الفُنْقُعُ كقُنْفُذٍ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وقال الأَزْهَرِيّ : هي الفأْرَةُ قال : الفاءُ قبلَ القافِ والفِرْنِبُ مثلُه . قلت : وهو قولُ ابْن الأَعْرابِيِّ وقد تُقَدَّمُ القافُ على الفاءِ وهو قولُ أَبي عَمروٍ وسيأْتي . الفُنْقُعَةُ بِهاءٍ : الاسْتُ لُغَةٌ يمانِيَةٌ نقله الليث ويُفتَح وبهما رُوِيَ قول الشاعر :
قُفَرْنِيَةٌ كأَنَّ بِطُبْطُبَيْها ... وفُنْقُعِها طِلاءَ الأُرْجُوانِ هكذا ضبطَه الصَّاغانِيُّ في التَّكملةِ والصَّوابُ أَنَّ الفُنْقُعَةَ بالفاءِ بالضَّمِّ ويقال : الفُنْقُعَةُ بتقديم القاف كِلتاهُما عن كراعٍ وقد قلَّدَ الصَّاغانِيَّ في الفتح . الفُنْقَعُ كجَعْفَرٍ : المَوْتُ نقله الصَّاغانِيُّ
النَّقْعُ كالمَنْعِ : رَفْعُ الصَّوْتِ وبه فُسِّرَ قولُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه حِينَ قيلَ : إنَّ النِّسَاءَ قد اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على خالِدِ بنِ الوَلِيدِ فقالَ : وما على نِساءِ بنِي المُغِيرَةِ أنْ يَسْفِكْنَ منْ دُمُوعِهِنَّ على أبي سُلَيْمانَ وهُنَّ جُلوسٌ ما لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ ولا لَقْلَقَةٌ وقيلَ : عَنَى بالنَّقْعِ : أصْواتَ الخُدُودِ إذا لُطِمَتْ وقالَ لبيدٌ رضي الله عنهُ :
فمَتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صادِقٌ ... يُحْلِبُوهَا ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ وقيلَ : هُوَ شَقُّ الجَيْبِ قالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ :
نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليّ حَيّاً ... وأعْدَدْنَ المَرَاثِيَ والعَوِيلا ويُرْوَى : نَزَفْنَ دُمُوعَهُنَّ وهذهِ الرِّوايَةُ أكْثَرُ وأشْهَرُ وبهِ فُسِّرَ أيْضاً قَوْلُ سِيِّدِنا عُمَرَ السابِقُ
والنَّقْعُ : القَتْلُ يُقَالُ : نَقَعَهُ نَقْعاً أي : قَتَله قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ
والنَّقْعُ : نَحْرُ النَّقِيعَةِ وقَدْ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً كالإنْقاعِ وقَدْ نَقَعَ وأنْقَعَ وانْتَقَعَ : إذا نَحَر وفي كَلامِ العَرَبِ إذا لَقِيَ الرَّجُلُ مِنْهُم قَوماً يَقُولُ : مِيلُوا يُنْقَعْ لَكُم أي : يُجْزَرْ لكُمْ كأنَّهُ يَدْعُوهُم غذى دَعْوَتِه
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : النَّقْعُ : صَوْتُ النَّعامَةِ
قال : والنَّقْعُ أيْضاً : أنْ تَجْمَعَ الرِّيَقَ في فَمِكَ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : النَّقْعُ الماءُ النّاقِعُ : هو المُسْتَنْقِعُ ومنْهُ الحَديثُ : اتَّقُوا المَلاعِنَ الثّلاثَ فذَكَرهُنّ : يَقْعُدُ أحَدُكُمْ في ظِلٍّ يَسْتَظِلُّ بهِ أو في طَرِيقٍ أو نَقْعِ ماءٍ وهو مَحْبَسُ الماءِ وقيلَ : مُجْتَمَعُه ج : أنْقُعٌ كأفْلُسِ
وفي المَثَل : إنَّه لشَرّابٌ بأنْقُعٍ ووَرَدَ أيْضاً في حَديثِ الحَجّاجِ : إنَّكُمْ يا أهْلَ العِرَاقِ شَرّابُونَ على بأنْقْعٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ : يُضْرَبُ لمنْ جَرَّبَ الأمُورَ ومارَسَهَا زادَ ابنُ سِيدَه : حتى عَرَفَهَا وقالَ الأصْمَعِيُّ : يُضْرَبُ للمُعَاوِدِ للأُمُورِ الّتِي تُكْرَهُ يَأْتِيهَا حتى يَبْلُغَ أقْصَى مُرادِه أو يُضْرَبُ للدّاهِي المُنْكَرِ قالَ ابنُ بَرِّيّ : وحكَى أبو عُبَيد أنَّ هذا المَثَلَ لابْنِ جُرَيْجٍ قالَهُ في مَعْمَرِ بن راشِدِ وكانَ ابنُ جُرَيْجٍ من أفْصَحِ النّاسِ يَقُول : إنَّهُ أي مَعْمَراً أراهُ في الحَديثِ ماهِراً رَكِبَ في طَلَبِه كُلَ حَزْنٍ وكَتَبَ من كُلِّ وجْهٍ لأنَّ الدَّليلَ إذا عَرَفَ الفَلَواتِ أي المِياهَ الّتِي فيها وورَدَهَا وشَرِبَ منها حَذَقَ سُلُوكَ الطُّرُقِ الّتِي تُؤَدِّي إلى الأنْقُع قالَ الأزْهَرِيُّ : وهو جَمْعُ نَقْعٍ وهُوَ كُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ منْ عِدٍّ أو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ وفي الأساسِ والعُبابِ : وأصْلُهُ الطّائِرُ الّذِي لا يَرِدُ المَشَارِعَ لأنَّهُ يَفْزَعُ من القَنّاصِ فيَعْمِدُ إلى مُسْتَنْقَعَاتِ المِيَاهِ في الفَلَواتِ
والنَّقْعُ : الغُبَارُ السّاطِعُ المُرْتَفِعُ قالَ اللهُ تعالى : فأثَرْنَ بهِ نَقْعاً وأنْشَدَ اللَّيْثُ للشُّوَيْعِرِ :
فهُنَّ بِهِم ضَوامِرُ في عَجَاجٍ ... يُثِرْنَ النَّقْعَ أمْثَالَ السَّراحِي ج : نِقَاعٌ ونُقُوعٌ كحَبْلٍ وحِبالٍ وبَدْرٍ وبُدُورٍ قالَ القُطامِيُّ يَصِفُ مهاةً سُبِعَ وَلَدُهَا :
فساقَتْهُ قَليلاً ثُمَّ وَلَّتْ ... لها لَهَبٌ تُثِيرُ بهِ النِّقاعَا وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ :
فما فاجَأْنَهُمْ إلا قَريباً ... يُثِرْنَ وقد غَشِينَهُمُ النُّقُوعَا وقيلَ في قَوْلِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه السابق : ما لمْ يَكُنْ نَقْعٌ ولا لَقْلَقَةٌ هو وَضْعُ التُّرَابِ على الرَأسِ ذَهَبَ إلى النَّقْعِ وهُوَ الغُبَارُ قال ابنُ الأثِيرِ : وهذا أوْلَى لأنَّه قَرَنَ بهِ اللَّقْلَقَةَ وهِيَ الصَّوْتُ فحَمْلُ اللَّفْظَتَيْنِ على مَعْنَييْنِ أوْلَى منْ حَمْلِهما على مَعْنىً واحِدٍ
والنَّقْعُ : ع قُرْبَ مَكَّةَ حرسها اللهُ تعالى في جَنَباتِ الطّائِفِ قالَ العَرْجِيُّ :لِحَيْنِي والبَلاءِ لَقِيتُ ظُهْراً ... بأعْلَى النَّقْعِ أُخْتَ بَنِي تَميمِ والنَّقْعُ : الأرْضُ الحُرَّةُ الطِّينِ لَيْسَ فِيها ارْتِفَاعٌ ولا انْهِباطٌ ومنْهُم منْ خَصَّصَ فقالَ : الّتِي يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وقيلَ : هُوَ ما ارْتَفَعَ من الأرْضِ ج : نِقَاعٌ وأنْقُعٌ كجِبالٍ وأجْبُلٍ هكذا في سائِرِ الأُصُولِ والأوْلَى كبِحَارٍ وأبْحُرٍ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ لأنَّ واحِدَ الجِبالِ بالتَّحْريكِ فلا يُطَابِقُ ما هُنَا فتأمَّلْ
وقيلَ : النَّقْعُ منَ الأرْضِ : القاعُ كالنَّقْعاءِ أي في مَعْنَى القاعِ يُمْسِكُ الماءَ وفي الأرْضِ الحُرَّةِ الطِّينِ المُسْتَوِيَةِ لَيْسَتْ فيها حُزُونَةٌ ج : تِفاعٌ كجِبالٍ هكذا بالجيمِ ولو كانَ بالحاءِ يَكُونُ جَمْعَ حَبْلٍ بالفَتْحِ وهُوَ أحْسَنُ قالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلِي في النِّقَاعِ بمَعْنَى قِيعانِ الأرْضِ :
يَسُوفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّهُ ... عنِ الرَّوْضِ منْ فَرْطِ النَّشاطِ كعِيمُ وفي المَثَلِ : الرَّشْفُ أنْقَعُ أي : أقْطَعُ للعَطَشِ والمَعْنَى : أنَّ الشَّرابَ الّذِي يُتَرَشَّفُ قَليلا أقْطَعُ للعَطَشِ وأنْجَعُ وإنْ كانَ فيهِ بُطءٌ يُضَرَبُ في تَرْكِ العَجَلَةِ كما في العُبابِ
ويُقَالُ : سُمٌّ ناقِعٌ قاتِلٌ منْ نَقَعَه : إذا قَتَلَه وقالَ أبو نَصْرٍ أي : ثابِتٌ مُجْتَمِعٌ منْ نَقَعَ الماءُ إذا اجْتَمَعَ قالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ :
فبِتُّ كأنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ ... منَ الرُّقْشِ في أنْيَابِها السّمُ ناقِعُ ودَمٌ ناقِعٌ : طَرِيٌّ أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعِرِ وهو قَسامُ بنُ روَاحَةَ السِّنْبِسِيُّ :
وما زالَ منْ قَتْلَى رِزاحٍ بعَالِجٍ ... دَمٌ ناقِعٌ أو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ قالَ أبو سَعيدٍ : يُرِيدُ بالنّاقِعِ الطَّرِيَّ وبالجَاسِدِ : القَدِيمَ
وماءٌ ناقِعٌ ونَقِيعٌ : ناجِعٌ يَقْطَعُ العَطَشَ ويُذْهِبُه ويُسَكِّنُه و الّذِي في الصِّحاحِ : ماءٌ ناقِعٌ : ناجِعٌ وقالَ قَبْلَ ذلكَ : والنَّقِيعُ أيْضاً : الماءُ النّاقِعُ فهو أرادَ بذلكَ المُجْتَمِعَ في عِدٍّ أو غَدِيرٍ وظَنَّ المُصَنِّف أنه أرادَ بهِ النّاجِعَ وليسَ كذلكَ فتأمَّلْ
ونُقاعَةُ كُلِّ شَيءٍ بالضَّمِّ : الماءُ الّذِي يُنْقَعُ فيهِ كنُقَاعَةِ الحِنَّاءِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ومنْهُ الحَدِيثُ في صِفَةِ بِئْرِ ذَرْوَانَ وكأنَّ ماءَهَا نُقَاعَةُ الحِنّاءِ وكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وقالَ الشّاعِرُ :
بهِ منْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأنَّهُ ... نُقَاعَةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ ويُقَالُ : ما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً بالضَّمِّ : أي : ما عُجْتُ بكَلامِهِ ولمْ أُصَدِّقْهُ وقِيلَ : لَمْ اشْتَفِ بهِ يُسْتَعْمَلُ في الخَيْرِ وفي الشَّرِّ قالَهُ الأصْمَعِيَّ
والنَّقْعَاءُ : ع خَلْفَ المَدِينَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام عِنْدَ النَّقِيعِ منْ دِيارِ مُزَيْنَةَ وكانَت طَرِيقَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوِهِ بَنِي المُصْطَلِقِ
ونَقْعاءُ : ة لبَنِي مالِكِ بنِ عَمْروٍ كما في العُبابِ وفي المُعْجَمِ : مَوْضِعٌ من دِيارِ طَيِّيءٍ بنَجْد
وسَمَّى كُثَيِّرُ عَزَّةَ الشّاعرُ مَرْجَ راهِطٍ : نَقْعاءَ راهطٍ في قَوْلِه يَمْدَحُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ :
أبُوكَ تَلاقَى يَوْمَ نَقْعَاءِ راهِطٍ ... بنِي عَبْدِ شَمْسِ وهْيَ تُنْفَى وتُقْتَلُ والنَّقّاعُ كشَدّادٍ : المُتَكَثِّرُ بما لَيْسَ عنْدَه منْ مَدْحِ نَفْسِه بالشَّجَاعَةِ والسَّخاءِ وما أشْبَهَهُ منَ الفَضَائِلِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ
وقالَ الأصْمَعِيُّ : النَّقُوعُ كصَبُورٍ : صِبْغٌ يُجْعَلُ فيهِ منْ أفْواهِ الطِّيبِ يُقَالُ : صَبَغَ ثَوْبَه بنَقُوعٍوالنَّقُوعُ منَ المِياهِ : العَذْبُ البارِدُ أو الشَّرُوبُ كالنَّقِيعِ فيهما قالَ اللَّيْثُ : ومِثْلُه سَبْعَةُ أشْياءَ : ماءٌ شَرُوبٌ وشَرِيبٌ وطَعِيمٌ وطَعُومٌ وفَرَسٌ ودُوقٌ ووَدِيقٌ ومَدِيفٌ ومَدُوفٌ وقَبُولٌ وقَبيلٌ وسَلُولٌ وسَلِيلٌ للوَلَدِ وفَتُوتٌ وفَتِيتٌ قالَ الصّاغَانِيُّ قولُه مَدُوفٌ ومَدِيفٌ لا يَدْخُلُ في السَّبْعَةِ لأنَّ مِيمَهْمِا زائِدَتانِ ولو قالَ مَكَانَهَا : بَرُودٌ وبَرِيدٌ أو سَخُونٌ وسَخِينٌ كانَ مُصِيباً ومِثْلُهَا كَثِيرٌ
والنَّقُوعُ : ما يُنْقَعُ في الماءِ منَ الدَّواءِ والنَّبيذِ كذا نَصُّ العُبابِ وفي اللِّسَانِ : ما يُنْقَعُ في الماءِ منَ اللَّيْلِ لدَواءٍ أو نَبيذٍ ويُشْرَبُ نهاراً وبالعَكْسِ وفي حديثِ الكَرْمِ : تتَّخِذونَه زَبِيباً تَنْقَعُونَه أي تَخْلِطُونَه بالماءِ ليَصِيرَ شَرَاباً وذلكَ الإناءُ مِنْقَعٌ ومِنْقَعَةٌ بكَسْرِهِمَا وعلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ
ومِنْقَعُ البُرَمِ أيْضاً : وِعَاءُ القِدْرِ قالَ طَرَفَةُ :
ألْقَوا إليْكَ بكُلِّ أرْمَلَةٍ ... شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ البُرَمُ هنا : جَمْعُ بُرْمَةٍ
وقيلَ : مُنْقَعُ البُرَم كمُكْرَمٍ : الدَّنُّ وقيلَ : هو فَضْلَةٌ في البِرَامِ كما في العُبابِ وقيلَ : هُوَ تَوْرٌ صَغيرٌ قالَ أبو عُبَيْدٍ : ولا يَكُونُ إلا منْ حِجَارَةٍ وضَبَطَه الجَوْهَرِيُّ بكَسْرِ المِيمِ أو مُنْقَعُ البُرَمِ : النِّكْثُ تَغْزِلُه المَرْأَةُ ثانِيَةً وتَجْعَلُه في البِرَامِ لأنَّه لا شَيءَ لها غَيْرُها نَقلَه الصّاغَانِيُّ
والمُنْقَعُ كمُكْرَمٍ كذا ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَةَ وشَدُّ قافِه عن الأمِير ابن ماكُولا وهُوَ غَلَطٌ وقد تَعَقَّبَه ابنُ نُقْطَةَ : صَحَابِيٌّ تَمِيميٌّ غَيرُ مَنْسُوبٍ وهُوَ الّذِي رَوَى عنْهُ الفَزَعُ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه أو هُوَ ابنُ الحُصَيْنِ بنِ يَزيدَ والصَّحِيحُ أنَّه غَيْرُه وهو تَمِيمِيٌّ شَهِدَ القادِسِيَّةَ وقد ضُبِطَ بوَزْنِ مُحَمَّدٍ
والمُنْقَعُ بنُ مالِكِ بن أُمَيَّةَ الأسْلَمِيّ ماتَ في حياتِه صلى الله عليه وسلم وتَرَحَّم عَلَيْهِ كذا في مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ وابنِ فَهْدٍ
والمِنْقَعَةُ كمِكْنَسَةِ ومَرْحَلَةٍ وهذه عن كُراعٍ ومُنْقُعٌ مِثْلُ مُنْخُلٍ بضَمَّتَيْنِ : بُرْمَةُ صَغِيرَةٌ منْ حِجَارَةٍ يُطْرَحُ فيها اللَّبَنُ والتَّمْرُ ويُطْعَمُه الصَّبِيُّ ويُسْقَاهُ والجَمْعُ المَنَاقِعُ قالَ حُجْرُ بنُ خالدٍ :
نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للْبِاعِ والنَّدَى ... وبَعْضُهُمُ تَغْلِي بذَمٍّ مَنَاقِعُه والمَنْقَعُ كمَجْمَعٍ : البَحْرُ عن أبي عَمْروٍ
وقالَ غَيْره : هو المَوْضِعُ الّذِي يَسْتَنْقِعُ فيهِ الماءُ أي : يَجْتَمِعُ كالمَنْقَعَةِ و الجَمْعُ : المَنَاقِعُ وهي خِلافُ المَشارِعِ
والمَنْقَعُ : الرِّيُّ منَ الماءِ وهو مَصْدَرُ نَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أي : أرْوَى عَطَشَه
ويُقَالُ : رَجُلٌ نَقُوعُ أُذُنٍ : إذا كانَ يُؤْمِنُ بكُلِّ شَيءٍ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والنَّقِيعُ : البِئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : مُذَكَّرٌ وج : أنْقِعَةٌ
والنَّقِيعُ " شَرَابٌ يُنَّحَذُ كمْ زَبِيبٍ يُنْتَقَعُ في الماءِ منْ غَيْرِ طَبْخٍ كالنَّقُوعِ وقيلَ في السَّكَرِ : إنَّهُ نَقِيعُ الزَّبِيبِ أو كُلُّ ما يُنْقَعُ تَمْراً كانَ أو زَبِيباً أو غَيْرَهُمَا كالعُنَابِ والقَرَاصِيَا وما أشْبَهَها ثم يُصَفَّى ماءً ويُشْرَبُ : نَقِيعٌ
والنَّقِيعُ : المَحْضُ منَ اللَّبَنِ يُبَرَّدُ نَقلَه الجَوْهَرِيُّ عن أبي يُوسُفَ وكذلك النَّقِيعَةُ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لعَمْرو بنِ مَعْدِي كَرِبَ رضيَ اللهُ عنه يَصِفُ امرَأةً :
تَرَاها الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِباءً ... وتَقْدَحُ صَفْحَةً فيها نَقِيعُ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَوْلَ الشّاعِرِ :
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثمَّ آوِي ... إلى أُمِّي ويَكْفِيني النَّقِيعُكالمُنْقَعِ كمُكْرَمٍ فيهِمَا أي في المَحْضِ منَ اللَّبَنِ وفِيما يُنْقَعُ منْ تَمْرٍ وغَيْرِه وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شاهِدَ الأوَّلِ قَوْلَ الشّاعِرِ يَصِفُ فَرَساً :
قانَى لهُ في الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ ... ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ قالَ ابنُ بَرِّيّ : صوابُ إنْشَادِه : ونَصِيُّ باعِجَةٍ بالباءِ وهي الوَعْسَاءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ وقانَى له أي : دامَ له قالَ الأزْهَرِيُّ : أصْلُه منْ أنْقَعْتُ اللَّبَنَ فهُوَ نَقِيعٌ ولا يُقَالُ : مُنْقَعٌ ولا يَقُولونَ : نَقَعْتُه قالَ : وهذا سماعِي منَ العَرَبِ
والنَّقِيعُ : الحَوْضُ يُنْقَعُ فيهِ التَّمْرُ
والنَّقِيعُ : الصُّراخُ
والنَّقِيعُ ع بجَنَباتِ الطّائِفِ وهُوَ غَيْرُ النَّقْع الّذِي تَقَدَّم
والنَّقِيعُ : ع ببلادِ مُزَيْنَةَ على لَيْلَتَيْنِ وفي نُسْخَةٍ على مَرْحَلَتَيْنِ وفي المُعْجَمِ والعُبَابِ : على عِشْرِينَ فَرْسَخاً منَ المَدِينَةش على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام وهُوَ نَقِيعُ الخَضِماتِ الّذِي حَماهُ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه لنَعَمِ الفَيءِ وخَيْلِ المُجَاهِدِينَ فلا يَرْعَاهُ غَيْرُهَا كما قالهُ ابنُ الأثِيرِ والصّاغَانِيُّ قالَ ابنُ الأثِيرِ : ومنْهُ الحَديثُ : أنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ وفي حديثٍ آخَرَ : أوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ في الإسْلامِ بالمَدِينَةِ في نَقِيعِ الخَضِماتِ هكذا ضَبَطَهُ غيرُ واحدٍ أو مُتغايِرَانِ وكِلاهُمَا بالنُّونِ كما في العُبَابِ وضَبَطَهُ ابنُ يُونُسَ عن ابنِ إسْحاقَ بالباءِ المُوَحَّدَةِ كذا في الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ وقد تَقَدَّم ذلك
والرَّجُلُ نَقِيعٌ : إذا كانَتْ أُمُّهُ منْ غَيْرِ قَوْمِهِ
والنَّقِيعَةُ كسَفِينَةٍ : طَعامُ القادِمِ منْ سَفَرِه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ :
إنّا لنَضْرِبُ بالسُّيُوفِ رُؤُوسَهُمْ ... ضَرَب القُدارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ قالَ أبو عُبَيْدٍ : القُدّامُ : القادِمُونَ منْ سَفَرٍ ويُقَالُ : القُدّامُ : المَلِكُ
ويُقَالُ : كُلُّ جَزُورٍ جُزِرَتْ للضِّيافَةِ فهِيَ نَقِيعَةٌ ومنْهُ قوْلُهُم : النّاسُ نَقائِعُ المَوْتِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : أي : يَجْزَرُهُمْ جَزْرَ الجَزّارِ النَّقِيعَةَ وهُوَ مجازٌ
وحَكَى أبو عَمْروٍ عنِ السُّلَمِيِّ : النَّقِيعَةُ : طَعامُ الرَّجُلِ لَيْلَةَ يُمْلِكُ إمْلاكاً وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
" كلُّ الطَّعامِ تشْتَهِي رَبِيعَهْ
" الخُرْسُ والإعْذَارُ والنَّقِيعَهْ والجَمْعُ : النُّقُعُ بضمَّتَيْنِ قالَ الشّاعِرُ :
مَيْمُونَةُ الطَّيْرِ لمْ تَنْعِقْ أشائِمُها ... دائِمَةُ القِدْرِ بالأفْرَاعِ والنُّقُعِ والنَّقِيعَةُ : ع وقالَ عُمَارَةُ ابنُ بلالِ بنِ جَريرٍ : خَبْراءُ بَيْنَ بِلادِ بَنِي سَلِيطٍ وضَبَّةَ قالَ جَرِيرٌ :
خَلِيلَيَّ هِيجَا عَبْرَةً وقِفَا بِنَا ... على مَنْزِلٍ بَيْنَ النَّقِيعَةِ والحَبْلِ الأُنْقُوعَةُ بالضَّمِّ وقْبَةُ الثَّرِيدِ يَكُونُ فِيها الوَدَكُ
وقالَ اللَّيْثُ : كُلُّ مكان سالَ إليْهِ الماءُ منْ مِثْعَبٍ ونَحْوِه فهُوَ أُنْقُوعَةٌ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : منْ شِعْبٍ وهو غَلَطٌ
ويُقَالُ : هو عَدْلٌ مَنْقَعٌ كمَقْعَدٍ أي : مَقْنَعٌ مَقْلُوبٌ منه كما في العُبابِ
وأبو المَنْقَعَةِ الأنْمَارِيُّ اسمُه بَكْرُ بنُ الحارِثِ ويُقَالُ : نَصْرُ بنُ الحارِثِ : صحابِيُّ نَزَلَ حمْصَ رضيَ اللهُ عنهُ وهو غَيْرُ أبي مَنْقَعَةَ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه
وسمٌّ مُنْقَعٌ كمُكْرَمٍ : مُرَبَّى وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ :
" فِيهَا ذَرَارِيحُ وسَمٌّ مُنْقَعُ يَعْنِي : في كَأْسِ المَوْتِ وقالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيُّ يَعِظُ بَنِيهِ :
" واعْصُوا الّذِي يُزْجِي النَّمَائِمَ بَيْنَكُمَمُتَنَصِّحاً ذاكَ السِّمَامُ المُنْقَعُ ونَقَعَ المَوْتُ كمَنَعَ : كَثُرَ
ويُقَالُ : نَقَعَ فُلاناً بالشَّتْمِ : إذا شَتَمَهُ شَتْماً قَبيحاًوقالَ الأصْمَعِيُّ : نَقَعَ بالخَبَرِ والشَّرَابِ أي : اشْتَفَى منْهُ ومنْه قَوْلُهُم : ما نَقَعْتُ بخَبَرِه وقد تَقَدَّمَ
ونَقَعَ الدَّواءَ في الماءِ : إذا أقَرَّهُ فيه لَيْلاً ويُشْرَبُ نَهَاراً وبالعَكْسِ
ونَقَعَ الصّارِخُ بصَوْتِهِ نُقُوعاً : تابَعَهُ وأدامَهُ كأنْقَعَ فيهمَا أي في الصَّوْتِ والدَّواءِ ونصُّ الصِّحاحِ حَكَى الفَرّاءُ : نَقَعَ الصارِخُ بصَوْتِه وأنْقَعَ صَوْتَه : إذا تابَعَهُ ومنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : ما لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ ولا لَقْلَقَةٌ
قلتُ : وقَدْ تَقَدَّمَ ذلك وأما الإنْقَاعُ في الدَّواءِ فيُقالُ : أنْقَعَ الدَّواءَ وغَيْرَهُ في الماءِ فهُوَ مُنْقَعٌ ويُقَالُ : نَقَعَهُ نَقْعاً في الماءِ فهُوَ نَقِيعٌ وأنْقَعَهُ : نَبَذَهُ
ونَقَعَ الصَّوْتُ : ارْتَفَعَ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للَبِيدٍ :
فمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ ... يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ أي : متى يَرْتَفِعْ والهاءُ للحَرْبِ
وأنْقَعَةُ الماءُ : أرْواهُ يُقَالُ : أنْقَعَهُ الرِّيُّ ونَقَعَ بهِ
وأنْقَعَ الماءُ : اصْفَرَّ وتَغَيَّرَ لِطُولِ مُكْثِه كاسْتَنْقَعَ يُقَالُ : طالَ إنْقَاعُ الماءِ أي : اسْتِنْقَاعُه حتى اصْفَرَّ
وحَكَى أبو عُبَيدٍ : أنْقَعَ له شَرّاً أي : خَبَأَهُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهُوَ اسْتِعارَةٌ وفي الأساسِ : أنْقَعَ لهُ الشَّرَّ : أثْبَتَهُ وأدامَهُ وأنْقَعُوا لَهُمْ منَ الشَّرِّ ما يَكْفِيهِمْ
قالَ الأزْهَرِيُّ : وجدْتُ لملُؤَرِّجِ حُرُوفاً في الإنْقَاعِ ما عُجْتُ بها ولا عَلِمْتُ راوِيَهَا عنْهُ يُقَالُ : أنْقَعَ فُلاناً : إذا ضَرَبَ أنْفَهُ بإصْبَعِه
وأنْقَعَ المَيِّتَ : دَفَنَه
وأنْقَعَ البَيْتَ : زَخْرَفَهُ أو جَعَلَ أعْلاهُ أسْفَلَهُ
وأنْقَعَ الجارِيَةَ : افْتَرَعَها قال : وهذه حُرُوفٌ مُنْكَرَةٌ كُلُّها لا أعْرِفُ منْها شَيْئاً
انْتَهى كَلامُ الأزْهَرِيِّ وكأنَّهُ يَعْنِي أنَّهَا لمْ تَصِلْ إليْه بسَنَدٍ صَحِيحٍ مُتَّصِلٍ والمُصَنِّف لمّا سَمّى كِتَابَهُ بالبَحْرِ لَزِمَ أنْ يَكُونَ فيهِ الصَّحيحُ وغَيْرُ الصَّحِيحِ وما أدَقَّ نَظَرَ الجَوْهَرِيُّ رحِمَهُ اللهُ تَعالى
وانْتُقِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً فهُو مُنْتَقَعٌ : تَغَيَّرَ منْ هَمٍّ أو فَزَعٍ والميمُ أعْرَفُ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : لُغَةٌ في امْتُقِعَ بالميمِ وقالَ ابنُ فارِسٍ : هُوَ منْ بابِ الإبْدَالِ وأصْلُه بالمِيمِ وهكذا قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ أيْضاً وقالَ النَّضْرُ : انْتُقِعَ لَوْنُه يُقَالُ ذلكَ : إذا ذَهَبَ دَمُهُ وتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِه إمّا منْ خَوْفٍ وإمّا منْ مَرَضٍ
واسْتَنْقَعَ في الغَدِيرِ : إذا نَزَلَ فيهِ واغْتَسَلَ كأنَّهُ ثَبَتَ فيهِ ليَتَبَرَّدَ والمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ كما في الصِّحاحِ ومنْهُ : كانَ عَطَاءٌ يَسْتَنْقِعُ في حِياضِ عَرَفَةَ أي يَدْخُلُها ويَتَبَرَّدُ بمائِها وقالَ الحادِرَةُ :
بغَرِيضِ ساريَةٍ أدَرَّتْهُ الصَّبَا ... منْ ماءِ أسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ :
ولَقَدْ حَرَصْتُ على قَلِيلِ مَتَاعِها ... يَوْمَ الرَّحِيلِ فدَمْعُها المُسْتَنْقِعُ ويُرْوَى : المُسْتَنْفَعُ والمُسْتَمْنَعُ
واسْتَنْقَعَ الماءُ في الغَدِيرِ : اجْتَمَعَ وثَبَتَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ
واسْتَنْقَعَتْ رُوحُه أي : خَرَجَتْ وهو مأخُوذٌ منْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن كَعْبٍ القُرَظِيِّ أنَّهُ قالَ : إذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المُؤْمِن جاءَهُ مَلَكٌ إلى آخِرِ الحَديثِ وفَسَّرُوه هكذا وقالَ شَمِرٌ : لا أعْرِفُ هذا أو المَعْنَى اجْتَمَعَتْ في فيهِ تُرِيدُ الخُرُوجَ كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في مكانٍ وأرادَ بالنّفْسِ الرُّوحَ قالَهُ الأزْهَرِيُّ قالَ : ومَخْرَجٌ آخَرُ : هُوَ أنْ يَكُونَ منْ قَوْلِهِمْ : نَقَعْتُه : إذا قَتَلْتَهُ
واسْتُنْقِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً تَغَيَّرَ كانْتُقِعَ ولو ذَكَرَهُمَا في مَحَلٍّ واحِدٍ كانَ مُصِيباً
واسْتُنْقِعَ الشَّيءُ في الماءِ : أُنْقِعوقالَ الأصْمَعِيُّ : المُسْتَنْقِعُ من الضُّرُوعِ : الّذِي يَخْلُو إذا حُلِبَتْ ويَمْتَلِئُ إذا حُفِّلَتْ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : النُّقُوع بالضَّمِّ : اجْتِماعُ الماءِ في المَسِيلِ ونَحْوهِ
والنَّقْعُ بالفَتْحِ : مَحْبِسُ الماءِ
وئَقْعُ البِئْرِ : الماءُ المُجْتَمِعُ فيها قَبْلَ أنْ يُسْتَقَى وقالَ أبو عُبَيْدٍ : هُوَ فَضْلُ مائِه الّذِي يَخْرُجُ منْهُ قَبْلَ أنْ يُصَبَّ منه في وِعاءٍ
ونَقَعَ السمُّ في أنْيَابِ الحَيَّةِ : اجْتَمَعَ وأنْقَعَتْهُ الحَيَّةُ ويُقَالُ : سُمٌّ مَنْقُوعٌ كناقِعٍ
والنَّقْعُ : الرِّيُّ يُقَالُ : نَقَعَ من الماءِ وبهِ نُقُوعاً رَوِيَ يُقَالُ : شَرِبَ حتى نَقَعَ وبَضَعَ أي : شَفى غَلِيلَهُ ورَوِيَ
ويُقَالُ : نَقَعَتْ بذلكَ نَفْسِي أي : اطْمَأنَّتْ إليْهِ ورَوِيَتْ بهِ
ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ نَقْعاً : سَكَّنَهُ وأذْهَبَه
ونَقَعَ العَطَشُ نَفْسُه : سَكَنَ قالَ جَرِيرٌ :
لَوْ شِئْتُ قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجِدْنَ غَلِيلا وفلانٌ مُنْقَعٌ كمُكْرَمٍ أي : يُسْتَشْفَى بَرَأْيِه وهو مجازٌ
والنَّقْعُ : دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْرَبُ
والنَّقِيعَةُ من الإبِلِ : العَبِيطَةُ تُوَفَّرُ أعْضاؤُهَا فتُنْقَعُ في أشْياءَ
ونَقَعَ نَقِيعَةً : عَمِلَهَا
والنَّقِيعَةُ : ما نُحِرَ منَ النَّهْبِ قَبْلَ أنْ يُقْتَسَمَ قالَ :
مِيلُ الذُّرِ لُحِبَتْ عَرائِكُهَا ... لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعَةَ النَّهْبِ وانْتَقَعَ القَوْمُ نَقِيعَةًن أي : ذَبَحُوا من الغَنِيمَةِ شَيْئاً قَبْلَ القَسْمِ أو جاءُوا بناقَةٍ منْ نَهْبٍ فنَحَرُوهَا
والنَّقْعَاءُ : الغُبَارُ والصَّوْتُ جَمْعُه نِقاعٌ بالكَسْرِ
ونَقِيعُ بنُ جُرْمُوُزٍ العَبْشَمِيُّ كأمِيرٍ ذكَرَه ابنُ الأعْرَابِيّ
والنَّقاعُ كسَحَابٍ : إناءُ يُنْقَعُ فيهِ الشَّيءُ كما في التَّكْمِلَةِ
والنَّقَائِعُ : خَبارَى في بلادِ بَنِي تَميمٍ والخَبَارَى : جَمْعُ خَبْراءَ وهي قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فيهِ الماءُ
مَنَعَهُ كذا يَمْنَعُه بفَتْحِ نُونِهِما وإنَّمَا ذَكَرَ آتِيَهُ لأنَّهُ لو أطْلَقَه لظُنَّ أنَّه مِنْ حَدِّ نَصَرَ كما هيَ قاعِدَتُه وإنَّمَا قَيّدَ بفَتْحِ النُّونِ لئلا يُظَنَّ أنّه منْ حَدِّ ضَرَبَ كما هيَ قاعِدَتُه إذا ذَكَرَ الآتِيَ فتأمَّلْ . مَنْعاً : ضِدُّ أعْطَاهُ
قِيلَ : المَنْعُ : أنْ تَحُولَ بينَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الشَّيءِ الّذِي يُرِيدُه ويُقَالُ : هُوَ تَحْجِيرُ الشَّيءِ ويُقَالُ أيضاً : مَنَعَه منْ كذا وعنْ كذا ويُقَالُ مَنَعَه منْ حَقِّهِ ومَنَعَ حَقَّهُ منْهُ لأنَّهُ يَكُونُ بمَعْنَى الحَيْلُولَةِ بينَهُمَا والحِمَايَةِ ولا قَلْبَ فيهِ كما تُوُهِّم قالَهُ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَةِ ونَقَلَه شيْخُنَا كمَنَّعَهُ تَمْنِيعاً فامْتَنَعَ مِنْه وتَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ ومَنّاعٌ كشَدَّادٍ ومَنُوعٌ كصَبُورٍ
وقد يُرادُ بذلكَ البُخْلُ ومِنْهُ قوله تعالى : ويمْنَعُونَ الماعُونَ منّاعٍ للخَيرِ وإذا مسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً
وأمّا المانِعُ في أسْمائِهِ جلَّ ذِكْرُه فهُوَ : الّذِي يَمْنَعُ منِ اسْتَحقَّ المَنْعَ وقِيلَ : يَمْنَعُ أهْلَ دِينهِ أي : يحُوطُهُم ويَنْصُرُهُمْ جَمْعُ الأوَّلِ مَنَعَةٌ مُحَرَّكَةً ككافِرٍ وكَفَرَةٍ
ويُقَالُ : هُوَ في عِزٍّ ومَنَعَةٍ مُحَرَّكَةً ويُسَكَّنُ عن ابنِ السِّكِّيتِ وعلى التَحْرِيكِ فيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ جَمْعَ مانِعٍ كما حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وعَزَاهُ ابنُ بَرِّيّ للنَّجِيرَمِيِّ أي : هُوَ في عِزوٍّ مَعَهُ منْ يَمْنَعُهُ منْ عَشيرَتهِ كما في الصِّحاحِ فمِنْ بَيَانِيَّةٌ أي : مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأنَّهُمْ يَمْنَعُونَه منَ الضَّيْمِ والتَّعَدِّي عليهِ لا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ كماتُوُهِّمَ وهكذا رُوِيَ الحَدِيثُ بالوَجْهَيْنِ : سَيَعُوذُ بهذا الدِّينِ قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ
وأمّا على تَقْدِيرِ السُّكُونِ فالمُرَادُ بهِ أي : قُوَّةٌ تَمْنَعُ منْ يُرِيدُه بسُوءٍ
قلتُ : ويُحْتَمَلُ على تَقْدِيرِ التَّحْرِيكِ أنْ يَكُونَ مصْدَراً كالأنَفَةِ والعَظَمَةِ والعَبَدَةِ كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ : فيَكُونُ مَعْناهُ ومَعْنَى المَنْعَةِ بالسُّكُونِ سَواءً
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المَنْعُ بالفَتْحِ : السَّرَطانُ ج : مُنُوعٌ كبَدْرٍ وبُدُورٍ
والمَنْعِيُّ : أكّالُ السَّرَطَانَاتِ ولو قالَ : أكّالُهَا كانَ أخْصَرَ
والمَنْعَى كسَكْرَى : الامْتِنَاعُ
ومَناعِ كقَطامِ أي : امْنَعْ مَعْدُولٌ عَنْهُ وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِرَجُلٍ منْ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ في كِتابِ أيّامِ العَرَبِ : إنَّه لرَجُلٍ منْ بَنِي تَمِيمٍ :
" مَناعِهَا منْ إبِلٍ مَناعِها
" أما تَرَى المَوْتَ لَدَى أرْبَاعِهَا كما في العُبابِ وزَعَمَ الكِسائِيُّ أنَّ بَنِي أسَدٍ يَفْتَحُونَ مَناعَها ودَراكَها وما كانَ منْ هذا الجِنْسِ والكَسْرُ أعْرَفُ كما في اللِّسانِ
ومناعِ أيْضاً : هَضْبَةٌ في جَبَلَيْ طَيِّيءِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ النَّبيُ : صلى الله عليه وسلم لزَيد الخَيْلِ إذْ جاءَهُ يُسْلِم : أنا خَيْرٌ لَكُمْ منْ مَناعِ ومنَ الحَجَرِ الأسْوَدِ الّذِي تَعْبُدُونَهُ منْ دُونِ اللهِ يَعْنِي صَنَماً منْ حَجَرٍ أسْودَ ويُقَالُ : المَنَاعانِ وهُمَا جَبَلانِ
والمَنَاعَةُ : د لهُذَيْلٍ أو جَبَلٌ لَهُم قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةً الهُذَلِيُّ :
أرَى الدَّهْرَ لا يَبْقَى على حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ المَنَاعَةِ جَلْعَدُ الجَلْعَدُ : الغَلِيظُ
ومن المَجَازِ : المُمْتَنِعُ : الأسَدُ القَوِيُّ في جِسْمِهِ العَزِيزُ في نَفْسهِ الّذِي لا يَصِلُ إليهِ شَيءٌ ممّا يَكْرَهُه لعِزَّتِه وقُوَّتِه وشجاعَتِه
ومانَعَهُ الشَّيءَ مُمَانَعَةً : رادَعَهُ على الكَفِّ
وتَمَنَّعَ عَنْهُ انْكَفَّ وهو أيْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً وقَدْ تكُونُ المُمَانَعَةُ بمَعْنَى المُحَاماةِ فيَكُونُ مجازاً
وقالَ الكِلابِيُّ : المُتَمَنِّعَانِ وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : المُتَمَنِّعان : البَكْرَةُ والعَنَاقُ يَتَمَنَّعانِ وفي الصِّحاحِ : تَمْتَنِعانِ على السَّنَةِ لفَتَائِهِمَا و في الصِّحاحِ : بفَتَائِهِمَا ولأنَّهُما تَشْبَعانَ قَبْلَ الجِلَّةِ أو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عنْ أنْفُسِهِمَا وفي بَعْضِ النُّسَخِ : على أنُفُسِهِمَا كُلٌّ ذلكَ قَوْلُ الكِلابِيِّ وهوَ مجازٌ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المانِعُ : الضَّنِينُ المُمْسِكُ
وقَوْمٌ مَنَعاتٌ : لا يُخْلَصُ إليهِمْ
والاسْمُ المَنَعَةُ مُحَرَّكَةً والمَنْعَةُ بالفَتْحِ والمِنْعَةُ بالكَسْرِ والمَصْدَرُ المَنَاعَةُ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : رَجُلٌ مَنُوعٌ : يَمْنَعُ غَيْرَه ومَنِعٌ : يَمْنَعُ نَفْسَه قالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكرِبَ :
بَرانِي حُبُّ منْ لا أسْتَطِيعُ ... ومنْ هُوَ للذِي أهْوَى مَنُوعُ ومَنُعَ الشَّيءُ مَنَاعَةً : اعْتَزَّ وتَعَسَّرَ
وامْرَأةٌ مَنِعَةٌ : مُتَمَنِّعَةٌ لا تُؤاتِي على الفاحِشَةِ وقَدْ تَمَنَّعَتْ وهُوَ مَجازٌ
وحِصْنٌ مَنيعٌ ومُمَنَّعٌ : لَمْ يُرَمْ
وتَمَنَّعَ بهِ أي : احْتَمَى وهُوَ مجازٌ
وناقَةٌ مانِعٌ : مَنَعَتْ لَبَنَها على النَّسَبِ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ :
كأنِّي أُصادِيهَا على غَيْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصَةِ قَدْ أهْجَرَتْهَا فحُولُهَا وقَوْسٌ مَنْعَةٌ : مُمْتَنِعَةٌ مُتَأبِّيَةٌ شَاقَّةٌ وهو مجازٌ قالَ عَمْروُ بنُ بَراء : ارْمِ سَلاماً وأبَا الغَرّافِ
" وعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ وقِذَافِ ورَجُلٌ مَنِيعٌ : قَوِيُّ البَدَنِ شَدِيدُه
وحَكَى اللِّحْيَانِيِّ لا مَنْعَ عَنْ ذاكَ قالَ : والتَّأْوِيلُ : حَقّاً أنَّكَ أنْتَ فَعَلْتَ ذلكَ
وهُوَ يَمْنَعُ الجارَ أي : يَحُوطُه منْ أنْ يُضامَ ويَنصُرُه
ولَهُ في قَوْمِه حِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ وهُو مجازٌ
والمَوَانِعُ : جَمْعُ مانِعٍ
وتَمانَعَا : امْتَنَعا
وعنْ أنْفُسِهِمَا : تَحَامَيَا
والمَنَعَاتُ مُحَرَّكَةً : المَحَارِزُ والمَعَاقِلُ
والمَناعَةُ كثُمَامَةٍ قالَ ابنُ جِنِّي : يَحْتَمِلُ أمْرَيْنِ أحَدُهُمَا : أنْ يَكُونَ فَعالَةً منَ المَنَعِ والآخَرُ : أنْ يَكُونَ مَفْعَلَةَ منْ قَوْلِهِمْ : جائِعٌ نائعٌ وأصْلُهَا مَنْوَعَةٌ فجَرَى مَجْرَى مَقَامَة وأصْلُهَا مَقْوَمَةٌ