الفَلَنْقَس كسَمَنْدَلٍ : مَنْ أَبُوه مَوْلىً وأُمُّة عَرَبيَّةٌ . هذا قولُ شَمِرٍ وأَبي عُبَيْدٍ واللَّيْثِ وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
العبْدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ... ثَلاَثَةٌ ما فيهُم تَلَمّسُ
أَو أَبَواه عَرَبيّان وجَدَّتاه من قِبَل أَبَويْه أَمَتَانِ وهذا قَولُ ابن السِّكِّيت قالَ : والعَبَنْقَس : الذي جَدَّتاه منْ قِبَل أُمِّه عجمِيَّتَان وامْرَأَتُه كما تقدَّم أَو أُمُّه عَربيَّةٌ لا أَبوه وهو بعَيْنه قَولُ اللَّيْث وشَمرٍ الذي صَدَّر به أَو كِلاهمَا مَوْلىً وهو قولُ أَبي الغَوْث نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قال : والهَجِينُ الَّذِي أَبوه عَتيقٌ وأُمُّه مَوْلاةٌ والمُقْرِفُ : الَّذِي أَبوه مَوْلىٍ وأُمُّه لَيْسَتْ كذلك وقال ثَعْلَبٌ : الحُرُّ : ابنُ عَرَبِيَّتَيْن والفَلَنْقَس : ابنُ عَرَبِيَّيْن لأَمَتيْن وجَدَّتاه من قِبَل أَبَويْه أَمتانِ وأُمُّه عَربيَّ . وأَنْكَر أَبو الهَيْثَم ما قَالَه شَمِرٌ والقَوْلُ ما قاله أَو زَيْدٍ وهو قَوْلُ السِّكِّيت الذي تَقَدَّم وقد خالَفَهم أَبو الغَوْث . والفَلَنْقَس : البَخِيلُ الرَّديءُ كالفَلْقَس كجَعْفَرٍ وهو اللَّئيمُ أَيضاً كما في المحْكَم والتَّكْملَة
لَقَسَهُ يَلْقِسُه ويَلْقُسُه : عَابَهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ لَقْساَ الأُولَى عنِ ابنِ عَبّادٍ . واللَّقِسُ ككَتِفٍ : مَنْ يُلَقَّبُ النَّاسَ ويُعِيبُهُم ويَسْخَرُ مِنْهُم ويُفْسِدُ بَيْنَهُم قال أَبو زَيْدٍ : لَقَسْتُ النَّاسَ أَلْقُسِهُم ونَقَسْتُهم أَنْقُسِهُم : وهو الإِفْسَادُ بَيْنَهُم وأَنْ تَسْخَرَ منهم . وقال أَبو عَمْروٍ : اللَّقِسُ : الَّذي لا يَسْتَقيمُ علَى وَجْهٍ . واللَّقِسُ أَيضاً : الفَطِنُ بالشَّيْءِ عن ابن عَبّادٍ وقَد لَقِسَ به أَي فَطِنَ به نقلَه الصّاغَانِيُّ . ولَقِسَتْ نَفْسُه إِلى الشَّيْءِ كفَرِحَ إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَتْ عليه فهي لَقِسَةٌ ومنه الحَدِيثُ : لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي ولكِنْ لِيَقُلْ : لَقِسَتْ نَفْسِي أي غَثَتْ وخَبُثَتْ واللَّقَسُ : الغَثَيَانُ وإِنَّمَا كَرِهَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لَفْظَ خَبُثَتْ هَرَباً من لفظَةِ الخُبْثِ والخَبِيثِ لقُبْحِه ولِئَلاَّ يَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إِلى نَفْسِهِ كذا حقَّقَه ابنُ الأَثير وغَيْرُه . واللَّقْسُ واللاَّقِسُ : الجَرَبُ عن ابنِ عَبّادٍ . واللِّقَاسُ بالكَسْرِ : الإسْمُ من المُلاَقَسَةِ : وهو أَنْ يُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضاً بالأَلْقَاب الرَّديئَةِ . والمُلاَقِسُ : المُصَابِرُ قالَ الكُمَيْت يَذْكُرُ قَيْساً وخِنْدِفاً :
" وإِنْ أَدْعُ في حَيَّيْ ربِيعَةَ تَأْتِنِيعَرَانِينُ يُشْجِينَ الأَلَدَّ المُلاَقِسَا والتَّلاقُسُ : التَّسَابُّ والتَّشاتُمُ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه . اللَّقِسُ ككَتِفٍ : الشَّرِهُ النَّفْسِ الحَرِيصُ على كلِّ شيْءٍ قالَهُ اللَّيْثُ . وقال غيرُه : تَلَقَّسَتْ نَفْسُه من الشَّيْءِ وتَمَقَّسَتْ : بَخِلَتْ وضَاقَتْ قال الأَزْهَرِيُّ : جَعل اللَّيْثُ اللَّقَسَ الحِرْصَ والشَّرَهَ وجَعَلَه غيرُه الغَثَيَانَ وخُبْثَ النَّفْسِ قال : وهو الصّوابُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : رَجُلٌ لَقِسٌ : سَيِّءُ الخُلْقِ خَبِيثُ النَّفْسِ فَحَّاشٌ . ويُقَال : فُلانٌ لَقِسٌ أَي شَكِسٌ عَسِرٌ . ولاَقِسٌ : اسمُ رَجُلٍ
القسّ : مُثلَّثةً : تَتَبُّعُ الشَّيْءِ وطَلَبُه والصاد لغةٌ فيه كالتِّقَسُّسِ . والقسُّ : النَّمِيمَةُ ونَشْرُ الحَدِيث وذِكْرُ النّاسِ بالغِيبَةِ قال اللِّحْيَانِيُّ : يقَالُ للنَّمّام : قَسّاسٌ وقَتّاتٌ وهَمّازٌ وغَمّازٌ ودَرّاجٌ . ويقَال : فُلانٌ قَسُّ إِبلٍ بالفَتْح أَي عَالِمٌ بهَا قال أَبو حَنِيفَةَ رحمَه اللهُ تَعَالَى : هو الَّذي يَلِي الإِبلَ لا يفَارِقُهَا . وقال أَبو عُبَيْدٍ وأَبو عَمْروٍ : هو صاحِبُ الإِبل الّذِي لا يُفارقُها وأَنشَدَ لأَبي محَمَّدٍ الفَقْعَسيّ :
" يَتْبَعُهَا تِرْعِيَّةٌ قَسٌّ وَرَعْ
" تَرَى برِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ
" لم تَرْتَمي الوَحْشُ إِلى أَيْدِي الذَّرَعْ
والقَسُّ : رَئيسُ النَّصَارى في الدِّين والعِلْم وقيلَ : هو الكَبيرُ العالِمُ قالَ الراجزُ :
" لَوْ عَرَضَتْ لأَيْبليٍّ قَسِّ
" أَشْعَثَ في هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ
" حَنَّ إِلَيْهَا كحَنِينِ الطَّسِّ كالقِسِّيس كسِكِّيتٍ ومَصْدَره القُسُوسَةُ بالضّمِّ والقِسِّيسَةُ بالكسر هكذا في سائر النُّسَخ والصَّواب : القِسِّيسِيَّة وهو هكذا في نَصِّ اللَّيْث . ج القَسِّ قُسُوسٌ بالضَّمِّ . وجَمْع القِسِّيس قِسِّيسُونَ ونَقَلَه الفَرّاءُ في كتاب الجَمْع والتَّفْريق قال : يُجْمَع القِّسِيسُ أَيضاً على قَسَاوِسَة على غير قِياسٍ كمَهَالِبَةٍ في جَمْع المُهَلَّب . كَثُرَت السِّيناتُ فأَبْدَلُوا مَن إِحداهنَّ وَاواً فقالُوا : قَسَاوِسَةٌ كما هو . هكذا في بَعْض النُّسَخ ومِثْلُه في التَّكْملَة قال الفَرّاءُ : وربّما شُدِّدَ الجَمْعُ ولم يُشَدَّد وَاحدُه وقد جَمَعَت العَرَبُ الأَتُّونَ أَتَاتِينَ وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت :
لَوْ كَانَ مُنْفَلِتٌ كَانَتْ قَسَاقِسَةً ... يُحْيِيهمُ اللهُ في أَيْدِيهمُ الزُّبُرُ هكذا رَوَاه الأَزْهَريُّ ورواه الصّاغَانيُّ : قَسَاوِسَة . والقَسُّ : الصَّقِيعُ قيل : وإِليه نُسِبَت الثِّيَابُ القَسِّيَّةُ لبَياضِه . والقَسُّ : لَقَب عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله . ويقَال : عبد الله بنُ عَبْد الرّحْمن بن أَبي عَمّارٍ المَكِّيِّ العابِد التّابِعيِّ الَّذي كانَ هَوِىَ سَلاَّمَةَ المُغَنِّيَةَ ثم أَنابَ ولُقِّبَ به لِعبَادَتِه . والقَسُّ : إِحْسَانُ رَعْيِ الإِبلِ كالتَّقْسِيس ويقَالُ هو قَسٌّ بهَا للعَالِم بها كما تَقدَّم . والقَسُّ : السَّوْقُ عن أَبي عُبَيْدَةَ كالقَسْقَسَة يقَال : قَسَّ الإِبِلَ يَقُسُّها قَسّاً وقَسْقَسَهَا : سَاقَهَا وقيلَ : همَا لِشِدَّةِ السَّوْقِ . والقَسُّ : ع بَيْنَ العَرِيِش والفَرَماءِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بينَهَا وبَيْنَ الفَرَماءِ سِتَّةُ بُرُدٍ في البَرِّ تَقْريباً وقالَ بَعْضُهُم : دونَ ثلاثِينَ مِيلاً وهو على ساحِل بحرِ الْمِلْحِ فيما بين السَّوَادَةِ والوَارِدَةِ وقد خَرِبَ مِن زمَانٍ وآثارُه باقِيّةٌ إِلى اليَوْمِ وهناك تَلٌّ عَظِيمٌ من رَمْلٍ خارِجٍ في البَحْر الشامِيّ وبالقُرْب مِن التَّلِّ سِبَاخٌ يَنْبُتُ فيه الْمِلحُ تَحْمِله العُرْبَانُ إِلى غَزَّةَ والرَّمْلَةِ وبِقُرْبِ هذا السِّباخِ آبارٌ تَزْرَع عِنْدَها العُربانُ مَقَاثِئ تِلْكَ البَوَادِي . كذا في تاريخِ دِمْيَاطَ . ومنه الثِّيَابُ القَسِّيَّةُ وهي ثِيَابٌ مِن كَتَّانٍ مَخْلوطٍ من حَرِيرٍ كانَتْ تُجْلَب مِن هُناكَ وقد وَرَدَ النَّهْيُ عن لُبْسِهَا وقد يُكسَرُ القَافُ وهكذا يَنْطِق به المُحَدِّثون وأَهلُ مِصْرَ يَقُولُونه بالفَتْحِ وقال أَبو عُبَيْدٍ : هو ا لقَسِّيُّ مَنسوبٌ إِلى بلادٍ يُقَال لها : القَسُّ قال : وقد رَأَيْتُهَا ولم يَعْرِفْها الأَصْمَعِيُّ . أَو هي القَزِّيَّةُ مَنسوبٌ إِلى القَزِّ وهو ضَرْبٌ مِن الإِبْرِيَسم فأُبْدِلت الزّيُ سِيناً عن شَمِرٍ قال رِبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ :
جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْمَاطٍ خُدُوراً ... وأَظْهَرْنَ الكَرَادِيَ والعُهُونَا
عَلَى الأَحْدَاجِ وإسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً ... عِرَاقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُونَاًوقِيلَ : هو مَنْسُوبٌ إِلى القَسِّ وهو الصَّقِيعُ لِنُصُوعِ بَيَاضِه وقد تَقَدَّم . والقَسُّ : سَاحِلٌ بأَرْضِ الهِنْد وهو مُعَرَّبُ كَشّ أَو قَصّ كما يأْتِي في الصّادِ . ودَيْرُ القَسِّ : بِدِمَشْقَ . ودِرْهَمٌ قَسِّيٌّ وتُخَفَّفُ سِينُه أَي رَدِيءٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . والقَسَّةُ : القَرْيَةُ الصَّغِيرَةُ وفي بعضِ النُّسَخِ : القِرْبَةُ بكسر القافِ وبالمُوَحَّدة . وقَسَّهُم : آذَاهُم بِكَلامٍ قَبِيحٍ كأَنَّهُ تَتَبَّعَ أَذَاهَم وتَبَغَّاه . وقَسَّ ما عَلَى العَظْمِ يَقُسُّه قَسّاً : أَكَلَ لَحْمَه وإمْتَخَخَهُ عن ابنِ دُرَيْدٍ كقَسْقَسَه وهذِه لغةٌ يمانِيَةٌ . والقَسُوسُ كصَبُورٍ : ناقَةٌ تَرْعَى وَحْدَها مِثْلُ العَسُوسِ وقد قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً : رَعَتْ وَحْدَهَا والجَمْع : القُسُّ . والقَسُوسُ أَيضاً : الَّتي ضَجِرَتْ وسَاءَ خُلُقُها عنْدَ الحَلبِ كالعَسُوس والضَّرُوسِ وهذا عن ابن ا لسِّكِّيت . أَو القَسُوسُ : الَّتي وَلَّى لَبَنُهَا فلا تَدُرُّ حَتَّى تَنْتَبِذَ . وقُسُّ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَمْرو بنِ عَديِّ بن مالك بن أَيدعان بن النَّمِر ابن وَائلة بن الطَّمَثان الإِيَاديُّ بالضَّمِّ : بَلِيغٌ مَشْهُورٌ وهو حَكِيم العرَبِ وهو أَسْقُفُّ نَجْرَانَ كما في اللِّسَان وإِيادٌ : هو ابنُ نِزار بن مَعَدّ . ومنه الحَديثُ : يَرْحَمُ اللهُ قُسّاً إِنِّي لأَرْجو يَوْمَ القِيَامَة أَنْ يُبْعَث أُمَّةً وَحْدَه . ونصُّ الحَديث : لمَا قَدِم وَفْدُ إِيادٍ عَلى رَسول الله صَلَّى الله عَليْه وسَلَّم قال : أَيُّكُم يَعْرِفُ قُسّاً ؟ قالُوا : كُلُّنا نَعْرفُه قال : فما فَعَل ؟ قالُوا : ماتَ قال : يَرْحَمُ اللهُ قُسّاً إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَه . وقُسُّ النَّاطِفِ : ع قُرْبَ الكُوفة على شاطئِ الفُرَات كانتْ عِنْدَه وَقْعَةٌ بَيْن الفُرْس وبين المُسْلمين وذلك في خِلافَة سيِّدِنا عُمَرَ رضي الله تعَالَى عنه قُتِل فيه أَبو عبَيْدِ بنُ مَسْعودٍ الثَّقفيّ . وقُسَيْسٌ كزٌبَيْرٍ : ع قال امْرؤُ القيْس :
أَجادَ قُسَيْساً فالصُّهَاءَ فمِسْطَحاً ... وجَوّاًَ ورَوَّى نَخْل قَيْس بنِ شَمَّرَا وقُسَيْسٌ : جَدُّ عبد الله بن ياقُوت بن عبدِ الله المحَدِّث ويُعْرَف بالقُسَيْس سَمع ابن الأَخْضر وكسَحَابٍ قَسَاسُ بنُ أَبي شِمْر بن مَعْدِي كَرِبَ شاعِرٌ . وكغُرَابٍ : قُسَاسٌ : اسمُ جَبَلٍ فيه مَعْدِنُ الحَديد بإِرْمِينِيَة منه السُّيوفُ القُسَاسيَّةُ . وفي المحْكم : القُسَاسِيُّ : ضَرْبٌ من السُّيوفِ وقال الأَصْمَعيّ : لا أَدْرِي إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ وقال الشّاعر :
" إِنّ القُسَاسِيَّ الَّذي يَعْصَى به
" يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ في أَثْوَابِه قلتُ : وقال أَبو عُبَيْدة مثْلَ قَولِ ا لأَصْمَعيّ كما نَقَله السُّهَيْليُّ : في الرَّوض . وقُسَاسٌ : جَبَلٌ بدِيَار بَني نُمَيْرٍ وقيل : بَني أَسَدٍ فيه مَعْدِنُ حَديدٍ الأَخيرُ نقله السُّهَيْليُّ في الرَّوْض قال : ويقالُ فيه أَيضاً : ذو قُسَاسٍ كما يقال : ذو زَيْدٍ وأَنشدَ قولَ الرّاجز يَصف فَأْساً
" إَخْضَرُ منْ مَعْدِنِ ذي قُسَاسِ
" كَأَنَّهُ في الحَيْد ذِي الأَضْراسِ
" تَرْمِي به في البَلَدِ الدَّهَاسِ والقَسْقَاس بالفَتْح : ا لسَّريعُ ويقَال : صَوَابُه : قِسْقِيسٌ يقال : خِمْسٌ قَسْقَاسٌ أَي سَرِيعٌ لا فُتُورَ فيه وقَرَبٌ قَسْقاسٌ : سَرِيعٌ شَديدٌ ليسَ فيه فُتُورٌ ولا وَتِيرَةٌ قالَه الأَصْمَعيُّ : وقيل : صَعْبٌ بَعيدٌ . وفي كلام المصنِّف رحمه اللهُ قُصورٌ . والقَسْقَاس : الدَّليلُ الهَادِي والمُتَفَقِّد الذي لا يَغْفُلُ إِنَّمَا هو تَلَفُّتاً وتَنَظُّراً . والقَسْقَاس : شِدَّةُ البَرْدِ والجُوعِ قال أَبو جُهَيْمَةَ الذُّهْليّ :
أَتَانَا به القَسْقاسُ لَيْلاً ودُونَه ... جَرَاثِيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ
فأَطْعَمْتُه حَتَّى غَدَا وكَأَنَّه ... أَسِيرٌ يَدَانِي مَنْكِبَيْهِ كِتَافُوَصَفَ طارِقاً أَتاهُ به البَرْدُ والجُوعُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ قبلَ وُصُولهِ إِليه جَرَاثِيمَ رَمْلٍ فأَطْعَمه وأَشْبَعَه حتّى إِنّه إِذا مَشَى تَظُنُّ أَنّه في مَنْكِبَيْهِ كِتَافٌ وهو حَبْلٌ تُشَدُّ فيه يَدُ الرَّجلِ إِلى خَلْفِه . والقَسْقَاس : الجَيِّدُ مِنَ الرِّشاءِ . والقَسْقَاس : الكَهَامُ مِنَ السُّيُوفِ هنا ذَكَره الأَزْهَرِيُّ وغيرُه من الأَئِمَّةِ كالصّاغَانِيُّ وقد تَقَدَّم للمصَنِّف في ف س ف س أَيضاً ولم يَذْكُرْه هناك أَحّدٌ إِلاّ الصّاغَانِيّ وكَأَنَّه تَصَحَّف عليه . والقَسْقَاس : المُظْلِمُ مِن اللَّيالِي . ولَيْلَةٌ قَسْقَاسَةُ : شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ . قال رؤْبَةُ :
" كَمْ جُبْنَ مِنْ بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقَاسْ أَو القَسْقَاس مِن اللَّيَالِي : ما إشْتَدَّ السَّيْرُ فيه إِلى الماءِ ولَيْسَتْ من الظُّلْمَةِ في شيْءٍ . قالَه الأَزْهَرِيُّ . والقَسْقَاس : نَبْتٌ أَخْضَرُ خَبِيثُ الرّائحَةِ يَنْبُتُ في مَسِيلِ الماءِ له زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ قال أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله : ذَكَرُوا أَنَّهَا بَقْلَةٌ كالكَرَفْسِ قال رُؤْبَةُ :
" وكُنْتَ مِن دَائِكَ ذا أَقْلاسِ
" فإسْتَقِئَنْ بَثَمَرِ القَسْقَاسِ قالَ الصّاغانِيُّ : وليس لرُؤْبَةَ على هذا الرَّوَيِّ شيْءٌ . والقَسْقَاسُ : الأَسَدُ كالقَسْقَسِ والقُسَاقِسِ الأَخِيرُ بالضَّمَّ نقله الصّاغَانِيُّ . والقَسْقَسَةُ : بمعنَى الإِسْراع والحَرَكةِ في الشْيءِ . وقال أَبو زَيْد : القَسْقَاسَةُ والنَّسْنَاسَةُ : العَصَا ومنه قَولُه صلَّى الله عليه وسلَّم لفَاطِمَةَ بنتِ قَيْسٍ حينَ خَطَبَهَا أَبو جَهْمٍ ومُعَاوِيَةُ : أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فأَخَافُ عَلَيْكِ قَسْقَاسَتَه أَي العَصَا . أَو قَسْقَاسَةُ العَصَا وقَسْقَسَتُه : تَحْرِيكُه إِيّاها فعَلَى هذا العَصَا مَفْعُولٌ بهِ وعلى الأَوَّلِ بَدَلٌ . وقِيلَ : أَرادَ بذلِكَ كَثْرَةَ الأَسْفَارِ يُقَال : رَفَع عَصَاهُ على عاتِقِهِ إِذا سافَرَ . وأَلَقَى عَصَاهُ مِن عاتِقِه إِذا أَقامَ أَي لا حَظَّ لكِ في صُحْبَتهِ لأَنَّه كثيرُ السَّفَرِ قَلِيلُ المُقَامِ . قاله ابنُ الأَثِير . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : القُسُسُ بضَمَّتْينِ : العُقَلاءُ . والقُسُسُ : السَّاقَةُ الحُذَّاقُ . وقالَ غيرُه : تَقَسْقَسَ الصَّوْتَ باللَّيْلِ : تَسَمَّعَه . وقَسْقَسَ في السَّيْرِ : أَسْرَعَ فيه . وقَسْقَسَ بالكَلْبِ : صاحَ بِه فقالَ له : قُوسْ قُوسْ . وقَسْقَسَ الشَّيْءَ : حَرَّكَه ومنه قَسْقَسَ العَصَا إِذا حَرَّكَهَا عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقَسْقَسَ اللَّيْلَ أَجْمَعَ : أَدْأَبَ السَّيْرَ فيهِ ولم يَنَمْ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : إقْتِسَّ الأَسَدُ : طَلَبَ ما يَأْكُلُ . والقِسْقَسَةُ : السُّؤَالُ عن أَمْرِ النّاسِ . ورَجُلٌ قَسْقَاسٌ : يَسأَلُ عن أُمُورِ النّاسِ . والقَسْقَاسُ : الخَفِيفُ من كُلِّ شَيْءٍ . وقَسْقَسَ مَا عَلَى المائِدَةِ : أَكَلَه . وإقْتَسَّتِ النَّاقَةُ : رَعَتْ وَحْدَهَا كقَسَّتْ . وقَسَّها الرّاعِيِ : أَفْرَدها من القَطيعِ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : سُئِل المُهَاصِرُ بنُ المُحِلِّ عن لَيْلَةِ الأَقْساسِ من قولِه :
عَدَدْت ذُنُوبِي كُلَّها فوَجَدْتُها ... سِوَى لَيْلَةِ الأَقْسَاسِ حِمْلَ بَعِيرِ فقِيلَ : ومَا لَيْلَةُ الأَقْسَاسِ ؟ قال : لَيْلَةٌ زَنَيْتُ فيها وشَرِبْتُ الخَمْرَ وسرَقْتُ . وقالَ لَنَا أَبو المُحَيَّا الأَعْرَابِيُّ يَحْكِيه عن أَعْرَابِيٍّ حِجَازِيٍّ فَصِيحٍ : إِنَّ القُسَاسَ غُثَاءُ السَّيْلِ وأَنْشدَنا عنه :
وأَنْتَ نفِيٌّ مِن صَنَادِيدِ عامِرٍ ... كما قدْ نَفَى السَّيْلُ القُسَاسَ المُطَرَّحَا وسَمَّوْا قُسَاساً . والقَسْقَسُ : المُتَفَقِّدُ الَّذِي لا يَغْفُل كالقَسْقَاسِ . والقَرَبُ القَسِّيُّ : البَعِيدُ والشَّدِيدُ قاله أَبو عَمرو وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أَحسَبُه القِسْينُّ . وقال أَبُو عَمرُوٍ أَيضاً : قَرَبٌ قِسْقِيسٌ وأَنشد :
" إِذا حَدَاهُنَّ النَّجَاءُ القِسْقِيسْورجُلٌ قَسْقاسٌ : يسُوقُ الإِبِلَ وقد قَسَّ السَّيْرَ قسّاً : أَسْرَعَ فيه . والقَسْقَسَةُ : دَلَجُ اللَّيْلِ الدَّائبُ يقال : سَيْرٌ قِسْقِيس : أَي دائِبٌ . والقَسَّةُ : القِرْبَةُ بلُغَةِ السَّوَاد نقلَه اللَّيْثُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى