الكَهْرُ : القَهْر وقرأَ ابنُ مَسْعُود : " فأمَّا اليتيمَ فلا تَكْهَر " وَزَعَم يعقوبُ أنَّ كافَه بدلٌ من قافِ القهر كَهَرَه وقَهَرَه بمعنىً . الكَهْرُ : الانْتِهار يُقال : كَهَرَه كَهْرَاً إذا زَبَرَه وانْتَهَرَه تَهَاَوُناً به . الكَهْرُ : الضَّحِك . والكَهْرُ : استِقْبالُكَ إنْساناً بوجهٍ عابِس تَهاوُناً به وازْدِراءً . وقيل : الكَهْرُ : عُبوسُ الوَجه وفي حديث مُعاوِيَة بن الحَكَم السُّلَمِيِّ أنّه قال : " ما رَأَيْتُ مُعلِّماً أَحْسَنَ تَعْلِيماً من النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلَّم . فبأبي هو وأمي ما كَهَرَني ولا شَتَمَني ولا ضَرَبَني " . وفي حديث المَسْعى : " إنَّهم كانوا لا يُدَعُّون عَنْهُ ولا يُكْهَرون " قال ابنُ الأثير : هكذا يُروى في كتبِ الغَريب وبعض طُرُق مُسلِم والذي جاء في الأكثر : يُكْرَهون . بتقديم الراء من الإكْراه . قيل : الكَهْرُ : اللَّهْوُ . والكَهْرُ : ارْتِفاعُ النَّهار وقد كَهَرَ الضُّحى : ارْتَفَع قال عديُّ بن زَيْدٍ العَباديّ :
مُسْتَخِفِّينَ بلا أَزْوَادِنا ... ثِقَةً بالمُهْرِ من غَيْرِ عَدَمْ
فإذا العانةُ في كَهْرِ الضُّحى ... دُونَها أَحْقَبُ ذو لحمٍ زِيَمْ يصف أنّه لا يَحْمِل معه زاداً في طريقه ثِقةً بما يَصيدُه بمُهره . والعانة : القَطيع من الوَحْش . الكَهْرُ أيضاً : اشتِدادُ الحرِّ . وقد ذكرهما الزمخشري وقال الأزهري الكَهْرُ : النهار ارتفاعه في شدة الحر والكهر : المُصاهَرَة أنشد أبو عَمْرُو :
يُرَحِّبُ بي عندَ بابِ الأميرِ ... وتُكْهِرُ سَعْدٌ ويُقْضى لَها أي تُصاهَر والفعل كَمَنَع لوجود حَرْفِ الحَلْق . والكُهْرورة بالضمّ : التَّعَبُّس . يقال : في فلان كُهْرورة أي انْتهارٌ لمنْ خاطَبه وتعبُّسٌ للوجه . قال زَيْدُ الخَيْل :
ولستُ بذي كُهْرُورةٍ غَيْرَ أنَّني ... إذا طَلَعَت أُولى المُغيرةِ أَعْبِسُ الكُهْرورة أيضاً : المُتَعَبِّس الذي يَنْتَهِرُ الناسَ كالكُهْرور بغير هاء . ومما يُستدرَك عليه : الكَهْر : الشَّتْم نَقَلَه الأَزْهَرِيّ . ورجلٌ كُهْرورةٌ : قَبيح الوجه وقيل ضَحَّاكٌ لَعَّابٌ وقيل : عابِسٌ
هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً بالتَّحْريكِ من باب : نَصَرَ كما تَدُلُّ عليه قاعدةُ إِطلاقه وهو الصَّحيح واغْتَرَّ بعضٌ بالمصدرِ المُحَرَّك فقال : إِنّه من باب فَرِحَ وآخرونَ أَنَّه من باب فَتَحَ لوُجُود حرفِ الحَلْق وجَهلَ أَنّ حرف الحَلْق إِذا كان في أَوّله فإِنّه لا يُعْتَدُّ بِه ؛ وآخرونَ أَنَّهُ من باب ضَرَبَ والصَّحيح الأَوَّلُ ومَهَرْبَاً كطَلَبَ طَلَباً ومَطْلَباً هو مصدرٌ مِيميٌّ كمَقْعَد وهَرَباناً بالتّحْرِيك وهذه عن الصّاغَانيّ لمَا فيه من الجَوَلانِ والأَضْطِرَاب : فَرَّ يكونُ ذلك للإِنسان وغيرِه من أَنواع الحَيَوان . هَرَّبَ غَيْرَه تَهْرِيباً وهَرَّبْتُهُ أَنا . يقال : هَرَبَ من الوّتِدِ نصْفُهُ في الأَرْض : أَي غابَ قال أَو وَجْزَةَ :
ومَجْنَأَ كإِزاءِ الحَوْض مُنْثَلِماً ... ورَمَّةً نَشبَتْ في هارِبِ الوَتِد هكذا وقع في عبارة أَئمّة اللُّغَة ولا قَلقَ فيها كما زعمه شيخُنا وما صوَّبَهُ لا يخلُو عن تأَمُّل . قال بعضُهُم : أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْرِ من تهذيب ابْن القَطَّاع أَهْرَبَ : جَدَّ في الذَّهَاب مَذْعُوراً أَو غيرَ مذعور . وقال اللِّحْيَانيُّ : يكون ذلك للْفَرَس وغيره ممّا يَعْدُو . وقال مَرَّةً : جاءَ مُهْرِباً : أَي جادّاً في الأَمر . وقيل : جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاكَ هارباً فَزِعاَ . قلتُ : وعليه اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ . أَهْرَبَت الرِّيحُ : سَفَتْ ما على وجه الأَرض من التُّراب والقَمِيمِ وغيرِه . أَهَرَبَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا اضْطَرَّهُ إِلى الهَرَب . قال الأَصْمَعِيُّ في نَفْي المالِ : مَالَهُ هَارِبٌ ولا قارِبٌ : أَي صَادرٌ عن الماءِ ولا وارِدٌ إِليه . وقال اللِّحيانيُّ : معناهُ أَي مالهُ شَيْءٌ ومالهُ قَوْمٌ ؛ قال : ومثلُهُ : مالَهُ سَعْنَةٌ ولا مَعْنَةٌ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : الهاربُ : الّذي يَطْلُبُ الماءَ أَو مَعْنَاهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَهْرُبُ مِنْهُ ولا أَحَدٌ يَقْرُبُ إِلَيْه أَي فَلَيْسَ هو بَشَيْءٍ وفي بعض النُّسَخ : شيء من غير مُوَحَّدَة وهو أَحدُ أَقوالِ الأَصمعيّ . والمَيْدانيُّ نَسَبَ القولَ الأَوَّلَ للخليل وقد تَقَدَّم بعضٌ من ذلك في ق ر ب فَلْيُرَاجَعْ الحديث : قال لَه رجلٌ : " مالي ولعيالِي هارِبٌ ولا قارِبٌ غَيْرُها " أَي : مالِي صادرٌ عن الماءِ ولا وَارِدٌ سواها يعني ناقَتَهُ . عن ابْن الأَعْرَابيّ : يُقالُ : هَرِبَ الرَّجُلُ كَفَرِحَ : إِذا هَرِمَ الميمُ لُغَةٌ في البَاءِ . من المجاز : ضَرَبَه فبدا هُرْبُ بَطْنه الهُرْبُ بالضَمِّ : ثَرْبُ البَطْن هو بفتح المثلَّةُ فالسّكون يَمَانيَةٌ هنا مَحَلُّ ذِكْره وقد صَحَّفَه الزَّمَخْشَريُّ فقال : هُذْبُ بطنه بالدّال . وقد سبقتِ الإِشارة إِليه . المِهْرَبُ كمنْبَر : خَشَبةٌ يُقْبِلُ بها الزَّرّاع في حَرْذه ويُدْبِرُ نقلَه الصّاغانيُّ . والهَاربِيَّةُ : مُوَيْهَةٌ لبني هاربَةَ بْن ذُبْيانَ بْن بَغيضِ بْنِ رَيْث بْن غَطَفانَ وهم هارِبَةُ البَقْعاءِ إِخوةُ سَعْد وفَزارَةَ . وفي المعارف لابْن قتَيْبَةَ : وقد بادَتْ هاربَةُ إِلاَّ بَقِيَّةً يَسيرةً في بني سَعْد . وفي المُعجَم : قال بشْرُ بنُ ابي خازِم :
ولم نهلكْ لمُرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا ... وسارُوا سَيْرَ هَارِبَةٍ فَغَارُوا
وذلك لحرب كانت بينَهُمْ فرَحَلُوا من غَطَفانَ فَنَزَلُوا في بني ثَعْلَبَةَ بْن سَعْد فعدادُهُم اليَوْمَ فيهم وهم قليلٌ قال هشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيُّ : لم أَرَ هَارِبِيّاً قَطُّ . وسَمَّوْا هَرَّاباً ومُهْرِبا كشَدَّاد ومُحْسن . ومما يُسْتدرَكُ عليه : فلانٌ لنا مَهْرَبٌ وإِليك منك المَهْرَبُ . والمَهْرَبُ : مَوضعُ الهَرَب وأَهْرَبَ الرَّجُلُ : إِذا أَبعَدَ في الأَرْض وساحَ في الأَرْض وهَرَبَ فيها بالفتح . وهَرُوبُ : من قُرَى صَنْعَاءَ باليَمَن . كذا في المُعْجَم