رَصدَهُ بالخير وغيرِه يَرْصُده رَصْداً بفتح فسكون على القياس وَرَصَداً محرَّكَةً على غير قياس كالطَّلَبِ ونحوهِ : رَقَبَهُ فهو راصِدٌ كَتَرَصَّدَهُ وارْتَصَدَه . والرَّاصِدُ بالشيءِ : الراقِبُ به ولذلك سُمِّيَ به الأَسَدُ . والرَّصِيدُ : السَّبُعُ الذِي يَرْصُدُ الوُثُوبَ أَي يترقَّبُ ليَثَِ . والرَّصُودُ كَصَبُور : ناقةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا من الإِبل لِتَشْرَبَ هِي وفي الأَساس والمحكم : ثم تَشْرَبُ هي . ورَوَى أَبو عُبَيد عن الأَصمعيِّ والكسائيّ : رَصَدْت فُلاناً أَرصُده إذا تَرَقَّبْته . وأَرْصَدْتُ له : أَعْدَدْتُ . قلتُ : وبه فَسَّر بعضُ المفسرين قوله تعالى : " والذين اتَّخَذُ مَسْجِداً ضراراً وكُفْراَ وتفْريقاً بَيْن المؤْمنين وإِرصاداً لمَنْ حَارَبَ الله ورَسُولَهُ " . قالوا : كان رجلٌ يقال له أبو عامر الراهبُ حاربَ النبي صلى الله عليه وسلم ومَضى إلى هِرَقْلَ وكانَ أَحَدَ المنافقين فقال المنافقون الذين بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار : نَقْضي فيه حاجَتَنَا ولا يُعَاب علينا إذا خَلَوْنا ونَرْصُدُه لأَبي عامر مَجيئَه من الشام أَي نُعدّه . قال الأَزهريُّ : وهذا صحيح من جهة اللّغَة . وقال الزجّاج : أَي ننتظر أَبا عامر حتى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فيه . والإِرْصاد : الانتظار . ومن المجاز : أَرْصَدتُ له : كافَأْتُهُ بالخَيْر هذا هو الأَصل أَو بالشَّرِّ جعلَه بعضُهُم فيه أيضاً . وأَنشد لعبد المطّلب حين أَرادت حليمةُ أن ترْحلَ بالنبيّ صلَّى الله عليه وسلّم إلى أَرضها :
" لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ
" احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ
" وحَيَّةٍ تُرْصِدُ في الهَواجِرِ فالحية لا تُرصيد إِلاّ بالشّرّ . ويقال : أَنا لك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك بهقال الليث : والمَرْصَدُ كمَذْهَب والمِرْصَادُ كمِفْتَاح الطَّرِيقُ كالمُرْتَصَدِ . قال الله عزّ وجلّ : " واقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد " . قال الفَرَّاءُ : معناه اقعُدوا لَهم على طريقِهم إلى البيتِ الحَرام . وقال اَبو منصور : على كلِّ طريق . وقال الله عزّ وجلّ " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ " معناه لَبِالطرِيق أَي بالطريق الذيم مَمَرُّك عليه . وقال الزّجَّاج : أَي يَرْصُد من كَفَر به وصَدَّ عنه بالعذاب . وقال ابن عَرَفَةَ : أَي يَرْصًد كلَّ إِنسان حتى يُجازيَه بفعْله . وعن ابن الأَنباريّ : المِرْصادُ : المكان الذي يُرْصَدُ فيه العَدوُّ كالمضْمَار المَوْضع الذي يُضَمَّر فيه الخيل من ميدان السِّباق ونحْوه . وجمع المَرْصَد : المَرَاصد . وقال الأَعمش في تفسير الآية : المِرْصَاد ثَلاثة جُسور خَلْفَ الصِّراط : جِسْرٌ عليه الأَمانَة وجِسْرٌ عليه الرَّحِم وجِسْرٌ عليه الرَّبُّ . والرُّصْدَة بالضّمّ : الزُّبْيَة . والرُّصْدة حَلْقَةٌ منْ صُفْر أو فِضَّة في حمائلِ السَّيْف يقال : رَصَدْت لها رُصْدَةً . وقال أبو عُبَيْدٍ : كان قبلً هذا المَطَرُ له رَصْدةٌ . الرَّصْدة بالفتح : الدٌّفعَة من المَطَر والجمع : رِصَادٌ . والرَّصَدُ مُحَرَّكةً : الرَّاصدُون ويقال المُرْتَصِدون وهو اسمٌ للجمع . وفي التنزيل : فإِنَّه يَسْلُك مِنْ بَيْن يَدَيْه ومِنْ خَلْفه رَصَداً " أَي إذا نَزلَ المَلَك بالوَحْي أَرسلَ الله معه رَصَداً يحفظون المَلَكَ من أَن يأْتيَ أَحدٌ من الجنّ فيَستمعَ الوَحْيَ فيُخْبرَ به الكَهَنَةَ ويُخْبِروا به النَّاسَ فيُساوُوا الأَنبياءَ . وقَومٌ رَصَدٌ كحَرَس وخَدَم وفُلانٌ يَخاف رَصَداً من قُدَّامه وطَلَباً من وَرائه : عَدُوّاً يَرْصُده . والرَّصَدُ : القليل من الكَلإِ كما قاله الجوهريّ . وزاد ابن سيده : في أَرض يُرْجَى لهاحَيَا الرَّبيع . والرَّصَد أَيضاً : القليل من المَطَرِ كالرَّصْد بفتح فسكون وقيل : هو المطرُ يأْتِي بعد المَطَرِ وقيل : هو المطرُ يَقَع أَوَّلاً لما يأْتي بعدَه وقيل : هو أَوَّل المَطَر . وقال الأَصمعيّ : من أَسماءِ المَطَرِ الرَّصْد . وعن ابن الأَعرابيّ : الرَّصَدُ : العٍهَأدُ تَرْصُد مَطَراً بعدَها قال : فإِن أَصابَها مَطَرٌ فهو العُشْب واحدتها عِهْدة واحدته رَصَدة ورَصْدة الأَخيرة عن ثعلب ج : أَرصاد عن أبي حنيفة وفي بعض أمَّهاتِ اللُّغة عن أَبي عُبيْدٍ : رِصَادٌ ككِتَأبٍ . ويقال : أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ كمُحْسِنة : بها شيءٌ مِن رَصَدٍ أَي الكلإِ ويقال : بها رَصَدٌ من حَياً . أَو المُرْصِدة : هي التي مُطِرَتْ وتُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ قاله أَبو حنيفةَ . ويقال : رُصِدَت الأَرضُ فهي مَرصودة أَيضاً : أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ . وقال ابن شُمَيْل إِذا مُطِرت الأَرض في أَوَّل الشتاءِ فلا يقال لها : مَرْتٌ لأَن بها حينئذ رَصْداً والرَّصْدُ حينئذ : الرّجاءُ لها كما تُرْجَى الحامِل . وقال بعض أَهلِ اللُّغَةِ : لا يقال مَرْصودَةٌ ولا مُرْصَدَة إِنما يقال : أَصابَها رَصْد ورَصَدٌ . ورًضِّدُ بضمّ الراءِ وسكون الصّاد المشدَّدة هكذا في النُّسخ والصواب : كسر الصاد المُشَدّدة كما هو نصُّ التكملة : ة باليمن من أَعمال بَعْدَانَ
ومما يستدرك عليه : الرَّصِيد : الحَيَّةُ التي تَرصُدُ المارَّةَ على الطَّرِيقِ لتَلْسَعَ
وفي الحديث : " فأَرْصَدَ اللهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً " أَي وَكَّلَه بِحِفْظها . وتَرصَّدَ له : قَعَدَ له على طَرِيقه . وراصَدَه : رَاقَبَه . والمَرْصَد : موضع الرَّصْد . وقَعَد له بالمَرْصَد والمرتصَد والرَّصَد كالمِرْصاد . ومَرَاصِدُ الحَيّأت مكَامِنُها . وقال عرَّام : الرَّصائد والوصائد : مَصايدُ تُعَدُّ للسِّباع . ومن المجاز قولُ عَدِيّ :
" وإِنَّ المَنَايا لِلرِّجالِ بمَرْصَدِومن المجاز أَيضاً : أَرْصَدَ الجَيْشَ للقِتَال والفَرسَ للطِّراد والمالَ لأَدائه الحقَّ : أَعدَّه لذلك . وارتَصدَ لك العقوبة . ويَرْصُد الزكاةَ في صلَة إخوانه : يَضَعُهَأ فيها على أَنّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهم من الزّكاة . ولا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرٍّ : أَكافئك بما كان منك . وهي المَرَّات من الرَّصد الذي هو مصدر أَو جمع الرَّصْدة التي هي المَرَّة . كما في الأَساس . ونقل شيخُنا عن العناية : وإِرصادُ الحِسَابِ : إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارهُ انتهى
ورُوِيَ عن ابن سِيرينَ أَنه قال : كانوا لا يَرْصُدون الثِّمارَ في الدَّيْنِ وينبغي أَن يُرْصَد العَيْنُ في الدَّينِ . وفسَّره ابنُ المبارك فقال : مَن عليه دَيْن وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عليه الزَّكاةُ وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً ففيها العُشْرُ
الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ بكسرهما عَجْمُ الزَّبِيبِ وعَجْمُ العِنَبِ وهو العُنْجُد أَيضاً وقد تقدم كالفِرْصادِ بالكسر أَيضاً وكان يَنبِغي التنبيهُ فإن الإطلاقَ يقتضِي الفتح . وهو أَي الفِرْصاد : التُّوتُ أَو حَمْلُه أَو أَحْمَرُهُ وقال اللَّيْثُ : الفِرْصَادُ : شَجَرٌ معروف . وأَهلُ البَصرةِ يُسَمُّون الشَّجَرَ فِرْصاداً وحَمْلَه التُّوثّ وأَنشد :
كأَنَّما نَفَضَ الأحمالَ ذاوِيَةً ... على جَوَانِبِه الفِرْصادُ والعِنَبُ أَرادَ بالفِرْصَادِ والعِنَبِ الشَّجَرَتَيْنِ لا حَمْلَهُما أَرادَ : كأنما نَفَضَ الفِرْصَادُ أَحْمَالَه ذَاوِيَةً - نصب على الحالِ - والعِنَبُ كذلك شَبَّه أَبْعَارَ البَقَرِ برِحَبِّ الفِرْصَادِ والعِنَبِ . والفِرْصاد : صِبغْ أَحْمَرُ قال الاَسودُ بن يَعْفُرَ :
ولقد لَهَوْتُ وللشَّبابِ بَشَاشةٌ ... بِسُلافَةٍ مُزِجَتْ بماءٍ غَوادِي
يَسْعَى بها ذُو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ ... قَنَأَتْ أَنامِلُهُ من الفِرْصَادِ والتُّومَة : الحَبةُ من الدُّرِّ والسُّلافَةُ : أَوّلُ الخمرِ . والغَوَاديِ : السحَائِبُ تأْتي غُدْوَةً
عَرفْتَ من هندَ أَطلالاً بذي التُّودِ ... قَفْراً وجَاراتِهَا البِيض الرَّخَاوِيدِ قال الأَزهريّ : وأَمّا التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ وهي الخَشَبات الّتي تُشَدُّ على أَخلاف النّاقةِ إِذا صُرَّت لئلاّ يَرضَعَها الفَصيلُ قال : ولم أَسمع لها بفعْلٍ وليسَت التاءُ بأَصليّة في هذا ولا في التُّؤدة بمعنى التَّأَنِّي في الأَمر . قلت : والتَّاوُدُ بضمّ الواو : مَوضعٌ في المغرب أَو جَبلٌ فلينظرْ . ومما يستدرك عليه : تمرد
ففي التهذيب في الرُّباعيّ عن ابن الأَعرابيّ : يقال لبُرْجِ الحَمام التِّمرادُ وجمْعه التَّماريد وقيل : التمارِيد : مَحاضِينُ الحَمام في بُرْجِ الحَمامِ وهي بُيوتٌ صِغارٌ يُبنَى بعضُها فوق بعضٍ
مَرَدَ على الأَمْر كنَصَرَ وكَرُم يَمْرُد مُرُداً ومُرُودَةً . بضمّهما ومَرادَةً بالفتح . فهو مارِدٌ ومَرِيدٌ وتَمَرَّدَ فهو مُتَمَرِّدٌ : أَقْدَمَ وفي اللسان : أَقْبَلَ وعَتَا عُتُوًّا وقال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : مَرَدَ الإِنسانُ والسلطَانُ أَي كنصر مَرَادَةً : عَتَا وعَصَى ومَرُدَ أَيضاً كذلك وفي الأَساس : المارِد : هو العاتِي وهو مَارِدٌ مِن المُرَّادِ وتَمَرَّدَ وشَيْطَانٌ مَرِيدٌ ومِرِّيدٌ ونقَل شَيْخُنا عن بعضِ أَئِمّة اللُّغَةِ مَرُدَ كخَبُثَ وَزْناً ومَعْنًى أَو هُوَ أَي المُرُودُ تَأْوِيلُه : أَن يَبْلُغَ الغَايَةَ التي يَخْرُجُ بها مِن جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذلك الصِّنْفُ مُرَّادٌ كما في الأَساس ومَرَدَةٌ مُحَرَّكةً جمع مارِدٍ ومُرَدَاءُ جمع مَرِيدٍ كحُنْفَاءَ وشَيْطَانٌ مَرِيد ومارِدٌ واحِدٌ وهو الخَبِيثُ المُتَمَرِّدُ الشِّرِّير وفي حديث رمضان وتُصَفَّدُ فيه مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ . ومَرَد على الشَّرِّ وتَمَرَّدَ : عَتَا وطَغَا قال أَبو تُراب : سمعْت الخُصَيْبِيَّ يقول : مَرَدَه وهَرَدَه إِذا قَطَعَه وهَرَطه : مَزَّقَ عِرْضَهُ كَهَرَدَه . مَرَدَ على الشيْءِ مُرُوداً : مَرضنَ واستَمَرَّ ومَرَدَ على الكلامِ أَي مَرَن عليه لا يَعْبَأُ به وأَصلُ معنَى التَّمرُّدِ التَّمَرُّنُ أَي الاعْتِيَادُ كما نقلَه بعضهم قال الله تعالى " وَمِنْ أَهْل المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ قال الفَرَّاءُ : يُريد : مَرَنُوا عليه وجُرِّبوا كقولك : تَمَرَّدُوا . وقال ابنُ الأَعرابيّ : المَرْدُ : التَّطَاوُلُ بالكِبْرِ والمَعَاصِي ومنه قوله تعالى " مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ أَي تَطَاوَلُوا . وفي المُفْرَدات للرَّاغِب : هو مِن قَوْلِهم : شَجَرَةٌ مَرْدَاءُ أَي لا وَرَقَ عليها أَي أَنَّهُم خَلَوْا عن الخَيْرِ . مَرَدَ الصَّبيُّ الثَّدْيَ أَي ثَدْيَ أُمِّه مَرْداً : مَرَسَه وفي الأَفعال لابن القطّاع : مَصَّه . مَرَدَ الخُبْرَ والتَّمْرَ في الماءِ يَمْرُدُه مَرْداً أَي مَاثَه حتى يَلِينَ . وفي المحكم : أَنْقَعَهُ وهو المَرِيدُ وقال الأَصْمَعِيُّ : مَرَذَ فُلانٌ الخُبْرَ في الماءِ أَيضاً بالذال المعجمة ومَرَثَه إِذا لَيَّنَه وفَتَّنَه
عن ابن الأَعرابيّ : المَرَدُ : نَقَاءُ الخَدَّيْنِ مِن الشَّعر ونَقَاءُ الغُصْنِ مِن الوَرَقِ والأَمْرَدُ : الشابُّ الذي طَرَّ شَارِبُه ولمْ يَنْبُتْ وفي بعض الأُمهات : ولم تَبْدُ لِحْيَتُه بَعْدُ وقد مَرِدَ كفَرِحَ مَرَداً ومُرُودَةً . وتَمَرَّدَ : بَقِيَ زَماناً ثم الْتَحَى بعد ذلك وخَرَجَ وَجْهُه وفي حديث مُعَاوِيَة تَمَرَّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً وجَمَعْتُ عِشرِينَ ونَتَفْتُ عِشرِين وخَضَبْتُ عِشْرِين وأَنا ابنُ ثَمَانينَ أَي مَكَثْتُ أَمْرَدَ عشرينَ سَنَةً ثم صِرْتُ مَجْتَمِعَ اللِّحْيَةِ عشرِينَ سنَةً . من المَجاز : المَرْدَاءُ : الرَّمْلَةُ المُتَسَطِّحَةُ لا تُنْبِتُ . والمَرْدَاءُ بِعَيْنِهَا رَمْلَةٌ بِهَجَرَ لا تُنْبِتُ شيئاً قال أَبو النَّجْمِ :
" هلاَّ سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْدَاءِ هَجَرْ
" وزَمَنَ الفِتْنَةِ مَنْ سَاسَ البَشَرْ
" مُحَمَّداً عَنَّا وعَنْكُمْ وعُمَرْ وقال ابنُ السِّكّيت : المَرَادِي : رِمَالٌ بِهَجَرَ مَعروفَةٌ واحدتها مَرْدَاءُ قال ابنُ سِيدَه : وأَرَاهَا سُمِّيت بِذلك لِقِلَّة نَبضاتِها قال الراعِي :
فَلَيْتَكَ حَالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كُلُّه ... ومَنْ بِالمَرَادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَمَاوقال الأَصعيّ : أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادٍ وهي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة لا يُنْبَتُ فيها ومنها قيل للغلامِ أَمْرَدُ وقال الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابن السِّكِّيت . من المَجاز : المَرْدَاءُ : المَرْأَةُ لا اسْتَ لَهَا هكذا بالهمزة والسين المهملة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة في نُسختنا ويُؤَيّده أَيضاً قولُ الزمخشريِّ في الأَساس : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لم يُخلَق لها اسْتٌ . وهو تصحيف والذي في اللسان والتكملة : وامرأةٌ مَرْدَاءُ : لا إِسْبَ لهَا . بالبَاءِ الموحّدة . ثم قال : وهي شِعْرَتُها . وفي الحديث : " أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ " . من المجاز : المَرْدَاءُ : الشِّجَرَةُ لا وَرَقَ عَلَيْهَا وغُصْنٌ أَمْرَدُ كذلك وقال أَبو حنيفة : شجَرةٌ مَرْدَاءُ : ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ وغُلامٌ أَمردُ بَيِّنث المَرَدِ بالتحريك ولا يقال : جارِيَةٌ مَرْدَاءُ ويقال : شَجَرَة مَرْدَاءُ ولا يُقال غُصْنٌ أَمْرَدُ وقال الكسائيُّ : شَجَرةٌ مَرداءُ وغُصنٌ أَمْرَدُ : لا وَرَقَ عليهما . قلت : وإِنكارُ غُصن أَمْرَد رُوِي عن ابنِ الأَعرابيّ
مَرْدَاءُ : بِنَابُلُسَ ويُقْصَرُ كما هو المشهور على الأَلْسِنة خرج منها الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون منهم العَلاَّمة قاضي القُضَاءِ جَمَالُ الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف الأَحكام وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر ابن سالمِ بن سَلْمَان المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ مِن شيوخِ التَّقِيِّ السُّبْكّيِ تُوفّيّ بِمَرْدَا سنة 719 ، وكذلك أَبو بكر كان من المحدِّثين . ومُرَيْدَاءُ مُصَغَّرَّا ممدوداً : بالبَحْرَينِ . والتَّمْرِيدُ في البِنَاءِ : التَّمْلِيسُ والتَّسْوِيَةُ التَّطِيينُ . وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ كمُعَظَّمٍ : مُطَوَّلٌ وقال أَبُو عُبَيْدٍ : المُمَرّضد : بِنَاءٌ طَوِيلٌ . قال أَبو منصور : ومنه قوله تعالى " صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ " وقيل : المُمَرَّد : المُمَلَّس ومنه الأَمْرَد لِلِينِ خَدَّيْهِ كذا في زوائد الأَمَالِي اللقالي . والمارِدُ : المُرْتَفِعُ من الأَبْنِيَةِ . المارِد : العَاتِي وفي حديثِ العِرْبَاضِ وكانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً أَي عاتِياً شِديداً . وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ والشياطينِ مارِدٌ : قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافِ خَيَاشِيمِ الجَبَلِ المَعْرُوفِ بالعَارِض باليَمَامَةِ وفي المَرَاصد : مارِدٌ : مَوْضِعٌ باليمامة
مَارِدٌ : حِصْنٌ بِتَيْمَاءَ كِلاهما بالشَّام كذا في المحكم وفي التهذيبِ : وهما حِصْنَانِ في بِلادِ العَربِ قال المُفَضَّلُ : قَصَدَتْهُما الزَّبَّاءُ فعَجَزَتء عن قِتَالِهِما فقالَتْ : تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ غَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ وهو مَجَازٌ وأَورده المَيْدَانيُّ في مُجمَعِ الأَمثالِ وقال : مارِدٌ : حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ والأَبْلَقُ : حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ والأَبْلَقُ : حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا قيل : وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ مُخْتَلِفَة بأَرْضِ تَيْمَاءَ وهما حِصْنانِ عَظِيمانِ قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فلم تَقْدِر عليهما فقالَتْ ذلك فصارَ مَثَلاً لكُلِّ ما يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه وقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى في بلق . والتِّمْرَادُ بالكسر : بَيْتٌ صَغِيرٌ يُجْعَل في بَيْتِ الحَمَامِ بالتخفيف لِمَبْيَضِهِ فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فهو التَّمَارِيدُ وقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرِيداً وتَمَراداً بفتح التاءِ والتِّمْرَاد بالكسر الاسم . والمَرْدُ بفتح فسكونٍ : الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ أَو نَضِيجُه وقيل : هَنَوَاتٌ منه حُمْرٌ ضَخْمَةٌ أَنشد أَبو حنيفةَ :
كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها ... أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَاوالواحِدة مَرْدَةٌ . وفي التهذيب : البَرِيرُ : ثَمَرُ الأَراكِ فالغَضُّ منه المَرْدُ النَّضِيجُ الكَبَاثُ . المَرْدُ : السَّوْقُ الشديدُ والمَرْدُ : دَفْعُ المَلاَّحِ السفينةَ بالمُرْدِيِّ بالضمِّ اسم لِخَشَبَةٍ أُعِدَّت للدَّفْعِ والفِعْل يَمْرُد وفي الأَفْعَال وهي المِجْدَافُ قال رؤبة :
إذَا أَصْمَأَكَّ أَخْدَعَاهُ ابْتَدَّا ... صَلِيفَ مُرْدِيٍّ ومُصْلَخِدَّا ومُرَادٌ كغُرضابٍ : أَبو قَبِيلَةٍ من اليمن وهو مُرَاد بن مالِكِ بن زيدَ ابن كَهْلاَن بن سَبَإٍ وكان اسْمُه يَحَابِرِ فَسُمِّيَ مُرَاداً لأَنّه تَمَرَّدَ وقال ابنُ دُرَيْد : يَحَابِر جمْ يَحْبُورَة وسُمِّيَ مُرَاداً لأَنّه أَوَّل مَن مَرَدَ باليَمَن . وفي المصباح مُرَاد قَبِيلةٌ مِن مَذْحِج . قلت ومَذْحِج هو مالك بن زَيْد المُتَقدّم ذِكْرُه في التهذيب وقيل إِن نَسبهم في الأَصل من نِزار . المَرادُ كسَحَابٍ وكَتَّانٍ العُنُقُ وعلى الأَوّل اقتصرَ الجَوْهَرِيّ مَرارِيدُ . ومارَدُونَ : قَلْعَةٌ أَي معروفة على قُنَّةِ جَبَلِ الجَزِيرة مُشْرِفَة على بلادٍ كثيرةٍ وفضاءٍ واسِعٍ تَحْتَهَا رَبَضٌ عَظِيم فيه أَسواقٌ ومَدارِسُ ورُبُطٌ ودُورُهم كالدَّرَجِ وكلُّ دَرْبٍ يُشْرِف على ما تَحْتَه من الدُّورِ والماءُ عندهم قليلٌ وأَكثرُ شُرْبِهم من الصهاريج التي يُعِدُّونها في بُيوتهم كذافي المراصد . تقول في النَّصْبِ والخَفْضِ مَارِدِينَ أَي إِنه مُلْحَق بجمع المُذِكّر السالم في الإِعراب كصِفِّينَ وفِلَسْطِينَ ونَحوِهما . قال شيخنا : ومنهم من يُلْزِمُها اليَاءَ كَحِينٍ ومنهم من يُلْزِمها الواوَ وفتحَ النون . والمَرِيدُ كأَمير : التَّمْرُ يُنْقَعُ في اللَّبَنِ حتى يَلِينَ وقد مَرِدَ كفَرِحَ : دَامَ على أَكْلِه وقال الأَصمعيُّ : ويقال لكُلِّ شْيءٍ دُلِكَ حتّى اسْتَرْخَى : مَرِيدٌ والتمْرُ يُلْقَى في اللَّبَن حَتَّى يَلِينَ ثم يُمْرَدُ باليَدِ : مَريدٌ . المَرِيدٌ أَيضاً : الماءُ بِاللَّبَنِ وبه فُسِّرَ قولُ النابِغَة الجَعْدِيّ :
" فَلَمَّا أَبَي أَنْ يَنْزِعَ القَوْدُ لَحْمَهنَزَعْتُ المَدِيدَ والمَرِيدَ لِيَضْمُرَا المِرِّيد كسِكِّيتٍ : الشديدُ المَرَادَةِ أَي العُتُوَّ مثل الخِمِّيرِ والسَّكِّير . مُرَيْدٌ كزُبَيْرٍ : بالمدينةِ شرَّفها اللهُ تعالى وهي أَطَمَةٌ لِبَنِي خَطْمَةَ وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث . ومُرَيْدق الدَّلاَّلُ أَبو حاتم روى عن أَيُّوبَ السٍّخْتِيَانيّ وعنه ابنُه حاتِم بن مُرَيْد . وعَبْدُ الأَوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ من بني أَنْفِ النَّاقَةِ روَى عنه محمّد بن الحسن بن دُرَيد . وَرَبِيعَةُ بنْتُ مُرَيْدٍ روَى عنها المُنْتَجِعُ بن الصَّلْت وأَحْمَدُ بن مُرادٍ الجُهْنِيّ مُحَدِّثُونَ . وَمَارِدَةُ : كُورَةٌ واسِعَة بالمَغْرِب من أَعمالِ قُرْطُبة وهي مَدِينة رائعةق كثيرةُ الرُّخَامِ عَالِيَة البِنْيَانِ بَينها وبين قُرْطُبَة سِتَّةُ أَيّام . في الحديث ذكر ثَنِيَّة مَرْدَانَ بفتح فسكون وهي بينَ تَبُوكَ والمَدِينةِ وبها مَسْجِدٌ للنبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ . ومما يستدرك عليه : المَرُود كصَبُورٍ والمارِدُ : الذي يَجِيءُ ويَذْهَب نَشاطاً قال أَبو زُبَيْد :
مُسْنِفَاتٌ كَأَنَّهُنَّ قَنَا الهِنْ ... د وَنَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرُودِومَرِدَ كفرِحَ : تَطَاوَل في المَعَاصِي لُغَة في مَرَدَ كنَصر عن الصاغانيّ . ومُرَاد : حِصْن قريبٌ من قُرْطُبة وعبدُ الله بن بكر بن مَرْدَان شَيْخٌ لغُنْجَار ومَرْدَان لَقَبُ مُقَاتِل بن رَوْحٍ المَرْوَزِيّ والد محمدٍ شيخِ البخاريّ وأَبو محمّدٍ عبدُ الله بن محمّد بن مَكِّيٍّ المعروفُ بابنِ مارِدَةَ المَارِدِيُّ نُسب إِلى جَدِّه مات ببغداد سنة 444 . وَمَرَدْت الشيءَ ومَرَّدْته : لَيَّنْتُه وصَقَلْتُه . والمَرْدُ : الثَّرْدُ . ومَرَدَ الشيءَ في الماءِ : عَرَكَه . ومَرَدَ الغُصْنَ : أَلْقَى عنه لِحَاءَه كمَرَّدَه . ومَرِدَت الأَرضُ مَرَداً لم تُنْبِتْ إِلاَّ نَبْذاً . ومَرِدَ الفَرَسُ لم يَنْبُتْ على ثُنَّتِه شَعْرٌ . كذا في الأَفعال . والمِرَادُ ككِتَابٍ : ثَنِيَّةٌ في جَبْلٍ تُشْرِف على الحُدَيْبِيَة كما في الرَّوْض . وعَشائرُ بن محمّد بن ميمون بن مَرَّاد التميميُّ ككَتَّانٍ أَبو المعالي الحِمْصِيّ من شيوخ السَمْعَانيّ . ومُرَيْد قَبيلة من بَلِيٍّ وهم حُلفاءُ بني أُمَيَّةَ بن زيد ويقال لهم الجَعَادِرَة منهم امرأَةٌ مُسْلِمَةٌ لها شِعْرٌ في السِّيرة . ومَرُودَةُ مُخَفَّفاً جَدُّ أَبي الفضل محمّد بن عثمان بن إٍسحاق بن شُعَيْبِ ابن الفضل بن عاصم النَّسَفِيّ المَرْودِيّ اَثْنَى عليه المُسْتَغفِرِيُّ ورَوَى عنه . وقالت امرأَةٌ لِزَوْجِهَا : يا شيخُ فقال لها : مِنْ أَيْنَ لي لك أُمَيْرِدٌ فصارَ مَثَلاً . ومن المجاز : جَبَلٌ مُتَمَرِّد . وجِبَالٌ مُتَمَرِّدَاتٌ . وميردةُ : من قُرَى أصْفَهَان نزَلَهَا أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن محمّد بن الحسين الأَصفهانيّ سمع أَبا الشيخِ وغيره
نُمْرُودُ بالضمّ وإِهمال الدالِ وإِعجامها وفي المزهر بالوَجهينِ وصَرَّح العِصَامُ وغيرُه بأَنَّه بالمُعْجَمة قال شيخُنَا : ويُؤَيّده ما أَنشده الخفاجِيُّ في المجلس الثامن مِن الطِّرَازِ لابنِ رَشِيقٍ من قَوْلِه :
" يَارَبِّ لاَ أَقْوَى عَلَى دَفْعِ الأَذَىوَبِكَ اسْتَعَنْتُ عَلَى الزَّمَانِ المُؤذِي
مَالِي بَعَثْتَ إِلَيَّ أَلْفَ بَعُوضَةٍ ... وَبَعَثْتَ وَاحِدَةً عَلَى نُمْرُوذِ قال : وهو الموافِق للضَّابطِ الذي نَظَمَه الفَارَابيُّ فَرْقاً بين الدَّالِ والذالِ في لُغَةِ الفُرْس حيث قال :
احْفَظِ الفَرْقَ بَيْنَ دَالٍ وذَالٍ ... فَهْوَ رُكْنٌ في الفارِسِيَّةِ مُعْظَمْ