بُلْبَيْس أهمله الجَوْهَرِيّ وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كغُرْنَيْقٍ وَنَسَبه بعضُهم للعامّة وقد يُفتَحُ أوَّلُه وهذا قد صحَّحه بعضُهم : د بمِصر بالشَّرقِيَّةِ على عَشْرَةِ فراسخَ منها كما في العُباب أو على مَرْحَلتَيْن منها نَزَلَه عَبْسُ بنُ بَغِيض يُنسَبُ إليه جَماعةٌ من أهلِ العِلمِ والحديثِ ومن المُتأخِّرينَ المُحِبُّ مُحَمَّد بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عثمانَ الشافعيُّ إمامُ الجامعِ الأَزْهَر كأبيه وجدِّه لازَمَ مَجْلِسَ الحافظ ابنَ حَجَرٍ وماتَ سنة 889 نابَ ابنُه يَحْيَى محَلَّه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : بَلْبُوس بالفَتْح : هو بَصَل الرَّنْدِ يُشبِهُ ورَقُه وَرَقَ السَّذَابِ ذكره صاحب المنهاج
لَبِسَ الثَّوْبَ كسَمِعَ يَلْبَسَه لُبْساً بالضّمّ وأَلْبَسَه إِيّاه ويُقَال : إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ . و منَ المَجاز : لَبِسَ امْرَأَةً إِذا تَمَتَّعَ بها زَماناً . و من المَجَاز : لَبِسَ قَوْماً إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً
ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا و مِن المَجَاز : لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه . واللِّبَاسُ بالكَسْرِ وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه واللَّبُوسُ كصَبُورٍ واللِّبْسُ بالكَسْر والمَلْبَسُ كمَقْعَدٍ والمِلْبَسُ مِثالُ مِنْبَرٍ ما يُلْبَسُ الأَخيرُ كما يُقَال : مِئْزَرٌ وإِزازٌ ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ :
إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا و مِن المَجَازِ : اللِّبْسُ بالكسرِ : السِّمْحاقُ عن ابن عبّادٍ يقَال : السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ . وفي كتابِ الصّاغَانِيِّ : اللُّبْسُ بالضّمّ هكذا ضَبَطَه بالقَلَمِ . و يوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ : هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ فأَلْحَقه به والصّوابُ إِسْقَاطُه لكَوْنهِ تَطْوِيلاً وليسَ من عادَتهِ في مِثْلِ هذه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب . ولِبْسُ الكَعْبةِ : كِسْوتُهَا وهو ما عَلَيْها من اللِّبَاسِ وكذا لِبْسُ الهَوْدَجِ يُقَال : كَشَفْتُ عن الهَوْدَجِ لِبْسَه قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ :
فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً واللِّبْسَةُ بالكَسْرِ : حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ ومنه الحَديثُ : نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ قال ابنُ الأَثيرِ : والأَوّلُ الوَجْهُ . و اللِّبْسَةُ : ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ كاللَّبْسِ . و عن ابن عَبّادٍ : اللُّبْسَةُ بالضمِّ : الشُّبْهَةُ ويقَال : في حَدِيثهِ لُبْسَةٌ أَي شُبْهَةٌ ليس بوَاضِحِ . و من المَجَاز : اللِّبَاسُ ككِتَاب : الزَّوجُ والزَّوْجةُ كُلٌّ منهما لِبَاسٌ للآخَرِ قال اللهُ تَعَالَى : " هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ " أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ وقالَ الزَّجَّاجُ : ويقَال : إِن المَعْنَى : تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ . وقِيلَ : كُلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه كما قال تعالى : " وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا " والعربُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً قال الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً :
إِذَا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاًو قالَ ابنُ عَرَفَةَ : اللِّبَاسُ مِن المُلاَبَسَةِ أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ و من المَجَازِ قولُه تعالَى : " وَ لِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ " قيل : هو الإِيمانُ قالَه السُّدِّيُّ أَو الحَيَاءُ وقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً إِذا إسْتَتَر به نقلَه ابنُ القَطّاع وقيل : هو العَمَلُ الصالحُ أَو سَتْرُ العَوْرَةِ وهو سَتْرُ المُتَّقِين وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى : " أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ " فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ وما زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ . وقِيلَ : هو الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ . و قولُه تَعالَى " فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ " أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ أَي الحالَة الّتِي لا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه . واللَّبُوسُ كصَبُورٍ : الثِّيَابُ والسِّلاحُ . مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ به إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت وقالَ اللهُ تَعَالى : " وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ " قالوا : هي الدِّرْعُ تُلْبَسُ في الحُرُوبِ كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ . واللَّبيسُ كأَمِيرٍ : الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ يقال : ثَوْبٌ لَبِيسٌ ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ . بغير هاء . واللَّبِيسُ : الْمِثلُ يُقَال : ليسَ لَه لَبِيسٌ أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ . وقال أَبو مالِكٍ : هو من المُلابَسَةِ وهي المُخَالَطَةُ . ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ : مُنْكَرَةٌ وكذلكَ رَبْسَاءُ وقد تقدَّم . واللَّبَسَةُ مُحَرَّكةً : بَقْلَةٌ قاله اللَّيْثُ وقالِ الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ في البُقُولِ ولم أَسْمَعْ بها لغَيْرِ اللَّيْثِ . ويُقَال : إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً كمَقْعَدٍ أَي مُسْتَمْتَعاً وقالَ أَبُو زَيْدٍ : أَي ما بهِ كِبْرٌ بكسر الكاف وسكون المُوَحَّدَةِ ويقال : كِبَرٌ بكسرٍ ففتح . ومن أَمْثَالِهم : أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ إِذا سَأَلْتَه عن أَمرٍ فلم يُبَيِّنْهُ لك ويُرْوَى : ثَوْبُ الملْبسِ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ وقال : هو مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه . أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فيما سَرَقه هذا نَصُّ الأَزْهَرِيّ ونَصُّ التَّكْمِلة : فيما قال . ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً بالفَتْحِ أَي خَلَطَهُ أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ ومنه قولُه تعالَى : " ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ ما يَلْبِسُونَ " أَي شَبَّهْنَا عليهِم وأَضْلَلْنَاهم كما ضَلُّوا وقال ابنُ عرفَةَ في تَفْسير قَولهِ تَعَالى : " ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ " أَي لا تَخْلِطُوه به وقوله تعالى : " أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً " أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لا خَلْطَ إتَّفَاقٍ . وقوله جلّ ذِكْرُه " ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ " أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ وفي الحديث : " فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه " وفيه أَيْضاً : " مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً " . ونَقَل شيخُنَا عن السُّهَيْليِّ في الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ كسَمِعَ ولَبَسَ الأَمْرَ كضَرَبَ فقال : لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ معناه خَلَطَه أَو سَتَرهَ جاء بوَزْنِه ولَمَّا كان لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وفي مُقَابلة عَرِيتُ جاءَ بوَزْنِه وهي لَطِيفَةٌ . وأَلْبَسَه : غَطَّاه يُقَال : أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ إِذا غَطّاها ويُقَال : الحَرَّةُ : الأَرْضُ التي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ قال أَبو عَمْروٍ : يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ : أَلْبَسَه كقولهم : أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ ولا يكُونُ : لَبِسَنا الليْلُ ولا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ . وأَمْرٌ مُلْبِسٌ كمُحْسِنٍ ومُلْتَبِسٌ أَي مُشْتَبِهٌ وقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ . والتلْبِيسُ : التَّخْلِيطُ مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ :وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا والتَّلْبِيسُ : شِبْهُ التَّدْلِيسِ . ويُقَال : رجلٌ لَبَّاسٌ كشَدَّادٍ : كَثِيرُ اللِّبَاسِ أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ وقد سُمَّىَ به : ولا تَقُلْ : مُلَبِّسٌ كمحَدِّثٍ فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ . وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ : إخْتَلَطَ وفي الحديث ذَهَبَ ولم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا . ويُقَال أَيضاً : تَلَبَّسَ في الأَمْرِ : إخْتَلَط وتَعَلَّقَ وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ
تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ : إلتَزَقَ ومنه الحديث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لا يَلْزَقُ به لِنظَافَةِ أَكْلِه . ولاَبَسَه أَي الأَمْرَ إِذا خَاَلَطَهُ . ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه : باطِنَهَ . وفي الحَدِيثِ في المَوْلدِ . والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه قالَ : فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بي أَي خُولطْتُ في عَقْلِي من قَوْلِك : في رَأْيه لَبْسٌ . أَي إخْتِلاطٌ ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ . وإلتَبَسَ عليه الأَمْرُ أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه . ومَما يُسْتَدْرَك عليه : تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ ولِبَاساً حَسَناً وعليه مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ . واللُّبُسُ بضمَّتَيْنِ : جَمْعُ لَبِيس يُقَالُ : مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ وجَمْعُها لَبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ :
تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا يعني الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ فهو أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ . ودارٌ لَبِيسٌ : خَلَقٌ على التشْبِيهِ بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ قال :
دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ وحَبْلٌ لِبيس : مسْتَعْمَلٌ عن أَبِي حَنيفَةَ . وَرجُلٌ لَبِيسٌ : ذو لِبَاسٍ حكاه سيبوَيه . ورجُلٌ لَبُوسٌ : كَثيرُ اللِّبَاسِ . ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً . ولِبَاسُ النَّوْرِ : أَكِمَّتُهُ . ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ : غِشَاؤُه . ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ . وفي أَمْرِه لُبْسٌ بالضّمِّ أَي شُبْهَةٌ . وفي فُلانٍ مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ بكسرهما أَي لَئِيمٌ . ولِبَسَ أَباه : مُلِّيَهُ وهو مَجَازٌ قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ :
لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً ويقال : ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ أَي عاشِرْهم وهو مَجَازٌ . ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عليها من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ . وفي حَديثِ ابن صَيّادٍ : فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ في أَمْرِه . ولَبَسَ الأَمْرَ عليه إِذا شَبَّهَهُ عليه وجَعَلَه مُشْكِلاً . واللَّبْسُ : إخْتِلاَطُ الظلاَمِ . ولَبِسْتُ فُلاناً على ما فيه : إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه وهو مَجَازٌ . وفي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ أَي أَنه مُلْتَبِسٌ عن اللِّحْيَانِيّ . ولَبَّسَ الشْيءُ : إلْتَبَسَ وهو من باب :
" قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه أَي مُتَغَافِلاً وقد لَبِسَ له أُذُنَه عن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنْشَدَ :
لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى ... أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي يَقُولُ : تَغَافَلْتُ له حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ . وفي الأَساسِ : لَبِسْتُ عَلَى كذا أُذُنَيَّ : سَكَتَّ عليه ولم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عنه وهو مَجَازٌ . ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ : أَي أَحْمَقُ . ويُقَالُ : إلَتَبَسَتْ به الخَيْلُ إِذا لَحِقَتْه وهو مَجازٌ . وقولُه تَعالَى : " وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً " أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه
البَسُّ : السَّوْقُ اللَّيِّنُ الرَّفيقُ اللَّطيفُ كما أَنَّ الخُبزَ هو السَّوْقٌ الشَّديد العَنيفُ وقد بَسَّ الإبلَ بَسّاً : ساقَها قال الرَّاجِزُ :
لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا ... ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا وفسَّرَه أَبو عُبيدة على غير ما ذَكَرْنا وقد تقدَّمَ في خبز البَسُّ : اتِّخاذُ البَسيسَةِ بأَنْ يُلَتَّ السَّويقُ أَو الدَّقيقُ أَو الأَقِطُ المَطحونُ بالسَمْنِ أَو الزَّيْتِ ثمَّ يُؤكَلُ ولا يُطْبَخ وقال يعقوب : هو أَشدُّ من اللَّتِّ بَلَلاً وأَنشدَ قولَ الرَّاجِزِ السَّابِق
البَسُّ : زَجْرٌ للإبل بِبَسْ بَسْ بكسرهما وبفتحِهما كالإبْساسِ وقد بَسَّ بها يَبُسُّ ويَبِسُّ وأَبَسَّ ومنه الحديث : " يخرُج قومٌ من المدينةِ إلى الشَّام واليَمَنِ والعِراقِ يُبِسُّونَ والمَدينةُ خَيْرٌ لهم لو كانوا يعلَمون " قال أَبو عُبيد : قوله يُبِسُّونَ هو أَن يُقالَ في زَجْرِ الدَّابَّةِ إذا سِيقَتْ حِماراً أَو غَيْرَه بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ بفتح الباء وكَسرِها وأَكثر ما يُقال بالفتح وهو من كلام أَهل اليَمَن وفيه لغتانِ بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُه وقال أَبو سعيد : يُبِسُّونَ أَي يَسيحُونَ في الأَرضِ . البَسُّ : إرسالُ المالِ في البلادِ وتَفريقُها فيها كالبَثِّ وقد بَسَّه في البلادِ فانْبَسَّ كبثَّه فانْبَثَّ . البَسُّ : الطَّلَبُ والجَهْدُ ومنه قولُهم : لأَطْلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أَي من جَهدِي كما سيأْتي . البَسُّ : الهِرَّةُ الأَهلِيَّةُ نقله ابن عبّادِ والعامَّةُ تَكْسِرُ الباءَ قاله الزَّمخشريُّ الواحِدَةُ بهاءٍ والجَمْعُ بِساسٌ . يقال : جاء به من حسِّه وبسِّه مُثَلَّثَيِ الأَوَّلِ أَي من جَهْدِه وطاقته قاله أَبو عَمروٍ وقال غيرُه : أَي من حيثُ كانَ ولم يَكُنْ ويقال : جِئْ به من حسِّكَ وبسِّك أَي ائْتِ به على كلِّ حالٍ من حيثُ شِئْتَ . ولأَطْلُبَنَّه من حسِّي وبسِّي أَي جَهدي وطاقَتي ويُنشِدُ :
تَرَكَتْ بَيْتِي من الأَش ... ياءِ قَفْراً مِثلَ أَمْسِ
كُلُّ شيءٍ كنتُ قدْ جَمَّ ... عْتُ مِنْ حسِّي وبسِّيوبّسْ بمعنى حَسْبُ أَو هو مُسْتَرْذَلٌ كذا قاله ابن فارس ووَقَعَ في المُزْهِرِ أَيضاً أنّه ليس بعربيٍّ قال شَيْخُنا : وقد صحَّحَها بعضُ أئمّةِ اللُّغَة وفي الكَشْكول للبَهاءِ العامِلِيِّ ما نصُّه : ذكرَ بعضُ أئمّة اللُّغَة أنّ لَفْظَةَ بَسْ فارِسيّةٌ تقولُها العامّةُ وتصَرَّفوا فيها فقالوا بَسَّكَ وبَسِّي إلخ وليس للفُرْسِ في معناها كلمةٌ سِواها وللعربِ حَسْبُ وبَجَلْ وقَطْ مُخَفَّفة وأَمْسِك واكْفُفْ وناهِيكَ ومَه ومَهْلاً واقْطَعْ واكْتَفِ . البَسُّ : بَطنٌ من حِمْيَرَ منهم أبو مِحْجَنٍ تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ البَسِّيُّ قاضي مِصر نُسِبَ إلى هذا البطن نقله الحافظ قلتُ : وهو تَوْبَةُ بنُ نَمِرِ بنِ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِبَ بنِ رَبِيعةَ الحَضْرَمِيّ روى عن الليثِ وغيرِه وعمُّه الحارثُ بنُ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِب عن عليٍّ وعنه رًجاءُ بنُ حَيْوَةَ وعباسُ بنُ عُتبَةَ بنِ كُلَيْب بن تَغْلِبَ عن يحيى بنِ مَيْمُون وموسى بنِ وَرْدَان وعن ابنِ وَهْبٍ . والبَسُوس كصَبُور : الناقةُ التي لا تدُرُّ إلاّ على الإبْساس أي التَّلَطُّف بأن يقال لها بس ابن السِّكِّيت بالضَّمّ والتشديد قاله ابنُ دُرَيْد تَسْكِيناً لها قال : وقد يقال ذلك لغَيرِ الإبل . وفي المثَل : أَشْأَمُ منَ البَسُوس . لأنّه أصابَها رجلٌ من العربِ بسَهم في ضَرْعِها فَقَتَلها فقامتْ الحربُ بينهما . قيل : البَسُوس : اسمُ امرأةٍ وهي خالةُ جَسّاس بنِ مُرَّةَ الشَّيْبانيّ كانت لها ناقةٌ يقال لها : سَراب فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ بَيْضَ طَيْرٍ كان قد أجارَه فَرَمَى ضَرْعَها بسَهمٍ فَوَثَبَ جَسّاسٌ على كُلَيْبٍ فَقَتَله فهاجتْ حَرْبُ بكرٍ وتَغلبٍ ابْنَيْ وائل بسَببِها أربعينَ سنةً حتى ضُرِبَ بها المثَلُ في الشُّؤْم وبها سُمِّيت حَرْبُ البَسُوس وقيل : إنّ الناقةَ عَقَرَها جَسّاسُ بنُ مُرَّة وفي البَسُوسِ قولٌ أخَرُ رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه عنهما قال الأَزْهَرِيّ فيه : إنّه أشبهُ بالحَقِّ وقد ساقَه بسَنَدِه إليه في قَوْله تَعالى : " واتْلُ عليْهِم نَبَأَ الذي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ منها " قال : كانت امرأةٌ مَشْئُومة اسمها البَسُوس أُعطِيَ زَوْجُها ثلاثَ دَعَوَاتٍ مُستَجاباتٍ وكان له منها ولَدٌ فكانت مُحِبَّةً له فقالت : اجْعلْ لي منها دَعْوَةً واحدةً . قال : فلَكِ واحدةٌ فماذا تريدين ؟ قالت : ادْعُ الله أن يَجْعَلني أَجْمَلَ امرأةٍ في بني إسرائيل فَفْعَل فرَغِبتْ عنه لَمّا عَلِمْتْ أنّه ليس فيهم مِثلُها فأرادتْ سَيِّئاً فَدَعَا اللهُ تعالى عليها أن يَجْعَلها كَلْبَةً نَبّاحةً فذهبتْ فيها دَعْوَتان فجاءَ بَنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قَرارٌ قد صارتْ أمُّنا كَلْبَةً يُعَيِّرُنا الناسُ كذا نصُّ التكملة وفي اللِّسان يُعَيِّرُنا بها الناسُ فادْعُ اللهُ تعالى أن يَرُدَّها إلى حالِها التي كانت عليها فَفَعَل فعادتْ كما كانت فَذَهَبت الدَّعَواتُ الثلاثُ بشُؤْمِها وبها يُضرَبُ المثَل . قال اللِّحْيانيُّ : يقال : بُسَّ فلانٌ بالضَّمّ في مالِه بَسَّاً إذا ذَهَبَ شيءٌ من مالِه كذا في التكملة والذي في اللِّسان : بَسَّ في مالِه بَسَّةً وَوَزَم وَزْمَةً : أَذْهَب منه شيئاً . وبسْ بسْ مُثَلَّثَيْن : دعاءٌ للغنَمِ وقد بَسَّها وقال ابنُ دُرَيْد : بَسَسْتُ الغنَمَ : قلتُ لها : بسْ بسْ وقال الكِسائيُّ : أَبْسَسْتُ بالنَّعجَةِ إذا دَعَوْتَها للحَلب وقال الأَصْمَعِيّ : لم أَسْمَعْ الإبْساسَ إلاّ في الإبل . وبُسٌّ بالضَّمّ والتشديد : جبَلٌ قربَ ذاتِ عِرْقٍ وقيل : أرضٌ لبَني نَصْرِ بنِ مُعاويةَ بن بَكْرِ بنِ هَوازِن قربَ حُنَيْنٍ ويقال : بُسَى أيضاً وهو اسمٌ لجِبالٍ هناك في دِيارِهم وإيّاه عَنى عباسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ في قوله :
رَكَضْتُ الخَيلَ فيها بَيْنَ بُسٍّ ... إلى الأَوْرالِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ وقال عاهانُ بنُ كَعْب :
بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ ... غِلاظُ مَنابِتِ القَصَراتِ كُومُقال ابنُ الكَلبيِّ : بُسّ : بيتٌ لغَطَفانَ بنِ سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلان كانت تَعْبُده بناهُ ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ لمّا رأى قُرَيْشاً يَطوفون بالكَعبة ويَسْعَون بين الصَّفا والمَرْوةِ فَذَرَع البيتَ . ونصُّ العُباب : فَمَسَح البيت برِجْلِه عَرْضَه وطُولَه . وأخذ حَجَرَاً من الصَّفا وَحَجَراً من المَروَةِ فَرَجَع إلى قَوْمِه وقال : يا مَعْشَرَ غَطَفَانَ لقُرَيشٍ بيتٌ يطوفونَ حَوْلَه والصَّفا والمَروةُ وليس لكم شيءٌ فبنى بيتاً على قَدْرِ البيت وَوَضَع الحجَرَيْنِ فقال : هذان الصَّفا والمَروَة . فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجّ فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عَبْد الله بنِ كِنانةَ الكلبيُّ فَقَتَل ظالِماً وَهَدَمَ بِناءَه وقد تقدّمَ للمُصنِّفِ في عزز أنّ العُزَّى سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ أوّلُ من اتَّخذَها ظالمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إلى البُسْتان بتِسعةِ أَمْيَالٍ بنى عليها بَيْتَاً وسَمّاهُ بُسَّاً وأقامَ لها سَدَنَةً فَيَعَث إليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليد رضي الله عنه فَهَدَم البيتَ وأَحْرَقَ السَّمُرَةَ فانظرْ هذا مع كلامِه هنا ففيه نَوْعُ مُخالَفَةٍ ولعلّ هذا البيتَ هُدِمَ مرَّتَيْن مرَّةً في الجاهِليَّةِ على يَدِ زُهَيْرٍ وقُتِلَ إذْ ذاكَ بانِيه ظالِمٌ والمرَّةُ الثانية عامَ الفَتح على يدِ خالدِ بنِ الوليد رضي اللهُ تعالى عنه وقُتِلَ إذ ذاكَ سادِنُه رَبيعةُ بنُ جَريرٍ السُّلَميُّ ولو قال : وبُسٌّ : بيتٌ لغَطَفانَ هي العُزَّى كان قد أصابَ في جَوْدَةِ الاقْتِصار على أنّ الصَّاغانِيّ ذكرَ فيه لغةً أُخرى وهي بُساءُ بالضَّمّ والمَدِّ فتَرْكُه قُصورٌ وقولُه : جبَلٌ قُربَ ذاتِ عِرْقٍ وأرضٌ لبَني نَصْر ثم قولُه : وبَيتٌ لغَطَفانَ كلُّ ذلك واحدٌ فإنّهم صرَّحوا أنّ أرضَ نَصْر هذه هي الجبالُ التي فوقَ النَّخلَةِ الشّامِيَّةِ بذاتِ عِرْقٍ وبه سُمِّيَ البيتُ المَذكور وبنو نَصْرِ بنِ مُعاويةَ مع غَطَفَان شيءٌ واحدٌ ؛ لأنّهم أبناءُ عمٍّ أَقْرِباء فَغَطَفانُ هو ابنُ سعدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان ونَصرٌ هو ابنُ مُعاويةَ بنِ بَكْرِ بن هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِكْرِمَةَ بنِ خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلان ولبَني كَلْبٍ يَدٌ بيضاءُ في نُصْرَتِهم لقُريشٍ حين بَنَوْا الكَعبةَ ذَكَرَ ابنُ الكَلبيِّ في الأَنْسابِ ما نصُّه : من بني عَبْد الله بنِ هُبَلَ بنِ أبي سالِمٍ الذي أتى قُرَيْشاً حين أرادوا بناءَ الكعبةِ ومعه مالٌ فقال : دَعوني أَشْرَكْكُم في بِنائِها فَأَذِنوا له فَبَنَى جانِبَه الأَيْمن . والبَسْبَس : القَفْرُ الخالي لغةٌ في السَّبْسَب وَزَعَمَ يعقوبُ أنّه من المَقلوب وبهما رُوِيَ قولُ قُسٍّ : فَبَيْنَما أنا أَجُولُ بسَبْسَبِها . البَسْبَس : شجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ قاله الليث أو الصوابُ السَّبْسَبُ بالباء وقد تَصحَّفَ على الليث قاله الأَزْهَرِيّ . بَسْبَسُ بنُ عمروٍ الجُهَنِيُّ الصحابيُّ حليفُ الأنصار شَهِدَ بَدْرَاً وبُعِثَ عَيْنَاً للعِير ويقال : بَسْبَسةُ بهاءٍ . منَ المَجاز : التُّرَّهاتُ البَسابِس وربّما قالوا : تُرَّهاتُ البَسابِس بالإضافةِ هي : الباطلُ وفَسَّره الجَوْهَرِيّ بالأباطيل . قال الجَوْهَرِيّ : البَسابِسَة : نبتٌ ولم يَزِدْ وقال أبو حَنيفةَ : البَسْباسُ من النبات : الطَّيِّبُ الرِّيح وزعمَ بعضُ الرُّواةُ أنّه النانخاه . قلتُ : الصوابُ هما بَسْبَاسَتان إحداهما : شجرةٌ تَعْرِفُها العربُ قاله الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغانِيّ : ويأكُلُها الناسُ والماشيةُ تَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أَكَلْتَها . قلتُ : وهو قولُ أبي زِيادٍ . زاد الصَّاغانِيّ : مَنْبِتُها الحُزُون والأُخرى : أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَيِّبةُ الرّيِح تُجلَبُ من الهِند قال صاحبُ المنهاج : وقيل : إنّه قُشورُ جَوْز بَوا وأنّ قُوَّتَه كقُوَّةِ النار مشك وأَلْطَف منه وهذه هي التي تَسْتَعمِلُها الأطبّاءُ ويريدونها إذا أَطْلَقوا ولكنّهم يَكْسِرون الأوّلَ وكلُّ واحدةٍ منها غيرُ الأُخرى . وبَسْبَاسةُ : امرأةٌ من بني أسَدٍ وإيّاها عنى امرؤُ القَيسِ بقولِه :ألا زَعَمْتَ بَسْبَاسَةُ اليومَ أنّني ... كَبِرْتُ وألاّ يَشْهَدَ اللَّهْوَ أَمْثَالي والباسَّةُ والبَسّاسَة : من أسماءِ مكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى الأولُ في حديث مُجاهدٍ قال : سُمِّيتْ بها لأنّها تَحْطِمُ من أَخْطَأَ فيها والبَسُّ : الحَطْم ويُروى بالنون من النَّسِّ وهو الطَّرْد . والثانيةُ ذَكَرَها الصَّاغانِيّ وياقوت وسيأتي وقولُ الله عزَّ وجلَّ : " وبُسَّتِ الجبالُ بَسَّاً " أي فُتِّتَت نَقَلَه اللِّحْيانيّ فصارَتْ أَرْضَاً قاله الفَرّاء وقال أبو عُبَيْدٍ : فصارَتْ تُراباً وقيل : نُسِفَتْ كما قال تعالى : " يَنْسِفُها ربِّي نَسْفَاً " وقيل : سِيقَتْ كما قال تعالى : " وسُيِّرَتِ الجبالُ فكانت سَراباً " وقال الزَّجَّاج : بُسَّتْ : لُتَّتْ وخُلِطَتْ وقال ثعلبٌ : خُلِطَتُ بالتُّراب ونقلَ اللِّحْيانيُّ عن بعضِهم : سُوِّيَت . والبَسِيس كأميرٍ : القليلُ من الطعامِ الذي قد بُسَّ أي ذهبَ منه شيءٌ وبَقِيَ منه شيءٌ . البَسِيسَةُ بهاءٍ : الخُبزُ يُجفَّفُ ويُدَقُّ ويُشرَبُ كما يُشرَبُ السَّوِيقُ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحسبُه الذي يُسمّى الفَتُوت وقيل : البَسِيسَةُ عندهم : الدَّقيقُ والسَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخذُ زاداً وقال اللِّحْيانيُّ : هي التي تُلَتُّ بزَيتٍ أو سَمْن ولا تُبَلُّ وقال ابنُ سِيدَه : البَسِيسَة : الشَّعيرُ يُخلَطُ بالنَّوى للإبل . وقال الأَصْمَعِيّ : البَسيسَةُ : كلُّ شيءٍ خَلَطْتَه بغَيرِه مثل السَّويق بالأَقِطِ ثمّ تَبُلُّه بالزُّبْد أو مثل الشعيرِ بالنَّوَى ثم تَبُلُّه للإبل . البَسيسَة : الإيكالُ بين الناسِ بالسِّعايَة عن ابنِ عَبّادٍ ويقال : هو البَسْبَسَةُ بباءَيْن موحَّدتَيْن . والبُسُسُ بضمَّتَيْن : الأَسْوِقَةُ المَلْتوتَة جمع بَسِيسَةٍ عن ابْن الأَعْرابِيّ . البُسُسُ : النُّوقُ الآنِسَةُ التي تَدرُّ عند الإبْساس لها جمع بَسُوسٍ . البُسُس : الرُّعاة لأنّهم يَبُسُّون المالَ أي يَزْجُرونَه أو يَسُوقونَه . وبَسْبَسَ : أَسْرَعَ في السَّيْر نقله الصَّاغانِيّ وكأنّه لغةٌ في بَصْبَصَ بالصاد كما سيأتي . بَسْبَسَ بالغنَمِ أو الناقةِ : إذا دَعاها للحَلبِ فقال لها : بسْ بسْ بكسرِهما وبفتحِهما قال الراعي :
لعاشِرَةٍ وَهْوَ قد خافَها ... فظَلَّ يُبَسْبِسُ أو يَنْقُرُ