" مَحَجَ اللَّحْمَ كَمَنَعَ " يَمْحَجُه مَحْجاً وكذلك العُودَ : " قَشَرَه . و " مَحَجَ " الحَبْلَ " - الأَوْلَى : الأَديمَ كما في سائر الأُمّهات - يَمْحَجُه مَحْجاً " دَلَكَه لِيَلِينَ " ويَمْرُنَ . قال الأَزهريّ : مَحَجَ عند ابن الأَعرابيّ له مَعنيانِ : أَحدهما مَحَجَ بمعنى " جامَعَ و " الآخرُ مَحَجَ بمعنى : " كَذَبَ " . يقال : مَحَجَ المَرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً : نَكَحَها وكذلك مَخْجها . قال ابن الأَعرابيّ : اختصم شَيْخانِ : غَنَوِيّ وباهِليّ . فقال أَحدُهما لصاحبه : الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه فقال الآخَر : انظُروا ما قال لي : الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه أَي ناكَ أُمّه . فقال له الغَنويّ : كَذَب ما قُلتُ له هكذا ولكنّي قلت : مَلَجَ أُمّه أَي رَضعَها . ابن الأَعرابيّ : المَحّاجُ : الكَذّاب . وأَنشد :
" ومَحّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي مَحَجَ " اللَّبَنَ " ومَخَجَه إِذا " مَخَضَه " بالخاءِ المعجمة وبالحاءِ معاً . مَحَجَ مَحْجاً : " مَسَحَ شيئاً عن شَيْءٍ حتى يَنالَ المَسْحُ جِلْدَ الشيءِ لشدِّةِ مَسْحِك . " والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ " مَحْجاً : " تَذْهَبُ بالتُّراب حتى تَتناوَلَ مِن أَدَمَتِها تُرَابَها " . وفي اللّسان : حتى تَنَاوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ . قال العَجّاجُ :
" ومَحْجَ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبَا
" أَغْشَيْنَ معروفَ الدِّيَارِ التَّيْرَبَا " وماحَجَهُ مُمَاحَجَةً ومِحَاجاً : ماطَلَه " . يقال : " عُقْبَة مَحُوجٌ " أَي " بَعِيدَةٌ " كمُتُوجٍ . مَحَاج " ككِتابٍ " وقَطَامِ : اسمُ فَرسٍ مَعروفةٍ من خَيل العَرب وهي " فَرَسُ مالكِ بنِ عَوْفٍ النَّصْريّ " بالصّاد المهملةِ أَو المعجمة قال :
" أَقدِمْ مِحَاجُ إِنه يَوْمٌ نُكُرْ
" مِثْلِي على مِثْلِك يَحِمي ويَكُرّ مِحَاج أَيضاً : اسم " فَرسِ أَبي جَهْلٍ لعنَه الله " تعالى . ومما يستدرك عليه : مَحَجَ مَحْجاً : أَسْرَعَ . ومَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً : خَضَحَضَها كمَخَجَها عن اللِّحيانيّ والإِعجامُ أَعْرَف وأَشْهَرُ . ومَحَاج : اسمُ موضعٍ . أَنشد ثعلب
لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً ... ومَحَاجاً فلا أُحِبُّ مَحَاجَا مخج
" الحَجُّ : القَصْدُ " مُطْلَقاً . حَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً : قَصَدَه وحَجَجْتُ فُلاناً واعْتَمَدْتُه : قَصَدْتُه . ورجلٌ مَحْجُوجٌ أَي مقصودٌ . وقال جماعة : إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمٍ . وقيل : هو كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ وهذا عن الخليل . الحَجُّ " : الكَفُّ " كالحَجْحَجَةِ يقال : حَجْحَجَ عن الشَّىْءِ وحَجّ : كفَّ عنه وسيأْتي . الحَجُّ " : القُدُومُ " يقال : حَجَّ علينا فلانٌ أَي قَدِمَ . الحَجّ " : سَبْرُ الشَّجَّةِ بالمِحْجاجِ " للمُعالَجَةِ . والمِحْجاجُ : اسمٌ " للمِسْبَارِ " . وحَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً فهو مَحْجُوجٌ وحَجِيجٌ إِذا قَدَحَ بالحَدِيد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حتى يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ ثم يُعَالَج ذلك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ ويكونُ آمَّةً قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً :
وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأَنّها ... أَسِىٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ حَجِيجُ وكذلك حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرهَا بالمِيلِ ليُعَالِجَها قال عِذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ :
يَحُجُّ مَأْمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ يَحُجُّ أَي يُصْلِحُ . مَأْمُومَة : شَجَّة بلَغَت أُمَّ الرَّأْسِ . وفسّر ابنُ دريد هذا الشعرَ فقال : وَصفَ الشاعِرُ طَبِيباً يُدَاوِى شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ فهو يَجْزَع من هَوْلِهَا فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد والمَغَاريد : جَمعُ مُغْرُودٍ وهو صَمْغٌ معرُوف . وقال غيره : استُ الطبيبِ يُراد بها مِيلُهُ وشَبَّهَ ما يَخرج من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد . وقيل : الحَجُّ : أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ وفيَخْتَلِطَ الدَّمُ بالدِّماغِ فيُصَبَّ عليه السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهَر الدَّمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ . وقال الأَصمَعِيّ : الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ : الذي قد عُوِلجَ وهو ضَرْبٌ من عِلاجها . وقال ابنُ شُميل الحَجُّ : أَنْ تُفْلَقَ الهامَةُ فتُنْظَرَ هل فيها عَظْمٌ أَو دَمٌ قال : والوَكْسُ : أَن يَقَعَ في أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ أَو يُصيبَها عَنَتٌ . وقيل : حَجّ الجُرْحَ : سَبَرَه ليَعرفَ غَوْرَه عن ابن الأَعرابيّ . وقيل : حَجَجْتُها : قِسْتُهَا . وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّه حَجّاً : قَطَعَه من الجُرْحِ واسْتَخْرَجَه . الحَجُّ : " الغَلَبَةُ بالحُجَّةِ " يقال : حَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً إِذا غَلَبَه على حُجَّتِهِ . وفي الحَدِيث : " فحَجَّ آدَمُ مُوسَى " أَي غَلَبَه بالحُجَّة وفي حديث معاويةَ : " فجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي " أَي أَغلِبُه بالحُجَّة . الحَجُّ : " كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ " وقد حَجَّ بنو فُلان فُلاناً إِذا أَطالُوا الاختلافَ إِليه وفي التّهذيب : وتقولُ : حَجَجْتُ فُلاناً إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ فقيل : حُجَّ البيتُ ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ : قال المُخَبَّلُ السَّعْدىّ :
وأَشْهَدُ من عَوْف حُلُولاً كِثيرَةً ... يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ والمُزَعْفَرَا أَي يَقْصِدُونَه ويَزْورُونَه . قال ابن السِّكِّيت : يقول : يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه هذا الأَصلُ ثمّ تَعُورِف استعمالُه في " قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ " . وفي اللسان : الحَجُّ : قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى البَيْت بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً تقول : حَجَجْتُ البَيتَ أَحُجُّه حَجّاً إِذا قصَدْتَه وأَصْلُه من ذلك . وقال بعضُ الفُقَهَاءِ : الحَجُّ : القَصْدُ وأُطْلِق على المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ أَو الحَلْق وأُطْلِق على المَناسكِ لأَنَّ تمامَها به أَو إِطَالَة الاختلاف إِلى الشّىْءِ وأُطلقَ عليها لذلك . كذا في شرْح شيخنا . تقول : حَجَّ البَيْتَ يَحُجُّه حَجّاً و " هو حَاجٌّ " ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ في ضرورةِ الشِّعر قال الرَّاجز :
" بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ " وحَاجِجِ " و " ج : حُجَّاجٌ : كعُمّارٍ وزُوَّارٍ وحَجِيجٌ " قال الأَزهريّ ومثلُه : غازٍ وغَزِىٌّ وناجٍ ونَجِىٌّ ونَادٍ ونَدِىٌّ للقوم يَتَنَاجَوْن يَجْتَمِعُون في مَجلسٍ وللعادِينَ على أَقدامِهم عَدِىٌّ . ونقل شيخنا عن شروحِ الكافيةِ والتَّسْهِيل : أَنَّ لفظَ حَجِيج اسمُ جَمْعٍ والمصنّف كثيراً ما يُطْلِقُ الجمْعَ على ما يكون اسمَ جمعٍ أَو اسم جِنْسٍ جَمعىّ ؛ لأَن أَهل اللغة كثيراً ما يريدون من الجمعِ ما يدُلّ لفظُه على جمع كهذا ولو لم يكنْ جَمْعاً عند النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف . يُجمع على " حُجٍّ " بالضّمّ كبازلٍ وبُزْلٍ وعائِذٍ وعُوذٍ وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ ويذكر ما صنعه الجَحَّافُ بنُ حَكِيمِ السُّلَمِىّ من قتل بنى تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر وهو ماءٌ لبنى تَميم :
قَدْ كَانَ في جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ ... أَوفِى الذِينَ على الرُّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ ... حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُيقول : لما كَثُرَت قَتْلَى بنى تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ فحُرِّقُوا ؛ لِيزولَ نَتْنُهُم والرَّحُوب : ماءٌ لبنى تَغْلِب والمشهور روايةُ البَيْت " حِجٌّ " بالكسر وهو اسْمُ الحَاجِّ وعافِيَةُ النُّسور : هي الغَاشِيَة التي تَغْشَى لُحُومَهم وذو المَجَاز : من أَسواقِ العَرَبِ . ونقل شيخُنا عن ابن السّكّيت : الحجُّ بالفتح : القَصْدُ وبالكسر : القَومُ الحُجَّاج . قلت : فيستدْرَك على المصنّف ذلك . وفي اللسان : الحِجُّ بالكسر : الحُجَّاجُ قَال :
" كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
" أَصواتُ حِجٍّ من عُمَانَ عَادِى هكذا أَنشدَه ابنُ دُريد بكسر الحاءِ . " وهي حَاجَّةٌ من حَوَاجّ " بيتِ الله بالإِضافَة إِذا كُنّ قد حَجَجْنَ وإِنْ لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ قلت : حَوَاجُّ بيْتَ اللهِ فتنصب البيت ؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ في حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لا ينصرف كما يُقَال : هذا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ وضارِبٌ زَيْداً غداً فتَدُلّ بحذفِ التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه وبإِثْبَاتِ التَّنْوِين على أَنه لم يَضرِبْه كذا حقّقه الجوهرىّ وغيره . الحِجُّ " بالكسرِ : الاسْمُ " قال سيبويه : حَجَّهُ يَحُجُّهُ حِجّاً كما قالوا : ذَكَرَهُ ذِكْراً . وقال الأَزْهَرِيّ : الحَجُّ : قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ وبعضٌ يكسِر الحاءَ فيقول الحِجُّ والحِجَّةُ وقُرِئَ " وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ " والفتح أَكثر . وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى " وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ " يُقْرَأُ بفتح الحاءِ وكسرها والفَتْحُ الأَصل . وروى عن الأَثْرَمِ قال : والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائِيّ بينهما فُرْقانٌ . " والحِجَّةُ " بالكسر " المَرَّةُ الواحِدَةُ " من الحَجِّ وهو " شَاذٌّ " لورودِه على خلاف القِياس ؛ " لأَنَّ القِيَاسَ " في المَرَّةِ " الفَتْحُ " في كلّ فعلٍ ثلاثيّ كما أَنَّ القياسَ فيما يَدُلُّ على الهَيْئَةِ الكسرُ كذا صرّح به ثعلب في الفصيح وقَلَّدَه الجوهريُّ والفيوميّ والمضّف وغيرهم . وفي اللّسان : روى عن الأَثْرَمِ وغيره : ما سمعْنَا من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً ولا رأَيْتُ رَأْيَةً وإِنما يقولون : حَجَجْتُ حِجَّةً . وقال الكسائيُّ : كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلةً إِلا قَوْلَهُم : حَجَجْتُ حِجَّةً ورأَيت رُؤْيَةً فتبين أَنّ الفَعْلَة للمرّة تقال بالوجهين : الكسرِ على الشُّذُوذِ وقال القاضي عياض : ولا نَظِيرَ له في كلامهم والفتحِ على القِياس . الحِجَّةُ " : السَّنَةُ " والجَمْعُ حِججٌ . الحِجَّةُ والحَاجَّةُ : " شَحْمَةُ الأُذُنِ " الأَخِيرَة اسمٌ كالكاهِلِ والغَارِبِ قال لَبيدٌ يذكر نساءً :
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ فِي كُلّ حِجَّةٍ ... وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عليها مَهَابَةٌ ... وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ أَي يَثْقُبْنَه والوَصائل : بُرُودُ اليَمَنِ واحدتها وَصيلَة والعُونُ : جمع عَوان للثَّيّبِ وقال بعضُهم : الحِجّة هنا المَوْسِمُ . " ويُفْتَحُ " كذا ضُبطَ بخطّ أَبي زكريّا في هامش الصحاح . عن أَبي عَمرٍو : الحِجَّةُ : ثُقْبَةُ شَحْمَةِ الأُذن والحَجَّةُ " بالفتح : خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ في الأُذُنِ " قال ابن دُريد : وربما سُمّيتْ حاجَّةً . الحُجَّةُ " بالضَّمّ " : الدَّلِيلُ و " البُرْهَانُ " وقيل : ما دُفِعَ به الخَصْمُ وقال الأَزهريّ : الحُجَّةُ : الوَجْهُ الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخُصومة . وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها تُحَجُّ أَي تُقْصَدُ ؛ لأَنّ القَصْدَ لها وإِليها وجمعُ الحُجّة حُجَجٌ وحِجَاجٌ . " والمِحْجاجُ " بالكسر : " الجَدِلُ " ككَتِفٍ وهو الرَّجلُ الكثيرُ الجَدَلِ . تقول : " أَحْجَجْتُه " إِذا " بَعَثْتُه ليَحُجّ " . قولهم : و " حَجَّةِ اللهِ لا أَفْعَلُ بفتح أَوّلِه وخَفْضِ آخِرهِ : يَمِينُ لَهُمْ " كذا في كُتُبِ الأَيْمَانِ . " وحَجْحَجَ " بالمَكَان : " أَقَامَ " به فلم يَبْرَحْ كتَحَجْحَجَ . الحَجْحَجَةُ : النُّكُوصُ يقال : حَمَلُوا على القَومِ حَمْلَةً ثمّ حَجْحَجُوا . وحَجْحَجَ الرّجُلُ : " نَكَصَ " وقيل عَجَزَ وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
" ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ بالمُحَجْحِجِأَي ليس بالمُتَوَانِي المُقَصِّر . حَجْحَجَ عن الشْىءِ : " كَفَّ " عنهُ . حَجْحَجَ الرّجلُ : أَرادَ أَن يقولَ ما فيه نفسِه ثم " أَمْسَكَ عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ " . وفي المحكم : حَجْحَجَ الرجلُ : لم يُبْدِ ما في نفسِه . والحَجْحَجَةُ : التَّوَقُّفُ عن الشىْءِ والارْتِدَاعُ . " والحَجَوَّجُ كَحَزَوَّرٍ " أَي بفتح أَوّله وتشديد ثالثه المفتوح " : الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى " وأَنشد :
" أَجَدُّ أَيّامِكَ من حَجَوَّجِ
" إِذا اسْتَقَامَ مَرَّوً يُعَوَّجِ " والحُجُجُ بضمتين : الطُّرُقُ المُحَفَّرَةُ " ومثله في اللّسَان قال شيخُنا : وهو صَريحٌ في أَنّه جَمعٌ وهل مفردُه حَجِيجٌ كطَرِيقٍ ؟ أَو حِجَاجٌ ككِتَاب ؟ أَو لا مُفردَ له ؟ احتمالاتٌ وسيأْتي . الحُجُجُ " الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ " ومفردُه حَجِيجٌ كطَرِيق حَجَجْتُه حَجّاً فهو حَجِيجٌ وقد تقدَّم . من المجاز : " الحَجَاجُ " بالفتح " ويُكْسَرُ : الجَانِبُ " والنّاحيةُ وحَجَاجَا الجَبَلِ : جانِبَاه . الحِجَاجُ والحَجَاجُ : " عَظْمٌ " مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ " يَنْبُتُ عليه الحَاجِبُ " ويقال : بل هو الأَعلَى تحتَ الحاجِبِ وأَنشد قولَ العَجّاج :
" إِذا حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا وقال ابن السّكّيت : هو الحَجاجُ . والحَجَاجُ : العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ وعليه مَنْبَتُ شَعَرِ الحاجب وفي الحديث " كانَت الضَّبُعُ وأَلادُها في حَجَاجِ عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ " وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ " فجَلَسَ في حَجَاجِ عَيْنِه كذا وكذا نَفَراً " يعني السَّمَكَةَ التي وجَدُوهَا على البحر . وأَما قولُ الشّاعر :
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها ... كَلاَلٌ فحَالَتْ في حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرِ فإِنّ ابنَ جِنّى قال : يريدُ في حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ فحذف للضَّرُورة . قال ابن سيده : وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ . والجمعُ أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ بضمتين . قال أَبو الحسن : الحُجُجُ شاذٌّ ؛ لأَن ما كان من هذا النَّحْوِ لم يُكَسَّر على فُعُلٍ ؛ كراهيةَ التَّضْعِيفِ فأَمّا قوله :
" يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
" للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
" كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قياس وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً . الحَجَاجُ " : حاجِبُ الشَّمْسِ " يقال : بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ أَي حاجِبُها وهو قَرْنُهَا وهو مَجاز . " والحَجْحَجُ : الفَسْلُ " الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر . " واس " هكذا في نسختنا وفي اللسان وغيره من أُمهات اللُّغة ورَأْسٌ " أَحَجُّ : صُلْبٌ " قال المَرَّارُ الفَقْعَسىّ يَصف الرِّكابَ في سَفرٍ :
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ ... أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ" وفرس أحج : أحق " وسيأتي في القاف . يقال للرجل الكثير الحج : إنه لحجاج بفتح الجيم من غير إمالة وكل نعت على فعال فهو غير ممال الألف فإذا صيروه اسما خاصا تحول عن حال النعت ودخلته الإمالة كاسم الحجاج والعجاج . وفي اللسان : الحجاج أماله بعض أهل الإمالة في جميع وجوه الإعراب على غير قياس في الرفع والنصب ومثل ذلك الناس في الجر خاصة قال ابن سيده : وإنما مثلته به ؛ لأن ألف الحجاج زائدة غير منقلبة ولا يجاورها مع ذلك ما يوجب الإمالة وكذلك الناس ؛ لأن الأصل إنما هو الأناس فحذفوا الهمزة وجعلوا اللام خلفا عنها كالله إلا أنهم قد قالوا : الأناس قال : وقالوا : مررت بناس فأمالوا في الجر خاصة تشبيها للألف بألف فاعل ؛ لأنها ثانية مثلها وهو نادر ؛ لأن الألف ليست منقلبة فأما في الرفع والنصب فلا يميله أحد . وقد يقولون : " حجاج " بغير ألف ولام وهو " اسم " رجل كما يقولون : العباس وعباس . حجاج " : ة ببيهق " . " ويحج " - بصيغة المضارع - " الفاسي : أبو عمران موسى بن أبي حاج : فقيه " مالكي شارح المدونة وغيرها ترجمة أحمد باب السوداني في كفاية المحتاج . " والتحاج : التخاصم "
ومما يستدرك عليه : قولهم : أقبل الحاج والداج يمكن أن يراد به الجنس وقد يكون اسما للجمع كالجامل والباقر . وروى الأزهري عن أبي طالب في قولهم : ما حج ولكنه دح قال : الحج : الزيارة والإتيان . وإنما سمى حاجا بزيارة بيت الله تعالى قال والداج : الذي يخرج للتجارة وفي الحديث : " لم يترك حاجة ولا داجة " الحاج والحاجة : أحد الحجاج والداج والداجة : الأتباع يريد الجماعة الحاجة ومن معهم من أتباعهم ومنه الحديث : " هؤلاء الداج وليسوا بالحاج " . واحتج الشىء : صلب . واحتج البيت كحجه عن الهجرى وأنشد :
تركت احتجاج البيت حتى تظاهرت ... على ذنوب بعدهن ذنوب وذو الحجة : شهر الحج ؛ سمى بذلك للحج فيه والجمع ذوات الحجة ولم يقولوا : ذوو على واحده ونقل القزاز - في غريب البخارى - : وأما ذو الحجة للشهر الذي يقع فيه الحج فالفتح فيه أشهر والكسر قليل ومثله في مشارق عياض ومطالع ابن قرقول . قال الأزهري : ومن أمثال العرب : " لج فحج " . معناه : لج فغلب من لاجه بحججة يقال : حاججته أحاجه حجاجا ومحاجة حتى حججته أي غلبته بالحجج التي أدليت بها وقيل : معناه : أي أنه لج وتمادى به لجاجه وأداه اللجاج إلى أن حج البيت الحرام " وما أراده أريد أنه هاجر أهله بلجاجه حتى خرج حاجا " . وسلك المحجة وهي الطريق . وقيل : جادة الطريق وقيل : محجة الطريق : سننه والجمع المحاج تقول : عليكم بالمناهج النيرة والمحاج الواضحة . والحجة بالضم : مصدر بمعنى الاحتجاج والاستدلال . وفي التهذيبك محجة الطريق : هي المقصد والمسلك . وفي حديث الدجال : " إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه " أي محاججه ومغالبه بإظهار الحجة عليه . والحجج : الوقرة في العظم . وحجحج : من زجر الغنم . وحجحج وتحجحج : صاح . وكبش حجحج أي عظيم قال :
" أرسلت فيها حجحجا قد أسدسا ومن أمثال الميداني قولهم : " نفسك بما تحجحج أعلم " أي أنت بما في قلبك أعلم من غيرك