الكَرَعُ مُحَرَّكَةً : ماءُ السَّمَاءِ يَجْتَمِعُ في غَدِيرٍ أو مَسَاكٍ يُكْرَعُ فيه قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ يُقَالُ شَرِبْنَا الكَرَعَ وأرْوَيْنَا نَعَمَنا بالكَرَع قالَ الرّاعِي ونَسبه الجَوْهَرِيُّ و الصّاغَانِيُّ لابْنِ الرِّقاعِ يصفٌ ناقَةً وراعِيَها بالرِّفْقِ :
يُسِيمُهَا آبِلٌ إمّا يُجَزِّئُها ... جَزْءاً طَوِيلاً وإمّا تَرْتَعِي كَرَعَا هذه روايَةُ العُبابِ ورِوايَةُ الصِّحاحِ :
يَسُنُّها آبلٌ ما إنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيداً وما إنْ ترتوي كرعا والكَرَعُ مِنَ الدَّابَّةِ : قَوائِمُها
والكَرَعُ : دِقَّةُ السّاقِ وقال أبو عَمْروٍ : مُقَدَّمِ السَّاقَيْنِ وهُوَ أكْرَعُ وقد كَرِعَ
والكَرَعُ : السَّفِلُ مِنَ النّاسِ وفي حَديثِ النَّجَاشِيِّ : فَهَلْ يَنْطِقُ فيكُم الكَرَعُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : تَفْسِيرُه : الدَّنِئُ النَّفسِ والمَكَانِ وقالَ في حديثِ عَليٍّ : لو أطَاعَنَا أبو بَكْرٍ فيمَا أشَرْنَا عَلَيْهِ منْ تَرْكِ قِتَالِ أهْلِ الرِّدَّةِ لغَلَبَ على هذا الأمْرِ الكَرْعُ والأعْرَابُ أي : السِّفْلَةُ والطَّغَامُ من النّاسِ شُبِّهُوا بكَرَعِ الدّابَّةِ أي : قَوائِمِها للوّاحِدِ والجَمْعِ يُقَالُ : رَجُلٌ كَرَعٌ ورَجُلانِ كَرَعٌ ورِجالٌ كَرَعٌ
ومن المَجَازِ الكَرَعُ : اغْتِلامُ الجَاريَةِ وحُبُّهَا للجِمَاعِ وهِيَ كَرِعَةٌ كفَرِحَةٌ : مِغْلِيمٌ وقد كَرِعَتْ ورَجُلٌ كَرِعٌ كذلكَ
وكَرِعَ كَفَرِحَ كَرَعاً : اجْتَزَأ بأكْلِ الكُرَاعِ بالضَّمِّ وسَيَأتِي مَعْنَاه قَرِيباً
وكَرِعَ فُلانٌ كَرَعاً : شَكَى كُراعَه
أو كَرِعَ كَرَعاً : صارَ دَقيقَ الأكَارِعِ وليْسَ في نَصِّ اللِّسَانِ الأذْرُع طَوِيلَةً كَانَتْ أو قَصِيرَةً فهُوَ أكْرَعُ
وكَرِعَ الرَّجُلُ كَرَعاً : سَفَلَ ودَنُؤَ وهو مجازٌ
وكَرِعَتِ السّاقُ : دَقَّ مُقَدَّمُها عن أبي عَمْروٍ
وكَرِعَتِ السّماءُ : أمْطَرَتْ
وكَرِع كَرَعاً : سارَ في الكُرَاعِ منَ الحَرَّةِ وسَيَأتِي مَعْناهُ
وكَرِع الرجَّلُ بِطيبٍ فَصَاكَ بهِ أي : تَطَيَّبَ بِطِيبٍ فلَصِقَ بهِ
وكَرِعَت المَرْأةُ إلى الرَّجُلِ : اشْتَهَتْ إليهِ وأحَبَّتِ الجِمَاع فهِيَ كَرِعَةٌ وقد تَقدَّم وهو مجازٌ قال الزَّمَخْشَريُّ : لأنَّها تَمُدُّ إليهِ عُنُقَهَا فِعْلَ الكارِع طُمُوحاً
وكَرِعَ في الماءِ أو في الإناءِ كمَنَعَ وهو الأكْثَرُ وفيهِ لُغَةٌ ثانِيَةٌ : كَرِعَ مثل سَمِعَ كَرْعاً بالفَتْح وكُرُوعاً بالضَّمِّ تَنَاوَلَه بفِيهِ من مَوْضِعهِ منْ غَيْرِ أنْ يَشْرَبَ بكَفَّيْهِ و بإناءٍ وقِيلَ هو أن يَدْخُلَ النَّهْرَ ثُمَّ يَشْرَب وقِيلَ : هوَ أنْ يُصَوِّبَ رَأسَه في الماءِ وإن لمْ يَشْرَب وفي حَدشيثِ عِكْرمَةَ : أنَّه كَرِهَ الكَرْعَ في النَّهْرِ : وكُلُّ شيءٍ شَرِبْتَ منْهُ بفِيك من إناءٍ أو غَيْرِه فَقَدْ كَرَعْتَ ويُقَالُ اكْرَعْ في هذا الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ وقِيلَ : كَرَعَ في الإناءِ : إذا أمالَ نَحْوَه عُنُقَه فشَرِبَ مِنْهُ والأصْلُ فيهِ شُرْبُ الدَّوابِّ بفِيها لأنَّها تُدْخِلُ أكارِعَها فيه أوْ لا تَكادُ تَشْرَبُ إلاّ بإدْخَالِها فيهِ
والكارِعَاتُ : النَّخِيلُ الّتِي على وفي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ حَوْل الماء نَقَله الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيْد وهو مجازٌ كأنَّها شَرِبَتْ بُعُروقِها قالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماء :
يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِرَةٍ ... فكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : كُلُّ خائضِ ماءٍ : كارِعٌ شَربَ أو لَمْ يَشْرَبْ
وقالَ أيْضاً : يُقَالُ رَمَاهُ أي الوَحْشَ فكَرَعَه كمَنَعَه إذا أصَابَ كُراعَهُ
والكَرّاعُ كشَدَّادٍ : مَنْ يُخَادِنُ وفي بعضِ الأُصُولِ مَن يُحَادِثُ السَّفِلَ منَ النّاسِ
والكَرّاعُ أيْضاً مَنْ يَسْقى مالَه بالكَرَعِ أي بماءِ السَّمَاءِ في الغُدْرانِ
والكَرِيعُ كأمِيرٍ : الشّارِبُ منَ النَّهْرِ بيَدَيْهِ إذا فَقَدَ الإناءَ قالَهُ أبو عَمْروٍ وأمّا الكارِعُ : فهُو الّذِي رَمَى بفَمِه في الماءِ
والكُرَاعُ كغُرَابٍ مِنَ البَقَر والغَنَمِ : بمَنْزِلَةِ الوَظِيفِ منَ الفَرَسِ وهُوَ مُسْتَدِقُّ السّاقِ العَارِي عَنِ اللَّحْمِ كما في العُباب وفي الصِّحاحِ : بمَنْزِلَةِ الوَظيفِ في الفَرَسِ والبَعِيرِ وفي المُحْكَمِ : الكُرَاعُ من الإنْسَانِ : ما دُونَ الرُّكْبَةِ إلى الكَعْبِ ومن الدواب : ما دون الكعب وقالَ ابنُ بَرِّيِّ : وهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الحافِرِ : ما دُونَ الرُّسْغ قالَ : وقد يُسْتَعْمَلُ الكُرَاعُ أيْضاً للإبِلِ كما اسْتُعْمِلَ في ذَواتِ الحافِرِ كما في شِعْر الخَنْسَاءِ
فظَلَّت تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وكانَ لَها أرْبَعُ وقالت عَمْرَةُ أختُ العبّاس بن مِرْدَاسٍ رضيَ الله عنه وأُمها الخنساءُ ترثِي أخاها
فقامَتْ تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبَا فجَعَلتْ لها أكارِعَ أرْبعَةً وهو الصِّحيحُ عندَ أهْلِ اللغَةِ في ذواتِ الأرْبَعِ قالَ : ولا يَكُونُ الكُرَاعُ في الرِّجْلِ دُونَ اليَدِ إلاّ في الإنْسَانِ خاصَّةً وأمّا ما سِوَاه فيَكُونُ في اليَدَيْنِ والرِّجْلَينِ وقالَ اللِّحْيَانِيِّ : هُمَا ممّا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ قال : ولمْ يَعْرِف الأصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ وقالَ مَرَّةً أُخْرَى : وهو مُذَكَّرٌ لا غَيْرُ وقالَ سِيَبَوْيه : وأمّا كُراعُ فإنّ الوَجْهَ فيهِ تَرْكُ الصَّرفِ ومنَ العَرَبِ مَنْ يَصْرِفُه يُشَبِّهُه بذِراعٍ وهو أخْبَثُ الوَجْهَينِ يَعْنِي أنَّ الوَجْهَ إذا سُمِّيَ بهِ أنْ لا يُصْرَفَ لأنَّه مُؤَنَّثٌ
سُمِّيَ به مُذَكَّرٌ وفي الحَدِيثِ : لَوْ دُعِيتُ إلى كُراعٍ لأجَبْتُ ولو أُهْدِيَ إليَّ كُرَاعٌ أو ذِرَاعٌ لقَبِلْتُ
وقال الساجِعُ :
" يا نَفْسُ لنْ تُراعِي
" إنْ قُطِعَتْ كُراعِي
" إنَّ مَعِي ذِراعِي
" رَعاكِ خَيْرُ راعِج : أكْرُعٌ وقد تَقَدَّم شاهِدُه في قولِ الخَنْساءِ وأكارِعُ وفي الصِّحاحِ : ثُمَّ أكارِعُ كأنَّهُ إشارَةٌ إلى أنّه جَمْعُ الجَمْع وأمّا سِيبَوْيهِ فإنَّه جَعَله مِمّا كُسِّرَ على ما لا يُكَسَّرُ عليهُ مِثْلُه فِراراً من جَمْعِ الجَمْعِ وقد يُكَسَّرُ على كِرْعانٍ والعَامَّةُ تَقولُ : الكَوارِعُ
والكُرَاعُ : أنْفٌ يَتَقدَّمُ منَ الحَرَّةِ أو منَ الجَبَلِ مُمْتَدٌ سائِلٌ وهو مجازٌ وقيلَ : هو ما اسْتَدَقَّ منَ الحَرَّةِ وامْتَدَّ في السَّهْلِ وقالَ الأصْمَعِيُّ : العُنُقُ من الحَرَّةِ يَمْتَدُّ نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأحْوَص :
ألَمْ أظْلِفْ من الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كما ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُرَاعِ وقالَ غيرُه : الكُرَاعُ : رُكْنٌ من الجَبَلِ يَعْرِضُ في الطَّرِيقِ ج : كِرْعانٌ كغِرْبانٍ
والكُرَاعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ : طَرَفُه والجَمْعُ : كِرعانٌ وأكارِعُ
والكُرَاعُ اسمٌ يَجْمَعُ الخَيْلَ والسّلاح وهوَ مجازٌ
وكُراعُ الغَمِيمِ : ع على ثَلاثَةِ أمْيَال منْ عُسْفَانَ والغَمِيمُ : وادٍ أُضِيفَ إليهِ الكُرَاعُ كما في العُبابِ
وأكْرُعُ الجَوْزَاءِ : أواخِرُها قال أبو زُبَيْدٍ :
حَتّى استَمَرَّتْ إلى الجَوْزَاءِ أكْرُعُها ... واسْتَنْفَرَتْ رِيحُهَا قاعَ الأعَاصِيرِ ومن المَجَازِ أكارِعُ الأرضِ : أطْرَافُهَا القاصِيَةُ شُبِّهَت بأكارِعِ الشّاءِ والواحِدُ كُرَاعٌ ومِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ : لا بَأسَ بالطَّلَبِ في أكارِعِ الأرْضِ أي : نَواحِيها وأطْرَافِهَا
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ أكْرَعَك الصَّيْدُ وأخْطَبَكَ وأصْقَبَكَ وأقْنَى لكَ : بمَعْنَى أمْكَنَك
قالَ : والمُكْرِعاتُ من الإبِل بكسرِ الراء : اللَّواتِي تُدْخِلُ رُؤُوسَها إلى الصِّلاءِ فتَسْوَدُّ أعْنَاقُهَا وفي المُصَنَّفِ لأبي عُبَيْدٍ : هِيَ المُكْرَباتُ وقالَ غيرُه : هيَ الّتِي تُدْنَى إلى البُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ وأنْشَدَ أبو حَنِيفَةَ للأخْطَلِ :
فلا تَنْزِلْ بجَعْدِيٍّ إذا ما ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ والمُكْرَعاتُ بفتحِ الراءِ : ما غُرِسَ في الماءِ منَ النَّخِيلِ وغَيْرِها ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ : الكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ : النَّخِيلُ الّتِي على الماءِ قالَ : وهِيَ الشَّوارِعُ ووُجِدَ هكذا بكَسْرِ الرّاءِ في سائِر نُسَخِ الصِّحاحِ وقدْ أكْرَعَتْ وهيَ كارِعَةٌ ومُكْرِعَةٌ وقالَ أبو حَنِيفَةَ : هي الّتِي لا يُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا وأنْشَدَ :
أو المُكْرَعاتُ من نَخِيلِ ابنِ يامنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللائِي يَلينَ المُشَقَّرَا وفي العُبابِ : هو قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِيلِ
وفَرَسٌ مُكْرَعُ القَوَائِمِ كمُكْرَم : شَدِيدُها قالَ أبو النَّجْمِ :
" أحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُكْرَعُ وقالَ الخَليلُ : تَكَرَّعَ الرَّجُلُ أي : تَوضَّأَ للصلاةِ لأنَّهُ أمَرَّ الماءَ على أكارِعِه أي : أطْرافِهِ وقالَ الأزهَرِيُّ : تَطَهَّرَ الغُلامُ وتَكَرَّعَ وتَمَكَّنَ : إذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : يُقَالُ للضَّعِيفِ الدِّفَاعِ : فُلانٌ ما يُنْضِجُ الكُرَاعَ
والكُرَاعُ بالضَّمِّ نُبْذَةٌ من ماءِ السَّماءِ في المَساكاتِ وهُوَ مَجَازٌ مُشَبَّهُ بكُراعِ الدَّابَّةِ في قِلَّتِه
وكُرَاعا الجُنْدُبَ : رِجْلاهُ وهوَ مجازٌ ومنه قَوْلُ أبي زُبَيْدٍ :
ونَفَى الجُنْدبُ الحَصَى بكُرَاعَي ... هِ وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ وكُراعُ الأرْضِ : ناحِيَتُها
وأكْرَعَ القَوْمُ : إذا صَبَّتْ عليهمُ السَّماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتَّى يَسْقُوا إبِلَهُمْ منه وفي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ شرِبْتُ عُنْفُوانَ المَكْرَعِ هو مَفْعَلٌ من الكَرْعِ أرادَ بهِ : عَزَّ فشَرِبَ صافِيَ الأمْرِ وشَرِبَ غَيْرُه منَ الكَدَرِ وقالَ الحُوَيْدِرَةُ :
وإذا تُنازِعُكَ الحَديثَ رَأيْتَها ... حَسَناً تَبَسُّمُها لَذيذَ المَكْرَعِوقَرَأتُ في المُفَضَّليّاتِ : قالَ : المَكْرَع : تَقْبيلُه إياها أخذَه من قَوْلِكَ : كَرَعْتُ في الماء ويُرْوَى لَذِيذَ المَشْرَعِ
وقالَ أحمَدُ بنُ عُبَيْدٍ : المَكْرَعُ : ما يَكْرَعُ منْ رِيقِها قال : لَذِيذَ المَكْرَع فنقَلَ الفِعْلَ وأقَرَّهُ على الثّانِي فتَرَكَه مُذَكَّراً ولَيْسَ هُوَ الأصْلُ لأنّكَ إلى نَقَلْتَ الفِعْلَ إلى الأوّلِ أضَفْتَ وأجْرَيْتَه على الأوَّلِ في تأْنِيثِه وتَذْكِيرِه وتَثْنِيَتِهِ وجَمْعِه ورُبَّمَا أقَرُّوه على الثّاني وهُوَ قَليلٌ فتَقُولُ إذا أجْرَيتَ المَنْقُولَ على الثاّني وأقْرَرْتَه له : مَرَرْتُ بامْرَأةٍ كَرِيم الأبِ
والكَرَعُ مُحَرَّكَةً : الّذِي تَخُوضُهُ الماشِيَةُ بأكارِعِها
وأكْرَعُوا : أصابُوا الكَرَعَ
والمُكْرَعاتُ : النَّخْلُ القَرِيبَةُ من البَيُوتِ
وأكارِعُ النّاسِ : السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأكارِعِ الدّوابِّ وهو مَجازٌ
وأبو رِياشٍ سُوَيْدُ بنُ كُراعَ : منْ فُرْسانِ العَرَبِ وشُعَرائِهِم وكُرَاعُ : اسمُ أمِّهِ لا ينْصَرِفُ واسمُ أبيهِ عَمْروٌ وقيل : سَلَمَةُ العُكْلِيُّ قالَ سِيَبَويهِ : وهُوَ من القِسْمِ الّذِي يَقَعُ فيهِ النَّسَبُ إلى الثّانِي لأنَّ تَعَرُّفَهُ إنّما هُوَ بهِ كابْنِ الزُّبَيْرِ وأبي دَعْلَجٍ
قالَ ابنُ دُرَيدٍ : وأمّا الكَرَّاعَةُ بالتَّشْدِيدِ الّتِي تَلْفِظُ بها العامَّةُ فكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ
والكَوارِعُ من النَّخِيلِ : الكارِعاتُ
وفَرَسٌ أكْرَعُ : دَقِيقُ القَوائِمِ وهي كَرْعاءُ
وكَرَّعَ في الماءِ تَكْرِيعاً ككَرِعَ
وذَا مَكْرَعُ الدّوابِّ ومَكارِعُها
ويَوْمُ الأكارِعِ : هو يومُ النَّفْرِ الأوَّلِ
الوَرَعُ مُحَرَّكَةً : التَّقْوَى والتَّحَرُّجُ والكَفُّ عن المَحَارِمِ وقد وَرِعَ الرَّجُلُ كوَرِثَ هذه هي اللغَةُ المَشْهُورَةُ الّتِي اقْتَصَرَ عليْهَا الجَمَاهِيرُ واعْتَمَدَها الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ وغَيْرُه وأقَرَّه شُرّاحُه في التَّسْهِيلِ ومَشَى عليْه ابنْهُ في شَرْحِ اللامِيَّةِ ووَجِلَ وهذهِ عنِ اللِّحْيَانِيِّ ووَضَعَ وهذهِ عنْ سِيَبَوَيْهِ وحَكَاهَا عن العَرَبِ على القِياسِ فهو ممّا جاءَ بالوَجْهَيْنِ وهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على ابْنِ مالِكٍ وكَرُمَ يَرِعُ ويَوْرَعُ ويَرَعُ ويَوْرُعُ ورَاعَةً ووَرْعاً بالفَتْحِ ويُضَمُّ أي : تَحَرَّجَ وتَوَقَّى عنِ المَحَارِمِ وأصْلُ الوَرَعِ : الكَفُّ عن المَحَارِمِ ثم استُعِيرَ للكَفِّ عن الحَلالِ والمُباحِ
والاسْمُ : الرِّعَةُ والرِّيعَةُ بكَسْرِهِمَا الأخِيرَةُ على القَلْبِ كما في المُحْكَم يُقَالُ : فُلانٌ سَيِّيءُ الرِّعَةِ أي : قَلِيلُ الوَرَعِ كما في العُبابِ
وفي النِّهَايَةِ : وَرِعَ يرِعُ رِعَةً مِثْلُ : وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً وهُوَ وَرِعٌ ككَتِفٍ أي مُتَّقٍ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً واقْتَصَرَ على وَرِعَ كوَرِثَ
والوَرَعُ بالتَّحْرِيكِ أيْضاً : الجَبَانُ قالَ اللَّيْثُ : سُمِّيَ بهِ لإحْجَامِه ونُكُوصِهِ ومِثْلُه قَوْلُ ابنِ دُرَيدٍ قالَ ذو الإصْبَعِ العَدْوَانِيُّ :
إنْ تَزْعُمَا أنَّنِي كَبِرْتُ فلَمْ ... أُلْفَ بَخِيلاً نِكْساً ولا وَرَعا وقالَ الأعْشَى :
أنْضَيْتُها بَعْدَما طَالَ الهِبَابُ بها ... تَؤُمُّ هَوْذَةَ لا نِكْساً ولا وَرَعَا وفي الصِّحاحِ : قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : وأصْحَابنا يذْهَبُونَ بالوَرَعِ إلى الجَبَانِ ولَيْسَ كذلكَ وإنَّما الوَرَعُ : الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الّذِي لا غَناءَ عِنْدَه وقيلَ : هُوَ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ منَ المالِ وغَيْرِه كالرَّأْيِ والعَقْلِ والبَدَنِ فعَمَّهُ
قلتُ : ويَشْهَدُ لما ذهَبَ إليْهِ اللَّيثُ وابْنُ دُريْدٍ قَوْلَ الرّاجِزِ :
" لا هَيَّبَانٌ قَلْبُهُ مَنّانُ
" ولا نَخِيبٌ وَرَعٌ جَبانُ فهذهِ كُلُّها منْ صِفَات الجَبَانِ الفِعْلُ منْهَما أي : من الجَبَانِ والصَّغِيرِ : وَرَعَ كوَضَعَ وكَرُمَ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وفي اللِّسانِ : وأُرَى يَرَعُ بالفَتْحِ لُغَةً فيهِ إشارَةً إلى أنَّهُ كوَضَعَ الّذِي قَدَّمَه المُصَنِّف
وفاتَه : وَرِعَ يَرِعُ كوَرِثَ يَرِثُ حَكاهُ ثَعْلَبٌ عن يَعْقُوبَ هُنَا كما في اللِّسانِ ورَاعَةً ووَرَاعاً وَوَرْعَةً بالفَتْحِ في الكُلِّ ويُضَمُّ . الأخِيرُ ووُرُوعاً كقُعُودٍ ووُرْعاً بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على وُرُوعٍ كقُعُودٍ وعلى وُرْع بالضَّمِّ ووَرَاعَةٍ
وفَاتَهُ : الوُرُوعَةُ بالضَّمِّ نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ في قَوْلِه : رَجُلٌ وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعَةِ أي : جَبانٌ وفاتَه أيْضاً : وَرَعاً مُحَرَّكَةً نَقَلَه ثَعْلَبٌ والوَراعَةُ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرَ وَرُعَ ككَرُمَ كَرامَةً أو وَرِعَ كوَرِثَ وِراثَةً وكِلاهُمَا صحِيحٌ في القِيَاسِ والاسْتِعْمَالِ أي : جَبُنَ وصَغُرَ وضَعُفَ
والرِّعَةُ بالكَسْرِ : الهَدْيُ وحُسْنُ الهَيْئَةِ أو سُوءُهَا قالَهُ الأصْمَعِيُّ وهُوَ ضِدٌّ وفي حديثِ الحَسَنِ البَصري : ازْدَحَمُوا علَيْهِ فرَأى مِنْهُمْ رِعَةً سَيِّئَةً فقالَ : اللَّهُمَّ إليْكَ يُرِيدُ بالرِّعَةِ هُنَا : الاحْتِشَامَ والكَفَّ عنْ سُوءِ الأدَبِ أي : لَمْ يُحْسِنوا ذلكَ وفي حديثِ الدُّعَاءِ : وأعِذْنِي منْ سُوءِ الرِّعَةِ أي : منْ سُوءِ الكَفِّ عَمّا لا يَنْبَغِي
والرِّعَةُ : الشَّأْنُ والأمْرُ والأدَبُ يُقَالُ : هُمْ حَسَنٌ رِعَتُهُمْ بهذا المَعْنَى وأنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" رِعَةَ الأحْمَقِ يَرْضَى ما صَنَعْ وفَسَّرَهُ فقال : رِعَةُ الأحْمَقِ : حالَتُه الّتِي يَرْضَى بِها
ويُقَالُ : مالُهُ أوْرَاعٌ أي : صِغارٌ جَمْعُ وَرَعٍ بالتَّحْرِيكِ وهوَ منْ بَقِيَّةِ قَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ الّذِي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والفِعْلُ : وَرُعَ : ككَرُمَ وَراعَةً ووُرْعاً ووُرُوعاً بضَمِّهِمَا
قلتُ : وهذا تَكْرارٌ معَ ما سَبَقَ لهُ لأنَّ مُرَادَه أنَّ الفِعْلَ منْ قَوْلِهِم : مالَهُ أوْرَاعٌ وهو جَمْعُ وَرَعٍ للضَّعِيفِ الصَّغِيرِ وقَدْ وَرُعَ وهذا قَدْ تَقَدَّمَ فتأمَّلْ
ووَرِعَ كوَرِثَ : كَفَّ ومِنْهُ الحديثُ : وبَنَهْيه يَرِعُونَ أي يَكُفُّونَ وفي حديثٍ آخَرَ : وإذا أشْفَى وَرِعَ أي : إذا أشْرَفَ على مَعْصِيَةٍ كَفَّ وهذا أيْضاً قد تَقَدَّمَ في أوَّلِ المادَّةِ إذ المُرَادُ بالتَّقْوَى هُوَ الكَفُّ عنِ المَحارِمِ فتأمَّلْ ذلك
والوَرِيعُ كأمِيرٍ : الكافُّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والوَرِيعَةُ بهاءٍ : فَرَسٌ للأحْوَصِ بنِ عَمْروٍ الكَلْبِيِّ وهَبَها لمالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيميِّ رضي الله عنه وكانَتْ فَرَسَه نِصابُ قدْ عُقِرَتْ تَحْتَه فحَمَلَه الأحْوَصُ على الوَرِيعَةِ فقالَ مالِكٌ يَشْكُرُه :
ورُدَّ نَزِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ ... وأعْقِبْهُ الوَرِيعَةَ منْ نِصابِ وأنْشَدَهُ المازِنِيُّ فقال : ورُدَّ خَلِيلَنا
والوَرِيعَةُ : ع قيلَ : حَزْمٌ لبَنِي فُقَيْم قالَ جَرِيرٌ :
أيُقيمُ أهْلُكِ بالسِّتَارِ وأصْعَدَتْ ... بَيْنَ الوَرِيعَةِ والمَقَادِ حُمُولُ وقالَ المُرَقِّشُ الأصْغَرُ يَصِفُ الظُّعْنَ :
" تَحَمَّلْنَ منْ جَوِّ الوَرِيعَةِ بَعْدَمَاتعالى النَّهَارُ واجْتَزَعْنَ الصَّرائِمَا وأوْرَعَ بَيْنَهُمَا إيراعاً : حَجَزَ وكَفَّ لُغَةٌ في وَرَّعَ تَوْرِيعاً عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
ووَرَّعَهُ عن الشَّيءِ تَوْرِيعاً : كَفَّهُ عنْهُ ومنه حديثُ عُمَرَ رضي الله عنه : وَرِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهِ أي : إذا رَأيْتَه في مَنْزِلِكَ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ ولا تَنْظُرْ ما يَكُونُ منه كما في الصِّحاحِ
وفَسَّرَه ثعلبٌ فقال : يقول : إذا شَعَرْتَ به في مَنْزِلَكِ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ عن أخْذِ مَتاعِكَ ولا تُراعِهِ أي : لا تُشْهِدْ عليهِ وقيلَ : مَعْناهُ : رُدَّهُ بتَعَرُّضٍ لَهُ وتَنْبِيهٍ وقالَ أبو عُبَيدٍ : ولا تُرَاعِهِ أي : لا تَنْتَظِرْ فيهِ شَيئاً وكُلُّ شَيءٍ تَنْتَظِرُه فأنْتَ تُرَاعِيهِ وتَرْعاهُ وكُلُّ شَيءٍ كَفَفْتَه فقَدْ وَرَّعْتَهُ وفي حديثِ عُمَرَ قالَ للسّائِبِ : وَرِّعْ عَنِّ ] في الدِّرْهَمِ والدِّرْهَمَيْنِ أي : كُفَّ عَنِّي الخُصُومَ أنْ تَقْضِيَ وتَنُوبَ عَنِّي في ذلكَووَرَّعَ الإبِلَ عنِ الماءِ : رَدَّهَا فارْتَدَّتْ قالَ الرّاعِي :
" يَقُولُ الّذِي يَرْجُو البَقِيَّةَ وَرِّعُواعنِ الماءِ لا يُطْرَقْ وهُنَّ طَوارِقُهْ ومُحاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ كمُحَدِّثٍ : مُحَدِّثٌ قالَ الذَّهَبِيُّ : مُسْتَقِيمُ الحَديثِ لا مُنْكَرَ لهُ ولكنْ قالَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ : كانَ مُغَفَّلاً جِدّاً لمْ يَكُنْ منْ أصْحَابِ الحديثِ وقالَ أبو حاتِمٍ : لَيْسَ بالمَتِينِ وقالَ أبو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ وقدْ ذَكَرْنَا في حضر شَيئاً من ذلكَ
والمُوارَعَةُ : المُناطَقَةُ والمُكَالَمَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لحَسّإن رضي الله عنه :
نَشَدْتُ بَنِي النَّجَارِ أفْعَالَ والِدٍ ... إذا العانِ لمْ يُوجَدْ لَهُ منْ يُوَارِعُهْ ويُرْوَى يُوَازِعُه بالزايِ
والمُوَارَعَةُ أيْضاً : المُشَاوَرَةُ وبه فُسِّرَ الحديثُ : كانَ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ يُوَارِعَانِ عَليّاً رضي الله عنهم أي : يَسْتَشِيرانِهِ كما في العُبابِ والنِّهايَةِ وأصْلُه منَ المُنَاطَقَةِ والمُكَالَمَةِ
وتَوَرَّعَ الرَّجُلُ منْ كذا أي : تَحَرَّجَ منْهُ وأصْلُه في المَحَارِمِ ثم اسْتُعِيرَ للكَفِّ عنِ المُبَاحِ والحَلالِ ومنْهُ المُتَوَرِّعُ للتَّقِيِّ المُتَحَرِّجِ
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : وَرَّعَ بَيْنَهُمَا تَوْرِيعاً : حَجَزَ وأوْرَعَ أعْلَى
ووَرَّعَ الفَرَسَ : حَبَسَهُ بلِجامِه قالَ أبو دُوَادٍ :
فبَيْننا نوَرِّعُه باللِّجام ... نُرِيدُ بهِ قَنَصاً أو غِوارَا أي : نَكُفُّه ونَحْبِسُه بهِ
وما وَرَّعَ أنْ فَعَلَ كذا وكذا أي : ما كَذَّبَ
وسَمَّوا مُوَرِّعاً ووَرِيعَةَ كمُحَدِّثٍ وسَفِينَةٍ