نَكَسَهُ يَنْكُسُه نَكْساً : قَلَبَه علَى رَأْسه فإنْتَكَس وقال شَمِرٌ : النَّكْسُ : يَرجِعُ إِلى قَلْبِ الشيْءِ ورَدِّه وجَعْلِ أَعْلاه أَسْفَلَه ومُقَدَّمِه مُؤَخَّرَه . وقالَ الفَرّاءُ في قَوْلَه عزّ وجَلّ " ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ " يقولُ : رَجَعَوا عَمّا عَرَفُوا مِن الحُجِّة لإِبراهِيمَ عليه السّلامُ . ونَكَس رَأْسَه : أَمالَهُ كنَكَّسَه تَنْكِيساً والتشديدُ للمُبَالَغةِ وبه قَرَأَ عاصِمٌ وحمزةُ " ومَنْ نُعَمِّرْهُ نَنَكِّسْهُ " وقرأَ غيرُهما بفتحِ النُّونِ وضمِّ الكاف أَي مَن أَطَلْنا عَمُرَه نَكَّسْنَا خَلْقَه فصارَ بعدَ القُوَّة الضَّعْفُ وبعدَ الشَّبَابِ الهَرَمُ . وفُلانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً أَي يَبْتَدِئُ من آخِرِه أَي مِن المُعَوِّذَتَيْن ثُمَّ يرتَفِعُ إِلى البَقَرةِ ويَخْتِمُ بالفَاتِحَةِ والسُّنَّةُ خِلافُ ذلِكَ . أَو يبدأُ مِن آخِرِ السُّورةِ فيقرأُهَا إِلى أَوّلِهَا مَقْلُوباً وفي نُسْخَةٍ مَنْكُوسَة وهذا الوَجْهُ الأَخيرُ نقلَه أَبو عُبَيْدٍ قال : وتَأَوَّلَ به بَعْضٌ الحَدِيثَ أَنّه قِيلَ لابنِ مَسْعُودٍ رضِيَ اللهُ عنه : إِنّ فُلاناً يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً قالَ : ذلِك مَنْكُوسُ القَلْبِ قال أَبو عُبَيْدٍ : وهذا شيءٌ ما أَحْسَبُ أَحداً يُطِيقُه ولا كانَ هذا في زَمَنِ عبدِ اللهِ قال : ولا أَعْرِفُه قال : ولكن وَجْهه عِنْدي أَن يَبْدَأَ من آخِرِ القُرْآنِ من المُعَوِّذتين ثُمّ يَرتفعَ إِلى البقرة كنَحْوِ ما يَتَعَلَّمُ الصِّبْيَانُ في الكُتّاب وكِلاهَمَا مَكْرُوهٌ لا الأَوَّلُ في تَعْليمِ الصِّبْيَة والعَجَميِّ المُفَصَّلَ وإِنما جاءَت الرُّخْصَةُ لهم لصُعُوبةِ السُّورِ الطِّوَالِ عليهم فَأَمَّا مَن قَرَأَ القُرْآنَ وحَفِظَه ثمّ تَعَمِّد أَنْ يَقْرَأَه من آخِرِه إِلى أَوَّلِه فهذَا هو ا لنَّكْسُ المَنْهِيُّ عنه وإِذا كَرِهْنَا هذا فنَحْنُ للنَّكْس من آخِرِ السُّورةِ إِلى أَوَّلِها أَشَدُّ كَرَاهَةً إِن كانَ ذلكَ يكون . والمَنْكوسُ فِي أَشْكَالِ الرَّمْلِ ثَلاَثَةُ أَزْوَاجٍ مُتَوَالِيَةٍ يتلوُهَا فَرْدٌ هكذا وبعضُهم يُسَمِّيه الإِنْكِيس مِثَال إِزْميلٍ . والوِلاَدُ المَنْكوسُ : أَنْ تَخْرُجَ رِجْلاهُ أَي المَوْلودِ قَبْل رَأْسِه وهو اليَتْنُ كما سَيَأْتِي . والنُّكْسُ والنُّكَاسُ بضَمِّهما الأَخيرُ عن شَمِرٍ وكذلك النَّكْسُ بالفَتْح : عَوْدُ المَرِيضِ في مَرَضه بَعْدَ النَّقِهِ وقال شَمرٌ : بَعْدَ إِفْرَاقِه وهو مَجَازٌ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلِيُّ :
خَيالٌ لِزَيْنَبَ قدْ هاجَ لي ... نُكَاساً مِنَ الحُبِّ بَعْدَ إنْدِمَالِ وقد نَكِسَ في مَرَضه كعُنِيَ نَكْساً : عاوَدَتْه العِلَّةُ فهو مَنْكُوسٌ . ويقال : تَعْساً له ونُكْساً بضَمّ النُّونِ وقد يُفْتَح هنا إزْدِواجاً أَو لأَنَّه لُغَةٌ . والنَّاكِسُ : المُتَطَأْطِيءُ رَأْسهُ مِن ذُلٍّ ج : نَوَاكِسُ هكذا جُمْع في الشِّعْر للضَّرُورَةِ وهو شاذٌّ كما ذكرناه في فَوَارِسَ قال الفَرَزْدَقُ :
وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ
قال سيبَوَيْه : إِذا كَانَ الفِعْل لِغَيْرِ الآدَمِيِّين جُمِعَ علَى فَوَاعِلَ لأَنّه لا يَجُوز فيه ما يَجَوزُ فيه في الآدمِيِّين من الواوِ والنُّونِ في ا لإسمِ والفِعْل يُقَال : جِمَالٌ بَوَازِلُ وعَوَاضِهُ وقد إضْطُرَّ الفَرَزْدَقُ فَقَال : نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ . قالَ الأَزْهَريُّ : وقد رَوَى الفَرّاءُ والكِسائِيُّ هذا البيتَ هكذا وأَقَرَّأ : نَواكِسَ على لفظ الاَبْصَارِ وقال الأَخْفَشُ : يجوزُ : نَوَاكِسِ الأَبْصَار بالجَرِّ لا باليَاءِ كما قالوا : جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ ورَوَى أَحمدُ بنُ يَحْيَى : نَوَاكسِي الأَبْصَارِ بإِدْخَال الياءِ وقد مَرَّ البَحْثُ في ذلك في ف ر س . ومِن المَجَاز : نَكَسَ الطَّعَامُ وغيرُه دَاءَ المَرِيضِ إِذا أَعَادَهُ إِلى مَرَضِهِ ويُقَال : أَكَلَ كذا فنَكِسَ . وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : النَّكُسُ بضمَّتَيْنِ : المُدْرَهِمَّونَ من الشُّيُوخ بَعْدَ الهَرَمِ . والنِّكْسُ بالكَسْر : السَّهْمُ يَنْكَسِرُ فُوقُه فيُجْعَلُ أَعْلاهُ أَسْفَلَه قال الأَزْهَرِيُّ : أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ لِلْحُطَيْئةِ :
قَدْ ناضَلُونَا فسَلُّوا مِن كِنَانَتِهِمْ ... مَجْداً تَلِيداً وعِزّاً غَيْرَ أَنْكَاسِ والنِّكْسُ : القَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رَأْسَ الغُصْنِ كالمَنْكُوسَةِ وهو عَيْبٌ . والنِّكْسُ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ والجَمْع : أَنْكاسٌ . وقيل : النِّكْسُ : النَّصْلُ يَنْكَسِرُ سِنْخُه فتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخاً فلا يَرْجِعُ كما كَانَ ولا يَكُونُ فيه خَيْرٌ . والجَمْع : أَنْكَاسٌ . والنِّكْسُ : اليَتْنُ من الأَوْلاَدِ وهو المَنْكوسُ الّذِي سَبَقَ قَريباً نقلَه ابنُ دُرَيْدٍ عن بعضِهم قال : وليس بثَبتٍ . ومن المَجَاز : النِّكْسُ مِن الرِّجَالَ : المُقَصِّرُ عَن غايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَم . ج : أَنْكاسٌ وأَنشد إِبراهيمُ الحَرْبِيُّ :
" رَأْسُ قِوَامِ الدِّينِ وابنُ رَأْسِ
" وخَضِلُ الكَفَّيْنِ غَيْرُ نِكْسِ وقال كَعْبُ بن زُهَيْرٍ يَمْدَحُ الصَّحَابَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم :
زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلاَ كُشُفٌ ... عِنْدَ اللِّقاءِ وَلا مِيلٌ مَعَازِيلُ والمُنَكَّسُ كمُحَدِّث : الفَرَسُ لا يَسْمُو برَأْسه وقالَ ابنُ فارِسٍ : هو الَّذِي لا يَسْمُو برأْسِه ولا بِهَادِيهِ إِذا جَرَى ضَعْفاً فكأَنَّه نُكِسَ ورُدَّ أَو الَّذي لَم يَلْحَق الخَيْلَ في شَأْوِهِم عنِ اللَّيْثِ أَي لضَعْفِه وعَجْزِه وهو النِّكْسُ أَيضاً . وإنْتَكَسَ : وَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ وهو مُطَاوِعُ نَكَسَه نَكْساً وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَار وإنْتَكَسَ أَي إنْقَلَب على رَأْسِه وهو دُعَاءٌ عليه بالخَيْبَةِ لأَنَّ مَن إنْتكَسَ في أَمْرِه فقَدْ خابَ وخَسِر وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في الإنْتِكَاسِ :
" ولَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُهُليَمْرَضَ عَجْزاً أَو يُضَارِعَ مَأْثَمَاً أَي لم يُنَكِّسْ رَأْسَه لأَمْرٍ يَأْنَفُ منه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قال شَمِرٌ : نُكِسَ الرَّجُلُ إِذا ضَعُفَ وعَجَزَ . وقال أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله تعالَى : النِّكْسُ : القَصِيرُ . وأَنشد ثَعْلَبٌ
" إِنَّي إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَاً قال ابنٌ سِيدَه : ولم يُفَسِّرْه وأُراه عَنَى : بَسَرَ وعَبَسَ . ومن المَجازِ : نَكَسْتُ الخِضَابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ قال :
" كالوَشْمِ رُجِّعَ في اليَدِ المَنْكوسِ وقال ابن شُمَيْلٍ : نَكَسْتُ فُلاناً في ذلِكَ الأَمْرِ أَي رَدَدْتُه فيه بَعْدَ ما خَرَجَ منه . وإِنَّه لَنِكْسٌ من الأَنْكاسِ : لِلرَّذْلِ وهو مجازٌ . ونَكِسَ الرَّجُلُ كعُنِىَ عن نُظَرَائِه : قَصَّرَ . ونُكِسَ السَّهْمُ في الكنِانَه : قُلِبَ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : أَنْكس : نَوْعٌ من السمَك عظيمٌ جِدّاً