الرَّمَقُ مُحَرَّكةً : بَقِيَّةُ الحَياةِ قالَهُ اللَّيْثَ وفي الصِّحاح : بقِيَّةُ الرُّوحِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : باقِي النَّفْسِ يُقال : سَدَّ رَمَقَهُ وقالَ غيرُه : آخِرُ النَّفْسِ ج : أَرْماقٌ كسَبٍ وأَسْبابٍ . والرَّمَقُ : القَطِيعُ من الغَنَمِ فارِسِيٌ مُعَرَّبُ رَمَهْ . وقالَ ابنُ فارِس : عَيْشٌ رَمِقٌ ككَتِفٍ : يُمْسِكُ الرَّمَقَ . وقالَ ابنُ دُرَيْد : رَمَقَهُ يَرْمُقُه رَمْقاً : إِذا لَحَظَه لَحْظاً خَفِيفاً كذا في سائِرِ النُّسَخ خَفِيفاً وهو غَلَطٌ قال : ورَجُلٌ يَرْمُوقٌ أَي : ضَعِيفُ البَصَرِ . وقالَ اللَّيْثُ : الرَّامِق كصاحِبٍ : الطّائِرُ الَّذِى يَنْصِبُه الصَّيّادُ ليَقَعَ علَيْهِ البازِيُّ فيَصِيدَهُ ويُقال له أَيْضاً : الرّامِجُ والمِلْواحُ وهو أنْ يُؤْتَى ببُومَةٍ فيُشَدَّ في رِجْلِها شيءٌ أسْوَدُ وتُخاط عَيْناها ويُشَدَّ في ساقَيْها بخَيْطٍ طَوِيل فإِذا وَقَع عَلَيْها البازِيُّ صادَه الصَّيّادُ من قَتْرَتِه ونقله ابنُ دُرَيْدٍ أَيضاً وقال : لا أحْسَبُه عَرَبِيّاً مَحْضاً . ويُقال : مالِي في عَيْشِه وما عَيْشُه إلا رُمْقَةٌ بالضمِّ . ورِماقٌ ككِتاب رَماقٌ . مثلُ سَحابٍ ورَمَقٌ مثلُ جَبَلٍ الثالِثَة عن يَعْقُوبَ أَي : بُلْغَةٌ أَو قَلِيلٌ يُمْسِكُ الرمَقَ وقالَ رُؤْبَة :
" ما وَجْزُ مَعْرُوفِكَ بالرِّماق
" ولا مُؤاخاتُكَ بالمِذاقِ قالَ يَعْقُوبُ : ومِن كلامِهم : مَوْتٌ لا يَجُرُّ إِلى عار خَيْر من عَيْشٍ في رِماق . وحَبْلٌ أَرْماقٌ أَي : ضَعِيفٌ خَلَقٌ
والرُّومَقانُ بالضمٌّ وفَتْح المِيم : ع بالكُوفَةِ بَلْ طَسُّوجٌ من طسَاسِيج السَّوادِ في سَمْتِها . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : الرُّمُقُ بضَمَّتَيْنِ : الفُقراءُ المُتَبَلِّغُونَ بالرَّماقِّ : للقَلِيلِ من العَيْشِ . قالَ : والرَّمُق أَيْضاً : الحَسَدَةُ واحِدْهُ رامِقٌ ورَمُوقٌ وهو : الَّذِي يَرْمُقُ النّاسَ بعَينِه شَزْراً وحَسَداً . والرُّمَّقُ كَرُكَّعٍ : الضعِيفُ من الرَّجالِ . والتَّرْمِيق : العَمَلُ يَعْمَلُه الرَّجُلُ ولا يُحْسِنه وقَدْ يَتَبَلَّغُ بهِ وهو يُرَمِّقُ في الشَّيءْ - : لا يُبالِغُ في عَمَلِه ويُقالُ : رَمِّقْ عَلَى مَزادَتَيْكَ أَي : رُمَّهُما مَرَمَّةً يُتَبَلَّغُ بها . وهوَ مرَمَّقُ العَيْشِ ومُرْمَقُّهُ كمُعَظَّم ومحْمَرِّ الأُولَى عن ابْنِ دُرَيْدٍ وفَسَّرَها بقَولِه : ضَيِّقُه والثّانِيَةُ عن أبِي عُبَيْدٍ وفَسَّرَها بقَوْلِه : أَو خَسِيسُه دُونُه وأَنْشَدَ للكُميْتِ :
نعُالِجُ مُرْمَقّاً مِنَ العَيْشِ فانِياً ... له حاركٌ لا يَحْملُ العِبءَ أَجْزَلُ قال بنُ دُرَيْد : ومِنْ كلامِهم : أضْرَعَت الضَّانُ فرَبِّقْ رَبَّقْ ورَمَّدَتِ المِعْزَى فرَمِّق رَمِّقْ ونَصُّ ابنِ فارِسٍ : أضْرَعَتِ المِعْزَى أَي : اشْرَبْ لَبَنَها قَلِيلاً قَلِيلاً لأَنَّها تُنْزِلُ قبلَ نِتاجِها بأَيّام قالَهُ ابنُ فارِس وقالَ غيرُه : لأَنَّها تَضَعُ بعدَ مُدَّةِ وسَبَقَ الإيماءُ لِذلِكَ في رب ق . وقالَ ابنُ عَبّاد : تَرْمِيقُ الكَلام : تَلفِيقُه وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : رَمَّقَ الكَلامَ : لَفقَهُ شَيْئاً فشَيْئاً . وقالَ الأَصْمَعيُّ : ارْمَق الإِهابُ كاحْمَرَّ : إِذا رَقَّ ومنه ارْمِقاقُ العَيْشِ قال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ بني أَمَيَّةَ :
ولَم يَدبُغُونا على تِحْلِىءٍ ... فيَرْمَقّ أمْرٌ ولم يُغْمِلُوا وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ارْمَقَّ الشَّيْءُ : ضَعُفَ وكذلِك ارْمَقَّ الحَبْلُ : إِذا ضَعُفَتْ قُواه . وارْمَقَّتِ الغَنَمُ : إِذا ماتَت قال رُؤبَةُ :
" عَرَفْتَ من ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتقَا
" فيهِ إذا السَّهْبُ بهِنَّ ارْمَقّا
وتَرَمَّقَ اللّبَنَ أَي : شَرِبَهُ قَلِيلاً قَلِيلاً . قالَ : وتَرَمَّقَ الماءَ وغَيْرَه : إذا حَساهُ حُسْوَةً بعدَ حُسوَةٍ أخْرَى . والمُرامِقُ : مَنْ لَمْ يَبْقَ في قَلْبِه مِن مَوَدَّتِكَ إلاّ قَلِيلٌ قالَ الرّاجِزُ :
" وصاحِبٍ مُرامِق داجَيْتُه
" دَهَنْتُه بالدُّهْنِ أَو طَلَيتُه
" عَلَى بَلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه وتَقُولُ : هذِه النخْلَةُ تُرامِق بعِرقٍ أَي : لا تَحْيَا ولا تَمُوتُ . ويُقال : رامَقَ الأمْرَ مُرامَقَةً : إِذا لَمْ يُبْرِمْه قالَ العَجّاجُ :
" والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا
" يُضْوِيكَ ما لَم تَجْنِ مِنْه مُنْضَجَا والرِّماقُ ككِتاب : النِّفاقُ ومنه حَدِيثُ طَهْفَةَ : " ما لَمْ تضْمِرُوا الرِّماقَ " وهو قريبٌ من معْنَى المُداراةِ لأَنَّ المُنافِقَ مُدارٍ بالكَذِبِ حَكاه الهَرَوِى في الغَرِيبَيْنِ وقد تَقَدَّم أَنّه يُرْوَى أيضاً : " بالرِّفاقِ " بالفاءَ . والرِّماقُ أَيضاً : مَصْدَرُ رامَقَهُ وهو أَنْ تَنْظُرَ إِليه نَظَراً شَزْرًا نَظَرَ العَداوَةِ . والرِّماقُ من العَيْشِ : الضيِّقُ وهذا قد تّقَدَّمَ فهو تكرارٌ ولَعَلّهُ إِنّما أَعادَهٌ ثانِياً للإِشارَةِ إِلى تَفْسِيرِ حَدِيثِ طَهْفَةَ على قَوْلِ بعْضٍ والمَعْنَى : مالم تَضِقْ قُلوبُكُم عن الحَقِّ
وارْماقَّ هُزالاً : هَلَكَ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ارْماقَّتْ غَنَمُه : إذا هَلَكَتْ هُزالاً . وقالَ غَيْره : ارْماقَّ الحَبْلُ أَي : ضَعُفَ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : رَجُلٌ رامِقٌ أَي : ذُو رَمَقٍ قال :
" كأَنَّهم من رامِقٍ ومُقْصَدِ
" أَعْجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَقَهُ : أمْسَكَ رَمَقَه وفمْ يَرْمُقُونَه بشَيْءٍ أَي : قَدْر ما يُمْسِكُ رَمَقَهُ . والمُرامِقُ : الَّذِي بآخِرِ رَمَقٍ . وفُلانٌ يُرامِقُ عَيْشَه : إذا كان يُدارِيهِ . ورَمَّقَهُ تَرْمِيقاً : نَظَر نَظَرًا طَوِيلاً شَزْراً . ورَمَقَهُ رَمْقاً ورامَقَهُ : نَظَرَ إليه . ورَمَقْتُه ببَصَرِي ورامَقْتُه : إذا أَتْبَعْتَه بَصَرَكَ تَتَعَهدُهُ وتَنْظُرُ إليه وتَرْقُبُه . ورَمَّقَ تَرْمِيقاً : أدَامَ النَّظَر مثل : رَنَّقَ . وارَمَّق الطّرِيقُ : إِذا طالَ وامْتَدَّ . والمُرمَق كمُحْمَرٍّ : الفاسِدُ من كُلَ شيءٍ . فائِدَة مهمة : قالَ أَبو سَعْدٍ السَّمْعانِي - في حَرفِ الرّاءَ من الأنْسابِ - : الرَّمَقِيّ مُحَرَّكَةً وفي آخِرِه قافٌ : نِسْبةُ شعَيْب بنِ شَعَيْبِ بنِ إِسْحاقَ الرمَقِيِّ يَرْوِىَ عن أَبِي المُغِيرَةِ عَبْدِ القُدُّوسِ بنِ الحَجّاج وعنه حَفْصُ بنُ عَمْروٍ الأَرْدَبِيلِيُّ قالَ الحافِظُ : وهذا وَهَمٌ وقد تَبعَ فيه ابنَ ماكُولاَ فإِنَّه ذَكَرَه هكذا أَيْضاً والعَجَبُ منهما كيفَ راجَ عَلَيْهما هذا وهو تَصْحِيفٌ قِيلَ : صَحَّفَه حَفْصُ بنُ عَمْرٍ والمَذْكُور ثم راجَ عَلَى ابْنِ الأَثِيرِ في مُخْتَصَرِه وكذا راجَ هذا الوَهْمُ على أَبِي مُحَمَّدٍ الرُّشاطِيِّ فنَقَل كَلامَ الأَمِيرِ بعَقِبِه وزاد أَنّه مَنْسُوب إِلى الرمَقِ : ما بينَ نَهاوَنْدَ وهَمَذانَ انْتَهى . والمَذْكُورُ إِنّما هُو دِمَشْقِيٌ من رِجالِ الشَّيْخَيْنِ وقد ذَكَرَهُ الحافِظُ بنُ عَساكِر في تارِيخِه على الصَّحِيح وتَبِعَهُ من صَنَّفَ في رِجالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ والكَمالُ للهِ فإنَّ الأَّمرَ أَشْهَرُ فيه من أَنْ يَحْتاجَ إِلى إِقامَةِ دَلِيلٍ فتَأمَّلْ ذلك
السرمق كجَعفر : ضربٌ من النبْتِ كما في الصحاح وقال غيره : نبات القطف وشرب درهمين ثلاثة أسابيع كل يوم من بِزرِه مسحوقاً ترياقٌ للاستسقاء والإكثار منه مهلكٌ
وسرمق بلا لام : د بإصطخر من كورتها
وسرمقان : ة بهراة كما في التكملة والعباب
وقرية أخرى بسرخس كما في العباب والتكملة أو هي سلمقانُ كما سيأتي
وقرية أَخْرَى بفارِسَ
النّرْمَق بالفتْح أهمله الجوهريّ . وقال اللّيثُ : هو اللَّيِّنُ النّاعِم فارسيٌّ معرَّب : نرْمَهْ . وأنشدَ لرؤْبةَ يصِفُ شبابَه :
" أجُرُّ خَزّاً خَطِلاً ونرْمَقا
" إنّ لرَيْعان الشّباب غيْهَقا ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : نرْمق بالفتْح : اسمٌ . والمفضَّلُ بنُ عبدِ الجبّار بنِ ثوْر بن نرْمَق النّرْمَقيُّ : مُحدِّث . وأبو يحْيَى النّرْمَقي حدّث عنه إسْحاقُ بن يَزيد حَبُّويه
اليَرمَقُ جاءَ ذِكْرُه في حَدِيث خالِدِ بن صَفْوانَ : الدِّرْهَمُ يُطْعِمُ الَّدرْمَقَ ويَكْسُو اليَرمَقَ هكذا جاءَ في روايةٍ وفُسِّرَ اليَرمَقُ بأَنّهُ القَباء بالفارسية المَعروف في القَباء أَنَّه اليَلْمَقُ باللاّمِ وأَنّه مُعرّبٌ . وأَمّا اليَرمَقُ فإِنّهُ الدِّرْهَم بالتّركيّة ويُروَى بالنّون أيضاً . قلت : وهذه الرِّوِايَةُ أَقرَبُ إلى الصواب فإِنَّ النَّرمَقَ معناه اللَّيِّن وقد تقَدّم ذَلك
المَرْقُ : الطّعْنُ بالعَجَلةِ عن ابنِ الأعْرابيّ . والمَرْقُ : إكْثارُ مَرَقَةِ القِدْر كالإمْراق . يُقال : مرَقْتُها أمرُقُها وأمرِقُها مرْقاً وأمْرَقْتُها أي : أكثرتُ مَرَقَها . والمَرْقُ : نتْفُ الصّوف والشَّعَر عن الجِلْدِ . وخَصّ بعضُهم به المطْعون إذا دُفِن ليَستَرْخي . والمَرْقُ : غِناءُ الإماءِ والسَّفِلة وهو اسمٌ كالنّصبِ لغِناءِ الرُّكْبانِ . والمَرْقُ : الإهابُ المُنْتِنُ وهو الذي عُطِنَ في الدِّباغ وتُرِكَ حتى أنْتَن وامّرَطَ عنهُ صوفُه . قال الحارث بن خالدٍ :
ساكِناتُ العَقيقِ أشْهى الى القلْ ... بِ من السّاكِناتِ دورَ دِمَشْقِ
يتضوّعْنَ لو تضمّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأنّه ريحُ مرْقِ والمُرْقُ بالضّمِّ : الذّئابُ المُمَعّطَةُ عن ابنِ الأعرابيّ . والمِرْقُ بالكسْرِ : الصّوفُ المُنتِنُ هكذا في النُّسَخ وصَوابُه المُنَفَّشُ كما هو نصُّ ابنِ الأعرابيّ . ومرَقُ بالتّحْريك : ة بالمَوْصِل على مرْحَلَتيْن منها للقاصِدِ مصر . والمَرَق : آفة تُصيبُ الزّرْعَ نقله الجوهريّ . والمَرَقُ من الطّعام : م معْروف وهو الذي يُؤْتَدَمُ به واحدَتُه مرَقةٌ والمَرَقة أخصُّ منه قالَه الجوهريّ . وفي الحديث : يا أبا ذرّ إذا طبَخْت مرَقَةً فأكثِرْ ماءَها وتعاهَدْ جيرانَك . وقال ابنُ عبّاد : يُقال : أطعَمَنا فلانٌ مرَقَة مرقَيْن وهي التي تُطبَخ بلُحوم كثيرة . ومَرَقَ السّهْمُ من الرّمِيّة مرْقاً ومُرُوقاً بالضمِّ : خرَج طرفه من الجانِب الآخَرِ وسائِرُه في جوفِها . وبه سُمّيت الخَوارِج مارِقَة لخُروجِهم عن الدِّين وهو مَجازٌ . وفي حديث أبي سَعيد الخُدْريّ - رضي الله عنه - وذكر الخَوارجَ : يمْرُقونَ من الدّين كما يمْرُقُ السّهْمُ من الرّميّة أي : يجوزونَه ويخرِقونَه ويتَعدّونه كما يخرِقُ السّهْمُ المَرْميَّ به ويخرُجُ منه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقين يعْني الخَوارِجَ . وقال ابنُ رشيقٍ في العُمدة : المُروقُ : سُرْعةُ الخُروج من الشّيء . مرَق الرجلُ من دينِه ومن بيْته . ويُقال : كانَت امرأةٌ تغْزو قال ابنُ برّي : قال المُفضَّل : هي رقاشِ الكِنانيّة كانوا يتيمّنون برأيِها وكانت كاهِنةً لها حزْمٌ ورأْي فأغارَت طَيِّئٌ - وهي عليهم - على إيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى جابِرٍ فظَفِرَتْ بهم وغنِمَت وكان فيمَنْ أصابَت من إياد شابٌّ جميلٌ فاتّخذتْهُ خادِماً فرأتْ عورَتَه فأعْجبَتْها فدعَتْه الى نفسِها فحبِلَتْ فذُكِر لها الغزْوُ فقالوا : هذا زمانُ الغزْوِ فاغزِي إن كُنتِ تُريدينَ الغزْوَ فقالت : رُوَيْدَ الغزْوَ ينْمَرِقْ فأرسَلتْها مثلاً أي : أمْهِلِ الغزْوَ حتّى يخرُجَ الولَدُ ثم جاءُوا لعادَتهم فوجَدوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد ولَدَت غُلاماً فقال شاعِرُهم :
نُبِّئْتُ أن رَقاشِ بعدَ شِماسِها ... حبِلَتْ وقد ولَدَتْ غُلاماً أكْحَلا
فاللهُ يُحظيها ويرْفَعُ بُضْعَها ... والله يُلْقِحُها كِشافاً مُقْبِلا
كانَتْ رَقاشِ تَقود جيْشاً جحْفَلاً ... فصَبَتْ وأحرِ بمَنْ صَبا أن يحْبَلاومرِقَت النّخْلةُ كفَرِح : نفَضَت حمْلَها بعدَ الكثْرَة كما في العُباب . وفي اللّسان : سقَط حملُها بعد ما كبِرَ . ومرِقَت البيضَةُ مرَقاً ومذِرَتْ مَذراً : فسَدَت فصارَتْ ماءً . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : إنّ من البيْضِ ما يَكونُ مارِقاً أي : فاسِداً . والمُرَّيْقُ كقُبَّيْطٍ هكذا في سائِر النُسَخ وهو غلَط لأنه قد سبَق له في دَرَأ أنه ليسَ في الكَلامِ فُعِّيل - بضمٍّ فكَسْر مع تشْديد - إلا دُرِّئ ومُرِّيق هذا ففيه مُخالَفة ظاهِرة . وأما الصاغانيّ فإنّه ضبَطَه بضمّ فكَسر وزادَ فقال : وبعضُهم يكْسِر الميمَ فالصّوابُ إذن ضبْطُه بضمٍّ فكسْر : العُصْفُرُ وقيل : حَبُّ العُصْفُرِ . وفي التّهذيب : شحْمُ العُصْفُر . واختلفوا فيها فقيل : إنّها عربيّةٌ محضَة وبعضٌ يقول : ليست بعربيّة . وابنُ دفرَيد يقول : أعجميٌّ معرّب وهكذا قالَه أبو العبّاس . قال ابنُ سيدَه : وقال سيبَوَيْه : حكاه أبو الخطّاب عن العرَبِ فكيفَ يكونُ أعجَميّاً وقد حكاه عن العرَب . والمُتَمَرَّقُ بفتْحِ الراء : الثّوْب المصْبوغُ بهِ أو بالزّعْفَران وهكذا فسّر المازنيُّ ما أنشدَه الباهِليّ :
يا لَيْتَني لكِ مئْزَرٌ مُتَمرَّقٌ ... بالزّعْفَرانِ لبِسْتِه أيّاما وفي اللّسان : قولُه متمرَّق أي : مصْبوغٌ بالعُصْفُر . وقال بالزّعْفَران ضَرورةً وكان حقُّه أنْ يقول بالعُصْفُر . والمتَمَرِّقُ بكسْر الراء : الذي أخذَ في السِّمنِ من الخيْل وغيرِها نحو المُتَملِّح . والمُراقَة كثُمامة : ما انتتَفْتَهُ من الصّوفِ والشَّعر وخصّ بعضُهم به ما يُنْتَفُ من الجِلْدِ المعْطون . أو ما انْتَتَفْتَه من الكلأ القَليل لبَعيرِك رُبّما قيلَ له ذلك كالمُراطَةِ وقال أبو حنيفة : هو الكَلَأُ الضّعيفُ القَليلُ . وقال غيرُه : ما يُشْبِعُ المالَ . قال اللِّحْيانيّ : وكذلِك الشيءُ يسقُطُ من الشّيءِ والشّيء يفْنى منه فيبْقَى منه الشيءُ . ومن المَجاز : أمْرَقَ الرجلُ : إذا أبْدى عوْرَتَه نقله ابنُ عبّاد والزّمخْشَري . وأمْرَقَ الجِلْدُ : حانَ له أنْ يُنْتَفَ وذلك إذا عطِنَ . والامْتِراقُ : سُرْعة المُروق وقد امْتَرَقَت الحَمامةُ من الوَكْرِ وكذا امْتَرَق من البيْتِ : إذا أسْرَعَ الخُروجَ وهو مَجازٌ . وبِئْرُ مرْقٍ بالتّسْكين . وقد يُحَرَّكُ بالمَدينَة على ساكِنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسلام لها ذِكْرٌ في حديثِ أوّلِ الهِجْرة والتّحْريكُ هو المَشْهورُ عند المُحدّثين كما في النّهاية والمُعْجم . والمُمَرِّق كمُحَدِّث : الذي يَصير فوْقَ اللّبَن من الزُّبْد الذي يَصير تبارِيقَ كأنّها عُيونُ الجَرادِ نقَله الصاغانيّ . والأمْراقُ والمُروقُ : سَفا السُّنْبُلِ عن ابن عبّاد
والمُمَّرَق : المَخْرَج . قال رؤبَةُ يصِفُ صائِداً بَنَى ناموساً :
" وقد بَنَي بيْتاً خفيَّ المُنْزَبَقْ
" رمْساً من النّاموسِ مسْدودَ النّفَقْ
" مُقتَدِرَ النّقْبِ خفيَّ المُمَّرَقْ وكذلك المَمْرَق كمَخْرَجٍ وزْناً ومعْنىً وهو شِبْه كوّة تمْرُقُ منه الرّيحُ . ومَرَقا الأنفِ مُحرّكة : حرْفاه . قال ثعْلبٌ : هكذا ضبَطَه ابنُ الأعْرابيّ والصّوابُ : مرقّا الأنف بالتّشديدِ وقد ذكر في ر ق ق . ومُنْيَةُ أُمارقة : قرْية بمِصْر من أعمال المنْصورة . ومحلّةُ مرقة : أخْرى بالبُحَيْرة
النُّمْرُق والنُّمْرُقَة مُثلّثة أي : بتثْليث النّون الضمُّ هو المشْهور والكسْرُ لُغة حَكاها يعْقوب كما في الصِّحاح والعُباب . وقال الفرّاءُ : وسمِعْتُها من بعْض كلْبٍ كما في اللِّسان . وأما الفتْح فلم أرَه فيما تيسّر عندِي من المَوادّ إلا أن تكون اللّغَةُ الثالثةُ فتْحَ الرّاء مع ضمّ الميم ولكن يحْتاجُ الى دليل قويٍّ : الوِسادَةُ قاله الفرّاءُ أو الصّغيرة أو هي المِيثَرَة ؛ وهي : ما افْترشَتْ استُ الرّاكب على الرّحْلِ كالمِرْفَقَة غير أنّ مُؤَخَّرَها أعظمُ من مُقدَّمِها ولها أربعةُ سُيورٍ تُشَدُّ بآخِرة الرّحْلِ قاله أبو عُبَيد . أو هي الطِّنْفِسَة التي فوْق نُمرُق الرّحْل قاله أبو عُبَيد أيضاً . والجمْعُ النّمارِقُ قال الله تعالى ونَمارِقُ مصْفوفَة
قال محمد بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفيّ : إذا ما بِساطُ اللّهْوِ مُدَّ وقُرِّبَتْ ... للذّاتِه أنماطُهُ ونمارِقُهْ وقال آخر : تضِجُّ من أسْتاهِها النّمارِقُ مفارشُ الرِّحالِ والأيانِقُ وفي حديث هِنْد : نحنُ بَناتُ طارِق نمْشي على النّمارِق
وذو النُّمْرُق الكِنْديّ هو النُعْمانُ بنُ يَزيد بن شُرَحْبيل بن يَزيد بن امرئِ القيْس بن عمْرو المَقصور بن حُجْر آكلِ المُرار بن عَمْرو بن مُعاوية . ويُقال : ما علَى السّحاب نِمْرِقَة .
النِّمْرِقَةُ - بالكسْر - من السّحاب : ما كان بينَه خُلوصٌ أي : فُتوقٌ نقَله الصاغانيّ