الخَطُّ : الطَّريقَةُ المُسْتَطيلَةُ في الشَّيْءِ وقِيل : هو الطَّريقُ الخَفيفُ في السَّهْلِ . وَقَدْ أَعادَه المُصَنِّفِ ثلاث مَرَّاتٍ وهو إيّاه وهو غَريبٌ ج : خُطوطٌ وَقَدْ جمعه العَجَّاجُ عَلَى أَخْطاط فقال :
" وشِمْنَ في الغُبارِ كالأخْطاطِ والخَطُّ : الكَتْبُ بالقَلَمِ خَطَّ الشَّيْءَ يَخُطُّه خَطًّا : كَتَبَه بقَلَمٍ أَو غَيْرِه قالَ امرؤُ القَيس :
لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجاني ... كخَطِّ الزَّبورِ في عَسيبِ يَمانِ وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر :
فأَصْبَحتْ بَعْدَ خَطَّ بَهْجَتها ... كأَنَّ قَفْراً رُسومَها قَلَما
أَراد : فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسومَها . ومن المَجَازِ : الخَطُّ : ضَرْبٌ من الجِماع وقَد خَطَّها قُساحاً والقَسْحُ بقاءُ الإنْعاظِ نَقَله اللَّيْثُ كما في التَّهْذيب . ومن المَجَازِ : الخَطُّ : ضِدُّ الحَطِّ وهو الأَكْلُ القَليلُ وبالحاءِ : الكَثير كالتَّخْطيطِ ومِنْهُ حَديثُ ابن أُنيسٍ : " ذَهَب بي رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم إِلَى مَنْزلهِ فدَعا بطَعامٍ قَليلٍ فجَعلْتُ أُخَطِّطُ حتَّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم " أَي : أَخُطُّ في الطَّعامِ أُريهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ ووَصَف أَبُو المَكارِم مَدْعاةً دُعِيَ إليها قالَ : فحَطَطْنا ثمَّ خَطَطْنا . والخَطُّ : الطَّريقُ عن ثَعْلَبٍ يُقَالُ : الْزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِم عنه شَيْئاً ويُقَالُ : هو بالضَّمِّ كما سيأتي ويُروى بالوَجْهَيْنِ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليِّ :
" صُدودَ القِلاصِ الأُدْمِ في لَيْلَةِ الدُّجَىعن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَها الخَطَّ سارِبُ وقال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ :
حتَّى تُرِكْنا وما تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ وقال ابن سِيدَه : الخَطُّ سيفُ البَحْرَيْنِ وعُمانَ أو كُلُّ سيفٍ : خَطٌّ وقال الأّزْهَرِيّ : وذلك السِّيفُ كُلُّه يُسَمَّى الخَطّ . ومن قُرَى الخَطِّ : القَطيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ . وقِيل - في قَوْلِ امرِئِ القَيْس :
فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا ... فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَمًّا نَخيلُها هو خَطُّ عبدِ القَيْسِ بالَبحْرَيْن وهو كَثيرُ النَّخيلِ . والخَطُّ أَيْضاً : ع باليَمامَةِ وهو خَطُّ هَجَرَ تُنْسَبُ إليه الرِّماحُ الخَطِّيّة ؛ لأنَّها تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ فتُقَوَّمُ به . كذا في الصّحاح . وقال ابن سِيدَه : وقِيل : الخَطُّ مَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْن قالَ غيرُه : وَقَدْ يُكْسَرُ وفيه نَظَرٌ فإِنَّه إنَّما يُكْسَرُ عند إرادَةِ الاسْمِيَّة كما يأتي عن اللَّيْثُ فتأمَّل . قالَ ابن سِيدَه : وإلَيْهِ نُسِبَتْ الرِّماحُ يُقَالُ رُمْحٌ خَطِّيٌّ ورِماحٌ خَطِّيَّة وخِطِّيَّة عَلَى القياس وعلى غيرِ القِياس لأنَّها تُباعُ به لا أَنَّه مَنْبِتُها كما قالوا : مِسْكُ دارينَ وليس هُنالك مِسْكٌ ولكنَّها مَرْفَأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد . وقال اللَّيْثُ : الخَطُّ أَرْضٌ تُنْسَب إليها الرِّماح الخَطِّيّة فإذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسماً لازِماً قُلْتَ : خِطِّيَّةٌ ولم تَذْكُرِ الرِّماحَ وهو خَطُّ عُمانَ كما قالوا : ثِيابٌ قِبْطِيَّة فإذا جَعَلوها اسماً قالوا : قُبْطِيَّةٌ بتَغْيير النَّسب وامرأةٌ قِبْطِيَّةٌ لا غير لا يُقَالُ إلاَّ هَكَذا وقال أَبُو حَنِيفَةَ : الخَطِّيُّ : الرِّماحُ وهو نِسْبةٌ قَدْ جَرَى مَجْرى الاسمِ العَلَمِ ونُسِبتْ إِلَى الخَطّ خَطِّ البَحْرَيْنِ وإِلَيْه تَرْفأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أرضِ الهِنْدِ وليس الخِطِّيّ الَّذي هو الرِّماحُ من نباتِ أَرْضِ العَرَب . وَقَدْ كَثُرَ مَجيئُه في أَشْعارِها قالَ الشَّاعِر في نبَاتِه :
وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجَةً ... وتُغْرَسُ إلاَّ في مَنَابِتِها النَّخْلُ وفي العُبَاب قالَ عَمْرو بن كُلْثوم :
بسُمْرٍ من قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوابِلَ أَو ببِيضٍ يَخْتلِينَا وقال غيرُه :
" ذَكَرْتُكِ والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَناوَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَةُ السَّمْرُوجَبَلُ الخُطِّ بالضَّمِّ ويُفْتَحُ : أَحدُ الأَخْشَبَيْن بمكَّةَ شرَّفَها الله تَعالَى . وقال أَبُو عَمْرو : الخُطُّ : مَوْضِعُ الحَيِّ . والخُطُّ : الطَّريقُ الشارِعُ ويُفْتحُ وهكذا ضُبِطَ بالوجْهَيْن في الجَمْهَرَةِ ويُروَى بالوَجْهَين قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيّ وَقَدْ تَقَدَّم . والخِطُّ بالكَسْرِ : الأرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرُ وَقَدْ مُطِرَ مَا حولَها عن أَبي حَنِيفَةَ . والخِطُّ : الأَرْضُ الَّتِي تُنْزِلُها ولم يَنْزِلُها نازِلٌ قبْلَكَ عن ابنِ دُرَيْدٍ كالخِطَّةُ بزِيادَةِ الهاء وإِنَّما كُسِرت الخاءُ منها لأَنَّها أُخْرِجتْ عَلَى مصدَرٍ بُنِيَ عَلَى فِعله . وجمعُ الخِطَّة : خِطَطٌ وَقَدْ خَطَّها لنَفْسهِ خَطًّا واخْتَطَّها وهو أَن يُعلِمُ عليها علامَةً بالخَطِّ ؛ ليُعْلَمَ أَنَّه قَدْ اخْتارَها ليَبْنِيَها داراً ومِنْهُ خِطَطُ البصرَةِ والكوفَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . قُلْتُ : ولهذا سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه الخِطَط . وحكى ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقَالُ خِطٌّ : للمكان الَّذي يَخْتَطُّه لنَفسِه من غيرِ هاءٍ يُقَالُ : هذا خَطُّ بني فُلانٍ . وكلُّ مَا حَظرْتهُ أَي مَنَعْتَه فَقَدْ خَطَطْتَ عَلَيْهِ
والخَطيطَةُ : الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَر بَيْنَ أَرْضَينِ مَمْطورَتَيْنِ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : هي الَّتِي يُمْطَرُ مَا حولَها ولا تُمْطَر هي أَو هي الَّتِي مُطِرَ بعضُها دونَ بعضٍ . والجَمْعُ : خَطَائِطُ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ :
" عَلَى قِلاَصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطَا
" يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاَطِ مَائِطَا وقال الكُمَيْتُ :
قِلاَتٌ بالخَطِيطَةِ جاوَرْتُها ... فنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ والخُطَّةُ : بالضَّمِّ : شِبْهُ القِصَّةِ وفي الصّحاح : الخُطَّة : الأَمْرُ والقِصَّةُ وزادَ غيرُه : والحالُ والخَطبُ وفي اللّسَان : يُقَالُ : سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّةَ سَوْءٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لتأَبَّطَ شَرًّا :
هُما خُطَّتَا إِمَّا إِسارٍ ومِنَّةٍ ... وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَرادَ خُطَّتان فحذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً كذا في الصحاح وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ : " لا يسْأَلوني خُطَّةً يُعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلاَّ أَعْطَيْتُهم إِيَّاها " . وفي حديثِها أَيْضاً : " قَدْ عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها " أَي أَمراً واضِحاً في الهُدى والاسْتِقامَة . والخُطَّةُ : الجَهْلُ يُقَالُ : في رأْسِهِ خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وقِيل : أَمْرٌ مَا . وقال الفَرَّاءُ : الخُطَّة : لُعْبَةٌ للأَعْرابِ . وفي الصّحاح : الخُطَّةُ من الخَطِّ كالنُّقْطَةُ من النَّقْطِ أَي اسمُ ذلك . والخُطَّةُ : الإِقْدامُ عَلَى الأُمورِ يُقَالُ : جاءَ وفي رأْسِهِ خُطَّةٌ ؛ إِذا جاءَ وفي نفسِهِ حاجَةٌ وَقَدْ عَزَم عليها والعامَّةُ تقول : خُطْبةٌ كذا في الصّحاح زاد في اللّسَان : وكلامُ العربِ الأَوَّلُ وفي العُبَاب : قالَ القُحَيْفُ العُقَيْلِيّ :
وفي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةٌ ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلَى قالَ : بخَطِّ ابنِ حَبيبٍ النَّسَّابَةِ في شِعْرِ القُحَيْف خُطَّةٌ وفي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ : خِطْبَةً . قُلْتُ : فإنْ صَحَّ مَا في نَوادِرِ أَبي زَيْدٍ فنِسْبَةُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاها للعامَّةِ محلُّ نَظَرٍ . قالَ الجَوْهَرِيّ : وفي حديثِ قَيْلَةَ نبتِ مَخْرَمَةَ التَّميميَّة : " أَيُلامُ ابنُ هذه أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وراءِ الحَجَزَة " أَي أَنَّهُ إِذا نزَلَ به أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِل لا يُهْتَدَى له إِنَّهُ لا يَعْيَا به ولكنَّه يَفْصِله حتَّى يُبْرِمَه ويخرُجُ مِنْهُ . وخُطَّةُ بلا لامٍ : اسمُ عَنْزِ سَوْءٍ عن الأصمعي قالَ : ومِنْهُ المَثَلُ : " قَبَحَ الله مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّاغَانِيُّ : يُضربُ لقوْمٍ أَشْرارٍ يُنسبُ بعضُهم إِلَى أَدْنى فضِيلَةٍ وفي اللّسَان : قالَ الأَصْمَعِيّ : إِذا كانَ لبعضِ القوْمِ عَلَى بعضٍ فضيلَةٌ إلاَّ أَنَّها خَسيسَةٌ قِيل ذلك وأَنْشَدَ :" يا قَوْمُ مَنْ يَحْلُبُ شَاةً مَيِّتَهْ
" قَدْ حُلِبَتْ خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتَهْ والميَّتَةُ : السَّاكِتَةُ عند الحَلَبِ وجَنْباً : عُلْبَة ومُسْفَتَةٌ : مَدْبوغَةٌ بالرُّبِّ . ومُخَطِّطٌ كمُحَدِّثٍ : ع قالَ امرؤُ القَيْسِ :
" وَقَدْ عَمِرَ الرَّوْضاتُ حَوْلَ مُخَطِّطٍ إِلَى اللُّجِّ مَرْأًى من سُعادَ ومَسْمَعَا ومن المَجَازِ : المُخَطَّطُ كمُعَظَّمٍ : الغُلامُ الجَميلُ . والمُخَطَّطُ : كلّ مَا فيه خُطُوطٌ يُقَالُ : ثَوْبٌ مُخَطَّط وكِساءٌ مُخَطَّط وتمرٌ مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ وقال رُؤْبَةُ يَصِفُ منهَلاً :
" باكَرْتُه قَبْلَ الغَطَاطِ اللُّغَّطِ
" وقَبْلَ جُونِيِّ القَطَا المُخَطَّطِ ومن المَجَازِ : خَطَّ وجهُهُ واخْتَطَّ : صارَ فيه خُطُوطٌ وفي الأَساس : امْتَدَّ شَعْرُ لِحْيَتِهِ عَلَى جانِبَيْه . وفي الصّحاح : اخْتَطَّ الغُلامُ : نَبَتَ عِذارُهُ وهُو مَجَازٌ . وخَطَّ الخِطَّةَ واخْتَطَّها : اتَّخَذها لنَفْسِه وأَعْلَمَ عليْها عَلامَةً بالخَطِّ ليُعْلَم أَنَّهُ قَدْ احْتازَها ليَبْنِيَها داراً . وفي اللّسَان : الخِطَّةُ بالكَسْرِ : الأَرْضُ والدَّارُ يخْتَطُّها الرَّجُلُ في أَرْضٍ غير مَمْلوكَةٍ ليَتَحَجَّرَها ويبْنيَ فيها وذلك إِذا أَذِنَ السُّلطانُ لجَماعَةٍ من المُسْلِمينَ أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في مَوْضِعٍ بعَيْنِهِ ويتَّخِذوا فيها مَساكِ َ لهُم كما فعلوا بالكُوفَةِ والبصرَةِ . والمِخَطُّ بالكَسْرِ : العُودُ الَّذي يَخُطُّ به الحائِكُ الثَّوْبَ كما في اللّسَان وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَة الجَوْهَرِيّ فإِنَّه قالَ : العُودُ يُخَطُّ به وهو يشمَلُ مَا قالَهُ المُصَنِّفِ وغيرُه . وفي العُبَاب : خَطْخَطَ البَعيرُ في سَيْرِهِ إِذا تَمايَلَ كَلاَلاً أَي تَعَباً . وخَطْخَطَ ببوْلِهِ : رَمَى به مُخالِفاً كما يفعَلُ الصَّبِيُّ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الخَطَائِطُ : طَرائِقُ تُفارِقُ الشَّقائِقَ في غِلَظِها ولِينِها . والإِبلُ تَرْعَى خُطوطَ الأَنْواءِ . وهُو مَجَازٌ . ويُقَالُ : الكَلأُ خُطوطٌ في الأَرْضِ وشِرَاكٌ أَي طَرائِقُ لم يَعُمَّ الغَيْثُ البِلادَ كلَّها وهُو مَجَازٌ . والتَّخْطِيطُ : التَّسْطيرُ وفي التَّهذيب : كالتَّسْطيرِ تقول : خُطِّطَتْ عَلَيْهِ ذُنُوبُه أَي سُطِّرَتْ . والخَطُّ : الكِتابَةُ ونحوُها ممَّا يُخَطُّ . ورَوى ثَعْلَبٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ أَنَّهُ قالَ في الطَّرْقِ وعِلْم الخَطِّ : هو عِلْمُ الرَّمْلِ . قالَ ابنُ عبَّاسٍ : عِلْمٌ قَديمٌ تَرَكَهُ النَّاسُ وَقَدْ جاءَ في حَديثِ مُعاوِيَةَ بنِ الحَكَمِ السلَمِيِّ رَفَعَه : " كانَ نبيٌّ من الأَنْبِياءِ يَخُطُّ فمَنْ وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مثلَ عِلْمِهِ " وفي روايَة : " فَمَنْ وافَقَ خَطَّه فذاكَ " قالَ اللَّيْثُ : وهو مَعْمولٌ به إِلَى الآنَ ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطِلاحٌ ويسْتَخْرِجونَ به الضَّميرَ وغيرُه وكَثيراً مَا يُصيبونَ فيه . وخَطَّ الزَّاجِرُ في الأَرْضِ يَخُطُّ خَطًّا : عَمِلَ فيها خَطًّا بإِصْبَعِه ثمَّ زَجَرَ . قالَ اللَّيْثُ : وحَلْبَسٌ الخَطَّاطُ : اسمُ رجلٍ زاجِرٍ مَشْهورٍ وهو الَّذي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسأَله فخَبَّره بكُلِّ مَا عَرَفَ . وقال الثَّوْرِيُّ : سهَّلَ عليَّ ذلك الحديثَ الَّذي يرْويهِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عن النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم : " كانَ نبِيٌّ من الأَنْبِياءِ يَخُطُّ " قالَ الصَّاغَانِيُّ : هَكَذا قالَهُ اللَّيْثُ . وأَمَّا الحديث فرَاوِيهِ مُعاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ . قُلْتُ : وهكذا في النِّهايَةِ ولعلَّهُ رُوِيَ مِنْ طَريقٍ آخَرَ إِلَى أَبي هُرَيْرَةَ أَيْضاً . ولم نطَّلِعْ عَلَيْهِ فتأَمَّلْ . وقالَ البَعِيثُ :
أَلا إنَّما أَزْرَى بِحارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ الخَطيطَةِ أَسْحَمُكذا في اللّسَان ولم يُفَسِّرْه وعِنْدي أنَّ الخَطيطَةَ هُنا هي الرَّمْلَة الَّتِي يَخُطُّ عليها الزّاجِرُ وأَسْحَم : اسمُ خَطٍّ من خُطوطِ الزَّاجِرِ وهو عَلامةُ الخَيْبَةِ عِنْدَهم وذلك أَنْ يأتيَ إِلَى أَرْضٍ رِخْوَةٍ وله غُلامٌ معه مِيلٌ فيَخُطَّ الأُسْتاذُ خُطوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة لِئَلاَّ يَلْحَقَها العَدَدُ ثمَّ يَرْجِع فيَمْحو منها عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ فإنْ بَقِيَ من الخُطوطِ خَطّانِ فهُما علامَةُ النُّجْحِ وقَضاءِ الحاجَةِ قالَ : وهو يَمْحو وغُلامهُ يَقُولُ للتّفاؤُل : ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فإذا مَحا الخُطوطَ فبَقِيَ منها خَطٌّ واحدٌ فهي علامَةُ الخَيْبَةِ . وَقَدْ رَوَى مِثْلَُ ذلك أَبُو زَيْدٍ والليث . وخَطَّ برِجْلِه الأرْضَ : مَشَى وهو مَجازٌ قالَ أَبُو النَّجْمِ :
" أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ
" تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ
" تُكَتِّبان في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ والخَطوط كصَبورٍ من بَقَرِ الوَحْشِ : الَّتِي تَخُطُّ الأرْضَ بأَظْلافِها نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وكَذلِكَ كُلُّ دابّةٍ كما في اللّسَان . والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وهو مَوْجودٌ في العُبَاب أَيْضاً . ويُقَالُ : فُلانٌ يَخُطُّ في الأرْضِ إِذا كانَ يُفَكِّر في أَمْرِه ويُدَبِّرهُ وهو مَجازٌ قالَ ذو الرُّمَّة :
عَشِيَّةَ مالي حيلَةٌ غيرَ أَنَّني ... بِلَقْطِ الحَصَى والخَطِّ في الدّارِ مولَعُ
أَخُطُّ وأَمْحو الخَطَّ ثمَّ أُعيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبانُ في الدَّارِ وُقَّعُ والمِخْطاطُ : عودٌ تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وهو مَوْجودٌ في العُبَاب أَيْضاً . وكِتابٌ مَخْطوطٌ : مكتوبٌ فيه . وعلى ظَهْر الحِمار خُطَّتانِ بالضَّمِّ أَي جُدَّتانِ كما في الأَسَاسِ وهُما طَريقَتان مُسْتَطيلَتان تُخالِفانِ لَوْنَ سائِر الجَسَد . وخَطّ الله نَوْءها من الخَطيطَة وهي الأرْضُ الغَيْرُ المَمْطورَةِ هَكَذا رُوِيَ في حَديثِ ابن عَبّاسٍ قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ : ويُرْوَى خَطَّأَ أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لها لا يُصيبُها مَطَرُه ويُرْوَى خَطَّى وأَصْلُه خَطَّط كتَقَضَّى البازي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّواياتِ . ويُقَالُ : الْزَمْ خَطيطَةَ الذُّلِّ مَخافَةَ مَا هو أَشَدُّ منه نَقَلَه ابن الأَعْرَابِيّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابنِه . وهو مَجازٌ استعارها للذُلِّ لأنَّ الخَطيطَةَ من الأرَضينَ ذَليلَةٌ بما بَخَسَته الأمْطارُ من حَقِّها كذا في المُحْكَمِ . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الأَخَطُّ : الدَّقيقُ المَحاسِنِ . ويُقَالُ : خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه ووَسَطَه وهو مَجازٌ . وكَذلِكَ خَطَّهُ بالسَّيْفِ نِصْفَيْن . والخَطيطُ كأَميرٍ : قَريبٌ من الغَطيطِ وهو صَوْتُ النّائم والغَيْنُ والخاءُ يتقارَبان يُقَالُ : خَطَّ في نَوْمِه أَي غَطَّ فيه . ويَوْمُ مُخَطَّطِ كمُحَدِّثٍ : من أَيّامِهِم عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
إلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ والخُطَّة بالضَّمِّ : الحُجَّة كما في العُبَاب وفي النّوادِرِ : يُقَالُ : أَقِمْ عَلَى هذا الأمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ مَعْناهُما واحدٌ . وقولُهم : خُطَّةٌ نائِيَةٌ أَي مَقْصِدٌ بَعيدٌ كما في الصّحاح . وفيه أَيْضاً : قَوْلُهُم : خُذْ خُطَّةً أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصاف ومعناه : انْتَصِفْ . وفُلانٌ يَبْني خُطَطَ المَكارِم وهو مَجازٌ . وغُلامٌ مُخْتَطٌّ كمُخَطِّط وهو مَجازٌ . وجاراهُ فما خَطَّ غُبارَهُ أَي مَا شَقَّ كما في الأَسَاسِ واللِّسان وهو مَجازٌ . قالَ الفَرَّاءُ : ومن لُعَبِهم : تَيْسُ عَماءٍ خُطْخوط قالَ الصَّاغَانِيُّ : ولم يُفَسِّرْها
مَخَطَ السَّهْمُ كمَنَعَ ونَصَرَ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً بالضَّمِّ : نَفَذَ وفي الصّحاح : مَرَقَ وهو مَجَازٌ . ويُقَالُ : سَهْمٌ مَاخِطٌ أَيْ مَارِقٌ . ومَخَطَ السَّيْفَ : سَلَّهُ من غِمْدِهِ كامَتَخَطَه وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وهو مَجَازٌ . ومَخَطَ الجَمَلُ به : أَسْرَعَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
ومَخَطَهُ مَخْطاً : نَزَعَ ومَدّ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . يُقَال : امْخَطْ في القَوْسِ . ومن المَجَازِ : مَخَطَ الفَحْلُ النّاقَةَ يَمْخَطُها مَخْطاً إِذا أَلَحَّ عَلَيْهَا في الضِّرابِ وهُوَ من المَخْطِ بمَعْنَى السَّيَلانِ لأَنَّهُ بِكَثْرَةِ ضِرَابِه يَسْتَخْرِجُ ما فِي رَحِمِ النّاقَةِ من ماءٍ وغَيْرِه . ومَخَطَ المُخَاطَ : رَمَاهُ من أَنْفِهِ وهو أَي المُخَاطُ : السّائلُ من الأَنْفِ كاللُّعَابِ من الفَمِ . ومن المَجَازِ : هذِه النَّاقَةُ إِنّما مَخَطَها بَنُو فُلانٍ أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ الحُوَارَ إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَحَ النّاتِجُ عَنْهُ غِرْسَهُ بِالكَسْرِ : ما يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ كَأَنَّهُ مُخَاطٌ وَمَا عَلَى وَجْهِ الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ فَذلِكَ المَخْطُ ثمّ قِيلَ للنّاتِجِ : ماخِطٌ قال ذُو الرُّمَّةِ :
إذا الهُمُومُ حَماكَ النَّوْمَ طارِقُها ... وحانَ مِنْ ضَيْفِها هَمٌّ وتَسْهِيدُ
فَانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدٍ ... مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْهَا غِرْسَها العِيدُ ويُرْوَى عَيْرانَةٍ حَرَجٍ . والعِيدُ : قَوْمٌ من بَنِي عُقَيْلٍ تُنْسَبُ إِلَيْهِمُ النَّجائِبُ
والمَخْطُ : الثَّوْبُ القَصِيرُ صَوابُه : البُرْدُ القَصِيرُ فإِنَّ الَّذِي رُوِيَ بُرْدٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ أَيْ قَصِيرٌ كما في اللِّسانِ والتَّكْمِلَة . والمَخْطُ : الرَّمَادُ . وما أُلْقِيَ من جِعَالِ القِدْرِ . والمَخْطُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ كالوَخْطِ . يُقَالُ : سَيْرٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ . ومِنَ المَجَازِ : المَخْطُ : شَبَهُ الوَلَدِ بِأَبِيهِ . قال ابْن الأَعْرَابِيّ : تَقُولُ العَرَبُ : كأَنَّمَا مَخَطَهُ مَخْطاً . والمُخَاطَةُ كثُمَامَةٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ و بَعْضُ أَهْلِ اليَمَنَ يُسَمِّيهِ المُخَّيْطَ مِثْل جَمَّيْزٍ وقُبَّيْطٍ قالَهُ الصّاغَانِيّ . قُلْتُ : وكَذا أَهْلَ مِصْرَ : شَجَرٌ يُثْمِرَ ثَمَراً لَزِجاً يُؤْكَلُ فارِسِيَّتُهُ السِّبِسْتَان والسِّبِسْتَان : أَطْباءُ الكَلْبَةِ شُبِّهَتْ بها وقد أَهْمَلَ المُصَنِّفُ ذِكْرَ السِّبِسْتَان في مَوْضِعِهِ ونَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ
ومِنَ المَجَازِ : سالَ مُخَاطٌ الشَّيْطَانِ وهُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى في عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنّاظِرِ في الهَوَاءِ بالهاجِرَةِ ويُقَالُ له أَيْضاً : مُخَاطُ الشَّمْسِ كُلُّ ذلِكَ سُمِعَ عن العَرَبِ وقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ في خيط مع قَوْلِهِ : خَيْطُ باطِلٍ . فَما أَغْنَى ذلِكَ عن إِعَادَة ذِكْرِهِ في هذا المَوْضع
وامْتَخَطَ الرَّجُلُ امْتِخاطاً : اسْتَنْثَرَ كتَمَخَّطَ تَمَخُّطاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
ورُبَّمَا قالُوا : امْتَخَطَ ما فِي يَدِهِ أَيْ نَزَعَهُ واخْتَلَسَهُ كما في الصّحاحِ وفي اللِّسَان : اخْتَطَفَهُ وهو مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ . والتَّمْخِيطُ : أَنْ يَمْسَحَ الرَّاعِي مِنْ أَنْفٍ السَّخْلَةِ ما عَلَيْه نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . وقال اللَّيْثُ : المَخِطُ ككَتِفٍ : السَّيِّدُ الكَرِيمُ ج : أَمْخَاطٌ وفي اللِّسَان : مَخِطُونَ
وأَمْخَطَ السَّهْمَ إِمْخَاطاً : أَنْفَذَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجَازٌ . يُقَال : رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ أَيْ أَمْرَقَهُ كما في الأَسَاس . وتَمَخَّطَ الرَّجُلُ : اضْطَرَبَ في مَشْيهِ فَصَارَ يَسْقُطُ مَرَّةً وَيَتَحَامَلُ أُخْرَى . ومِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
" قَدْ رابَنَا مِنْ شَيْخِنا تَمَخُّطُهْ
" أَصْبَحَ قَدْ زَايَلَهُ تَخَبُّطُهْ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المَخْطُ : السَّيَلان والخُرُوجُ هذا هو الأَصْلُ وبه سُمِّيَ المُخَاطُ وجَمْعُ المُخَاطِ : أَمْخِطَةٌ لا غَيْرُ . وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرَابٍ : يَأْخُذُ رِجْلَ النَّاقَةِ ويَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ فَيَغْسِلُها ضِرَاباً وهُوَ مَجَازٌ . ومَخَطَ الصَّبِيِّ والسَّخْلَةَ مَخْطاً : مَسَحَ أَنْفَهُما كما في اللِّسان والأَساسِ . ومَخَطَ في الأَرْضِ مَخْطاً : إِذَا مَضَى فيها سَرِيعاً . وامْتَخَطَ رُمْحَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ : انْتَزَعَهُ وهو مَجَازٌ . وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِرُؤْبَةَ :
وإِنْ أَدْواءَ الرِّجَال المُخَّط ... مَكَانَها منْ شَامِتٍ وغُبَّطٍ أَرادَ بالمُخَّطِ الكِرَام كَسَّرهُ على تَوَهَّمِ مَاخِطٍ قال الأَزْهَرِيُّ و الصّاغَانِيُّ : وإِنَّمَا الرِّوَايَة : النُّحَّطِ بالنّونِ والحاءِ المُهْمَلَة لا غَيْرُ وهم الَّذِين يَزْفِرُونَ من الحَسَدِ . قال الأَزْهَرِيُّ : ولا أَعْرِفُ المُخَّطَ في تَفْسِيرِه