحْيانيّ من قولهم : هَرَدْتُ الشْيءَ أهَرِيدُه هِرَادَةً فإنّمَا هُوَ على البَدل . وراوَدَ جارِيَتَه عن نفسها وراودَتْه هي عن نَفْسِه إذا حاولَ كلُّ واحد من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ ومنه قوله تعالى : " تُراوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ " فجعَلَ الفِعْلَ لها . والمُرَاوَدة : المُرَاجَعَةُ والمُرَادَدَةُ . وراوَدْتُه عن الأَمْرِ وعليه : دَارَيْتُه . والمِرْوَد : المَفْصِلُ . والمِرْوَد : الوَتِدُ حكاه السُّهَيْليُّ في الرَّوض . ومن الأَمثال : الدَّهْر أَرْوَدُ مُسْتَبِدٌّ أي لَيِّنُ المعاملةِ غالِبٌ على أَمْرِه . والدَّهْرُ اَرْوَدُ ذُو غَير أي يعمل عمله في سكون لا يُشْعَرُ به . وقولهم : إن كنْت تُرِيدِينني فأنَا لكَ أَرْيَدُ قال الأَخفَشُ : هذا مَثَل وهو مقلوب وأَصله : أَرْوَد . والرائد : الجاسوس : والرُّوَيْدة : قرية بالصعيد . ورَوَّاد وأَبو الرّوَّاد : من الأَعلام . وأَبو سعيد بِشْرُ بن الياس الرِّيوَدي بكسر فسكون ففتح هكذا ضبطه الحافظ حدَّث عن حامد بن شَبِيب وغيره