شَبَكَهُ يَشْبِكُه شَّبكًا فاشْتَبَك وشَبكَه تَشْبِيكاً فتَشَبَّكَ : أَنْشَبَ بَعْضَه في بَعْضٍ وأَدْخَلَه فنَشِبَ كذا في المُحْكَمِ والتَّشَبكُ على التَّكْثِيرِ . وأَصْل الشَّبكِ هو الخَلْطُ والتَّداخُلُ ومنه تَشْبِيكُ الأَصابعِ وهو إِدخالُ الأَصابعِ بعضِها في بَعْضٍ وقد نُهي عنه في الصّلاةِ كما نُهي عن عَقْصِ الشَّعْرِ واشْتِمالِ الصَّمّاءِ والاحْتِباءِ ؛ فإِنّ هؤلاءِ مما يَجْلِبُ النّومَ وتَأَوَّلَه بعضُهم أَنّ تَشبِيكَ اليَدِ كنايَةٌ عن مُلابَسَة الخُصُوماتِ والخَوْضِ فيها . وشَبَكَت الأمُور واشْتَبَكَتْ وتَشابَكَتْ وتَشبَّكَتْ : اخْتَلَطَتْ والْتَبَسَتْ ودَخَل بعضُها في بعض . وطَرِيقٌ شابِكٌ : مُتداخِلٌ ملتبِسٌ مُخْتَلِطٌ . وأَسَدٌ شابِكٌ : مُشْتَبِك الأَنْيابِ مُخْتَلِفُها قال البُرَيْقُ الهُذَلي :
وما إِنْ شابِكٌ من أسْدِ تَرجٍ ... أَبُو شِبلَيْنِ قد مَنَعَ الخِدارَا وبَعِيرٌ شابِكُ الأَنْيابِ كذلك
والشُّبّاكُ كزُنّار : نَبتٌ قال أَبو حَنِيفَةَ : هو كالدَّلَبُوثِ إِلاّ أَنّه أَعْظَمُ منه كما في العُبابِ . ونقَلَ ابنُ بَريّ عن أبي حَنِيفَةَ : الشّبَيكُ : نَبتٌ كالدَّلَبُوثِ إِلاّ أَنّه أَعْذَبُ منهُ . والشُّبّاكُ : ما وُضِعَ من القَصَبِ ونَحْوِه على صَنْعَةِ البَوارِي يُحْبَكُ بعضُه في بعضٍ وكُلُّ طائِفَةٍ منه شُبّاكةٌ . والذي في كِتابِ العَين : الشِّباكُ ككِتابٍ وكلُّ طائِفَة منه شِباكَةٌ فتأَمّلْ ذلك . وكَذلك ما بَيْنَ أَحْناءِ المَحامِل من تَشْبِيكِ القِدِّ وهذا أَيضًا ضَبَطَه اللَّيثُ بالكسرِ ومثله في اللِّسانِ والعُبابِ ففي سياقِ المُصَنِّف وَهَمٌ ظاهر . وشُبّاك : جَدُّ إِسْماعِيلَ بنِ المُبارَكِ عن أَحْمَدَ بنِ الأَشْقَر . وأَيضًا : جَدُّ والدِ عَلِي بنِ أَحْمَدَ بنِ العِزِّ : المُحَدِّثَينْ الأَخير عن عَبدِ الحَقِّ ويَحْيَى . وفاتَه : مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَنْجَبَ بنِ الشُّبّاكِ عن ذاكِرِ بنِ كامِلٍ نَقَلَه الحافِظ . وكشَدّادٍ : شَبّاكُ بنُ عائِذِ بن المنخل الأَزْدِيّ روى عن هِشامٍ الدَّسْتُوائي كما في التَّبصِيرِ وفي سِياقِ المُصَنِّفِ خَطَأٌ . وشَبّاكُ بنُ عَمْرو عن أبي أَحْمَدَ الزبَيرِيِّ وعنه الباغَنْدِيُّ : مُحَدِّثانِ . وشِباكٌ الضَّبِّيُ ككِتابٍ عن إِبراهيمَ النَّخَعِيِّ له ذِكْرٌ في صَحِيحِ مُسلِمٍ وكان يُدَلِّسُ وهو كوفِيٌ أَعْمَى . وشِباكُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ وعُثْمانُ بنُ شِباك : مُحَدِّثُونَ . والشِّباكُ : ثلاثَةُ مواضِعَ أَحَدُها في بِلادِ غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ بينَ أَبْرَقِ العَزّافِ والمَدِينَةِ والاثْنانِ على سَبعَةِ أَمْيالٍ من البَصْرَةِ طريق الحاجِّ . والشَّبَكَةُ مُحَرَّكَةً : شَرَكَةُ الصَّيّادِ التي يَصِيدُ بها في البَر ومنهم من خَصَّه بمِصْيَدَةِ الماءِ شَبَكٌ وشِباكٌ بالكسرِ كالشُّبّاكِ كزُنّارٍ قالَ الرّاعِي :
أَو رَعْلَةٌ من قطا فَيحانَ حَلأَها ... من ماءِ يَثْرِبَةَ الشُّبّاكُ والرَّصَدُ شَبابِيكُ
والشَّبَكَة : الآبارُ المُتَقارِبَةُ القَرِيبَةُ الماءِ يُفْضِي بعضُها إِلى بَعْضٍ عن القتَيبِي . وقِيل : هي الرَّكايَا الظّاهِرَةُ تُحْفَرُ في المَكانِ الغليظِ - القامةَ والقامَتَيْنِ والثَّلاثَ - يُحْتَبَسُ فيها ماءُ السَّماءِ وهي الشِّباكُ سُمِّيَتْ لتَجاوُرِها وتَشابُكِها قال اللَّيثُ : ولا يُقالُ للواحِدِ منها شَبَكَة وِإنّما هي اسمٌ للماءِ وتُجْمَعُ الجُمَلُ منها في مواضِعَ شَتَّى شِباكًا قال جَرِيرٌ :
" سَقَى رَبِّي شِباكَ بني كُلَيبٍإِذا ما الماءُ أُسْكِنَ في البِلادِ وقال طَلْقُ بنُ عَدِي :
" في مُستَوى السَّهْلِ وفي الدَّكْداكِ
" وفي صِمادِ البِيدِ والشِّباكِ
وفي الحديث : الْتَقَطَ شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ وهو مِنْ ذلك . وأَشْبَكُوا : حَفَروها نقله الصّاغاني . والشَّبَكَةُ أَيضًا : الأَرْضُ الكَثِيرَةُ الآبارِ ليسَتْ بسِباخٍ ولا مُنبِتَة وكان الأَصْمَعِي يَقولُ : إِذا كَثُرَت فيها الحفائِر من آبارٍ وغَيرِها سُمِّيَتْ شَبَكَةً والجمعُ شِباكٌ . والشَّبَكَة : جُحْرُ الجُرَذِ ومنه الحَدِيث : أَنّه وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِه في شبَكة جُرذان أي : أَنْقابِها وجِحَرَتُها تكونُ متَقارِبَةً بعضها من بعضٍ والجَمْعُ شِباكٌ . وشَبَكَةُ ياطِبٍ : ماءٌ بأجأً . والشَّبَكَةُ : ماءةٌ شَرقِيَ سُمَيراءَ لأَسَدٍ وماءةٌ لبني قُشَيرٍ . والشَّبَكَةُ : ثلاثَةُ مِياهٍ كُلُّها لبني نُمَير بالشُرَيْفِ منها : شبكةُ ابنِ دَخُن . والشَّبَكَة : بِئْرٌ على رَأْسِ جَبَلٍ . والشَّبَكَةُ : ماءٌ آخَرُ في بِلادِهِم . ومن المَجازِ : بَينَهُما شُبكَةٌ بالضّم : أي : نَسَبُ قَرابَةٍ ورَحِمٍ وقال ابنُ فارِس : بينَ القَوْمِ شُبكَةُ نَسَبٍ : أي مُداخَلَةٌ ؛ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : بَينَهُما شُبهَةُ سَبَب لا شُبكَةُ نَسَب . وشُبَيك كزُبَيرٍ : ببِلادِ بني مازِن نقَله الصّاغانيُ . والشُّبَيكَةُ كجُهَينَةَ : وادٍ قُربَ العَرجاءِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الشِّباكُ والشُّبَيكًةُ : مَوْضِعان بينَ البَصْرَةِ والبَحْرَيْنِ وقال نَصْرٌ في كتابِه : الشُّبيكَةُ من منازِلِ حاجِّ البَصْرَةِ على أَمْيالٍ من وَجْرَةَ قَلِيلة . والشُّبَيكَةُ : بينَ مَكَّةَ والزَهْراءِ . والشُّبَيكَةُ : بِئْرٌ هُناكَ ممّا يَلِي التَّنْعِيمَ بين زاهرٍ والبَلَد . والشُّبَيكَة : ماءة لبني سَلُولٍ بطَرِيقِ الحِجازِ قال مالِكُ بنُ الرَّيْبِ المازِنيُّ :
فإِنَّ بأَطْرافِ الشُّبَيكَةِ نِسوَةٌ ... عَزِيزٌ عليهِنَّ العَشِيَّةَ مابِيَا وبَنُو شِبك بالكسر : بَطْنٌ من العَرَبِ عن ابنِ دُرَيْد . قلت : وهُمْ من حِمْيَر من وَلَدِ الشِّبكِ بنِ ثابت الحِمْيَرِيِّ وقد ضَبَطه الهَمْدَانِيُ في أَنسابِه بالسِّينِ المُهْمَلةِ وتقدَّمت الإِشارَةُ إِليه . وذو شَبَكٍ مُحَرَّكَةً : ماءٌ بالحِجاز ببلادِ بني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ من بني هَوازِنَ . والشَّبَكُ أَيْضًا : أَسْنانُ المُشْطِ لتَقارُبِها . وتَشابَكَت السِّباعُ : نَزَتْ أَو أَرادَت النِّزاءَ عن ابنِ الأَعْرابي . والشّابابَكُ وقد تُزادُ الهاءُ فيُقالُ : الشّاهُ بابَكُ : نَباتٌ يُعْرَفُ بمصرَ بالبَرنُوفِ وتَقَدَّمَ التَّعْرِيف به هُناك وهي لَفْظَةٌ أَعجَمِيّة
ومما يُستَدْرَكُ عليه : اشْتَبَكَ السَّرابُ : دَخَلَ بَعْضُه في بَعْضٍ . والشّابِكُ : من أَسماءِ الأَسَدِ . وشَبَكَت النّجُومُ واشْتَبَكَتْ وتَشابَكَتْ : دَخَل بعضُها في بعضٍ واخْتَلَطَت وكذلك الظَّلامُ وهو مَجازٌ . وقيل : اشْتِباكُ النُّجُومِ : ظُهُورُ جَمِيعِها . وشابَكَ بينَهُما فتَشابَكَا ومنه حَدِيثُ المُشابَكَةِ . ورأَيتُه يَنْظُر من الشّبّاكِ واحد الشَّبابِيكِ وهو المُشَبَّكُ من نحو حَدِيدٍ وغيرِه وبه كُنِي أَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبدِ الرَّحِيم الرِّفاعيُ أَبا الشُّبّاكِ المَدْفُون بمصرَ ؛ لكَونِه وَقَفَ على شبّاكِ الحَضْرِة الشَّرِيفةِ فصافَحَ يد النّبِيِّ صَلّى اللّهُ عليه وسَلّمَ مُعايَنَةً فِيما يُقال
ورأَيْتُ على الماءِ الشُّبّاكَ وهُم الصّيّادُونَ بالشَّبَكِ نقله الأَزهرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ . والمُشَبَّكُ كمُعَظَّمٍ : ضَربٌ من الطَّعامِ . وأَشْبَكَ المكانُ : إِذا أَكْثَرَ الناسُ احْتِفارَ الرَّكايَا فيهِ
ورَجُلٌ شابِكُ الرُّمْحِ : إِذا رَأَيْتَه من ثَقافَتِه يَطْعَن بهِ في الوُجُوهِ كُلِّها قال :
" كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَه شابِكَا واشْتِباكُ الرَّحِمِ : اتِّصالُ بعضِها ببَعْضٍ وقالَ أَبو عُبَيدٍ : الرَّحِمُ المُشْتَبِكَةُ المُتَّصِلَةُ . ويُقال : بَينَهُما أَرْحامٌ مُتَشابِكَة ولُحْمَةٌ شابِكَة وهو مَجاز . واشْتَبَكَت العُرُوقُ : اشْتَجَرَتْ . ودِرْعٌ شُبّاكٌ كَرُمّانٍ : مَحْبُوكَةٌ قال طُفَيل :
" لَهُنَّ لِشُبّاكِ الدُّرُوعِ تَقاذُفٌ وشَبَكَة حرج موضِعٌ بالحِجازِ في ديارِ غِفار . وشبوكة : مدينة بفارس . والشَّبَكَة : قريةٌ بمصر وهي التَّلُّ الأَحْمَروشابِك كصاحِبٍ : موضِعٌ من ديارِ قُضاعَةَ بالشامِ ذكره نَصْر . والشَّبائِكُ : الخُصُوماتُ . وشَبَكَه عنه شَبكًا : شَغَلَه
وشَوْبَك بنُ مالِكِ بنِ عَمْرو أَخُو شُرَيْكِ بنِ مالكِ : بَطْنٌ . والشَّوْبَكُ : قريَةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ إِطْفِيح وقد رَأَيتُها
وأخْرَى بالشامِ يُضافُ إِليها كَرَكُ . وأخْرَى من أَعمالِ بُلْبَيس . وأخْرَى بها تُعْرَفُ بشَوْبَكِ أَكراس . والشّبّاكُ ككَتّان : من يَعْمَلُ الشِّباكَ الوَطيئات وبه عرف أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ النَّهْرَوِيّ ومحمّدُ بن حَبِيب نقَلَه الحافِظُ
الشَّوْب : الخَلْطُ . شَابَ الشيءَ شَوْباً : خَلَطَه . وشُبْتُه أَشُوبُه : خَلَطْتُه فَهُوَ مَشُوبٌ كالشِّيَابِ بالكَسْرِ . قال أَبُو ذُؤَيْب :
وأَطِيبْ بِرَاحِ الشام جَاءَتْ سَبِيئَةً ... مُعْتَّقَةً صِرْفاً وتِلْكَ شيَابُها هكذا أَنْشَدَه أبُو حَنِيفَة . وقال تَعَالَى : ثم إِنَّ لَهُم عَلَيْها لَشَوْباً مِن حَمِيم أَي لَخَلْطاً ومِزَاجاً . يقال للمُخَلِّط في القَوْلِ أَو العَمَل : هو يَشُوبُ ويَرُوبُ . والشِّيَابُ أَيْضاً : اسْمُ ما يُمْزَجُ . وقِيلَ : يَشُوبُ وَيَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدَافَعَةً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيها . وقال شَيْخُنَا : وَقَع في الحَدِيث الأَشْوَابُ . قال أَهْلُ الغَرِيب : هُم الأَخْلاَطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّى قَالُوا : والأَوْبَاشُ : الأَخْلاط من السِّفلة فهو أَخص . قَوْلُهُم : مَالَه شَوْبٌ ولا رَوْبٌ أَي لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ . وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ : وفي الخَبَر : لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ في شِرَاء أَو بَيْعٍ وقيل : مَعْنَاه أَنَّكَ بَرِيءٌ مِنْ هذِه السِّلْعَةِ . ورُوِي عَنْه أَنَّه قَالَ : إِنَّك بَرِيءٌ مِنْ عِيْبِها . الشَّوْبُ : القطْعَةُ من العَجِين ويُقَالُ : هي الفَرَزْدَقَةُ ؛ وَهِي الخُبْزَةُ الغَلِيظَةُ . وسَقَاهُ الذَّوْبَ بالشَّوْبِ . الذَّوْبُ : العَسَل الشَّوْبُ : مَا شُبْتَه مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ فَهَو مَشُوبٌ ومَشِيبٌ . حكى ابن الأَعْرَابِيّ : مَا عِنْدِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ . فالشَّوْبُ : العَسَلُ المَشُوبُ . والرَّوْبُ : اللَّبَنُ الرَّائِبُ . وقِيلَ : الشَّوْبُ : العَسَلُ . والرَّوْب : اللَّبَنُ من غَيْرِ أَن يُحَدَّا . ويقال : سَقَاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْبِ . فالشَّوبُ : اللَّبَنُ والذَّوْبُ : العَسَل . قَالَه ابْنُ دُرَيْد . واشْتَابَ هُوَ وانْشَابَ : اخْتَلَط . قال أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيّ :
جَادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِيَةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شِيبَ فَاشْتَابَا
ويروى فانْشَابَا وهو أَذْهَبُ في بَابِ المُطَاوَعَة . والمُشاوَبُ بالضَّمِّ وفَتْحِ الوَاوِ : غِلاَفُ القَارُورَةِ لأَنَّه مَشُوبٌ بحُمْرَة وصُفْرَةٍ وخُضْرَة رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عن الأَصْمَعِيّ وبِكَسْرِها أَي الوَاو وفَتْحِ المِيمِ جَمْعُه أَي جَمْع المُشَاوَب . نُقِلَ ذلك عن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضاً . في فلان شَوْبَةٌ . الشَّوْبَةُ : الخَدِيعَةُ كما يُقَالُ : في فُلاَنٍ ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ظَاهِرَةٌ . واستَعْمَلَ بعضُ النَّحوِيِّين الشَّوبَ في الحَرَكَاتِ فَقَالَ : أَمَّا الفَتْحَة المَشُوبَةُ بالكَسْرة فالفَتْحة الَّتِي قَبْلَ الإِمَالَة نَحْوُ فَتْحَة عَيْن عَابد وعَارِف . قَالَ : وذلِكَ أَنَّ الإِمَالَة إِنَّمَا هِيَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نَحْو الكَسْرَة فتُميلَ الأَلِفَ نحو اليَاءِ لِضَرْب من تَجانُس الصوت فكما أَن الحركة ليست بفَتحة مَحْضة كَذلك الأَلِفُ التي بَعْدَهَا ليست أَلفاً مَحْضةً وهذا هو القياس ؛ لأَن الأَلِفَ تَابِعَةٌ للفَتْحَة فكمَا أَنّ الفَتْحَةَ مَشوبَةٌ فكَذَلِك الأَلِفُ اللاَّحِقَةُ لهَا كَذَا في لِسَانِ العَرَبِ . وعن الفَرَّاءِ : شَابَ إِذَا خَانَ وبَاشَ إِذَا خَلط . وعن الأَصْمَعِيّ في باب إِصَابَةِ الرَّجُلِ في مَنْطِقِه مَرَّةً وإِخْطَائِه أُخْرَى : هُو يَشُوبُ ويَرُوبُ . عن أَبي سَعِيد يُقَالُ لِلرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ شَابَ عَنْه وَرابَ إِذَ كَسِلَ . وشَوَّبَ إِذا دَافَع مُدَافَعَةً ونَضَح عَنْه فَلَمْ يُبَالِغْ فِيهِما أَي يُدَافِعُ مَرَّة وَيَكْسَلُ مَرَّة فلا يُدَافع الْبَتَّةَ . وقال أَبُو سَعِيد : التَّشْوِيب : أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيه . وقال أَيْضاً : العَرَب تَقُولُ : لَقِيتُ فُلاَناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه إِذَا دَافَع عَنْهم شَيئاً من دِفَاعٍ قال : ولَيْسَ قَوْلُهم : هُوَ يَشُوبُ وَيُرُوبُ من الَّلَبن ولكنه مَعْنَاه رَجُلٌ يرُوبُ أَحْيَاناً فلا يَتَحَرَّكُ ولا يَنْبَعِثُ وأَحْيَاناً يَنْبَعِث فيَشُوبُ عن نَفْسَه غَيْرَ مُبَالغٍ فِيهِ . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : شَابَ إِذَا كَذَب وشَابَ إِذَا خَدَع في بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ . وشَاب إشَوْباً إِذَا غَشَّ . وفي الحديث : يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفَ واللَّغْوُ فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَة وقَوْلُ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَة السَّعْدِيّ :
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ ... وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ مَشِيبُ إِنما بَنَاهُ عَلَى شِيبَ الَّذي لم يُسَمَّ فَاعِلُه أَي مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل والصِّبَاغ . والصَّرْبُ : اللَّبَن الحَامِضُ ومُعَرَّصٌ : مُلْقىً في العَرْصَةِ ليَجِفَّ . ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بَعْدُ وهُو الْمُلَهْوَجُ . وشَابَةُ : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم . وجَبَلٌ بمَكَّة أَو بِنَجْدٍ وقِيلَ : موضع بنجد كما في المحكم لابْنِ سِيدَه وسيذكر في ش ي ب لأَنَّ الأَلِفَ تَكُونُ مُنْقَلِبةً عن وَاوٍ وعَنْ يَاء لأَنَّ في الكَلاَم ش وب وفيه ش ي ب ولو جُهِلَ انْقِلاَبُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَى الوَاوِ أَكْثَرُ من انْقِلاَبِها عَنِ اليَاءِ قَالَ :
وضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ ... حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَاكذا في لِسَانِ العَرَب . ومِثْلُه في المُحْكَم ومِنْهُم مَنْ قَالَ : إِنَّه شَامَة بالمِيمِ والصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلاَن . وقال البَكْرِيّ : إِن شَابَة جَبَلٌ في الحِجَاز في دِيَار غَطَفَان وقِيلَ بنَجد وعَلَيْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور . وبه صَدَّرَ في المَرَاصِدِ والمُعْجَمِ . وسَيَأْتِي قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي اسْتَدلَّ بِهِ الجَوْهَرِيّ في ش ي ب بَنُو شَيْبَان : قَبِيلَةٌ مِن الْعَرَب قِيلَ يَاؤُه بَدَلٌ من الوَاوِ لقَوْلِهم الشَّوابِنَة وسيأْتي في ش ي ب والمُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ سَيِدَه حَيْثُ أَوْرَدَهَا في المَوْضِعَين . واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابن مَنْظُور عَلَى إِيرَادِهَا في اليَاءِ التَّحْتِيَّة . واخْتَار ابْنُ جِنّي أَنَّهَا وَاوِيَّةُ العَيْنِ وأَنّ أَصْلَه شَيْوَبَان على فَيْعَلاَنَ فأَدْغَم وخَفَّفَ كما قِيلَ في رَيْحَان وإِلاَّ لَقِيل شَوْبَان كَخَوْلاَن ونَقَل الوَجْهَيْن العَلاَّمَةُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ المَالِكِيُّ في اقْتِطَافِ الأَزَاهِر والْتِقَاطِ الْجَوَاهِر وقال : طَرِيقَةُ ابْنِ جِنِّي تَدْرِيجٌ حَسَنٌ قَالَه شَيْخُنَا . قَوْلُهُم : بَاتَت أَي البِكْرُ بَلْبَلَةِ شَيْبَاءَ بالإِضَافَة . قال عُرْوَةُ ابْنُ الوَرْدِ :
كَلَيْلَةِ شَيْبَاءَ التي لَسْتُ نَاسِياً ... ولَيْلَتِنَا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ أَو بِلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ مُعَرَّفاً . قال عُرْوَةُ أَيْضاً :
الشَّيْبُ معروف قَلِيلُه وَكَثيرُهُ ورُبَّمَا سُمِّي الشَّعَر نَفْسُه شَيْباً أَ وبَيَاضُه أَي الشَّعَر وهَذَا هُوَ الَّذي صَدَّرَ بِهِ ابْنُ منْظُور والجَوْهَرِيُّ وغَيْرُهمَا كالمَشِيب رَاجعٌ إِلى القَوْل الأَخِيرِ ومنه قَوْلُه :
مَسْأَلَةُ الدَّوْرِ جَرَت ... بَيْنِي وبَيْن مَنْ أُحِبّْ
لَوْلاَ مَشِيبِي مَا جَفا ... لَوْلاَ جَفَاهُ لَمْ أَشِبْ وقيل : الشَّيْبُ : بَيَاضُ الشَّعَر . ويقال : عَلاَه الشَّيْبُ . والمَشِيبُ : دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ الشِّيْبِ من الرِّجَالِ . قال ابنُ السِّكِّيتِ في قَوْلِ عَدِيٍّ :
تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي ... والرَّأْسُ قد شَابَهُ المَشِيبُ يَعْنِي بَيَّضَهُ المَشِيبُ ولَيْسَ مَعْنَاه خَالَطَه . قال ابْنُ بَرِّيّ : هَذَا البَيْتُ زَعَمَ الجوهَرِيُّ أَنه لعَدِيٍّ وَهُوَ لِعَبِيدِ بْنِ الأَبْرص . وقول الشاعر
قدْ رَابَهُ ولِمِثْلِ ذَلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلَى السَّوادِ فَشَابَه
أَي بَيِّضَ مُسْوَدَّه . ويقال : شَابَ يَشِيبُ شَيْباً وَمشِيباً وشَيْبَةً . وهو أَشْيَبُ على غير قِيَاس ؛ لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنَّمَا يَكُونُ من فَعِل كفَرِح وشَرْطُه الدَّلاَلَةُ عَلَى العُيُوبِ أَوِ الأَلْوَان كَمَا قَالَه شَيْخُنَا . والأَشْيَبُ : المُبْيَضُّ الرَّأْسِ . وقال شَيْخُنَا . رَأَيْتُ بخَطِّ شَيْخِ شُيُوخِنَا الشِّهَابِ الخَفَاجِيّ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى : الأَشْيَبُ لاَ عَلَى القِيَاس بَلْ عَلَى وَزْنِ الوَصْفِ مِنَ المَعَايِب الخِلْقِية كأَعْمَى وأَعْرَج فعَدُّوه من العُيُوب كما قَال أَبُو الحَسَن بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الزَّوْزَنِيُّ :
كَفَى الشيبُ عَيْباً أَنَّ صَاحِبَه إِذَا ... أَردتَ بِهِ وَصْفاً لَه قُلْتَ أَشْيَبُ
وكَانَ قِيَاسُ الأَصْلِ لو قُلْتَ شَائِباً ... ولكِنَّه في جُمْلَة العَيْبِ يُحْسَبُ فشَائِبٌ خَطَأٌ لم يُسْتَعْمل انْتَهَى ولا فَعْلاَءَ لَهُ أَي أَهْمَلُوه ولَمْ يَرِدْ في كَلاَم مَنْ بَعْدَهُم ؛ لأَنَّ العَرَبَ لم تَضَع لَهُ وَصْفاً تَابِعاً لأَفْعَلَ وهو فَعْلاَءُ وإِنْ كَانَ غَيْرَ مَقِيسٍ ولا على غَيره كما أَن لهم فَعْلاءَ لا أَفْعَلَ لَهُ : وفي لسان العرب : ويُقَالُ : رَجُلٌ أَشْيَبُ ولا يقال : امرأَة شَيْبَاء لا يُنْعَتُ بِهِ المرأَة اكْتَفَوْا بالشَّمْطَاءِ عن الشَّيْبَاءِ وقد يُقَالُ شَابَ رَأْسُها . شَيَّبَه الحُزْنُ . وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه . و شَيَّبَ الحُزْنُ بِرَأْسِهِ وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَة لجَمْعِه بَيْن أَدَاتَي التَّعْدِيَة . قال شيخنا : ومِثْلُه في المُحْكَم ولِسَانِ العَرَبِ والمِصْبَاحِ . كأَشَابَ رَأْسَه وأَشَاب بِرَأْسِهِ . وقَوْمٌ شِيبٌ بالكَسْر كَبِيضِ وأَبْيَض وشُيَّب كَسُكَّر وشُيُب . قال ابْنُ مَنْظُور : ويجوز شُيُبٌ في الشِّهْر عَلضى التَّمَام هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قالَ ابْنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ شُيُباً إِنَّمَا هُو جَمْع شَائِبٍ كَمَا قَالُوا بَازِلٌ وبُزُلٌ أَو قَالُوا : دَجَاجَةٌ بَيُوضُ ودَجَاجٌ بُيُضٌ . وقَوْل الرَّائِدِ : وجدتُ عُشِباً وتَعَاشِيبْ وكَمْأَةً شِيبْ . إِنما يعني به البِيضَ الكِبَار . ولَيْلَةُ الشَّيْبَاءِ مَرَّ ذِكْرُهَا في ش و ب . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ عَلَى ذِكْرها هُنَا في ش ي ب وَهِيَ أَي لَيْلَةٌ شَيْبَاءُ أَيْضاً آخِرُ لَيْلَةٍ من الشَّهْرِ . يقال : يَوْمٌ أَشْيَبُ وشَيْبَانُ بالفتح : فيه بَرْدٌ وغَيْمٌ وصُرَّادٌ ويَأْتِي ذِكْرُ صُرَّاد في مَحَلِّه . من المَجَازِ : ذَهَبَ شَيْبَانُ بالفَتْح وقد يُكْسَر ومِلْحَانُ بالكَسْر وقد يُفْتَح لشَهْرَي الشِّتَاءِ . وهما شَهْرَا قُمَاح ككِتَابٍ وغُرَاب وهما أَشَدُّ الشُّهُورِ بَرْداً وهُمَا اللَّذَانِ يَقُولُ مَنْ لاَ يَعْرفُهما : كَانُونٌ وكَانُونُ . قال الكُمَيْت :
إِذا أَمْستِ الآفَاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبَانَ أَو مِلْحَانَ واليَوْمُ أَشْيَبُأَي من الثَّلْج . ورَوَى ابنُ سَلَمَةَ بكَسْرِ الشَّينِ والمِيمِ وإِنَّما سُمِّيَا بِذَلِك لابْيِضَاضِ الأَرْضِ بِمَا عَلَيْها من الثَّلْجِ والصَّقِيعِ وَهُمَا عِنْدَ طُلُوعِ العَقْرَب والنَّسْرِ . وفي الأَساس : ومن المجاز : شَابَت رُءُوسُ الآكَامِ ورأَيْتُ الجِبَالَ شِيباً يُرِيدُ بَياضَ الثَّلْجِ والصَّقِيعِ انْتَهى . وفي لِسَانِ العَرَب قَوْلُه تَعَالى : واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً نَصْبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ وقِيلَ عَلَى المَصْدَر ؛ لأَنَّه حِينَ قَالَ : اشْتَعَل كأَنَّه قَال : شَابَ فقال : شَيْباً . وشَيْبانُ حَيٌّ مِنْ بَكْر وَهُم الشَّيابِنَةُ وَهُمَا شَيْبَانَانِ أَحَدُهُما شَيْبَانُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِل . والآخَرُ شَيْبَانُ بْنُ ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَة ابْنِ عُكَابَةَ وهما قَبِيلَتَان عَظِيمَتَان تِشْتَمِلان على بُطُونٍ وأَفْخَاذٍ كما صَرَّحْنا بِه في كتابِ أَنْسَاب الْعَرَب . وإِلى الثَّانِيَة نُسِبَ إِمَام المَذْهَبِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه . والإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ صَاحِبُ الإِمَام أَبي حَنِيفَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا . وَعبْد اللهِ بْنُ الشَّيَّابِ كَشَدَّاد صَحَابِيٌّ حِمْصِيٌّ . رَوَى خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عن ابن بِلالٍ عَنْهُ حَدِيثاً . ويقال فيه أَيْضاً ابْنُ أَبِي الشُيَّابِ ككَتَّان ورُمَّانٍ كما نَقَله الصَّاغَانِيُّ . والشِّيبُ بالكَسْرِ : سَيْرٌ في رأْسِ السَّوْط مَعْرُوفٌ عَرَبِيٌّ صَحِيح وهما شِيبَانِ . الشِّيبُ : جَبَلٌ ذكره الكُمَيْتُ فقال :
وَمَا فُدُْرٌ عَوَاقِلُ أَحْرَزَتْهَا ... عَمَايةُ أَو تَضَمَّنهُن شِيبُ والشِّيبُ وشَابَةُ : جَبَلاَن مَعْرُوفَان . قال أَبو ذُؤَيْب :
كأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بين تُضَارِعٍ ... وشَابَةَ بَركٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ كذا في لِسَان العَرَب والمحكم وتُضَارِع : جَبَلٌ بنَجْد كشَابَة . والبَرْكُ بالفَتْح : الإِبلُ الكَثِيرَة . ولَبِيج بالموحَّدَة والجِيمِ هي إِبِل الحَيّ كُلِّهم إِذا أَقاَمَت حَوْلَ البُيُوتِ بَارِكَةً كَالمغْرُوزِ بالأَرْضِ . وفي الصَّحَاحِ : شَابَةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْب : اسْمُ جَبَل بِنَجْد . وفي التَّهْذِيب : اسْمُ جَبَل بنَاحِيَةِ الحِجَازِ . وشَابَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم وقد تَقَدَّم . والشَّابِي أُخْرَى بالبُحَيْرَة . الشِّيبُ أَيضاً : حِكَايَة أَصْوَاتِ مَشاَفِر الإِبِل عِنْد الشُّرْب . قال ذو الرُّمَّة وَوَصَف إِبِلاً تَشْرَب في حَوْضٍ مُتَلَثّم وأَصْوَاتُ مَشَافِرها شِيْب شيبْ
تَدَاعَيْن باسْم الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوَانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلاَمِ وفي لِسَان العَرَب : الشِّيبُ : الجِبَالُ يَسْقُطُ عَلَيْها الثَّلْجُ فَتَشِيبُ بِهِ . وقَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْد :
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ باتَ فِيه ... بَوَارِقُ يَرْتَقِين رُءُوسَ شِيبِ قال بعضهم : الشِّيبُ هُنَا سَحَائِبُ بِيضٌ وَاحِدُهَا أَشْيَبُ . وقِيلَ : هِيَ جِبَالٌ مُبْيَضَّةٌ من الثَّلْجِ أَو من الغُبَار . شِيبَة بِهَاء مَعَ الكَسْرِ : جَبَلٌ بالأَنْدَلُس . وشِيبينُ بالكَسْرِ في الأَوَّلِ والثَّالث : ة قُرْبَ القاهِرَة . وفي المَرَاصِد : هِيَ مِنْ قُرَى الحَوْفِ بَيْن بِلْبِيسَ والقَاهِرَة . قلت : وتُعَدُّ من الضَّوَاحِي وهي المَعْرُوفَة بِشيبِين القَصْر . وفَاتَه ذِكْرُ شِيبِين الكَوْمِ وهي شِيبِينُ الشَّرَى : قَرْيَةٌ مِنَ المُنُوفِيَّة . وشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَان بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الحَجَبِيُّ محرّكةً نسْبَةٌ إِلَى حِجَابَةِ البَيْتِ مِفْتَاحُ الكَعْبَة مُسَلّم إِلَى أَوْلاَدِه بإِذْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ . وَجَبَلُ شَيْبَةَ : مُطِلٌّ على المَرْوَةِ . وشَيْبَةُ الحَمْدِ : لَقَبُ عَبْد المُطَّلِبِ أَحَدِ أَجْدَادِه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم . واخْتُلِفَ في سَبَب تَلْقِيبِه ومَحَلُّه في كُتُب السِّيَر . قال :
بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى اللهُ بَلدَتَنَا ... وقد عَدِمْنَا الحَيَا واجلَوَّذَ المَطَروشَيْبة قش وشَيبة سَقَّارة : قريتان من شرقية بُلْبَيْس . والأُولى هي شيبة الحولة . وشَيْبٌ شَائِبٌ أَرَادُوا به المُبَالَغَة على حَدِّ قَوْلِهم : شِعْرٌ شَاعِرٌ ولا فِعْلَ لَه . وأَشَابَ الرَّجلُ : شَابَ وَلَدُه . وتُطْلَق الشَّيْبَةُ عَلَى اللِّحْيَة الشَّائِبَة . قال شيخنا : وهذه عرفية مولدة لا تعرفها العرب . وقَوْلُ سَاعِدَة :
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُك تَارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عتَابُك يُعْتَبُ وأَبُو شَيْبَةَ الخُدْرِيَ إِلى خُدْرةَ : بَطْنٍ من الأَنْصَارِ صَحَابِيُّ . وأَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة مُحَدِّث . وأَبُو بَكْر ابْنُ الشَّائِب الدِّمَشْقِيُّ محدِّث مُتَأَخِّر روى عن أَبِي المُظَفَّر سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيّ رَوَيْنَا عَن أَصْحَابِه . وجَبَلُ شَيْبَةَ بمَكَّة حَرَسَها اللهُ تَعَالَى مُتَّصِلٌ بجَبَل دَيْلَمِيّ . والشَّيْبَانيَّةُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ قِرْقيسَياء وتُجِمَعُ الشَّيْبَةُ شِيَباً بالكسر عن الفَرَّاء . وشَيْبَةُ بْنُ نِصَاح : مُقْرِئٌ مَشْهُورٌ ويذكر في ن ص ح
فصل الصاد المهملة