الرَّيْرُ بفَتْح فسُكُون : المَاءُ يَخْرُجُ من فَمِ الصَّبِيّ . وقال اللِّحْيَانيّ : الرَّيْر : الذي كان شَحْماً في العِظَامِ ثمّ صارَ ماءً أسودَ رَقيقاً قال الراجز :
" والسَّاقُ منِّي بادِيَاتُ الرَّيْرِ أي أنا ظاهِرُ الهُزَالِ لأنه دضقَّ عَظْمُه ورَقَّ جِلْدُه فظَهرَ مُخُّه . أو الرَّيْر : الذَّائِبُ من المُخّ الفاسِدُ من الهَُال كالرِّيرِ بالكَسْر والرَّارِ يقال : مُخٌّ رَارٌ ورَيْرٌ ورِيرٌ أَي ذائِبٌ . وقال أبو عمرو : مُخٌّ رِيِرٌ ورَيْرٌ للرَّقيق . وفي حديث خُزَيْمَةَ وذَكَرَ السَّنَةَ فقال " تَركَتِ المُخَّ رَاراً " أَي ذائِباً رَقِيقاً للهزال وشِدَّةِ الجَدْب
وريِرَ القَوْمُ : أخْصَبُوا كرُيِّرُوا بالتَّشْدِيد . ورَارَ الرَّجُلُ و أرارَ الله مُخَّه : رَقَّقَه وكذا أرَارَه الهُزالُ . ورَيَّرُوا أَي القَوْمُ والمالُ : غَلَبَهُم السِّمَنُ من الخِصْب كرُيِّرُوا بالضَّمّ و رُيِّرَت البِلاَدُ : أخْصَبَت و رَيَّرَت أولادُ المال : سَمْنُوا حتى عَجَزُوا عن الحَرَكَةِ وتَثاقَلُوا . والرّاِئَرُة : الشَّحْمَةُ تكونُ في الرُّكْبَةِ طَيِّبَةً كالمُخِّ قاله الفَرّاءُ وأنشد :
كرَائِرَةٍ النَّعَامَةِ لوْ يُدَاوَى ... بِرَيَّا نَشْرِهَا بَرَأَ السَّقِيمُ
وَرَارَانُ كسَاسَانَ : بأصفَهانَ منه كذا في النُّسْخ . والصَّواب منها زيدُ بن ثابتٍ كذا في النُّسَخ : والصّواب بدرُ بن ثابت ابن رَوْح بن مُحَمَّد الرّارَانِي الأصْبَهَانّي الصُّوفيّ كُنيتُه أبو الرَّجاءِ عن جَدِّه مات سنة 532 وجَدُّه هو أبو طَاهِرٍ رَوْحُ بن مُحَمَّد بن عبد الواحد بن العَبّاس الصُّوفيّ عن أبي الحَسَن عَلِيّ بن أحْمَدَ الجُرْجَانِّي وعنه أبو القاسم هبَةُ الله بن عبد الوارث الشِّيراِزيّ وغيره مات سنة 491 وابنُه خَلِيل بنُ أبيِ الرَّجاِء بَدْرٍ سمعَ الحدَّادَ وعنه ابن خَلِيل وابنُه مُحَمَّد بن خَلِيل . وابن أخيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بَدْرٍ عن غانِم بن أحمدَ الجلوديّ المحدِّثون
ومما يستدرك عليه : رَارَانُ : مَحلّة ببُرُوجِرْدَ . منها أَبو النَّجْم بَدرُ بن صالحٍ الصَّيدلانيّ البُرُوجِرْدِيّ الرّارَنِيّ تَفَقَّهَ ببغداد على الكِيَا الهَرَّاسيّ وسَمع وحَدَّثَ ومات سنة 547 قاله الذَّهَبِيّ
ومما يستدرك عليه : رَواَرُ كشَاوَر : مدينةٌ كَبِيرةٌ بالسِّند فتَحها مُحَمَّد بن القاسم الثّقفيّ ابنُ أَخِي الحَجَّاج بن يوسف
مَرَّ عليه يمُرُّ مَرَّاً ومُروراً : جاز . ومَرَّ مَرَّاً ومُروراً : ذهبَ كاسْتَمَرَّ وقال ابنُ سِيدَه : مَرَّ يَمُرُّ مَرَّاً ومُروراً : جاء وذهب . ومَرَّهُ ومَرَّ به : جازَ عليه ؛ وهذا قد يجوز أن يكون مما يتعدّى بحرفٍ وغير حرف ويجوز أن يكون ممّا حُذِف فيه الحرف فأُوصِلَ الفِعل وعلى هذين الوجهين يُحمل بيت جَريرٍ :
تَمُرُّونَ الدِّيارَ ولمْ تعوجوا ... كلامُكم عليَّ إذاً حَرامُ وقال بعضُهم : إنّما الرِّواية :
" مَرَرْتُم بالدِّيار ولم تَعُوجوا فدَلَّ هذا على أنّه فَرِقَ من تعَدِّيه بغير حرف . وأما ابْن الأَعْرابِيّ فقال : مُرَّ زَيْدَاً في معنى مُرَّ به لا على الحذف ولكن على التعدِّي الصحيح . ألا ترى أنّ ابن جنِّي قال : لا تقول مَرَرْتُ زَيْدَاً في لغة مشهورة إلاَّ في شيءٍ حكاه ابْن الأَعْرابِيّ قال : ولمْ يَرْوِه أصحابُنا . وامْتَرَّ به امْتِراراً وامْتَرَّ عليه كمَرَّ مُروراً . وفي خبر يوم غَبيط المَدَرَة : فامْتَرُّوا على بني مالِك . وقول الله تعالى وعزَّ : " فلمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حمْلاً خَفيفاً فمَرَّتْ به " أي اسْتَمَرَّت به يعني المَنِيَّ . قيل : قَعَدَتْ وقامَتْ فلم يُقِلْها فلمّا أَثْقَلتْ أي دَنا وِلادُها . قال الزَّجَّاج . وقال الكلابيُّون : حَمَلَتْ حَمْلاً خفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أي مَرَّتْ ولم يَعْرِفوا فمَرَّتْ به . وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ : سَلَكَهُ فيه قال اللِّحْيانيّ : أَمْرَرْتُ فلاناً على الجِسرِ أُمِرُّه إمْراراً إذا أَسْلَكْت به عليه . والاسمُ من كلِّ ذلك المَرَّة قال الأعشى :
ألا قُلْ لِتَيَّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمي ... تَحِيَّةَ مُشتاقٍ إليها مُسَلِّمِ وأَمَرَّهُ به وفي بعض النُّسخ : أَمَرَّ به والأُولى الصَّواب : جَعَلَه يَمُرُّ به كذا في النسخ والصواب : جعله يَمُرُّه كما في اللسان . ويقال : أَمْرَرْتُ الشيءَ إمْراراً إذا جَعَلْته يَمُرُّ أي يذهب . ومارَّهُ مُمارَّةً ومِرَاراً : مَرَّ مَعَه . واسْتَمَرَّ الشيءُ : مضى على طريقةٍ واحدة وقال اللَّيْث : وكلُّ شيءٍ قد انْقادَتْ طَريقَتُه فهو مُستَمِرٌّ . اسْتَمَرَّ بالشيءِ : قَوِيَ على حَمْلِه ويقال : اسْتَمَرَّ مَرِيرُه أي اسْتَحْكَمَ عَزْمُه . وقال ابنُ شُمَيْل : يقال للرجل إذا استقامَ أَمْرُه بعد فسادٍ : قد اسْتَمَرَّ . قال : والعربُ تقول : أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يَبْدَأُ بحُمقٍ ثمَّ يَسْتَمِرُّ . وأنشد للأعشى يُخاطبُ امرأتَه :
يا خَيَرُ إنِّي قد جَعَلْتُ اسْتَمِرّْ ... أَرْفَعُ مِن بُردَيَّ ما كنتُ أَجُرّْ والمَرَّةُ بالفتح : الفَعْلَةُ الواحدةُ ج مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ بكسرهما ومُرورٌ بالضمّ عن أبي علي كذا في المُحكم . وفي الصحاح : المَرَّةُ واحدةُ المَرِّ والمِرار . قال ذو الرُّمَّة :
لا بلْ هوَ الشَّوقُ منْ دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرَّاً شَمالٌ ومَرَّاً بارِحٌ تَرِبُ وأنشد ابنُ سِيدَه قول أبي ذُؤَيْب شاهِداً على أنَّ مُروراً جَمْع :
تَنَكَّرْتَ بَعْدِي أمْ أصابَك حادِثٌ ... مِن الدَّهرِ أمْ مَرَّت عليكَ مُرورُ قال : وذهب السُّكَّرِيُّ إلى أنّ مُروراً مصدرٌ ولا أُبعِد أن يكون كما ذكر وإن كان قد أنّث الفِعل وذلك أن المصدر يُفيد الكَثْرَة والجِنْسِيَّة . ولَقِيَهُ ذاتَ مَرَّةٍ . قال سيبويه : لا يُستعمَل ذات مَرَّة إلاّ ظَرْفَاً ولَقِيَه ذاتَ المِرارِ أي مِراراً كثيرةً . ويقال : فلانٌ يَصْنَع ذلك الأمرَ ذاتَ المِرار أي يَصْنَعهُ مِراراً وَيَدَعهُ مِراراً . وقال ابنُ السِّكِّيت : يقال : فلانٌ يصنع ذلك تارَاتٍ ويصنع ذلك تِيَراً ويصنع ذلك ذاتَ المِرار معنى ذلك كلِّه : يَصْنَعه مِراراً وَيَدَعهُ مِراراً . وجِئتُه مَرَّاً أو مَرَّيْن أي مرَّةً أو مرَّتَيْن . وقولُه عزَّ وجلَّ : " سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْن " قال : يعذَّبون بالإيثاق والقتل وقيل : بالقتل وعذابِ القبر . وقد تكون التَّثْنية هنا بمعنى الجمع كقولِه تعالى : " ثمَّ ارْجِعِ البصَرَ كرَّتَيْنِ " أي كَرَّات . والمُرُّ بالضَّم : ضد الحُلْوِ مَرَّ الشيءُ يَمَرُّ ويَمُرُّ بالفتح والضَّم الفتح عن ثَعْلَب مَرارَةً وكذا أمَرَّ الشيءُ بالألف عن الكسائيّ وأنشد ثَعْلَب :
لئن مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلِي لَطالَما ... حَلا بين شَطَّيْ بابِل فالمُضَيَّحِ وأنشد اللَّحْيانيّ :
ألا تلكَ الثَّعالِبُ قدْ تَوالَتْ ... عليَّ وحالَفتْ عُرْجاً ضِباعا
لِتَأْكُلَني فَمرَّ لهنَّ لَحْمِي ... فَأَذْرَقَ من حِذارِي أو أتاعا وأنشد الكسائيُّ البيتَ هكذا :
لِيَمْضُغَني العِدا فأَمَرَّ لَحْمِي ... فَأَشْفَقَ منْ حِذاري أو أتاعا وأنشد ثعلب :
تُمِرُّ علينا الأرضُ مِن أن نرى بها ... أَنِيساً وَيْحَلَوْلِي لنا البلدُ القَفْرُ عدّاه بعلى لأنّ فيه معنى تَضِيقُ . قال : ولم يعرف الكسائي مَرّ اللَّحْمُ بغير ألف . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ فهو مُرٌّ وأَمَرَّهُ غَيْرُه ومَرَّهُ . ومَرَّ يَمُرُّ من المُرور . ويقال : لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّة . أمَرُّ مَرَّاً ومِرَّةً وهي الاسم . وهذا أَمَرُّ من كذا . في قصَّة مَوْلِد المَسيح عليه السلام : خرجَ قومٌ معهم المُرُّ قالوا نَجْبُر به الكَسير والجُرْح . المُرُّ : دواءٌ م كالصَّبِر سُمِّي به لمَرارَتِه نافعٌ للسُّعال اسْتِحلاباً في الفم ولَسْعِ العَقارب طِلاءً ولدِيدانِ الأمْعاء سُفوفاً وله خواصٌّ كثيرةٌ أَوْدَعها الأطِبَّاءُ في كتُبِهم . وسمعتُ شَيْخِي المُعمَّر عبد الوهاب بن عبد السلام الشاذليَّ يقول : من أكل المُرَّ ما رأى الضُّرَّ . ج أَمْرَارٌ قال الأعشى يصف حمارَ وَحْشٍ :
رَعَىَ الرَّوْضَ والوَسْميَّ حتى كأنَّما ... يَرَىَ بيَبيس الدَّوِّ أَمْرَارَ عَلْقَمِ المَرُّ بالفتح : الحَبْلُ قال :
ثمَّ شَدَدْنا فَوْقَه بمَرِّ ... بينَ خِشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّوجمعه المِرار . المَرُّ : المِسْحاةُ أو مَقْبِضُها وكذلك هو من المِحْراث . وقال الصَّاغانِيّ : المَرُّ هو الذي يُعمَل به في الطِّين . والمُرَّةُ بالضم : شَجَرَةٌ أو بَقْلَةٌ تَنْفَرِش على الأرض لها وَرَقٌ مثل وَرَقِ الهِنْدَبا أو أَعْرَض ولها نَوْرَة صَفْرَاء وأَرُومةٌ بيضاء وتُقلَع مع أَرُومَتِها فتُغسَل ثم تُؤكل بالخلِّ والخُبز فيها عُلَيْقِمَة يَسيرة . ولكنّها مَصَحَّة وهي مَرْعَىً ومَنْبِتُها السُّهول وقربُ الماءِ حَيْثُ النَّدى . قاله أبو حنيفة : ج مُرٌّ بالضَّم وأَمْرَارٌ . وفي التَّهذيب : وهذه البَقلة من أَمْرَارِ البُقول والمُرُّ الواحد . وقال ابنُ سِيدَه أيضاً : وعندي أنَّ أَمْرَاراً جَمْع مُرٍّ . قال شَيْخُنا : وظاهر كلام المصنِّف أنّ المُرَّة اسمٌ خاصٌّ لشجرة أو بَقْلَة وكلامُ غَيْرِه كالصَّريح في أنَّها وَصْف لأنهم قالوا : شَجَرَةٌ مُرَّة والجمع المَرائر كحُرَّة وحَرائر . وقال السُّهَيْلي في الرَّوْض : ولا ثالث لهما . والمُرِّيُّ كدُرِّيٍّ : إدامٌ كالكامِخ يُؤْتَدَم به كأنه منسوب إلى المَرارة والعامَّةُ تُخفّفه . وأنشد أبو الغَوْث :
وأمُّ مَثَوَايَ لُباخِيَّةٌ ... وعِندها المُرِّيُّ والكامِخُ وقد جاء ذكره في حديث أبي الدَّرْداء وَذَكَره الأَزْهَرِيّ في الناقِص . فلانٌ ما يُمِرُّ وما يُحْلي أي ما يَضُرُّ وما يَنْفَع ويقال : شَتَمَني فلانٌ فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أي ما قلتُ مُرَّةً ولا حُلوةً . وقولهم : ما أمرَّ فلانٌ وما أَحْلَى أي ما قال مُرَّاً ولا حُلواً . وفي حديث الاستِسْقاء
وألْقى بكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً ... من الجوعِ ضَعْفَاً ما يُمِرُّ وما يُحْلي أي ما يَنْطِق بخَيْرٍ ولا شرّ من الجوع والضَّعْف . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : ما أُمِرُّ وما أُحْلي أي ما آتي بكلمةٍ ولا فعْلَةٍ مُرَّةٍ ولا حُلوةٍ فإن أردتَ أن تكون مَرَّةً مُرَّاً ومَرَّةً حُلواً قلت : أَمَرُّ وأحْلو وأَمُرُّ وأَحْلو . من المَجاز : لَقِيتُ منه الأَمَرَّيْن بكسر الراء وكذا البُرَحِين والأَقْوَرِين . قال أبو منصور : جاءَتْ هذه الأحرف على لفظ الجماعة بالنون عن العرب أي الدَّواهي وفتْحِها على التثنية عن ابْن الأَعْرابِيّ عنه أيضاً : لَقِيتُ منه المُرَّتَيْن بالضَّم كأنّها تَثْنِية الحالةِ المُرَّى أي الشَّرَّ والأَمْرَ العَظيم . والمُرَار بالضمِّ : حَمْضٌ وقيل : شَجَرٌ مُرٌّ من أفضلِ العُشبِ وأَضْخَمِه إذا أَكَلَتْه الإبلُ قَلَصَتْ عنه مَشافِرُها فَبَدَتْ أَسْنَانُها واحدته مُرارة ولذلك قيل لجدِّ امرِئ القَيْس : آكِلُ المُرَار لكَشْرٍ كان به . قال أبو عُبَيْد : أخبرني ابنُ الكلبيّ أنَّ حُجْراً إنّما سُمِّي آكِلُ المُرار لأنّ ابنةً كانت له سَباها مَلِكٌ من ملوك سَليح يقال له ابن هَبُولة فقالت له ابنة حُجْر : كأنَّك بأبي قد جاء كأنه جَمَلٌ آَكِلُ المُرار . يعني كاشِراً عن أنيابِه فسُمِّيَ بذلك وقيل : إنَّه كان في نفر من أصحابه في سَفَرٍ فأصابهم الجوع فأمّا هو فَأَكَل من المُرار حتى شَبِعَ ونَجا وأمّا أصحابُه فلم يُطيقوا ذلك حتى هَلَكَ أكثرُهم ففضَل عليهم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرار . قلت : آكِلُ المُرار لَقَبُ حُجْرِ بن معاوية الأَكْرَم بن الحارث بن معاوية بن ثَوْر بن مُرْتِع بن معاوية بن ثَوْر وهو كِنْدة وهو جدُّ فَحْلِ الشعراء امرئ القيس بن حُجْر بن الحارث بن عَمْرُو بن حُجْرٍ آكِلِ المُرار . وأمّا ابنُ هَبُولة فهو زِيادُ بن الضَّجاعِمَة مُلوك الشام قتله عَمْرُو بن أبي رَبيعة بن ذُهْل بن شَيْبَان كان مع حُجْر . وذو المُرار : أرضٌ لأنَّها كثيرةُ هذا النبات فسُمِّيَت بذلك قال الراعي :
مِنْ ذو المُرار الذي تُلقى حَوالِبُه ... بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً حَيْثُ يَنْدَفِقُوثَنِيَّةُ المُرار : مَهْبِط الحُدَيْبِيَة وقد رُوي عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلَّم أنّه قال : " مَن يَصْعَد الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ المُرار فإنّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيل " . المشهور فيها ضمّ الميم وبعضُهم يَكْسِرها . والمَرَارَة بالفتح : هَنَةٌ لازِقَةٌ بالكَبِد وهي التي تٌمْرِئُ الطعام تكون لكلِّ ذي روح إلاَّ النَّعام والإبل فإنَّها لا مَرارةَ فيها . والمُرَيْرَاء كحُمَيْراء والمَارورة : حَبٌّ أَسْوَدُ يكون في الطعام يَمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَة وقيل : هو ما يُخرَج منه ويُرمى به . وقال الفَرَّاء : في الطعام زُؤُانٌ ومُرَيْراء ورُعَيْداء وكلُّه مما يُرمى ويُخرج منه . قد أمَرَّ الطعامُ : صار فيه المُرَيْراء . ويقال : قد أمَرَّ هذا الطعام في فمي أي صار فيه مُرَّاً وكذلك كلّ شيءٍ يصير مُرَّاً . والمَرَارة الاسم . والمِرَّة بالكسر : مِزاجٌ من أَمْزِجة البدن كذا في المُحكَم وهي إحدى الطبائع الأربعة قال اللَّحْيانيّ : قد مُرِرْتُ به مَجْهُولاً أي على صيغة فِعل المفعول أُمَرُّ مَرَّاً بالفتح ومِرَّةً بالكسر : غَلَبَتْ عليَّ المِرَّةُ وقال مَرَّةً : المَرُّ المصدر والمِرَّةُ الاسم كما تقول : حُمِمْتُ حُمَّى والحُمَّى الاسم . والمَمْرور : الذي غَلَبَتْ عليه المِرَّة . المِرَّة : قُوَّةُ الخَلْق وشِدَّتُه ومنه الحديث : " لا تَحِلُّ الصدَقةُ لغنيٍّ ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيّ " . المِرَّة : الشدَّة والقُوّة والسَّوِيّ : الصحيحُ الأعضاء ج مِرَرٌ بالكسر وأَمْرَارٌ جَمْعُ الجمع . المِرَّة : العقل وقيل : شِدَّتُه . المِرَّة : الأَصالَة والإحْكام يقال : إنّه لذو مِرَّة أي عَقْل وأَصالة وإحْكام وهو على المَثل . قال ابنُ السِّكِّيت : المِرَّة : القُوَّة وجمعُها المِرَر قال : وأصلُ المِرَّةِ إحْكام الفَتْل المِرَّة : طاقةُ الحَبْل كالمَريرة وكلُّ قٌوَّةٍ من قُوى الحبل مِرَّة وجمعها مِرَرٌ والمَرائرُ هي الحِبال المَفْتولة على أَكْثَر من طاق واحدها مَرِيرٌ ومَرِيرةٌ . منه قولُهم : ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أي يُعالجه ويتَلَوَّى عليه ليَصْرَعه . وأنشد ابنُ سِيدَه لأبي ذُؤَيْب :
وذلك مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَمٌ ... خَشوفٌ إذا ما الحربُ طال مِرارُها فسره الأصمعي فقال : مِرارُها : مُداوَرَتُها ومُعالجَتُها . وسأل أبو الأسْود الدُّؤَلِيّ غلاماً له عن أبيه فقال : ما فَعَلَت امرأةُ أبيك ؟ قال : كانت تُسَارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه . أي تَلْتَوي عليه وتُخالفه . وهو من فَتْلِ الحبل . هو يُمارُّ البعير أي يُديرُه كذا في النُّسخ وفي اللِّسان : أي يُريده ليَصْرَعه وهو الصواب ويدلُّ على ذلك قولُ أبي الهيثم : مارَرْتُ الرجل مُمارَّةً ومِراراً إذا عالجْتَه لتَصْرعَه وأراد ذلك منك أيضاً . في قول الله عزَّ وجلَّ : " ذو مِرَّةٍ فاسْتَوى " قيل : هو جِبريل عليه السلام خَلَقَه الله قويَّاً ذا مِرَّةٍ شَديدة . وقال الفَرَّاء : ذو مِرَّة من نَعْتِ قَوْلُهُ تَعالى : " علَّمَهُ شَديدُ القُوى ذو مِرَّة " . والمَرِيرة : الحبلُ الشديد الفتل أو هو الحبل الطويلُ الدَّقيق أو المفتول على أكثر من طاقٍ جَمْعُها المَرائر ومنه حديث عليٍّ : " إنَّ اللهَ جعلَ الموتَ قاطِعاً لمَرائرِ أقْرانِها " . المَريرة : عِزَّةُ النفْس . المَريرة : العزيمة . ويقال : اسْتَمَرَّت مَريرةُ الرجل إذا قَوِيَت شَكِيمتُه قال الشاعر :
ولا أَنْثَني مِن طِيرَةٍ عن مَرِيرةٍ ... إذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوْحِ صَرْصَرا كالمَرير يقال : استمَرَّ مَريرُه إذا قَوِيَ بعدَ ضَعْف أو المَرير : أرضٌ لا شيءَ فيها ج مرائر . والمَرير أيضاً : ما لَطُفَ من الحبال وطال واشتدَّ فَتْلُه وهي المَرائر قاله ابن السِّكِّيت . وقِربةٌ مَمْرُورةٌ : مَمْلُوءة . والأَمَرُّ : المَصارِينُ يجتمعُ فيها الفَرْث جاء اسماً للجَمع كالَعَمِّ للجماعة قال :
ولا تُهدي الأَمَرَّ وما يَليه ... ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العِظامِ وقبله :
إذا ما كنتِ مُهْدِيَةً فأهْدي ... من المَأْناتِ أو فِدَرِ السَّنامِقال ابنُ برِّيّ : يخاطبُ زوجتَه ويأْمرها بمكارم الأخلاق . أي لا تُهدي من الجَزور إلاّ أطَايبه . ومَرَّانُ شَنُوءَة بالفتح : ع باليمن عن ابْن الأَعْرابِيّ قال الصَّاغانِيّ : به قَبْرُ تَميم بن مُرّ . وبَطْنُ مَرٍّ بالفتح ويقال له مَرُّ الظَّهْران : ع على مَرْحَلةٍ من مكَّة على جادَّة المدينة شرفها اللهُ تعالى قال أبو ذُؤَيْب :
أَصْبَح من أمِّ عَمْرُوٍ بَطْنُ مَرَّ فأَكْ ... نافُ الرَّجيعِ فذو سِدْرٍ فَأَمْلاحُ وَتَمَرْمَرَ الرجلُ مارَ . والمَرْمَر : الرُّخام وقيل : نَوْعٌ منه صُلْب وقال الأعشى :
كدُمْيةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها ... بمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائرِ المَرْمَر : ضَرْبٌ من تَقْطِيع ثياب النساء . من المَجاز : نزلَ به الأَمَرَّان أي الفَقْر والهَرَم وقال الزمخشريُّ : الهَرم والمَرض أو الأَمرَّان : الصبرُ والثُّفاء ومنه الحديث : " ماذا في الأَمرَّيْن من الشِّفاء " والمَرارة في الصَّبْر دون الثُّفاء فغلَّبَه عليه . والصَّبرُ هو الدواء المعروف . والثُّفاء : الخَرْدَل قيل : إنّما قال الأمَرَّيْنِ والمُرُّ أحدُهما لأنّه جعلَ الحُروفة والحِدَّة التي في الخردل بمنزلة المَرارة . وقد يُغلِّبون أحد القَرينَيْن على الآخر فَيَذْكُرونهما بلفظٍ واحد . وتأنيث الأمَرِّ المُرَّى وتَثْنِيتُها المُرَّيان . يقال : رعى بنو فلان المُرَّيَان وهما الألاء والشِّيح . مُرّ بالضمّ : تميم بنُ مُرِّ بن أُدّ بن طابِخة بن الياس بن مُضر : أبو قبيلة مَشْهُورة . ومُرُّ بن عَمْرُو بن الغَوْث بن جُلْهُمَة من طَيِّئٍ وإخوته ستَّةَ عشر . ومُرَّة بن كَعْب : أبو قبيلة من قُرَيْش وهو مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر . مُرَّة : أبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلان وهو مُرَّة بن عَوْف بن سَعْد بن قَيْسِ عَيْلان . وأبو مُرَّة : كُنْيَة إبليس لَعَنَه اللهُ تعالى قيل : تَكَنَّى بابنةٍ له اسمُها مُرَّة . والمُرَّان : كعُثْمان : شَجَرٌ باسق . والمُرَّان : رِماح القَنا تُعمَل من هذا الشجر وصوابه أن يذكر في باب النون لأنّه فُعَّال كما في اللِّسان . وَعَقَبةُ المُرَّان مشرِفَةٌ على غُوطةِ دمشق الشام . والمَرْمَر والمَرْمار : الرُّمَّان الكثيرُ الماء الذي لا شَحْمَ له . والمَرْمَر والمَرْمار : الناعمُ المُرْتَجُّ كالمُرامِر كعُلابِط والمَرْمور يقال : جسمٌ مَرْمَارٌ ومَرْمُورٌ ومُرامِر : ناعم . والمَرْمَرة : المطرُ الكثير نقله الصَّاغانِيّ . وَمَرْمرَ إذا غَضِبَ وَرَمْرمَ إذا أَصْلَح شَأْنَه عن ابْن الأَعْرابِيّ . مَرْمَرَ الماءَ : جَعَلَه يَمُرُّ على وَجْهِ الأرض والمارورة والمُرَيْراء كحُمَيْراء هكذا في سائر النُّسخ وهو محلُّ تأَمُّل : إن كان المرادُ أنَّ المارورة مثل المُرَيْراء فلا يحتاج إلى إتْيان واو العطف . وقد تقدّم ذِكرُ المُرَيْراء فكان يَنْبَغي أن يقول هناك كالمارورة فيخلُص من هذا التَّكْرار الذي لا يزيد الناظِرَ إلا الانْبِهام . والمُرْمُورة بالضم والمَرْمارة بالفتح : الجاريةُ الناعمةُ الرَّجْراجَة وهي التي تَرْتَجُّ عند القيام . قال أبو منصور : معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ واحدٌ أي تَرْعُد من رُطوبتها . ومَرُّ المُؤَذِّنُ بالفتح : مُحدِّث عن عَمْرِو بن فَيْرُوز الدَّيْلَمِيِّ . وذاتُ الأمْرار : ع أنشد الأصمعيُّ :
وَوَكَرى مِن أَثْل ذاتِ الأَمْرارْ ... مِثلِ أَتانِ الأهلِ بينَ الأَعْيارْقال الزَّجَّاج : مَرَّ الرجلُ بَعِيرَه وكذا أمرَّ على بَعيره إذا شدَّ عليه المِرار بالكسر وهو الحبل . المَرَّار كشدَّادٍ ستّة : المَرَّار الكَلْبِيُّ والمَرَّار بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيّ ؛ والمَرَّار ابنُ مُنقِذٍ التَّميميّ ؛ والمَرَّار بنُ سَلامةَ العِجْليّ ؛ والمَرَّار بنُ بشير الشَّيْبانيّ ؛ والمَرَّار ابنُ معاذٍ الحَرَشيّ شعراء . قال شيخُنا : وفي شَرْحِ أمالي القالي : إنَّ المَرَّارينَ سَبْعَة ولم يذكر السابع وأحاله على شُروح شواهد التَّفسير . قلت : ولعلّ السابع هو المَرَّارُ العَنْبَرِيّ . ولهم مَرَّار بن مُنقِذ العَدَوِيّ ومَرَّار بن مُنقِذ الهِلالي ومَرَّار بن مُنقِذ الجُلِّيُّ الطائيُّ الشاعر كان في زمن الحجَّاج نَقَلَه الحافظ في التَّبْصير ويأتي ذكره في جلل . ومُرامِرُ بنُ مُرَّة بضمِّهما : أوَّل من وضعَ الخطَّ العربيَّ قال شَرْقِيُّ بن القُطاميّ : إنَّ أوَّل من وضعَ خَطَّنا هذا رِجالٌ من طَيِّئٍ منهم مُرامِرُ بن مُرَّة قال الشاعر :
تَعلَّمْتُ باجادِ وآلَ مُرامِرٍ ... وسَوَّدْتُ أَثْوَابي ولَستُ بكاتِبِ قال : وإنّما قال : وآلُ مُرامِر لأنّه كان قد سمّى كلَّ واحدٍ من أولاده بكلمةٍ من أَبْجَد وهم ثمانية . قال ابنُ بَرِّيّ : الذي ذكره ابن النَّحَّاس وغيرُه عن المَدائنيّ أنّه مُرامِر بن مَرْوَة . قال المدائني : أول من كتبَ بالعربية مُرامِرُ بن مَرْوَة من أهل الأنْبار ويقال : من أهلِ الحِيرَة . قال : وقال سَمُرَةُ بنُ جُندَب : نظرْتُ في كتاب العربية فإذا هو قد مرَّ بالأنْبار قبل أن يمُرَّ بالحيرة . ويقال : إنّه سئل المهاجرون . من أين تعلَّمتم الخَطّ . فقالوا : من الحِيرة . وسُئل أهلُ الحِيرة : من أين تعلَّمتُم الخطَّ ؟ فقالوا : من الأنْبار . قلت : وذكر ابنُ خلِّكان في ترجمة عليّ بن هلال ما يَقْرُب من ذلك . ومرَّ للمصنِّف في جدر أنّ أوَّل من كتبَ بالعربيّة عامرُ بن جَدَرَة . ولعلَّ الجَمْع بينهما إمّا بالتَّرْجيح أو بالعُموم والخُصوص أو غيرِ ذلك ممّا يَظهر بالتأمل كما حقَّقه شَيْخُنا . والمُرامِر أيضاً بالضم : الباطل نقله الصَّاغانِيّ . والمُمَرُّ بالضمّ قال أبو الهيثم : الذي يَتَغَفَّل هكذا بالغَيْن والفاء في النُّسخ وفي التكملة : يَتَعَقَّل بالعين والقاف البَكْرَة الصَّعبة فَيَتَمكَّنُ هكذا في النُّسخ وصوابُه فيَسْتَمكِن مِن ذَنَبِها ثم يُوتِد قَدَمَيْه في الأرض لئلاّ هكذا في النسخ وصوابُه كما في الأصول الصحيحة : كيلا تَجُرَّه إذا أرادت الإفْلات منه . وأَمَرَّها بذَنَبِها أي صَرَفَها شِقَّاً بشِقٍّ هكذا في النسخ والصواب لِشِقّ حتى يُذَلِّلَها بذلك فإذا ذَلَّت بالإمْرار أرسلَها إلى الرائض . ومَرَّرَه تَمْرِيراً : جعله مُرَّاً . ومَرَّرَه : دَحَاه على وَجْهِ الأرض كَمَرْمَرَه . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُمَرْمِرُه على وجهِ الأرض أي يَدْحُوه . وأصله يُمَرِّرُه . وَتَمْرْمَر جسمُ المرأةِ : اهْتَزَّ وَتَرَجْرَج . وقال ابنُ القَطَّاع : إذا صار ناعماً مثلَ المَرْمَر . وقال الصَّاغانِيّ : تَمَرْمَرَ إذا تحرَّك أنشد ابنُ دُرَيْد لذي الرُّمَّة :
ترى خَلْقَها نِصْفاً قَناةً قَوِيمَةً ... ونِصفاً نَقاً يَرْتَجُّ أو يَتَمَرْمَرُأمررْتُ الحبلَ أُمِرُّهُ فهو مُمَرٌّ إذا شَدَدْتَ فَتْلَه ومن ذلك قولُه عزَّ وجلَّ : " سِحْرٌ مُستَمِرٌّ " أي مُحكَمٌ قوي أو معناه ذاهِبٌ باطل أي سَيَذْهبُ ويَبْطُل . قال الأَزْهَرِيّ : جعله من مَرَّ يمُرُّ إذا ذهب أمّا قَوْلُهُ تَعالى : " في يومٍ نَحْسٍ مُستَمِرّ " فقيل : أي قَوِيّ في نُحوسَتِه وهذه عن الزجَّاج أو دائمِ الشرِّ أو الشُّؤْم مستمِرّ : مُرٍّ وكذا في قَوْلُهُ تَعالى : " سحرٌ مُستمِرّ " أي مُرّ . يقال : اسْتَمَرَّ الشيءُ أي مرَّ قاله الصَّاغانِيّ أو نافِذٍ أو ماضٍ هكذا في النسخ وصوابه أو نافذٍ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخِّرَ له أو هو أي يوم نَحْس مُستَمِرّ يَوْمُ الأربعاء الذي لا يدور في الشهر ؛ ومنهم من خصَّه بآخر الأربعاء في شَهْرِ صَفَر . واسْتَمَرَّتْ مَرِيرتُه عليه : اسْتَحْكَم أَمْرُه عليه وقَوِيَتْ شَكِيمتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه وهو مَجاز وأصلُه من فَتَلَ الحبلَ وهو وفي الصحاح : لَتَجِدَنَّ فلاناً أَلْوَى بعيد المُسْتَمَرِّ بفتح الميم الثانية أي أنّه قويٌّ في الخُصومة لا يَسْأَمُ المِراس . وأنشد أبو عُبَيْد :
إذا تخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ ... ثمَّ كَسَرْتُ العينَ مِن غَيْرِ عَوَرْ
وَجَدْتَني أَلْوَى بَعيدَ المُسْتَمَرّْ ... أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وَشَرّْ قال ابنُ برِّيّ : هذا الرَّجَز يُروى لعمرو بن العاص . قال : وهو المشهور . ويقال إنّه لأرطاةَ بنِ سُهَيَّة تَمثَّل به عمرو . قال الصَّاغانِيّ ويُروى للعجَّاج وليس له وللنَّجاشِيّ الحارثيّ وقال أبو محمد الأَعْرابيّ : إنّه لمُساوِرِ بنِ هند . ومارَّ الشيءُ نَفْسَه مِراراً بالكسر : انْجَرَّ ومنه حديث الوحي : " إذا نَزَلَ سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرارِ السِّلْسِلة على الصَّفا " أي صوت انجِرارها واطِّرادها على الصخر . وأصل المِرار : الفتل لأنّه يُمَرُّ أي يُفتَل . وفي حديث آخر : " كإمْرارِ الحديد على الطَّسْتِ الجديد " أي كجرِّه عليه . قال ابنُ الأثير : ورُبَّما رُوي الحديث الأول : صَوْتَ إمرارِ السِّلْسِلَة . ومما يًستدرَك عليه : اسْتَمَرَّ الرجلُ إذا استقام أمرُه بعد فسادٍ عن ابن شُمَيْل . وقد تقدّم . والمَمَرُّ بالفتح : مَوْضِع المُرور والمصدر . وهذا أمَرُّ من كذا . قالت امرأةٌ من العرب : صُغْراها مُرَّاها . وهو مَثَلٌ وقد تُستَعار المَرارة للنَّفْس ويُراد بها الخُبْث والكَراهة قال خالدُ بن زُهَيْر الهُذَليّ :
فَلَمْ يُغنِ عَنْهُ خَدْعُها حينَ أَزْمَعَتْ ... صَريمَتَها والنَّفْسُ مُرٌّ ضَميرُهاأراد ونفسها خَبيثة كارِهة . وشيءٌ مُرّ والجمع أَمْرَار . وبَقْلَةٌ مُرَّةٌ وجَمْعُها مِرارٌ . وعيشٌ مُرٌّ على المثَل كما قالوا : حُلْوٌ وفي حديث ابنِ مسعود في الوصيَّة : " هما المُرَّيَان : الإمْساكُ في الحياة والتَّبْذيرُ عند الممات " قال أبو عُبَيْد : معناه هما الخَصْلَتان المُرَّيَان نَسَبَهما إلى المَرارة لِما فيهما من مَرارة المَأْثَم . وقال ابنُ الأثير المُرَّيَان : تَثْنِيةُ المُرَّى مثل صُغْرى وكُبْرى وصُغْرَيان وكُبْرَيان فهي فُعْلى من المَرارة تأنيث الأمرّ كالجُلَّى والأجَلّ أي الخَصْلَتان المُفَضَّلَتان في المَرارة على سائر الخِصال المُرَّة أن يكونَ الرجلُ شَحيحاً بمالِه ما دام حيَّاً صَحيحاً وأن يُبَذِرَه فيما لا يُجدي عليه من الوَصايا المَبْنيَّة على هوى النَّفْس عند مُشارَفَة الموت . ورجلٌ مَريرٌ كأمير : قَوِيٌّ ذو مِرَّة . والمُمَرُّ على صيغة اسم المفعول : الحبل الذي أُجيد فَتْلُه . ويقال : المِرار بالكسر وكلُّ مفتولٍ مُمَرّ . وفي الحديث : " أنَّ رجُلاً أصابه في سَيْرِه المِرار " أي الحبْل قال ابنُ الأثير : هكذا فُسِّر وإنّما الحبْلُ المَرُّ ولعلّه جَمَعَه وفي حديث مُعاوية : " سُحِلَتْ مَريرَتُه " أي جُعل حَبْلُه المُبرَم سَحيلاً يعني رَخْوَاً ضَعيفاً . ويقال : مرَّ الشيءُ واسْتَمَرّ وأَمَرَّ من المَرارة . وقَوْلُهُ تَعالى : " والساعةُ أَدْهَى وأَمَرّ " أي أشدُّ مَرارةً . والمِرار : المُداوَرَة والمُراوَدَة . والمُمِرّ بالضَّمّ : الذي يُدعى للبَكْرَة الصعبة ليُمِرُّها قبل الرائض : قاله أبو الهيثم . وفلانٌ أمَرُّ عَقْدَاً من فلانٍ أي أَحْكَمُ أَمْرَاً منه وأَوْفَى ذِمَّةً . ومَرْمَارٌ من أسماء الدَّاهية قال :
قد عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيس ... لَيْلَةَ مَرْمَارٍ ومَرْمَريسِ ومَرْمَرَة : مَضيقٌ بين جَبَلَيْن في بحرِ الروم صَعْبُ المَسْلَك . ومُرَيْرة والمُرَيْرَة : مَوْضِع قال :
كَأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَراكَةٍ ... تَعاطى كَباثاً من مُرَيْرةَ أَسْوَدا وقال :
وَتَشْربُ آسانَ الحِياضِ تَشوفُها ... وَلَوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِنا وقال الصَّاغانِيّ : المُرَيْرَة ماءٌ لبني عَمْرِو بن كلاب . والأَمْرار : مياهٌ معروفة في ديار بني فَزارة وأمّا قولُ النَّابغة يُخاطِب عَمْرَو بن هند :
مَنْ مُبلِغٌ عَمْرَو بنَ هندٍ آيَةً ... ومنَ النَّصيحةِ كَثْرَةُ الإنْذارِ
لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لرِماحنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرارِفهي مياهٌ بالبادية . وقال ابنُ بَرِّيّ : الأَمْرار : مياهٌ مُرَّةٌ معروفة منها عُراعِرٌ وكُنَيْبٌ والعُرَيْمة . وقال الصَّاغانِيّ : وبنو يَرْبُوع يقولون : مِرَّ علينا فلان بالكسر أي مَرَّ . وتَمَرْمَر عَلَيْنا أي تأَمَّر . والمُرَّار كرُمَّان : الكُهَّان . ومَرَّان كشدَّاد : مَوْضِعٌ بين البَصْرة ومكّة لبني هلالٍ من بني عامر . وموضِعٌ آخر بين مكّة والمدينة . ومَرَّار كشدَّاد : وادٍ نَجْدِيٌّ . وذاتُ المُرار : كغُراب : مَوْضِعٌ من ديار كَلْب . ومَرٌّ بالفتح : ماءٌ لغَطَفان وبالضمّ : وادٍ من بَطْنِ إِضَمٍ وقيل : هو إضَمٌ . والمُرَّان : مُثنَّى : ماءان لغَطَفان بينهما جبلٌ أَسْوَد . ومُرَيْرٌ كزُبَيْر : ماءٌ نَجْدِيٌّ من مياه بني سُلَيْم . ومُرَّينُ بالضَّم وتشديد الراء المكسورة : ناحيةٌ من ديار مُضَر . ورجلٌ مُمَرٌّ وفرَسٌ مُمَرٌّ مُستَحكِمُ الخِلقَة . والدِّهرُ ذو نَقْضٍ وإمْرار . وهو على المثَل . وأَمَرَّ فلاناً : عالَجَه وفَتَلَ عُنُقَه ليَصْرَعَه . وهما يتمارَّان . ومَرَّت عليه أَمْرَارٌ أي مكارِه وهو مَجاز . والمَرَّارُ بن حَمُّويةَ الهَمَذانيُّ كشَدَّاد : شيخٌ للبُخاريّ . وأبو عمروٍ إسحاقُ بنُ مِرارٍ الشَّيْبانيّ ككِتاب : لُغوِيٌّ كتب عنه أحمد ابن حَنْبَل وابنه عَمْرُو بن أبي عمروٍ له ذكر . ومَرَّان بنُ جَعْفَر بالفتح : بَطْن . ومِرَّةُ بن سُبَيْع بكسر الميم وسُبَيْع هو ابنُ الحارث بن زيد بن بَحْرِ بن سَعْدِ بن عَوْف . وذو مُرٍّ بالضمّ من أصحاب عليّ رضي الله عنه . وذو مَرِّين بالفتح فتشديد راءٍ مَكْسُورة : لقبُ وائلِ بن الغوثِ بن قَطَنِ بن عَرِيبٍ الحِمْيَرِيّ . وذو مَرّان بالفتح : عُمَيْر بن أَفْلَح بن شُرَحْبِيل من الأَقْيال . وبالضمِّ : مُجالِد بن سعيد بن ذي مُرَّان الهَمْدانيّ عن الشعبيّ مشهور . ومُرَّة بالضم : قريةٌ باليمن بالقرب من زَبِيد . والمَرِّيّةُ بالفتح وتشديد الراءِ المكسورة : بلدةٌ بالأندلس . ومُرَيْرة كهُرَيْرَة : جدُّ أبي محمد إسماعيل بن محمد بن محمد بن موسى بن هارون بن مُرَيْرة الآخِريّ . ذكره المالِينيّ