سُوعٌ بالضَّمّ : قبيلةٌ باليمن قال النابغةُ الذُّبْيانيُّ :
مُسْتَشْعِرينَ قَدَ الْقَوْا في دِيارِهمُ ... دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ ويُروى : دَعْوَى يَسُوعَ وكلُّها من قبائلِ اليمن . والساعَة : جُزءٌ من أجزاءِ الجَديدَيْنِ الليلِ والنهارِ قاله الليث وهما أَرْبَعٌ وعِشرونَ ساعًةً وإذا اعْتَدَلا فكلُّ واحدٍ منهما ثِنْتا عَشَرَةَ ساعةً . في الصحاح : الساعةُ : الوَقتُ الحاضِر ويُعَبِّرُ عن جزءٍ قليلٍ من الليلِ والناهرِ يقال : جَلَسْتُ عندَك ساعةً : أي وَقْتَاً قليلاً ج : ساعاتٌ وساعٌ وأنشدَ للقُطاميِّ :
وكُنَّا كالحَريقِ أصابَ غابا ... فَيَخْبو ساعةً ويَهُبُّ ساعا
السَّاعة : القِيامَة كما في الصحاحِ . وهو مَجازٌ قال الله عزّ وجَلَّ : " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " " يَسْأَلونَكَ عنِ السّاعةِ " " وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ " تَشبيهاً بذلكَ لِسُرعَةِ حِسابِه . السَّاعَةُ : الوَقْتُ الذي تَقومُ فيه القِيامَةُ سُمِّيَت بذلكَ لأَنَّها تَفجأُ النّاس في ساعَةٍ فيموت الخَلْقُ كلُّهُم بصيحةٍ واحدةٍ قاله الزّجّاجُ ونقله الأَزْهَرِيُّ . وقال الرَّاغِبُ في المُفردات وتَبعَه المُصنِّفُ في البَصائر ما نَصُّه : وقِيلَ : السَّاعاتُ التي هي القيامَةُ ثلاثٌ : السّاعَةُ الكُبرى وهي بعث النّاس للمُحاسَبَةِ وهي التي أَشارَ إليها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم بقوله : " لا تَقومُ السّاعَةُ حتّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وحتّى يُعْبَدَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ " وذكَرَ أُموراً لمْ تحدُث في زَمانه ولا بعدَه . والسَّاعَةُ الوُسطى وهي مَوتُ أَهل القَرْنِ الواحِدِ وذلكَ نَحو ما رُوي أَنَّه رأَى عَبْد الله بنَ أَنيسٍ فقال : " إنْ يَطُلْ عُمْرُ هذا الغُلامِ لم يَمُتْ حتّى تقومَ السّاعَةُ " فقيل : إنَّه آخرُ مَن ماتَ من الصَّحابَة . والسّاعةُ الصُّغرى : وهي مَوتُ الإنسانِ فساعَةُ كلِّ إنسانٍ : موتُهُ وهي المُشارُ إليها بقوله عزَّ وجَلَّ : " قد خَسِرَ الّذينَ كَذَّبوا بلقاءِ اللهِ حتّى إذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً " ومَعلومٌ أَنَّ هذا الخُسْرَ يَنالُ الإنسانَ عندَ مَوتِه وعلى هذا رُوِيَ أَنَّه كانَ إذا هبَّتْ ريحٌ شَديدةٌ تَغيَّرَ لونُه صلّى الله عليه وسلَّم فقال : تَخَوَّفْتُ السّاعَةَ " وقال : " ما أَمُدُّ طَرْفي ولا أَغُضُّها إلاّ وأَظُنُّ السّاعةَ قد قامَتْ " بمعنى مَوتِه صلّى الله عليه وسلَّم . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : السّاعةُ : الهَلْكَى كالجاعَةِ للجِياعِ والطّاعَة للمُطيعينَ . وساعَةٌ سَوعاءُ أَي شديدَةٌ كما يُقالُ : ليلَةٌ لَيلاءُ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسُواعٌ بالضَّمِّ في قوله تعالى : " ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً " والفتح لُغةٌ فيه وبه قرأَ الخليلُ : اسْمُ صنَمٍ كانَ لهَمْدانَ وقيل : عُبِدَ في زَمَنِ نوحٍ عليه السّلامُ فدفنَه الطّوفانُ فاستثارَه إبليسُ لأَهل الجاهليَّةِ فعُبِدَ من دون الله عزَّ وجَلَّ كذا نصّ الليث زادَ الجَوْهَرِيُّ : ثمَّ صار لِهُذَيْلٍ وكان برُهاط وحُجَّ إليه قال أَبو المُنذِر : ولم أَسمع بذكرِه في أَشعار هُذَيْلٍ . وقد قال رجُلٌ من العرب :
تَراهُم حَوْلَ قَيلِهِم عُكوفاً ... كما عكَفَتْ هُذَيْلُ على سُواعِ
يَظَلُّ جَنابَهُ برُهاطَ صَرْعَى ... عَتائِرُ من ذَخائرِ كُلِّ راعوساعَتِ الإبِلُ تَسوعُ سَوْعاً كما في الصِّحاح وتَسيعُ سَيْعاً وهذه عن شَمِرٍ : تَخّلَّتْ بلا راعٍ ومنه قولُهُم : هو ضائعٌ سائعٌ كما في الصِّحاحِ أَي مُهمَلٌ . جاءَنا بعدَ سَوْعٍ من الليلِ وسُواع كغُرابٍ أَي بعدَ هَدْءٍ منه نقله الجَوْهَرِيّ أَو بعدَ ساعةٍ منه . السُّواعُ والسُّوَعاءُ كغُرابٍ وبُرَحاءَ : المَذْيُ زادَ شَمِرٌ : الذي يخرُجُ قبلَ النُّطْفَةِ أَو الوَدْيُ وفي الحديث : " في السُّوَعاءِ الوُضوءُ " وقال أَبو عبيدةَ لِرؤْبَةَ : ما الوَدْيُ ؟ فقال : يُسَمَّى عندَنا السُّوَعاءَ . يقال للرَّجُل : سُعْ سُعْ بضَمِّهِما أَمْرٌ بتَعَهُّدِ سُوَعائه عن ابن الأَعرابيّ . وناقَةٌ مِسياعٌ كمِصباح هي التي تدع ولدَها حتَى تأْكُلَه السِّباعُ قاله شَمِرٌ واوِيَّةٌ يائيَّةٌ من ساعَتْ وتَسوعُ وتَسيعُ كما تقدَّم يقال : رُبَّ ناقَةٍ تَسيعُ ولَدَها حتّى تأْكُلَه السِّباعُ أَي تُهملُه وتُضَيِّعُه . وأَساعَه : أَهملَه وضيَّعَه يقال : أَسَعْتُ الإبلَ أَي أَهملْتُها فساعَتْ نقله الجَوْهَرِيّ قال الرَّاغِبُ : وقد تُصُوِّرَ الإهمالُ من السّاعةِ . وأَسْوَعَ الرَّجُلُ : انتقلَ من ساعَةٍ إلى ساعةٍ . نقله الزَّجّاجُ . أَسْوَعَ : تأَخَّرَ ساعةً عن ابنِ عَبّادٍ . قال : أَسْوَعَ الرَّجُلُ وغيرُه إذا انْتشَرَ ثمَّ مَذى . قال غيرُه : أَسْوَعَ الحِمارُ : إذا أَرْسَلَ غُرْمولَهُ . يقال : هذا مُسَوَّعٌ له كمُعَظَّمٍ أَي مُسَوَّغٌ له بالغين المُعجَمَةِ . وعاملَهُ مُساوَعَةً من السّاعةِ كمُياوَمَةً من اليومِ قال الجَوْهَرِيُّ : ولا يُستعمل منها إلاّ هذا . وممّا يُستدرَكُ عليه : أَساعَ الرَّجُلُ إساعَةً : انتقلَ من ساعةٍ إلى ساعة نقله الزّجّاج . ومُسَوَّعُ كمُعَظَّم : مدينةٌ من مُدُنِ الحَبشَةِ بالقربِ من اليَمَنِ . وساوَعَهُ سِواعاً : اسْتأْجَرَه للسّاعة . والسّاعُ والسّاعةُ : المَشَقَّة والسّاعةُ : البُعْدُ وقال رجُلٌ لأَعرابيَّةٍ : أَينَ مَنزِلُكِ ؟ فقالت :
أَمّا علَى كَسْلانَ وَانٍ فساعَةٌ ... وأَمّا على ذي حاجَةٍ فيَسيرُ وقِيلَ : السُّوَعاءُ : القَيءُ . وأَسْوَعَ الرَّجُلُ إذا تعهَّدَ سُوَعاءَهُ . ورَجُلٌ سُواعِيٌّ : من السُّواعِ عن ابْن الأَعْرابِيّ . ورَجُلٌ مُسيعٌ : مُضيعٌ . ومِسياعٌ للمالِ : مِضياع . وأَنشدَ ابن برّيّ :
ويلُ أمِّ أَجْيَاد شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ ... أَبي عِيالٍ قليلِ الوَفْرِ مِسياعِ أُمُّ أَجياد : شاةٌ وصفَها بالغُزْرِ وشاةً : مَنصوبٌ على التَّمييزِ . وسُيوع : اسمٌ من أَسماءِ الجاهليَّةِ وقيل : بَطْنٌ باليَمَن
لَسَعَتِ الحَيَّةُ والعَقْرَبُ كمَنَعَ تَلْسَعُ لَسْعاً كما في الصِّحاحِ أيْ : لَدَغَتْ وقالَ اللَّيْثُ : اللَّسْعُ للْعَقْرَبِ تَلْسَعُ بالحُمَةِ ويُقَالُ : إنَّ الحَيَّةَ أيْضاً تَلْسَعُ وزَعَمَ أعْرابِيٌّ أنَّ مِنَ الحَيّاتِ ما يَلْسَعُ بِلِسَانِه كَلَسْعِ العَقْرَبِ بالحُمَةِ ولَيْسَتْ لَهُ أسْنَانٌ وهو مَلْسُوعٌ ولَسِيعٌ وكذلكَ الأُنْثَى والجَمْعُ لَسْعَى ولُسَعاءُ كقَتِيلٍ وقَتْلَى وقُتَلاءَ
ولَسَعَ في الأرْضِ : ذَهَبَ فِيها عن ابنِ عَبّادٍ
أو اللَّسْعُ لِذَواتِ الإبَرِ مِنَ العَقَارِبِ والزَّنَابِيرِ وأمّا الحَيّاتُ فإنَّها تَنْهَشُ وتَعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشِطُ ويُقَالُ للعَقْرَبِ : قَدْ لَسَعَتْهُ ولَسَبَتْهُ وأبَرَتْهُ ووكَعَتْهُ وكَوَتْهُ قالَ الأزْهَرِيُّ : هذا هُوَ المَسْمُوعُ من العَرَبِ وقالَ اللَّيْثُ : ويُقَالُ اللَّسْعُ لكُلِّ ما ضَرَبَ بمُؤَخَّرِهِ واللَّدْغُ بالفَمِ
ومن المَجَازِ إنَّهُ للُسَعَةٌ كهُمَزَةٍ أي قَرّاصَةٌ للنّاسِ بلِسَانِه وقَدْ لَسَعَهُ بلِسانِه : إذا آذاهُ وعابَهُ
ولَسْعَى كسَكْرَى : ع : عَن ابْنِ دُرَيدٍ قالَ : يُقْصَرُ ويُمَدُّ وفي التَّكْمِلَةِ : بَلدٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ
وهَادٍ مِلْسَعٌ كمِنْبَرٍ : حاذِقٌ ماهِرٌ بالدَّلالَةِ عن ابْنِ عَبّادٍ وكذلكَ مِسْلَعٌ
قالَ : واللَّسُوعُ كصَبُورٍ : المَرْأَةُ الفارِكُ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : تَلْسَعُ زَوْجَها بسَلاطَتِهَا وهُوَ مَجازٌ
واللُّسُوعُ بالضَّمِّ الشُّقُوقُ كالسُّلُوعِ عن ابنِ عَبّادٍ
ومن المَجَازِ ألْسَعَ بَيْنَهُم وآكَلَ : إذا أغْرَى كما في المُحِيطِ والأسَاسِ
والمُلَسِّعَةُ كمُحَدِّثةٍ : الجَمَاعَةُ المُقِيمُونَ قال أبو دُوَادٍ يَصِفُ الحَادِيَ :
مُفرِّقاً بَيْن أُلاَّفٍ مُلَسِّعَةٍ ... قد جانَبَ النّاسَ تَرْقيحاً وإشْفاقا والمُلَسَّعَةُ كمُعَظَّمَةٍ : المُقِيمُ الّذِي لا يَبْرَحُ زادُوا الهاءَ للمُبَالغَةِ قالَهُ اللَّيْثُ وبه فَسَّرَ قَوْلَ امْرئ القَيسِ :
مُلَسَّعَةٌ بَينَ أرْباقِه ... بهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبا أي : تَلْسَعُهُ الحَيّاتُ والعَقارِبُ فلا يُبَالِي بها بَلْ يُقِيمُ بَين غنمِه وهذا غرِيبٌ لأنَّ الهاءَ إنّما تلْحَقُ للمُبَالغة أسماءَ الفاعِلين لا أسْماءَ المَفْعُولِين ويُرْوَى : مُرَسَّعَةٌ وقد فسَّرنا معنى البيت هناك فراجِعْه
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : رَجُلٌ لسّاعٌ كشّدادٍ : عَيّابَةٌ مُؤْذٍ وهو مجازٌ
ولُسِّعَ الرَّجُلُ : أقام في مَنْزلِهِ فلمْ يَبْرَحْ
واللَّيْسَعُ كصَقْيلٍ : اسمٌ أعْجَمِيٌّ وتوَهَّم بعضُهُم أنَّها لُغةٌ في الْيَسَعِ
وألْسَعْتُه : أرْسَلْتُ إليهِ عَقرَبا تَلسَعُه
وأتَتْنِي مِنْه اللَّوَاسِعُ أي : النَّوافِرُ مِن الكَلِمِ وهو مَجازٌ
ويَقُولونَ : النَّفْسُ حَيَّةٌ لسّاعَة ما دامَتْ حَيَّةً للسّاعَة
وفي الحَديثِ : لا يُلْسَعُ المُؤْمن منْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ويُرْوَى : لا يُلْدَغُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ سَواءٌ وهُوَ على المَثَلِ قالَ الخطّابِيُّ : رُوِيَ بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها فالضَّمُّ على وجْهِ الخَبَرِ ومُعْناه : أنَّ المُؤْمِنَ هُو الكَيِّسُ الحازِمُ الّذِي لا يُؤْتَى من جِهَةِ الغَفْلَةِ فيُخْدَعُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وهُوَ لا يَفْطِنُ لذلكَ ولا يَشْعُرُ بهِ والمُرَادُ بهِ الخِدَاع في أمْرِ الدِّينِ لا أمْرِ الدُّنْيَا وأمّا بالكَسْرِ فعَلى وجْهِ النَّهْي أي : لا يُخْدَعَنَّ المُؤْمِنُ ولا يُؤْتَيَنَّ مِنْ ناحِيَةِ الغَفْلَةِ فيقَعَ في مَكْرُوهٍ أو شَرٍّ وهُوَ لا يَشْعُرُ بهِ ولكِنْ يَكُونُ فَطِناً حَذِراً وهذا التأوِيلُ أصْلَحُ لأنْ يكُونَ لأمْرِ الدِّينِ والدُّنْيا معاً