المَدّ : السَّيْلُ يقال مَدّ النَّهْرُ ومَدَّه نَهْرٌ آخَرُ قال العجّاج :
" سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّهُ أَتيُّ
" غِبَّ سَماءٍ فَهُوَ رَقْرَاقِيُّ
من المَجاز : المَدُّ : ارْتفَاعُ النَّهارِ والظِّلّ وقد مَدَّ وامتَدَّ ويقال : جِئْتُك مَدَّ النَّهَارِ وفي مَدِّ النهارِ وكذلك مَدَّ الضُّحى يَضعون المَصْدَر في كُلِّ ذلك موضعَ الظَّرْف . المَدُّ الاسْتِمْدَادُ مِن الدَّوَاةِ ومعنى الاستمدادِ منها أَن يَسْتَمِدَّ منها مَدَّةً واحِدةً . المَدُّ : كَثْرَةُ الماءِ أَيّامَ المُدُودِ وجمعه مُدُودٌ وقد مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ . المَدُّ : البَسْطُ . قال اللِّحيانيُّ : مَدَّ اللهُ الأَرْضَ مَدًّا : بَسطَها وسَوَّاها . وقوله تعالى " وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ " أَي بُسِطَتْ وسُوِّيت . المَدُّ : طُموحُ البَصَرِ إِلى الشيءِ يقال : مدَّ بصرَه إِلى الشيءِ إِذا طَمَح به إِليه . وفي البصائر والأَفعالِ : مَدَدْت عَيني إِلى كذا : نَظرْتُه راغِباً فيه ومنه قولُه تعالَى " ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ " المَدُّ : الإِمْهَالُ كالإِمْدَادِ يقال : مَدَّه في الغَيِّ والضَّلالِ يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ له : أَمْلَى له وتَرَكه وقوله تعالى " ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُومَ " أَي يُمْلِي لهم المُهْلَة وكذلك مَدَّ اللهُ له في العَذَابِ مَدًّا وهو مَجاز . وأَمَدَّه في الغَيِّ لغةٌ قليلةٌ ووقوله تعالى " وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهم في الغَيِّ " قراءَة أَهل الكوفة والبَصْرة يَمُدُّونَهم وقرأَ أَهلُ المَدينة يُمِدُّونَهم . المَدُّ : الجَذْبُ ومَدَدْت الشيءَ مَدًّا : جَذَبْتُه قاله ابنُ القَطَّاع . المَدُّ : المَطْلُ وقال المُصنّف في البصائر : أَصْلُ المَدّ جَرُّ شيءٍ في طُولٍ واتِّصالُ شيءٍ بشيءٍ في استطالَة مَدَّهُ يَمُدُّه مَدًّا مَدَّ به فامْتَدَّ ومَدَّدَه فتَمَدَّدَ وتَمَدَّدَه كتَمَدُّدِ السِّقَاءِ وكذلك كلُّ شيءٍ يَبْقَى فيه سَعَةُ المَدِّ . وتَمَدَّدْنَاه بيننا : مَدَدْنَاهُ . ومادَدَه وفي بعض النسخ مَادَّة مُمَادَّةً ومِدَاداً فتَمَدَّدَ وقال اللِّحْيَانيُّ : مَدَدْتُه ومَدَّني وفلانٌ يُمَادُّ فُلاناً أَي يُمَاطِلُه ويُجَاذِبُه . وتَمَدَّد الرَّجُلُ أَي تَمَطَّى . ومَدَّ النَّهَارُ إِذا ارْتَفَع وهو مَجاز وقال شَمِرٌ : كلُّ شيْءٍ امتلأَ وارْتَفعَ فقد مَدَّ وقد أَمْدَدْته أَنا . عن أَبي زيدٍ : مَدَّ زَيْدٌ القَوْمَ أَي صارَ لَهُمْ مَدَداً وأَمَدَّه بغيره . يقال : هناك قطعةٌ من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ أَي مَدَادهُ وقد يأْتي له في المعتلّ أَنه لا يقال مَدُّ البَصَرِ مُضَعَّفاً وإِنما يقال مَدَاه معتلاًّ وأَصله للحريريِّ في دُرَّة الغَواصِ وانتقدوه بأَنه وَرد في الحديثِ مَدُّ صَوْتِ المُؤَذِّن كَمَدَاه كما حَقَّقه شيخُنَا قلت : والحديث المُشَار إِليه أَنَّ المُؤّذِن يُغْفَر له مَدَّ صَوْتِه يريد به قَدْرَ الذُّنُوبِ أَي يُغْفَر له ذلك إِلى مُنْتَهَى مَدِّ صَوْتِه وهو تَمثيلٌ لِسَعَةِ المَغْفِرَة ويُروَى مَدَى صَوْتِهِ . والمَدِيدث : المَمْدُودُ والمَدِيد : الطَّوِيلُ ورجُلُ مَدِيدُ الجِسْمِ : طَوِيل وأَصله في القِيَامِ . وَقَدٌّ مَدِيدٌ وهو من أَجْمَلِ الناسِ وأَمَدِّهِم قَامَةً وهو مَجاز كما في الأَساس مُدُدٌ . قال سيبويهِ : جاءَ على الأَصْل لأَنه لم يُشْبِه الفِعْلَ . والأُنثى مَديدَةٌ . وفي حديث عُثْمَانَ قال لبعض عُمَّاله : بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ امرأَةً مَدِيدَةً . أَي طَوِيلة . ورَجُلٌ مَدِيدُ القامةِ : طَوِيلُهَا . المَديد : البَحْرُ الثاني من العَرُوض والأَوَّلُ الطويلُ سُمِّيَ بذلك لامتداد أَسْبَابِه وأَوْتَاده وقال أَبو إِسحاق : سُمِّيَ مَدِيداً لأَنه امتد سَبَباهُ فصارَ سَبَبٌ في أَوَّله وسَبَبٌ بعد الوَتِد ووزنه فاعلاَتُنْ فاعلُنْ . وقوله تعالى " فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَة " فسّره ثعلب فقال : معناه في عَمَدٍ طِوَالٍ . المَدِيد : ما ذُرَّ عليه دَقِيقٌ أَو سِمْسِمٌ أَو سَوِيقٌ أَو شَعِيرٌ جُشَّ قال ابنُ الأَعرابيّ : هو الذي ليس بِحَارٍّ أَو خَبَطٌ كما قاله ابن القطاع . لِيُسْقَى الإِبِلَ وقد مَدَّهَا يَمُدُّهَا مَدًّا إِذا سَقَاهَا إِيَّاه وقال أَبو زيد : مَدَدْتُ الإِبِلَ أَمُدُّهَا مَدًّا وهو أَن تَسْقِيَهَا المَاءَ بالبِزْرِ أَو الدَّقِيقِ أَو السِّمْسِمِوقال في موضع آخَرَ : المَدِيدُ : شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلّ فَيُضْفَزُ البَعِيرَ : مَدَدْتُ الإِبل وأَمْدَدْتُهَا بِمَعْنًى وهو أَن يُنْثُر لها على الماءِ شيئاً من الدَّقِيقِ ونحوِه فَيَسْقِيَهَا والاسم المَدِيدُ . المَديد : ع قُرْبَ مَكَّةَ شَرّفها اللهُ تعالى عن الصاغانيّ . قيل : المَدِيد : العَلَفُ وقد مَدَّهُ به يَمُدُّه مَدًّا . والمَدِيدَانِ : جَبَلاَنِ في ظَهْرِ الخَالِ وهو ظَهْر غَارِض اليَمَامَةِ عن الصاغانيّ . والمِدَادُ بالكسر : النِّقْسُ بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة هكذا عَبَّروا به في كُتب اللغة وهو مِن شَرْحِ المَعْلُومِ المَشْهُور بالغَرِيب الذي فيه خفَاءٌ وهو الذي يُكْتَب به . قال ابنُ الأَنْبارِيّ : سُمِّيَ المِدَادُ مِدَاداً لإِمْدَادِه الكاتِبَ من قولِهم أَمْدَدْتُ الجَيْشَ بِمَدَد . المِدَادُ : السِّرْقِينُ الذي يُصْلَح به الزَّرْعُ وقد مَدَّ الأَرْضَ مَدًّا إِذَا زَاد فيها تُرَاباً أَو سَمَاداً من غيرِهَا ليكون أَعْمَرَ لها وأَكْثَرَ رَيْعاً لِزَرْعِهَا وكذلك الرِّمَال والسَّمَادُ مِدَادٌ لها . المِدَادُ : ما مَدَدْتَ به السِّرَاجَ مِنَ زَيْتٍ ونَحْوِه كالسَّلِيطِ قال الأَخطل : ال في موضع آخَرَ : المَدِيدُ : شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلّ فَيُضْفَزُ البَعِيرَ : مَدَدْتُ الإِبل وأَمْدَدْتُهَا بِمَعْنًى وهو أَن يُنْثُر لها على الماءِ شيئاً من الدَّقِيقِ ونحوِه فَيَسْقِيَهَا والاسم المَدِيدُ . المَديد : ع قُرْبَ مَكَّةَ شَرّفها اللهُ تعالى عن الصاغانيّ . قيل : المَدِيد : العَلَفُ وقد مَدَّهُ به يَمُدُّه مَدًّا . والمَدِيدَانِ : جَبَلاَنِ في ظَهْرِ الخَالِ وهو ظَهْر غَارِض اليَمَامَةِ عن الصاغانيّ . والمِدَادُ بالكسر : النِّقْسُ بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة هكذا عَبَّروا به في كُتب اللغة وهو مِن شَرْحِ المَعْلُومِ المَشْهُور بالغَرِيب الذي فيه خفَاءٌ وهو الذي يُكْتَب به . قال ابنُ الأَنْبارِيّ : سُمِّيَ المِدَادُ مِدَاداً لإِمْدَادِه الكاتِبَ من قولِهم أَمْدَدْتُ الجَيْشَ بِمَدَد . المِدَادُ : السِّرْقِينُ الذي يُصْلَح به الزَّرْعُ وقد مَدَّ الأَرْضَ مَدًّا إِذَا زَاد فيها تُرَاباً أَو سَمَاداً من غيرِهَا ليكون أَعْمَرَ لها وأَكْثَرَ رَيْعاً لِزَرْعِهَا وكذلك الرِّمَال والسَّمَادُ مِدَادٌ لها . المِدَادُ : ما مَدَدْتَ به السِّرَاجَ مِنَ زَيْتٍ ونَحْوِه كالسَّلِيطِ قال الأَخطل :
رَأَوْا بَارِقَاتٍ بِالأَكُفِّ كَأَنَّهَا ... مَصَابِيحُ سُرْجٌ أُوقِدَتْ بِمِدَادِ أَي بِزَيْتٍ يُمِدُّهَا . ونقل شيخُنَا عن قُدَمَاءِ أَئِمَّةِ أَنَّ المِدَادَ بالكسر : هو كلُّ ما يُمَدُّ به الشيءُ أَي يُزَادُ فيه لِمَدِّه والانتفاعِ بهِ كحِبْرِ الدَّواةِ وسَلِيطِ السِّراجِ وما يُوقَد به من دُهْنٍ ونَحْوِه لأَن وضْعَ فِعَالٍ بالكسر لم يُفْعَل به كالآلةِ ثم خُصَّ المِدَادُ في عُرْفِ اللغةِ بالحِبْرِ . المِداد : المِثَالُ يقال : جاءَ هذا على مِدَادٍ واحدٍ أَي على مِثَالٍ واحدٍ وقال جَنْدَلٌ :
" لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ وَلَمْ أُسَانِدِ
" ولَمْ أَرِشْهُنَّ بِرِمٍّ هَامِدِ
" عَلَى مِدَادٍ وَرَوِيٍّ وَاحِدِالمِدَاد : الطَّرِيقَةُ يقال : بَنُوا بُيُوتَهم على مِدَادٍ واحدٍ أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَة . في التهذيب . مِدَادُ قَيْسٍ : لُعْبَةٌ لهم أَي لِصبيانِ العَرب . ويقال : وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا أَي يَزِيد فيه . ويقال منه : قَلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتْهَا رَكِيَّةٌ أُخْرَى فهي تَمُدُّهَا مَدًّا . ومَدَّ النَّهْرُ إِذا جَرَى فيه . وقال اللِّحيانيّ : يقال لكلّ شيْءٍ دَخَل فيه مِثْلُه فكثَّرَهُ مَدَّه يَمُدُّه مَدًّا . وفي التنزيل العزيز " والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ " أَي يَزِيد فيه ماء مِن خَلْفِه تَجُرُّه إِليه وَتُكَثِّرهُ . وفي حديث الحَوْض يَنْبَعِث فيه مِيزَابَانِ مدَادُهُما أَنهارُ الجَنَّة أَي تَمُدُّهما أَنْهَارُها . وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى " وَالبَحْرُ يَمُدُّه مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ " قال : يكون مِدَاداً كالمِدَادِ الذي يُكْتَبُ به والشيءُ إِذَا مَدَّ الشيءَ فكان زِيَادَةً فيه فهو يَمُدُّه . تقول : دِجْلَة تَمُدُّ تَيَّارَنَا واَنْهَارَنَا والله يُمُدُّنَا بها . والمَدْمَدُ كجَعْفَر : النَّهْرُ والمَدْمَدُ : الحَبْلُ قاله الأَصمعيّ وفي بعض النُّسخ الجَبَلُ والأَوَّل الصوابُ . ونَصُّ عِبَارَة الأَصمعيّ : والمَدُّ : مَدُّ النَّهْرِ والمَدُّ : مَدُّ الحَبْلِ والمَدّ أَن يَمُدَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في غَيِّه . قلت : فهي تَدُلُّ صَريحاًً أَنّ المَدَّ هُنا ثُلاثيٌّ لا رُبَاعيٌّ مَضَاعَفٌ كما توهَّمَه المصنِّف . والمُدُّ بالضمّ : مِكْيَالٌ وهو رِطْلانِ عند أَهل العِرَاق وأَبي حَنيفةَ أَو رِطْلٌ وثُلُثٌ عند أَهلِ الحِجَازِ والشافعيِّ وقيل : هو رُبْعُ صَاعٍ وهو قَدْرُ مُدِّ النبيّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ والصَّاعُ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وأَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ قال :
لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلاَ نَصِيفُ ... ولاَ تَمَيْرَاتٌ وَلاَ تَعْجِيفُ وفي حديثِ فَضْلِ الصَّحَابَةِ : مَا أَدْرَكَ مُدُّ أَحَدِهِم ولاَ نَصِيفَهُ وإِنّمَا قَدَّرَه به لأَنّه أَقَلُّ ما كانُوا يَتَصَدَّقُون به في العَادَة . أَو مِلْءُ كَفَّيِ الإِنسانِ المُعْتَدِلِ إِذا مَلأَهُمَا ومَدَّ يَدَه بهما وبه سُمِّيَ مُدًّا هكذا قَدَّرُوه وأشار له في اللّسَان . وقد جَرَّبْتُ ذلِك فَوَجَدْتُه صَحِيحاً أَمْدَادٌ كَقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ومِدَدَةٌ ومِدَدٌ كِعنَبةٍ وعِنَبس في القليل ومِدَادٌ بالكسر في الكثير قال :
كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدَادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِقِيل : ومنه : سُبْحَانَ اللهِ مدَادَ كَلِمَاتِه ومِدَادَ السَّمواتِ ومَدَدَها أَي قَدْرَ ما يُوازِيها في الكَثْرَة عِيَارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عَدَدٍ أَو ما أَشْبَهه مِن وُجُوه الحَصْرِ والتقديرِ قال ابنُ الأَثير : وهذا تَمْثِيلٌ يُرَادُ به التقديرُ لأَن الكلام لا يَدْخُل في الكَيْلِ والوَزْنِ وإِنما يَدْخُل في العَددِ والمِدَاد مَصْدَرٌ كالمَدَدِ يقال : مَددْت الشيءَ مَدًّا ومِدَاداً وهو ما يُكْثَّر به ويُزَاد . والمُدَّةُ بالضَّم : الغايَةُ من الزَّمَانِ والمَكَانِ ويقال : لهذه الأُمَّةِ مُدَّةٌ أَي غايَةٌ في بَقَائِها المُدَّة : البُرْهَةُ من الدّضهْرِ . وفي الحديثِ المُدَّة التي مَادَّ فيها أَبا سُفْيَانَ قال ابن الأَثير : المُدَة : طائفةٌ مِن الزَّمانِ تَقَعُ على القَلِيلِ والكَثيرِ . ومَادَّ فيها أَي أَطَالَها . المُدَّة : اسْمُ ما استَمْدَدْتَ بِه مِن المِدَاد عَلَى القَلَمِ والعَامَّة تقول بالفتح والكسر ويقال مُدَّني يا غلامُ مُدَّةً منِ الدَّوَاة . وإِن قلتَ : أَمْدِدْني مُدَّةً كان جائزاً وخُرِّج على مَجْرَى المَدَد بها والزِّيادة . المِدَّةُ . بالكسر : القَيْحُ المُجْتَمِع في الجُرْح . والأُمْدُودُ بالضمّ : العَادَة . والأَمِدَّةُ كالأَسِنَّةِ جَمْع مِدَاد كسِنَانٍ وضَبطه الصاغانيُّ بكسر الهمزةِ بِخَطِّه فليس تَنظيرُه بالأَسِنَّة بصحيحٍ : سدَى الغَزْلِ وهي أَيضاً المِسَاكُ في جَانِبَيِ الثَّوْبِ إِذا ابتُديءَ بعَمَلِه كذا في اللسان . والإِمِدَّانُ بِكسرتينِ وفي بعض النسخ : كعِفِتَّانِ : الماءُ المِلْحُ كالمِدَّانِ بالكسر وهذه عن الصاغانيّ وقيل : هو الشديدُ المُلُوحَةِ وقيل : مِيَاهُ السِّبَاخِ قال : وهو إِفْعِلاَنٌ بكسر الهمزة وقال زيدُ الخَيْلِ وقيل : هو لأَبي الطَّمَحَانِ :
" فَأصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَيْنَ عَنِّي كَمَا أَبَتْحِيَاضَ الإِمْدَّانِ الظِّبَاءُ القَوامِحُالإِمِدّانُ : النَّزُّ وقد تُشَدَّد المِيمُ وتُخْفَّف الدالُ وهو قولٌ آخرُ أَوردَه صاحبُ اللسان وموضعه أَم د . من المَداز قولهم : سُبحانَ الله مِدَادَ السَّمَاواتِ ومِدَادَ كلماتِه ومَدَدَهَا أَي عَدَدَهَا وكَثْرَتَها ذكره ابنُ الأَثير في النّهايةَ . والإِمْدادُ : تأْخِير الأَجَلِ والإِمهالُ وقد أَمَدَّ له فيه : أَنْسَأَه . الإِمداد : أَنْ تَنْصُرَ الأَجْنَادَ بِجَمَاعةٍ غَيْرَكَ والمَدَدُ : أَن تصير لهم ناصِراً بنفْسِك . الإِمدادُ : الإِعطاءُ والإِغاثَةُ يقال : مَدَّه مِدَاداً وأَمَدَّه : أَعطاه وحكا اللِّحْيَانيُّ : أَمَدَّ الأَميرُ جُنْدَه بالخيلِ والرِّجالِ وأَعانهم وأَمَدَّهم بمالٍ كثيرٍ وأَغَاثَهُم قال : وقال بعضهم : أَعْطَاهم والأَوّل أَكْثَرُ وفي التنزيل العزيز " وأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " أَو ما كان في الشَّرِّ فإِنك تقول مَدَدْتُه وما كان في الخَيْرِ تقول أَمْدَدْتُه بالأَلف قاله يُونُس قال شيخُنا : هو على العَكْس في وَعَدَ وأَوْعَدَ ونقَلَ الزمخشريُّ عن الأَحفش : كُلُّ ما كان من خَيْرٍ يقال فيه : مَدَدْتُ وما كان مِن شَرٍّ يقال فيه : أَمْدَدْت بالأَلف . قلت : فهو عكس ما قاله يُونُس . وقال المُصنّف في البصائر : وأَكثَرُ ما جاءَ الإِمداد في المَحْبُوب والمَدَد في المَكْرُوه نحو قوله تعالى " وأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ " . " ونَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذَابِ مَدًّا " . الإِمداد : أَن تُعْطِيَ الكاتِبَ مُدَّةَ قَلَمٍ أَو مُدَّةً بقلم كما في بعض الأُمَّهاتِ يقال : مُدَّني يا غلامُ وأَمْدِدْنِي كما تقدّم . الإِمداد في الجُرْحِ : أَن تَحْصُلَ فيه مِدَّةٌ وهي غَثِيثَتُه الغَلِيظَة والرَّقِيقَةُ : صَدِيدٌ كما في الأَساس قال الزمخشريّ : أَمَدَّ الجُرْحُ رُبَاعِيًّا لا غيرُ ونقلَه غير واحدٍ . الإِمدادُ في العَرْفَجِ : أَن يَجْرِيَ الماءُ في عُودِهِ وكذا الصِّلِّيَان والطَّرِيفة . والمَادَّةُ : الزِّيادَةُ المُتَّصِلَةُ . وَمَادَّةُ الشيْءِ : ما يَمُدُّه دَخلتْ فيه الهاءُ للمبالغة . والمَادَّةُ : كُلُّ شَيْءٍ يكونُ مَدَداً لغيرِهِ ويقال : دَعْ في الضَّرْع مَادَّةَ اللَّبنِ . فالمُتْرُوك في الضَّرْع هو الدَّاعِيَةُ وما اجتمع إِليه فهو المَادَّة . والمُمَادَّةُ : المُمَاطَلَةُ وفُلانٌ يُمَادُّ فُلاناً أَي يُماطِله ويُجَاذِبه . وفي الحديث إِن شَاءُوا مَادُدْنَاهُم . والاسْتِمْدادُ : طَلَبُ المَدَدِ والمُدَّةِ . في التهذيب في ترحمة دمم : د دَمْدَمَ إِذا عَذَّبَ عَذَاباً شَدِيداً ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ عن ابنِ الأَعرابيّ . مما يستدرك عليه : مَدَّ الحَرْفَ يَمُدُّه مَدًّا : طَوَّلَه . قال ثعلب : كُلُّ شْيءٍ مَدَّه غَيْرُه فهو بأَلفٍ يقال مَدَّ البَحْرُ وامْتَدَّ الحَبْلُ قال الليث : هكذا تقول العرب . وفي الحديث فَأَمَدُّها خَوَاصِرَ أَي أَوْسَعُها وأَتَمُّها . والأَعرابُ أَصْلُ العَربِ ومَادَّةُ الإِسلامِ وهو مُجَازٌ أَي لِكَوْنِهِم يُعِينُونَ ويُكَثِّرُونَ الجُيُوشَ ويُتَقَوَّى بِزكاةِ أَمْوَالِهم . وقد جاءَ ذلك في حديث سيّدنا عُمَر رضي الله عنه . والمَدَدُ : العساكر التي تَلْحَق بالمَغَازِي في سَبِيلِ الله قال سيبويهِ : والجَمْع أَمْدَادٌ قال : ولم يُجَاوِزُوا به هذا البِنَاءَ ومن ذلك الحَديثُ كان عُمَرُ رضي الله عنه إِذا أَتى أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ سأَلَهم : أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ . وفي حديث عَوْفِ بن مالكٍ وَرافَقَني مَدَدِيّ من اليَمَنِ هو مَنْسُوبٌ إِلى المَدَدِوكُلُّ ما أَعَنْتَ به قَوْماً في حَرْبٍ أَو غيرِه فهو مادَّة لَهم . وفي حَدِيثِ الرَّمْيِ مُنْبِلُه والمُمِدُّ به أَي الذي يَقُوم عند الرَّامِي فيُنَاوِلُه سَهْماً بعد سَهْم أَو يَرُدُّ عَلَيْه النَّبْلَ من الهَدَفِ يقال أَمَدَّه يُمِدُّه فهو مُمِدٌّ . وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه : قائلُ كَلِمَةِ الزُّورِ والذي يَمُدُّ بِحَبْلِهَا في الإِثْمِ سَوَاءٌ مَثَّلَ قائِلَها بالمَائحِ الذي يَمْلأُ الدَّلْوَ في أَسْفَلِ البِئرِ وحاكِيَهَا بالماتِح الذي يَجْذِب الحَبْلَ على رَأْسِ البِئرِ ويَمُدُّه ولهذا يقال : الرَّاوِيَةُ أَحَدُ الكَاذِبَيْنِ . ومَدَّ الدَّوَاةَ وأَمَدَّها : زاد في مائِها ونِقْسِهَا ومَدَّهَا وأَمَدَّها : جَعَلَ فيها مِدَاداً وكذلك مَدَّ القَلَمَ وأَمَدَّه واسْتَمَدَّ مِن الدَّواة : أَخَذ منها مِدَاداً . والمَدَّة بالفتحِ الوَاحِدَةُ مِن قَوْلِك مَدَدْتُ الشيْءَ . ومن المَجاز : مَدَّ اللهُ في عُمرِك أَي جعَل لِعُمْرِك مُدَّةً طَوِيلَةً ومَدَّ في عُمْرٍه بشْيءٍ وامْتَدَّ عُمرُه ومَدَّ اللهُ الظِّلَّ وامْتَدَّتِ العِلَّة . وأَقمْتُ مُدَّةً مَدِيدَةً . كل ذلك في الأَساس . وقال ابنُ القطاع في الأَفعال : مَدَّ اللهُ تعالى في العُمْرِ : أَطالَه وفي الرِّزْقِ : وَسَّعَه . والبَحْرُ والنَّهْرُ : زَادَ ومَدَّهُمَا غَيْرُهما . وفي اللسان امْتَدَّ النهارُ : تَنَفَّس وامْتَدَّ بهم السَّيْرُ : طَالَ ومَدَّ في السَّيْرِ : مَضَى . وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : وأَمَدَّ اللهُ تعالى في الخَيْرِ : أَكْثَرَه . ومَدَّ الرَّجُلُ في مِشْيتِه : تَبَخْتَر . ومُدَّ الإِنسانُ مَدًّا : حَبِنَ بَطْنُه . وفي الأَساس : وهذا مَمَدُّ الحَبْلِ . وطِرَازٌ مُمَدَّد . قلت : أَي مَمدود بالأَطْنَاب شُدِّد للمبالغَة . ومادَّهُ الثَّوبَ وتَمَادَّاهُ ومن المَجَازِ : مَدَّ فُلانٌ فِي وُجُودِ المَجْدِ غُرَراً وله مالٌ مَمْدودٌ : كثير . واستدرك شيخوا هنا نَقلاً عن بعض أَربابِ الحواشي : تَمَادى به الأَمْر أَصلُه تَمادَدَ بدالَيْنِ مُطَعَّفاً ووقَع الإِبدال كتَقَضَّى ونَحْوِه وقيل من المَدَى وعليه الأَكْثَر فلا إِبدالَ وموضِعه المعتلُّ . قلت : وفي اللسان قال الفرزدق :
" رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجَلاَمِيدِ فَتَّحَتْأَحالِيلَها لَمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذُورُها قيل في تفسيره : اتمأَدَّتْ قال ابنُ سِيده : ولا أَدرِي كيف هذا اللهُمَّ إِلاّ أَن يريد تَمَادَّتْ فسَكَّنَ التَّاءَ واجْتَلَب للساكِن أَلِفَ الوَصْلِ كما قالوا " ادَّكَرَ " و " ادَّارَأْتُمُ فيها " وهَمَز الأَلف الزائدة كما هَمز بعضُهم أَلِف دَابَّة فقال دَأَبَّة . ومُدٌّ بالضمّ اسمُ رجُلٍ من دارِمٍ قال خالدُ بن عَلْقَمَة الدَّارِمِيّ يَهجو خُنْشُوشَ بن مُدٍّ :
جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بن مُدٍّ مَلاَمَةً ... إِذَا زَيَّنَ الفَحْشَاءَ للنَّاسِ مُوقُها وأَرْضٌ مضمْدُودَةٌ : أُصْلِحَتْ بالمِدَادِ . والمَدَادِينُ جَمْع مِدَّانٍ للمِيَاه المِلْحَةِ . والمَدَّادُ ككَتَّانٍ . الحَبَّارُ وهو المَدَّادِيُّ أَيضاً والولِيدُ بن مُسْلِم المَدَّادِيّ من شُعَرَاءِ الأَندلٍ في الدَّولَةِ العامِرِيَة . وقد سَمُّوْا مَمْدُوداً
مَادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً ومَيَدَاناً محرَّكَةً : تَحَرَّكَ بِشِدَّة ومنه قوله تعالى " أَنْ تَمِيدَ بِكُم " أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شديدةً كذا في البصائر . ماد الشيْءُ يَمِيدُ مَيْداً : مَالَ وزَاغَ وزَكَا وفي الحديث لَمَّا خَلَق اللهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ . وفي حَدِيثِ ابن عَبَّاسٍ فَدَحَا اللهُ الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا فَمَادَتْ . وفي حديثِ عَلِيٍّ فَسَكَنَت مِنَ المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ . مَادَ السَّرابُ مَيْداً : اضْطَرَبَ . مادَ الرَّجُلُ يَمِيدُ إِذا انْثَنَى وتَبَخْتَرَ . ما دَهُم يَمِيدُهم إِذا زَارَهُمْ قيل : وبه سُمِّيَت المائدةُ لأَنه يُزَار عَلَيْهَا . مَادَ قَوْمَه غَارَهُم ومَادَهم يَمِيدُهم لغةٌ في مَارَهم من المِيرَةِ والمُمْتَاد مُفْتَعَلٌ منه وهو مجاز قيل : ومنه سُمِّيَت المائدةُ . من المَجاز : مَادَ الرجلُ يَمِيدُ فهو مائِدٌ : أَصَابَه غَثَيَانٌ وحَيْرَةٌ ودُوَار مِن سُكْرٍ أَو رُكوبِ بَحْرٍ مِن قَوْمٍ مَيْدَى كرَائِبٍ ورَوْبَى وفي البصائر : مَيْدَى كحَيْرَى . ومادَ الرَّجُلُ : تَحَيَّرَ . وروى أَبو الهيثم المائدُ : الذي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حتى يُدَارَ به ويَكَاد يُغْشَى عليه فيقال : مادَ به البَحْرُ يَمِيدُ به مَيْداً وقال الفَرَّاءُ : سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول : المَيْدَى : الذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ وفي حديثِ أُمِّ حَرامٍ المائدُ في البَحْرِ له أَجْرُ شَهِيدٍ هو الذي يُدَارُ بِرَأْسِه مِن رِيحِ البَحْرِ واضْطَرابِ السَّفِينةِ بالأَمْواجِ . مَادَت الحَنْظَلَةُ تَمِيدُ : أَصَابَها نَدًى أَو بَلَلٌ فتَغَيَّرَتْ وكذلك التَّمْرُ . والمائدةُ : الطَّعَامُ نَفْسُه من مَادَ إِذا أَفْضَل كما في اللسان وهذا القولُ جَزَم به الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ أَي وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ كما في التقريبِ واللسانِ وصرّح به ابنُ سِيدَه في المحكم ونقَلَه في فَتْح البارِي قال شيخُنا : والآيةُ صَرِيحَةٌ فيه قالَه أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ قيل : المائدة : الخِوَانُ عليه الطّعامُ قال الفارسيُّ : لا تُسَمَّى مائدةً حتى يَكون عليها طَعَامٌ وإِلاَّ فهي خِوَانٌ . قلت : وقد صرَّح به فقهاء اللُّغَةِ وجزمَ به الثَّعالبيُّ وابنُ فارس واقتصر عليه الحريريُّ في دُرَّة الغَوَّاص وزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ الخَوَاصّ وذكر شيخُنا في شَرْحِها أَنه يجوز إِطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ مُجَرَّداً عن الطعامِ باعتبار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع . وقال ابنُ ظَفَرٍ : ثَبَت لهَا اسمُ المائدة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا كما قيل لِقْحَةٌ بعد الوِلاَدة قال أَبو عُبَيْد : وفي التنزيل " رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ " المائدة في المعنَى مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة وهي مثل " عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ " وقيل : من مَادَ إِذا أَعْطَى يقال مادَ زَيْدٌ عَمْراً إِذا أَعطاه وقال أَبو إِسحاق الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعِلَة من مَاد يَمِيد إِذا تَحَرَّك فكأَنَّهَا تَمِيدُ بما عَلَيْهَا أَي تَتحَرَّكُ وقال أَبو عُبيدة : سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل عليه بها وفي العِنَاية : كَأَنَّها تَعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عليها وفي المصباح : لأَن المالكَ مَادَهَا للناسِ أَي أَعطاهم إِيَّاها ومثلُه في كتاب الأَبْنية لابن القطّاع كالمَيْدَةِ فِيهما أَي في الطَّعام والخِوَانِ قاله الجَرْمِيُّ وأَنشد :
وميْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ ... تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِالمائدة : الدائِرَةُ من الأَرْضِ على التشبيهِ بالخِوان . وفَعَلَه مَيْدَى ذلك أَي من أَجْلِه . والذي في اللسان مَيْدَ ذلك قال : ولم يُسْمَع : مِنْ مَيْدَى ذلك ومَيْدٌ بمعنَى غيرٍ أَيضاً وقيل هي بمعنَى عَلَى كمَا تَقَدَّم في بَيْدَ قال ابنُ سِيدَه : وعسَى أَن يكون مِيمُه بَدَلاً من باءِ بَيْد لأَنها أَشهر . ومِيدَاءُ الشيْءِ بالكسر والمَدّ : مَبْلَغُه وقِيَاسُه . ومن الطَّرِيقِ : جَانِبَاهُ وبُعْدُهُ وسَنَنُه يقال : لم أَدْرِ ما مِيدَاءُ ذلك أَي لم أَدْر ما مَبْلَغُه وقِيَاسُه وكذلك مِيتَاؤُه أَي لم أَدْرِ ما قَدْرُ جَانِبَيْهِ وبُعْده وأَنشد :
" إِذَا اضْطَمَّ مِيدَاءُ الطَّرِيقِ عَلَيْهِمَامَضَتْ قُدُماً مَوْجَ الجِبَالِ زَهُوقُ ويُروَى مِيتَاءُ الطَّرِيق . والزَّهُوق : المُتَقَدِّمة من النُّوق قال ابنُ سيده : وإِنما حملْنا مِيدَاءَ وقَضَيْنَا بأَنَّهَا يَاءٌ على ظاهرِ اللفْظِ مع عَدَمِ م و د . ويقال : بَنَوْا بُيوتَهم على مِيدَاءٍ واحِدٍ أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ وقال الصاغانيُّ : إِن كان سُمِع : مِيدَاءُ الطَّرِيقِ على طَرِيقِ الاعْتِقَابِ لِمِئْتَائِه فهو مَمْهُوزٌ مِفْعَالٌ من أَدَّاه كذا إِلى كذا وموضعه أَبواب المعتلّ كمَوْضِع المِئتَاءِ وإِن كان بناءً مُسْتقِلاًّ فهو فِعْلاَلٌ وهذا مَوضِعُه . يقال : هذا مِيدَاؤُهُ وبِمِيدَائِهِ وبِمِيدَاهُ أَي بحِذَائِه ويُروَى بِمَيْدَى دَارِه . مفتوح الميم مقصور أَي بِحِذَائِها عن يعقوب . ومَيَّادَةُ مُشدَّدَةً اسم أَمَة سَوْدَاء وهي أُمُّ الرَّمَّاح ككَتَّانٍ بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ وفي بعض النسخ الثَّرْبَان الشاعِرِ نُسب إِليها فيقال له : ابنُ مَيَّادَة وزَعموا أَنه كان يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه ويقول :
" اعرَنْزِمِي مَيَّادَ لِلْقَوَافِيوالمَيْدَانُ بالفتح ويُكْسَر وهذه عن ابن عَبَّاد أَي معروف المَيَادِينُ قال ابنُ القَطَّاع في كتاب الأَبنية : اخْتُلِف في وَزْنِه فقيل فَعْلاَن من مَاد يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ ومعناه أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فيه وتَتَثَنَّى مُتَعَطِّفَةً وتَضْطَرِبُ في جَوَلاَنِها وقيل وزنه فَلْعَانُ من المَدَى وهو الغايةُ لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فيه إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ والجَوَلاَنِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فصار مَيْدَاناً كما قيل في جَمْعِ بَازٍ بِيزَانٌ والأَصل بِزْيَانٌ ووزن بازٍ فَلْعٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ وقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا أَقامَ فتكون الياءُ والأَلف فيه زائدتينِ ومعناه أَن الخَيل لزِمَت الجَوَلاَنَ فيه والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه . المَيْدَانُ : مَحَلَّةٌ بِنَيْسَابُورَ وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ منها أَبو الفَضْلِ محّمدُ بن أَحمدَ المَيْدَانِيُّ هكذا في النُّسَخ والذي قاله ابنُ الأَثير : أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محّمد بن أَحمد ابن إِبراهيم النَّيْسَابُوري أَديبٌ فاضل صَنَّف في اللُّغَة وسمِع الحديثَ ومات سنة 518 ، والظاهر أَن في عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً والصَّوابُ كما في التّبصير للحافظِ وغيرِه : منها أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ العَرَبِيَّة بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب مَجْمَع الأَمْثَال وغيره مات سنة 518 وابنه أَبو سعيد سعد بن أَحمد الأَديب له تَصانِيفُ كتَبَ عنه ابنُ عَساكِرَ . وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّيْسابوريّ سمعَ محمّد بن يحيى الذُّهليّ وهكذا ذكرَه ياقوت في المعجم فكأَنَّ أَصلَ العِبَارةِ : منها أَبو الفضل أَحمد بن محمّد وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد فتأَمَّل قال ياقوت : ومنها أَيضاً الإِمام أَبو الحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد بن حَمْدَان المَيدانيّ انتقل مِن نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمَذَانَ واسْتَوْطَنَهَا وتَزَوَّج من أَهْلِهَا وكان يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفين بعِلْم الحَدِيث والوَرَع قال شِيرَوَيْه : لم تَرَ عَيْنايَ مِثْلَه وقال غيرُه : لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِه توفِّيَ ببغداد سنة 471 . قلت : ومنها أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن منصور المَيْدَانيّ عن إِبراهيم بن الحارث البغداديّ وعنه الحاكِمُ . المَيْدَانُ أَيضاً : مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ . منها أَبو الفَضْلِ هكذا في النُّسخ والصَّواب كما في معجم ياقوت : أَبو الفَتْح المُطَهَّرُ بنُ أَحْمَد المُفِيد ورَدَّ ذلك عليه أَبو موسى وقال : لا أَعلم أَحداً نَسَبُه بهذا النَّسَب . قال أَبو مُوسى : ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ منها محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المدينيّ المَيْدَانِيّ حدثني عنه والدي وغيرُه وجعله أَبو موسى ثالثاً . قلت : ونسبه ابنُ الأَثير إِلى مَحَلَّةِ نَيْسَابُور وقال : ومنها أَبو الفتح المُطَهَّر بن أَحمد بن جعفر المُفيد عن أَبي نُعَيْم الحافظ وغيرِه . المَيْدَانُ أَيضاً مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ ويُعرَف بشارع المَيْدَان . منها عبدُ الرحْمنِ بن جامع بن غُنَيْمَة المَيْدَانيّ وكان يكتب اسمه غُنَيمْة سمع أَبا طالبٍ يُوسف وأَبا القاسم بن الحُصَين وغيرَهما وتوفّيَ سنة 582 . وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ المَيدانيّ سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل وتوفّيَ سنة 608 . وجَمَاعَةٌ آخَرون مثل أَبي عبد الله محمّد بن إٍسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عن القَنْبِيّ ويحيى بن يحيى وعنه أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الحسن البزَّار وذَكرَه الأَمير الميدان أيضاً محلة عظيمة بخوارزم خربت . ومَيْدَان : مدينةٌ في أَقصَى بلادِ ما وراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ . وشَارِعُ المَيْدَانِ : مَحَلَّةٌ كبيرة بِبغْدَادَ خَرِبَتْ وقال ياقوت : هي هذه التي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ باب الأَزْج . المَيْدَانُ : شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ في بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ . والمُمْتَادُ مُفْتَعِل من مَادَهُم يَمِيدُهم إِذا أَعطاهم وهو المُسْتَعْطِي . يقال : امتَادَه فمَادَه المُمْتَادُ أَيضاً : المُسْتَعْطَى وهو المسؤول المطلوب منه العَطَاءُالمُتَفضِّل على الناسِ قال رُؤبَة : تَفضِّل على الناسِ قال رُؤبَة :
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ ... إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتَادْ هكذا أَنشده الأَخْفَش قاله الجوهريُّ قال الصاغانيُّ والرِّوايةُ :
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَّادْ ... مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
" إلى أمير المؤمنين الممتاد وقولُ الجوهَرِيِّ مائدٌ في شعر أَبي ذُؤّيْب :
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ ... وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ اسمُ جَبَلٍ غَلَطٌ صَرِيحٌ كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيٍّ ونقله الصاغانيُّ في التكملة . والصَّوَابُ مَظّ مَأْبِد بالباءِ المُوَحَدةِ كمَنْزِلٍ في اللُّغَة وفي البَيْتِ المذكور ولا يخفَى أَنّ مثلَ هذا لا يُعَدُّ غَلَطاً وإِنما هو تَصْحِيف وهكذا قالَه الصاغانيُّ في التكملة أَيضاً وقد تقدَّم الكلام عليه في م ب د
ومما يستدرك عليه : مِدْتُه وأَمَدْتُه : أَعْطَيْتُه . وامْتَادَه : طَلَب أَن يَمِيدَه . ومَادَ . إِذا تَجِرَ . ومَادَ : أَفْضَلَ . ومَادَنِي فُلانٌ يَمِيدُني إِذا أَحْسَن إِلىَّ . وفي حديث عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه يَذُمُّ الدُّنيا فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ . فَعُولٌ من مادَ إِذا مَال . ومادَ مَيْداً : تَمَايَلَ ومادَت الأَغصانُ : تَمَايَلَتْ . وغُصنٌ مائدٌ ومَيَّادٌ : مائلٌ وغُصونٌ مِيدٌ . قال الأَزهريُّ : ومن المقلوب : المَوائد المَآوِد : الدَّوَاهِي وقال ابنُ أَحْمَر : وصَادَفَتْ نَعِيماً ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا قالوا : يَعْنِي ناعِماً هكذا أَنشَده الجوهريُّ قال الصاغانيُّ : وهو غَلَطٌ وتَحْرِيف والرواية أَغْيَدَا والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه :
" أَأَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ وَمَيْدٌ لُغة في بَيْدٍ بمعنى غَيْرٍ وقيل : معناهما عَلَى أَنَّ وفي الحديث أَنَا أَفْضَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني سَعْدِ بن بَكْر وفَسَّرَه بعضهم من أَجلِ أَنِّي وفي الحديث نَحْنُ الآخِرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم . ومن المَجاز : مادَت المرأَةُ وماسَتْ وتَمَيَّدَت وتَمَيَّسَتْ . ومادَتْ به الأَرْضُ : دَارَتْ . ورجلٌ مائدٌ : يُدَارُ به . والمَطْعُون يَمِيدُ في الرُّمْحِ كما في الأَساس . واستَدْرَكَ شيخُنَا : مَيْدَان الخُلَفاءِ وهو في المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ وهو عند أَهل الأَخبار من عشرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ كأَنّه كِنَايَة عن اسم مُدَّةِ الخِلافة . قلت : ومَيْدَان الغَلَّةِ : مَحَلَّةٌ بِمصرَ . والمَيْدَانانِ : مَحَلَّتَانِ بِبُخَارَا . والمَيْدَانُ بِدِمَشْقَ اثنانِ
فصل النون مع الدال المهملة