الطُّهْرُ بالضّمِّ : نَقِيضُ النَّجَاسَةِ كالطَّهَارَةِ بالفَتْح . طَهرَ كنَصَرَ وكَرُمَ طُهْراً وطَهَارَةً المصدَرَانِ عن سِيبَوَيْه . وفي الصّحاح : طَهَرَ وطَهُرَ بالضمّ طَهَارةً فيهما فهُوَ طَاهِرٌ وطَهِرٌ ككَتِفٍ الأخيرُ عن ابنِ الأعرابِيّ وانشد :
أضَعْتُ المالَ للأَحْسَابِ حَتَّى ... خَرَجْتُ مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ قال ابنُ جِنَّي : جاءَ طاهِرٌ على طَهُرَ كما جاءَ شاعرٌ على شَعُرَ ثم استَغْنَوْا بفاعِلٍ عن فَعيلٍ وهو في اَنْفُسِهم وعلى بالٍ من تَصَوُّرِهِمِ يَدُلُّك على ذلك تكسيرُهم شاعِراً على شُعَرَاءَ لَمَّا كان فاعِلٌ هنا واقِعاً موقع فَعيلٍ كُسِّرَ تَكْسيرَه ليكون ذلك أمارةً ودَليلاً على إرادتِه وأنّه مُغْنٍ عنه وبَدَلٌ منه . قالَ ابنُ سيِدَه : قال أبو الحَسَن : ليس كما ذكرَ لأنّ طَهِيراً قد جاءَ في سِعْر أبي ذُؤَيْب قال :
فإنّ بَنِي لِحْيَانَ إمّا ذَكَرْتَهُم ... نَثَاهُمْ إذا أخْنَى الزَّمَانُ طَهِيرُ قال : كذا رواه الأصمعيّ بالطّاءِ ويُرْوَى ظَهِير بالظَّاءِ المعجمة . ج الطَّهِرِ أطْهَارٌ وطَهَارَى الأَخيرةُ نادِرَةٌ وثِيَابٌ طَهَارَى على غَيْرِ قيَاس كأنَّهُم جَمعوا طَهْرَانَ قال امرُؤُ القَيْس :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وأوجُهُهُم عندَ المَشاهد غُرَّانُ وجمْعُ الطَّهِرِ طَهِرُونَ ولا يُكسَّرُ . والأطْهَارُ : أيّامُ طُهْرِ المَرْأةِ والطُّهْرُ : نَقِيضُ الحَيْضِ . والمَرْأةُ طاهِرٌ من الحَيْضِ وطاهِرَةٌ من النَّجَاسَةِ ومن العُيُوبِ وفي الثَّاني مَجَاز ورجلُ طاهِرٌ ورِجَالٌ طاهِرُون ونساءٌ طاهِرَاتٌ . وفي المحكم : طَهَرَتْ وطَهِرَتْ وطَهُرَتْ وهي طاهِرٌ قلْت : ونقلَ البَدْرُ القَرَافِيُّ أيضاً تثليثَ الهاءِ عن الأسْنَوِيّ : انْقَطَعَ دَمُها ورأت الطُّهْرَ واغْتَسَلَتْ من الحَيْضِ وغيْرِه والفتح أكثرُ عند ثعلب . وقال ابنُ الأعرَابِيّ : طَهَرَت المرأةُ هو الكلام ويجوز طَهُرَتْ كتَطَهَّرَت قال ابنُ الأعْرَابِيّ : وتطَهَّرَتْ واطَّهَّرَت : اغتَسَلَتْ فإذا انْقَطَع عنها الدَّمُ قيل : طَهُرَت فهي طاهِرٌ بلا هاءٍ وذلك إذا طَهُرَت من المَحيِضِ . وروى الأزهريّ عن أبي العَبّاس أنه قال في قوله عزّ وجلّ " ولا تَقْرَبُوهُنّ حتّى يَطْهُرْنَ فإذا تَطَهَّرْنَ فأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أمَرَكُمُ اللهُ " وقُرِئَ " حَتَّى يَطَّهَّرْنَ قال أبو العباس والقراءة حتى يطهرن لأنّ من قَرَأ " يَطَْهُرْنَ : أراد انقطاع الدم فإذا تطهرن اغْتَسَلْنَ فصيَّر معناهما مختلفاً والوَجْهُ أنْ تكونَ الكَلِمَتَانِ بمعنىً واحدٍ يريدُ بهما جميعاً الغُسْلَ ولا يَحلّ المَسِيسُ إلاّ بالاغْتِسَالِ ويُصَدِّق ذلك قراءَةُ ابنِ مَسْعُود " حَتَّى يَتَطَهَّرْنَ
وقال المصنّف في البَصَائِر : طَهَرَ وطَهُرَ واطَّهَّرَ وتَطَهَّرَ بمعنىً وطَهَرَت المَرْأةُ طُهْراً وطَهَارَةً وطُهُوراً وطَهُوراً وطَهُرَت والفَتْح أقْيَسُ . والطَّهَارَةُ ضَرْبان : جُسْمَانِيَّةٌ ونَفْسَانِيَّة وحُمِلَ عليهمَا أكثَرُ الآيات . وقوله تعالى " وإنْ كُنْتُم جُنُباً فاطَّهَّرُوا " أي استعمِلثوا الماءَ أو ما يَقُوم مَقَامَه . وقال تعالى " ولا تَقْرَبُوهُنَّ حتى يَطْهُرْنَ فإذا تَطَهَّرْنَ " فدلَّ باللّفْظَيْنِ على عَدَمِ جَوازِ وَطْئهنّ إلاّ بعدَ الطّهَارَةِ والتَّطْهيِرِ ويُؤَكّد ذلك قِرَاءَةُ من قَرَأ " حتّى يَطَّهَّرْنَ أي يفْعَلْنَ الطَّهَارَةَ التي هي الغُسْلُ . انتهى
وفي اللسان : وأما قوله تعالى " فيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أن يَتَطَهَّرُوا " فإن معناه الاسْتِنْجاءُ بالماءِ نَزَلتْ في الأنصارِ وكانوا إذا أحْدَثُوا أتْبَعُوا الحِجَارةَ بالماءِ فأثْنَى اللهُ تَعَالى عليهم بذلكَ . وقوله تعالى " ولَهُمْ فيها أزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ " يعني من الحَيْضِ والبَوْلِ والغَائِطِ . قال أبو إسْحَاقَ : معناه أنَّهُنَّ لا يَحْتَجْنَ إلى ما تَحْتاج إليه نِسَاءُ أهْل الدُّنْيَا بعدَ الأكلِ والشُّربِ ولا يَحِضْنَ ولا يَحتَجْنَ إلى ما يُتَطَهَّر به وهنَّ مع ذلك طاهِراتٌ طَهَارةَ الأخْلاقِ والعفّةِ فمُطَهَّرَةٌ تَجْمع الطَّهَارَةَ كلَّهَا لأنّ مُطَهَّرَةً أبلغُ في الكلامِ من طاهِرَةٍوقوله عزَّ وجلَّ " أنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطّائِفِينَ والعَاكِفِينَ " قال أبو إسحاق : معناه طَهِّروه من تَعْلِيقِ الأصنام عليه . قلْت : وقيل : المرادُ به الحَثُّ على تَطْهِيرِ القلْبِ لدُخولِ السّكينةِ فيه المَذكورة في قوله " هُوَ الّذِي أنْزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ المُؤْمِنينَ " وقال الأزهريّ : معناه أي طَهِّرَا بَيْتِيَ " يعنِي من المَعَاصي والأَفْعَالِ المُحَرَّمةِ . وقوله تعالى " يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً " من الأَدْناسِ والباطل . وقوله تعالى " إنَّ الله يُحِبُّ التّوّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ " يعني به تَطْهيرَ النَّفْس . وقوله تعالى " ومُطَهِّرُكَ من الَّذيِنَ كَفَرُوا " أَي يُخْرِجُك من جُمْلَتهم ويُنَزَّهُك أَن تَفَعَلَ بفِعْلهم . وقيل في قوله تعالى " لا يَمَسُّه إِلا المُطَهَّرُونَ " يعنِي به تَطْهِيرَ النَّفْسِ أَي أَنَّه لا يَبْلُغُ حَقَائِقَ مَعرِفَتِه إِلا مَن يُطَهِّرُ نَفْسَه من دَرَنِ الفَسَاد والجَهالاتِ والمُخَالفاتِ . وقوله تعالى " أُولئِكَ الذّيِنَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوَبُهم : أي أَن يَهْدِيَهم . وقوله تعالى " إِنَّهْمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ " قالوا ذلك تَهَكُّماً حيثُ قال " هُنَّ أَطْهَرُ لكمُ " ومعنى أَطْهَرْ لكم : أَحلُّ لَكُم . وطَهَّرَهُ بالماءِ تَطْهِيراً : غَسَله بهِ فهومُطّهّر والاسمُ الطُّهْرَةُ بالضَّمِّ . والمَطْهَرَةُ بالكسرِ والفَتْحِ : إِناٌ يُتَطَهَّرُ بهِ ويُتَوضَّأُ مثل سَطْل أَو رَكوَة . المِطْهَرَةُ : الإدَاَوَةُ على التشبيه بذلك والجَمْع المَطَاهِرُ قال الكُمَيْتُ . يَصف القَطا :
يَحْمِلْنَ قُدّامَ الْجَآ ... جِي في أسَاقٍ كالمَطَاهِرْ قلت : وقَبْلَه :
علق المُوَضَّعَة القَوَا ... ثِمِ بينَ ذي زَغَبٍ وباثِرْكذا قَرأْتُ في كِتاب الحَمَام الهُدَّى تأْليف الحَسَنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ ابنِ يحيَى الكِاتبِ الأْصْبَهَانيّ . وقال الجوهريّ : المِطْهَرَةُ والمَطْهَرَةُ : الإداوَةُ والفَتْحُ أَعلى . الَمِطْهَرَة : بَيْتٌ يُتَطَهَّر فيهِ يَشْمَل الوُضُوءَ والغُسْلَ والاسِتْنجاءَ . والطَّهُورُ بالفتح المَصْدَرُ فيما حكى سِيَوَيهِ من قَولهم : تَطَهَّرْتُ طَهُوراً وتَوَضَّأْتُ وَضُوءًا ومثله : وقَدْتُ وَقُوداً . قد يكونُ الطَّهُورُ : اسم ما يُتَطَهَرُ به كالفَطُورِ والسَّحُورِ والوَجُورِ والسَّعُوطِ . وقد يكون صِفَةً كالرَّسُولِ وعلى ذلك قوله تعالى " وسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً تنبيهاً أَنه بخِلافِ ما ذُكِرَ في قوله " ويُسقَى مِنْ ماءٍ صَديدٍ " قاله المصنّفُ في البَصَائر . الطَّهُورُ : هو الطَّاهرُ في نفْسهِ المُطَهَّرُ لِغَيْرِه . قال الأَزْهَرِيّ : وكل ما قيلَ في قوله عزَّ وجلَّ " وأَنْزَلْنا من السَّمَاءِ ماءً طَهُوراً " فإنّ الطَّهُورَ في اللّغَةِ هو الطّاهِرُ المُطَهِّرُ لأَنه لا يكونُ طَهُوراً إِلا وهو يُتَطَهَّرُ بهِ كالوَضُوءِ : هو الماءُ يُتَوَضَّأُ به والنَّشُوقِ : ما يُسْتَنْشَقُ به والفَطُور : ما يُفْطَر عليه من شَرَاب أَو طَعَام . وسُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال : " هُوَ الطَّهُورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه " أَي المُطَهِّر أَراد أَنه طاهِرٌ يُتَطَهِّرُ به . وقال الشافعيّ رضي الله عنه : كلُّ ماءٍ خلَقَه الله تعالى نازِلاً من السَماءِ أَو نابِعاً من الأَرْضِ من عينٍ في الأَرضِ أَو بحْرٍ لا صَنْعَةَ فيه لآدَمي غير الاسِتقَاءِ ولم يُغيِرْ لَونَه شيءٌ يُخالِطُه ولم يَتَغَيَّيرْ طَعْمُه منه فهو طَهُورٌ كما قال اللهُ تعالى . وما عدا ذلك من ماءِ وَرْدٍ أَو ورَقِ شَجَرٍ أَو ماءٍ يَسيلُ من كَرْمٍ فإنه وإن كَانَ طاهِراً فليس بطَهورٍ . وفي التَّهْذِيب للنَّوَوِيِّ : الطَّهُورُ بالفَتْح : ما يُتَطَهَّرُ بهِ وبالضَّمّ اسمُ الفِعْل هذه الغةُ المشهورةُ وفي أُخرىَ : بالفَتْح فيهما واقتصر عليه جماعاتٌ من كِبارِ أَئّمةِ اللُّغَةِ وحكى صاحِبُ مَطَالِعِ الأنوارِ الضّمَّ فيهما وهو غَرِيبٌ شاذ انتهى . قلْت : وفي الحديث " لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةً بغَيرِ طهُورٍ " قال ابنُ الأَثير : الطُّهُورُ بالضَّمّ : التَّطَهُّرُ بالفَتْح : الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ به كالوُضُوءِ والوَضُوءِ والسُّحُورِ والسَّحُورِ . قال سيبويِه : والطَّهُورُ بالفَتْح يَقَعُ على الماءِ والمَصْدَرِ معاً قال : فَعَلَي هذا يجوزُ أَن يكُونَ الحديثُ بفتح الطَّاءِ وضَمّها والمراد بهما التَّطَهُّرُ . والماءُ الطَّهُورُ بالفَتْح هو الذي يَرْفعُ الحَدثَ ويُزِيل النَّجِس لأَنّ فَعُولاً من أَبنِيةِ المُبَالَغَةِ فكأَنه تَنَاهَى في الطَّهارِة . والماءُ الطَّهِرُ غيرُ الطَّهُورِ : هو الذي لا يَرْفَعُ الحَدث ولا يُزِيلُ النَّجَسَ كالمُسْتَعْمَلِ في الوُضوءِ والغُسْلِ وفي التَّكْملَة : وما حُكيِ عن ثَعْلَبٍ أَنَّ الطَّهُورَ : ما كانَ طاهِراً في نفسهِ مُطَهِّراً لغيرهِ إِنْ كانَ هذا زيادة بَيَانٍ لِنِهايَتِه في الطَّهَارَةِ فصَوَابٌ حَسَنٌ وإِلا فليسَ فَعُول من التَّفْعِيلِ في شَيْءٍ وقِياسُ هذا على ما هو مُشْتَقٌ من الأَفْعَالِ المُتعدِّيةِ كقَطُوعٍ ومَنُوعٍ غيرُ سَديدٍ . انتهى . وقال المصنِّف في البَصَائرِ : قال أَصحابُ الشافعي : الطَّهُورُ في قوله تعالى " وأَنْزَلْنا من السماءِ ماءً طَهُوراً " بمعنى المُطَهِّر قال بعضَهُم : هذا لا يَصحُّ من حيثُ اللَّفْظُ لأَنّ فَعُولاً لا يُبْنَى من أَفْعَلَ وفَعَّلَ أَجابَ بَعضُهُم أَنّ ذلك اقتَضَى التَّطْهِيرَ من حيثُ المَعْنَى وذلِك أَن الطَّاهِرَ ضَرْبَانِ : ضَرْبٌ لا تتعدّاه الطَّهَارَةُ كطَهَارةِ الثَّوْبٍ فإنه طاهِرٌ غيرُ مُطَّهرٍ بهِ وضَرْبٌ تتعدّاه فيَجْعَلُ غيرَه طاهراً به فوَصَفَ اللهُ الماءَ بأنه طَهُورٌ تَنبيِهاً على هذا المَعْنَى انتهى . قال ابنُ دُرَيْدٍ : يقولون طَهَره كمَنَعَه وطَحَرَه إِذا أَبْعَدَه كما يَقُولون : مَدَحَه ومَدَهَه أَي فالحاءُ فيه بَدَلٌ من الهاَءِ . وطِهْرَانُ بالكسر : ة بأَصْبَهَانَ و : ة أُخرَىبالرَّيَّ على فرسخين منها وإِلى إِحداهُمها نُسِب محمدُ بنِ حَمّاد الطَّهْرانِيّ وابنُه عبدُ الرحمنِ وغيرُهما وقد حَدَّثا . من المَجَاز : التَّطَهُّر : التَّنَزُّهُ . تطَّهَر من الإِثمِ إِذا تَنَزَّهَ . التَّطَهُّر : الكَفُّ عن الإثمِ ومالا يَجْمُلُ . وهو طاهِرُ الأَثوابِ والثِّيَابِ : نَزِهٌ مِنْ مَدَانِي الأَخْلاَقِ وبه فُسرِّ قولهُ تعالى في مُؤمِنِي قَوْمِ لُوطٍ حِكايَةً عن قولهم " إِنّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " أَي يَتَنَزَّهُون عن إِتيانِ الذّكُور وقيل : يتَنَزّهُون عن أَدْبارِ الرِّجالِ والنِّساءِ . ورَجلٌ طَهِرُ الخُلُقِ وطَاهِرُه والأُنثَى طاهِرَةٌ . وإِنّه لطَاهرُ الثَّيَابِ أَي ليس بذِي دَنَسٍ في الأَخلاقِ قال الله تعالى " وثِيَابَكَ فَطَهِّرُ " قيل : قلْبَك وقيل : نَفْسَك وقيل : معناه لا تكُنْ غادِراً فتُدَنّسَ . ثيابَك قال ابنُ سِيدَه ويُقال للغادِر : دَنِسُ الثِّيابِ وقيل : معناه فَقَصِّرْ فإنّ تَقْصِيرَ الثَّيَابِ طُهْرٌ لأَن الثَّوبَ إّا انْجَرّ عَلى الأَرضِ لم يُؤْمَنْ أَن تُصِيبَه نَجَاسةٌ وقِصَرهُ يُبْعِدُه من النَّجَاسِةِ وقيل : مَعْنَاه عَمَلَك فأَصْلِحْ . ورَوَى عِكْرَمَةُ عن ابنِ عباس في قوله تعالى " وثِيَابَك فَطَهِّرْ " يقول : لا تَلْبَسْ ثيَابَكَ على مَعصِية ولا على فُجُورٍ وكُفْرٍ وأَنشدَ قول غَيلانَ : َّ على فرسخين منها وإِلى إِحداهُمها نُسِب محمدُ بنِ حَمّاد الطَّهْرانِيّ وابنُه عبدُ الرحمنِ وغيرُهما وقد حَدَّثا . من المَجَاز : التَّطَهُّر : التَّنَزُّهُ . تطَّهَر من الإِثمِ إِذا تَنَزَّهَ . التَّطَهُّر : الكَفُّ عن الإثمِ ومالا يَجْمُلُ . وهو طاهِرُ الأَثوابِ والثِّيَابِ : نَزِهٌ مِنْ مَدَانِي الأَخْلاَقِ وبه فُسرِّ قولهُ تعالى في مُؤمِنِي قَوْمِ لُوطٍ حِكايَةً عن قولهم " إِنّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " أَي يَتَنَزَّهُون عن إِتيانِ الذّكُور وقيل : يتَنَزّهُون عن أَدْبارِ الرِّجالِ والنِّساءِ . ورَجلٌ طَهِرُ الخُلُقِ وطَاهِرُه والأُنثَى طاهِرَةٌ . وإِنّه لطَاهرُ الثَّيَابِ أَي ليس بذِي دَنَسٍ في الأَخلاقِ قال الله تعالى " وثِيَابَكَ فَطَهِّرُ " قيل : قلْبَك وقيل : نَفْسَك وقيل : معناه لا تكُنْ غادِراً فتُدَنّسَ . ثيابَك قال ابنُ سِيدَه ويُقال للغادِر : دَنِسُ الثِّيابِ وقيل : معناه فَقَصِّرْ فإنّ تَقْصِيرَ الثَّيَابِ طُهْرٌ لأَن الثَّوبَ إّا انْجَرّ عَلى الأَرضِ لم يُؤْمَنْ أَن تُصِيبَه نَجَاسةٌ وقِصَرهُ يُبْعِدُه من النَّجَاسِةِ وقيل : مَعْنَاه عَمَلَك فأَصْلِحْ . ورَوَى عِكْرَمَةُ عن ابنِ عباس في قوله تعالى " وثِيَابَك فَطَهِّرْ " يقول : لا تَلْبَسْ ثيَابَكَ على مَعصِية ولا على فُجُورٍ وكُفْرٍ وأَنشدَ قول غَيلانَ :
إنيّ بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ غادِرٍ ... لَبِسْتُ ولا منْ خِزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ . واطَّهَّرَ اطَّهُّراً أَصْلُه تَطَهَّرَ تَطَهُّراً أُدغِمَت التّاءُ في الطّاءِ واجْتُلبِتَ أَلفُ الوَصْلِ لئلا يُبْتَدَأَ بالساكن فيَمْتَنعَ قاله الصاغانيّ . وكزُبَيْرٍ : أَحْمَدُ بنُ حَسَنِ بنِ إسماعِيلَ بن طُهِيْر المَوْصِلِيُّ المُحَدِّثُ سمِعَ يَحْى الثَّقَفيّ وغيره . ومما يستدرك عليه : عن اللِّحْيَانِيّ أَنّ الشاةَ تَقْذَى عَشْراً ثم تَطْهُر قال ابنُ سِيده . هكذا استعملَ اللِّحْيانِيُّ الطُّهْرَ في الشَّاة وهو طَرِيفٌ جِداً لا أَدْرِي عن العَرَبِ حَكَاهُ أَم هو أَقْدَمَ عليه . والطَّهَارَةُ بالفَتْحِ . اسمٌ يَقُوم مَقَامَ التَّطَهُّرِ بالماءِ : الاسْتِنْجاءُ والوُضُوءُ وبالضَّمّ : فَضْلُ ما تَطَهَّرْتَ به . والسِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ . ومن المَجَاز : التَّوْبَةُ طَهُورٌ للمُذْنِبِ قال اللَّيْثُ : هي التي تَكُونُ بإِقامَة الحُدُودِ نحو الرَّجْمِ وغيرهِ وقد طَهَّرَه الحَدُّ . وقد طَهَّرَ فُلانٌ وَلَدَه إذا أَقامَ سُنةَ خِتانِه والخِتَانُ هو التَّطْهِيرُ لا ما أَحدَثَه النَّصَارَى من صِبْغَةِ الأَولادِ . ووَادِ طُهْرٍ بالضَّمّ : من أَعظَم مَخاليفِ صَنْعَاءَ قال أَحمدُ بن مَوسَى حين رُفِع إِلى صَنْعَاءَ وصارَ إِلى نَقِيلِ السَّود :إِذا طَلَعْنَا نَقِيلَ السّوْدِ لاحَ لَنَا ... مِن أُفْقِ صَنْعَاءَ مُصْطافٌ ومُرتَبَعُ
يا حبَّذَا أَنتِ من صَنْعَاءض من بَلَدٍ ... وحبذَا وَادِياك الطُّهْرُ والضِّلَعُ وسَمَّوا طاهِراً ومُطَهَّراً وطُهَيْراً مصغّراً . وأَحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بن مُطَاهِرٍ بالضّمّ صاحِبُ تارِيخِ طُليْطَلةَ روى عنه عليّ بنُ عبدِ الرحمن بن بقيّ . والحَريمُ الطّاهِريّ : نُسب إِلى بعضِ أَولادِ الأَميرِ طاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ وقد نُسب إليه جماعةٌ من المُحَدِّثين أَوردهم الحافِظُ في التَّبْصِيرِ فراجعه . وأَطْهَار : موضعٌ من حائل بين رَمْلَتَين بالقُرْبِ من جُراد . وأَبو الحَسَن عليّ بنُ مُقَلد بن عبدِ الله الأَطْهَرِّ نِسْبة لبابِ الأَطْهَرِ : أَحَد العَلَوٍيِةِ كان حاجِباً له حَدَّثَ
المَطَر : ماءُ السَّحاب المُنسَكِب منه ج أَمْطَار . مَطَر : اسم رجلٍ سُمِّي به من حيثُ سُمِّي غَيْثَاً قال :
لامَتْكَ بِنتُ مَطَرٍ ... ما أنت وابْنةَ مَطَرْ ومطَرٌ اللَّيْثيُّ روى ابنُ إسحاق حديثاً فيه ذِكرُه . مَطَرُ بنُ هلال له وِفادَة ذكرَ خبرَه أحمدُ بن أبي خَيْثَمة . مَطَرُ بنُ عُكامِسٍ السُّلَمِيُّ كُوفِيُّ روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعيّ حديثُه في سُنَنْ النَّسائي وحسَّنَه : صَحابيُّون رضي الله عنه هكذا أوردهم ابن فَهْد في معجمه والذَّهَبِيّ في الديوان : مجهولان الأخيرُ عن عليّ . مَطَرُ بن عَوْفٍ قال أبو حاتمٍ الرازِيّ : ضعيف مَطَرُ بنُ طُهْمان الوَرَّاق أبو رجاءٍ الخُراسانِيّ صَدُوق روى له مُسلِم والأربعة . مَطَرُ بن مَيْمُون الإسْكاف المُحارِبِيّ عن أَنَسٍ وعِكْرِمَة قال الأزْدِيّ : مَتْرُوك وقال البخاريُّ : مُنكَرُ الحديث : محَدِّثون . وفاتَه مَطَرُ بن عبد الرحمنِ العَبْدِيّ روى له أبو داوود وَمَطَرُ بن الفَضْل المَرْوَزِيّ روى له البُخاريّ . وَمَطَرتْهُم السماءُ تَمْطُرهم مَطْرَاً بالفتح ويُحرَّك أي أصابَتْهم بالمطر كأمطرتهم وهو أقبحُها . وَمَطَرتْ السماءُ وأمطرَها اللهُ تعالى وقد مُطِرْنا . وناسٌ يقولون : مَطَرَتْ السماءُ وأَمْطَرتْ بمعنىً واحد . مَطَرَ الرجلُ في الأرضِ مُطوراً كقُعود : ذَهَبَ كَتَمَطَّر وهو مجاز . مَطَرَ الفرَسُ يَمْطُر مَطْرَاً ومُطوراً بالضم : أَسْرَعَ في مُروره وعَدْوِه كتمَطَّرَ أيضاً . يقال : تَمَطَّر به فرسُه إذا جرى وأسرع . وهو مَطَّارٌ ككَتَّان : عَدَّاءٌ وهو مَجاز . مَطَرَ قِرْبَتَه وَمَزَرها : مَلأَها . وأَمْطَرهُم الله تعالى لا يقال إلاّ في العذاب كقوله تعالى : " وأمْطَرْنا عليهِم مَطَرَاً فساءَ مَطَرُ المُنْذَرِين " وقوله عزَّ وجلَّ : " وأمْطَرْنا عليهِم حِجارةً من سِجِّيل " جعل الحِجارةَ كالمَطَر لنُزولها من السماء وهو مجاز وهذا على رأي الأكْثر . وقال جماعةٌ من أهل اللغة : مَطَرَ وأَمْطَر بمعنىً كما تقدّم ويومٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومَطِرٌ ككَتِف أي ذو مَطَرٍ الأخيرة على النَّسَب . ويوم مَطِيرٌ : ماطِرٌ ومكانٌ مَمْطُورٌ وكذا وادٍ مَطِرٌ ككَتِفٍ ومنه قوله :
" فوادٍ خِطَاءٌ ووادٍ مَطِرْ وأرضٌ مَطِيرٌ ومَطيرةٌ كذلك . كل ذلك مجاز . والمُتَماطِر : الذي يُمْطِر ساعةً ويَكُفُّ أخرى قال أبو حنيفة : وبه فُسِّر قول الشاعر :
يُصَعِّدُ في الأَحْناءِ ذو عَجْرَفِيَّةٍ ... أَحَمُّ حَبَرْكى مُزْحِفٌ مُتَماطِرُ والمِمْطَرُ والمِمْطَرَة بكسرِهما : ثوبٌ من صوفٍ يُلبَس في المَطَر يُتَوَقَّى به من المطر عن اللحياني سُمِّي به لأنه يَستَظِلُّ به الرجُل وأنشد :
أكُلَّ يَوْمٍ خَلَقي كالمِمْطَرْ ... اليومَ أَضْحَى وغَداً أُظَلِّلْ
والمُسْتَمْطِر : المكان المُحتاجُ إلى المطر إنْ لم يُمطَر وهو مجاز . قال خُفَاف بن نَدْبَة :
" لم يَكْسِ من وَرَقٍ مُستمطِر عُودا المُسْتَمْطِر : الرجُل الساكت يقال : مالَكَ مُسْتَمْطِراً أي ساكتاً وهو مَجاز . المُسْتَمطِر : الطالب للخير والمعروف وقد اسْتَمْطَرَه وهو مجاز : وقال الليث : طالِبُ خيرٍ من إنسان . قال أبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ :
لا خَيْرَ في حبِّ من تُرجى فَواضِلُهُ ... فاسْتَمْطِروا من قُرَيْشٍ كلَّ مُنخَدِعِ كذا أنشد الصَّاغانِيّ . المُستَمطِر : الذي أصابَه المطر . من المجاز قولُهم : قَعَدوا في المُستَمطَر بفتح الطاء أي الموضِع الظاهر البارز المُنكشِف . قال الشاعر :
ويَحُلُّ أَحْيَاءٌ وَرَاَءَ بُيوتِنا ... حَذَرَ الصَّباحِ ونحنُ بالمُستَمطَرِ ويقال : نزلَ فلانٌ بالمُستَمطَر . من المجاز : مَطَرَني بخير : أصابني وما مُطِرَ منه خَيْرَاً وما مُطِرَ منه بخير أي ما أصابه منه خَيْرٌ . يقال : تَمَطَّرَتِ الطَّيْرُ إذا أَسْرَعَتْ في هُوِيِّها كَمَطَرتْ قال رؤبة :
" والطَّيْرُ تَهْوِي في السَّماءِ مُطَّرَا وقال لَبِيدٌ يَرْثِي قَيْسَ بن جَزْءٍ :
أَتَتْهُ المَنايا فوقَ جَرْدَاءَ شَطْبَةٍ ... تَدِفُّ دَفِيفَ الطائرِ المُتَمَطِّرِ من المجاز : تَمَطَّرَت الخيلُ إذا جاءتْ وذهبتْ مُسرِعةً يَسْبِق بَعْضُها بعضاً . وفي شعر حسَّان :
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ ... يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ تَمَطَّرَ فلانٌ إذا تعرَّضَ للمَطَر يقال : خرجَ مُتمَطِّراً أي متَعرِّضاً له أو تمَطَّر : برزَ له ولبَرْدِه قال :
كأنَّهنَّ وقد صَدَّرْنَ مِن عَرَقٍ ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ والمُتَمَطِّر : فرَسٌ بعَيْنِه لبَني سَدُوس صفةٌ غالبة كذا في اللسان وقال الصَّاغانِيّ : هو فرَسُ حيَّانَ بنِ مُرَّة بن جَنْدَلة المُتَمَطِّر اسمُ رجل . من المجاز : ذهبَ ثَوْبِي فلا أدري من مَطَرَ به أي أَخَذَه وكذا ذهبَ بَعيري . من المَجاز : قال الفرَّاء : تلك الفَعْلَة من فلانٍ مَطِرَةٌ . المَطْرَةُ بالفتح وككَلِمَة وقُفْل وهذه ليستْ عن الفرَّاء العادةُ وتُشدَّد مع ضيم الميم وقد ذُكِر في محلّه . والمَطَرة محرَّكة : القِرْبة كذا ضبط الصَّاغانِيّ بالتحريك وصحَّحه ونقله عن الفرَّاء وصاحبُ اللسان عن ابْن الأَعْرابِيّ وكلامُه مُحتَمِل للفتح والتحريك وقالا إنّه مَسْمُوعٌ من العرب . قلتُ : واستُعمِل الآن في الإداوَة ونحوِها . المَطَرة من الحَوض : وَسَطُه . والمُطْرُ بالضم : سُنْبول الذُّرَة والمَنقول عن أبي حَنيفة أنه المُطْرَة بالهاء كذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بخطِّه مجوّداً . من المجاز : امرأةٌ مَطِرَةٌ كفَرِحَة : لازِمةٌ للسِّواك طيِّبَة الجِرْم وإن لم تُطيَّب أو لازِمةَ للاغتِسال وللتَنَظُّف بالماء أُخذ من لَفْظِ المَطَر كأنّها مُطرِت فهي مَطِرَةٌ أي صارت مَمْطُورة ومغسولة قاله ابنُ الأثير وبه فُسِّر قولُ العرب : خَيْرُ النساءِ الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرَة وشَرُّهُنَّ المَذِرَة الوَذِرَة القَذِرَة . ومطار كغُراب وقَطام : وادٍ قُربَ الطائف . وقال الصَّاغانِيّ : قريةٌ من قُرى الطائف . وَضَبَطه بالضمّ أو هو كغُراب كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وأمّا كقَطام فمَوضِعٌ لبني تميم بين الدَّهْناء والصَّمّان أو بَيْنَهم وبينَ بَني يَشْكُر قال ذو الرّمة :
إذا لَعِبَتْ بُهْمى مَطارِ فَواحِفٍ ... كَلِعْب الجَواري واضْمَحَلَّت ثَمائلُه قال الصَّاغانِيّ : هكذا يُروى مَطَارِ كقَطام . ومَطارِ وواحِفٌ متقابلان يقطع بينهما نهر دِجْلة والعامّةُ تقول : مَطارى . وقال الشاعر :
حتى إذا كانَ على مُطارِ ... يُسْراهُ واليُمْنى على الثَّرْثارِ
" قالتْ له ريحُ الصَّبا قَرْقَارِ قال عليّ بن حمزة : الرِّواية : مُطَار بالضمّ قال : وقد يجوز أن يكون مُطار مُفْعَلاً ومَطار مَفْعَلاً وهو أسبق كما في اللسان . والمَطيرة كسَفينة : ة بنواحي سُرَّ من رأى وأنشد أبو عليّ القاليّ في الزوائد لجَحْظَة :لي من تَذَكُّرِيَ المَطيرهْ ... عَيْنٌ مُسَهَّدةٌ مَطِيرَهْ
سَخِنَتْ لِفَقْدِ مَواطِنٍ ... كانتْ بها قِدْماً قَرِيرَهْ أو الصوابُ المَطَرِيَّة لأنه بناها مَطَرُ بنُ فَزارةَ الشَّيْبانيّ الخارِجِيّ ومنها : أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الصَّيْرَفيّ المَطِيري عن الحسن بن عَرَفَة وعنه الدارقُطْنِيّ . والمَطَرِيَّة بظاهر القاهرة بالقُرب من عَيْنِ شمس وقد دخلتُها . وذو المَطارَة وفي التكملة : ذو مَطارَة : جبلٌ وذو المُطارَة بالضمّ اسمُ ناقة النابغة الشاعر ومَطارَة كَسَحَابة : ة بالبَصْرة نقله الصَّاغانِيّ . وبِئرٌ مَطارٌ ومَطارةٌ بالفتح فيهما أي واسعةُ الفم . والمِطْريرُ بالكسر من النساء : السَّليطة والأشبهُ أن تكون هذه من طَرَّ فإنه لم يذكرها أحدٌ من الأئمةِ هنا فليُنْظر . والمُطَّيْرى كسُمَّيْهى : دُعاءٌ للصِّبْيان إذا اسْتَسْقَوْا قال ابنُ شُمَيْل : من دعاء صِبيانِ الأَعْراب إذا رَأَوْا حالاً للمَطر : مُطَّيْرى . من المجاز قولهم : كلَّمْتُه فاسْتَمْطَر وأمْطَر أي عَرِقَ جَبينُه وحُكي عن مُبتكر الكلابيّ كلَّمتُ فلاناً فأمْطَر واسْتَمْطَر أي أَطْرَق . واسْتَمْطَر : سَكَتَ ولا يقال فيه أَمْطَر وقد تقدّم هذا بعينه في المُستَمطِر ففي كلامه نظرٌ من وَجْهَيْن . أَمْطَر المكانَ : وَجَدَه مَمْطُوراً نقله الصَّاغانِيّ وماطِرون : ة بالشام قال يَزيدُ بنُ معاوية :
وَلَهَا بالماطِرونَ إذا ... أَكَلَ النَّمْلُ الذي جَمَعَا
خِلْفَةٌ حتى إذا ارْتَبَعَتْ ... سَكَنَتْ من جِلَّقٍ بِيَعا خِلْفَة الشجر : ثمرٌ يخرج بعد الثَّمَر الكثير ووَهِم الجَوْهَرِيّ فقال ناطِرون بالنون وَذَكَرهُ في نطر . وأنشد هناك هذا البيت وهو غلط . قلتُ : وقد سبق المصنِّفَ الأَزْهَرِيُّ فذكره في هذا الموضع . قال شَيْخُنا : ويُقال إنّ الميم بدلٌ عن النون والبيت رُوي بهما فلا يحتاج إلى التوهيم مرَّتين تحامُلاً وخروجاً عن البحث . ورجلٌ مَمْطُورٌ : إذا كان كثير السِّواك طيِّب النَّكْهَة قاله ابْن الأَعْرابِيّ وهو مَجاز . ومَمْطُورٌ أبو سَلام كسحابٍ الأَعْرَج الحَبَشيُّ الدِّمشقيّ يَروي عن ثَوْبَان وأبي أُمامة وعنه مَكْحُولٌ وزيدُ بن سلام ذكره ابنُ حِبّان في الثِّقات . ومُطَيْرٌ كزُبَيْر : تابِعِيَّان أحدُهما شيخٌ من أهلِ وادي القُرى يروي عن ذي الزَّوائد وعنه ابنُه سُلَيْم بن مُطَيْر ذكره ابنُ حبّان في الثِّقات وأم الثاني : فإنّه سَمِعَ ذا اليَدَيْن قال البخاريُّ : لم يثبت حديثُه أو هو مُطَيْر بنُ أبي خالدٍ الراوي عن عائشة قال فيه أبو حاتم : إنّه متروكُ الحديث . ومَطْرَان النَّصارى ويُكسَر لكبيرِهم لَيْسَ بعربيٍّ مَحْض . وقال ابن دُرَيْد : فأمّا مَطْرَان النَّصارى فليس بعربيٍّ صحيح هكذا نقله الصَّاغانِيّ عنه . ومما يُستدرَك عليه : اسْتَمْطَرَ الرجُل ثَوْبَه : لَبِسَهُ في المَطَر عن ابنِ بُزُرْج . واسْتَمْطَر الرجلُ : اسْتَكَنَّ من المطر . واستَمْطَر للسِّياط : صَبَرَ عليها . واسْتمْطَر : اسْتَسْقى كَتَمَطَّر يُقال : خرجوا يَسْتَمطِرون اللهَ وَيَتَمطَّرونه . وسَماءٌ مِمْطارٌ : مِدْرار ووادٍ مَمْطُور ومَطِير وَوَقَعتْ مَطْرَةٌ مُبارَكة . وفي المثل : بحَسْب كلّ مَمْطُورٍ أنْ مُطِرَ غَيْرُه . وخرج النعمانُ مُتَمَطِّراً أي مُتَنَزِّهاً غِبَّ مَطَرٍ . ويُقال : لا تَسْتَمطِر الخيلَ أي لا تَعْرِضْ لها . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : ما زال فلانٌ على مَطْرَةٍ واحدةٍ ومِطِرَةٍ واحدةٍ ومَطَرٍ واحدٍ إذا كان على رَأْيٍ واحدٍ لا يُفارِقه . ورُوي التَّشْديدُ عن أبي زيد وقد ذُكر في محلّه . ويُقال : ما أنا من حاجَتي عِندك بمُسْتَمْطِر أي لا أطمع منك فيها عن ابْن الأَعْرابِيّ . ورجلٌ مُستَمطَرٌ إذا كان مُخَيِّلاً للخير وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
وصاحبٍ قلتُ له صالِحٍ ... إنّك للخيرِ لمُسْتَمْطَرُ قال أبو الحسن : أي مَطْمَعٌ . والمالُ يَسْتَمطِر : يَبْرُز للمطر . وهو مَجاز . وَمَطَرُهم شَرٌّ مَجاز أيضاً . وَمَطَرَ الشيءُ : ارتفع ؛ والعبدُ : أَبَقَ . وأَمْطَرْنا : صِرنا في المطر . وأبو مَطَرٍ من كُناهم قال :إذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أبا مَطَرْ مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ في الشَّجَرْ وكزُبَيْر مُطَيْر بن عليّ بن عثمان بن أبي بكر الحَكَمِيّ أبو قبيلة باليمن وحَفيدُه محمد بن عيسى بن مُطَيْر حدَّث عن خالِه إبراهيم بن عمر بن عليِّ التِّباعيِّ السَّحوليّ ومن ولَدِه عمر بن أبي القاسم بن عمر وأخوه إبراهيم بن أبي القاسم حدَّثا وسليمان وعبدُ الله ومحمد بنو إبراهيم بن أبي القاسم حدَّثوا ومحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم وأخوه أحمد إليهما انتهت الرِّحْلة باليمن . وهم أكبر بَيْت باليمن . وَمَطَرُ بنُ ناجِيةَ الذي غَلَبَ على الكوفة أيّام ابنِ الأشعث هو من بني رِياح بنِ يَرْبُوع . والمُطَيْريّ : ماءٌ لرجل من أبي بكر بن كلاب . وأبو عَمْرُوٍ محمد بن جعفر بن محمد بن مَطَرٍ المَطَريُّ العَدْلُ النَّيْسابوريّ إلى جدِّه مَطَر عالمٌ زاهدٌ سَمِعَ كثيراً وروى عنه الحُفَّاظ . ومَمْطِير بفتحٍ فسكون : مدينة بطَبَرِسْتان . بينها وبين آمُلَ سِتَّةُ فراسِخ من السّهْل وبينهما رَساتيق وقُرى . ومَيْطُور بالفتح من قُرى دمشق قال عَرْقَلة بن جابر بن نُمَيْر الدمشقيّ :
وَكَمْ بينَ أكنافِ الثُّغورِ مُتَيَّمٌ ... كَئيبٌ غَزَتْهُ أَعْيُنٌ وثُغورُ
وكم لَيْلَةٍ بالماطِرون قَطَعْتُها ... ويومٍ إلى المَيْطورِ وَهْوَ مَطِيرُ معر