" مَرَتَ التَّمْرَ " بيدِه يَمْرُثه مَرْثاً : لغة في " مَرَسَه " إِذا مَاثَه ودَافَه وربما قيل : مَرَذَه والمَرْثُ : المَرْسُ . مَرَث الصَّبِيُّ " الإِصْبَعَ : لاَكَها " ومَرَثَ الصَّبِيُّ يَمْرُث إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه وفي حديث الزُّبير : قال لابنِه : لا تخَاصِمِ الخَوَارِجَ بالقٌرآنٍ خاصِمْتهُمْ بالسُّنَّةِ قال ابنُ الزُّبَيْر : فخاصَمْتُهُم بها فكأَنَّهُم صِبْيانٌ يَمْرُثُونَ سُخُبَهُم أَي يَعَضُّونَها وَيَمَصُّونَهَا والسُّخُب : قلائِدُ الخَرَزِ يعنِى أَنهم بُهِتُوا وعَجَزوا عن الجواب . مَرَثَ " الرَّجُلَ : ضَرَبَه " ورواية أَبي عُبَيْد : مَرَثَ به الأَرضَ وَمرَّثها : ضَرَبَها به ورواية الفَرّاءِ : مَرَنَ بالنّون . مَرَثَ " الوَدَعَ يَمْرُثُه " بالضّمّ " ويَمْرِثه بالكسر " مَرْثاً : " مَصَّه " . وعن ابن الأَعرابيّ : المرْث : المَصُّ قال : والمَرْثَة : مَصَّةُ الصَّبِيِّ ثَدْىَ أُمِّه مَصَّةً واحِدَةً وقد مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً إِذا مَصَّ قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب :
فَرَجَعْتُهمْ شَتَّى كأَنّ عَميدَهُم ... في المَهْدِ يَمْرُثُ وُدْعَيَتْهِ مُرْضَعُ
مَرَثَ " الشَّىْءَ " يَمْرُثُه مَرْثاً : " لَيَّنَه " حتى صارَ مثلَ الحَسَاءِ ثمّ تَحَسّاهُ . وكلّ شىْءٍ مُرِذَ فقد مُرِثَ . وقال الأَصمعيّ في باب المُبدَل : مَرَثَ فُلانٌ الخُبْزَ في الماءِ ومَرَذَه قال : هكذا رواه أَبو بكرٍ عن شَمِرٍ بالثّاءِ والذّال . مَرَثَ الشىءَ " في الماءِ " يَمْرُثُه ويَمْرِثُه مَرْثاً " : أَنْقَعَه " فيه . مَرَثَ " السَّخْلَةَ " إِذا " نَالَهَا بِسَهَكٍ " محرّكةً وهو الذَّفَر " فلم تَرْأَمْها أُمُّها لذلك كمَرَّثَها " تَمْرِيثاً . قال ابن جُعَيْل الكَلْبيّ . يقال للصّبيّ - إِذا أَخذَ وَلَدَ الشّاةِ - : لا تَمْرُثْه بيَدِكَ فلا تُرْضِعَهُ أُمُّه أَي لا تُوَضِّرْه بِلَطْخِ يَدِك وذلك أَنَّ أُمَّه إِذا شَمَّتْ رَائِحَةَ الوَضَرِ نَفَرَت منه . وقال المُفَضَّل الضَّبِّيّ : يقال : أَدْرِكْ عَنَاقَكَ لا يُمَرِّثُوهَا قال : والتَّمْرِيثُ أَنْ يَمْسَحَها القَومُ بأَدْيِهِم وفيها غَمَرٌ فلا تَرْأَمَها أُمُّها من رِيحِ الغَمَرِ . ومن ذلك ما جاءَ في الحديث : " أَنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أَتَى السِّقَايَةَ وقال : اسْقُونِي فقال العبّاس : إِنَّهم قد مَرَّثُوه وأَفْسَدُوه " قال شَمرٌ : مَرَّثُوهُ أَي وَضَّرُوه ووَسَّخُوه بإِدخالِ أَيْدِيهِم الوَضِرَةِ قال : ومَرَّثَه ووَضَّرَه واحدٌ كذا في اللّسان . " والمِمْرَثُ كمِنْبَرٍ " من الرّجالِ " : الصَّبُورُ على الخِصامِ " والجمعُ مَمارِثُ . قال ابن الأَعرابيّ : المَرْثُ : الحِلْمُ ورجُلٌ مِمْرَثٌ وهو " الحَلِيمُ " الوَقُور وفي بعض النسخ بإِسقاط الواو من " والحَلِيم " " كالمرِثِ " ككَتِفٍ . " وقد مَرِثَ " الرجلُ " كفَرِحَ " إِذا حَلُمَ وصَبَرَ . " والتَّمْرِيثُ : التَّفْتِيتُ " وأَنشد :
" قَرَاطِفُ اليُمْنَةِ لم تُمَرَّثِ أَي لم تُفَتَّت . " وأَرْضٌ مُمَرَّثَةٌ " كمُعَظَّمة " : أَصابَها مَطَرٌ ضَعِيفٌ " نقله الصّاغَانيّ
" الرَّيْثُ : الإِبْطاءُ " راثَ يَرِيثُ رَيْثاً : أَبْطَأَ قال :
والرَّيْثُ أَدْنَى لنَجَاحِ الَذِي ... تَرُومُ فيه النُّجْحَ من خَلْسِهِ وَرَاثَ علينا خَبَرُهُ يَرِيثُ رَيْثاً : أَبْطَأَ وفي المثل " رُبَّ عَجَلَةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً " " كالتَّرَيُّثِ " يقال : تَرَيَّثَ فلانٌ علينا أَي أَبْطَأَ . الرَّيْثُ " المِقْدَارُ " يقال : ما فعل كذَا إِلاّ رَيْثَما فَعَلَ كذا وقال اللِّحْيَانيّ : عن الكسائي والأَصْمعيّ : ما قَعَدْتُ عندَهُ إِلاّ رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِى . بغير " أَنْ " ويستعمل بغير " ما " ولا " أَنْ " وأَنشد الأَصمعيّ لأَعْشَى باهِلَةَ :
لا يَصعُبُ الأَمْرُ إِلاَّ رَيْثَ يَرْكَبُه ... وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشَاءِ يَأْتَمِرُ وهي لُغَةٌ فاشِيَةٌ في الحِجَاز يقولون : يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعَلَ قال ابنُ الأَثير : وما أَكثرَ ما رأَيتُها واوردةً في كلام الإِمام الشَّافعيّ رضي الله عنه . ويقال : ما قَعَد عندَنَا فلانٌ إِلاَّ رَيْثَ أَنْ حَدَّثَنَا بحِديثٍ ثُمّ مَرّ أَي ما قَعَدَ إِلاّ قَدْرَ ذلك وفي الحديث : " فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثَما قُلْت " أَي إِلاّ قَدْرَ ذلك . " وما أَراثَكَ " عليْنا أَي " ما أَبْطَأَ بِكَ " عنّا وفي نسخة ما أَبْطَأَك . " والتَّرْيِيثُ : التَّلْيِينُ والإِعْيَاءُ " يقال : رَيَّثَ الرَّجُلُ والفَرَسُ إِذا أَعْيَيَا أَو كَادَا . " وهو رَيِّثٌ " بالتّشديد " ككَيِّسٍ " ورائِثٌ أَي " بَطِىءٌ " الأَول عن ابنِ الأَعْرَابيّ . وفي حديث الاستسقاءِ " عَجِلاً غير رائِثٍ " أَي غيرَ بطِىءٍ وقيل : كُلُّ بَطِىءٍ ريِّثٌ وأَنشد :
سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيِّثاتُ إِقامَةٍ ... إِذا ما حُمِلْنَ حمْلُهُنَّ خَفِيفُ رجلٌ " مُرَيَّثُ العَيْنَيْنِ " كمُعَظَّمٍ أَي بَطِىءُ النَّظَرِ " عن الفَرَّاءِ ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعضِ أَصحابِ الكِسائِيّ فقال : إِنّه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ وفي بعض الرّوايات : إِنّه لَيُرَيِّثُ إِلىَّ النَّظَرَ في الحَدِيثِ : كَانَ إِذا " اسْتَراثَ " الخَبَرَ أَي " اسْتَبْطَأَ " تَمَثَّلَ بقول طَرَفَةَ :
" ويَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ واسْتَرَثْتُه : اسْتَبْطَأْتُه هو اسَتفْعَلَ من الرِّيْثِ وما فُلانٌ بمُسْتَراثِ النُّصْرَةِ وتقول : " قد " اسْتَغَثْتُه فما اسْتَرَثْتُه . " وَرَيْثُ بنُ غَطَفَانَ " بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ " أَبُو حَيٍّ " من قَيْسِ بنِ مُضَرَ . ورَيْثَةُ : اسمُ مَنْهَلَةٍ من المَنَاهِل التي بين المَسجِدَيْن كذا في اللسان . ورَيْثٌ : موضعٌ في ديارِ طَيِّىءٍ حيثُ يلتقى طَيِّىء وأَسَدٌ وهو أَيضاً جَبَلٌ لبنى قُشَيْر كذا في المراصد ونقلَه شيخُنَا . قال ابن منظور : ورَيَّثَ عما كانَ عَلَيْهِ أَي قَصَّرَ ورَيَّثَ أَمْرُه كذلك وقولُ مَعْقل بنِ خُوَيلد :
لعَمْرُكَ لَليَأْسُ غَيْرُ المُرِي ... ثِ خَيْرٌ مِنَ الطَّمَعِ الكَاذِبِ يجوزُ أَن يكونَ أَراثَ لغةً في رَاثَ ويجوزُ أَن يكونَ أَرادَ المُرِيث المَرْءَ فحذَف
فصل الزاي المنقوطة مع المثلثة