مارَ الشيءُ يَمورُ مَوْراً : تَرَدَّد في عَرْضٍ كَتمَوَّرَ كذا في المُحكم وزاد الزّمخشريّ : كالدَّاغِصَة في الرُّكْبَة . والعَرَب تقول : ما أَدري أَغارَ أَمْ مارَ ؟ حكاه ابن الأعرابيّ وفَسَّره فقال : غارَ : أَتى الغَوْرَ ومارَ : أَتى نَجْداً . وقيل في تفسيره : أي أَتى غَوراً أمْ دارَ فرجَع إلى نَجْد . وعلى هذا فيكون المَوْرُ هو الدَّوْر . ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ : سالَ وجَرى وفي حديث أَبي هريرة رَفَعَه : فأَمّا المُنْفِقُ فإذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَت حتى تَبلُغَ قدميه . قال الأَزْهَرِيّ : مارَتْ أي سالَتْ وترَدَّدَتْ عليه وذهَبَتْ وجاءت يعني نفقته . وقال الزّمخشريّ : والدَّم يمور على وجه الأَرض إذا انصَبَّ فتَرَدَّدَ عَرْضاً . وأَمارَهُ : أَسالَهُ قال :
سوفَ تُدْنِيكَ من لَميسَ سَبَندا ... ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ
وفي تهذيب ابن القطّاع : مارَ الدَّمَ والشَّيءَ مَيْراً وأَمارَهُ : أَسالَه فمارَ هو مَوْراً ففيه أَنَّ مارَ يتَعَدَّى بنفسه وبالهَمز . والذي في الصحاح والتَّهذيب والمُحْكَم الاقْتصارُ على تعَدِّيه بالهَمْز وفي حديث عَدِيِّ بنِ حاتمٍ أَنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلَم قال له : " أَمِرِ الدَّمَ بما شِئت " قال شَمِرٌ : معناه سَيِّلْهُ وأَجْرِه . من مارَ الدَّمُ إذا جرى وأَمَرْتُه أَنا . ورواه أبو عبيد : امْرِ الدمَ أَي سَيِّله واستخرِجْهُ من مَرَيْتُ الناقةَ إذا مسَحْتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ . قلتُ : والعامَّة تقول : مَيِّرْه وهو غلَط . والمَوْرُ : المَوْجُ والاضطرابُ والجَرَيانُ على وجه الأرض والتَّحَرُّكُ . يقالُ : مارَ الشّيءُ مَوْراً إذا تَرَهْيَأً أي تحَرَّكَ وجاءَ وذهَب كما تتَكَفَّأُ النَّخلةُ العَيْدانة . . ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً : ماجَتْ وتَرَدَّدَت وكذلك الفَرَسُ والبعيرُ تَمورُ عضُداه إذا تَردَّدا في عُرْضِ جَنْبِه . ومارَ يمورُ مَوْراً إذا جعل يذهبُ ويجيءُ ويتَرَدَّد ومنه قوله تعالى : " يومَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً " قال الجَوْهَرِيّ : تَموجُ مَوْجاً . وقال أبو عبيدة : تَكَفَّأُ . والأَخفشُ مثلُه وأَنشدَ للأَعشى :
كأَنَّ مِشْيَتَها مِنْ بيتِ جارَتِها ... مَوْرُ السَّحابَةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ ومارَ الشيءُ مَوْراً : اضطَرَبَ وتَحرَّكَ حكاه ابنُ سِيدَه عن ابن الأَعرابيِّ والدِّماءُ تَمورُ أي تجري على وَجْهِ الأَرض . وفي حديث ابن الزُّبير : " يُطْلَقُ عِقالُ الحَربِ بكتائبَ تَمْوُر كرِجلِ الجَراد " أي تترَدَّد وتَضطَرب لكثرَتِها . وفي حديث عِكرِمة : " لما نُفِخَ في آدمَ الروح مارَ في رَأْسِه فَعَطَس " . أي دارَ وترَدَّد . وفي حديث قُسٍّ : " ونُجوم تَمْوُر " أي تجيءُ وتذهب . والطَّعْنة تَمْوُر إذا مالتْ يَميناً ويساراً . في حديث قُسٍّ : " فَتَرَكت المَوْرَ وأخذتُ في الجبل " المَوْر : الطريقُ المَوْطوء المُستَوي كذا في المُحكم وسُمِّي بالمصدر لأنه يُجاءُ فيه ويُذهَب ومنه قَوْلُ طَرَفَة :
تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأَتْبَعتْ ... وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ المُعَبَّد : المُذَلَّل . المَوْر : الشيءُ اللَّيِّن هكذا في سائر النسخ وصوابُه : والمَشْيُ اللَّيِّن قال :
" ومَشْيُهُنَّ بالحبيبِ مَوْرُ المَوْر : نَتْفُ الصُّوف وقد مارَه فانْمار . وادي مَوْرٍ : ساحلٌ لقُرى اليمن شَمالِيَّ زَبيد قيل : سُمِّي لمَوْرِ الماءِ فيه أي جَرَيَانِه . وفي حديث لَيْلَى : " انْتَهَيْنا إلى الشُّعَيْثَةِ فَوَجَدنا سفينةً قد جاءت من مَوْرٍ " قيل : هو هذا الموضع الذي من اليمن . قلت : وهو أحدُ أَوْدِية اليمن المشهورة وهو بالقرب من وادي صَبْيَا . ونقل ياقوت عن عُمارة اليمنيّ قال : مَوْرٌ وذو المَهْجَم والكَدْراء والوَدْيان هذه الأعمال الأربعة جُلّ الأعمال الشماليّة عن زَبيد . وإليه يصبُّ أكثرُ أَوْدِيةِ اليمن وهو من زاب تهامة الأعظم وقال شاعرٌ يمنيٌّ :
فُعجْت عِناني للحُصَيْب وأَهْلِه ... ومَوْرٍ ويَمَّمْت المُصَلَّى وسُرْدُر المَوْر بالضم : الغُبار المُتَرَدِّد في الهواء قيل : هو التُّراب تُثيره الريح وقد مارَ مَوْرَاً . وأمارتْهُ الرِّيحُ وريحٌ مَوَّارَة وأَرْيَاحٌ مُورٌ . وناقةٌ مَوَّارة اليد وفي المُحكم : مَوّارةٌ سهلةُ السَّيْر سريعةٌ قال عَنْتَرة :
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارةٌ ... تَطِسُ الإكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ وكذلك الفرسُ . وسهمٌ مائرٌ : خفيفٌ نافذٌ داخلٌ في الأجسام . قال أبو عامر الكلابيُّ :
لَقَدْ عَلِمَ الذئبُ الذي كان عادياً ... على الناسِ أنِّي مائرُ السَّهْمِ نازِعُ وامرأةٌ مارِيَّةٌ : بَيْضَاء بَرَّاقةٌ كأنَّ اليد تَمْوُر عَلَيْها أي تذهبُ وتجيءُ وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولَةً من المَرْيِ وهو مذكورٌ في مَوْضِعه . ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمارَ أي نَتَفْتُه فانْتَتَف . والمُورةُ والمُوارةَ بضمِّهما : ما نَسَلَ من عَقيقةِ الجحش وصُوف الشَّاة حيَّةً كانت أو ميِّتةً وهي المُرَاطة أيضاً قال :أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأسِ نِيقٍ ... ومُورةِ نَعْجَةٍ ماتتْ هُزالا ومارَ سَرْجِس بفتح الراءِ والسينَيْن المُهملَتَيْن : ع بالعَجَم وهما اسمانِ جُعلا واحداً وسيأتي أيضاً في السين . ويقال مارَ سَرْجِيس . قال الأخطل :
لمَّا رَأَوْنا والصَّليبَ طالِعا ... ومارَ سَرْجِيسَ وَمَوْتاً ناقِعا
خَلَّوْا لنازاذانَ والمزارِعا ... وحِنْطَةً طَيْسَاً وكَرْماً يانِعا هكذا أنشده الجَوْهَرِيّ . والتَّمَوُّر : المَجيءُ والذَّهاب والتَّردُّد كالمَوْر قاله ابنُ سِيدَه . التَّمَوُّر : أن يَذْهَب الشَّعرُ يَمْنَةً ويَسْرَةً فلا يَبْقَى أو هو أن يَسْقُط الوبرُ ونحوُه عن الدابَّة كالانْمِيار . يقال : تَمَوَّرَ عن الحِمارِ نَسِيلُه أي سقط . وانْمارَتْ عَقِيقةُ الحمار إذا سقطتْ عنه أيَّامَ الربيع . وامْتارَ السَّيفَ : اسْتَلَّه لم أجد الامْتِيار بمعنى الاستِلال في كتبِ الغَريب وأُمَّهات اللغة ولعلَّه أُخِذ من امْتَأَر فلانٌ على فلان إذا احْتَقَد أو من غير ذلك فتأَمَّل . ومُوران بالضم هكذا في النسخ على وزن عثمان وصوابُه مُورِيانُ بضمِّ الميم ثم السكون وكسرِ الراء : ة بنواحي خُوزِسْتان منها أبو أيُّوب سليمان ابنُ أبي أيُّوب المُورِيانِيُّ وزير المنصور هكذا في سائر النسخ وصوابُه : سليمان بن أبي سليمان بن أبي مُجالِد وقتله المنصور . كذا في معجم ياقوت . وخُورِيانُ مُورِيان جزيرةٌ ببحرِ اليمن مما يلي الهند . ومما يُستدرَك عليه : مارَ مَوْرَاً ومَيْرَاً : سارَ عن ابن القَطّاع . والمَوْر بالفتح : السرعة وبالضم : جَمْعُ ناقةٍ مائر ومائرة إذا كانت نشيطةً في سَيْرِها فتْلاءَ في عَضُدِها . والمَوَّار كشَدَّاد : البعيرُ تَمُور عَضُداه في عُرْضِ جَنْبِه قال الشاعر :
" على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصَانِ وريحٌ مَوَّارة وأرياحٌ مُور . وقَطاةٌ مارِيَّةٌ : مَلْسَاء . ومارِيَّةُ القِبْطِيَّة التي أهداها المُقَوْقِسُ إلى النبي صلّى الله عليه وسلَّم فاسْتَوْلَدَها إنْ كانت بالتشديد فهذا موضع ذِكرِها أو بالتخفيف ففي مرى . والمَوْر : الدَّوَران . والمُواراة كثُمامة : الشيءُ يسقطُ من الشيء ؛ والشيءُ يَفْنَى فَيَبْقى منه الشيء . والمائِرات : الدِّماء قال رُشَيْد بن رُمَيْض العَنَزيّ :
حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لدى السُّعَيْرِ عَوْض والسُّعَيْر : صَنَمَان . ومَوْرَة بالفتح : حِصْن بالأندلس من أعمال طُلَيْطلة . يُنسَب إليه أبو القاسم إسماعيلُ بن يونس المورِيّ حدَّث عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم الثَّغْريّ وعنه أبو عَمْرُوٍ الهُرْمُزِيّ . والمائِرُ : الرجلُ اللَّيِّنُ الخَفيفُ العَقْل . والمَوْرية : مدينةٌ باليمن يقال لها مُلْحة لعَكّ نَقَلَه ياقوت عن ابن الحائك
الوَرْكُ بالفَتْحِ والكَسرِ وككَتِفٍ ثلاثُ لُغاتٍ الأُولَى مُخَفَّفَةٌ عن الأَخِيرَةِ كفَخِذٍ وفَخْذٍ : ما فَوْقَ الفَخِذِ كالكَتِفِ فوقَ العَضُدِ مُؤَنَّثَةٌ قال الراجِزُ :
" ما بَيْنَ وَرْكَيها ذِراعٌ عَرضَا
" لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضَّا أَوْراكٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ اسْتَغْنَوْا ببِناءِ أَدْنَى العَدَدِ قال ذُو الرمَّةِ :
ورَمْلٍ كأَوْراكِ العَذارَى قَطَعْتُه ... إِذا أَلْبَسَتْهُ المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شَبَّه كُثْبانَ الأَنْقاءِ بأَعْجازِ النِّساءِ فجَعَلَ الفَزعَ أَصْلاً والأَصلَ فَرعا والعُرفُ عَكْسُ ذلك وهذا كأَنَّه يَخْرُجُ مَخْرَجَ المُبالغةِ أي قد ثَبَتَ هذا المَعْنَى لأَعْجازِ النِّساءِ وصار كأنه الأَصْلُ فيه حتّى شبِّهَتْ به كُثْبانُ الأَنْقاءِ
وحَكَى اللِّحْيانيُّ : إِنّه لعَظِيمُ الأَوْراكِ كأَنَّهُم جعلُوا كُلَّ جُزْءٍ من الوَرِكَيْن وَرِكًا ثم جُمِعَ على هذا
والوَرَكُ مُحَرَكَةً : عِظَمُها والنّعْتُ أَوْرَكُ يُقال : رجُلٌ أَوْرَكُ : إِذا كانَ عَظِيمَ الوَرِكَين
وهي وَرْكاءُ قالَه اللَّيثُ
ووَرَكَ الرّجُلُ يَرِكُ وَرْكًا كوَعَدَ يَعِد وَعْداً
وكَذلكَ تَوَرَّكَ وتَوارَكَ : إِذا اعْتَمَدَ على وَرِكِه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابي :
تَوارَكْتُ في شِقِّي لَهُ فانْتَهَزتُه ... بفَتْخاءَ في شَد من الخَلْقِ لِينُها وتَوَرَّكَ فُلانٌ الصَّبي : جَعَلَه عَلَى وَرِكِه مُعْتَمِداً عليها ومنه الحَدِيثُ : جاءَتْ مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أي حامِلَتَه على وَركِها وقال الشّاعِر :
تَبَيّن أَنَّ أُمَّكَ لَم تُوَرِّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا ويروى تُؤَرَّكْ من الأَرِيكَةِ وهي السَّرِيرُ وقد تَقدَّمَ
وتَوَرَّكَ في الصَّلاةِ : إِذا وَضَعَ الوَرِكَ عَلَى الرجْلِ اليُمْنَى كما في الصِّحاحِ وهذا سُنَّةٌ ومنه حَدِيث مُجاهِدٍ : كانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَوَرَّكَ الرَّجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأَرضِ المُستَحِيلَةِ في الصلاةِ
أَو تَوَرَّكَ : وَضَعَ أَليتيهِ أَو إِحْداهُما على الأرْضِ كذا نَصُّ الصِّحاحِ وجاءَ في حَدِيث إِبْراهِيمَ النَّخَعِي : عَلَى عَقِبَيه وهذا مَنْهى عَنْهُ وجاءَ في حَدِيثٍ : لَعَلَّكَ من الَّذِينَ يُصَلّونَ على أَوْراكِهِم وفُسِّرَ بأَنه الذي يَسجُدُ ولا يَرتَفعُ على الأَرْضِ ويُعْلِي وَرِكَه لكنَّه يُفَرِّجُ رُكْبتيهِ فكأَنَّه يَعْتَمِدُ على وَرِكِه وقالَ أَبو عُبَيدٍ في تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَبدِ اللّه : أَنّه كَرِهَ أَنْ يَسجُدَ الرَّجُلُ مُتَورِّكًا أَو مُضْطَجعًا أي : أَن يَرفَعَ وَركَيه إِذا سَجَدَ حَتّى يُفْحِشَ في ذلك أَو مُضْطَجِعًا يعني أَنْ يتَضامَّ ويُلْصِقَ صَدْرَه بالأَرْضِ ويَدَعَ التَّجافي في سُجُودِه قال الأَزْهَرِيّ : معنى التَّوَرُّكِ في السُّجودِ أَن يُوَرِّكَ يُسراهُ فيَجْعَلَها تحتُ يمْناهُ كما يَتَوَرَّكُ الرجلُ في التَّشَهُّدِ ولا يَجُوزُ ذلك في السّجودِ قال : وهذا هو الصَّوابُ وما قالَه أَبُو عُبَيدٍ فإِنّه غيرُ مَعْرُوفٍ
وتورَّكَ على الدّابَّةِ : إِذا ثنى رِجْله وَوَضع أَحَدَ وَرِكيهِ في السَّرجِ ليَنْزِل أَو لِيَستريحَ وذلك إِذا أَعْيَا فيسدِل رِجْليهِ عَلى مَعْرَفةِ الدّابَّةِ
ومِنْهُ : لا تَرِكْ فإِنَّ الوُرُكُ مَصْرَعَةٌ وقد وَرَكَ على السَّرجِ أَو الرَحْلِ وَركًا قال الراعِي :
ولا تُعْجِلِ المَرءَ قبل الوُرُو ... كِ وَهي برُكبَتِه أَبْصَرُ وتوَرَّك عن الحاجَةِ : تبَطَّأَ نقله اللِّحْيانيُ عن أبي زِيادٍ وهو مَجاز
قال ابنُ سِيدَه : وأرَى اللِّحْيانيَ حَكى عن أبي الهَيثم العُقيلِيٍّ : توَرَّك في خُرئِه كتصَوَّك ؛ أي : تَلَطَّخَ به
ومَوْرِكُ الرَّحْلِ كمَجْلِس ومَوْرِكَتُه ووارِكُه ووِرَاكُه بالكسرِ : المَوْضِعُ الذي يَجْعَلُ عليهِ الرّاكِبُ رِجْلَه وفي المُحْكَمِ : يَضًع فيه الرَّاكِبُ رِجْلَه وقال أَبُو عُبَيدَةَ : المَوْرِكُ والمَورِكَةُ : المَوْضِعُ الذي يَثْنى الرّاكِبُ رِجْلَه عليهِ قُدّامَ واسِطَةِ الرَّحْلِ إِذا مَل مِنَ الرُّكُوبِ ومنه الحَديث : حَتَّى إِن رَأْسَ ناقتِه لتصِيبُ مَوْرِكَ رِجْلِه أَرادَ أَنّه قد بالَغَ في جَذْبِ رَأْسِها إِليه ليكفهَا عن السَّيرِ
والوِراكُ ككِتاب : ثَوْبٌ يُزَيَّن بهِ المَوْرِكُ وأَكْثَرُ ما يَكُونُ من الحِبَرَةِ وُرُكٌ ككُتُبٍ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدَةَ قال : الوِراكُ : النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنَى تَحْتَه تُزَيَّنُ به وأَنْشَدَ لزُهَير :
مُقْوَرَّةٌ تَتَبارَى لاشَوَارَ لَها ... إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ والوُرُكُ وفي حَدِيث عُمَرَ رضي اللّه تعالَى عنه : أَنَّه كانَ يَنْهى أَنْ يُجْعَلَ في وِراكٍ صَلِيبٌ قالُوا : هو ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَنُ به الرَحلُ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : الوِراكُ : رَقْمٌ يُعْلَى المَوْرِكَةَ وله ذُؤابَةُ عُهُونٍ كذا نَصّ العُبابِ ونَصُّ اللِّسانِ : ولها ذُؤابَةُ عُهُون وقال أَبو زَيْدٍ : الوِراكُ : الذي يُلْبَسُ المَوْرِكَةَ أَو هي خِرقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَلطِي المَوْرِكَةَ . ويُقال : وَركَ الرَّجُلُ على المَوْرِكَةِ
والمِوْرَكَةُ كمِكْنَسَةٍ : قادِمَةُ الرَّحْل كالمِوْراكِ كذا في سائِرِ النُّسَخِ وفي اللِّسانِ كالوِراكِ أي ككِتاب وقال أَبو عَمْرو : هي المِيرَكَةُ وسيأْتي
والمِوْرَكَةُ أَيْضًا : مِثْل المِصْدَغَة يَتَّخذُها الرّاكبُ تحْت وَرِكِه ويَحْتضنُ الواسطَ بمَأبِضها وهُوَ مُنْثَنَى الرُّكْبَةِ نَقَلَه الزمَخْشَرِيُّ
ووَرَك الحَبلَ أَو الرَّحْلَ يَرِكُ كَوعَدَ يَعِدُ وَركًا : جَعَله حِيال وَرِكهِ كوَرَّكه تَوْرِيكًا والذي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ عن الأَصْمَعِي : وَرَكَ الجَبَلَ وَركًا : جَعَلَه حِيالَ وَرِكِه هكذا هو بالجِيمِ والمُوَحَّدَةِ وأَنْشَدَ قولَ زُهَيرٍ :
ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ يَعْلُون مَتْنَه ... عَليهِنَّ دَلُّ الناعِمِ المْتَنَعِّمِ وأَنْشَدَ غيره في التَّوْرِيكِ لبَعْضِ الأَغْفالِ :
" حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيرِي
" سوادَ ضِيفيهِ إِلى القُصَيرِ" رَأَتْ شُحُوبي وبَذاذَ شَورِي وقال ابنُ دُرَيْد : وَرَكَ بالمكانِ يَرِكُ وُرُوكًا كقُعُودٍ : أَقامَ بهِ قال اللِّحْيانيُّ : كتَورَّكَ بهِ
ووَرَكَ عَلَى الأَمْرِ وُرُوكًا بالضمِّ : قَدَرَ عليهِ كوَرَّكَ تَورِيكًا وتَوَرَّكَ
ووَرَكَ الحِمارُ على الأَتانِ وَرْكًا ووُرُوكًا : إِذا وَضَعَ حَنَكَه على قَطاتِها نَقَله الصّاغاني
ووَرَكَ الرَجُلُ يَرِكُ وَرْكًا : ثَنَى وَرِكَه عَلَى الدّابَّةِ ليَنْزِلَ وذلِك إِذا مَلَّ مِنَ الركُوبِ قال أَبو حاتِم : يُقالُ : ثَنى وَرِكَه فنَزَلَ ولا يَجُوز وَرْكَه في ذا المَعْنَى إِنّما هو مَصْدَرُ وَركَ يَرِكُ وَركًا . ووَرَكَ فُلانًا يَرِكُه وَرْكًا : ضَرَبَه في وَرِكِهِ
ووارَكَ الجَبَلَ : إٍذا جاوَزَه
ووَرَّكَه تَوْرِيكًا : أوْجَبَه
ومن المَجازِ : وَرَّكَ الذَّنْب عَلَيهِ إِذا حَمَلَه وأَضافَه إِليهِ وقَرَفَه به كأنه يُلْزِمُه إِيّاهُ ومنه قَوْلُ الحَسَنِ : مَنْ أَنْكَرَ القَدَرَ فقَدْ فَجَر ومَنْ وَرَّكَ ذَنْبَه عَلَى اللّه فقَدْ كَفَر
وِإنَّه لمُوَرَّكٌ - كمُعَظَّمٍ - في هذا الأَمْرِ أي : لَيسَ لَه فِيه ذَنْبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومِنْه تَوْرِيكُ العُلَماءِ في مُصَنَّفاتِهِم على بَعْضٍ
والوِرْكُ بالكسرِ : جانِبُ القَوْسِ ومَجْرَى الوَتَرِ مِنْها عن ابنِ الأَعْرابيِّ وأَنْشَدَ :
هَلْ وَصْلُ غانِيَة عَضَّ العَشِيرُ بِها ... كما يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِب القَتَبُ
إِلا ظُنُونٌ كَوِركِ القَوْسِ إِنْ ترِكَتْ ... يَوْمًا بِلا وَتَرٍ فالوِرْكُ مُنْقَلِبُ ورَوَى الفَرّاءُ فيهِ الفَتْحَ أَيْضًا وقال : هو موضع العِجْسِ
وقال أَبو حنيفة : الوَرْكُ : القَوْسُ المَصْنُوعَةُ مِن وَرِكِ الشَّجَرَةِ أي عَجُزِها وقالَ غيرُه : أي أَصْلِها وأَنْشَدَ للهُذَلِي :
بِها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى ... إذا مُطْىَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ وقالَ الأَصْمَعِي : الوِرْكُ : أَشَدُّ مَوْضِع فيهِ وقالَ ابنُ حَبِيب عَنْهُ : الوِرْكُ : أَصْل القَضِيبِ وهو أَشَدُّ له ووِرْكُه أَشَدُّه
قلتُ : والهذَلِي هو أُمَيَّةُ بن أبي عائِذٍ يَصِفُ قَوْسًا وقولُه مُطْىَ : أَرادَ مُطِيَ فأسْكَنَ الحَرَكَة
والوُرُكُ بالضم وبضَمَّتَينِ : جمع وِراكٍ بالكسرِ وقد تَقَدَّمَ شَاهِدُه من قولِ زُهَيرٍ قَريبًا واقْتَصَرَ المُصَنِّفُ هنا على أَحَدِ الوَجْهَين
والوَرِكانِ بكسرِ الرّاءِ : ما يَلِي السِّنْخ مِنَ الأَصْلِ وظاهِرُ سِياقِ المُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنه بالفَتْحِ وهو غَلَطٌ
وكوَرِثَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَوابُ كوَعَدَ كما في اللِّسانِ والصِّحاحِ وُرُوكًا : اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكَه على الأرضِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقَوْلُهم : هذه نَعْل مَوْرِكَةٌ كمَوعِدَةٍ ومثل مَوعِد أَيضًا عن أبي عُبَيدٍ نقلهما الجَوْهَرِيُّ . وزادَ غيرُه مَوْرُوكة : إِذا كانت من الوَرِكِ ؛ أي : مِنْ نعْلِ الخُفِّ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ وقال بَعْضُهم إِذا كانتْ من حِيالِ الوَرِكِ
وقال أَبو عَمْرو : المِيرَكَةُ كمِيجَنَة تكُونُ بَيْنَ يَدَي الكُورِ يَضَعُ الرّاكِبُ عَليها رِجْله إِذا أَعْيَا وهي المِورَكةُ كمِكنسَة التّي تقدَّمَتْ ولو ذكرَها هُناكَ كان أَحْسَن والجَمع المَوارِكُ قال :
" إِذا جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وقال أَبو عَمْرو : الإِيراكُ من قوْلِهِم : هُوَ مُورِكٌ في هذِه الإِبِل كمُحْسِن أي : ليسَ له مِنْها شيءٌ وهو مَجَازٌ
ومنَ المَجازِ : التَّوْرِيكُ في اليَمِينِ قالَ إِبْراهِيمُ النَّخَعِيّ : هو نِيَّةٌ يَنْوِيها الحالِفُ غَيرَ ما نَوَاهُ مُستَحْلِفُه وبه فسَّرَ قولَ الرَّجُلِ يُستَحْلَفُ إِنْ كانَ مَظْلُومًا فوَرَّكَ إِلى شيء جَزَى عنه التَّوْرِيكُ وإِنْ كانَ ظالِمًا لم يَجْزِ عنه التَّوْرِيكُ
والوَرِكَةُ كفَرِحَةٍ : رَمْلَةٌ باليَمامَةِ غَرِبيَّها وقال نَصْرٌ : مَوْضعٌ باليَمامَةِ عند الغُزَيْزِ . ماء لتَمِيمووَركانُ : مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ منها عائِشَةُ بنت الحَسَنِ بنِ إِبْراهِيمَ العالِمَةُ الواعِظَة عن أبي عبدِ اللِّه مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ بنِ مَنْدَه وعَنْها أمُّ الرضَي ضَوْءُ بنتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلي الحبّالِ ماتت سنة 495
والوَرْكاءُ : الأَلْيانَةُ من النِّساءِ كالوَرَكانَة وهذه بالتَّحْرِيكِ كما قَيَّدَه الصّاغاني وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضِي أَنّه بالفَتْحِ
قالَ والوَرْكاءُ : مَوْلِدُ إِبْراهِيمَ الخَلِيل صَلّى اللّه عليهِ وسَلَّم
ومن المَجازِ القَوْمُ عَلىَ وَرْكٌ واحِدٌ بالفَتْحِ وككَتِف أي : إلْبٌ واحِدٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغاني
وقالَ الفَرّاءُ : يُقال : إِنّ عِنْدَه لوَرْكَى خَبَرٍ كسَكْرَى ويُكْسر أي : أَصْلُ خَبَر نقَلَه الصّاغانيُ
ومما يستدرك عليه : تَوَرَّكَ على دابَّتِه : إِذا وَضَعَ عليها وِرْكَه فنَزَلَ بجزمِ الرّاءِ
ووَرَكَ وَرْكًا : اعْتَمَدَ على وَرِكِه
وتَوَرَكَّ الرَّجُلُ الرَّجَلَ : اعْتَقَلَه برِجْلِه فصَرَعَه
وقالَ ابنُ الأعْرابِي : ما أحْسَنَ رِكَتَه ووُرْكَة من التَّوَرُّكِ
والتَّوْرِيكُ عَلَى الدَّابَّةِ كالتَّوَركِ
وقالَ الأَصْمَعِي : وَرَّكَت الإِبِل تَوْرِيكًا أَي : جاوَزَته
وقولُ زُهَيرٍ : ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ إلخ يُقال : وَرَّكَت الإِبِلُ مَوْضِعَ كذا : إِذا خَلَّفَتْهُ وراءَ أَوْراكِها ويُقال : وَرَّكْنَ : أي عَدَلْنَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ
ووَرَّكَ عليه السَّيفَ : حَمَلَه قالَ ساعَدَةُ :
" فَوَرَّكَ لَينًا لا يُثَمْثِمُ نَصْلُه
" إِذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَمِيمُ أَرادَ : نَصْلُه صَمِيم أي : يُصَمِّمُ في العَظْمِ ومعنى وَرَّكَ لَينًا أي : أمالَه للضَّربِ حَتّى ضَرَبَ بهِ يعني : السَّيفَ وهو مجاز
ووَرَّكَ في الوادِي : إِذا عَدَلَ فيهِ وذَهَبَ
وفي المَثَلِ : كوَرِكٍ على ضِلَعٍ وقد جاءَ ذِكْره في الحَدِيث ثمَّ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فقال : ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ أي يَصْطَلِحُوِنَ على أَمْرٍ واهٍ لا نِظامَ له ولا اسْتَقَامَةَ لأنَّ الوَرِكَ لا يَستَقِيمُ على الضِّلَعِ ولا يَتَرَكَّبُ عليهِ لاخْتِلافِ ما بَينَهُما وبُعْدِه
ومن المَجازِ : الوَرِكُ من السَّفِينَةِ : موضِعُ الاسْتِيامِ يُقال : قَعَدَ المَلاّح على وَرِكِ السَّفِينَةِ
وهو مَوْرُوكٌ في هذه الإِبِلِ : مثل مُورِكٍ كمُحْسِن عن أبي عَمْرو
ونامَ مُتَوَرِّكًا : مُتَّكئًا على أَحدِ وَرِكَيهِ
وعُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوَرْكِيُ : مُحَدِّثٌ مَنْسوبٌ إِلى وَرْكَةَ وهي قَريَة بُبَخَارى