فَاتَهُ الشيء من باب قال و فَوَاتاً أيضا بالفتح و أَفاتَهُ إياه غيره و الفْتِيَاتُ السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر تقول افْتَاتُ عليه بأمر كذا أي فاته به وفلان لا يفتات عليه أي لا يعمل شيء دون أمره و تَفَاوَتَ الشيئان تباعد ما بينهما تَفضاوُتاً بضم الواو ونقل فيه فتح الواو ...
فَاتَهُ الشيء من باب قال و فَوَاتاً أيضا بالفتح و أَفاتَهُ إياه غيره و الفْتِيَاتُ السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر تقول افْتَاتُ عليه بأمر كذا أي فاته به وفلان لا يفتات عليه أي لا يعمل شيء دون أمره و تَفَاوَتَ الشيئان تباعد ما بينهما تَفضاوُتاً بضم الواو ونقل فيه فتح الواو وكسرها على غير قياس
" لَفَتَهُ يَلْفِتُهُ " لَفْتاً : " لَوَاهُ " علَى غيرِ جِهَتِه . واللَّفْتُ : لَيُّ الشَّيْءِ عن جِهَتِه كما تَقْبِضُ على عُنُقِ إِنسان فَتَلْفِتَه . يُقالُ : اللَّفْتُ : الصَّرْفُ يقال : لَفَتَهُ عن الشَّىْءِ يَلْفِتُه لَفْتاً : " صَرَفَهُ " قال الفرّاءُ - في قوله عزّ وجلّ : " أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آباءَنَا " - : اللَّفْتُ : الصَّرْفُ يقال : ما لَفَتَكَ عن فُلانٍ ؟ أَي ما صَرَفَك عَنْه ؟ وقِيل : اللَّىُّ أَنْ تَرْمِىَ بهِ إِلى جانِبِكَ . ومن المَجازِ : لَفَتَهُ " عن رَأْيِهِ : " صَرَفَه " ومنه الألْتِفَاتُ والتَّلَفُّتُ " لكنّ الثانيَ أَكثرُ من الأَوّل . وتَلَفَّتَ إِلى الشَّىْءِ والْتَفَتَ إِليه : صرفَ وَجْهَهُ إِليه قال :
أَرى الموْتَ بينَ السَّيفِ والنَّطْع كامِناً ... يُلاحِظُنِي مِنْ حيْثُ ما أَتَلَفَّتُ وقال :
فَلمّا أَعَادَتْ مِنْ بَعِيدِ بِنَظْرَةِ ... إِلَىَّ الْتِفاتاً أَسْلَمَتْها المَحَاجِرُ
وقوله تعالى : " ولا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ " أُمِرَ بِتَرْكِ الالتِفَاتِ ؛ لئَلاّ يَرَى عَظِيمَ ما ينزلُ بهم من العَذابِ وفي الحديث - في صفته صلّى الله عليه وسلّم - : " فإِذا الْتَفَت الْتَفَتَ جَمِيعاً " أَراد أَنه لا يُسَارِقُ النَّظَر وقِيلَ : أَراد لا يَلْوِى عُنُقَه يَمْنَةً ويَسْرَةً إِذا نَظَر إِلى الشَّىْءِ وإِنما يَفْعَلُ ذلك الطَّائِشُ الخفيفُ ولكن كان يُقْبِلُ جَمِيعاً ويُدْبِرُ جَمِيعاً . من المَجَاز : لَفَتَ " اللِّحاءَ عَنِ الشَّجَرِ " وعبارة الأَساس : عن العُودِ " : قَشَرَهُ " وفي الصّحاح : وفي حديث حُذَيْفَةَ " إِنَّ مِنْ أَقْرَإِ النّاسِ للْقُرْآنِ مُنَافِقاً لا يَدَعُ منهُ واواً ولا أَلفِاً يَلْفِتُه بِلِسانِه كما تَلْفِتُ البَقَرَةُ الخَلَى بِلسَانِها " هكذا نصّ الجوهريّ والّذي في الغَرِبيبن للهَرَوِىّ " مِن أَقْرإِ النَّاس مُنَافِقٌ " وفي التذيب للأَزهرىّ بخطّه : " مِن أَقْرَإِ الناسِ مُنافِقٌ " يُقال : فلانٌ يَلْفِتُ الكلامَ لَفْتاً أَي يُرْسِلُه ولا يُبالِي كيفَ جاءَ المَعْنَى وهو مَجاز . لَفَتَ " الرِّيشَ عَلَى السَّهْمِ : وَضَعَهُ " حالةَ كونِه " غَيْرَ مُتَلائِمٍ بلْ كَيْفَ اتَّفَقَ نقله الصاغانيّ . " واللِّفْتُ بالكسر : " نَبَاتٌ معروفٌ كما في المِصْبَاح ويقالُ له : السَّلْجَمُ " قاله الفارابيّ والجَوْهَرِيّ وقال الأَزهريّ : لم أَسمَعْه من ثِقةِ ولا أَدْرِي أَعَرَبيٌّ أَم لا قالَ شيخنا : وصرَّحَ ابنُ الكُتْبِيّ في كِتَابِه " ما لا يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه " بأَنَّه نَبِطىٌّ . اللِّفْتُ " : شِقُّ الشَّىْءِ وصَغْوُهُ " أَي جَانِبُه وسيأْتي . اللِّفْتُ " : البَقَرَةُ " عن ثَعلبٍ . اللِّفْتُ " : الحَمْقَاءُ " اللِّفْتُ " : حَيَاءُ اللَّبُؤَةِ " نقله الصاغانيّ . اللِّفْتُ " : ثَنِيَّةُ جَبَلِ قُدَيْد بينَ الحَرَمَيْنِ " الشَّرِيفَيْن هكذا ضَبطَه القاضي عِياضٌ في شَرْحِ مُسْلِم وهو رِوايةُ الحافظ ابنِ الحُسَيْنِ بن سِرَاج " ويُفْتَحُ " هو رِواية القاضي أَبي علىٍّ الصَّدَفِيّ ورواها بالتَّحرِيكِ أَيضاً عن جَماعة وأَنْشَد الأُبِّىّ في إِكْمالِ الإِكْمَال :
مَرَرْنا بِلَفْتٍ والثُّرَيّا كَأَنَّها ... قَلائدُ دُرٍّ حُلَّ عنها خِضَابُها" والأَلْفَتُ من التَّيْسِ : المُلْتَوِى أَحَدُ قَرْنَيْةِ " علَى الآخَرِ وهو بَيِّنُ اللَّفَتِ كما في الصّحاح . الأَلْفَتُ : القوىُّ اليَدِ الذي يَلْفِتُ مَنْ عالَجَه أَي يَلْوِيهِ . والأَلْفَتُ والأَلْفَكُ في كلامِ تَمِيمٍ " : الأَعْسَرُ سُمِّىَ بذلك لأَنَّه يَعْمَلُ بجانِبِه الأَمْيَل . في كَلام قَيْس " : الأَحْمَقُ " مثل الأَعْفَت والأُنثَى لَفْتاءُ . " كاللَّفَاتِ كسَحاب " وهو الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُقِ كما هو نصُّ الصّحاح . ووجَدْتُ في الهامِشِ ما نَصّه : ذكر أَبو عُبيد في المُصَنّف : الهَفَاةُ واللَّفَاةُ بتخفيف الفاءِ يُكتبانِ بالهاءِ ؛ لأَن الوَقْفَ عليهما بالهاءِ وسيأْتي زيادة الكلام في ه ف ت . " واللَّفُوتُ " كصَبُورٍ من النّساءِ : " امرأَةٌ لها زَوْجٌ و " لَها " وَلَدٌ من غَيْره " فهي تَلَفَّتُ إلى وَلَدِها وتَشْتَغِل به عن الزَّوْجِ وفي حديث الحَجّاج " أَنَّهُ قال لامرأَةِ : إِنَّك كَتُونٌ لَفُوتٌ " أَي كَثِيرَةُ التَّلَفُّتِ إِلى الأَشْياءِ . وقال عبدُ المَلِك بن عُمَيْرِ : اللَّفُوتُ : التي إذا سَمِعَتْ كَلامَ الرَّجُلِ التَفَتَتْ إِلْيه وفي حديث عُمرَ رضى الله عنه حين وَصفَ نفسَه بالسِّياسة فقال : إِنّي لأُربع وأُشْبِعُ وأَنْهَزُ اللَّفُوتَ وأَضُمُّ العَنُودَ وأُلْحِقُ العَطُوفَ وأَزْجُرُ العَرُوضَ . اللَّفُوتُ " : العَسِرُ الخُلُقِ " وقد تقدم عن الصّحاح ما يُخَالِفُه . وقال أَبو جَميل الكِلابيّ : اللَّفُوتُ " : النَّاقةُ الضَّجُورُ عندَ الحَلَبِ " تَلْتَفِتُ إِلى الحَالِبِ فَتَعضُّهُ فَينْهَزُها بيَدِه فَتَدُرٌّ وذلك إِذا ماتَ وَلدُها فَتَدُرّ ؛ تَفْتَدِى باللَّبَن من النَّهْزِ وهو الضَّرْبُ . فضَرَبَها مَثلاً للّذي يَسْتَعْصِى ويَخْرُج عن الطَّاعة . عن ثَعْلَبٍ : اللَّفُوتُ " : التي لا تَثْبُتُ عَيْنُها في مَوْضعٍ واحِدٍ وإِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ " أَنتَ " عنها فتَغْمِزَ غَيْرَك " . وبه فُسِّر قولُ رجل لابنِه : إِيّاك والرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ . " واللَّفْتَاءُ : " هي الحَوْلاءُ اللَّفْتَاءُ أَيضاً : " العَنْزُ " التي " اعْوَجَّ قَرْنَاها " وتَيْسٌ أَلْفَتُ كذلك وقد تقدّم . لَفَتَ الشىءَ لَفْتاً : عَصَدَهُ كما يُلْفَتُ الدَّقِيقُ بالسَّمْنِ وغيرِه . " اللَّفِيتَةُ " : أَن يُصِفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيضِ ثُمّ تُنْصَبَ به البُرْمَةُ ثم يُطْبَخَ حتى يَنْضَجَ ويخْثُرَ ثم يُذَرَّ عليه دَقيقٌ . عن أَبي حنيفةَ وفي حديث عُمرَ رضي الله عنه " أَنَّه ذكَر أَمرَهُ في الجاهليّة وأَنَّ أُمَّه اتَّخَذَتْ لَهمْ لَفِيتَةً من الهَبِيدِ " قال ابنُ الأَثيرِ وغيرُه : اللَّفِيتَةُ : " العصِيدَةُ المُغَلَّظَةُ " والهَبِيدُ : الحَنْظَلُ وهكذا قالَه أَبو عُبيد . هي " مَرقَةٌ تُشْبِهُ الحَيْسَ " وقيل : اللَّفْتُ كالفَتْلِ وبه سُمِّيَت العَصِيدَةُ لَفِيتَةً ؛ لأَنّها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى . " وهو يَلْقِتُ " الكَلامَ لَفْتِاً أَي يُرْسِلُه ولا يُبالِي كيفَ جَاءَ المعنَى . ويُقال : يَلْفِتُ الرّاعِي " المَاشِيَةَ " لَفْتاً " أَيْ يَضْرِبُها " و " لا يُبالِي أَيّها أَصَابَ و " منه قولهم : " هو لُفتَةٌ كهُمَزَةٍ " أَي كَثِيرُ اللَّفْتِ
ومما يستدرك عليه : المُتَلَفَّتَةُ : أَعْلَى عِظامِ العاتِق مما يَلِى الرأْسَ كذا في لسان العرب
فَاتَهُ الأَمْرُ فَوْتاً وفَوَاتاً : ذَهَبَ عَنْهُ " وفي المِصْباح : فَاتَ الأَمْرُ والأَصلُ : فات وقْتُ فِعْلِه ومِنْهُ فاتَتِ الصَّلاةُ إِذَا خَرَج وَقْتُهَا ولم تُفْعَل فيه . وفَاتَهُ الشيءُ : أَعْوَزَهُ . قال شيخُنا : وهذا وإِن عَدَّهُ بعضُهُمْ تَحقيقاً فهو لا يَصْلُحُ في ...
فَاتَهُ الأَمْرُ فَوْتاً وفَوَاتاً : ذَهَبَ عَنْهُ " وفي المِصْباح : فَاتَ الأَمْرُ والأَصلُ : فات وقْتُ فِعْلِه ومِنْهُ فاتَتِ الصَّلاةُ إِذَا خَرَج وَقْتُهَا ولم تُفْعَل فيه . وفَاتَهُ الشيءُ : أَعْوَزَهُ . قال شيخُنا : وهذا وإِن عَدَّهُ بعضُهُمْ تَحقيقاً فهو لا يَصْلُحُ في كلِّ تَرْكِيبٍ إِنَّمَا يأْتي في مثلِ الصَّلاةِ وأَما الفَواتُ في غيرِه فاسْتُعْمِلَ بمعنى السَّبْقِ والذَّهَابِ عَنْهُ ونَحْوِه . انتهى . وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ عن اللِّحْيَانيّ . وفي اللسان والأَساس : الفَوْتُ : الفَوَاتُ فاتَني كذل أَي سَبَقَنِي . وجَارَيْتُه حتّى فُتُّه أَي سَبَقْتُه . وقال أَعرابيٌّ : الحَمْدُ لِلهِ الذي لا يُفاتُ ولا يُلاتُ " كافْتَاتَهُ " وهذا الأَمر لا يُفْتَاتُ أَي لا يَفُوتُ روى الأَصمعيُّ بيتَ ابنِ مُقبل :
" يا حار أَمْسَيْتُ شَيْخاً قد وَهَى بَصَرِيوافْتِيتَ ما دُونَ يَوْمِ البَعْثِ من عُمُرِي
قال : هو من الفَوْتِ . قال الجوهريّ : الافْتِيَاتُ : افْتِعالٌ من الفَوْتِ وهو السَّبْقُ إِلى الشَّيْءِ دونَ ائْتِمَارِ منْ يُؤْتَمرُ وقال ابنُ الأَثِيرِ : الافْتِيَاتُ : الفَرَاغُ وسَيَأْتِي بيانُ ذلك قريباً . يقال : فَاتَهُ الشْيءُ " وأَفَاتَهُ إِيَّاهُ غَيْرُه و " في حديث أَبي هريرة : قال : " مرَّ النبيُّ صلّى الله عَلَيْه وسلّم تَحْتَ جِدَارٍ مائِل فأَسْرَعَ المَشْيَ فقِيلَ : يا رَسُول اللهِ أَسْرَعْتَ المَشْيَ فقال : إِنِّي أَكْرَهُ " موْت الفَواتِ " يعني : مَوْتَ " الْفَجْأَة " هو من قَوْلِك : فاتَنِي فلانٌ بكذا : سَبَقنِي به . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ للموتِ الفَجْأَةِ : الموتُ الأَبْيَضُ والجارِفُ واللاَّفِتُ والفَاتِلُ وهو المَوْتُ الفَوَاتُ والفُوَاتُ وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ وقد تَقَدَّم هذا بعينه قريباً . يقال : " هُو فَوْت فَمِهِ وفَوْتَ رُمْحِه وَ " فوتَ " يَدِهِ أَي حيثُ يَراهُ ولا يَصِلُ إِلَيْهِ " . وتَقُولُ : هُوَ منّى فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حيثُ لا يَبْلُغُه وقال أَعرابيٌّ لصاحبه ادْنُ دُونَك فلمّا أَبْطَأَ قالَ : جعل اللهُ رزْقَكَ فَوْتَ فَمِكَ أَي تَنْظُرُ إِليه قَدْرَ ما يَفُوتُ فَمِكَ ولا تقْدِرُ عليه . وفي الأَسَاس واللسان : وهو مني فَوْتَ اليَدِ والظُّفُرِ أَي قدر مَا تَفُوتُ يَدِي حكاه سيبويه في الظُّرُوفِ المخصوصة . " والفَوْتُ : الخَلَلُ و " الفُرْجَةُ بينَ الإِصْبعَيْنِ وعبارة غيره : بَيْن الأَصابِعِ والجَمْع أَفْوَاتٌ . فُلانٌ " لا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ " أَي " لا يُعْمَل " شَيْءٌ " دونَ أَمْرِه " وزَوَّجتْ عائشةُ ابنَةَ أَخِيهَا عبدِ الرحمن بنِ أَبي بَكْرٍ - وهو غائب - من المُنْذِرِ بن الزُّبَيْرِ فلمّا رجَعَ من غَيْبَتِهِ قال : " أَمِثْلِي يُفْتاتُ عَلَيْهِ في أَمْرِ بَنَاتِه ؟ " أَي يُفْعَلُ في شَأْنِهِنَّ شَيْءٌ بغيرِ أَمْرِهِ ؟ نَقِمَ عليها نِكاحَها ابْنَتَه دُونَه ويقال لكلِّ من أَحدثَ شَيْئاً في أَمْرِك دونَك : قد افْتَاتَ عَلَيْكَ فيه . والافْتِياتُ : الفَرَاغُ يقال : افْتَاتَ بأَمْرِهِ أَي مَضَى عَلَيْهِ ولم يَسْتَشِرْ أَحَداً . لم يهمِزه الأَصْمَعِيّ . ورُوي عن ابن شُمَيْل وابن السِّكِّيتِ : افْتَأَتَ فُلانٌ بِأَمْرِهِ - بالهمز - إِذا اسْتَبَدَّ به قال الأَزهريّ : قد صَحَّ الهمزُ عنهما في هذا الحرف وما عَلِمْتُ الهَمْزَ فيه أَصْلِيّاً . قلت : وقد تَقَدَّم ذلك بعينه في أَوّل الفصل فراجعْه . " وافْتَاتَ الكَلامَ : ابْتَدَعَهُ " وارْتَجلَه كافْتَلَتَه . نقله الصاغانيّ . افْتَاتَ " عَلَيْه " في الأَمرِ : " حَكَمَ " وكلُّ من أَحْدَثَ دونَكَ شَيْئا فقد فَاتَكَ به وافْتَاتَ عَلَيْكَ فِيه . ويقال : افْتَاتَ عليه إِذا انْفَرَدَ برأْيه دُونَه في التَّصَرُّفِ في شيْءٍ ولَمَّا ضُمِّنَ معنَى التَّغَلُّبِ عُدِّيَ بعلَى . " وتَفَاوَتَ الشَّيئانِ " أَي " تَبَاعَدَ ما بَيْنَهُمَا تَفَاوُتاً مُثَلَّثَةَ الوَاوِ " حكاهما ابنُ السِّكِّيتِ وقد قال سيبويه : ليس في المصادر تَفَاعَلٌ ولا تَفَاعِلٌ . وقال الكِلابِيُّون في مصدره : تَفَاوَتاً ففتحوا الواو وقال العَنْبَريُّ : تَفَاوِتاً بكسرِ الواو وحكى أَيضاً أَبو زيد تَفَاوِتاً وتَفَاوِتاً - بفتح الواو وكسرها - وهو على غير قياس ؛ لأَن المصدرَ من تَفَاعَل يَتَفَاعَلُ : تَفَاعُلٌ مضمُوم العينِ إِلاّ ما رُوِى من هذا الحرفِ كذا في الصحاح . قال شيخنا أَما الضَّمُّ فهو القياسُ وعليه اقْتَصَر الفيّوميُّ في المصباح وأَما الكسرُ فقالُوا : إِنه مَحمولٌ على المُعْتَلّ من هذا الوزنِ كالتداني والتَّوَانِي ولا يعرف في الصحيح في غير هذا المصدر وأَما الفَتْح فإِنه على جِهَةِ التخفيف والتَّثْلِيثُ حكاه ابنُ قُتَيْبَةَ في أَدَبِ الكاتِبِ وصَرَّحَ بأَنَّهُ لا نَظِيرَ له وصرَّحَ به ابنُ سِيدَه وابنُ القطّاع . " والفُوَيْتُ كزُبَيْرٍ : المُتَفَرِّدُ برَأْيِهِ " لا يُشَاوِرُ أَحَداً وفي بعض النسخ المُنْفَرِد " للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ " يقال : رَجُلٌ فُوَيْتٌ وامرأَة فُوَيْتٌ كذلك عن الرِّيَاشيّ وهَمزهما أَبو زيد . في التَّنْزِيل العَزِيز : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفَاوُتٍ " المَعْنَى : مَا تَرَى في خَلْقِهِتعالى السَّماءَ اخْتِلافاً ولا اضْطِراباً وعن اللَّيْثِ : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتاً فهو فَائِتٌ كما يَقُولون بَوْنٌ بَائِنٌ وَبَيْنَهُم تَفَاوُتٌ وتَفَوُّتٌ وقُرىءَ : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفَاوُتِ " وَ " تَفَوُّتِ " فالأَوّلُ : قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو قال قَتَادةُ : المَعْنَى : مِن اختلافٍ وقال السُّدِّيُّ : من تَفَوُّتٍ وهو في قراءَة حَمْزَة والكسائيِّ " أَيْ " من " عَيْب يقُول النّاظر : لوْ كان كَذَا " وكذَا " لكَانَ أَحْسَنَ " وقال الفَرّاءُ : هما بمعنىً واحدٍ . يُقَال : " تَفَوَّتَ عَلَيْه في مالِهِ " أَي " فَاتَه به " وفي الحديث : " أَنَّ رَجُلاً تَفَوَّتَ علَى أَبيهِ في مَالِهِ فَأَتَى أَبُوهُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فذَكَر له ذلِكَ فقَالَ : ارْدُدْ عَلَى ابْنِكَ مالَهُ فإِنّمَا هم سَهْمٌ من كِنَانَتِك " قوله : تَفَوَّتَ : مَأْخُوذٌ من الفَوْتِ تَفَعَّلَ منه ومعناه أَنَّ الابْنَ لم يَسْتَشِرْ أَباهُ ولم يستَأْذِنْه في هِبَة مالِ نفسِه فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْه وسلم فأَخْبَرَه فقَالَ : ارْتَجِعْه من المُوْهوبِ له وارْدُدْهُ على ابْنِك فإِنه وما في يَدِه تحتَ يَدِك وفي مَلَكَتِكَ ولَيْسَ له أَنْ يَسْتَبِدّ بأَمْرٍ دُونَك فضَرَبَ كونَه سَهْماً من كنانَته مَثَلاً لكونه بعضَ كَسْبِه وأَعْلَمَه أَنه ليس للابنِ أَن يَفْتَاتَ على أَبِيهِ بمالِه وهو من الفَوْتِ : السَّبْقِ تقول : تَفَوَّتَ فلانٌ على فلانٍ في كَذَا وافْتَاتَ عَلَيْهِ إِذا انفَرَدَ برأْيِه دونه في التَّصَرُّف فيه ولَمَّا ضُمِّن معنى التَّغَلُّبِ عُدِّىَ بعلَى وقد تقدم . السَّماءَ اخْتِلافاً ولا اضْطِراباً وعن اللَّيْثِ : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتاً فهو فَائِتٌ كما يَقُولون بَوْنٌ بَائِنٌ وَبَيْنَهُم تَفَاوُتٌ وتَفَوُّتٌ وقُرىءَ : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفَاوُتِ " وَ " تَفَوُّتِ " فالأَوّلُ : قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو قال قَتَادةُ : المَعْنَى : مِن اختلافٍ وقال السُّدِّيُّ : من تَفَوُّتٍ وهو في قراءَة حَمْزَة والكسائيِّ " أَيْ " من " عَيْب يقُول النّاظر : لوْ كان كَذَا " وكذَا " لكَانَ أَحْسَنَ " وقال الفَرّاءُ : هما بمعنىً واحدٍ . يُقَال : " تَفَوَّتَ عَلَيْه في مالِهِ " أَي " فَاتَه به " وفي الحديث : " أَنَّ رَجُلاً تَفَوَّتَ علَى أَبيهِ في مَالِهِ فَأَتَى أَبُوهُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فذَكَر له ذلِكَ فقَالَ : ارْدُدْ عَلَى ابْنِكَ مالَهُ فإِنّمَا هم سَهْمٌ من كِنَانَتِك " قوله : تَفَوَّتَ : مَأْخُوذٌ من الفَوْتِ تَفَعَّلَ منه ومعناه أَنَّ الابْنَ لم يَسْتَشِرْ أَباهُ ولم يستَأْذِنْه في هِبَة مالِ نفسِه فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْه وسلم فأَخْبَرَه فقَالَ : ارْتَجِعْه من المُوْهوبِ له وارْدُدْهُ على ابْنِك فإِنه وما في يَدِه تحتَ يَدِك وفي مَلَكَتِكَ ولَيْسَ له أَنْ يَسْتَبِدّ بأَمْرٍ دُونَك فضَرَبَ كونَه سَهْماً من كنانَته مَثَلاً لكونه بعضَ كَسْبِه وأَعْلَمَه أَنه ليس للابنِ أَن يَفْتَاتَ على أَبِيهِ بمالِه وهو من الفَوْتِ : السَّبْقِ تقول : تَفَوَّتَ فلانٌ على فلانٍ في كَذَا وافْتَاتَ عَلَيْهِ إِذا انفَرَدَ برأْيِه دونه في التَّصَرُّف فيه ولَمَّا ضُمِّن معنى التَّغَلُّبِ عُدِّىَ بعلَى وقد تقدم
ومما يُسْتَدرك عليه : افْتَاتَ برأيه : اسْتَبَدّ به . وفاته في كذا : سَبَقَه وقد سبق ذكرهما . وزعموا أَنّ رَجُلاً خرج من أَهلِه فلما رَجَعَ قالَت له امرأَتُه : لو شَهِدْتَنَا لأَخْبَرْنَاكَ وحَدَّثْنَاكَ بما كان فقالَ لها : لم تُفاتِي فَهَاتِي
فصل القاف مع المثناة الفوقية