الكركِي بالضمِّ : طائِرٌ معروفٌ قال شَيخُنا : وحُكِي فيه التَّحْرِيكُ وما إِخاله يَصِحُّ كَراكِيُ قالُوا : دِماغُه ومَرارَتُه مَخْلُوطانِ بدُهْنِ زَنْبَق سَعُوطًا للكَثِيرِ النِّسيانِ عَجِيبٌ ورُّبما لا يَنْسَى شَيئًا بَعْدَه ومَرارَتُه بماءِ السِّلْقِ سَعُوطًا ثلاثَةَ أَيّامٍ تبرِئُ من اللَّقْوَةِ الْبَتَّةَ ومرارَتُه تَنْفَعُ الجَرَبَ والبَرَصَ طِلاءً . وكَركُ بالفتحِ : بلِحْفِ جَبَلِ لُبنانَ . وكَرَكُ بالتَّحْرِيكِ : قَلْعَةٌ على جَبَلٍ عال بنَواحِي البَلْقاءِ وتُعرَفُ بكَرَكِ الشَّوْبَكِ تُرَى من باب الصَّخْرَةِ المُقَدَّس للحَدِيدِ البَصَرِ ومنها : دانِيال بنُ مَنْكَلي القاضِي قرأَ على السَّخاوِيّ المُقْرِئَ وسَمِعَ الكَثِيرَ قاله الحافِظُ . قلت : والبُرهانُ إِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الرَحْمنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسْماعِيلَ الكَرَكِي صاحب الفَيضِ إِمام المَلِكِ الأَشْرفِ قايَتْباي رَوَى عن السَّعْدِ الدَّيْرِيِّ وغيرِه . والكُرَّكُ كدُمَّل : لُعْبَةٌ لَهُم وهو الكُرَّجُ الذي يُلْعَبُ به ونَصُّ المُحيطِ : للجَوارِي . قيل : ومِنْهُ الكُرَّكِيُّ بزيادَةِ ياءِ النّسبة للمُخَنَّثِ عن ابنِ عَبّاد . وقال أَبُو عَمْرو : الكَرِك ككَتِفٍ : الأَحْمَرُ . ثَوْبٌ كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ وأَنْشَدَ لأبي دواد الإِيادِيِّ :
كَرِكٌ كلَوْنِ التِّينِ أَحْوَى يانِعٌ ... مُتَراكِبُ الأَكْمامِ غَيرُ صوادِي ومما يُستَدْرَكُ عليه : قالَ أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ : الكارُوكَةُ : القَوَّادَةُ قال :
" لا حَظَّ في الدِّينارِ للكارُوكَهْ
وقالَ أَبو عَمْرو : دَجاجَةٌ كُرُكَّةٌ كحُزُقَّةٍ : وقَفَت عن البَيضِ . وقال يونس : كَرَكَت الدّجاجَةُ وهي كُرُكَّةٌ ونقل ابن بَرِّيّ : أَكْرَكَت الدَّجاجَةُ وهي كُركَّةٌ ونقَلَه الصّاغانيُ عن أبي عَمْرو . وكركانُ كعُثْمانَ : تعريبُ جُرجانَ : المدينَةُ المَعْروفةُ بفارِسَ وقد ذُكِرَت في الجِيمِ . وكُوركانُ بزيادة الواو : لَقَبُ السُّلْطانِ أبي سَعِيدٍ ملكِ العراقَيْنِ تَغَمَّدَه اللَّهُ تعالَى برَحْمَتِه . وكَركُ بالسكونِ : قريَةٌ قربَ بَعْلَبَكَّ وتُعْرَفُ بكَركِ نُوحٍ إِذْ بِها قَبرٌ طَوِيلٌ يَزْعُم أَهلُ تلكَ النّواحِي أَنّه قَبرُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ . ومِنْها أَحْمَدُ بنُ طارِقِ بنِ سِنان المُحداثُ الكَركِي سمِعَ ابنَ الزّاغُوني وابنَ ناصِرٍ وأَكثر ولكن فيهِ رَفْضٌ مع تَقِيَّةٍ هكذا ضَبَطَه الحافِظُ وضَبَطه الصاغاني بالتَّحْرِيكِ ونقل ابنُ خِلِّكان عن الحافِظِ المُنْذِرِيِّ في ترجَمَةِ أَحمَدَ ابنِ طارِقٍ المَذْكُور أَنّه مَنْسُوبٌ إِلى التي بلِحْفِ جَبَلِ لُبنانَ . والكُركِيُ بالضمِّ : لَقَبٌ بَيَّضَ له ابنُ نُقْطَةَ . وكُركانُ كعُثْمانَ : بَريّةٌ بينَ بلادِ الجَرامِقَةِ وأَذْرَبِيجانَ بها مَفازَةٌ مَسِيرَة اثْنَي عَشَرَ يَوْمًا احتَفَرَ بعضُ الحُكماءِ بها بِئْراً وجَعَل بها عَمُودًا عظيمًا وفي وَسَطِه حوضٌ عرضُه مائِةُ ذِراعٍ وعلى رأسِ العَمودِ حجرٌ مُدَوَّرٌ مُطَلْسَمٌ يَجْذِبُ الأَنْدِيَةَ من الجَوِّ فلا يَزالُ ذلك الحَوْضُ ملآنَ بِلا آلة يَنْتَفِعُ بهِ الوَحْشُ والمُسافِرونَ حكاهُ الواحِدِيّ وجماعةٌ من أَهْلِ التَّوارِيخِ نَقَلَه شيخُنا
ومما يُستَدْرَكُ عليه : كَرَاجُك : بَلَدٌ نُسِبَ إِليه مُحَمَّدُ ابنُ علي الكَراجُكِي من الإِمامِيَّةِ له تصانِيفُ مات سنة 449
الكُور بالضمّ : الرَّحْل أي رَحْل البَعير أو هو الرَّحْلُ بأدَاتِه كالسَّرْج وآلتِه للفَرَس . وقد تكرَّر في الحديث مُفْرداً ومجموعاً قال ابنُ الأثير : وكثيرٌ من الناس يَفْتَح الكاف وهو خَطَأٌ . ج أَكْوَارٌ وأَكْوُرٌ والكثير كِيرانٌ وكُوران وكُؤورٌ قال كُثَيِّر عَزَّة :
على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتَالُ في البُرى ... فَأَحْمالُها مَقْصُورةٌ وكُؤورُها قال ابنُ سِيدَه : وهذا نادرٌ في المُعْتَلِّ من هذا البناء وإنّما بابُه الصحيح منه كبُنود وجُنود . وفي حديث طَهْفَة : " بأكوارِ المَيْسِ تَرْتَمي بنا العِيسُ " . الكُور : مِجْمَرَةُ الحدَّاد المَبْنِيَّة من الطِّين التي توقَد فيها النارُ ويُقال : هو الزِّقُّ أيضاً . الكُور : بناء وفي الصحاح : مَوْضِعُ الزَّنابير والجمعُ أَكْوَارٌ ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : " ليس فيما تُخرِجُ أَكْوَارُ النَّحْلِ صَدَقَةٌ " . الكُور بالفتح : الجَماعةُ الكَثيرةُ من الإبل ومنه قولُهم : على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل . وهو القَطيع الضَّخْم منها أو مائةٌ وخمسون أو مائتان وأكثر . والكَوْرُ أيضاً : القَطيعُ من البَقَر قال أبو ذُؤَيْب :
ولا شَبُوبٌ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه ... مِنْ كَوْرِه كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَّرْدِ ج أي جَمْعُها : أَكْوَارٌ . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا البيتُ أورده الجَوْهَرِيّ بِكَسْرِ الدال من الطَرَد قال : وصوابُه رَفْعُها وأوّل القَصيدة :
تاللهِ يَبْقَى على الأيَّامِ مُبْتَقِلٌ ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ سِنُّهُ غَرِدُ الكَوْر : الزِّيادة وبه فُسِّر حديثُ الدُّعاء : " نَعْوُذُ باللهِ من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْر " الحَوْر : النُّقْصان والرُّجوع والكَوْر : الزِّيادة أُخِذ من كَوْرِ العِمامَة تقول : قد تَغَيَّرت حَاْلُه وانتقضت كما يَنْتَقِض كَوْرُ العِمامةِ بعد الشدّ . وكلُّ هذا قريبٌ بَعْضُه من بعض . وقيل : الكَوْر : تكوير العِمامة والحَوْر : نَقْضُها وقيل معناه : نَعْوُذُ باللهِ من الرُّجوع بعد الاستقامة والنُّقْصان بعد الزِّيادة . ويروى بالنون أيضاً . قال الليث : الكَوْرُ : لَوْثُ العِمامة وهو إدارَتُها على الرأس كالتَّكْوير قال النَّضْرُ : كل دَارَةٍ من العِمامة كُورٌ وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ . وتَكْوِير العِمامةِ كَوْرُها . وكارَ العِمامةَ على الرأس يَكُورُها كَوْرَاً : لاثَها عليه وأدارَها . قال أبو ذُؤَيْب :
وصُرَّادُ غَيْمٍ لا يَزالُ كأنَّه ... مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ قال شَيْخُنا : حكى العِصامُ عن الزمخْشَرِيّ والأَزْهَرِيّ وصاحب المُغْرِب أن كُور العِمامة بالضَّمِّ وشَذَّت طائفةٌ فقالوا بالفتح . قلت : وكلامُ المصنِّف كالمِصْباح يُفيد الفتح . انتهى . قلتُ : إن أراد العِصامُ بالكورِ المصدرَ من كارَ العِمامةَ فقد خالَفَ الأئمة فإنّهم صرَّحوا كلُّهم أنّه بالفتح وإنْ أراد به الاسم فقد يُساعدُه كلام النَّضْر السابق أنَّ كلّ دارةٍ منها كُورٌ أي بالضَّمِّ وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ أي بالفتح . وكما يدلُّ عليه قَوْلُ الزمخشريِّ في الأساس : والعِمامةُ عَشْرَةُ أَكْوَار وعِشرون كَوْرَاً فإنّه عنى به الاسم . ومثلُ هذا الغلط إنّما نشأ في كُورِ الرَّحْل فإنّ كثيراً من الناس يفتح الكاف والصواب الضمُّ كما تقدّم عن ابن الأثير . فرُبَّما اشتبه على العِصام . وعلى كلِّ حال فقولُه : وشَذَّتْ طائفةٌ محلُّ تأمّل . الكَوْر : جبلٌ ببلادِ بَلْحَارِث وفي مختصر البُلدان : بين اليَمامة ومكَّة لبني عامِر ثم لبني سَلُول . وفي اللِّسان : الكَوْر جبلٌ مَعْرُوف قال الراعي :
وفي يَدومَ إذا اغْبَرَّت مَناكِبُه ... وذِرْوَةِ الكَوْرِ عنْ مَرْوَانَ مُعْتَزَلُ قال ابنُ حبيب : كَوْرٌ : أرضٌ باليَمامة وَكَوْرٌ : أرضٌ بِنَجْران وهذه عن الصَّاغانِيّ . الكَوْر : الطَّبيعة نقله الصَّاغانِيّ . الكَوْر : حَفْرُ الأرض يُقال : كُرْتُ الأرضَ كَوْرَاً حَفَرْتُها الكَوْر : الإسْراع يُقال : كارَ الرُّجُل في مَشْيِه كَوْرَاً : أَسْرَع . الكَوْر : حَمْلُ الكَارَة وقد كارَها كَوْرَاً وهي أي الكارَة : الحالُ الذي يَحْمِلهُ الرجُلُ على ظَهْرِه . وقال الجَوْهَرِيّ : الكارَةُ : ما يُحمَل على الظَّهْرِ من الثِّياب أو هي مِقْدارٌ مَعْلُوم من الطَّعام يَحْمِله الرَّجُل على ظَهْرِه كالاسْتِكارَة فيهما يُقال : اسْتَكارَ في مَشْيِه إذا أَسْرَع واسْتَكار الكارَةَ على ظَهْرِه إذا حَمَلَها . والمِكْوَر : العِمامة كالمِكْوَرَة والكِوَارَة بكَسْرِهِنَّ كذا في اللِّسان ونقل الصَّاغانِيّ الثلاثةَ عن ابْن الأَعْرابِيّ . المَكْوَر كَمَقْعَد : رَحْلُ البعير قال تميمُ بن أُبَيِّ بنِ مُقبِل :
أناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْنِ إناخةَ ال ... يمانِي قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ مكْوَرا ويُروى : أَكْؤَرا وكذلك المَكْوَر إذا فتحتَ الميمَ خفَّفتَ الراءَ وإذا ثقَّلْتَ الراءَ ضَممْتَ الميم وأنشد الأصمعيُّ يصفُ جملاً :
كأنَّ في الحَبْلَيْن من مُكْوَرِّهِ ... مِسْحَلَ عُونٍ قُصِرَتْ لضُرِّهِ المِسْحَل : حِمار الوَحش والعُون : جمع عانة وقُصِرت : حُبِسَت لتكون لها ضرائر كذا في اللِّسان والتكملة وهذه أغفلها المُصنّف . والمَكْوَرَّى بالفتح : اللَّئيم وهو المَكْوَرَّى : القَصيرُ العريض والمَكْوَرَّى : الرَّوْثَةُ العَظيمة وجعلها سيبويه صفةً فسَّرها السيرافيّ بأنّه العظيم رَوْثَةِ الأنف وتُكسَر الميمُ في الكُلِّ لغة مَأْخُوذٌ من كَوَّرَه إذا جَمَعَه والذي في اللِّسان أنّه مَفْعَلَّى بتشديد اللام لا فَعْلَلَّى لأنّه لم يَجيء وهي بالهاء في كلِّ ذلك . وقد يحذفُ الألفُ وسيأتي للمصنِّف قريباً على الصواب . وقد تَصَحَّف عليه هنا فإنْ كان ما ذَكَرَه لغة كان الأجوَد ضمُّهما في محلٍّ واحد ليُروِّج بذلك ما ذهب إليه من حسن الاختصار . يُقال : دخلتُ كُورةً من كُوَرِ خُراسان الكُورَة : بالضمِّ : المدينة والصُّقْع ج كُوَر قاله الجَوْهَرِيّ . وفي المحْكَم : الكُورَةُ من البلاد : المِخْلاف وهي القرية من قُرى اليمن . قال ابْن دُرَيْد : لا أَحْسَبه عربيَّاً . وكُوارَةُ النحْلِ بالضم وكان ينبغي الضبْط به فإنّ قولَه فيما بَعْد وتُكسَر وتُشدَّد الأُولى محتَمِلٌ لأنْ يكونَ بالفتح وبالضمِّ : شيءٌ يتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبان وعليه اقْتَصَر أكثر الأئمَّة والطِّين وفي بعض النُّسخ أو الطِّين كالقِرْطالة كما في التَّكْمِلَة وهو ضَيِّقُ الرأس تُعَسَّل فيه أو هي أي كُوارَة النَّحْل : عسَلُها في الشَّمْعِ كما قاله الجَوْهَرِيّ . ثم إنَّه فاتَه الكِوار ككِتاب ذَكَرَه صاحب اللسان والصَّاغانِيّ مع الكُوارَة بهذا المعنى . أو الكُوَّارات بالضمِّ مع التشديد : الخَلايا الأَهْلِيَّة عن أبي حنيفة قال : كالكَوائِر على مثالِ الكَواعِر قال ابنُ سِيدَه : وعندي أنَّ الكَوائر ليس جَمْع كُوَّارة إنّما هو جَمْعُ كُوَارة فافْهم . والكار : سُفُنٌ مُنْحَدِرَةٌ فيها طَعامٌ في مَوْضِع واحد . كارُ بلا لام : ة بالمَوْصِل منها فَتْحُ بن سَعيد المَوْصِليّ الزاهد الكاريُّ مات سنة 220 وهو غير فَتْحٍ الكبير . ومن كارِ المَوصلِ أبو جعفر محمد بن الحارث الكارِيّ المحَدّث العالم مات سنة 215 . كارُ : ة بأَصْبهان منها عَبْدُ الجبَّار بنُ الفَضْل الكاريّ سمع محمد بن إبراهيم اليَزْديّ وعنه أبو الخير الباغَبانُ وعليُّ بن أحمد بن محمد بن مُرْدَة الكاريّ عن أبي بَكْر القبّاب المُحدِّثان . وكارُ : ة بأَذْرَبيجان . وكارةُ بهاءٍ : ة ببغداد وأمّا بالزاي فإنّها من قُرى مَرْوٍ وسيأتي ذِكرُها . وكَوَّرَه تَكْوِيراً يقال : ضَرَبَه فكَوَّرَه أي صرعَه فتَكَوَّر أي سَقَطَ كذلك اكْتارَ وقال أبو كَبير الهُذَليّ :متَكَوِّرِينَ على المَعارِي بينهمْ ... ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجلِ وقيل : التَّكْوير : الصَّرْعُ ضَرَبَه أو لم يضربْه . والاكْتِيار : صَرْعُ الشيءِ بَعْضَه على بَعْضٍ . كَوَّرَ المَتاع تكويراً : جَمَعَه وشدَّه وقيل : أَلْقَى بعضَه على بعضٍ ومنه الكارَة عِكْم الثِّياب وكذا كارَة القَصَّارِ لكونه يُكَوِّرُ ثِيابَه في ثَوْب واحدٍ ويَحْمِلُها فيكون بعضُها على بعض . كَوَّرَ الرَّجُل تكويراً : طَعَنَه فَأَلْقاه مُجتمِعاً وأنشد أبو عُبَيْدة :
ضَرَبْناهُ أمَّ الرأسِ والنَّقْعُ ساطِعٌ ... فَخَرَّ صَريعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرا اللهُ سُبحانه وتعالى كَوَّرَ اللَّيْلَ على النَّهار : أَدْخَلَ هذا في هذا وأصلُه من تَكْوِير العِمامة وهو لفُّها وجَمْعُها . وقيل : تَكْوِيرُ الليلِ والنهار : أن يُلحَقَ أحدُهما بالآخر وقيل : تَكْوِيرُ اللَّيْلِ والنهار : تَغْشِيةُ كلِّ واحدٍ منهما صاحِبَه . ويُقال : زِيادَته في هذا من ذلك كما في الصحاح . والمَعاني كلُّها مُتقارِبَة . واكْتارَ الرجلُ إذا تَعَمَّمَ نقله الصَّاغانِيّ وهو في اللِّسان : اكتار الرجلُ : أَسْرَعَ في مَشْيِه مَأْخُوذٌ من اكْتِيارِ الفَرَس . يُقال : اكْتارَ الفَرَسُ اكْتِياراً : رَفَعَ ذَنَبَه في حُضْرِه وقال بَعْضُهم عندَ العَدْو . وقال الأصمعِيّ : اكْتارَتْ الناقةُ اكْتِياراً : شالَتْ ذَنَبَها عند اللِّقاح هكذا في سائر النُّسخ وهو نصُّ ابنُ سِيدَه ونصّ الأصمعيّ : بعدَ اللِّقاح . اكتارَ الرَّجُل للرَّجُل إذا تَهَيَّأَ للسِّباب فهو مُكْتَئِر . ودارَةُ الكَوْر بالفتح : ع عن كُراع وقد تقدم في ذِكر الدَّارات . يقال : رجلٌ مُكْوَرَّى ومُكْرَرٌّ بتشديد الراء وتُثَلَّث فيمُها وهو مُفْعَلَّى بتشديد اللام لأنَّ فُعْلَلَّى لم تجئْ وقد تُحذَف الألف فيُقال : َمِكْوَرٌ الأخير عن كُراع . قال : ولا نَظير له أي فاحِشٌ مِكْثارٌ عن كُراع أو قَصيرٌ عَريض وقد تقدَّم قريباً . والكِوَارَة بالكسر : ضَرْبٌ من الخِمْرَة تَجْعَلُها المرأةُ على رَأْسِها قاله النَّضْر وقال ابنُ سِيدَه : لَوْثٌ تَلْتَاثُه المرأةُ على رَأْسِها بخِمارِها وأنشد :
عَسْرَاءُ حين تَرَدَّى من تَفَجُّسها ... وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُودارَةُ الأَكْوار في مُلتَقى دارِ بَني رَبيعةَ بن عُقَيْل ودارِ نَهِيك والأكْوار : جِبالٌ هُناك فأُضيفت الدَّارةُ إليها . قال ابن دُرَيْد : كُورٌ أي بالضَّمّ كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ ولا عِبرَة بإطلاق المصنِّف . وكُوَيْرٌ كزُبَيْر : جبَلان وفي مُختَصَر البلدان : كُوَيْرٌ مصغَّراً : جبلٌ بضَرِيَّةَ مُقابلة جُراز يُذكَر مع كُور . وكُورين بالضمِّ : ة هكذا في النُّسَخ . وفي عبارة المصنِّف سَقَطٌ فاحِشٌ ولعلَّه من تحريف النُّسَّاخ وصوابُه : وكُورين بالضَّمّ : شَيْخُ أبي عُبَيْدة من شيوخ أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى وقد روى عن جابر بن زَيْد . وأمّا كُوران فإنّها من قُرى أَسْفَرايِين . وعَبْدُ الكُورِيّ بالضمِّ أي بضمّ الكاف : مَرْسَى سُفُن ببَحْرِ الهِندِ بالقُربِ من فِيلَكَ . والكُوَيْرَة كجُهَيْنَة : جَبلٌ بالقَبَلِيَّة نقله الصَّاغانِيّ . وأَكَرْتُ عليه : اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه هكذا نَقَلَهُ الصَّاغانِيّ . قال أبو زيد : أَكَرْت على الرجُل أُكيرُ كِيارةً إذا اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه وأَحَلْتُ عليه إحالةً نَحْوَ مائة . والتَّكَوُّر : التَّقَطُّر والتَّشَمُّر يقال كَوَّرْتُه فَتَكَوَّر أي تلَفَّف وتِشَمَّر . التَّكَوُّر : السُّقوط يقال : كَوَّره فَتَكَوَّر أي صَرَعَه فَسَقَط . ومما يستدرَك عليه : قَوْلُهُ تَعالى : " إذا الشمسُ كُوِّرَتْ " وقد اختُلِف في تفسيره فقيل : جُمِع ضَوْؤُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العِمامة وقيل : كُوِّرَت : غُوّرَت حكاه الجَوْهَرِيّ عن ابن عبّاس وهو بالفارسية كُورْ بِكِرْ وقال مُجاهِد : كُوِّرَت : اضْمَحَلَّت وَذَهَبتْ وقال الأخفش : تُلَفُّ وتُمْحى وقال أبو عُبَيْدة : كُوِّرَت مثل تَكْوِير العِمامة . وقال قتَادة : أي ذَهَبَ ضَوْءُها وهو قَوْلُ الفرَّاء . وقال عِكْرِمة : نُزِع ضَوْؤُها وقال مُجاهِد أيضاً : كُوِّرَت : دُهْوِرَت . وقال الربيع بن خيثم : كُوِّرت : رُمِي بها . ويقال : دَهْوَرتُ الحائطَ إذا طَرَحْتَه حتى يَسْقُط . وثَنِيَّةُ الكُور بالضمّ في أَرْضِ اليمن بها وَقْعَة . وكُور بالضم اسمُ جماعة . وأبو حامِدٍ صالحُ بن قاسمٍ المعروف بابن كَوِّر بفتح الكاف وتشديد الواو المَكْسورة حدَّث عن سعيد بن البَنّاء مات سنة 620 . وعمر الكُورِيّ بالضم : حدَّث بدمشق عن زَيْنَب بنتِ الكَمال . وكُوران بالضمِّ : قبيلةٌ من الأكراد خرج منهم طائفةٌ كثيرةٌ من العلماء والمُحدِّثين خاتِمَتُهم شيخ شيوخنا العلاَّمة أبو العِرْفان إبراهيم بن حَسَن نَزيل طَيْبَة وقد مرَّ ذِكرُه في شَهْرَزور فراجعْه . ومِكْوارٌ كمِحْراب : اسم . وكُوَيْر بن مَنْصُور بن جَمَّاز كزُبَيْر له عَقِبٌ بالمدينة . والأَكاوِرَة بَطْن من المَعازِبَة باليمن وجَدُّهُم كُوَيْر واسمُه محمد بن عليّ بنِ حسن بن حامد بن محمد بن حامد بن معزب العكِّيّ وإليه يُنسَب بَيْتُ كُوَيْر باليمن . وقال الصَّاغانِيّ : وذكر ابن دُرَيْد في باب مُفْعَلِلّ بسكون الفاء وفتح العين وتشديد اللام الأخيرة : فَرَسٌ مُكْتَئِرٌّ في لغة من همز وهو المُكْتارُ بِذَنَبِه الذي يَمُدُّ ذَنَبَه في حُضْره وهو محمود . قال الصَّاغانِيّ : إن أراد هَمْزَ المُكْتار فهو مُكْتَئِرٌ على مُفْتَعِل وإنْ صحَّ المُكْتَئِرُّ بتشديد الراء فموضعُه تركيب كتر
الوَرْكُ بالفَتْحِ والكَسرِ وككَتِفٍ ثلاثُ لُغاتٍ الأُولَى مُخَفَّفَةٌ عن الأَخِيرَةِ كفَخِذٍ وفَخْذٍ : ما فَوْقَ الفَخِذِ كالكَتِفِ فوقَ العَضُدِ مُؤَنَّثَةٌ قال الراجِزُ :
" ما بَيْنَ وَرْكَيها ذِراعٌ عَرضَا
" لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضَّا أَوْراكٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ اسْتَغْنَوْا ببِناءِ أَدْنَى العَدَدِ قال ذُو الرمَّةِ :
ورَمْلٍ كأَوْراكِ العَذارَى قَطَعْتُه ... إِذا أَلْبَسَتْهُ المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شَبَّه كُثْبانَ الأَنْقاءِ بأَعْجازِ النِّساءِ فجَعَلَ الفَزعَ أَصْلاً والأَصلَ فَرعا والعُرفُ عَكْسُ ذلك وهذا كأَنَّه يَخْرُجُ مَخْرَجَ المُبالغةِ أي قد ثَبَتَ هذا المَعْنَى لأَعْجازِ النِّساءِ وصار كأنه الأَصْلُ فيه حتّى شبِّهَتْ به كُثْبانُ الأَنْقاءِ
وحَكَى اللِّحْيانيُّ : إِنّه لعَظِيمُ الأَوْراكِ كأَنَّهُم جعلُوا كُلَّ جُزْءٍ من الوَرِكَيْن وَرِكًا ثم جُمِعَ على هذا
والوَرَكُ مُحَرَكَةً : عِظَمُها والنّعْتُ أَوْرَكُ يُقال : رجُلٌ أَوْرَكُ : إِذا كانَ عَظِيمَ الوَرِكَين
وهي وَرْكاءُ قالَه اللَّيثُ
ووَرَكَ الرّجُلُ يَرِكُ وَرْكًا كوَعَدَ يَعِد وَعْداً
وكَذلكَ تَوَرَّكَ وتَوارَكَ : إِذا اعْتَمَدَ على وَرِكِه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابي :
تَوارَكْتُ في شِقِّي لَهُ فانْتَهَزتُه ... بفَتْخاءَ في شَد من الخَلْقِ لِينُها وتَوَرَّكَ فُلانٌ الصَّبي : جَعَلَه عَلَى وَرِكِه مُعْتَمِداً عليها ومنه الحَدِيثُ : جاءَتْ مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أي حامِلَتَه على وَركِها وقال الشّاعِر :
تَبَيّن أَنَّ أُمَّكَ لَم تُوَرِّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا ويروى تُؤَرَّكْ من الأَرِيكَةِ وهي السَّرِيرُ وقد تَقدَّمَ
وتَوَرَّكَ في الصَّلاةِ : إِذا وَضَعَ الوَرِكَ عَلَى الرجْلِ اليُمْنَى كما في الصِّحاحِ وهذا سُنَّةٌ ومنه حَدِيث مُجاهِدٍ : كانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَوَرَّكَ الرَّجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأَرضِ المُستَحِيلَةِ في الصلاةِ
أَو تَوَرَّكَ : وَضَعَ أَليتيهِ أَو إِحْداهُما على الأرْضِ كذا نَصُّ الصِّحاحِ وجاءَ في حَدِيث إِبْراهِيمَ النَّخَعِي : عَلَى عَقِبَيه وهذا مَنْهى عَنْهُ وجاءَ في حَدِيثٍ : لَعَلَّكَ من الَّذِينَ يُصَلّونَ على أَوْراكِهِم وفُسِّرَ بأَنه الذي يَسجُدُ ولا يَرتَفعُ على الأَرْضِ ويُعْلِي وَرِكَه لكنَّه يُفَرِّجُ رُكْبتيهِ فكأَنَّه يَعْتَمِدُ على وَرِكِه وقالَ أَبو عُبَيدٍ في تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَبدِ اللّه : أَنّه كَرِهَ أَنْ يَسجُدَ الرَّجُلُ مُتَورِّكًا أَو مُضْطَجعًا أي : أَن يَرفَعَ وَركَيه إِذا سَجَدَ حَتّى يُفْحِشَ في ذلك أَو مُضْطَجِعًا يعني أَنْ يتَضامَّ ويُلْصِقَ صَدْرَه بالأَرْضِ ويَدَعَ التَّجافي في سُجُودِه قال الأَزْهَرِيّ : معنى التَّوَرُّكِ في السُّجودِ أَن يُوَرِّكَ يُسراهُ فيَجْعَلَها تحتُ يمْناهُ كما يَتَوَرَّكُ الرجلُ في التَّشَهُّدِ ولا يَجُوزُ ذلك في السّجودِ قال : وهذا هو الصَّوابُ وما قالَه أَبُو عُبَيدٍ فإِنّه غيرُ مَعْرُوفٍ
وتورَّكَ على الدّابَّةِ : إِذا ثنى رِجْله وَوَضع أَحَدَ وَرِكيهِ في السَّرجِ ليَنْزِل أَو لِيَستريحَ وذلك إِذا أَعْيَا فيسدِل رِجْليهِ عَلى مَعْرَفةِ الدّابَّةِ
ومِنْهُ : لا تَرِكْ فإِنَّ الوُرُكُ مَصْرَعَةٌ وقد وَرَكَ على السَّرجِ أَو الرَحْلِ وَركًا قال الراعِي :
ولا تُعْجِلِ المَرءَ قبل الوُرُو ... كِ وَهي برُكبَتِه أَبْصَرُ وتوَرَّك عن الحاجَةِ : تبَطَّأَ نقله اللِّحْيانيُ عن أبي زِيادٍ وهو مَجاز
قال ابنُ سِيدَه : وأرَى اللِّحْيانيَ حَكى عن أبي الهَيثم العُقيلِيٍّ : توَرَّك في خُرئِه كتصَوَّك ؛ أي : تَلَطَّخَ به
ومَوْرِكُ الرَّحْلِ كمَجْلِس ومَوْرِكَتُه ووارِكُه ووِرَاكُه بالكسرِ : المَوْضِعُ الذي يَجْعَلُ عليهِ الرّاكِبُ رِجْلَه وفي المُحْكَمِ : يَضًع فيه الرَّاكِبُ رِجْلَه وقال أَبُو عُبَيدَةَ : المَوْرِكُ والمَورِكَةُ : المَوْضِعُ الذي يَثْنى الرّاكِبُ رِجْلَه عليهِ قُدّامَ واسِطَةِ الرَّحْلِ إِذا مَل مِنَ الرُّكُوبِ ومنه الحَديث : حَتَّى إِن رَأْسَ ناقتِه لتصِيبُ مَوْرِكَ رِجْلِه أَرادَ أَنّه قد بالَغَ في جَذْبِ رَأْسِها إِليه ليكفهَا عن السَّيرِ
والوِراكُ ككِتاب : ثَوْبٌ يُزَيَّن بهِ المَوْرِكُ وأَكْثَرُ ما يَكُونُ من الحِبَرَةِ وُرُكٌ ككُتُبٍ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدَةَ قال : الوِراكُ : النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنَى تَحْتَه تُزَيَّنُ به وأَنْشَدَ لزُهَير :
مُقْوَرَّةٌ تَتَبارَى لاشَوَارَ لَها ... إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ والوُرُكُ وفي حَدِيث عُمَرَ رضي اللّه تعالَى عنه : أَنَّه كانَ يَنْهى أَنْ يُجْعَلَ في وِراكٍ صَلِيبٌ قالُوا : هو ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَنُ به الرَحلُ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : الوِراكُ : رَقْمٌ يُعْلَى المَوْرِكَةَ وله ذُؤابَةُ عُهُونٍ كذا نَصّ العُبابِ ونَصُّ اللِّسانِ : ولها ذُؤابَةُ عُهُون وقال أَبو زَيْدٍ : الوِراكُ : الذي يُلْبَسُ المَوْرِكَةَ أَو هي خِرقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَلطِي المَوْرِكَةَ . ويُقال : وَركَ الرَّجُلُ على المَوْرِكَةِ
والمِوْرَكَةُ كمِكْنَسَةٍ : قادِمَةُ الرَّحْل كالمِوْراكِ كذا في سائِرِ النُّسَخِ وفي اللِّسانِ كالوِراكِ أي ككِتاب وقال أَبو عَمْرو : هي المِيرَكَةُ وسيأْتي
والمِوْرَكَةُ أَيْضًا : مِثْل المِصْدَغَة يَتَّخذُها الرّاكبُ تحْت وَرِكِه ويَحْتضنُ الواسطَ بمَأبِضها وهُوَ مُنْثَنَى الرُّكْبَةِ نَقَلَه الزمَخْشَرِيُّ
ووَرَك الحَبلَ أَو الرَّحْلَ يَرِكُ كَوعَدَ يَعِدُ وَركًا : جَعَله حِيال وَرِكهِ كوَرَّكه تَوْرِيكًا والذي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ عن الأَصْمَعِي : وَرَكَ الجَبَلَ وَركًا : جَعَلَه حِيالَ وَرِكِه هكذا هو بالجِيمِ والمُوَحَّدَةِ وأَنْشَدَ قولَ زُهَيرٍ :
ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ يَعْلُون مَتْنَه ... عَليهِنَّ دَلُّ الناعِمِ المْتَنَعِّمِ وأَنْشَدَ غيره في التَّوْرِيكِ لبَعْضِ الأَغْفالِ :
" حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيرِي
" سوادَ ضِيفيهِ إِلى القُصَيرِ" رَأَتْ شُحُوبي وبَذاذَ شَورِي وقال ابنُ دُرَيْد : وَرَكَ بالمكانِ يَرِكُ وُرُوكًا كقُعُودٍ : أَقامَ بهِ قال اللِّحْيانيُّ : كتَورَّكَ بهِ
ووَرَكَ عَلَى الأَمْرِ وُرُوكًا بالضمِّ : قَدَرَ عليهِ كوَرَّكَ تَورِيكًا وتَوَرَّكَ
ووَرَكَ الحِمارُ على الأَتانِ وَرْكًا ووُرُوكًا : إِذا وَضَعَ حَنَكَه على قَطاتِها نَقَله الصّاغاني
ووَرَكَ الرَجُلُ يَرِكُ وَرْكًا : ثَنَى وَرِكَه عَلَى الدّابَّةِ ليَنْزِلَ وذلِك إِذا مَلَّ مِنَ الركُوبِ قال أَبو حاتِم : يُقالُ : ثَنى وَرِكَه فنَزَلَ ولا يَجُوز وَرْكَه في ذا المَعْنَى إِنّما هو مَصْدَرُ وَركَ يَرِكُ وَركًا . ووَرَكَ فُلانًا يَرِكُه وَرْكًا : ضَرَبَه في وَرِكِهِ
ووارَكَ الجَبَلَ : إٍذا جاوَزَه
ووَرَّكَه تَوْرِيكًا : أوْجَبَه
ومن المَجازِ : وَرَّكَ الذَّنْب عَلَيهِ إِذا حَمَلَه وأَضافَه إِليهِ وقَرَفَه به كأنه يُلْزِمُه إِيّاهُ ومنه قَوْلُ الحَسَنِ : مَنْ أَنْكَرَ القَدَرَ فقَدْ فَجَر ومَنْ وَرَّكَ ذَنْبَه عَلَى اللّه فقَدْ كَفَر
وِإنَّه لمُوَرَّكٌ - كمُعَظَّمٍ - في هذا الأَمْرِ أي : لَيسَ لَه فِيه ذَنْبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومِنْه تَوْرِيكُ العُلَماءِ في مُصَنَّفاتِهِم على بَعْضٍ
والوِرْكُ بالكسرِ : جانِبُ القَوْسِ ومَجْرَى الوَتَرِ مِنْها عن ابنِ الأَعْرابيِّ وأَنْشَدَ :
هَلْ وَصْلُ غانِيَة عَضَّ العَشِيرُ بِها ... كما يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِب القَتَبُ
إِلا ظُنُونٌ كَوِركِ القَوْسِ إِنْ ترِكَتْ ... يَوْمًا بِلا وَتَرٍ فالوِرْكُ مُنْقَلِبُ ورَوَى الفَرّاءُ فيهِ الفَتْحَ أَيْضًا وقال : هو موضع العِجْسِ
وقال أَبو حنيفة : الوَرْكُ : القَوْسُ المَصْنُوعَةُ مِن وَرِكِ الشَّجَرَةِ أي عَجُزِها وقالَ غيرُه : أي أَصْلِها وأَنْشَدَ للهُذَلِي :
بِها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى ... إذا مُطْىَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ وقالَ الأَصْمَعِي : الوِرْكُ : أَشَدُّ مَوْضِع فيهِ وقالَ ابنُ حَبِيب عَنْهُ : الوِرْكُ : أَصْل القَضِيبِ وهو أَشَدُّ له ووِرْكُه أَشَدُّه
قلتُ : والهذَلِي هو أُمَيَّةُ بن أبي عائِذٍ يَصِفُ قَوْسًا وقولُه مُطْىَ : أَرادَ مُطِيَ فأسْكَنَ الحَرَكَة
والوُرُكُ بالضم وبضَمَّتَينِ : جمع وِراكٍ بالكسرِ وقد تَقَدَّمَ شَاهِدُه من قولِ زُهَيرٍ قَريبًا واقْتَصَرَ المُصَنِّفُ هنا على أَحَدِ الوَجْهَين
والوَرِكانِ بكسرِ الرّاءِ : ما يَلِي السِّنْخ مِنَ الأَصْلِ وظاهِرُ سِياقِ المُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنه بالفَتْحِ وهو غَلَطٌ
وكوَرِثَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَوابُ كوَعَدَ كما في اللِّسانِ والصِّحاحِ وُرُوكًا : اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكَه على الأرضِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقَوْلُهم : هذه نَعْل مَوْرِكَةٌ كمَوعِدَةٍ ومثل مَوعِد أَيضًا عن أبي عُبَيدٍ نقلهما الجَوْهَرِيُّ . وزادَ غيرُه مَوْرُوكة : إِذا كانت من الوَرِكِ ؛ أي : مِنْ نعْلِ الخُفِّ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ وقال بَعْضُهم إِذا كانتْ من حِيالِ الوَرِكِ
وقال أَبو عَمْرو : المِيرَكَةُ كمِيجَنَة تكُونُ بَيْنَ يَدَي الكُورِ يَضَعُ الرّاكِبُ عَليها رِجْله إِذا أَعْيَا وهي المِورَكةُ كمِكنسَة التّي تقدَّمَتْ ولو ذكرَها هُناكَ كان أَحْسَن والجَمع المَوارِكُ قال :
" إِذا جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وقال أَبو عَمْرو : الإِيراكُ من قوْلِهِم : هُوَ مُورِكٌ في هذِه الإِبِل كمُحْسِن أي : ليسَ له مِنْها شيءٌ وهو مَجَازٌ
ومنَ المَجازِ : التَّوْرِيكُ في اليَمِينِ قالَ إِبْراهِيمُ النَّخَعِيّ : هو نِيَّةٌ يَنْوِيها الحالِفُ غَيرَ ما نَوَاهُ مُستَحْلِفُه وبه فسَّرَ قولَ الرَّجُلِ يُستَحْلَفُ إِنْ كانَ مَظْلُومًا فوَرَّكَ إِلى شيء جَزَى عنه التَّوْرِيكُ وإِنْ كانَ ظالِمًا لم يَجْزِ عنه التَّوْرِيكُ
والوَرِكَةُ كفَرِحَةٍ : رَمْلَةٌ باليَمامَةِ غَرِبيَّها وقال نَصْرٌ : مَوْضعٌ باليَمامَةِ عند الغُزَيْزِ . ماء لتَمِيمووَركانُ : مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ منها عائِشَةُ بنت الحَسَنِ بنِ إِبْراهِيمَ العالِمَةُ الواعِظَة عن أبي عبدِ اللِّه مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ بنِ مَنْدَه وعَنْها أمُّ الرضَي ضَوْءُ بنتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلي الحبّالِ ماتت سنة 495
والوَرْكاءُ : الأَلْيانَةُ من النِّساءِ كالوَرَكانَة وهذه بالتَّحْرِيكِ كما قَيَّدَه الصّاغاني وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضِي أَنّه بالفَتْحِ
قالَ والوَرْكاءُ : مَوْلِدُ إِبْراهِيمَ الخَلِيل صَلّى اللّه عليهِ وسَلَّم
ومن المَجازِ القَوْمُ عَلىَ وَرْكٌ واحِدٌ بالفَتْحِ وككَتِف أي : إلْبٌ واحِدٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغاني
وقالَ الفَرّاءُ : يُقال : إِنّ عِنْدَه لوَرْكَى خَبَرٍ كسَكْرَى ويُكْسر أي : أَصْلُ خَبَر نقَلَه الصّاغانيُ
ومما يستدرك عليه : تَوَرَّكَ على دابَّتِه : إِذا وَضَعَ عليها وِرْكَه فنَزَلَ بجزمِ الرّاءِ
ووَرَكَ وَرْكًا : اعْتَمَدَ على وَرِكِه
وتَوَرَكَّ الرَّجُلُ الرَّجَلَ : اعْتَقَلَه برِجْلِه فصَرَعَه
وقالَ ابنُ الأعْرابِي : ما أحْسَنَ رِكَتَه ووُرْكَة من التَّوَرُّكِ
والتَّوْرِيكُ عَلَى الدَّابَّةِ كالتَّوَركِ
وقالَ الأَصْمَعِي : وَرَّكَت الإِبِل تَوْرِيكًا أَي : جاوَزَته
وقولُ زُهَيرٍ : ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ إلخ يُقال : وَرَّكَت الإِبِلُ مَوْضِعَ كذا : إِذا خَلَّفَتْهُ وراءَ أَوْراكِها ويُقال : وَرَّكْنَ : أي عَدَلْنَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ
ووَرَّكَ عليه السَّيفَ : حَمَلَه قالَ ساعَدَةُ :
" فَوَرَّكَ لَينًا لا يُثَمْثِمُ نَصْلُه
" إِذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَمِيمُ أَرادَ : نَصْلُه صَمِيم أي : يُصَمِّمُ في العَظْمِ ومعنى وَرَّكَ لَينًا أي : أمالَه للضَّربِ حَتّى ضَرَبَ بهِ يعني : السَّيفَ وهو مجاز
ووَرَّكَ في الوادِي : إِذا عَدَلَ فيهِ وذَهَبَ
وفي المَثَلِ : كوَرِكٍ على ضِلَعٍ وقد جاءَ ذِكْره في الحَدِيث ثمَّ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فقال : ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ أي يَصْطَلِحُوِنَ على أَمْرٍ واهٍ لا نِظامَ له ولا اسْتَقَامَةَ لأنَّ الوَرِكَ لا يَستَقِيمُ على الضِّلَعِ ولا يَتَرَكَّبُ عليهِ لاخْتِلافِ ما بَينَهُما وبُعْدِه
ومن المَجازِ : الوَرِكُ من السَّفِينَةِ : موضِعُ الاسْتِيامِ يُقال : قَعَدَ المَلاّح على وَرِكِ السَّفِينَةِ
وهو مَوْرُوكٌ في هذه الإِبِلِ : مثل مُورِكٍ كمُحْسِن عن أبي عَمْرو
ونامَ مُتَوَرِّكًا : مُتَّكئًا على أَحدِ وَرِكَيهِ
وعُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوَرْكِيُ : مُحَدِّثٌ مَنْسوبٌ إِلى وَرْكَةَ وهي قَريَة بُبَخَارى