لَبَدَ بالمكان كنَصَر وفَرِحَ يَلْبُدُ ويَلْبَدُ لُبُوداً بالضمّ مصدر الأَوّل ولَبَداً مُحَرّكةً مصدر الثاني : أَقَامَ به ولَزِقَ كأَلْبَدَ رُباعِيًّا فهو مُلْبِدٌ به . ولَبِدَ بالأَرض وأَلْبَد بها إِذا لَزِمَها فأَقَام ومنه حَديث عَلِيٍّ رضي الله عنه لرجلينِ جَاءَا يَسأَلاَنهِ أَلْبِدَا بالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما أَي أَقِيمَا ومنه قولُ حُذيفة حين ذَكَر الفِتْنَة قال فإِن كان ذلك فالْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لايَذْهَب بكم السَّيْلُ أَي اثْبُتُوا والْزَمُوا مَنَازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثابتاً لا يُبْرَح واقْعُدوا في بُيُوتِكم لا تَخْرُجوا منها فَتَهْلِكُوا وتَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ به السَّيْل . من المجاز : اللُّبَدُ واللَّبِدُ مِن الرجال كصُرَدٍ وكَتِفٍ : من لا يُسافر ولا يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ ولا يَطْلُبُ مَعاشاً وهو الأَلْيَسُ قال الراعي :
" مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُبَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ
ويُرْوَى اللَّبِدُ بالكسرِ . قال أَبو عُبَيد والكَسْر أَجْوَدُ منه أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد وهو كَصُرَدٍ اسمُ آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ بن عادٍ لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فلا يَمُوت . كذا في الأَساس . وفي اللسان : سَمَّاه بذلك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لا يُفَارِقه . ولُبَدق يَنْصَرِف لأَنه ليس بمعدُولٍ وفي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة : كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الذي كان على عَهْدِ دَاوودَ عليه السلامُ . وفي الصّحاح : تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هو الذي بَعَثَتْهُ عَادٌ في وَفْدِهَا إِلى الحَرَمِ يُسْتَسْقِى لها زاد ابنُ الشِّحْنَة : مع مَرْثَد بن سَعْد وكان مُؤْمِناً فلمّا دَعَوْا قيل : قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم فقال مَرْثَد : أَعْطِنِي بِرًّا وصِدْقاً واختار قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه ما أَصابَ قَوْمَه . فَلَمَّا أُهْلِكُوا هكَذَا في سائر النُّسخ وفي بعض منها فلما هَلَكُوا خُيِّرَ لُقْمَانُ أَي قال له اللهُ تَعالى اخْتَرْ ولا سَبِيلَ إِلى الخُلُود بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ هكذا في نُسختنا بالعين ويوجد في بعض نسخ الصحاح بَقَرات بالقاف سُمْرٍ صِفَة لِبعرات مِن أَظْبٍ جمع ظِباءٍ عُفْرٍ صِفة لها قال شيخُنَا : والذي في نُسخ القامُوس هو الأَشْبَه إِذ لا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ ولا تكون منها في جَبَلٍ وَعْرٍ لا يَمَسُّهَا القَطْرُ أَو بَقَاءَ سَبْعَةِ أَنْسُرٍ وسيأْتي للمُصنّف في العين المهملة مع الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ منها فُرْزُعَ وقال : هو أَحدُ الأَنسارِ الثمانِيَة وهو غَلطٌ كما سيأْتي كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلْفَ بَعْدَه نَسْرٌ فاختار لُقْمَانُ النُّسُورَ فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حتى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه وكان يَعيِشُ كلُّ نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً وكان آخِرُها لُبَداً فلما ماتَ ماتَ لُقْمَانُ وذلك في عَصْرِ الحارث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن وقد ذَكَرَه الشُّعرَاءُ قال النابِغَةُ :
" أَضْحَتْ خَلاَءٍ وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُواأَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِولُبَّدَي ولُبَّادَي بالضمّ والتشديد ويُخَفَّفُ عن كُراع : طائِرٌ على شَكْلِ السُّمَانَي إِذا أَسَفَّ على الأَرْضِ لَبِدَ فلم يَكَدْ يَطِير حتى يُطَارَ وقيل : لُبَّادَي : طائر يُقَالُ له : لُبَادَي الْبُدِي لا تَطِيري ويُكَرَّرُ حتَّى يَلْتَزِقَ بالأَرْض فيُؤْخَذَ وفي التكملة : قال الليثُ : وتقول صِبْيَانُ الأَعْرَابِ إِذا رَأُوا السُّمَانَي : سُمَانَي لُبَادَي الْبُدِي لا تُرَى . فلا تزال تقولُ ذلك وهي لابِدَةٌ بالأَرْضِ أَي لاصِقَة وهو يُطِيفُ بها حتى يَأْخُذَهَا . قلت : ومثلُه في الأَساس وأَوردَه في المَجاز . والمُلْبِدُ : البَعيرُ الضارِبُ فَخِذَيْه بِذَنَبِه فيَلْزَق بهما ثَلْطُه وبَعْرُه وخَصَّصَه في التهذيب بالفَحْلِ من الإِبِل . وفي الصحاح : وأَلْبَدَ البَعِيرُ إِذا ضَرَب بِذَنَبهِ على عَجُزِه وقد ثَلَطَ عليه وبَالَ فيَصِير على عَجُزِه لُبْدَةٌ مِن ثَلْطِه وبَوْلِه . وَتَلَبَّدَ الشَّعَرُ والصُّوفُ ونَحْوُه كالوَبرِ كالْتَبَدَ : تَدَاخَلَ ولَزِقَ بَعضُه ببعْضٍ وفي التهذيب : تَلَبَّدَ الطائر بالأرْضِ أَي جَثَمَ عَلَيْهَا وكُلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ وفي بعض النسخ ملْتَبِد أَي بعضُه على بعْضٍ فهو لِبْدٌ بالكسر ولِبْدَةٌ بزيادة الهاء ولُبْدَةٌ بالضَّم أَلْبَدٌ ولُبُودٌ على تَوهُّمِ طَرْحِ الهاءِ واللَّبَّادُ ككَتَّان عامِلُها أَي اللُّبْدَةِ . ومن المَجاز : هو أَجْرَأُ من ذي لِبْدَة وذي لِبَدٍ قالوا الِّلبْدَةُ بالكسر : شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ علَى زُبْرَةِ الأَسَدِ وفي الصّحاح الشَّعر المُتَراكِب بين كَتِفَيْه وفي المثل هو أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ والجمعُ لِبَدٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ وكُنْيَتُهُ أَي لَقَبُه ذو لِلْدَةٍ وذُو لِبَدٍ واللِّبْدَةُ نُسَالُ الصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة وهو سَفاً أَبيضُ يَسقُط منهما في أُصولِهما وتَستَقْبِلُه الرِّيحُ فتَجْمَعُه حتّى يَصيرَ كأَنّه قِطَع الأَلْبَادِ البِيضِ إِلى أُصولِ الشَّعَر والصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة فيَرْعَاه المَالُ ويَسْمَنُ عليه وهو مِن خَيْرِ ما يُرْعَى مِن يَبِيس العِيدَانِ وقيل : هو الكَلأُ الرَّقيقُ يَلْتَبِد إِذا أَنْسَلَ فيَخْتَلِط بالحِبَّةِ . واللِّبْدَة : دَاخِلُ الفَخِذِ . واللِّبْدَة : الجَرَادَةُ قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنه على التَّشْبِيه أَي بالجماعة منِ الناسِ يُقِيمُون وسائرُهم يَظْعَنُون كما سيأْتي . واللِّبْدَة : الخِرْقَةُ التي يُرْقَعُ بها صَدْرُ القَمِيصِ . يقال : لَبَدْت القَمِيصَ أَلْبُدُه أَو هي القَبِيلَةُ يُرْقَعُ بها قَبُّهُ أَي القَمِيصِ وعبارة اللسان : ويقال لِلخِرْقَة التي يُرْقَع بها صَدْرُ القميص : اللِّبْدَة والتي يُرْقَع بها قَبُّهُ : القَبِيلَةُ . وفي سياق المُصَنِّف نَظَرٌ ظاهِرٌ فإِنه فسَّر اللِّبْدَة بما فَسَّر به غيرُهُ القَبِيلَة . اللِّبْدَة : بين بَرْقَةَ وأَفْرِيقِيَّة وهي مَدِينَة عَجِيبةٌ من بلادِ أَفْرِيقِيَّةَ وقد بالَغَ في وَصْفِها المُؤَرِّخونَ وأَطالوا في مَدْحِها . واللِّبْدُ بلا هَاءٍ : الأَمْرُ وهو مجاز ومنه قولُهُم : فُلانٌ لا يَجِفُّ لِبْدُه إِذا كان يَتَرَدَّدُ ويقال : ثَبَتَ لِبْدُك أَي أَمْرُك اللِّبْد : بِسَاطٌ أَي معروف اللِّبْدُ أَيضاً : ما تَحْتَ السَّرْجِ . وذُو لِبْدٍ : ببلادِ هُذَيْلٍ ضبطه الصاغانيّ بكسر فَفَتْحٍ . واللَّبَد بالتَّحْرِيك : الصُّوفُ ومنه قولهم مالَه سَبَدٌ ولا لَبَدٌ وهو مَجاز والسَّبَدُ من الشَّعر وقد تَقَدَّم والَّبَدُ من الصوفِ لتَلَبُّدِه أَي مالَه ذُو شَعَرٍ ولا ذُو صُوفٍ وقيل : مَعنَاه : لا قَلِيلٌ ولا كثيرٌ وكان مالُ العَرب الخَيلَ والإِبلَ والغَنَمَ والبقَرَ فَدَخَلَتْ كُلُّهَا في هذا المَثَلِ . اللَّبَد مصدر لَبِدَت الإِبلُ بالكسر تَلْبَد وهو دَغَصُ الإِبلِ من الصِّلِّيَانِ وهو الْتِوَاءٌ حَيَازِيمِها وفي غَلاَصِمِها وذلك إِذا أَكْثَرَتْ مِنْهُ فتَغَصُّ به ولا تَمْضِي قاله ابنُ السِّكِّيت . يقال أَلْبَدَ السَّرْجَ إِذا عَمِلَ له لِبْدَهُ . وفي الأَفعال : لَبَدْت السَّرْجَ والخُفَّ لَبْداً وأَلْبَدْتُهما : جَعَلْتُ لهما لِبْداً . أَلْبَدَ الفَرَسَ : شَدَّه عليه أَي وضعَه علىظَهْرِه كما في الأَساس أَلْبَدَ القِرْبَةَ : جَعَلَهَا وصَيَّرَهَا في لَبِيدٍ أَي جُوَالِقٍ وفي الصّحاح : في جُوالِقٍ صَغيرٍ قال الشاعر : ِه كما في الأَساس أَلْبَدَ القِرْبَةَ : جَعَلَهَا وصَيَّرَهَا في لَبِيدٍ أَي جُوَالِقٍ وفي الصّحاح : في جُوالِقٍ صَغيرٍ قال الشاعر :
" قُلْتُ ضَعِ الأَدْسَمَ فِي اللَّبِيدِ قال : يريد بالأَدْسَمِ نِحْىَ سَمْنٍ واللَّبِيدُ لِبْدٌ يُخَاطُ عليه . من المَجاز : أَلْبَدَ رَأْسَه : طَأْطَأَهُ عندَ الدخولِ بالباب يقال أَلْبِدْ رَأْسَكَ كما في الأَساس . أَلْبَدْت الشيْءَ بالشّيْءِ : أَلْصَقْتُه كَلَبَدَهُ لَبْداً ومن هذا اشتقاقُ اللُّبُودِ التي تُفْرَش كما في اللسان . أَلْبَدَت الإِبلُ : خَرَجَتْ أَي من الرَّبيع أَوْبَارُهَا وأَلْوَانُهَا وحَسُنَتْ شاَرَاتُهَا وتَهَيَّأَتْ للسِّمَنِ فكأَنها أُلْبِسَتْ مِن أَوْبارِهَا أَلْبَاداً . وفي التهذيب : وللأَسد شَعَرٌ كثيرٌ قد يَلْبُد على زَبْرَتِه قال : وقد يكون مثلُ ذلك على سَنامِ البَعِير وأَنشد :
" كَأَنُّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ أَلْبَدَ بَصَرُ المُصَلِّي : لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجُودِ ومنه حَديث قَتَادَةَ في تفسير قولِه تَعَالى " الَّذِين هُمْ في صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ " قال : الخُشُوع في القَلْبِ وإِلْبَادِ البَصرِ في الصلاةِ أَي إِلزَامِه مَوْضِع السُّجودِ من الأَرض . واللُّبَّادَةُ كرُمَّانَةٍ : قَبَاءٌ من لُبُودٍ وما يُلْبَسُ من اللُّبُودِ للمَطَرِ أَي للوِقَايَة منه . واللَّبِيدُ " الجُوَالِقُن وفي الصحاح وكتابِ الأَفعال : الجُوَالِق الصغير . اللَّبِيدَة : المِخْلاَةُ اسمٌ عن كُراع . لَبِيد بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكٍ العَامِريُّ لبيد عُطَارِدِ بن حَاجِب بن زُرَارَةَ التَّمِيميُّ لبيد بن أَزْنَمَ الغَطَفَانِيّ شُعَراءُ وفي الأَوَّل قولُ الإِمَام الشافعيّ :
وَلَوْلاَ الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي ... لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِلبيد كزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ : طائرٌ وعلى الأَوّل اقتصرَ ابنُ مَنْظور . وأَبو لُبَيْدِ بن عَبَدَةَ بضم اللام وفتح الباءِ في عبَدَة شاعرٌ فارِسٌ . وأَبو لَبِيدٍ كَاِميرٍ هشامُ بن عبد الملك الطَّيَالِسيُّ مُحَدِّث . ولَبَدَ الصوفَ كضَرَبَ يَلْبِدُ لَبْداً : نَفَشَه وبَلَّه بماءٍ ثمَّ خَاطَه وجَعَلَه في رَأْسِ العَمَدِ ليكون وِقَايَةً لِلبِجادِ أَنْ يَخْرِقَهُ كلَبَّده تَلَبِيداً وكلُّ هذا من اللزُوقِ . من المَجاز : مالٌ لُبَدٌ ولاَبِدٌ ولُبَّدٌ : كَثِيرٌ وفي بعض النُّسخ مال لُبَدٌ كصُرَدٍ ولابِدٌ كثيرٌ . وفي الأَساس واللسان : مال لُبَدٌ : كَثِيرٌ لا يُخافُ فَنَاؤُه لِكَثْرَتِه كأَنَّه الْتَبَدَ بعضُه على بعضٍ . وفي التنزيل العَزِيز " يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً " أَي جَمًّا قال الفَرَّاءُ : اللُّبَدُ : الكَثِيرُ وقال بعضُهم : واحدتَه لُبْدَةٌ ولُبَدٌ جِمَاعٌ قال : وجعلَه بعضُم على جِهَة قُثَمٍ وحُطَمٍ واحِداً وهو في الوجهين جَميعاً : الكثيرُ . وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ مَالاً لُبَّداً مُشدَّدَا فكأَنه أَرادَ مالاً لابِداً ومالانِ لاَبِدَانِ وأَمْوَالٌ لابِداً ومالانِ لاَبِدَانِ وأَمْوَالٌ لُبَّدٌ والأَمْوَالُ والمالُ قد يَكُونانِ في مَعْنًى واحدٍ . وفي البصائر : وقرأَ الحسن ومُجَاهِد : لُبُداً أَيضاً بسكون الباءِ كَفَارِهٍ وفُرْهٍ وشارِفٍ وشُرْفٍ . وقرأَ زيدُ بن عَليّ وابنُ عُمَيْرٍ وعاصِمٌ : لِبَداً مِثال عِنَبٍ جَمْع لِبْدَة أَي مُجْتَمِعاً . واللُّبَّدَي : القَوْمُ المُجْتَمِعُ كاللِّبْدَة بالكسر واللُّبْدَة بالضمّ كأَنهم بِجَمْعِهم تَلَبَّدُوا ويقال : النَّاسُ لُبَدٌ أَي مُجْتمِعون وفي التنزيل العزيز " وأَنه لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوه كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لُبَداً " قال الأَزهريُّ : وقُرىء " لِبَداً " والمعنى أَنَّ النبيّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ لمَّا صلَّى الصُّبْح بِبَطْنِ نَخْلَةَ كادَ الجِنُّ لمَّا سَمِعُوا القرآنَ وتَعَجَّبُوا منه أَن يَسْقُطُوا عليه أَي كالجَرَادِ وفي حديث ابن عبّاسٍ " كَادُوا يَكونونَ عَليه لِبَداً " أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضهم على بعضٍ واحدتها لِبْدَةٌ ومعنى لِبَدةٍ : يَركبُ بعضُهم بعضاً وكلُّ شَيءٍ أَلْصَقْتَه بشيءٍ إِلصاقاً شديداً فقد لَبَّدْته . والتَّلْبِيدُ : التَّرْقِيعُ كالإِلْبَادِ وكِسَاءٌ مُلَبَّدٌ وإِذا رُقِعَ الثَّوْبُ فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ . وَثَوْبٌ مَلْبُودٌ وقَدْ لَبَّدَه إِذا رَقَعَه وهو مما تَقَدَّم لأَن المُرَقَّع يَجتمعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ ويَلْتَزِق بعضُه ببعضٍ وقيل المُلَبَّد الذي ثَخُنَ وَسَطُه وصَفِقَ حتى صارَ يُشْبِه اللِّبْدَ . في الصّحاح : التَّلْبِيدُ : أَنْ يَجْعَلَ المُحْرِمُ في رأْسِهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ لِيَتَلبَّدَ شَعرُهُ بُقْيَا عَلَيْه لئلا يَشعَثَ في الإِحرام ويَقْمَلَ إِبْقَاءً على الشَّعرٍ وإِنما يُلَبِّد مَنْ يَطُولُ مُكْثُه في الإِحرام . وفي حَدِيث عُمَر رضي الله عنه أَنَّهُ قال مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَو ضَفَر فعلَيْه الحَلْقُ قال أَبو عبيد : قوله لَبَّدَ أَي جَعَل في رَأْسِه شَيْئاً مِن صَمْغٍ أَو عَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعرُه ولا يَقْمَلَ قال الأَزهريُّ : هكذا قال يَحيى بن سَعِيد قال : وقال غيرُه : إِنما التَّلْبِيدُ بُقْيَا علَى الشَّعر لئلا يَشْعَثَ في الإحرام ولذلك أَوْجَبَ عليه الحَلْقَ كالعُقُوبَةِ له قال : قال ذلك سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ قيل : ومنه قيل لِزُبْرَةِ الأَسدِ لِبْدَةٌ وقد تَقدَّم . واللَّبُودُ : كصَبورٍ وفي نسختنا بالتَّشْدِيد : القُرَادُ سُمِّيَ بذلك لأَنه يَلْبَدُ بالأَرض أَي يَلْصَق . والْتَبَدَ الوَرَقُ تَلَبَّدَتْ أَي تَلَبَّدَ بعضُه على بعضٍ . التَبَدَت الشَّجَرَةُ : كَثُرَتْ أَوْرَاقُها قال الساجع :
" وعَنْكَثَا مُلْتَبِدَاواللاَّبِدُ والمُلْبِد وأَبو لُبَد كصُرَدٍ وعِنَبٍ : الأَسَدُ . ومما يستدرك عليه : ما أَرَى اليَوْمَ خَيْراً مِن عِصَابَة مُلْبِدَة يعني لَصِقُوا بالأَرْض وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُم وهو من حديث أَبي بَرْزَةَ وهو مَجاز وفي الأَساس عِصَابَةٌ مُلْبِدَةٌ : لاصِقَةٌ بالأَرض من الفَقْرِ وفُلانٌ مُلْبِدٌ : مُدْقِعق وفي حديث أَبي بَكْرٍ أَنه كان يَحْلُب فيقول أَأُلْبِدُ أَمْ أُرْغِي ؟ فإِن قالوا : أَلْبِدْ أَلْزَقَ العُلْبَةَ بِالضَّرْعِ فَحلَبَ ولا يَكون لذلك الحَلَبِ رَغْوَةٌ فإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَا الشَّخْبُ بِشِدَّة وُقُوعِه في العُلْبَةِ . والمُلَبِّدُ من المَطَرِ : الرَّشُّ وقد لَبَّدَ الأَرْضَ تَلْبِيداً وتَلَبَّدَت الأَرْضُ بالمطرِ . وفي الحديث في صِفَة الغَيْثِ فَلَبَّدَتِ الدِّمَاثَ أَي جَعَلَتْهَا قَوِيَّةً لا تَسوخ فيها الأَقدامُ والدِّمَاثُ : الأَرَضُونَ السَّهْلَةُ . وفي حديث أُمّ زَرْعٍ لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل ولا لَه عِنْدِي مُعَوَّل أَي لَيْس بِمُسْتَمْسِكٍ مُتَلَبِّد فَيُسْرَع المَشْيُ فِيه ويُعْتَلَى . ولَبَّدَ النَّدَى الأَرْضَ . وفي صِفَة طَلْحِ الجَنَّة إِنّ الله تعالى يَجْعَل مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَة التَّيْس المَلْبُودِ أَي المُكْتَنِز اللَّحْم الذي لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً فتَلَبَّد . وفي التهذيب في تَرجمة بلد : وقولُ الشاعِرِ أَنشَدَه ابنث الأَعرابيّ :
وَمُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ ومَهْلكَةٍ ... جَاوَزْتُه بِعَلاَةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ قال : المُبْلِدُ : الحَوْضُ القَديم هُنا قال : وأَراد مُلْبِد فقَلَب وهو اللاَّصِقُ بالأَرض . وقال أَبو حَنيفة : إِبِلٌ لَبِدَةٌ ولَبَادَي : تَشَكَّى بُطُونَهَا عن القَتَادِ وقَدْ لَبِدْتْ لَبَداً وناقَةٌ لَبِدَةٌ . ومن المجاز : أَثْبَت الله لِبْدَكَ وجَمَّل الله لِبْدَتكَ . وفي المثل تَلَبَّدِي تَصَيَّدِي كقولهم مُخْرنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ ومنه قيل : تَلَبَّدَ فُلانٌ : إِذَا رأَى تَفَرَّسَ كما في الأَساس . وفي الحديثِ ذِكْرُ لُبَيْدَاء وهي الأَرْضَ السابِعَةُ . ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أًسماءٌ . واللِّبَدُ : بطونٌ من بني تَميمٍ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : اللِّبَدُ بنو الحارث بن كَعْب أَجمعونَ ما خَلاَ مِنْقَراً . ومحمّد بن إِسحاق بن نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيّ اللَّبّاد وأَبو عَليٍّ الحسن بن الحُسضيْنِ بن مَسْعُود بن اللَّبَّاد المُؤَدّب البُخَارِيّ محدِّثَان . وسِكَّة اللَّبَّادين مَحَلَّةٌّ بِسَمَرْقَنَد منها القاضي محمد بن طاهِرِ بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمّد السّعيديّ السَّمَرْقَنْدِيّ عن أَبي اليُسْرِ البَزْدَوِيّ وغيرِه . ولَبِيد بن عَلِيّ بن هِبَة بن جَعْفَر بن كِلاب : بَطْنٌ ومن وَلِدِه فائدٌ وسَلاَّم وهم بمصر . ولَبِيدك بَطْنٌ من حَرْبٍ ولهم شِرْذِمَةٌ بالصعيد ولَبِيد : بَطْنٌ مِن سُلَيْم منهم قُرَّة بن عِياضٍ . ولَبِيدة : قَرْيَة بالقَيْرَوَانِ منها أَبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن الحَضْرَمِيّ اللَّبِيدِيّ من فقهاءِ القَيْرَوَان . واستَدْرَك شيخُنا : لَبِيدَة : قَرْية من قُرَى تُونِس ويقال بالذّال المُعدمة أَيضاً فتُعاد هُناك انتهى . واللُّبَدُ كَصُرَد : قَريَة من قُرَى نَابُلسَ
الوُدُّ والوِدَادُ : الحُبُّ والصَّدَاقة ثم استُعِير للتَّمَنِّي وقال ابنُ سِيدَه : الوُدُّ : الحُبُّ يكون في جَمِيعِ مَدَاخِل الخَيْرِ عن أَبي زَيْد ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو الأَمْنِيَّة قال الفَرَّاءُ : هذا أَفْضَلُ الكلامِ وقال بعضهم : وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غَيْرُ ذكَر هذا في قوله " يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ " أَي يَتَمَنَّى . وفي المفردات : الوُدُّ : مَحَبَّةُ الشّيءِ وتَمَنِّي كَوْنِه ويُسْتَعْمَل في كُلِّ واحِدٍ من المَعْنيينِ . وعَدَمُ تَعْرِيجِ المُصَنِّف عليه مع ذِكْره في الدَّوَاوِين المَشْهُورةِ غَرِيبٌ ويُثَلَّثَانِ ذَكَرَه ابنُ السيد في المُثلّث والقزَّازُ في الجامع وابنُ مالِكٍ وغيرُ واحد كالَودَادَةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وظاهِره أَنه مَصْدَر وَدَّه إِذا أَحَبَّه لأَنَّه لم يَذْكُرْ غير هذا المعنى وظاهر الصحاح أَنه مصدر وَدَّ أَن يفْعَلَ كذا إِذا تَمَنَّاه لأَنه إِنما ذَكَرَه في مَصادِرِه كالفيوميّ في المصباح وكلام غيرِهم في أَنه يقال بالمعنيينِ وهو ظاهر ابن السيد وغيرِه والفَتْح كما قاله هؤلاءِ هو الأَكثرُ وهو الذي صَرَّح به أَبو زيدٍ في نَوَادِرِه ونقل غيرُهُم الكَسْرَ وقالُوا : إِنّه يقال : وِدَادَةٌ أَيضاً بكسر الواو كما صرَّح به ابنُ السيد في المثلّث وحكى غيرُهم فيه . الضَّمَّ أَيضاً فيكون مُثَلَّثاً كالودِّ الودادِ قاله شيخُنَا . قلت : وفي الأَفعال لابنِ القطّاع : وَدِدْتُ الشيءَ وُدًّا ووَدًّا : أَحبَبْتُه ولو فَعل الشيءَ ودَادَةً أَي تَمنَّيْتُه هذا كلامُ العَرب ووَادَّ فُلانٌ فُلاناً وِدَاداً ووِدَادَةً ووَدَادَةً فِعْلُ الاثنينِ . فظهرَ منه أَن الوِدَاد بالكسر والوَدَادَةَ والوِدَادة بالفتح والكسر مصدرُ وَادَّه أَي باب المُفاعَلة أَيضاً فليُنظَرْ . والمَوَدَّةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وفي بعض النُّسخ بالكسر فيكون من أَسماءِ الآلاتِ فاستعمالُه في المصادِر شَاذٌّ وفي بعضِهَا بِكَسْر الواو كمَظِنَّة وهو في الظُّرُوفِ أَعْرفُ منه في المصادِرَ والمَوْدَدَةِ بفكّ الإِدغام بكسر الدال وبفتحها وحكاه ابنُ سِيده والقَزّازُ في معنى الودّ وأَنشد الفَرّاءُ :
إِنَّ بَنِيَّ لِلَئامٌ زَهَدَهْ ... لاَيَجِدُونَ لِصَدِيقٍ مَوْدَدَهْ قال القَزَّاز : وهذا من ضَرُورَةِ الشَّعْرِ ليس ممَّا يَجوزُ في الكلام وقال العَلاَّمَة عبد الدائم القَيروانيُّ بِسَنده إِلى المُطرّز : وَدِدْتُه مَوْدِدَةً بكسر الدالِ هو أَحد ما جاءَ على مِثَال فَعِلْتُه مَفْعِلَة قال : ولم يأْت على هذا المِثَال إِلاَّ هذَا وقولُهم حَمِيتُ عليه مَحْمِيَةً أَي غَضِبْتُ عليه . كذا نقلَه شيخُنا وقال : ففيها شُذوذٌ من وَجْهَيْنِ : الكَسْر في المَفْعلة والفَكّ وهو من الضرائرِ ولايَجوزُ في النَّثْرِ والسَّعَةِ كما نَصُّوا عليه . والمَوْدُودَةِ هكذا في النُّسخة الموثوق بها وقد سَقطَتْ في بعضِها ولم يتعرَّض لها أَئمَّةُ الغرِيبِ . حكَى الزَّجَّاجيُّ عن الكسائيّ : وَدَدْتُه بالفتح . وقال الجوهَرِيُّ : تقولَ وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنَّك تَفْعَل ذلك أَوَدُّ وُدًّا ووَدًّا ووَدَادَةً ووِدَاداً تَمنَّيْتُ قال الشاعرُ :
وَدِدْتُ وِدَادَةً لَوْ أَنَّ حَظِّي ... مِنَ الخُلاَّنِ أَنْ لاَ يَصْرِمُونِيووَدِدْتُه أَي بالكسر أَوَدُّه أَي بالفتح في المضارع فيهما أَمَّا في المَكْسُور فعلى القِيَاس وأَما في المفتوح فعَلَى خِلاَفَهِ حكاه الكسائيُّ إِذ لا يُفْتَح إِلاَّ الحَلْقِيُّ العِينِ أَو اللامِ وكِلاهما مُنْتَفٍ هُنا فلا وَجْهَ للفتْحِ وهكذا في المصباح قال أَبو منصور : وأَنكَر البَصرِيُّون وَدَدْتُ قال : وهو لَحْنٌ عندهم وقال الزَّجَّاج : قدعَلِمْنَا أَنّ الكسائيَّ لم يَحْكِ وَدَدْتُ إِلاَّ وقد سَمِعَه ولكنّه سَمِعَه ممن لا يَكُونُ حُجَّةً قال شيخُنَا : وأَوْرَدَ المعنيينِ في الفصيحِ على أَنهما أَصْلاَنِ حَقِيقَةً وأَقَرَّه على ذلك شُرَّاحُه وقال اليَزيديُّ في نَوادره : وليس في شَيْءٍ من العَربيّة وَدَْتُ مفتوحةً وقال الزمخشريُّ : قال الكسائيُّ وَحْدَه : وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه ووَدَدْتُه ولم يَرْوِ الفتحَ غيرُه . قلْت : ونقلَ الفَتْحَ أَيضاً أَبو جَعْفَر اللّبليّ في شرح الفصيح والقَزّاز في الجامع والصاغانيّ في التّكْملة كلهم عن الفَرَّاءِ . والوُدُّ أَيضاً : المُحِبُّ ويثَلَّثُ الفتحُ عن ابن جِنِّي يقال رَجُلٌ وُدٌّ ووَدٌّ ووِدٌّ وفي حديث ابنِ عُمَرَ أَنّ أَبَا هذَا كَانَ وَدًّا لِعُمَر قال ابنُ الأَثير هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُه كانَ ذا وُدٍّ لِعُمَرَ أَي صَدِيقاً وإِن كانَت الواو مكسورةً فلا يُحْتَاج إِلى حَذْفٍ فإِن الوِدَّ بالكسرِ : الصدِيقُ كالوَدِيدِ فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ وفلانٌ وُدُّك ووَدِيدُكَ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : الرجلُ : الكَثِيرُ الحُبِّ قال شيخُنَا : وهذا لا يُنَافِي الأَوَّل بل هو كمُرَادِفِه كالوَدُودِ قال ابنُ الأَثير : والوَدُودُ في أَسماءِ الله تَعالَى فعَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ من الوُدذِ : المَحَبَّةِ يقال وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه فالله تعالَى مَوْدُودٌ أَي مَحْبُوبٌ في قُلُوبِ أَوْلِيَائِه أَو هو فَعُولٌ بمعنى فاعِلٍ أَي يُحِبُّ عِبَادَه الصالحينَ بمعنى يَرْضَى عنهم . والمِوَدِّ ضُبِط بالكسر كاسم الآلة وبالفَتْح كاسْمِ المَصْدَر قال شيخُنَا وكلاهما يَحْتَاجُ إِلى تَاْوِيل : وفي اللسان : يقال رَجُلٌ وُدٌّ ومِوَدٌّ وودُودٌ والأُنثَى وَدُودٌ أَيضاً والوَدُودُ : المُحِبُّ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : المَحِبُّونَ يقال : قَومٌ وُدٌّ فهو مَصدرٌ يُرادُ به الجَمْع كما يُرَادُ به المَفْرَد كالأَوِدَّةِ جمع وَدِيدٍ كالأَعِزَّةِ جَمع عَزِيزٍ والأَوِدَّاءِ كذلك جَمْعُ وَدِيدٍ كالأحِبَّاءِ جمع حَبِيبٍ والأَوْدَادِن بدَالَيْنِ جمع وِدٍّ بالكسر كحِبٍّ وأَحْبَابٍ والوَدِيدِ هكذا في سائر النُّسخ واستعمالُه في الجَمْعِ غيرُ معروفٍ وأَنكرَه شيخُنَا كذلك وقال : فَيَحْتَاج إِلى ثَبتٍ . قلْت : والذي في اللسان وغيرِه من دواوين اللُّغَةِ المَوْثُوقِ بها وِدَادق بالكسر قَوْمٌ وُدٌّ ووِدَادٌ وأَوِدَّاءُ فهو كجُلٍّ وجِلاَلٍ وأَما الوَدِيدُ فلم يَذْكُره أَحَدٌ ولعلَّه سَبْقُ قَلَمٍ من الكاتِب والأَوًدِّ بكسر الواو وضَمِّها معاً أَي مع فتح الهمزة كقُفْلٍ وأَقْفَلٍ وقيل ذِئْبٌ وأَذْؤُبٍ قال النابغة :
إِنّي كَأَنِّي أَرَى النُّعْمَانَ خَبَّرَهُ ... بعْضُ الأَوْدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِقال أَبو منصور : وذهبَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَن أَوُدًّا جَمْعٌ دَلَّ على واحِدِه أَي أَنه لا وَاحِدَ له قال ورواه بعضَهم : بَعْضُ الأَوَدِّ بفتح الواو يريد : الذي هو أَشَدُّ وُدًّا قال أَبو عَلِيٍّ : أَراد الأَوَدِّينَ : الجَمَاعَةَ . وبقي على المصنف : وُدَدَاءُ كعُلَمَاءَ قال الجوهريُّ : رِجَالٌ وُدَدَاءُ يَسْتَوِي فيه المُذكَّر والمُؤَنّث الكونِه وَصْفاً داخِلاً على وَصْفِ المُبَالَغَةِ وقال القَزَّازُ : ورجُلٌ وَادٌّ وقومٌ وِدَادٌ . ووُدٌّ بالفتح : صَنَمٌ ويُضَمُّ كان لِقَوْمِ نُوحٍ ثم صارَ لِكَلْبٍ وكان بِدُومَةِ الجَنْدَلِ وكان لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونه وُدًّا ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ ومنه سُمِّيَ : عَبْدُ وُدٍّ ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابِخَةَ . وأُدَدُ جَدُّ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ وقال الفَرَّاءُ : قَرَأَ أَهْلُ المَدِينَة : " وَلاَتَذَرُنَّ وُدًّا " بضمّ الواو قال أَبو منصور : وأَكثَرُ القُرَّاءِ قَرَءُوا وَدًّا بالفتح منهم أَبو عمرٍو وابنُ كَثِير وابنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكسائيُّ وعاصِمٌ ويَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وقرأَ نافِعٌ وُدًّا بضمّ الواو وفي المحكم ووَدٌّ ووُدٌّ : صَنَمٌ وحَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ مفتوحاً لا غيرُ وقالوا عبْدُ وُدٍّ يَعْنُونَه به وفي التهذيب : الوَدُّ بالفتح : الصَّنَمُ وأَنْشَدَ :
بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى مَا تَرَكْتِهُم ... سُلَيْمَى إِذَا هَبَّتْ شَمَالٌ ورِيحُها أَرَادَ : بِحَقِّ صَنَمِكِ عليك . ومن ضَمَّ أَراد : بِالمَوَدَّةِ بيني وبينك . والوَدُّ : الوَتِدُ بلُغَة تَمِيم فإِذا زَادُوا الياءَ قالوا وَتِيدٌ قال ابنُ سِيدَه : زَعَمَ ابنُ دُريدٍ أَنها لُغَة تَميمِيَّة قال : لا أَدْرِي هل أَراد أَنه لا يُغَيِّرُها هذا التَّغْيِيرَ إِلاَّ بَنُوا تَمِيم أَم هي لُغَةٌ لِتَمِيم غيرُ مُغَيَّرَةٍ عن وَتِدٍ . وفي الصّحاح : الوَدُّ بالفتح : الوَتِدُ في لغةِ أَهْل نَجْدٍ كأَنهم سَكَّنُوا التَّاءَ فأَدْغَمُوهَا في الدّال . الوَدّ : اسم جَبَلٍ وبه فسر قَول امريءِ القَيْس :
تُظْهِرُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَعْتَكِرْ قال ابنُ دُرَيْد : هو اسمُ جَبَلٍ وقال ياقوت : قُرْبَ جُفَافِ الثَّغْلَبِيَّة . ووَدَّانُ بالفتح كأَنَّه فَعْلاَن من الودّ : جامِعَةٌ قُرْبَ الأَبْوَاءِ الجُحْفَة من نواحِي الفُرْعِ بينها وبين هَرْشَى ستَّةُ أَمْيَالٍ وبينها وبين الأَبواءِ نَحْوٌ من ثمانيةِ أَميالٍ وهي لضَمْرَةَ وغِفَارٍ وكِنَانَةَ وقد أَكثرَ نُصَيْبٌ مِن ذِكْرِهَا في شعرِه فقال :
أَقُولُ لِرَكْبٍ قَافِلِينَ عَشِيَّةً ... قَفَا ذَاتِ أَوْشَالٍ ومَوْلاَكَ قَارِبُ
قِفُوا أَخْبِرُونِي عَنْ سُلَيْمَانَ إِنَّنِي ... لِمَعْرُوفِهِ مِنْ آلِ وَدَّانَ رَاغِبُ
" فَعَاجُوا فَأَثْنَوْا بِالَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُوَلَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ قال ياقوت : قَرَاْتُ بخطّ كُرَاع الهُنَائِيّ على ظَهْرِ كِتَابِ المُنَضَّد من تَصْنِيفه : قال بعضُهم : خَرجْتُ حاجًّا فلمَّا صِرْتُ بِوَدَّانَ أَنْشَدْتُ :
" أَيَا صَاحِبَ الخَيْمَات مِنْ بَعْدِ أَرْثَدإِلى النَّخْلِ مِنْ وَدَّانَ مَا فَعَلَتْ نُعْمُفقال لي رجُلٌ من أَهْلِها : انْظُر هل تَرَى نَخْلاً ؟ فقلت : لا فقال : هذا خَطَأٌ وإِنما هو النَّخْلُ ونَحْلُ الوَادِي : جانِبُه . سَكَنَهَا الصَّعْبُ بن جَثَّامَةَ ابن قَيْس بن عبد الله بن وَهْب بن يَعْمُر بن عَوف بن كَعْب بن عامر بن لَيْث بن بَكْرٍ اللَّيْثِّي الوَدَّانِيُّ كانَ يَنزِلُهَا فنُسِبَ إِلَيْهَا هاجَرَ إِلى النبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّمَ حَدِيثُه في أَهلِ الحِجَاز روى عنهُ عبدُ الله بن عبّاس وشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الخَضْرَمِيّ ومات في خِلافة أَبي بكرٍ رضي الله عنهما . قال البَكريّ : وَدَّانُ : بإِفْرِيقِيَّةَ في جَنُوبِيّها بينها وبين زويلَةَ عَشْرَةُ أَيام من جِهَة إِفْرِيقِيَّة ولها قَلْعَةٌ حَصِينةٌ وللمدِينةِ دُرُوبٌ وهي مَدِينَتَانِ فيهما قبِلَتَانِ من العَرَب سَهْمِيُّونَ وحَضْرَمِيُّونَ وبابهما واحدٌ وبين القَبِيلَتَيْنِ تَنَازُعٌ وتَنَافُسٌ يُؤَدِّي بهم ذلك إِلى الحَرْبِ مِراراً وعندَهُم فُقَهَاءُ وأُدَبَاءُ وشُعَرَاءُ وأَكثَرُ مَعيشتهم من التَّمْر ولهم زَرْعٌ يَسيرٌ يَسْقُونَهُ بالنَّضْجِ افتتحها عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ في سنة سِتٍّ وأَرْبعينَ أَيَّام مُعَاوِيَة منها أَبو الحَسَن عَلِيُّ بن إِسحاقَ بن الوَدّانيّ الأَدِيبُ الشاعِرُ صاحِبُ الدّيوان بصِقِلّيَةَ له أَدَبٌ وشِعْر ذكره ابنُ القطاع وأَنشدَ له :
مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي النَّهَارَ بِلَيْلَةٍ ... لاَ فَرْقَ بَيْنَ نُجُومِهَا وَصِحَابِي
" دَارَتْ عَلَى فَلَكِ السَّمَاءِ ونَحْنُ قَدْ دُرْنَا عَلَى فَلَكٍ مِنَ الآدَابِ
وأَتَى الصَّبَاحُ ولا أَتَى وكَأَنَّهُ ... شَيْبٌ أَظَلَّ عَلَى سَوَادِ شَبَابِ وَدَّان أَيضاً : جَبَلٌ طويلٌ قُرْبَ فَيْدٍ بينها وبين الجَبَلَيْنِ وَدّان أَيضاً : رُسْتَاقٌ بِنَوَاحِي سَمَرْقَنْدَ لم يَذْكُره ياقوت وذكره الصاغانيُّ . والوَدَّاءُ بتشديدِ الدالِ مَمْدوداً قال ياقوت : يجوز أَن يكونَ تَوَدَّأَتْ علَيْه الأَرْضُ فهي مُوَدَّأَةٌ إِذَا غَيَّبَتْه كما قيل أَحْصَن فهو مُحْصَنٌ وأَسْهَب فهو مُسْهَبٌ وأَفْلَجَ فهو مُفْلجٌ وليس في الكلام مثلُه يعني أَنَّ اللازم لا يُبْنَى منه اسمُ مَفْعولٍ . وبُرْقَةُ وَدَّاءَ كذا بَطْنُ الوُدَدَاءِ كأَنَّه جَمْعُ وَدُودٍ ويُروَى بفتح الواو مَواضِعُ . وتَوَدَّدَه : اجْتَلَبَ وُدَّهُ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
أَقُولُ تَوَدَّدْنِي إِذَا مَا لَقِيتَنِي ... بِرِفْقٍ ومَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَاصِعِ تَوَدَّدَ إِليه : تَحَبَّبَ . والتَّوَادُّ التَّحَابُّ تَفَاعُلٌ مِن الوِدادِ وقَعَ فيه إِدْغامُ المِثْلَيْنِ وهما يَتَوَادَّانِ أَي يَتَحَابَّانِ . تَوَدُّدُ ومَوَدَّةُ امرَأَةٌ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
" مَوَدَّةُ تَهْوَى عُمْرَ شَيْخٍ يَسْرُّهُلَهَا المَوْتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لَوْ أَنَّها تَدْرِي
" يَخَافُ عَلَيْهَا جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدَهُوَلاَ خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ قيل إِنها سُمِّيَت بِالمَوَدَّةِ التي هي المَحَبَّة . عن ابن الأَعْرَابيّ المَوَدَّةُ : الكِتَابُ وبه فُسِّر قوله تَعَالى " تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ " أَي بالكُتُبِ وهو من غرائب التفسير . ومما يستدرك عليه : قولهم بِودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر :
أَيُّها العَائِدُ المُسَائِلُ عَنَّا ... وَبِودِّيك لَوْ تَرَى أَكْفَانِي فإِنما أَشْبَعَ كسْرةَ الدَالِ لِيسْتقيمَ له البَيْتُ فصارَتْ يَاءً كذا في الصّحاح . وفي شِفَاءِ الغَلِيل أَنه استُعمِل للتَّمنِّي قديماً وحديثاً لأَن المرءَ لا يَتَمَنَّى إِلاَّ مَا يُحِبُّه وَيَوَدُّه . فاستُعْمِل في لازِم مَعنَاه مَجَازاً أَو كِنَايَةً قال النَّطَّاحُ :
" بِودِّيَ لَوْ خَاطُوا عَلَيْكَ جُلُودَهُمْولا تَدْفَعُ المَوْتَ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ وقال آخر :
" بِودِّيَ لَوْ يَهْوَى العَذُولُ ويَعْشَقُ فَيَعْلَمَ أَسْبَابَ الرَّدَى كَيْفَ تَعْلَقُوفي حديث الحَسَن فإِن وَافَقَ قَوْلٌ عَمَلاً فآخِهِ وأَوْدِدْهُ أَي أَحْبِبْهُ وصَادِقْه . فأَظْهَرَ الإِدْغَامَ للأَمْرِ على لُغَةِ الحِجَاز وأَمّا قولُ الشَّاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعْرَابيّ :
وأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ خَيْفَانَةً ... حَمُومَ الجِرَاءِ وَقَاحاً وَدُودَا قال ابنُ سيدَه : معنى قولِه وَدُودَا أَنهَا باذِلَةٌ ما عِنْدَهَا من الجَرْي لايَصِحُّ قولُه وَدوداً إِلاَّ على ذلك لأَن الخَيْلَ بَهائمُ والبهائِمُ لاوُدَّ لها في غَيْرِ نَوْعِهَا