البِرْجِيسُ بالكسْرِ وكذلك البِرْجِسُ كزِبْرِج والأَوَّل أَعرَفُ : نَجْمٌ في السَّماء أَو هو المُشتري قال الجَوْهَرِيُّ : نقله الفَرَّاءُ عن ابنِ الكَلبيِّ وفي بعض النُّسَخ : عن الكَلْبِيِّ . قلت : والصوابُ عن ابنِ الكَلْبيِّ وكذلك وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَرِيّ وقيل المِرِّيخُ وفي الحديث : أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم سُئِلَ عن الكواكبِ الخُنَّسِ فقال : " هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهرامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ " قال : البِرجيسُ : المُشتَري وبَهرامُ : المِرِّيخُ . البِرْجِيسُ : النّاقةُ الغزيرةُ اللَّبَنِ . البُرْجاسُ بالضَّمِّ والعامَّةُ تَكسِرُه : غَرَضٌ في الهواءِ على رأْسِ رُمْحٍ ونَحوِه يُرمَى به قال الجَوْهَرِيّ : مُوَلَّدٌ أَظُنُّه . البُرْجاسُ : حَجَرٌ يُرْمَى به في البئر ليَفتَحَ عُيونَها ويُطَيِّبَ ماءَها هكذا رواه المُؤَرِّجُ في شِعر سَعدِ بنِ المُنتَحِرِ البارِقِيِّ ورواه غيره بالميم وهو قولُه :
إذا رأَوا كَريهَةً يَرْمونَ بي ... كرَمْيِكِ البُرْجاسَ في قَعْرِ الطَّوِي البُرجاسُ : شِبهُ الأَمَرَةِ يُنصَبُ من الحِجارَةِ قاله شَمِر
رَجَسَتِ السَّمَاءُ تَرْجُسُ رَجْساً إِذا رَعَدَتْ شَدِيداً وتَمَخَضَّتْ كارْتَجَسَتْ . وفي الأَسَاسِ : قَصَفَتْ بالرَّعْدِ . ورَجَسَ البَعِيرُ : هَدَرَ وقِيلَ : الرَّجْسُ : الصَّوْتُ الشَّدِيدُ في الهَدِيرِ
ورَجَسَ فُلانٌ رَجْساً : قَدَّرَ المَاءَ أَي ماءَ البِئْرِ بالمِرْجاسِ كأَرْجَسَ إِرْجاساً . وسَحَابٌ رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ ككَتَّانٍ ومُرْتَجِسٌ : شَدِيدُ الصَّوْتِ وكذلِكَ الرَّعْدُ تقول : عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ والرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ . وبَعِيرُ رَجُوسٌ كصَبُورٍ ومِرْجَسٌ كمِنْبَرٍ ورَجَّاسٌ ككَتَّانٍ : شَدِيدُ الهَدِير . ونَاقَةٌ رَجْساءُ الحَنِينِ : مُتَتَابِعَتُهُ حكاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" يَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِينِ بَيْهَسَا
" تَرَى بِأَعْلَى فَخِذَيْهَأ عَبَسَا
" مِثْلَ خَلُوقٍ الفارِسِيِّ أَعْرَسَا والرِّجَّاسُ كشَدَّادٍ : البَحْرُ سُمِّيَ به لصَوْتِ مَوْجِه أَو لارْتِجَاسِه واضْطِرَابِه كما سُمِّيَ رَجَّافاً لارْتِجَافِه . ويُقَال : هُمْ في مَرْجُوسَةٍ مِن أَمْرِهِمْ وفي مَرْجُوساءَ أَي في اخْتِلاطٍ والْتِبَاسٍ ودَوَرَانٍ . والمِرْجاسُ بالكَسْرِ : حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ يُدَلَّى في البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَةُ حتَّى تَثُورَ ثُمَّ يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتَنْقَى البِئْرُ كذا في الصّحاح ومنه قولُ الشاعِر :
إِذَا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمونَ بِي ... رَمْيَكَ بِالْمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي أَو هو حَجَرٌ يُرْمَى فِيهَا لِيُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا وقَدْرُ قَعْرِها أَوْ لِيُعْلَمَ أَفِيهَا ماءٌ أَمْ لا نقلَه ابن الأَعْرَابِيّ . قال ابنُ سِيدَهُ : والمعروفُ الْمِرْداسُ . والرَّاجِسُ : مَنْ يَرْمِي بِه كالمُرْجِسِ :
والرِّجْسُ بالكَسْرِ : القَذَرُ أَو الشَّيْءُ القَذِرُ ويُحَرِّكُ وتُفْتَح الراءُ وتُكْسَرُ الجِيمُ يقال : رِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحْسَبُهُم قالُوا : رَجَسٌ نَجَسٌ وقال الفَرَّاءُ : إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ كسروا النون وإِذا بَدَءُوا بالنجِس ولم يَذْكُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحوا الجِيم والنون . وقال ابنُ الكَلْبِيّ في قولِه تعالى : " فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً " وكذا في قولهِ تعالَى : " رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ " قال : الرِّجْسُ : المَأْثَمُ . وقال الزَّجَّاجُ : الرِّجْسُ : كُلُّ ما اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ بالَغَ اللهُ تعالَى في ذَمِّ هذِه الأَشْيَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً . والرِّجْسُ : العَذَابُ . والعَمَلُ المُؤَدِّي إلى العَذَابِ وفي التَّهْذِيبِ : وأَمّا الرِّجْزُ : فالعَذابُ والعَمَلُ الذي يُؤدِّي إلى العَذَابِ والرِّجْسُ : العَذَابُ كالرِّجْز قَلِبت الزَّايُ سِيناً كما قِيل : الأَسْدُ والأَزْد . وجعله الزَّمَخْشَرِيُّ مَجازاً وقال : لأَنَّه جَزاءُ ما استُعِيرَ له اسمُ الرِّجْسِ . وقال أَبو جَعْفَرٍ في قولِه تَعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسُ " أَي الشَّكَّ
وقالَ الفَرَّاءُ في قولِهِ تعَالى : " ويَجْعَلُ الرِّجْسُ عَلى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون " إِنَّهُ العِقابُ والغَضَبُ وهو مَضارِعٌ لقولِهِ الرِّجْز قال : ولعلَّهما لغتان . ورَجُسِ كفرِح وكَرُمَ رَجَساً ورَجَاسَةً ككَرَامَةٍ : عَمِلَ عَمَلاً قَبِيحاً . والرَّجْسُ بالفتْح : شِدَّةُ الصَّوْتِ فكأَنَّ الرِّجْسَ العملُ الذي يَقْبُح ذِكْرُه ويَرْتفِعُ في القُبْح . وفي التَّكْمِلة : رَجَسَهُ عن الأَمِر يَرْجُسُه بالضَّمِّ ويَرْجِسُه بالكَسْرِ . رِجْساً عاقهُ وعَزاه في العُبَابِ إِلى ابن عَبَّاد . والنَّرْجِسُ بفَتْحِ النُّونِ وكَسْرِها الأَخِيرُ نقله الصّاغَانِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو : من الرَّياحِينِ م أَي معروفٌ وهو مُعَرَّبُ : نَرْكسِ . نافِعٌ شمُّه للزُّكامِ والصُّدَاعِ البارِدَيْنِ ومن غِريب خَواصِّه أَنّ أَصله مَنْقُوعاً في الحَلِيبِ لَيْلَتَيْنِ يُطْلَى بِه ذَكَرُ العِنِّينِ العاجزِ عن الجِمَاعِ فيُقِيمُه ويَفْعَلُ فِعْلاً عَجِيباً وله شُرُوطٌ ليس هذا مَحَلَّ ذِكْرِها . في اللِّسَانِ : والنونُ زائِدَةٌ لأَنَّه ليسَ في كلامِهِم فَعْلِلٌ وفي الكلامِ : نَفْعِل قاله أَبو عَلِيّ ويُقال : النَّرْجِسُ فإِن سَمَّيْتَ رَجُلاً بنَرْجِسَ لم تَصْرِفْه لأَنَّهُ نَفْعِلُ كنَجْلِسُ وليسَ برُباعِيٍّ لأَنَّه ليس في الكلامِ فَعْلِلٌ وفيه فَعْلَلٌ مِثْلُ جَعْفرٍ فإِنْ سمَّيْتهُ بِنِرْجِسٍ صَرَفْته ؛ لأَنَّه على وَزْنِ فِعْلِلٍ فهو رُبَاعِيٌّ كهِجْرِسٍ . وارْتجَسَ البِناءُ : رَجَفَ واضْطَرَبَ وتَحَرَّكَ حَرَكةً يُسْمَعُ لها صَوْتٌ ومنه : ارْتِجَاسُ إِيوانِ كِسْرَى ليلة وِلادتِه صلَّى الله عَليْه وسلَّم . وارْتجَسَتِ السَّمَاءُ : رَعَدَتْ وتمَخَّضتْ للمَطرَ ولا يَخْفَى أَنَّهُ لو قال في أَوَّلِ المادَّةِ : أَو تَمَخَّضت كارْتجَسَتْ لأَصابَ وسَلِمَ من تَفْرِيقِ معنىً وَاحدٍ في مَحَلَّيْنِ . ومِمَّا يُسْتدْرَك عليه : رَجُسَ الشَّيْءُ يَرْجُسُ رَجَاسَةً مِن حَدِّ كَرُمَ أَي قَذُرَ وإِنَّهُ لرِجْسٌ مَرْجُوسٌ ورَجُلٌ مَرْجُوسٌ . وقد يُعَبَّرُ به عن الحَرَامِ واللَّعْنةِ والكُفْرِ . وقال مُجَاهِدٌ : الرِّجْسُ : ما لا خَيْرَ فيه وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " كذلِك يَجْعَلَ اللهُ الرِّجْسَ " . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : مَرّ بِنا جَمَاعَةٌ رَجِسُون ونَجِسُون أَي كُفَّارٌ . والرِّجْسُ : الحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ . ومنه الحديث : " إِذا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فوَجَدَ رِجْساً أَوْ رِجْزاً فَلاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعُ صَوْتاً أَوْ يَجِدَ رِيحاً " . ورِجْسُ الشَّيْطَانِ : وَسْوَسَتُهُ . والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ : صَوتُ الشَّيْءِ المُخْتَلِطِ العَظِيم كالجَيْشِ والسَّيْلِ والرَّعْدِ . وهذا رَاجِسٌ حَسَنٌ أَي رَاعِدٌ حَسَنٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ
وممّا يسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المِرْجَاسُ بالكَسْر : حَجَرٌ يُرْمَى به في البئر ليَطيِبَ ماؤُهَا وتُفْتَحَ عُيُونُهَا أَهْمَلَه الجَمَاعَةٌ ونقله صاحِبُ اللِّسَانِ عن أَبِي الفَرَجِ وأَنْشَدَ :
" إِذا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمُونَ بِي
" رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي وهو بلُغَةِ الأَزْدِ : البِرْجاسُ بالبَاءِ . والشِّعْر لسَعْدِ بنِ المُنْتَخِرِ البَارِقِيِّ رواه المُؤَرِّخُ هكذا بالبَاءِ وقد تَقَدَّم في موضعِه
النَّرْجِسُ بالكسرِ من الرَّياحِينِ معروفٌ هكذا ذَكَرَه ابنُ سِيَده في الرُّباعِيّ وذَكَرَه في الثُّلاثِيّ بالفَتْحِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هنا ويُقَال : بالفَتْح وكسر النُّون إِذا أُعْرِبَ أَحْسَنُ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَمّا فِعْلِلٌ فلم يَجِيءْ منه إِلاَّ نِرْجِسٌ وقد ذكره النَّحْوِيُّونَ في الأَبْنِيَةِ وليس له نَظِيرٌ في الكَلاَمِ فإِنْ جَاءَ بِنَاءٌ على فِعْلِلٍ في شِعْرٍ قَدِيمٍ فارْدُدُه فإِنّه مَصْنُوعٌ وإِنْ بَنَى مُوَلِّدٌ هذا البِنَاءَ وإسْتَعْمَلَه في شِعْرٍ أَو كلامٍ فالرَّدُّ أَوْلَى به . وقد مَرَّ ذِكْرُه في ر ج س . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه : النَّرْجِسِيَّةُ مِن الأَطْعِمَة معرُوفَةٌ : وهي أَنْ تُدَبَّرَ كتَدْبِيرِ المُدَقَّقَةِ ثُمّ يُجْعلَ عليها البَيْضُ عُيُوناً وتُزَيَّنَ بالفُسْتُقِ واللَّوْزِ . نقلَه الصّاغَانِيُّ رحمه اللهُ تعالَى
المَرَسَةُ مُحَرَّكَةً : الحبْلُ لتَمَرُّسِ قُوَاه بَعْضِها على بَعْضٍ ج مَرَسٌ بغير هاءٍ وجج أَي جَمْعُ الجَمْعِ أَمْرَاسٌ قال :
يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... منَ المطْعِمَات اللَّحْمِ غَيْرِ الشَّوَاحِنِ ومَرِسَتِ البَكَرَةُ كفَرِحَ تَمْرَسً مَرَساً فهِي مَرُوسٌ كصَبُورٍ إِذا كانَ من عادَتِهَا أَنْ يَمْرُسَ أَي يَنْشَبَ حَبْلُها بَينَهَا وبَيْنَ القَعْوِ قال :
" دُرْنَا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ
" لاَ ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ ومَرَسَ الحَبْلُ كنَصَر يَمْرُسُ مَرْساً : وَقَع في أَحَد جانِبَيْهَا بَيْنَها وبَيْنَ الخُطَّافِ هكذا قيَّدَه أَبو زِيادٍ الأَعْرَابيُّ . ومَرَسَ الصَّبِيُّ إِصْبَعَهُ يَمْرُسُ مَرْساً لُغَةٌ في مَرَثَها بالثاءِ المُثَلَّثَةِ أَو لُثْغَةٌ . ومَرَسَ يَدَه بالمِنْدِيلِ : مَسَحَهَا . ومَرَسَ التْمرَ في الماءِ يَمْرُسُه نَقَعَهُ ودَلَكه في الماءِ ومَرَثَه باليَدِ . قاله ابنُ السِّكِّيت . وفَحْلٌ مَرَّاسٌ كشّدَّادٍ : ذُو مِرَاسٍ بالكَسْرِ : أَيْ شِدَّة العِلاجِ وقال الصاغَانيُّ : أَي ذُو مِرَاسٍ شَدِيدٍ . ومِن المَجَازِ : بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ لَيْلَةٌ مَرَّاسَةٌ لا وَتِيرَةَ فِيهَا أَي بَعِيدَةٌ دَائِبَة السَّيْرِ جُزْنَاهَا قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ . المَرِيسُ كأَمِيرٍ : الثَّرِيدُ لأَنَّ الخُبْزَ يُمْرَسُ فيه حتَّى يَنْمَاثَ والمَرِيسُ : التَّمْرُ المَمْرُوسُ في الماءِ أَو اللَّبَنِ هكذا هو في النُّسَخِ فإِنْ صَحَّ فلا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ في الماءِ كما في الأَسَاسِ والعُبَابِ . والمَرْمَرِيسُ : الدَّاهِيَةُ وِالدَّرْدْبِيسُ وهو فَعْفَعِيلٌ بتكرير الفاءِ والعَين ويُقَالُ : دَاهِيَةٌ مَرْمَرِيسٌ أَي شَدِيدَةٌ وقال مُحَمَّد بنُ السَّرِيِّ : هو من المَرَاسَةِ . والمَرْمَرِيسُ : الدَّاهِي من الرِّجالِ وتَحْقيرُه : مُرَيْرِيسٌ قال سٍيبَوَيْه : كأَنَّهُم حَقَّروا مَرَّاساً قال ابنُ سِيدَه : وقالوا : مَرْمَرِيتٌ فلا أَدْري أَلُغَةٌ أَم لُثْغَةٌ . وقال ابنُ جِنِّى : ليس من البَعِيد أَنْ تكونَ التاءُ بَدَلاً من السِّين كما أُبْدِلتْ منها في سِتّ ونَظَائِرِه . والمَرْمَرِيسُ : الأَمْلَسُ ذكره أَبو عُبَيْدَةَ في باب فَعْلَلِيلٍ ومنه قولُهم في صِغَة فَرَس : والكَفَلُ المَرْمَرِيس قال الأَزْهَرِيّ أُخِذَ المَرْمَريسُ من المَرْمَرِ : وهو الرُّخَامَ الأَمْلَسُ وكَسَعَهُ بالسِّينِ تَأْكيداً . والمَرْمَرِيسُ : الطَّوِيلُ من الأَعْنَاقِ . والمَرْمَرِيسُ : الصُّلْبُ قال رُؤْبَةُ :
" كَدّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِيساً وقال ابنُ عَبّادٍ : المَرْمَرِيسُ : هي أَرْضٌ لا تُنْبِتُ شَيْئاً لِصَلابَتِهَا . ومِرِّيسَةُ كسِكِّينَة : ة بالصَّعِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا الخَمْرُ ومِنْهَا بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المِرِّيسِيُّ من المُتَكَلِّمِينَ هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه غيرُه فقال : مَرِيسُ كأَميرٍ : مِن بُلْدَانِ الصَّعِيد وقال أَبو حَنِيفَةَ رحمه الله تعالَى : مَرِيسٌ أَدْنَى بِلادِ النُّوبَةِ التي تَلِي أَرْضَ أُسْوَانَ هكذا حكاه مَصْرُوفاً وخَالَفَه الصّاغَانِيُّ فقال : المَرِيسَةُ : جَزِيرَةٌ ببلادِ النُّوبَةِ يُجْلَبُ مِنها الرَّقِيقُ . والصَّوابُ ما قَالَهُ أَبو حنيفةَ وهي الّتي مِنها بِشْرُ بنُ غِياثٍ على الصَّحِيح فتأَمَّلْ . والمِرْمِيسُ بالكَسْر : الكَرْكَدَّنُ عن ابنِ عَبّادٍ . والمَارِسْتانُ بفتح الراءِ : دارُ المَرْضَى وهو مُعَرَّبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن يَعْقُوبَ . قلت : وأَصلُه بِيمَارِسْتَانُ بكسر الموحَّدَة وسكون اليَاءِ بعدَهَا وكسر الراءِ ومعناه : دارُ المَرْضَى كما قَالَهُ يَعْقُوبُ قال : بِيمَار عندهم هو المَرِيضُ وأُسْتان بالضّمَ : المَأْوَى كما حَقَّقَه مُوبَذ السَّرِيّ ثمّ خُفِّف فَحُذِفَتِ الهَمْزَةُ ولَمّا حَصَلَ التَّرْكيبُ أَسْقَطُوا الباءَ واليَاءَ عند التَّعْريب وقد نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثينَ . وأَمْرَسَ الحَبْلَ إِمْرَاساً : أَعَادَهُ إِلى مَجْرَاه يقال : أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَي أَعِدْه إِلى مَجْرَاهُ قال الرّاجزُ :
" بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ
" بَيْنَ حَوَامِي خَشَبَات يُبَّسِ
" إِمّا عَلَى قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ أَرَاد مَقَاماً يُقَالُ فيه : أَمْرِسْ وقد تقدَّم في ق ع س . أَو أَمْرَسَه : أَزَالَه عَن مَجْراه وذلكَ إِنْ أَنْشَبَه بَيْنَ البَكَرةِ والقَعْوِ فيكونُ بمَعْنَيَيْنِ مُتَضادَّيْن وقد أَغْفَلَ عنه المُصَنِّفُ والعَجَبُ منه وقد ذَكَره الجوْهَريُّ وصَرَّحَ بالضِّدِّيَّة حيث قال : وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بَيْنَ البَكَرةِ والقَعْوِ قلْت : أَمْرَسْتُه وهو من الأَضْداد عن يَعْقُوب قال الكُمَيْت :
سَتَأْتيكُمْ بمُترَعَةٍ ذُعَافاً ... حِبَالُكُمُ الَّتي لا تُمْرِسُونَاأَي الَّتي لا تُنْشِبُونها إِلى البَكَرَة والقَعْو . ومَارَسَهُ مُمَارَسَةً ومِرَاساً : عَالَجَهُ وزَاوَلَهُ فهو مُمَارِسٌ عن ابنِ دُرِيْدٍ . وبَنُو مُمَارِسٍ : بَطْنٌ من العَرَبِ قاله ابنُ دُرَيْد . وتَمَرَّسَ بالشَّيْءِ وإمْتَرَسَ : احْتَكَّ به . يُقَال : تَمَرَّسَ البَعِيرُ بالشَّجَرةِ إِذا إحْتَكَّ بهَا منْ جَرَبٍ أَو أُكَالٍ . وقيل : التَّمَرُّسُ : شِدَّةُ الإلْتواءِ والعُلُوقِ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ . والمُتَمَرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن الصُّحَارِيُّ والمُتَمَرِّسُ بنُ ثالِخ بنِ نَهِيكٍ العُكْلِيّ : شاعِرَانِ كذا في ا لعُبَاب . وتَمَارَسُوا في الحَرْبِ : تَضَارَبُوا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيّ عن ابن دُرَيْدٍ وهو يَرْجِعُ إِلى مَعْنَى المُمَارَسَةِ وهو شِدَّةُ العِلاج . والمَرَاسَةُ : الشَّدَّةُ ويُقَال : رَجُلٌ مَرِسٌ : بَيِّنٌ المَرَسِ والمَرَاسَةِ . ومُرْسِيَةُ بالضَّمّ مُخَفَّفَةً : د إِسْلاَمِيُّ بالمَغْرِب شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ وقيل : مِن أَعْمَالِ تُدْمِيرَ بَنَاه الأَمِيرُ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ كَثِيرُ المَنَازِهِ والبَسَاتِينِ قال شَيْخُنَا : إستَعْمَلَ المَنَازِهَ هنَا وأَنكره في ن ز ه ثمّ الضَّمُّ الذِي ذَكَرَه المُصَنّفُ رحمه الله هو الّذِي ذَكَرَه الأَمِيرُ وغيرُه وقالَ ابنُ السَّمْعَانِيّ : كنتُ أَسْمَعُ المَغَارِبَةَ يَفْتَحونَها . ومن هذا البَلَدِ أَبو غَالِبٍ تَمَّامُ بنُ غَالِبِ بنِ التَّيّانِيِّ اللُّغَوِيُّ صنَّفَ في عِلْمِ اللُّغَةِ كِتَابَاً نَفِيساً مُفِيداً ولمّا تغَلَّب أَبُو إِسْحَاقَ على مُرْسِيَةَ أَرسل إِليهِ أَلْفَ دِينَارٍ على أَنْ يَكْتُبَ اسْمَه عليه فَأَبَى وقالَ : لو بَذَلْتَ لي الدُّنْيَا ما وَضَعْتُ إِنّمَا كتبتُه لكُلِّ طالِبِ عِلْمٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المَرَسُ مُحَرِّكَةً والمِرَاسُ بالكسرِ : الممُارَسَةُ وقد مَرِسَ مَرَساً كفَرِحَ . ويقال : إِنّه لَمَرِسٌ حَذِرٌ . أِي شَدِيدٌ مُجَرِّبُ الحُرُوبِ . ويقال : هُم علَى مَرِسٍ وَاحِدٍ ككَتِفٍ وذلك إِذا إستَوتَ أَخْلاقُهُمْ . وجَمْعُ المَرِسِ : أَمْرَاسٌ وهم الأَشِدَّاءُ الذِين جَرَّبُوا الأُمُورَ ومَارَسُوهَا ومِنْهَا الحَدِيثُ : أَما بَنُو فُلانٍ فحَسَكٌ أَمْرَاسٌ . والمَرْسُ بالفَتْحِ : الدَّلْكُ والإِدافَةُ . وتَمَرَّس الرَّجُلُ بدِينِه إِذَا لَعِبَ بِه وتَعَبَّثَ به كما في الحَدِيثِ وهو مَجَازٌ وقِيلَ : هو مُمَارَسَةُ الفِتَنِ ومُثَاوَرَتُهَا والخُرُوجُ على الإِمامِ . ويُقَال : ما بِفُلانٍ مُتَمَرَّسٌ إِذا نُعِتَ بالجَلَدِ والشِّدَّةِ حتى لا يُقَاوِمَه مَن مَارَسَه : لأَنَّه قد مَارَسَ النَّوَائِبَ والخُصُومَاتِ وهو مَجَازٌ ويُقَالُ ذلك أَيضاً للشَّحِيح الَّذِي لا يَنَالُ منه مُحْتَاجٌ وهو مَجَازٌ أَيضاً وذلك لِتَمَرُّسٍ به . وهو يَقْضِبُ الأَمْرَاسَ مِن مَرَحِه أَي الحِبَالَ وهو مَجَازٌ والبَعِيرُ يَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَةِ : يَأْكُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ يَتَمَرَّسُ بِي أَي يَتَعَرَّضُ لِي بالشَّرِّ وهو مَجَازٌ . وبَنُو مُرَيْسٍ كزُبَيْرٍ : بَطْنٌ مِن العَرَبِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال أَبو زيد : يُقَالُ للرَّجُلِ الَّلئيم الَّذِي لا يَنْظُر إِلى صاحِبِه ولا يُعْطي خَيْراً : إِنّه لَيَنْظُرُ إِلى وَجْهٍ أَمْرَسَ أَمْلَسَ أَي لا خَيْرَ فيه ولا يَتَمَرَّسُ به لأَنّه صُلْبٌ لا يُسْتَغَلُّ منه شيءٌ . وتَمَرَّسَ بِه : ضَرَبَهُ قال :
" تَمَرَّسَ بِي مِنْ جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِمْ وإمْتَرَسَتِ الأَلْسُنُ في الخُصُومَاتِ : تَلاَجَّتْ وأَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً وهو مَجازٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً وأَنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قُرُبَتْ منه بِمَنْزِلَةِ مَن يَحْتَكُّ بالشْيءِ :
فنَكِرْنَه فنَفَرْنَ وإمْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجَاءُ هَادِيَةٌ وهَادٍ جُرْشُعُقال السُّكَّرِيّ : الهَوْجَاءُ : الأَتَانُ وإمْتَرَسَتْ به : جَعَلَتْ تُكَادِمُه وتُعَالِجُه . ويقال : إمتَرَسَ بها : نِشِبَ سُهْمُه فيها . والمَرَسَةُ مُحَرَّكةً : حَبْلُ الكَلْبِ والجَمْعُ كالجَمْعِ هكذا ذكرَه طَرَفَةُ في شِعْرِه . وتَمَرَّسَ به : تَمَسَّحَ . والمُمَارَسَةُ : المُلاعَبَةُ وهو مَجَازٌ ومنه حَدِيثُ علّي رضى الله عَنْه : زَعَمَ أَنِّي كُنْتُ أُعَافِسُ وأُمَارِسُ أَي أُلاعِبُ النِّسَاءَ . والمَرْسُ بالفَتْح : السَّيْرُ الدّائِمُ . وقالُوا : أَمْرَسُ أَمْلَسُ فبَالَغُوا فيه كما قالُوا : شَحِيحٌ بَحِيحٌ رواه ابنُ الأَعْرَابِيِّ . وتَمَرَّسَ بالطِّيبِ : تَلَطَّخَ به وهو مَجازٌ . والمَرِيِسِيَّةُ : الرِّيحُ الجَنُوبُ الَّتِي تأْتِي مِن قِبَلِ الجَنُوبِ . والمِرَاسُ : داءٌ يَأْخُذُ الإِبِلَ وهو أَهْوَنُ أَدْوائِهَا ولا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا عنِ الهَجَرِيِّ . ودَرْبُ المَرِّيسِيّ : ببَغْدَادَ منسوبٌ إلى بِشْرِ بن غياثٍ نقلَة الصاغانيّ وأَبُو الرِّضا زَيْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِبرَاهِيمَ الخِيَمِيُّ المُرَيِّسِيُّ مُصَغَّراً مُشَدَّداً حَكَى عنه السِّلَفِيُّ . ومَرَسُ مُحَرَّكَةً : مَوْضِعٌ هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ وقال ابنُ السَّمْعَانِيّ : مَرْسُ بفتحِ المِيمِ : قَرْيَةٌ من أَعْمَالِ المَدِينَةِ ونُسِب إِليهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسماعِيلَ بنِ القاسمِ بنِ إِسماعِيلَ العَلَوِيُّ رَوى عن أَبِيه عن جَدّه هكذا نَقَلَ عنه الحافِظُ . قلتُ : وهو تَحْرِيفٌ قَبيحٌ فأِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ المَذْكُورَ إِنَّمَا يُقَالُ له : الرَّسِّيُّ بالرّاءِ والسِّين والمُشَدَّدة لأَنَّ جَدَّه القاسِمَ كان يَنْزِلُ جَبَلَ الرَّسِّ بالمَدِينَةِ فيقَالُ لأَوْلاَدِه : الرَّسِّيُّون وقد تقدَّم ذلِكَ والعَجَبُ من الحافِظِ كيفَ سَكَتَ على هذا : ومَرْسِينُ بالفَتح وكسر السّين : شَجَرةٌ الآسِ وهو رَيْحَانُ القُبُورِ مِصْرِيَّةٌ أَو مَحَلُّها النُّونُ . والمَرْسُ : أَسْفَلُ الجَبَلِ وحَضِيضُه يَسِيلُ فيه المَاءُ فيَدِبُّ دَبِيباً ولا يَحْفِرُ وجَمْعه أَمْراسٌ والشّين لغةٌ فيه . قاله ابنُ شَمَيْلٍ . ومُرَيْسُ كزُبَيْر : قَرْيَةٌ