الزَّبْرُ : القَوِىُّ الشِّديدُ من الرجال . وهو مُكَبَّر الزُّبَيْر : وفي حَدِيثِ صَفِيَّة بنت عبد المطلب :
" كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا
" أَأَقِطاً وتَمْرَا
" أَو مُشْمَعِلًّا صَقْرَا كالزِّبِرِّ كطِمِرٍّ وهذه عن أبي عَمْرٍو . وقال أبو مُحَمَّد الفَقْعَسِيّ :
" أكون ثَمَّ أسَداً زِبِرَّا من المَجاز : الزَّبْر العَقْلُ والرّأي والتَّمَاسُكُ . ومالُه زَبْرٌ أَي مالَه رَأْيٌ . وقيل : مالَه عَقْلٌ وتَمَاسُكٌ . وهو في الأَصل مَصْدَر . وماله زَبْرٌ وَضَعُوه على المَثَل كما قالوا : مالَه جُولٌ وفي الحَدِيث " الفَقِير الذي لا زَبْرَ له " أَي عَقْل يَعتَمِد عليه
الزَّبْر : الحِجَارَةُ . الزَّبْر : طَيُّء البِئْرِ بها أَي بالحِجَارة يقال : بِئْر مَزْبُورة . وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً : طَوَاهَا بالحِجَارَة وقد ثَنَّاه بَعْضُ الإغَفْال وإن كَان جِنْساً فقال :
حتَّى إِذَا حَبْلُ الدّلاّءِ انْحَلاًّ ... وانْقاضَ زَبْرَا حَالِهِ فابْتَلاَّ
الزَّبْر : الكلامُ . هكذا هو مَوجود في سائشر أُصول الكتَاب . ولم أَجد له شاهِداً عليه فليُنْظَر . والزَّبْر : الصَّبْرُ . يقال : ماله زَبْرٌ ولا صَبْرٌ قال ابنُ سِيدَه : هذه حَكَايَة ابن الأَعرابيِّ . قال : وعندي أَنَّ الزَّبْرَ هنا العَقْل . والزَّبْر : وَضْعُ البُنْيَانِ بعضِه على بَعْض . والزَّبْر : الكِتابُة . يقال : زضبَرَ الكِتَابَ يَزبُره ويَزْبِرُه زَبْراً : كَتَبَه . قال الأَزْهَرِيّ . وأعْرِفُه النَّقْشَ في الحِجَارَة . وقال بعضهم : زَبَرْت الكِتَابَ إِذَا أتقَنْتَ كتِابَتَه . كالتَّزْبِرَة . قال يَعْقُوب : قال الفَرّاءُ : ما أَعرِف تَزْبِرَنِي فإما أَن يَكُون مَصْدَر زَبَرَ أَي كَتَب . قال ولا أَعِرفُها مُشَدَّدَةً . وإمَّا أَنْ يَكُون اسماً كالتَّنْبِيَهِ لمُنْتَهى الماءِ . والتَّوْدِيَة للخَشَبة التي يُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَة حكاها سِيبَوَيِه وقال أعرابي . لا أَعرِف تَزْبِرَتي أَي كِتابَتِي وخَطِّي . والزَّبْر : الانْتِهارُ . يقال : زَبَره عن الأمْر زَبْراً : انْتَهَره . وفي الحَدِيث : " إِذَا رَدَدْتَ على السّائلِ ثَلاثاً فلا عَلَيْك أَن تَزْبُرَه " أَي تَنْتَهِره وتُغِلظ له في القَوْل والرَّدِّ . والزَّبْر : الزَّجْر والمَنْعُ والنَّهْىُ . يقال : زَبَرَه عَنِ الأمْرِ زَبْراً نَهَاه ومَنَعَه وهو مَجَاز لأنَّ مَنْ زَبَرْتَه عن الغَيّ فقد أحْكَمْتَه كَزبْرِ البِئْر بالطَّيِّ يَزْبُر بالضَّمّ ويَزْبِرُ بالكسر في الثّلاثَةِ الأخِيرة الكَسْر عن الكِسَائيّ في مَعْنَى المَنْع أَي النَّهْى والمَنْع والانتِهَار وهذا التَّخْصِيصُ يُخْالِف ما في الأُمَّهات من أَن الزَّبْر بمعْنَى النَّهْى والانْتهار مُضارعه يَزْبُر بالضَّمّ فقط وبأنّ الزَّبْر بمعنَى الكِتَابِة يُسْتَعْمَل مُضَارِعه بالوَجْهَيْن كما تقّدم إلا أَن يُجاب عن الأَخير بأنَّ المُرادَ بالثَّلاثة الكِتَابَة والانْتِهَار والمَنْع وأمَّا النَّهْي ففي مَعْنَى الانْتِهار ليس بزِائد عَنْه وفيه تأَمُّل . والزِّبْرُ بالكسر : المَكْتوبُ ج زُبُورٌ بالضَّمّ كقِدْر وقُدُورٍ و ومنه قرأ بعضهم : " وآتضيْنَا دَاوُودَ زُبُوراً " . قلت : هو قِراءَة حَمْزة
وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : " أنّه دَعَا في مَرضه بدَوَاة ومِزْبَر فكَتَب اسمَ الخَلِيفَة بَعْدَه " المِزْبَرُ كمِنْبَرٍ : القَلَمُ لأنه يُكْتَبُ به . والزَّبُورُ بالفتح : الكِتَابُ بمعنَى المَزْبُورِ ج زُبُرٌ بضَمَّتَيْن كرَسُول ورُسُل وإنّما مَثَّلْتُه به لأَن زَبُوراً ورَسُولاً في معنى مَفْعُول قال لَبِيد :
وجَلاَ السُّيُولُ عن الطُّلُولِ كأَنَّها ... زُبُرٌ تَخُدّ مُتُونَهَا أقَلامُهاوقد غَلَب الزَّبُور على كَتِاب دَاوودَ عليه وعلى نَبِيّنا أفْضَل الصلاة والسّلام وكُلُّ كِتَاب زَبُورٌ قال الله تعالى " ولَقَد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بَعِد الذِّكْرِ " قال أَبو هُرَيْرَة . الزَّبُور : ما أُنزِل على دَاووَد مِنْ بَعْد الذِّكر : من بعد التَّوْراة . وفي البصائر للمُصَنِّف : وسُمِّيَ كِتَابُ دَاوودَ زَبُوراً لأنَّه نَزَلَ من السَّمَاءِ مَسْطُوراً . والزَّبُور : الكِتَابُ المَسْطُور . وقيل هو كُلّ كِتَاب يَصْعُب الوُقُوفُ عليه من الكُتُب الِإلِهيَّة . وقيل : هو اسمٌ للكِتَاب المَقْصُور على الحِكْمَةِ العَقِلْيَّة دُونَ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة والكتاب لِما يتَضَمَّن الأحكامَ . وقرأَ سَعِيد ابنُ جُبَيْر " في الزُّبُورِ " وقال : الزُّبُور : التَّوراة والإنْجِيلُ والقُرآنُ . قال : والذِّكر : الذي في السَّمَاءِ . وقيل : الزَّبُور فَعُول بمَعْنَى مَفْعُول كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ . والزُّبْرَةُ بالضَّمّ : هَنَةٌ ناتِئَةٌ من الكَاهِل وقِيلَ : هو الكَاهِلَ نَفْسُه . يقال : شَدَّ للأَمْر زُبْرَتهَ أَي كاهِلَه وظَهْرَه . وهو أزبَرُ ومُزْبِرٌ هكذا كأحْمَد ومُحِسن في سائر الأُصول وهو وَهَمٌ والصَّوابُ : وهو أَزبرُ ومَزْبَرَانِيّ أَي عَظِيمُها أَي الزُّبْرِة زُبْرِة الكاهِل . يقال : أَسَدٌ أزبَرُ ومَزْبَراِنٌّي والأُنثى زَبْرَاءُ وسيأْتي في المُسْتَدْركات . والزُّبْرَةُ : القِطْعَةُ من الحَدِيدِ الضَّخْمَةُ ج زُبَرٌ كصُردَ وزُبُرٌ بضَمَّتَيْن . قال الله تعالى : " آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ " وقوله تعالى : " فتَقَطَّعُوا أمْرَهُم بَيْنَهُم زُبُراً " أَي قِطَعاً . قال الفَرّاءُ في هذه الآية : مَنْ قرأَها بفتَح الباِء أراد قِطَعاً . مثل قوله تعالى : " آتُوِني زُبَرَ الحَدِيد " قال : والمعنى في زُبَر وزُبُرٍ واحدٌ ومثْلَه قال الجَوْهَرِيّ . وقال ابن بَرِّيّ : مَن قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُور لا زُبْرة لأنَّ فُعْلَة لا تُجْمَع على فُعُل والمعنَى : جَعَلُوا دِينَهم كُتُباً مختلفةً . ومن قَرَأ زُبَراً وهي قراءَة الأعْمش فهي جمع زُبْرَة فالمَعْنَى تَقَطَّعوا قِطَعاً . قال : وقد يجوز أَن يكون جَمْع زَبُورٍ وقد تَقَدَّم . وأصله زُبُرٌ ثم أُبدل من الضَّمَّة الثَّانِيَة فَتْحَة كما حَكَى بعضُ أهْلِ اللغة أَنّ بعضَ العَرَب يقول في جمع جَدِيد : جُدَدٌ وأَصْلُه وقياسه جُدُدٌ كما قالُوا : رُكَبَات وأصله رُكُبات مثل غُرُفات وقد أجازوا غُرَفَات أيضاً ويُقَوِّي هذا أَنَّ ابن خالَوَيه حَكَى عن أبي عَمْرو أنه أجازَ أَن يقْرَأ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً فزُبْراً بالإسكان هو مخفَّف من زُبُر كعُنْق مُخفَّف من عُنُق . وزُبَرٌ بفتح الباء مُخفَّف أيضاً من زُبُر برَدِّ الضَّمَّة فَتْحةً كتَخْفِيف جُدَد من جُدُد . هذا وقد فَاتَ المُصَنِّفَ جمعُ الزُّبْرَة بمَعْنَى الكاهِل قالوا : يُجْمَع على الأزْبار وأنشدوا قول العَجَّاج :
" بهَا وقَدْ شَدُّوا لهضا الأزْبارَا وأنكره بَعْضُهُم وقالوا : لا يُعرَف جَمْع فُعْلَة على أفْعَال وإنما هو جَمْع الجَمْع كأنّه جَمَع زُبْرة على زُبَر وجَمَع زُبَراً على أزْبار ويكون جَمَع زُبْرَة على إرادَة حَذْف الهاءِ . والزُّبْرَة : الشَّعْرُ المجتمعُ بينَ كَتِفَيِ الأسَد وغيره كالفَحْل . وقال اللَّيْث : الزُّبْرة : شَعرٌ مُجْتَمِعٌ على مَوْضِع الكَاهِلِ من الأسَد وفي مِرْفَقَيْه وكُلُّ شَعرٍ يكون كذلك مُجْتَمِعاً فهو زُبْرةٌ . وزُبْرةُ الحَدَّادِ : السِّنْدَانُ . ومن المَجَازَ : الزُّبْرَة : كَوْكَبٌ من المَنَازِل على التَّشبيه بزُبْرةِ الأسدِ . قال ابن كِنَاسَةَ : من كَواكبِ الأسدِ الخَرَاتَانِ وهما كَوْكَبان نَيِّرَان بكاهِلَيِ الأسَد بينهما قَدْرُ سَوْطٍ يَنْزِلُهُمَا القَمَرُ وهي يمانية . والأزَبرُ : المُؤذِي نقله الصّاغانِيّ . وزَبْرَاءُ : بُقْعَةٌ قُرْبَ : تَيْمَاءَ نقله الصَّاغانِيّوزَبْرَاءُ : جَارِيَةٌ سَلِيطَةٌ كانَت للأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ التَّمِيميّ المشْهُور في الحِلْم وكانَت إِذا غَضِبَت قال الأَحْنَفُ : هاجَتْ زَبْرَاءُ فصارت مَثَلاً لكلّ أَحدٍ حَتَّى يقال لِكُلِّ إنسان إِذا هَاجَ غَضَبُه : هَاجَتْ زَبرَاؤُه . وفاته : زَبْراءُ : مَولاة بنِي عَدِيّ عن حَفْصةَ وزَبْرَاءُ مَولاةُ عَلِيِّ عنه . والزَّبْرَاءُ بِنْتُ شَنٍّ في نَسَب قُضَاعَةَ . وزَبَرَانُ محرّكةً : ة بالجَنَدِ من اليَمَنِ . منها زَيدُ بنُ عبدِ اللهِ الفقيهُ الزَّبَرَاني . وزِبَارُ بنُ مَيْسور الفَتْحُ . والزُّبَيْر بضم الزاي وفَتحِ الباءِ - ولو قال : مصغراً أَو اقْتصَرَ على قَوْله بالضَّمّ كان أَخْصر كما هو عادَتُه - ابنُ العَوَّام أَبو عَبْدِ الله القُرَشِيّ الأَسَدِيّ حَوَارِيّ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَتلَه عُمَيْر بنُ جُرْمُوزٍ بَغْياً وظُلْماً . وقد أَلَّفْت في نَسَب وَلدِه كُرَّاسة لطِيفة . والزُّبَيْر بنُ عبدِ اللهِ الكِلابيّ أَدركَ الجاهِلِيَّةَ ويقال : إنه رَأَى النَّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم . والزُّبَيْر بنُ عُبَيْدَةَ الأَسَديّ من المهاجرين قَدِيمُ الإِسلام ذَكَرَه ابنُ إِسحاق . والزُّبَيْر بنُ أَبي هالَةَ رَوَى وائِلُ بنُ داوودَ عن البَهِيّ عنه صَحابيون . والزَّبِيرُ كأَمِيرٍ : الدَّاهِيَةُ قاله الفَرَّاءُ كالزَّوْبَر . وأَنْشَدَ لِعَبْدِ اللّه ابْنِ هَمَّام السَّلُوليّ :
وقَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَيْرِ ... فلاَقَوْا مِنَ آلِ الزُّبَير الزَّبَيْرِا والزَّبِير : اسمُ الجَبَل الذي كَلَّمَ اللّهُ تَعالى عليه سيّدنا مُوسَى عَلَيْه وعلى نَبيِّنا أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ وقد أَجمعَ المُفَسِّرون على أَن جَبَلَ المُنَاجاةِ هو الطُّور . قال شيخُنَا وقد يُقَال : لا منافاةَ فتأَمَّلْ . قلْت : وقد جاءَ ذِكرُه في الحَدِيث وكأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَيَّنٍ من الطُّور وهو الذي وَقَع عليه التَّجَلِّي فاندَكَّ ولم يَبْقَ له أَثرٌ . وأَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ كُلِّه وهو بَاقٍ هَائِلٌ وحينئذٍ لا منافاة ولا أَدرِي ما وَجْهُ التأَمُّلِ في كلام شَيْخِنا فَلْيُنْظر . والزَّبِيرُ : الحَمْأَةُ نقله الصَّاغانِيّ . والزَّبِيرُ بنُ عبدِ اللّهِ الشَّاعرُ وجَدُّهُ الزَّبِيرُ أَيضاً فهو الزَّبِير ابنُ عَبْدِ اللّه بن الزَّبِير . وعبدُ اللّهِ والدُ هذا هو القائِلُ لعبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيْر بن العَوَّام لَمَّا حَرَمه من العَطَاءِ : لَعَن اللّهُ ناقَةً حَمَلَتْنِي إِليك . فقال له سيّدنا عبدُ اللّه : إِنَّ ورَاكِبَها أَي إِن اللّه لعَنَ الناقَةَ ورَاكِبَهَا . فاكْتَفَى . والزَّبِيرُ : ع بالبادِيَة قُرْبَ الثَّعْلَبِيَّة نقله الصَّغَانِيّ . والزَّبِيرُ : الشيْءُ المكتوبُ فَعِيل بمعنَى المَفْعُولوعبدُ الرحمنِ بن الزَّبِيرِ كأَمِير بنِ باطِئ : صحابِيٌّ قال ابنُ عبد البَرّ : هو ابن الزَّبِير ابن باطِيَا القُرَظِيّ . واختُلِف في الزُّبَيْر بن عبد الرحمن فقيل : هو بالفَتْح كجَدِّه وقيل : مُصَغَّرٌ وهو الذي جَزَم به البُخَارِيّ في التَّارِيخ قاله شيخُنَا . قلْت : وقد راجعتُ تاريخَ البُخَاريّ فوجَدْت فيه كما قالَه شيخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قال : وروى عنه مِسْوَر بنُ رِفَاعةَ المَدنِيّ ونَقل شيخُنَا عن علاَّمة الدُّنْيَا الحَفيد بن مَرْزُوق : الزَّبِير بالفَتْح في اليهود وفي غيرهم من أَنواع العرب بالضَّمّ قال : ونقل قريباً منه ابن التِّلِمْسَانيّ في شَرْح الشِّفَاءِ . قلْت : ولم يُبيِّنَا وَجْهَ ذلك ولعلّه تَبَرُّكاً باسم الجَبَل الذي وَقعَ عليه الكلامُ لنَبيِّهم سَيِّدنا موسى عليه السلام . والزَّبِيرَتَانِ بالفَتْح : ماءَتَانِ لطُهَيَّةَ من أَطْرَاف أَخازِم جُفَافٍ حيث أَفْضَى في الفُرْع وهو أَرضٌ مُسْتَوِية . وقال أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى : هما رَكِيَّتَان . ونَقَلَه عنه السّيوطيّ في " المزهر " في الأَسماءِ التي استُعمِلَت مُثَنَّى . وزَوْبرُ كجَوْهَر : اسم فَرَس مُطَيْرِ بنِ الأَشْيَمِ الأَسَدِيّ وهي لا تَنْصَرِف للعلَمِيّة والتَّأْنيثِ . وقال أَبو عُبَيْدَة وأَبُو النَّدَى . هي فَرَسُ الجُمَيْحِ بْنِ - هكذا في النُّسخ والصواب أَنُّ الجُمَيح هو - مُنْقِذ بن الطَّمّاحِ الأَسَدِيّ . وفرَسُ أَخيه عُرْفُطَةَ بن الطَّمَّاح الأَسديّ نَقَلَه الصّاغانيّ هنا هكذا وسيأْتي له في زِرّةَ أَن الجُمَيحَ هو ابنُ مُنْقِذ كما هنا للمصنّف فانْظُرْه . ويقال : أَخَذَه بزَوْبَرِه وزَأْبَرِه بفَتْح المُوَحَّدَةِ فِيهما وزَبَرِه مُحَرَّكَةً وزَبَوْبَرِه كصنَوْبَر هكذا في سائِر الأُصول ببَاءَيْنِ مُوحَّدَتَيْن والصَّواب : زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد الزَّاي كما سيأْتي وكذا زَغْبَره أَي أَجْمَعَ فلم يَدَع منه شَيْئاً . قال ابنُ أَحْمَر :
وإن قالَ غاوٍ مَن مَعَدٍّ قَصِيدَةً ... بها جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بزَوْبَرَا أَي نُسِبَتْ إِليَّ بكَمالها ولم أَقُلْها . قال ابنُ جنِّي : سأَلْتُ أَبَا عليٍّ عن تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَرَ هنا فقال : عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدة فاجتمعَ فيه التَّعْرِيف والتَّأْنِيث كما اجتمع في سُبْحانَ التَّعْرِيفُ وزيادةُ الأَلِفِ والنّون . ورَجَعَ بزَوْبَرِه إِذا جاءَ خائباً لم يُصِب شيئاً ولم يَقضِ حاجتَه . وزَوْبَرُ الثَّوبِ كجَوْهَر وزُؤْبُرُهُ بضَمَّتَيْن : زِئْبِرُهُ وهو ما يَعْلو الثَّوْبَ الجدِيدَ كما يَعلو الخَزَّ وقد تقدَّم . وعن ابن الأَعرابيِّ : يقال أَزْبَرَ الرَّجلُ إِذَا عَظُمَ جِسْمُه . وأَزبَرَ إِذَا شَجُعَ . وازْبَأَرَّ الكَلبُ : تَنَفَّشَ . قال المَّرار بنُ مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيُّ يصف فرساً :
فهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرارِهِ ... وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لمْ يَزْبَئِرّ وازْبَأَرَّ الشَّعرُ : انْتَفَشَ : قال امرؤُ القَيْس :
لها ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَا ... بِ سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرّوازْبأَرَّ النَّبْتُ والوَبَرُ : طَلَعَا ونَبَتَا . وازبَأَرَّ الرجلُ للشَّرِّ : تَهَيَّأَ . وقيل : اقشعَرَّ . وفي حدِيث شُرَيْح : " إِنْ هي هَرَّتْ وازْبأَرَّتْ فلَيْس لها " أَي اقشَعَرَّت وانْتَفَشَت . وزَوْبَرَ الثَّوْبَ فهو مُزَوْبَرٌ ومُزَيْبَرٌ إِذَا عَلاَهَ الزِّئْبرُ لُغتَان في مُزَأْبر ومُزَأْبَر عن الفَرَّاءُ نقله الصّاغاني . وأَبُو زَبْرٍ بفَتْح فَسُكُون عبدُ اللّهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْر بنِ عطارف الرَّبَعيّ العَبْدِيّ الدِّمَشْقيّ مِن تابِعي التَّابِعِين عن القاسِم بنِ مُحَمَّد وسالم بنِ عبدِ اللّهِ بن عُمَر وعنه ابنُه إِبراهيمُ والولِيدُ بنُ مُسلِم وابنُ أَخِيه القاضِي . وأَبو مُحَمَّد عبدُ اللّه بنُ أحمد بنِ رَبِيعَة بنِ سَلْمَانَ بنِ خَالِد ابنِ عبد الرَّحْمنِ بن زَبْر ثِقَة عن يُونُس الكديميّ وغيره . وحَارِثَةُ وحِصْنٌ ابنَا قَطَنِ بنِ زَابِرٍ ككَاتِبٍ صَحَابِيّان من بَنِي كَلب يقال : كتب النَّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم كِتَاباً لحارِثَةَ . ويقال في أَخِيه حِصْنٍ : حُصَينٌ مُصغَّراً . وأبو عبد اللّه مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ زَبَّار كشَدَّاد الزَّبَّارِيُّ الكَلْبيّ نِسْبة إلى جَدِّه المَذْكُور أَخْبَارِيٌّ بَغدادِيّ عن الشَّرْقِيّ بن القُطَامِيّ وعنه أَحمدُ بنُ مَنْصُور الرَّمَادِيّ كثيرُ الرِّواية للشِّعْر غير ثِقَة قاله ابنُ الأَثير . ويقال في زَبَّار هذا : زَبُورٌ أَيضاً وهكذا نَسَبَه بَعضُهم
ومما يُسْتَدْرَك عليه : زَبَرْتُه وذَبَرْتُه : قَرَأْتُه قاله الأَصمَعِيُّ ونقَلَه الفَاكِهِيّ في شَرْح المُعَلَّقَات . وإِذا انحرفَت الرِّيح ولم تَستَقِم على مَهَبٍّ واحِدٍ قيل : ليس لها زَبْرٌ على التَّشْبِيه . قال ابنُ أَحْمَر :
ولَهَتْ عليه كُلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجَاءَ ليس للُبِّهَا زَبْرُ شَبَّهَها بالنَّاقَة الهَوْجَاءِ التي كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتِها . والزُّبْرة بالضَّمِّ : الصُّدْرَة من كُلِّ دَابَّة . والمَزْبَرَانِيُّ : الأَسَد قاله ابنُ سِيدَه وأَنْشَد قولَ أَوْس بن حَجَر
لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرانِيّ عَيّالٌ بأَوْصالِ هكذا فسَّره بعضُهم وقال خالِدُ ابنُ كُلْثُوم : المَزْبَرَانِيّ : صِفَةٌ للأَسَد . وقال ابنُ سِيدَه : وهذَا خَطَأٌ وإِنَّما الرِّوَايَة : كالمَرْزُبَانِيّ . وكَبْشٌ زَبِيرٌ . كأَمِير : عَظِيمُ الزُّبْرَةِ وقيل : مُكْتَنِزٌ . وقال اللَّيْثُ : أَي ضَخْمٌ . وقد زَبُرَ كَبْشُك زَبَارَةً أَي ضَخُمَ وقد أَزبَرْتُه أَنا إِزْباراً . والزَّبِير كأَمير : الشَّدِيدُ من الرِّجَال وهو أَيضاً الظَّرِيفُ الكيِّس . والزُّبَارَة بالضَّمّ : الخُوصَة حين تَخرُج من النَّواة قاله الفَرّاءُ . وعن مُحَمَّد بن حَبِيب : الزَّوْبَر : الدّاهِيَة وبها فَسَّرَ بعضُهم قولَ ابنِ أَحْمَر :
وإِنْ قالَ غاوٍ مِن تَنُوخَ قَصِيدةً ... بها جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَا وتَنَحَّلَه الفرزدَقُ فقال :
إذا قال غَاو من مَعَدٍّ قَصِيدَة ... بها جَرَبٌ كانَت عليَّ بزَوْبَرَا وقال ابن بَرِّيّ : زَوْبرُ : اسمُ علمٍ للكَلْبَة مُؤَنَّث وأَنشدَ قَوْلَ ابْنِ أَحْمَر السابقَ . قال : ولم يُسْمَع بزَوْبر هذا الاسم إِلاّ في شِعْره كالمَامُوسَةِ عَلمٌ على النار والبَابُوس لحُوَارِ الناقَةِ والأُرنَة لِمَا يُلَفُّ على الرَّأْس . ومُزَبِّر كمُحَدِّث : اسمٌ . وزَوْبَرُ : قريةٌ بمصر وقد دَخلتُها . ويقال : تَزَبَّرَ الرجلُ إِذا انْتَسَب إلى الزُّبَيْر كتَقَيَّس . قال مُقَاتِل بنُ الزُّبَير :
وتَزَبَّرَتْ قَيْسٌ كأَنَّ عُيُونَها ... حَدَقُ الكِلاَبِ وأَظْهَرتْ سِيمَاهَاوتَزبَّرَ الرجلُ : اقشعَرَّ من الغَضَب . وزَبَرُ الجَبَلِ مُحرَّكةً : حَيْدُه . وزَبَرَ القِرْبَةَ : مَلأَهَا . وزَبَرْت المَتَاعَ : نَفَضْته . وجَزَّ شَعرَه فزَبَرَه : لم يُسَوِّه وكان بعضُه أَطولَ من بَعْض . وذَهَبَت الأَيّامُ بطَرَاءَته . ونَقَضَتْ زِئْبِرَه إِذَا تَقادمَ عَهْدُه وهو مَجَاز . وزُبَارَةُ بالضَّمّ : لَقَب مُحَمَّد بن عَبْدِ اللّه بن الحَسَن بنِ عَلِيّ بن الحُسَيْن العَلَويّ لأَنه كان إِذَا غَضِبَ قيل : زَبَرَ الأَسدُ وهو بَطْنٌ كَبِيرٌ . منهم أبو عليّ مُحَمَّد بنُ أَحْمَد بن مُحَمَّد شَيْخُ العَلَوِيّينِ بخُرَاسَانَ وابنُ أَخِيه أَبو مُحَمَّد يَحْيَى بنُ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ فَرِيدُ عَصْره . وزُبَر كصُرَد : بَطْن من بني سَامَةَ بنِ لُؤَيّ وهو ابن وَهْب بن وثاق . وأَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بنُ عُبَيْد اللّه الزُّبيريّ إلى جَدِّه الزُّبير بن عُمَر بن دِرْهِمٍ الأَسَدِيّ الكوفيّ عن مالك ابن مغول وعنه أبو خَيثمةَ والقَوَارِيريّ . وبأَصْبَهانَ زُبَيْرِيُّون يَنْتَسِبُون إلى الزُّبَيْر بن مشكانَ جَدِّ يُونسَ بنِ حبيب
الكُزْبُرَةُ وقد تُفتَح الباء عربيَّة معروفة قاله أبو حنيفة وهو لغةٌ في الكُسْبُرَة . وقال الجوهريّ : الكُزْبُرَة من الأبازير بضمِّ الباءِ وقد تُفتَح . قال : وأظنُّه مُعرَّباً . قلتُ : وأحمد بن عبد الحميد بن الفَضْل الكُزْبَرانيّ الحَرانيّ يَرْوِي عن عثمان الطِّرائفي ضَبطوه بضمِّ الكاف وفتح الموحدة