الكعب : كل مفصل للعظام من الإنسان : ما أشرف فوق رسغه عند قدمه وقيل : هو العظم الناشز فوق القدم وقيل : هوالعظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم وأنكر الأصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم . ذهب قوم إلى أنهما العظمان اللذان في ظهر القدم وهو مذهب الشيعة ومنه قول يحيى بن الحارث : رأيت القتلى يوم زيد بن علي . فرأيت الكعاب في وسط القدم . قيل : الكعبان من الإنسان : العظمان الناشزان من جانبيها أي : القدم . وفي حديث الإزار : " ما كان أسفل من الكعبين ففي النار " قال الله تعالى : " وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين " قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة : " وأرجلكم " خفضا والأعشى عن أبي بكر بالنصب مثل حفص . وقرأ يعقوب والكسائي ونافع وابن عامر " وأرجلكم " نصبا ؛ وهي قراءة ابن عباس وكان الشافعي يقرأ : " وأرجلكم " واختلف الناس في الكعبين وسأل ابن جابر أحمد بن يحيى عن الكعب فأومأ ثعلب إلى رجله إلى المفصل منها بسبابته فوضع السبابة عليه ثم قال : هذا قول المفضل وابن الأعرابي قال : وأومأ إلى الناتئين وقال : هذا قول أبي عمرو بن العلاء والأصمعي قال : وكل قد أصاب . كذا في لسان العرب
ج : أكعب وكعوب وكعاب . قال اللحياني : الكعب الذي يلعب به وهو فص النرد كالكعبة بزيادة الهاء ج كعب بالضم وكعاب بالكسر وكعبات محركة الأول والثالث جمع الكعبة لم يحك ذلك غيره كقولك : جمرة وجمرات والثاني جمع الكعب والمصنف خلط في الجموع ولم ينبه عليه شيخنا على عادته في بعض المواضع وفي الحديث : أنه كان يكره الضرب بالكعاب واحدتها : كعب واللعب بها حرام وكرهها عامة الصحابة . وفي حديث آخر لا يقلب كعباتها أحد ينتظر ما تجىء به إلا لم يرح رائحة الجنة " هي جمع سلامة للكعبة كذا في النهاية ونقله ابن منظور وغيره . من المجاز : قناة لدنة الكعوب جمع كعب هو عقدة ما بين الأنبوبين من القصب والقناة . وقيل هو أنبوب ما بين كل عقدتين : وقيل : هو طرف الأنبوب الناشز وجمعه كعوب وكعاب . أنشد ابن الأعرابي :
وألقى نفسه وهوين رهوا ... يبارين الأعنة كالكعاب يعني أن : بعضها يتلو بعضا ككعاب الرمح ورمح بكعب واحد : مستوى الكعوب ليس له كعب أغلظ من آخر . قال أوس بن حجر يصف قناة مستوية الكعوب :
تقاك بكعب واحد وتلذه ... يداك إذا ما هز بالكف يعسلمن المجاز : الكعب : الكتلة من السمن . الكعب أيضا : قدر صبة بالضم من اللبن والسمن ومنه قول عمرو بن معد يكرب قال : نزلت بقوم فأتوني بقوس وثور وكعب وتبن فيه لبن . فالقوس : ما يبقى في أصل من الجلة من التمر . والثور : الكتلة الأقط . والكعب : الصبة من السمن . والتبن : القدح الكبير . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : " إن كان ليهدى لنا القناع فيه كعب من إهالة فنفرح به " أي : قطعة من الدهن والسمن . الكعب : اصطلاح للحساب هو أن يضرب عدد في مثله ثم يضرب ما ارتفع في العدد الأول فما بلغ فهو المكعب . والمال والعدد الأول : هو الكعب مثل أن تضرب ثلاثة في ثلاثة فيبلغ تسعة ثم تضرب التسعة في ثلاثة فيبلغ سبعة وعشرين فالكعب ثلاثة والمكعب والمال سبعة وعشرون نقله الصاغاني . من المجاز : الكعب بمعنى الشرف والمجد يقال : أعلى الله كعبه أي : أعلى جده . وفي حديث قيلة : " والله لا يزال كعبك عاليا " هو دعاء بالشرف والعلو . قال ابن الأثير : والأصل فيه كعب القناة وهو أنبوبها وما بين كل عقدتين منها كعب . وكل عقدتين منها كعب ورجل عالي الكعب : يوصف بالشرف والظفر قال :
لما علا كعبك بي عليت ... أراد : لما أعلاني كعبك . الكعب بالضم : الثدى الناهد . وكعبته أي : الشيء تكعيبا أي ربعته : والكعبة : البيت الحرام منه زاده الله تشريفا وتكريما لتكعيبها أي : تربيعها وقالوا : كعبة البيت فأضيف كأنهم ذهبوا بكعبته إلى تربع أعلاه وسمى كعبة لارتفاعه وتربعه . الكعبة : الغرفة قال ابن سيده : أراه لتربعها أيضا . وكل بيت مربع فهو عند العرب كعبة . عن أبي عمرو وابن الأعرابي : الكعبة بالضم : عذرة الجارية أي : بكارتها وأنشد :
أركب تم وتمت ربته ... قد كان مختوما ففضت كعبته وفي موازنة الآمدي : جارية كعاب أي : بكر . والكعوب بالضم : نهود ثديها أي : نتوها وارتفاعها : قالوا : وهو من خواص النساء لا يتصف به الرجال كالتكعيب . والكعابة بالكسر على ما في نسختنا وضبطه شيخنا بالفتح و الكعوبة بالضم . والفعل منه كضرب ونصر يقال : كعب الثدي يكعب ويكعب وكعب بالتخفيف والتشديد . وجارية كعاب كسحاب هكذا في نسختنا وسقط الضبط من نسخة شيخنا ومكعب كمحدث ومنهم من يلحقه الهاء وكاعب كناهد وزنا ومعنى وهو الأكثر وحكي كاعبة . كذا في كنز اللغة وجمع الأخير كواعب قال الله تعالى " وكواعب أترابا " وكعاب بالكسر عن ثعلب وأنشد :
نجيبة بطال لدن شب همه ... لعاب الكعاب والمدام المشعشعذكر المدام لأنه عني به الشراب . وفي حديث أبي هريرة : " فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها " . قال ابن الأثير : الكعاب بالفتح : المرأة حين يبدو ثديها للنهود . وكعبت الجارية تكعب وتكعب . الأخيرة عن ثعلب . وكعبت بالتشديد مثله . والإكعاب : الإسراع . أكعب الرجل . أسرع وقيل : هو إذا انطلق ولم يلتفت إلى شيء . وقال أبو سعيد : أكعب الرجل إكعابا . وهو الذي ينطلق مضارا لا يبالي ما وراءه ومثله كلل تكليلا . من زيادة المصنف : الكعكبة . بضم الكافين وتشديد الموحدة . قال شيخنا : قيل : وزنها فعفلة وهي النونة من الشعر وهي أن تجعل المرأة شعرها أربع قصائب مضفورة مفتولة وتداخل هي بعضهن في بعض فيعدن أي تلك الضفائر كعكبا
الكعكب : ضرب من المشط بالفتح كالكعكبية بزيادة الياء قيد به الصاغاني . وثدي مكعب كمحدث ومكعب كمعظم كذا وهو مضبوط في نسختنا وهو ضبط الصاغاني وفي بعضها : كمكرم وهي نادرة ومتكعب بزيادة التاء أي كاعب وقيل : التفليك ثم النهود ثم التكعيب . والمكعب كمعظم : الموشي بفتح الميم وسكون الواو وكسر الشين وفي نسخة : ضبطه كمعظم من البرود والأثواب على هيأة الكعاب ومنهم من قال المكعب الموشي ولم يخصص بالأثواب ولا البرود قال اللحياني : برد مكعب : فيه وشي مربع . المكعب : الثوب المطوي الشديد الإدراج في تربيع ومنهم من لم يقيده بالتربيع يقال : كعبت الثوب تكعيبا . وبهاء يعني المكعبة : الدوخلة بتشديد اللام وهي الشوغرة والوشخة وسيأتي بيانهما . والكعبان : هما كعب بن كلاب وكعب بن ربيعة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وقال شيخنا : اقتصر على نسبتهما لجديهما وهما كعب بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب . والكعبات محركة أو ذو الكعبات بيت كان لربيعة كانوا يطوفون به وقد ذكره الأسود بن يعفر في شعره فقال :
" والبيت ذي الكعبات من سنداد وكعب الإناء وغيره كمنع : ملأه ورواه الصاغاني من باب التفعيل . كعب الثدي من باب ضرب ونصر وكعب بالتشديد : نهد أي : نتأ واستدار وارتفع كالكعب ولا يخفى أنه تقدم الإشارة إليه في كلامه فذكره ثانيا كالتكرار ثم أن ذكره بعد كعب الإناء يقضي أن يكون كمنع أيضا وليس كذلك بل هو من باب الأول والثاني وروي فيه التشديد . وقد قدمنا ما يتعلق به . وذو الكعب : لقب نعيم بن سويد بن خالد الشيباني . وكعب الحبر بكسر الحاء : تابعي م وهو المشهور بكعب الأحبار ثبت ذكره في كثير من الأصول المصححة وسقط من بعضها وإنما لقب به لكثرة علمه وأورده بالإفراد لأنه اختياره ويأتي له في " حبر " ولا تقل : " الأحبار " أي : بالجمع قاله شيخنا . وسيأتي الكلام عليه في محلهومما لم يذكره المصنف : الكعب : العظم لكل ذي أربع وفي الفرس : ما بين الوظيفين والساقين وقيل : ما بين عظم الوظيف وعظم الساق وهو الناتىء من خلفه . وكعبت كبتها : جعلت لها حروفا كالكعوب . والمكعب : لقب بعض الملوك لأنه ضرب كعائب الرؤوس . وكعبه كعبا : ضربه على يابس كالرأس ونحوه . وكعبت الشيء تكعيبا : إذا ملأته . ووجه مكعب : إذا كان جافيا ناتئا والعرب تقول : جارية درماء الكعوب إذا لم يكن لرؤوس عظامها حجم وذلك أوثر لها وأنشد :
" ساقا بخنداة وكعبا أدرما والكعاب في قول الشاعر :
رأيت الشعب من كعب وكانوا ... من الشنآن قد صاروا كعابا قال الفارسي : أراد إن آراءهم تفرقت وتضادت فكان كلء ذي رأي منهم قبيلا على حدته فلذلك قال : صاروا كعابا . وي الأساس : في الحديث : " نزل القرآن بلسان الكعبين " : كعب بن لؤي من قريش وكعب بن عمرو وهو أبو خزاعة قاله أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله عنهما . قال شيخنا : ونقله الجلال في الإتقان والمزهر . وأبو مكعب الأسدي مشدد العين من شعرائهم وقيل : إنه أبو مكعت بتخفيف العين وبالتاء المثناة الفوقية وسيأتي ذكره
السَّعْبَرُ أهَمله الجَوْهري وقال ابن الأَعْرَابي : السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ : البئرُ الكثيرةُ الماءِ قال :
" أعَدَدْتُ للوِردِ إِذا ما هَجَّرَا
" غَرْباً ثَجُوجاً وقَليِباً سَعْبَرَا وماءٌ سَعْبَرٌ : كَثِيرٌ وكذلك نَبِيذٌ سَعْبَرٌ يُحْكَي أنَّه مَرَّ الفَرَزْدَقُ بصديقٍٍ له فقال : ما تَشْتَهِي يا أبا فِرَاس ؟ قال : شِواءً رَشْرَاشاً ونَبِيذاً سَعْبَراً وغِنَاءً يَفْتِقُ السَّمْعَ الرَّشْراشُ : الذي يَقْطُرُ دَسَماً والسَّعْبَرُ : الكثير . وسِعْرٌ سعبرٌ : رَخِيصٌ ويُحْكَى أنه خَرَجَ العَجّاجُ يريد اليَمَامَةَ فاسْتَقْبَلَه جَرِيرُ بنُ الخَطَفَى فقال له : أينَ تُرِيد ؟ قال : أريدُ اليَمامَةََ قال : تَجِدُ بها نَبِيذاً خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً . وسَعَابِرُ الطّعَامِ وكَعَابِرهُ هو كُلّ ما يُخْرَجُ منه من زُؤَانٍ ونَحْوِه فيُرْمَى به وقال أبو حنيفة : السَّعَابِرُ : حَبٌّ يَنْبُت في البُرِّ يُفسده فيُنَقَّى منه
عَبَرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً بالفَتْح وعِبَارةً بالكسر وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَهَ وأَخْبَرَ بما يَؤُول وكذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يؤُول إِليه أَمْرُهَا . وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَها وأَخْبَرَ بما يَؤُول كذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يَؤُول إِليهِ أَمْرُها . وفي البصائِرِ للمصنِّف : والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ وفي التنزيل " إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا فعداها باللام كما قال " قُلْ عَسى أَنْ يكونَ رَدِفَ لَكُمْ " قال الزّجاج : هذه اللام أُدْخِلَتْ على المفعول للتَّبيين . والمعنى إِن كُنْتُم تَعْبُرُون وعابِرِينَ ثمّ بيَّنَ باللاّم فقال : للِرُّؤْيَا قال : وتُسَمّى هذه اللامُ لاَمَ التَّعْقِيب لأَنهَا عَقَّبَت الإِضافَة قال الجَوْهَرِيّ : أَوْصَلَ الفِعْلَ بلام كما يُقال : إِن كنتَ للمالِ جامِعاً . والعابِرُ : الذي يَنْظُرُ في الكِتَابِ فَيَعْبُرُه أَي يَعْتَبِرُ بعضَهُ ببعض حتَّى يَقَعَ فَهمْه عليه ولذلك قيل : عَبَرَ الرُّؤْيا واعْتَبَرَ فلانٌ كذَا . وقيل : أُخِذَ هذا كلُّه من العِبْرِ وهو جانِبُ النَّهْرِ وهما عِبْرَانِ لأَنّ عابِرَ الرُّؤْيَا يَتَأَمّلُ ناحِيَتَيِ الرُّؤْيَا فيَتَفَكَّرُ في أَطرافِها ويَتَدَبَّرُ كلّ شَيْءٍ منها ويَمْضِي بفِكْره فيها مِن أَولِ ما رَأى النائِمُ إِلى آخرِ ما رَأَى . ورُوِى عن أَبي رَزِينٍ العُقَيْلِيّ أَنّه سمعَ النَّبِيّ صلى اللهُ عليه وسَلم يقول " الرُّؤْيَا على رِجْلِ طائرِ فإِذا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ فلا تَقُصَّها إِلا على وَادٍّ أَو ذِي رَأْي " لأَنّ الوادَّ لا يُحِبُّ أَن يَسْتَقْبِلَك في تَفْسِيرَها إِلا بما تُحِبّ وإِن لم يكن عالِماً بالعِبَارِةِ لم يَعْجَلْ لكَ بما يَغُمُّكَ لأَنّ تعْبِيرَه يُزِيلُهَا عمّا جَعَلها اللهُ عليه وأَمّا ذُو الرّأْيِ فمعناه ذُو العِلْمِ بعِبارَتِهَا فهو يُخْبِرُك بحقيقةِ تَفْسِيرِهَا أَو بأَقْرَبِ ما يَعْلَمُه منها ولعله أَن يكونَ في تَفْسِيرِهاَ مَوعِظَةٌ تَرْدَعُكَ عن قَبِيح أَنتَ عليه أَو يكون فيها بُشْرَى فتَحْمَد الله تعالى على النِّعْمَةِ فيها . وفي حديثِ " الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عابِر " وفي الحديث " للرُّؤْيا كُنًى وأَسْمَاءٌ فكَنُّوهَا بكُناهَا واعتَبِرُوهَا بأَسْمَائِهَا " وفي حديثِ ابنِ سِيرِينَ كان يقُولُ " إِني أَعْتَبِرُ الحَديثَ " أَي أَعَبِّر الرُّؤْيَا بالحَدِيثِ وأَعْتَبِرُ به كما أَعْتَبِرُها بالقُرآنِ في تلأْوِيليِها مثل أن يُعَبِّرَ الغُرَابَ بالرَّجلِ الفاسِقِ والضِّلَع بالمرأَةِ لأَنّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم سَمَّي الغُرابَ فاسِقاً وجعلَ المرأَةَ كالضِّلَعِ ونحو ذلك من الكُنَى والأَسماءِ . واسْتَعْبَرَه إِياها : سَأَله عَبْرَها وتَفْسيرَها . وعَبَّرَ عمّا في نَفْسِه تَعْبيراً : أَعْرَبَ بَيَّنَ . وعَبَّرَ عنه غَيرُه : عَيِىَ فأَعْرَبَ عَنْه وتكلم واللَّسَانُ يُعَبِّرُ عما في الضميرِ . والاسْمُ منه العَبْرَةُ بالفَتْح كذا هو مضبوطٌ في بعضِ النُّسخِ وفي بعضِها بالكسر والعِبَاَرَةُ بكسرِ العينِ وفتحِهَا . وعِبْرُ الوَادي بالكسر ويُفْتَحُ عن كُراع : شاطِئُه وناحِيَتُه وهما عِبْرَانِ قال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يمدح النُّعْمَانَ :
ومَا الفُراتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُه ... تَرْمِي أَوَ اذِيُّه العِبْرَيْنش بالزَّبَدِ
يَوماً بأَطْيَبَ منه سَيْبَ نافِلَةٍ ... ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ . وعَبَرَهُ أَي النّهرَ والوَادِيَ وكذلك الطَّرِيقَ عَبْراً بالفَتْح وعُبُوراً بالضَّمّ : قَطَعَهُ من عِبْرِهِ إِلى عِبْرِهِ ويُقَالُ : فُلانٌ في ذلك العِبْرِ أَي في ذلك الجانبِ . من المَجَاز عَبَرَ القَوْمُ : ماتُوا وهو عابِرٌ كأَنَّه عَبَرَ سَبِيلَ الحياةِ وفي البصائِرِ للمصنف : كأَنَّه عَبَرَ قَنْطَرَةَ الدُّنْيَا قال الشاعِر :
فإِنْ تَعْبُرْ فإِنّ لنَا لُمَاتٍ ... وإِن نَغْبُرْ فَنَحْنُ على نُذورِيقول : إِنْ مِتْنَا فَلَنا أَقْرَانٌ وإِنْ بَقِينَا فنَحْنُ ننتَظِرُ ما لابُدَّ منه كأَنَّ لنا في إِتْيَانِه نَذْراً . عَبَرَ السَّبِيل يَعْبُرُهَا عُبُوراً : شقَّها ورَجُلٌ عَابِرُ سَبِيلٍ أَي مارُّ الطّرِيقِ وهم عابِرُو سَبِيل وعُبَّارُ سَبِيلٍ . وقَوْلُه تَعَالى " ولا جُنُباً إِلا عابِرِي سَبِيلٍ " قيل : معناه أَن تكونَ له حاجَةٌ في المسجِدِ وبَيْتُه بالبُعْدِ فيدخل المسجِدَ ويَخْرُج مُسْرِعاً وقال الأَزْهَرِيّ : إِلا مُسَافِرِينَ لأَن المُسَافِرَ يُعْوِزُه الماءُ وقيل : إِلا مارِّينَ في المَسْجِدِ غيرَ مُرِيديِنَ للصلاةِ . عَبَرَ بهِ الماءَ عَبْراً وعَبَّرَهُ به تعْبِيراً : جَازَ عن اللِّحْيَانِيّ . عَبَرَ الكِتَابَ يَعْبُرُه عَبْراً بالفَتْح : تَدَبَّرَه في نَفْسهِ ولم يَرْفَعْ صَوتَه بقرَاءَتِه . عَبَرَ المَتَاعَ والدَّرَاهِمَ يَعْبُرُها عَبْراً : نَظَر : كمْ وَزْنُهَا ؟ وما هيَ ؟ . قال اللّحْيَانِيّ : عَبَرَ الكَبْشَ يَعْبُرُه عَبْراً : تَرَكَ صُوفَه عليهِ سَنَةً وأَكْبُشٌ عُبْرٌ بضمّ فسكون إِذا تُركَ صُوفُها عليها قال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي كيف هذا الجَمْعُ ؟ عَبَرَ الطَّيْرَ : زَجَرَهَا يعْبُرُهُ بالضَّمّ ويَعْبِرُهُ بالكَسْر عَبْراً فيهما . والمِعْبَرُ بالكسرِ : ما عُبِرَ بِهِ النَّهْرُ من فُلْكٍ أَو قَنْطَرَةٍ أَو غَيْرِه . المَعْبَرُ بالفتحِ : الشَّطُّ المُهَيَّأُ للعُبُورِ . به سًمِّيَ المَعْبَرُ الذي هو : د بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ . ونَاقَةٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَر مُثَلَّثَةً : قَوِيَّةٌ على السفَرِ تَشُقُّ ما مرتْ بهِ وتُقْطَعُ الأَسْفَارُ عَلَيْهَا وكذا رَجُلٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَرٍ : جَرِيءٌ عليها ماضٍ فيها قَوِيٌّ عليها وكذا جَمَلٌ عبْرُ أَسفارٍ وجِمَالٌ عبْرُ أَسْفَارٍ للوَاحِدِ والجَمْعِ والمؤَنّث مثْل الفُلْكِ الذي لا يزال يُسَافَرُ عليها . وجَمَلٌ عَبَّارٌ ككَتّان كذلك أَي قَوِيٌّ على السَّيْرِ . وعَبَّرَ الذَّهَبَ تَعْبِيراً : وَزَنه دِينَاراً دِينَاراً . قيل : عَبَّرَ الشَّيْءَ إِذا لم يُبَالِغْ في وَزْنِهِ أَو كَيْلهِ وتَعْبِيرُ الدَّراهِم : وَزْنُهَا جُمْلَةً بعد التَّفَارِيقِ . والعِبْرَةُ بالكِسْرِ : العَجَبُ جمعُه عِبَرٌ . والعِبْرَةُ أَيضاً : الاعِتبَارُ بما مَضَى وقيل : هو الاسمُ من الاعْتِبَارِ . واعْتَبَرَ منه : تَعَجَّبَ وفي حديث أَبي ذَرٍّ : فَمَا كانَتْ صُحُفُ مُوسَى ؟ قال : كانَتْ عِبَراً كُلُّهَا وهي كالمَوْعِظَةِ مما يَتَّعِظُ به الإِنْسَانُ ويَعمَلُ بهِ ويَعْتَبِرُ : ليستَدِلَّ بهِ على غَيْرِه . العَبْرَةُ بالفَتْحِ : الدَّمْعَةُ وقيل : هو أَن يَنْهَمِلَ الدَّمْعُ ولا يُسْمَعُ البُكاءُ وقيل : هي الدَّمْعَةُ قبلَ أَنْ تَفِيضَ أَو هي تَرَدُّدُ البُكَاءٍ في الصَّدْرِ أَوْ هِيَ الحُزْنُ بلا بُكَاءٍ والصحيح الأَول ومنه قول :
" وإِنّ شِفَائِي عَبْرَةٌ لوْ سَفَحُتَها . ومن الأَخيرةِ قولُهُم في عِنَاية الرَّجُلِ بأَخيه وإِيثارِه إِياهُ على نفسهِ : لكَ ما أَبْكِي ولا عَبْرَتةََبِي ويُرْوَى ولا عَبْرَةَ لِي أَي أَبْكيِ من أَجْلِكَ ولا حُزْنَ بِي في خاصَّةِ نَفْسِي . قاله الأَصْمَعِيّ . ج عَبَرَاتٌ مُحَرَّكةً وعِبَرٌ الأَخِيرَة عن ابنِ جِنيِّ . وعَبَرَ الرَّجلُ عَبْراً بالفَتْح واسْتَعْبَرَ : جَرَتْ عَبْرَتُه وحَزِنَ . وفي حديثِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه " أَنّه ذكَرَ النّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثم اسْتَعْبَرَ فَبَكَى " أَي تَحَلَّبَ الدّمعُ . وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زَيد : عَبِرَ الرَّجلُ يَعْبَرُ عَبَراً إِذا حَزِنَ . وامرأَةٌ عابِرٌ وعَبْرَى كسَكْرَى وعَبِرَةٌ كفَرِحَةٍ : حَزِينَةٌ ج : عَبَارَي كسَكَارَى قال الحارِثُ بنُ وَعْلَةَ الجَرْمِيُّ :
يَقُولُ لَي النَّهْدِيُّ هل أَنْتَ مُرْدِفِي ... وكيْفَ رِدافُ الفّرِّ أُمكَ عَابرُأَي ثاكِلٌ . وعَيْنٌ عَبْرَى : باكِيَةٌ ورَجُلٌ عَبْرانُ وعَبِرٌ ككَتِفٍ : حَزِينٌ باكٍ . والعُبْرُ بالضَّمّ : سخْنَةُ العَيْنَ كأَنّه يَبْكي لمَا بهِ . ويُحَرَّكُ . العُبْرُ : الكَثِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ وقد غَلَب على الجَمَاعَة من النّاسِ وقال كُراع : العُبْرُ : جماعةُ القومِ هُذَلِيَّة . وعَبَّرَ بِهِ تَعْبِيراً : أَراهُ عُبْرَ عَيْنهِ ومعْنَى أَراه عُبْرَ عَيْنِه أَي ما يُبْكِيهَا أَو يُسْخِنُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
ومِنْ أَزْمَةٍ حَصّاءَ تَطْرَحُ أَهْلَهَا ... علَى مَلَقِيَّاتٍ يُعَبَّرْنَ بالغُفْرِ . وفي حدَيثِ أُمِّ زَرْعٍ : " وعُبْر جارَتِها " أَي أَنَّ ضَرَّتَها تَرَى من عِفَّتِها وجَمَالِهَا ما يُعَبِّرُ عَيْنَها أَي يُبْكِيِها . وفي الأَساس : وإِنه ليَنْظُر إِلى عُبْرِ عَيْنَيْه أَي ما يَكرهه ويَبْكِي منه كما قيل :
" إذَا ابْتَرَّ عَنْ أَوْصالِهِ الثَّوْبَ عِنْدَهَارَأَى عُبْرَ عَيْنَيهَا وما عَنْه مَخْنِسُ أَي لا تَسْتَطِيع أَن تَخْنَسِ عنه . وامْرأَةٌ مُسْتَعْبِرَةٌ وتُفْتَح الباءُ أَي غيرُ حظِيَّةٍ قال القُطَامِيُّ :
" لهَا رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَهَافَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ . ومَجْلِسٌ عَبْرٌ بالكسر والفتح : كَثِيرُ الأَهْلِ واقتصر ابنُ دُرَيْدٍ على الفَتْح . وقَوْمٌ عَبِيرٌ : كَثِرٌ . قال الكِسَائِيُّ : أَعْبَرَ الشّاةَ إِعْبَاراً : وَفَّرَ صُوفَهَا وذلك إِذا تَرَكَتَها عاماً لا يَجُزُّهَا فهي مُعْبَرَةٌ وتَيْسٌ مُعْبَرٌ : غير مَجزوزٍ قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ يصف كَبْشاً :
" جَزِيزُ القَفَا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةًحَدِيثُ الخِصاءِ وَارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ . وجَمَلٌ مُعْبَرٌ : كَثِيرُ الوَبَرِ كأَنّ وَبَرَه وُفِّرَ عليهِ . ولا تَقُلْ أَعْبَرْتُه قال :
" أَو مُعْبَر الظَّهْرِ يُنْبِي عَنْ وَلِيَّتِهما حَجَّ رَبَّه في الدُّنْيا ولا اعْتَمَرَا . من المَجَاز : سَهْمٌ مُعْبَرٌ وعَبِيرٌ هكذا في النُّسخ كأَمير والصوابُ عَبِرٌ ككَتِفٍ : مَوْفُورُ الرِّيِش كالمُعْبَرِ من الشّاءِ والإِبِلِ . وغُلامٌ مُعْبَرٌ : كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ بعْدُ وكذلك الجارِيَةُ . زاده الزَّمَخْشَرِيُّ . قال :
" فَهُوَ يُلَوِّى باللَّحَاءِ الأَقْشَرِ
" تَلْوِيَةَ الخَاتنِ زُبَّ المُعْبَرِ وقيل : هو الذي لم يُخْتَنْ قارَبْ الأحتلام أو لم يقارب وقال الأَزْهَرِيُّ : غُلامٌ مُعْبَرٌ إِذا كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ قالوا : يَا ابنَ المُعْبَرَةِ وهو شَتْمٌ أَي العَفْلاءِ وهو من ذلك زادَ الزَّمَخْشَريّ كيا ابْنَ البَظْرَاءِ . والعُبْرُ بالضَّمّ : قَبِيلةٌ . العُبْرُ : الثَّكْلَى كأَنه جَمْعُ عابِرٍ وقد تقَدَّم . والعُبْرُ : السَّحَائبُ تَعْبُر عُبُوراً أي تَسَيرُ سَيْراً شَديداً والعُبْرُ : العُقَابُ وقد قيل : إنه العُثْرُ بالثاءِ المثَلَّثَة وسيُذْكَر في موضِعِهِ إن شَاءَ اللهُ تعالى . والعِبْرُ بالكَسْر : ما أخَذَ على غَرْبيّ الفُراتِ إلى بَرِّيةِ العَرَبِ نقله الصاغانيُّ . وبَنُو العِبْرِ : قَبيلةٌ وهي غيرُ الأولى . وبَناتُ عِبْرٍ بالكسر : الكَذِبُ والباطِلُ قال :
إذا ما جِئْتَ جَاءَ بَناتُ عِبْرٍ ... وإنْ وَلَّيْتَ أسْرَعْنَ الذَّهَابَاوأبو بَنَاتِ عبْرِ : الكَذَابُ . والعِبْرِيُّ والعِبْرانيُّ بالكسر فيهما : لُغَةُ اليَهُود وهي العِبْرانِيَّةُ . وقالَ الفّرَّاءُ : العَبَرُ بالتَّحْرِيكِ الاعْتِبَارُ والإسمُ منه العِبْرَةُ بالكسْر قال : ومنهُ قَوْلُ العَرَبِ هكذا نقله ابن منظُور والصاغانيّ : اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيَا ولا يَعْمُرُها . وفي الأساس : ومنه حديث " اعْبُرُوا الدُّنْيَا ولا تَعْمُرُوها " ثم الذي ذَكَرَه المُصَنّفُ يَعْبُر بالباءِ ولا يَعْمُر بالميم هو الذي وُجدَ في سائر النُّسخ والأُصولِ الموجودةِ بين أيدينا . وضَبَطَه الصّاغانيّ وجَوَّدّه فقال : مّمن يَعْبَرُ الدُّنْيا بفتح الموحّدَة ولا يَعْبُرها بضمّ الموحّدّة وهكذا في اللّسان أيضاً وذّكَرَا في مَعْنَاه : أي ممن يَعْتَبِرُ بها ولا يَمُوتُ سَرِيعاً حتّى يُرْضِيِكَ بالطَّاعَةِ ونقله شيخُنَا أيضاً وصَوّبَ ما ضَبَطَه الصّاغانيّ
وأبُو عَبَرَةَ أو أبو العَبَرِ بالتَّحْريك فيهما وعلى الثّاني اقتصر الصّاغانيُّ والحافِظُ . وقال الأخيِرُ : كذَا ضَبَطَه الأمِيرُ وفي حِفْظِي أنه بكَسْرِ العَيْنِ واسمه أحمدُ بنُ محمدِ ابنِ عبدِ الله بن عبد الصَّمدِ بن علىَّ ابنِ عبدِ الله بنِ عبّاسٍ الهاشِميِّ : هازِلٌ خَلِيعٌ قال الصّاغانيّ : كان يَكْتَسِب بالمُجُونِ والخَلاعَةِ وقال الحافظ : هو صاحِبُ النّوادِرِ أحَدُ الشُّعَرَاءِ المُجَّانِ . والعَبِيرُ : الزَّعْفَرَانُ وَحْدَه . عند أهلِ الجاهِلِيَّة قال الأعْشَي :
وتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَروُ ... سِ في الصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيهِ العَبِيرَا وقال أبُو ذُؤَيْب :
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِيرِ كأنَّه ... دِماءُ ظِبَاءٍ بالنُّحُورِ ذَبِيحُ أو العَبِيْرُ : أخلاطٌ من الطِّيبِ يُجْمَعُ بالزَّعْفَرَانِ . وقال ابن الأثيرِ : العَبِيرُ : نَوْعٌ من الطِّيبِ ذُو لَوْنٍ يُجْمَع من أخْلاطٍ . قلت : وفي الحديث أتَعْجَزُ إحْدَاكُنّ أن تَتَّخِذَ تُومَتَيْنِ ثم تَلْطَخَهُما بعَبيرٍ أو زَعْفَرانٍ ففي هذا الحديثِ بيانُ أنَّ العَبِيرَ غيرُ الزَّعْفَرانِ . والعَبُورُ كصَبُور : الجَذَعَةُ من الغَنَمِ أو أصْغَرُ . وقال اللّحْيَانيّ : العَبُورُ من الغَنَمِ : فَوْقَ الفَطِيمِ من إناث الغَنَمِ . وقيل : هي أيضاً التي لم تُجَزَّ عَامَها . ج عَبَائِرُ وحُكِىَ عن اللحْيَانِيّ : لي نَعْجَتانِ وثَلاثُ عَبَائِرَ . العَبُورُ : الأَقْلَفَ وهو الذي لم يُخْتَنْ ج عُبْرٌ بالضَّمّ قاله ابنُ الأَعرابِيّ . العُبَيْراءُ بالضّم مُصَغَّراً ممدوداً : نَبْتٌ عن كُرَاع حكاه مع الغُبَيْرَاءِ . والعَوْبَرُ كجَوْهَر : جِرْوُ الفَهْدِ عن كُراع أَيضاً . والمَعَابِيرُ : خُشُبٌ بضمتين في السَّفِينَةِ مَنْصُوبَة يُشَدُّ إِليها الهَوْجَلُ وهو أَصغَرُ من الأَنْجَرِ تُحْبَس السَّفِينةُ به قاله الصاغانيّ . وعابَرُ كهَاجَرَ : ابنُ أَرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ عليهِ السّلامُ إِليه اجتماعُ نِسبَةِ العَرَبِ وبَنِي إِسرائِيل ومَن شارَكَهُم في نَسَبِهم قاله الصاغانيّ ويأَتي في قحط أَنَّ عَابَرَ هو ابنُ شالخ ابنِ أَرْفَخْشَذ . قلت : ويقال فيه عَيْبَرُ أَيضاً وهو الذِي قُسِمَتْ في أَيّامِه الأَرْضُ بينَ أَوْلاَدِ نُوح يقال : هو هُودٌ النَّبّي عليه السّلامُ وبَيْنَه وبين صالِح النَّبِيِّ عليه السّلامُ خَمْسمائِة عامٍ وكان عُمْرُه مائَتَيْنِ وثَمَانِينَ سنةً ودُفِن بِمكة وهو أَبو قَحْطَان وفالغ وكابر
وعَبَّرَبهِ هذا الأَمْرُ تَعْبِيراً اشْتَدَّ عليهِ قال أُسامَةُ بنُ الحارِثِ الهُذَلِيّ :
ومَا أَنا والسَّيْرَ في متْلَفِ ... يُعَبِّرُ بالذَّكَرِ الضّابِطِويروى يُبَرَّحُ . وعَبَّرْتُ به تَعْبِيراً : أَهْلَكْتُه كأَني أَرَيْتُه عُبْرَ عَيْنَيْه وقد تقَدم . منه قيل : مُعَبَّر كمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ بأَرْضِ تَمِيمٍ قال الزَّمَخْشَرِيُّ سُمِّيَ به لأَنّه يُعَبِّرُ بسَالِكِه . أَي يُهْلِكُ . وفي التَّكْمِلَة : حَبْلٌ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ وضَبَطَه هكذا بالحاءِ المهملة مُجَوَّداً ولعله الصواب وضَبَطَه بعضُ أَئمّة النَّسَب كمُحَدِّثٍ وأُراه مُنَاسِباً لمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ . وقَوْسٌ مُعَبَّرَةٌ : تامَّةٌ نقله الصاغانيّ . والمُعْبَرَةُ بالتَّخْفِيفِ أَي مع ضَمّ الميمِ : الناقَةُ التي لم تُنْتَجْ ثَلاثَ سِنِينَ فيَكُونُ أَصْلَبَ لَها نقله الصاغانِيّ . والعَبْرَانُ كسَكْرَانَ ع : نقله الصاغانيّ . وعَبَرْتَي بفتح الأَوّل والثّاني وسكون الثّالث وزيادة مُثَنّاة : ة قُرْبَ النَّهْرَوانِ منها عبدُ السّلامِ بنُ يُوسُفَ العَبَرْتِيُّ حَدَّثَ عن ابنِ ناصِرٍ السلاميّ وغيرِه مات سنة 623 . والعُبْرَةُ بالضَّمّ : خَرَزَةٌ كان يَلْبَسُهَا رَبِيعَةُ بنُ الحَرِيشِ بمنزلة التَّاجِ فلُقِّبِ لذلكِ ذا العُبْرَةِ نقله الصّاغانيّ . ويَوْمُ العَبَراتِ مُحَرَّكَةً : من أَيّامِهِم م معروف . ولُغَةٌ عابِرَةٌ : جائِزَةٌ من عَبَرَ به النَّهْرَ : جازَ . ومما يستدرك عليه : العابِرُ : الناظِرُ في الشْيءٍ . والمُعْتَبِرُ : المُسْتَدِلُّ بالشَّيْءِ على الشَّيْءِ . والمِعْبَرَةُ بالكسر : سفِينةٌ يُعْبَرُ عليها النَّهْرُ . قاله الأَزْهَرِيُّ . وقال ابنُ شُمَيْل : عَبَرْتُ مَتَاعِي : باعَدْتُه والوادِي يَعْبُر السَّيْلَ عنّا أَي يُبَاعِدُه . والعُبْرِيُّ بالضّمّ من السِّدْرِ : ما نَبَتَ على عِبْرِ النَّهْرِ وعَظُمَ منسوبٌ إِليه نادِرٌ . وقيل : هو ما لاَ ساقَ له منه وإِنما يكون ذلك فيما قارَبَ العِبْرَ . وقال يَعْقوب : العُبْرُّ والعُمْرِيُّ منه : ما شَرِبَ الماءَ وأَنشد :
" لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ . قال : والذي لا يشرب الماءَ يكونُ بَرِّيًّا وهو الضَّالُ . قال أَبو زَيْدٍ : يقال للسِّدْرِ وما عظُمَ من العَوْسَجِ : العُبْرِيُّ والعُمْرِيُّ : القَدِيمُ من السِّدْرِ وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّةِ :
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي ... ضُرُوبَ السَّدْرِ عُبْرِياًّ وضَالاَ . وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً : شَقَه عن اللِّحْيَانِيّ . والشَّعْرَي العَبُورُ : كَوكَبٌ نَيِّرٌ مع الجَوْزاءِ وقد تَقدّم في شعر وإِنما سُمِّيَتْ عَبُوراً لأَنَّهَا عَبَرَت المَجَرَّةَ وهي شامِيّةٌ وهذا مَحَلُّ ذِكْرِهَا . والعِبَارُ بالكَسْر الأِبِلُ القَوِيَّةُ على السَّيْرِ . وقال الأصْمَعِيُّ : يقال : لقد أسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدّراهِم أي استخْرَاجَك إياّها . والعِبْرَةُ : الاعْتِبارُ بنا مضَى . والاعْتِبَارُ : هو التَّدَبُّرُ والنَّظَرُ وفي البصائِرِ للمصنُف : العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ : الحالةُ التي يُتَوَصَّلُ بها من معرفَةِ المُشَاهَد إلى ما ليس بمُشَاهَدٍ . وعَبْرَةُ الدَّمْعِ : جَرْيُهُ
وعَبَرَتْ عَيْنُه واسْتَعْبَرَتْ : دَمَعَتْ . وحكَى الأزْهَرِيّ عن أبي زيد : عَبَرَ كفَرِحَ إذا حَزِنَ ومن دُعَاءِ العَرَبِ على الإنْسانِ : ماله سَهِرَ وعَبِرَ . والعُبْر بالضَّمّ : البُكاءُ بالحُزْنِ يقال : لأمِّه العُبْرُ والعَبْرُ والعبر وجارِيَةٌ مُعْبَرَةٌ : لم تُخْفَضْ . وعَوْبَرٌ كجَوْهَر : مَوْضع . والعَبْرُ بالفَتْح : بلدٌ باليَمَن بين زَبيدَ وعَدَنَ قَرِيب من الساحِلِ الذي يُجْلَبُ إليه الحَبَش . وفي الأزْدِ عُبْرَةُ بالضَّمّ وهو عَوْفُ بنُ مُنْهِبٍ . وفيها أيضاً عُبْرَةُ ابنُ زَهْرَانَ بن كَعْبٍ ذَكرهما الصّاغانيّ . قلتُ : والأخيرُ جاهِلِيُّ ومُنْهِبٌ الذي ذكَرَه هو ابنُ دَوْسٍ . وعُبْرَةُ بنُ هَدَاد ضَبطه الحَافِظُ . والسَّيِّد العِبْرِيّ بالكسر هو العَلاّمَةُ بُرْهانُ الدّينِ عُبيْدُ اللهِ بنُ الإمامِ شْمسِ الدّين محمدِ بنِ غانِمٍ الحُسَيْنِيّ قاضِي تَبْرِيزَ له تصَانيِفُ تُوُفِّي بها سنة 743وفي الأساسِ والبَصَائِرِ : وبنو فُلان يُعْبِرونَ النّسّاءَ ويَبِيعونَ الماءَ ويَعْتَصِرونَ العَطَاءَ . وأحْصَى قاضِي البَدْوِ المَخْفُوضاتِ والبُظْرَ فقال : وَجَدْتُ أكْثَرَ العَفائِفِ مُوعَبَاتٍ وأكْثَرَ الفَوَاجِرِ مُعْبَرَات . والعِبَارةُ بالكَسْر : الكَلامُ العَابِرُ من لِسَانِ المتَكَلّم إلى سَمْعِ السّامِع . والعَبَّارُ ككَتّانٍ : مُفَسِّرُ الأحلامِ وأنشدَ المُبَرِّدُ في الكامِلِ :