اللَّبَنُ معروف اسم جنس الليث اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه من بين الفرث والدم وهو كالعَرق يجري في العُروق والجمع أَلْبان والطائفة القليلة لَبَنةٌ وفي الحديث أَن خديجة رضوان الله عليها بَكَتْ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبْكِيكِ ؟ فقالت دَرَّت لَبَنةُ القاسم ...
اللَّبَنُ معروف اسم جنس الليث اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه من بين الفرث والدم وهو كالعَرق يجري في العُروق والجمع أَلْبان والطائفة القليلة لَبَنةٌ وفي الحديث أَن خديجة رضوان الله عليها بَكَتْ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبْكِيكِ ؟ فقالت دَرَّت لَبَنةُ القاسم فذَكَرْتُه وفي رواية لُبَيْنةُ القاسم فقال لها أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سارة في الجنة ؟ قالت لوَدِدْتُ أَني علمت ذلك فغضبَ النبي صلى الله عليه وسلم ومَدَّ إصْبَعَه فقال إن شئتِ دَعَوْتُ الله أَن يُرِيَك ذاك فقالت بَلى أُصَدِّقُ الله ورسوله اللَّبَنَةُ الطائفة من اللَّبَنِ واللُّبَيْنَةُ تصغيرها وفي الحديث إن لَبَنَ الفحل يُحَرِّمُ يريد بالفحل الرجلَ تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لَبَنٌ فكل من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرَّم على الزوج وإخوته وأَولاده منها ومن غيرها لأَن اللبن للزوج حيث هو سببه قال وهذا مذهب الجماعة وقال ابن المسيب والنَّخَعِيُّ لا يُحَرِّم ومنه حديث ابن عباس وسئل عن رجل له امرأَتان أَرْضَعَتْ إحداهما غلاماً والأُخرى جارية أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بالجارية ؟ قال لا اللِّقاحُ واحدٌ وفي حديث عائشة رضي الله عنها واستأْذن عليها أَبو القُعَيْس أَن تأْذن له فقال أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي فأَبت عليه حتى ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو عمكِ فلْيَلِجْ عليك وفي الحديث أَن رجلاً قتل آخر فقال خذ من أَخِيكَ اللُّبَّنَ أَي إبلا لها لَبَنٌيعني الدِّيَةَ وفي حديث أُميَّةَ بن خَلَفٍ لما رآهم يوم بدر يَقْتُلُونَ قال أَما لكم حاجةٌ في اللُّبَّنِ أَي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلاً لها لَبَنٌ وقوله في الحديث سَيهْلِكُ من أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن فسئل من أَهلُ اللَّبَنِ ؟ قال قوم يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات قال الحَرْبي أَظنه أَراد يتباعدون عن الأَمصار وعن صلاة الجماعة ويَطْلُبون مواضعَ اللبن في المراعي والبوادي وأَراد بأَهل الكتاب قوماً يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناسَ وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان وُلِدَ له وَلدٌ فقيل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ هو أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ فيكونَ ما يَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ فقُصِرَتْ عليه ناقةٌ فقال لحالبها كيف تَحلُبُها أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً ؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع يستعين معها بالإِبهام والمَصْرُ بثلاث والفَطْرُ بالإِصبعين وطرف الإبهام ولَبَنُ كلِّ شجرة ماؤها على التشبيه وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ صارت ذاتَ لَبَنٍ وكذلك الناقة إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ أَو نزل اللَّبَنُ في ضرعها ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ ونافةٌ لَبِنةٌ غزيرة وناقة لَبُونٌ مُلْبِنٌ وقد أَلْبَنتِ الناقةُ إذا نزل لَبَنُها في ضَرْعها فهي مُلْبِنٌ قال الشاعر أَعْجَبها إذا أَلْبَنَتْ لِبانُه وإذا كانت ذاتَ لَبَنٍ في كل أَحايينها فهي لَبُونٌ وولدها في تلك الحال ابنُ لَبُونٍ وقيل اللَّبُونُ من الشاءِ والإبل ذاتُ اللَّبَنِ غزيرَةً كانت أَو بَكِيئةً وفي المحكم اللَّبُونُ ولم يُخَصِّصْ قال والجمع لِبانٌ ولِبْنٌ فأَما لِبْنٌ فاسم للجمع فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزيرة قالوا لَبِنَة وجمعها لَبِنٌ ولِبانٌ الأَخيرة عن أَبي زيد وقد لَبِنَتْ لَبَناً قال اللحياني اللَّبُونُ واللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ فلم يَخُصَّ شاةً ولا ناقة قال والجمع لُبْنٌ ولَبائنُ قال ابن سيده وعندي أَن لُبْناً جمع لَبُون ولَبائن جمع لَبُونة وإن كان الأَول لا يمتنع أَن يجمع هذا الجمع وقوله من كان أَشْرَك في تَفَرُّق فالِجٍ فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغَدَّتِ قال عندي أَنه وضع اللبون ههنا موضع اللُّبْن ولا يكون هنا واحداً لأَنه قال جَرِبَتْ معاً ومعاً إنما يقع على الجمع الأَصمعي يقال كم لُبْنُ شائك أَي كم منها ذاتُ لَبَنٍ وفي الصحاح عن يونس يقال كم لُبْنُ غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ منها وقال الكسائي إنما سمع كم لِبْنُ غنمك أَي كم رِسْلُ غَنمك وقال الفراء شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ قال وزعم يونس أَنه جمع وشاءٌ لِبْنٌ بمنزلة لُبْنٍ وأَنشد الكسائي رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها وتأْوي بَطِيناً وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ وقال واللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ ابن السكيت الحَلُوبة ما احْتُلِب من النُّوق وهكذا الواحدة منهن حَلوبة واحدة وأَنشد ما إنْ رأَينا في الزمانِ ذي الكَلَبْ حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ وكذلك اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ وكذلك الواحدة منهن أَيضاً فإذا قالوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لم يكن إلا جمعاً وقال الأَعشى لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الجمع وعُشْبٌ مَلْبنَة بالفتح تَغْزُر عنه أَلبانُ الماشية وتَكْثُر وكذلك بَقْلٌ مَلْبنَة واللَّبْنُ مصدر لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ الصحاح لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سقيته اللَّبَنَ فأَنا لابِنٌ وفرس مَلْبُون سُقِيَ اللَّبَنَ وأَنشد مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وفرس مَلْبون ولَبِين رُبِّيَ باللَّبن مثل عَليف من العَلَف وقوم مَلْبونون أَصابهم من اللبن سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْل وخُيَلاءُ كما يصيبهم من النبيذ وخصصه في الصحاح فقال قوم مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَةٌ يصيبهم من أَلبان الإبل ما يصيب أَصحاب النبيذ وفرس مَلْبُون يُغَذَّى باللبن قال لا يَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ المَحْضُ من أَمامه ومن دُونْ قال الفارسي فعَدَّى المَلْبون لأَنه في معنى المسقِيِّ والمَلْبون الجمل السمين الكثير اللحم ورجل لَبِنٌ شَرِبَ اللَّبَن ( * قوله « ورجل لبن شرب اللبن الذي في التكملة واللبن الذي يحب اللبن ) وأَلْبَنَ القومُ فهم لابِنُون عن اللحياني كثُرَ لَبَنُهم قال ابن سيده وعندي أَنَّ لابِناً على النَّسَب كما تقول تامِرٌ وناعِلٌ التهذيب هؤلاء قوم مُلْبِنون إذا كثر لبنهم ويقال نحن نَلْبُِنُ جيراننا أَي نسقيهم وفي حديث جرير إذا سقَطَ كان دَرِيناً وإن أُكِلَ كان لَبِيناً أَي مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً له يعني أَن النَّعَم إذا رعت الأَراك والسَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها وهو فعيل بمعنى فاعل كقدير وقادر كأَنه يعطيها اللَّبَنَ من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتهم اللبن وجاؤوا يَسْتَلْبِنون يطلبون اللَّبنَ الجوهري وجاء فلان يسْتَلْبِنُ أَي يطلب لبَناً لعياله أَو لضيفانه ورجل لابِنٌ ذو لَبَن وتامِرٌ ذو تمر قال الحطيئة وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أَنْ نَكَ لابنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ ( * قوله « وغررتني إلخ » مثله في الصحاح وقال في التكملة الرواية أغررتني على الإنكار ) وبَناتُ اللَّبنِ مِعىً في البَطْن معروفة قال ابن سيده وبناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ التي يكون فيها اللَّبن والمِلْبَنُ المِحْلَبُ وأَنشد ابن بري لمسعود بن وكيع ما يَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ والمِلْبَنُ شيء يُصَفَّى به اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ واللَّوابنُ الضُّروعُ عن ثعلب والألْتِبانُ الارتضاع عنه أَيضاً وهو أَخوه بلِبان أُمِّه بكسر اللام ( * قوله « بكسر اللام » حكى الصاغاني فيه ضم اللام أيضاً ) ولا يقال بلَبَنِ أُمِّه إنما اللَّبَنُ الذي يُشْرَب من ناقة أَو شاة أَو غيرهما من البهائم وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود فإن لا يَكُنْها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وأَنشد ابن سيده وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخرَى كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ واللِّبانُ بالكسر كالرِّضاعِ قال الكميت يمدح مَخْلَد بن يزيد تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْ كانا معاً في مَهْدِه رَضِيعَينْ تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ ( * قوله « تنازعا فيه إلخ » قال الصاغاني الرواية تنازعا منه ويروى رضاع مكان لبان ) وقال الأَعشى رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ وقال أَبو الأَسود غَذَته أُمُّه بلبانِها وقال آخر وما حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً عَلَيَّ ولا أُرْضِعْتَ لي بلِبانِ وابنُ لَبُون ولد الناقة إِذا كان في العام الثاني وصار لها لَبَنٌ الأَصمعي وحمزة يقال لولد الناقة إِذا استكمل سنتين وطعن في الثالثة ابنُ لَبُون والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ والجماعات بناتُ لَبونٍ للذكر والأُنثى لأَن أُمَّه وضعت غيره فصار لها لبن وهو نكرة ويُعَرّف بالأَلف واللام قال جرير وابنُ اللَّبُونِ إِذا لُزَّ في قَرَنٍ لم يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ وفي حديث الزكاة ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ وابن اللَّبون وهما من الإِبل ما أَتى عليه سنَتان ودخل في السنة الثالثة فصارت أُمه لبوناً أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته قال ابن الأَثير وجاء في كثير من الروايات ابن لَبُون ذكَرٌ وقد علم أَن ابن اللبون لا يكون إِلا ذكراً وإِنما ذكره تأْكيداً كقوله ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان وكقوله تعالى تلك عَشَرةٌ كاملة وقيل ذكر ذلك تنبيهاً لرب المال وعامل الزكاة فقال ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ المال بالزيادة المأْخوذة منه إِذا عَلِمَ أَنه قد شرع له من الحق وأَسقط عنه ما كان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثة في الفريضة الواجبة عليه وليعلم العاملُ أَن سِنَّ الزكاة في هذا النوع مقبول من رب المال وهو أَمر نادر خارج عن العُرْف في باب الصدقات ولا يُنْكَرُ تكرار اللفظ للبيان وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والنُّدُور وبَناتُ لَبُونٍ صِغارُ العُرْفُطِ تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِبل ولَبَّنَ الشيءَ رَبَّعَه واللَّبِنة واللبِّنْة التي يُبْنَى بها وهو المضروب من الطين مُرَبَّعاً والجمع لَبِنٌ ولِبْنٌ على فَعِلٍ وفِعْلٍ مثل فَخِذٍ وفِخْذ وكَرِش وكِرْشٍ قال الشاعر أَلَبِناً تُريد أَم أَروخا ( * قوله « أم أروخا » كذا بالأصل ) وأَنشد ابن سيده إِذ لا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ قوله أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها والمِشْآةُ زَبيل يُخرَجُ به الطين والحَمْأَةُ من البئر وربما كان من أَدَمٍ والضَّرْسُ تَضْريسُ طَيّ البئر بالحجارة وإِنما أَراد الحجارة فاضطُرَّ وسماها لَبِناً احتِياجاً إِلى الرَّوِيّ والذي أَنشده الجوهري إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْْوَكَ عن حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ قال ابن بري هو لسالم بن دارة وقيل لابن مَيّادَة قال قاله ابن دريد وفي الحديث وأَنا مَوْضِعُ تلك اللَّبِنَة هي بفتح اللام وكسر الباء واحدة اللَّبِنِ التي يُبْنَى بها الجدار ويقال بكسر اللام ( * قوله « ويقال بكسر اللام إلخ » ويقال لبن بكسرتين نقله الصاغاني عن ابن عباد ثم قال واللبنة كفرحة حديدة عريضة توضع على العبد إذا هرب وألبنت المرأة اتخذت التلبينة واللبنة بالضم اللقمة ) وسكون الباء ولَبَّنَ اللَّبِنَ عَمِله قال الزجاج قوله تعالى قالوا أُوذينا من قبلِ أَن تأْتيَنا ومن بعد ما جئتنا يقال إِنهم كانوا يستعملون بني إسرائيل في تَلْبِين اللَّبِنِ فلما بُعث موسى عله السلام أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه ومنعوهم التِّبْنَ ليكون ذلك أَشق عليهم ولَبَّنَ الرجلُ تَلْبيناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ والمِلْبَنُ قالَبُ اللَّبِنِ وفي المحكم والمِلْبَنُ الذي يُضْرَبُ به اللَّبِنُ أَبو العباس ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ قال وهو مطوَّل مُرَبَّع وكانت المحامل مُرَبَّعة فغيرها الحجاج لينام فيها ويتسع وكانت العرب تسميها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ ابن سيده والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فيه اللَّبِن ولَبِنَةُ القميص جِرِبّانُه وفي الحديث ولَبِنَتُها ديباجٌ وهي رُقعة تعمل موضِعَ جَيْب القميص والجُبَّة ابن سيده ولَبِنَةُ القميص ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه وقال أَبو زيد لَبِنُ القميص ولَبِنَتُه ليس لَبِناً عنده جمعاً كنَبِقَة ونَبِقٍ ولكنه من باب سَلٍّ وسَلَّة وبَياض وبَياضة والتَّلْبِينُ حَساً يتخذ من ماء النُّخالة فيه لَبَنٌ وهو اسم كالتَّمْتينِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تُذْهِبُ بعض الحُزْن الأَصمعي التَّلْبينة حَساء يعمل من دقيق أَو نخالة ويجعل فيها عسل سميت تَلْبينة تشبهاً باللَّبَن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمَرَّة من التَّلبين مصدر لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ وقوله مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض أَي تَسْرُو عنه هَمَّه أَي تَكْشِفُه وقال الرِّياشي في حديث عائشة عليكم بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين قال يعني الحَسْوَ قال وسأَلت الأَصمعي عن المَشْنِيئَة فقال يعني البَغِيضة ثم فسر التَّلْبينة كما ذكرناه وفي حديث أُم كلثوم بنت عمرو ابن عقرب قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالتَّلْبين البَغيض النافع والذي نفسي بيده إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كما يغسل أَحدُكم وجهه بالماء من الوسخ وقالت كان إِذا اشتكى أَحدٌ من أَهله لا تزالُ البُرْمة على النار حتى يأْتي على أَحد طرفيه قال أَراد بقوله أَحد طرفيه يعني البُرْءَ أَو الموت قال عثمان التَّلْبينَة الذي يقال له السَّيُوساب ( * قوله « السيوساب » هو في الأصل بغير ضبط وهذا الضبط في هامش نسخة من النهاية معوّل عليها ) وفي حديث علي قال سُوَيْد بن غَفَلَةَ دخلتُ عليه فإِذا بين يديه صحفةٌ فيها خَطِيفة ومِلْبَنة قال ابن الأَثير هي بالكسر المِلْعَقة هكذا شرح قال وقال الزمخشري المِلْبَنة لَبَنٌ يوضع على النار ويُنَزِّلُ عليه دقيق قال والأَول أَشبه بالحديث واللَّبَانُ الصدر وقيل وسَطُه وقيل ما بين الثَّدْيَينِ ويكون للإِنسان وغيره أَنشد ثعلب في صفة رجل فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه تبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ وأَشد أَيضاً يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه ودَفَّيْهِ منها دامِياتٌ وجالِبُ وقيل اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذي الحافرخاصَّةً وفي الصحاح اللَّبانُ بالفتح ما جرى عليه اللَّبَبُ من الصدرِ وفي حديث الاستسقاء أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها في الخدمة حيث لا تَجِدُ ما تُعْطيه من يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة الزمان وأَصلُ اللَّبان في الفرس موضعُ اللَّبَبِ ثم استعير للناس وفي قصيد كعب رضي الله عنه تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها وفي بيت آخر منها ويُزْلِقُه منها لَبانٌ ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْناً ضَرَبَ لَبانَه واللَّبَنُ وجَعُ العُنق من الوِسادَة وفي المحكم وجَعُ العُنق حتى لا يَقْدِرَ أَن يَلْتَفِت وقد لَبِنَ بالكسر لَبَناً وقال الفراء اللَّبِنُ الذي اشتكى عُنُقَه من وِسادٍ أَو غيره أَبو عمرو اللَّبْنُ ا لأَكل الكثير ولَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً أَكثر وقوله أَنشده ثعلب ونحنُ أَثافي القِدْرِ والأَكلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ يقول نحن ثلاثة ونأْكل أَكل ستة واللَّبْنُ الضربُ الشديد ولَبَنَه بالعصا يَلْبِنُه بالكسر لَبْناً إِذا ضربه بها يقال لَبَنَه ثلاث لَبَناتٍ ولَبَنه بصخرةٍ ضربه بها قال الأَزهري وقع لأَبي عمرو اللَّبْنُ بالنون في الأَكل الشديد والضرب الشديد قال والصواب اللَّبْزُ بالزاي والنون تصحيف واللَّبْنُ الاسْتِلابُ قال ابن سيده هذا تفسيره قال ويجوز أَن يكون مما تقدم ابن الأَعرابي المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ واللُّبْنَى المَيْعَة واللُّبْنَى واللُّبْنُ شجر واللُّبانُ ضرب من الصَّمْغ قال أَبو حنيفة اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لا تَسْمُو أَكثر من ذراعين ولها ورقة مثل ورقة الآس وثمرة مثل ثمرته وله حَرارة في الفم واللُّبانُ الصَّنَوْبَرُ حكاه السُّكَّرِيُّ وابن الأَعرابي وبه فسر السُّكَّرِيُّ قولَ امرئ القيس لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فيمن رواه كذلك قال ابن سيده ولا يتجه على غيره لأَن شجرة اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هي قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الفرس أَطولُ من ذلك ابن الأَعرابي اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر في قوله وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ التهذيب اللُّبْنَى شجرة لها لَبَنٌ كالعسل يقال له عَسَلُ لُبْنَى قال الجوهري وربما يُتَبَخَّر به قال امرؤُ القيس وباناً وأُلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا واللُّبانُ الكُنْدرُ واللُّبانة الحاجة من غير فاقة ولكن من هِمَّةٍ يقال قَضَى فلان لُبانته والجمع لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ قال ذو الرمة غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ ومَجْلِسٌ لَبِنٌ تُقْضى فيه اللُّبانة وهو على النسب قال الحرث بن خالد بن العاصي إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ عند اللِّقاء وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ والتَّلَبُّنُ التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ قال ابن بري شاهده قول الراجز قال لها إِيّاكِ أَن تَوَكَّني في جَلْسةٍ عِنديَ أَو تَلَبَّني وتَلَبَّنَ تمكَّثَ وقوله رؤبة ( * قوله « وقول رؤبة فهل إلخ » عجزه كما في التكملة راجعة عهداً من التأسن ) فهل لُبَيْنَى من هَوَى التَّلبُّن قال أَبو عمرو التَّلبُّن من اللُّبانة يقال لي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ عليها أَي أَتمكَّثُ وتَلبَّنْتُ تَلبُّناً وتَلدَّنْتُ تَلدُّناً كلاهما بمعنى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ الجوهري والمُلَبَّنُ بالتشديد الفَلانَج قال وأَظنه مولَّداً وأَبو لُبَيْنٍ الذكر قال ابن بري قال ابن حمزة ويُكَنَّى الذكر أَبا لُبَيْنٍ قال وقد كناه به المُفَجَّع فقال فلما غابَ فيه رَفَعْتُ صَوْتي أُنادي يا لِثاراتِ الحُسَيْنِ ونادَتْ غلْمَتي يا خَيْلَ رَبِّي أَمامَكِ وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى وقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ جبال وقول الراعي سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال ابن سيده يجوز أَن يكون ترخيمَ لُبْنانٍ في غير النداء اضطراراً وأَن تكون لُبْنٌ أَرضاً بعينها قال أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ يا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها بَينَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ قال ابن الأَعرابي قال رجل من العرب لرجل آخر لي إِليك حُوَيِّجَة قال لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عظيمة مثل لُبْنانٍ وهو اسم جبل قال ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف ولُبْنَى اسم امرأَة ولُبَيْنَى اسم ابنة إِبليس واسمُ ابنه لاقِيسُ وبها كُنِيَ أَبا لُبَيْنَى وقول الشاعر أَقْفَرَ منها يَلْبَنٌ فأَفْلُس قال هما موضعان
أَلَبَّ بالمكانِ إِلْباباً : أَقَام به كَلَبَّ ثُلاثِيّاً نقلَها الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدِ عن الخَليل . وأَلَبَّ على الأَمْرِ : لَزِمَهُ فلم يُفَارِقْه . ومنه قولُهم لَبَّيْكَ ولَبَّيْه . أَي : لُزُوماً لِطَاعَتك . وفي الصَّحِاح : أَي أَنا مُقِيمٌ على طاعَتِك ؛ قال :
إِنَّكَ لَو دَعَوْتَني ودُوني ... زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ
" لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لِمن يَدْعُونِي أَصلُه : لَبَّيْتُ من أَلَبَّ بالمكان فأُبدلت الباءُ ياءً لأَجْل التّضعيف . وقال سِيبَوَيْهِ : انْتَصَبَ لبَّيْكَ على الفِعْل كما انْتَصبَ سُبْحَانَ اللهِ . وفي الصَّحِاح : نُصبَ على المصدر كقولك : حَمْداً للهِ وشُكْراً وكان حقُّه أَنْ يُقال : لَبًّا لك وثَنَّى على معنى التّوكيد أَي : إِلْباباً بك بَعْدَ إِلْبابِ وإِقامةُ بعدَ إِقامةِ . قال الأَزهريّ : سمِعْتُ أَبا الفَضْلِ المُنْذِرِيّ يقولُ : عُرِضَ على أَبي العبّاس ما سَمعْتُ من أَبي طالب النحْوْيّ في قولهم : لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ قال : قالَ الفَراءُ : معنى لَبَّيْكَ إِجابَةً لك بَعْدَ إِجابَةِ ؛ قال : ونَصبه على المصْدر . قال : وقال الأَحمر : هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ به . إِذا أَقامَ وأَنشد :
" لَبَّ بأَرْضٍ ما تخَطَّاها الغَنَمْ قال : ومنه قول طُفَيْل :
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ وَرهْطِهِ ... وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُرُوجِ وتَحْلُبُ أَي : تُلازِمُها وتُقِيمُ فيها . وقيلَ : معناه : أَي تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبُهُ جَعَلَه من اللِّبَإِ فَترك الهمزَ وهو قولُ أَبي الهَيْثَمِ . قال أَبو منصور : وهو الصَّواب . وحكى أَبُو عُبَيْدٍ عن الخليل أَنّه قال : أَصله من : أَلْبَبَتُ بالمكانِ فإِذا دعا الرَّجُلُ صاحبَهُ أَجابَه : لَبَّيْكَ أَي : أَنا مُقِيمٌ عندَك ؛ ثُمَّ وَكّدَ ذلك بلَبَّيْك أَي إِقامةً بعدَ إِقامة . أَو معناه : اتِّجَاهِي إِليك وقَصْدِي لَكَ وإِقبالي على أَمْرِك . مأْخوذٌ مِنْ قولهم : دارِي تَلُبُّ دارَهُ أَي : تُوَاجِهُها وتُحاذيها ويكونُ حاصلُ المعنى : أَنا مُواجِهُك بما تُحبّ إِجابةً لك والياءُ لِلتَّثْنيَة قاله الخَليل وفيها دليل على النصب للمصدر . وقال الأَحمرُ : كان أَصله لَبَّب بِكَ فاستثقَلُوا ثلاث باءَآت فقلَبُوا إِحداهُنَّ ياءً كما قالُوا : تَظَنَّيْتُ منَ الظنّ أَو مَعْنَاهُ : مَحَبَّتِي لَكَ وإِقبالي إِليك مأْخوذ من قولهم : امْرَأَةٌ لَبَّةٌ أَي : مُحِبَّةٌ عاطِفةٌ لِزَوْجِها هكذا في سائر النُّسَخ . والّذي حُكِيَ عن الخليل في هذا القَوْل : أُمٌّ لَبَّةٌ بدل امْرَأَة ويدُلُّ على ذلك ما أَنشدَ :
وكنتم كَأُمٍّ لَبَّةِ طَعَنَ ابْنُها ... إِلَيْهَا فما دَرَّتْ عليهِ بساعِدِ وفي حديث الإِهلال بالحجّ : " لَبَّيْكَ اللّهُمَّ لَبَّيْكَ " هو من التَّلْبِيَة وهي إِجابةُ المُنَادي أَي : إِجابَتِي لك يا رَبِّ وهو مأْخوذٌ ممَّا تَقدَّم ؛ أَو مَعْنَاهُ : إِخلاصي لَكَ مأْخوذٌ مِنْ قولهم : حَسَبٌ لُبَابٌ بالضَّمّ أَي : خالصٌ مَحْضٌ ومنه : لُبُّ الطَّعَام ولُبَابُهُ : وفي حديثِ عَلْقَمَةَ " أَنّه قالَ للأَسْودِ : يا أَبا عَمْرٍو : قال : لَبَّيْكَ قال : لَبَّي يَدَيْكَ " . قال الخَطّابَيُّ : معناهُ سَلِمَتْ يَدَاكَ وصَحَّتَا وإِنَّمَا تَرَك الإِعرابَ في قَوْله : يَدَيْكَ وكان حقُّه أَن يقولَ : يَداك لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : معنى لَبَّي يَدَيك أَي : أُطِيعُك وأَتَصرَّفُ بإِرادَتِك وأَكونُ كالشَّيْءِ الّذي تُصَرِّفُهُ بيَدَيْك كيفَ شِئْتَ . واللَّبُّ بالفَتْح : الحادِي اللاّزِمُ لسَوْقِ الإِبِل لا يَفْتُرُ عنها ولا يُفارِقها ورجل لَبٌّ : لازمٌ لصَنْعَتِه لا يُفَارِقُهَا ويُقَال : رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ أَي : لازِمٌ للأَمْر . وأَنشد أَبو عَمْرو :
" لَبّاً بأَعْجَازِ المَطِيّ لاحِقاواللَّبُّ : المُقِيم بالأَمْر . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : اللَّبُّ : الطاعةُ : وأَصلُه من الإِقامَة . وقولهم : لَبَّيْكَ : اللَّبُّ واحدُ فإِذا ثَنَّيْت قُلْتَ في الرّفع : لَبَّانِ وفي النَّصْب والخَفْض : لَبَّيْنِ وكان في الأَصل : لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُك مرّتَيْن ثُمَّ حذفت النّون للإِضافة أَي أَطعتُك طاعةً مُقيماً عِنْدَكَ إِقامةً بعدَ إِقامةٍ . وفي المُحْكَم : قال : سِيبَوَيْهِ : وزعَمَ يُونُسُ أَنَّ لَبَّيْك اسْمٌ مفرد بمنزلة عَلَيْك ولكِنَّةُ جاءَ على هذا اللَّفْظ في حَدِّ الإِضافِة . وزَعم الخليلُ أَنّها تَثْنِيَةٌ كأَنّه قال : كلما أَجَبْتُك في شَيْءِ فأَنَا في الآخِرَ لك مُجِيبٌ . قال سِيبَوَيْهِ : ويَدُلَّكَ على صِحَّة قول الخَلِيل بعضِ العرب : لَبِّ يُجْرِيهِ مُجْرَى أَمْسِ وَغَاقِ . وقال ابْنُ جِنِّى : الأَلِفُ في لَبَّي عندَ بعضهم هي ياءُ التَّثْنِيَة في : لَبَّيْكَ لأَنّهم اشْتَقُّو من الاسم المَبْنِيّ الّذي هو الصَّوْت مع حرف التّثنية فعْلاً فجَمعوه من حُروفه كما قالُوا من لا إِله إِلاّ اللهُ : هَلَّلْتُ ونحو ذلك فاشْتَقُّوا لَبَّيْت من لَفْظ لَبّيْكَ فَجَاؤُو في لفظ لَبَّيْت بالياء الّتِي للتّثنية فِي لَبَّيْك وهذا قول سِيبَويهِ . قال : وأَما قولُ يُونُسَ فزَعَمَ أَن لَبَّيْكَ اسْمٌ مُفْرَد وأَصلُه عندَهُ : لَبَّبٌ وزنُهُ فَعْلَلٌ قال : ولا يجوزُ أن تًحْمِلَهُ على فَعَّلَ لِقِلَّة فَعَّلَ في الكلام وكَثرة فَعْلَلَ فقلب الباءَ الّتي هي الّلام الثّانية من لَبَّبَ ياءً هَرَباً من التّضعيف فصار لَبَّيٌ ثُمَّ أَبدل الياءَ أَلفاً لتَحَرُّكِها وانفتاح ما قبلَها فصارَ لبَّي ثُمَّ إِنّه لَما وُصِلَتْ بالكاف في لَبَّيْك وبالهاء في لَبَّيْه قُلبت الأَلفُ ياءً كما قلبت في إِلَى وعَلَى ولَدَي إِذا وَصَلْتَها بالضَّمير فقلتَ : إَِلْيْكَ وعَلَيْكَ وَلَدَيْكَ . وقد أََطال شيخُنا الكلام في هذا المَبْحث وهو مأْخوذٌ من لسان العرب ومن كتاب المُحْتَسِب لابْنِ جِنِّي وغيرِهما ؛ وفيما ذكرناه كفايةٌ . اللُّبُّ بالضَّمِّ : الَّسُمُّ . وفي لسان العرب عن أَبي الحسن : وربّما سُمِّى سُمُّ الحَيَّةِ لُبّاً . اللُّبُّ : خالِصُ كُلِّ شِيءٍ كاللُّبابِ بالضَّمّ أيضاً . ومِنَ النَّخْلِ : جَوْفُهُ . وقد غلب على ما يُؤْكَلُ داخلُهُ ويُرْمىَ خارِجُهُ من الثَّمَر . لُبُّ الجَوْزِ ونَحْوِه كاللَّوْز وشِبْهِهِ : ما في جَوْفِه والجمع اللُّبُوبُ . ومثلُهُ قولُ اللَّيْث : ولُبُّ النَّخلَةِ : قَلْبُها . من المَجاز : لُبُّ الرَّجُل : ما جُعلَ في قلْبه من العَقْل سُمِّيَ بهِ لأَنّه خُلاصَة الإِنسان أَو أَنَّهُ لا يُسمَّىذلك إِلاّ إِذا خَلُصَ من الهَوَى وشوائبِ الأَوْهَام فعلى هذا هو أََخُّص من العَقْل . كذا في كشف الكَشَّاف في أَوائل البَقَرَة نقله شيخُنا . ج : أَلبابٌ وأَلُبٌّ بالإِدْغام وهو قَلِيلٌ . قال أَبو طالبٍ :
" قَلْبِي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ قال الجَوْهَرِيُّ . وربَّمَا أَظهرو التَّضْعيفَ في ضرورَة الشّعر قال الكُمَيْتُ :
إِلَيْكُم بَنِي آل النَّبِيِّ تَطَلَّعَت ... نَوَازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُوقد لُبِبْتَ بالكَسر وبالضّم أَي : من باب : فَرِحَ وقَرُبَ تَلَبّ بالفتح لُبّاً بالضَّمِّ ولَبّاً ولَبّاَ ولَبابَةً بالفتح فيهما : صرْتَ ذا لُبٍّ . وفي التّهذيب : حُكِيَ : لَبُبْتَ بالضَّمّ وهو نادِرٌ لا نظيرَ له في المضاعف . وقيل لِصَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب وضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ : لِمَ تَضْرِبِينَه ؟ فقالت : لِيَلَبَّ ويَقُوَدَ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ . أَي يصيرَ ذا لُبٍّ ورواه بعضهُم أَضْرِبه لكَي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيْشَ ذا اللَّجَب . قال ابْنُ الأَثيرِ : هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز وأهلُ نَجْدٍ يقولُونَ : لَبَّ يَلبُّ بوزن فَرَّ َيَفِرّ . وليس فَعُلَ بالضَّمّ يَفْعَلُ بالفتح سِوَى لَبُبْت بالضَّمّ تَلَبُّ بالفتح ؛ فإِنَّ القاعدة أَنّ المضموم من الماضيات لا يكونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً وشذّ هذا الحَرْفُ وحدَهُ لا نظيرَ له وهو الّذي صّرح به شُرّاحُ اللاّمَيَّة والتَّسْهِيل وغَيْرُهم وحكاه الزَّجّاجُ عن العرب واليَزِيدِيُّ ونقله ابْنُ القَطّاع في صَرْفه زادَ : وحكى اليَزِيدِيُّ أَيضاً : لَبِبْتَ تَلُبّ بكسر عين الماضي وضَمِّها في المستقبل . قال : وحكاه يُونُسُ بضَمِّهما جميعاً . والأَعَمُّ : لَبِبَ كفَرِحَ . وفي المِصْباح ما يقضي أَنّ الضَّمَّ وإِن كان فيهما معاً قليلٌ شاذٌّ في المضاعف واقتصر في : لَبَّ على هذا الفعل وزاد عليه في دَمم حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ قال : دَمَّ الرَّجُلُ يَدَمُّ دَمَامَةً من بابَيْ : ضَرَبَ وتَعِبَ ومن بابِ قَرُبَ لغةٌ فيُقَال : دَمُمْتَ تَدُمُّ ومثلُهُ : لَبُبْتَ تَلُبُّ وشَرُرْتَ تِشُرُّ من الشَّرّ ولا يكادُ يُوجَدُ لها رابعٌ في المضاعَفِ . وصرّح غيره بأَنّ الثّلاثةَ وَرَدَتْ بالضَّمّ في الماضي والفتحِ في المُضَارع على خلاف الأَصلِ ولا رابعَ لها . وذكرها في الأَشباه والنظائر غيرُ واحد . والأَكثرونَ اقتصرُوا على لَبُبَ وبعضُهم عليه مع دَمُمَ وقالُوا : لا ثالثَ لهما . انتهى . قال شيخُنا : دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عن الخليل وشَرَّ : نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ في شرح الفصيح عن قُطْرُبٍ واقتصر القَزّاز في الجامع على : لَبَّ ودَمَّ ؛ وقال : لا نظيرَ لهما . وزاد ابْنُ خالَوَيْهِ : عَزُزَتِ الشّاة : قلّ لَبَنُهَا . فتكون أَربعة . وقيّدَ الفَيُّومِيُّ بالمُضَاعَف لأَنّه ورَدَ في غير المُضَاعَف نظائرُه وإِن كانت شاذَّة . قال ابْنُ القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَة له : وأَمّا ما كان ماضيه على فَعُلَ بالضَّمّ فمضارعه يأْتي على يَفْعُلُ بالضَّمّ ككَرُمَ وشَرُفَ ما خلا حرْفاً واحداً حكاه سِيبَوَيْه وهو : كُدْتَ تَكادُ بضمّ الكاف في الماضي وفتحها في المضارع وهو شاذٌّ والجَيِّدُ كِدْتَ تَكَادُ . وحكى غيرُه : دُمْتَ تَدام ومُتَّ تَماتُ وجُدْتَ تَجاد . ثُمَّ نقل لَبَّ عن الزجّاج واليَزِيديّ كما مَرَّ ودَمَّ عن الخليل وعَزَّ عن ابْنِ خالَوَيْهِ . ولم يتعرّض لِشَرَّ الّذي في المصباح . انتهى
ويأْتي في ف ك ك : ولقد فَكُكِتْ كعَلِمت وكَرُمت فيستدرك على هذه الأَلفاظ . واللَّبَبُ : مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلّ شَيْءٍ قيل : وبه سُمِّيَ لَبَبُ الفَرَس . واللَّبَبُ : كاللَّبَّة وهو مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ من كُل شّيْءٍ أَو النُّقْرَة فوقَه والجمع الأَلْبابُ . وفي لسان العرب اللَّبَّةُ وَسَطُ الصَّدْرِ والمَنْحَرِ والجمع لَباّتٌ ولِبابٌ عن ثعلب . وحكى اللَّحْيَانيُّ : إِنَّها لَحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ كأَنّهم جعلوا كلَّ جزءٍ منهما لَبَّةً ثُمَّ جمعوا على هذا . وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ : هي العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بين التَّرْقُوَتَيْنِ وفيها تُنْحَرُ الإِبِلُ . ومن قال : إِنها النُّقْرَةُ في الحَلْقِ فقد غَلِطَ . انتهى
من المجاز : أَخَذَ في لَبَبِ الرَّمْل هو : ما اسْتَرََّق مِنَ الرَّمْل وانْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغَلْظِ الأَرْض . وقيل : لَبَبُ الكَثِيبُ : مَقَدَّمُهُ قال ذُو الرُّمَّةِ :
بَرَّاقَةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضِحَةٌ ... كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِها لَبَبُقال الأَحْمرُ : مُعْظَمُ الرَّمْلِ : العَقَنْقَلُ فإِذا نَقَصَ قيل : كَثِيبٌ فإذا نَقَصَ قيلَ : عَوْكَلٌ فإِذا نَقَصَ قيل : سِقْطٌ فإِذا نقص قيلَ : عَدَابٌ فإِذا نَقَصَ قيلَ : لَبَبٌ . وفي التهذيب : اللَّبَبُ من الرَّمْل : ما كان قَريباً من حَبْلِ الرَّمْل . اللَّبَبُ : معروفٌ وهو ما يُشَدُّ في وفي نسخةٍ : على صَدْرِ الدّابَّةِ أَو النّاقة كما في نسخة بدل الدَّابّةِ . قال ابْنُ سيدَهْ وغيرُهُ : يكون للرَّحْلِ والسَّرْجِ لِيَمْنَعَ اسْتِئْخَارَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ أَي : يَمْنَعُهُمَا من التّأْخير ج أَلْبابٌ قال سِيبَوَيْهِ : لم يُجاوِزُوا به هذا البِناءَ . وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ : عَمِلْتُ له لَبَباً وأَلْبَبْتُ الدّابَّةَ فهي مُلْبَبٌ جاءَ على الأَصل وهو نادِرٌ : جعلتَ له لَبَباً قالَ : وهذا الحرفُ هكذا رواه ابْنُ السِّكِّيتِ بإِظهار التّضعيف . قال ابْنُ كَيْسَان : هو غَلَطٌ وقِياسُه مُلَبٌّ كما يُقَال مُحَبٌّ من : أَحْبَبْتُهُ . كذلك لَبَبْتُهَا أَي : الدّابَّةَ فهي مَلْبُوبَةٌ من الثُّلاثيّ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ . واللَّبْلابُ : حَشِيشَةٌ ونَبْتٌ يَلْتَوِي على الشَّجَر . واللَّبْلابُ : بَقْلَةٌ معروفة يُتداوَى بها . واللَّبْلَبَةُ : الرِّقَّةُ على الوَلَد ومنه : لَبْلَبَةُ الشّاةِ على ما يأْتي . واللَّبْلَبَةُ : الشَّفَقَةُ على الإِنسان وقد لَبْلَبْتُ عليه . واللَّبْلَبَة : عَطْفُكَ على الإِنْسَان ومَعُونته ؛ قال الكُمَيْتُ :
ومِنَّا إِذا حَزَبَتْكَ الأمُورُ ... عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ واللَّبِيبَةُ : ثَوْبٌ كالبَقِيرَةِ وسيأْتي بيانُهَا في حرف الرّاءِ . واللَّبَابُ كسَحابٍ وفي لسان العرب : اللَّبَابَةُ بزيادة الهاء : الكَلأُ وفي أَخرى : من النَّبات : الشَّيءُ القَلِيلُ غيرُ الواسِع حكاه أَبو حنيفة قال :
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وفُحُولٍ كُوِم ... باتَتْ تَعَشَّى اللَّيْلَ بالقَصِيمِ
" لَبَابَةً من هَمِقٍ هَيْشُومِ وقال ابْنُ الأَعْرابِيّ : هي لُبَايَةٌ بالضَّمّ والياءِ التَّحْتيّة وأَنشد الرَّجزَ وقال : هي شجرةُ الأُمْطِيّ الّذي يُعْمَلُ منه العِلْكُ . لُبَابٌ كغُرَابٍ : جَبَلٌ لبَنِي جَذِيمَةَ . في الحديثَ " أنَّ رجلاً خاصَمَ أَباهُ عندَهُ فَأَمرُ بهِ فَلُبَّ به " يقال : لَبَّبَهُ تَلْبِيباً : إِذا جَمَع ثِيابَهُ التي عليه عِندَ نًحْرِهِ وصدرِه في الخُصُومَة ثُمَّ جَرَّهُ وقَبَضَهُ إِليه وكذلك إِذا جعل في عُنُقِه حَبْلاً أَو ثَوباً وأَمْسَكه به وفي الحديث " أَنّه أَمَرَ بإِخْراجِ المُنَافِقِينَ من المسجد فقام أَبُو أَيُّوبَ إِلى رافعِ بْنِ وَدِيعَةَ فلَبَّبَهُ برِدائِه ثُمَّ نَتَرَهُ نَتْراً شديداً " . ولَبَّبَ الحَبُّ تَلْبِيباً : صارَ لَهُ لُبُّ يُؤْكَلُ . واللَّبَّةُ : المَرْأَةُ اللَّطِيفَةُ الحَسَنَة العِشْرِة مع زوجِها وقد تقدَّمَ . ولَبَّ اللَّوْزَ : كَسَرَهُ واسْتَخْرجَ قلبه . ولَبَّهُ لَبًّا : إِذا ضَرَبَ لَبَّتَهُ وهي اللِّهْزِمَةُ الّتي فوقَ الصَّدر وفيها تُنْحَرُ الإِبِل ؛ وقد سبَق . وفي الحَديث : " أما تَكُونُ الذَّكاةُ إِلاَّ في الحَلْقِ واللَّبَّةِ " . وَتَلَبَّبَ الرَّجُلُ وفي الأَساس : لَبَّبَ : تَحَزَّم وتَشَمَّر . والمُتَلَبَّبَ : المُتَحَزِّمُ بالسلاحِ وغيره . وكُلُّ مُجَمِّعٍ لثيابِهِ مُتَلَبَّبِ ؛ قال عَنْتَرَةُ :
" إنّي أَحاذِرُ أَنْ تَقُولَ حَلِيلتَي هذا غُبَار ساطِعٌ فتَلَبَّبِ والمُتَلَبَّبُ : مَوْضِعُ القِلادَةِ . وتِلِبَّبَ الرَّجُلانِ : أَخَذَ كلُّ منهما بِلَبَّةِ صاحبِهِ . وفي الحديثِ : " أن النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلّم " صَلَّى في ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّباً به " والمُتَلَبِّبُ : الّذي تَحزَّم بثوبه عند صدره قال أَبو ذُؤَيْب :
ونَمِيمَة من قانِص مُتَلَبِّب ... في كَفِّه جَشءٌ أَجَشُّ وأقْطُعُ ومن هذا قِيلَ للَّذي لبس السّلاحَ وتَشَّمرَ للقِتَال : مُتَلَبِّبٌ : ومنه قولُ المُنَخَّلِ :
واسْتَلأْمُوا وتَلَبِّبُوا ... إنَّ التَّلَبُّبَ لِلْمُغِيرواللَّبْلَبُ : واللُّبْلَب كَسَبْسَبِ وبُلْبُلٍ : البَارُّ بِأَهْلهِ والمُحْسِنُ إِلى جِيرَانِهِ والمَشْفِقُ عليهم . واللَّبْلَبَة : التَّفَرُّقُ حكاه في التَّهذيب عن ابي عَمْروٍ . اللَّبْلَبَةُ : حِكايَةُ صوْت التَّيْسِ عِنْدَ السِّفاد يقالُ : لَبْلَبَ : إِذا نَبَّ وقد يُقالُ ذلك للظَّبْيِ . وفي حديثِ ابْنُ عَمْروٍ " أنَّه أَتّى الطَّائفَ فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ على الغَنَم " . لَبَّ يَلِب كَفَرَّ يَفِرُّ . اللَّبْلَبَةُ : أَنْ تُشْبِلَ الشّاةُ على وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْعِ وحين الوَضْع وتَلْحسَهَا بشَفَتَيْها ويكون منها صوت كأَنّها تقولُ : لَبْ لَبْ . والأُلْبُوبُ بالضّم : حَبُّ نَوَى النَّبِقِ خاصَّةٍ وقد يَؤْكَلُ . والتَّلْبِيبُ : التَرَدُّدُ قال ابْنُ سِيدَهْ هذا حُكِىَ ولا أَدْرِي ما هو . التَّلْبِيبُ من الإِنسان : ما فِي مَوْضِعِ اللَّبَبِ من الثِّيَاب . أَخَذَ بتَلْبِيبِه : أَي لَبَبِهِ وهو اسْمُ كالتَّمْتينِ . وفي التّهْذيب . يقال : أَخَذَ بتَلْبِيبِ فُلاَنٍ : إِذا جَمَعَ عليه ثَوْبَهُ الّذي هو لابسُهُ عندَ صدرِه وقَبَضَ عليه يَجُرُّهُ . وفي الحديث : أَخَذْتُ بتَلْبِيبِه وجَرَرْتُه . وكذلك : أَخَذْتُ بتَلابِيبِه . أَلَبَّ الزَّرْعُ مثلُ أَحَبَّ : إِذا دَخَلَ فيهِ الأَكْلُ . أَلبَ َّلهُ الشَّيءُ : عَرَضَ قال رُؤْبَةُ : وإنْ قَراً أَوْ مَنْكِبٌ أَلَبّا عن الأَصْمَعِيّ قال : كان أَعْرَابِيٌّ عندَهُ امْرَأَةٌ فَبَرَمِ بها فأَلْقاها فيِ بِئرٍ غَرَضاً بها فمرّ بها نفر فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِئر فاستخرجُوها وقالوا : منْ فَعَلَ هذا بِكِ ؟ فقالت زوجي فقالُوا : ادْعِي اللهَ عليه فقالت : لا تُطاوِعُني بَنَاتُ أَلْبُبِي قالُوا : بَناتُ أَلْبُبٍ بضمّ الباءِ المُوَحَّدة الأُولى وقد فَتَحَها أَبو العَبَّاس المُبَرّدُ في قول الشّاعر :
" قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ أَلبَبِهْ وهي عُروقٌ في القَلْبِ متّصلةٌ به تكونُ منها الرَّقِّةُ والشَّفَقَةُ . ولكنْ يُقَالُ : ليس لنا في المجتمع أَفْعَل بالفَتح كأَحْمَدَ . وفي المُحْكَم : قد عَلِمَتْ بذلِك بَنَاتُ أَلْبُبِهِ يَعْنُونَ لُبَّهُ وهو أَحد ما شَذَّ من المُضَاعَف فجاءَ على الأَصل هذا مذهب سِيبَوَيْهِ . وقال المُبَرِّدُ في قول الشّاعر يُرِيدُ بَنَاِت أَعْقَلِ هَذا الحَيِّ فإِنْ جَمَعْتَ أَلْبُباً قلتَ : أَلابِبُ والتَّصْغيرُ أَلَيْبِبٌ وهو أَوْلَى من قولِ مَنْ أَعَلَّها . من المَجَاز : مررتُ بِحىٍّ ذي لَبالِبَ وظَبَاظِبُ لَبَالِبُ الغَنَم : جَلَبَتُهَا وصَوتُهَا وظَبَاظِبُ الإِبِلِ جَلَبَتُها كذا في الأَساس . يقال : رُجُلٌ لَبُّ ولَبِيبٌ أَي : لازِمٌ للأمْرِ مُقِيم عليه لايَفْتُرُ عنه . واللَّبُّ أيضاً : اللَّطِيف القَرِيبُ من النَّاس والأُنثى لَبَّةٌ وجمعُهَا لِبابٌ . من المَجَاز : رَجُلٌ مَلْبُوبٌ أَي : مَوْصَوفٌ بالعَقْلِ واللُّبِّ . قاله اللَّيْثُ . وفي التّهذيب : قال حَسّانُ :
وجارِيَة مَلْبُوبَة ومُنَجَّسٍ ... وطارِقَةٍ في طَرْقِها لَمْ تَشَدَّدِ من المَجاز : اللَّبِيبُ : العاقِلُ ذُو لُبٍّ ومن أُولِى الأَلْبابِ ج أَلِبَّاءُ . قال سِيبَوَيْهِ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والأُنْثَى لَبيبَةٌ . وقال الجَوْهَرِيُّ : رَجُلٌ لَبيبٌ مثلُ لَبٍّ . قال المُضّرِّب بْنُ كَعْب :
فَقُلْتُ لها فيئِى إِليك فإِنَّني ... حَرامٌ وإنّي بَعْدَ ذاكِ لَبِيب قيل : إِنَّمَا أَراد : مُلَبٍّ بالحج وقوله بعدَ ذاكِ أَي : مع ذاكِ . حُكِىَ عن يُونُسَ أَنّه قال : تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ عليه : لَبَابِ لَبَابِ بالكسر كَقَطَامِ وحَذَامِ . وقيل : إِنّه أَي : لا بأْسَ بلُغةِ حِمْيَرَ . قال ابْنُ سِيدَهْ : وهو عنديَ مِمّا تقدّم كأنّه إِذا نَفَي البَأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ . ودَيْرُ لَبَّي كحَتَّى مُثلَّثَةَ الّلام : ع بالمَوْصِل قال :
أسِيرُ ولا أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتِى ... بَلَبَّي إِلى أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِقلت : زَعَمَ المُصَنِّف التّثليثَ في هذا الموضع الّذِي بالمَوْصِل والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ كما قَّيده الصَّاغانيّ ونَصْرٌ وهو بالقُرْب من بَلَدَ بَيْنَهُ وبين العقْر وأما لُبَّي بالضَّم والتّشديد والباء مُمَالَةً فإنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ وبالفَتح : موضع آخَرُ فتأَمَّلْ . ولَبَبٌ محرّكةً : ع نقله الصَّاغانيّ . في التَّهْذِيب في الثُّنَائيّ في آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَب ما نَصُّه : ويُقَالُ لِلْمَاِء الكَثِيرِ الّذي يَحْمِلُ منه الفَتْحُ وفي التهذيب : المِفْتَحُ بالميم ما يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ بالضَّمّ هو مِثْقَبُ الماءِ عَنْهُ عن كَثْرَتِه : أَي : الماءِ فيَسْتَدِيرُ الماءُ عندّ فَمِهِ ويَصِيرُ كأَنَّه بُلبُلُ آنِيَةٍ : لَوْلَبٌ وجمعه لوَالِيبُ قال أَبو منصورٍ : ولا أَْدرِي أَعَرَبّي هو أَم مُعَرَّبً ؟ غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أَولِعُوا باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ وقال الجَوْهَرِيُّ في تَرْجَمَةِ لوب : وأمّا المِرْوَدُ ونَحْوُهُ فهو المُلَوْلَبُ على مُفَوْعَل كما سيأْتي وقال في تَرْجَمَةِ فولف : ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ : لَوْلَبُ الماءِ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قال ابْنُ جنِّي هو لُبَاب قَوْمِهِ وهم لُبَابُ قَومهم ن وهي لُبَابُ قَوْمِها ؛ قال جَرِير :
تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَابُ والحَسَبُ اللُّبَابُ : الخالِصُ ومنه سُمِّيَتِ المَرَْْأَةُ لُبَابَةَ . وفي الحديث : " إِنّا حَيُّ من مَذْحِجٍ عُبَابُ سَلَفِها ولُبَابُ شَرفِها " . اللُّبَابُ : الخالصُ من كُلِّ شَيءٍ . واللَّباببَ : طَحينٌ مَرَقَّقٌ . ولَبَّبَ الحَبُّ : جَرَى فيه الدَّقِيق . ُ ولُبَابُ القَمْحِ ولُبَابُ الفُسْتُق وفي الأَساس : من المَجَاز : لُبَابُ الإِبل : خِيارُها ولُبَابُ الحَسَب : مَحْضُهُ . انتهى . قال ذو الرُّمُّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناثاً :
" مَقَاليتُهَا فهي اللُّبَابُ الحَبَائِسُ وفي أَبو الحَسَن فس الفالُوذَجِ : لُبَابُ القَمْحِ بِلُعاب النَّحْلِ . ولُبُّ في كلِّ شَيءٍ : نَفْسُه وحَقِيقَتُهُ وامْرَأَةٌ واضِحَةُ اللِّبَابِ . واسْتَلَبَّهُ : امْتَحَنَ لُبَّهُ . ومن المَجَاز : هو بِلَبَبِ الوادِي ولَبَّبُوا واسْتَلَبُّوا : أَخَذُو فيه كذا في الأَساس . وعن ثعلبٍ : لَبَّأْتُ قالته العربُ بالهمز وهو على غيرِ القِيَاس وقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه في حَلأَ . ومن المَجَاز : قولهم : فُلانٌ في لَبَبٍ رَخِيٍّ : إِذا كاَنَ في بال وسَعَة ورَخِيُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر . وفي لبَبٍ رَخِيٍّ : في سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ . وفي الحديث : " إِنَّ اللهَ مَنَع مِنِّي بَنِي مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِمِ وطعنِهِم في أَلْبابِ الإِبِل " قال أَبو عُبَيْدٍ " على هذه الرّوايةٍ له معنيانِ : أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمِعَ اللُّبِّ بمعنى الخالص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلهم وكَرَائمَهَا . والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ وهو مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ . ورواه بعضُهم : في لبَاَّتِ الإِبِلِ . واسْمُ ما يُتَلَبَّبُ : اللَّبَابَةُ قال عَنْتَرَةُ
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبَابَةِ المُتَمطِّرِ وتَلَبُّبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا : أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ وتُخْرِجَ وَسَطَها من تحت يدِهَا اليُمْنَى فَتُغَطِّيَ به صَدْرَها وتَرُدُّ الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ . وعن اللّيْث والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ واستَصْرَخَ : لَبَّبَ وذلك أَن يَجعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه في عُنُقِه ثُمّ يَقْبِضَ على تَلْبِيبِ نَفْسِه وأَنشد :
" إِنَّا إِذا الدّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا ويُقَالُ : تَلْبيبُهُ . تَرَدُّدُه وقد تقدَّم . وقال مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ في صفة تَيْسِ غَنَمِه :
وراحَتْ أُصَيْلاناً كَأَنَّ ضُرُوعَها ... دلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُأَراد باللَّبْلَب : شَفَقَتَهُ على المِعْزَي الّتي أَرْسِلَ فيها فهو ذُو لَبْلَبَةٍ أَي : ذُو شَفَقَه . ولّبي بنُ سعدِ بْنِ شَطَن ولّبي بنُ صبيرةَ بنُ عِنَبَةَ : بَطْنانِ من بني سامةَ بن لُؤَيٍّ ذكره الأَميرُ عن سَيّارٍ النَّسَّابةِ . ومن المِجِاز : هو مُحِبٌّ له بلَبَالِبِ قَلْبِهِ . واللُّبُّ بالضَّمّ في لغة الأَنْدَلُسِ والعُدْوَةِ : سَبُعٌ مَعْرُوف عندهم شَبِيهٌ بالذِّئب . قال أَبو حَيّانَ في شَرح التَّسْهِيل : وليس يكون في غيرها من البٍلاد . وأَبو لُبَابَةَ : بِشْرُ بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنصَارِيُّ من النُّقَباءِ وأَبو لبيبَةَ الأَشْهَليُّ : صَحَابِيّاِن . ولُبَابَةُ بنتُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّلِب : هي أُمُّ نَفيسةَ بنِت زيدِ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ