العَوَرُ - أَطْلَقَهُ المصنّفِ فأَوْهَم أَنّه بالفتح وهو مُحرَّك وكأَنَّه اعتمد على الشُّهْرَة ؛ قاله شَيْخُنا - ذَهابُ حِسِّ إِحْدَى العَيْنَيْنِ . وقد عَوِرَ كفرِحَ عَوَراً وإِنّمَا صَحَّت العَيْنُ في عَوِر لأَنّه في معنَى ما لابُدَّ من صِحَّتِه . وعارَ يَعارُ وعَارَتْ هي تَعَارُ وتِعَارُ الأَخِيرُ ذَكَرَه ابنُ القَطّاع واعْوَرَّ واعْوارَّ كاحْمَرَّ واحْمارَّ الأَخيرَةُ نَقَلَها الصاغانيّ فهو أَعْوَرُ بَيِّن العَوَرِ . وفي الصّحاح عَوِرَتْ عَيْنُه واعْوَرَّت إِذا ذَهَبَ بَصَرُها وإِنّمَا صَحَّت الواو فيه لِصِحَّتها في أَصْله وهو اعْوَرَّت لِسُكُون ما قَبْلَهَا ثم حُذِفَت الزَّوَائدُ : الأَلِفُ والتَّشْدِيد فبَقِى عَوِرَ يَدُلّ على أَنّ ذلك أَصْلُه مَجئُ أَخواتِه على هذا : اسْوَدَّ يَسْوَدّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ ولا يقال في الأَلْوَان غَيْرُه . قال : وكذلك قِياسُه في العُيثوب : اعْرَجَّ واعْمَىَّ في عَرِجَ وعَمِىَ وإِنْ لم يُسْمَعْ ج عُورٌ وعِيرَانٌ وعُورَانٌ . وقال الأَزهريّ : عَارَتْ عَيْنُه تَعاُر وعَوِرَتْ تَعْوَرُ واعْوَرَّت تَعْوَرّ واعْوَارّت تَعْوَارّ : بمعنىً واحد . وعارَُه يَعُورُهُ وأَعْوَرَهُ إِعْوَاراً وعَوَّرَهُ تَعْوِيراً : صَيَّرَهُ أَعْوَرَ . وفي المحكم : وأَعْوَرَ اللهُ عَيْنَ فُلان وعَوَّرها . ورُبّمَا قالوا : عُرْتُ عَينَه . وفي تَهْذِيبِ ابن القَطّاع : وعَارَ عَيْنَ الرَّجُلِ عَوْراً وأَعْوَرَهَا : فَقَأَها وعَارَتْ هي وعَوَّرتُها أَنا وعَوِرَتْ هي عَوَراً وأَعْوَرَتْ : يَبِسَتْ . وفي الخَبَر : الهَدِيَّةُ تَعُورُ عَيْنَ السُّلْطَانِ . ثمّ قال : وأَعْوَرْتُ عينَه لغة انتَهى . وأَنشد الأَزهريّ قولَ الشاعر :
فجاءَ إِلَيْهَا كاسِراً جَفْنَ عَيْنِه ... فقُلْتُ له مَنْ عارَ عَيْنَكَ عَنْتَرَهْ يقولُ : مَنْ أَصابَها بعُوّار ؟ ويقال : عُرْتُ عَيْنَه أَعُورها وأَعارُها من العائر . والأَعْوَرُ : الغُرابُ على التَّشاؤُم به لأَنَّ الأَعْوَر عندهم مَشْؤُومٌ . وقِيل : لِخِلافِ حالِه لأَنّهم يقولونَ : أَبْصَرُ من غُراب . وقالُوا : إِنّما سُمِّيَ الغُرابُ أَعْوَرَ لحِدَّة بَصَرِه كما يُقَال للأَعْمَى : أَبو بَصِيرٍ وللحَبَشِيّ أَبو البَيْضَاءِ ويقال للأَعْمَى : بَصِيرٌ وللأَعْوَرِ : الأَحْوَلُ وفي التكملة : ويُقال : سُمِّىَ الغُراب أَعْوَرَ لأَنّه إِذا أَرادَ أَنْ يَصِيحَ يُغمِّضُ عَيْنَيْه كالعُوَيْرِ على تَرْخِيم التَّصْغِير . قال الأَزهريّ : سُمِىَ الغُرَابُ أَعْوَر ويُصُاح به فيُقَال : عُوَيْرُ عُوَيْرُ وأَنشد : وصِحاحُ العُيُونِ يُدْعَوْنَ عُورََا . وقِيلَ : الأَعْوَرُ : الرَّدِئُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ من الأُمورِ والأَخْلاقِ وهي عَوْرَاءُ . والأَعْوَر أَيضاً : الضَّعِيفُ الجَبَانُ البَلِيدُ الَّذي لا يَدُلّ على الخَيْرِ ولا يَنْدَلُّ ولا خَيْرَ فيه قاله ابنُ الأَعرابيّ وأَنْشد : إِذا هَابَ جُثْمَانَه الأَعْوَرُ . يَعْنِي بالجُثْمَان سَوادَ الليل ومُنْتَصَفَه . وقيل : هو الدَّلِيلُ السَّيِّئُ الدَّلالةِ الذي لا يُْحِسُن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ؛ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيضاً وأَنْشَد :
ما لَكَ يا أَعْوَرُ لا تَنْدَلُّ ... وكَيفَ يَنْدَلُّ امْرُؤُ عِثْوَلُّ
والأَعْوَرُ من الكُتُبِ : الدارِسُ كأَنَّه من العَوَر وهو الخَلَلُ والعَيْبُ . ومن المَجَاز : الأَعْوَرُ : مَنْ لا سَوْطَ مَعَهُ والجَمْع عُورٌ ؛ قاله الصاغانيّ . والأَعْوَرُ : مَنْ لَيْسَ له أَخٌ من أَبَوَيْه وبه فُسِّر ما جاءَ في الحَدِيث لَمَّا اعْتَرَضَ أَبو لَهَب على النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند إِظهارِ الدَّعْوَةِ قال له أَبو طالِب : يا أَعْوَرُ ما أَنتَ وهذا ؟ لم يَكُنْ أَبو لَهَب أَعْوَرَ ولكنّ العَرَب تقولُ لِلَّذِي لَيْسَ له أَخٌ من أُمّه وأَبِيه : أَعْوَرُ . ومن المَجَاز : الأَعْوَرُ : الَّذِي عُوِّرَ أَي قُبِّحَ أَمْرُه ورُدَّ ولم تُقْضَ حاجَتُه ولم يُصِبْ ما طَلَب ولَيْسَ مِنْ عَوَرِ العَيْن ؛ قاله ابن الأَعرابيّ وأَنْشَد للعَجّاج : وعَوَّرَ الرَّحْمنُ مَنْ وَلَّى العَوَرْ . ويُقَال : معناه : أَفْسَدَ من وَلاَّه وجَعَلَه وَلِيّاً لِلْعَوَر وهو قُبْحُ الأَمْرِ وفَسَادُه . والأَعْوَرُ : الصُّؤَابُ في الرَأْس ج أَعاوِرُ نقله الصاغانيّ . وفي الأساس : رأْسه يَنْتَعِشُ أَعاوِرَ أَي صِبْاناً الواحِدُ أَعْوَرُ . ومن المَجَازِ : الأَعْوَرُ من الطَّرِيق : الَّذِي لا عَلَمَ فيه يقال : طَرِيقٌ أَعْوَرُ كأَنَّ ذلك العَلَم عَيْنُه وهو مَثَلٌ . وفي بعض النُّسخ : من الطّرُق . والعائِر : كلُّ ما أَعَلَّ العَيْنَ فعَقَرَ سُمِّيَ بذلك لأَنَّ العَيْنَ تُغْمَضُ له ولا يَتَمَكَّنُ صاحبُها من النَّظَر لأَنَّ العَيْن كأَنّها تَعْوَرُ وقيل : العَائِرُ : الرَّمَدُ . وقيل : هو القَذَى في العَيْنِ اسمٌ كالكاهِل والغارِب كالعُوّار كرُمّانٍ وهو الرَّمَصُ الَّذِي في الحَدَقَةِ . ويقالُ : بِعَيْنِه عُوّارٌ أَي قَذىً . وجَمْعُ العُوّارِ عَوَاوِيرُ وقد جاءَ في قَوْل الشاعِرِ بحَذْفِ الياءِ ضَرُورَةً : وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَوَاوِرِ . ورَوَى الأَزهرِيّ عن اليَزِيدِيّ : بعَيْنِه ساهِكٌ وعائِرٌ وهُمَا من الرَّمَدِ . وقال اللَّيْث : العائرُ : غَمَصَة تَمُضُّ العَيْنَ كأَنَّمَا وَقَع فيها قَذىً وهو العُوّارُ . قال : وعَيْنٌ عائِرَةٌ : ذاتُ عُوّارٍ ولا يُقَال في هذا المعنَى : عارَتْ إِنّمَا يُقَال : عارَتْ إِذا عَوِرَتْ . وقِيل : العائرُ : بَثْرٌ يكون في الجَفْنِ الأَسْفَلِ من العَيْنِ وهو اسمٌ لا مَصْدَر بمَنْزِلَة الفالِج والباغِز والباطِل وليس اسمَ فاعِل ولا جارِياً على مُعْتَلٍّ وهو كما تَراه مُعْتَلّ . والعائِرُ من السِّهام : ما لا يُدْرَي رامِيهِ وكذا من الحِجَارَة . ومن ذلك الحدِيث : أَنَّ رَجُلاً أَصابَهُ سَهْمٌ عائِرٌ فقَتَلَه والجمع العَوَائِرُ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
أَخْشَى عَلَى وَجْهِكَ يا أَمِيرُ ... عَوائِراً من جَنْدَلٍ تَعِيرُ وفي التَّهْذِيب في ترجمة نسأَ : وأَنشد لمالِكِ بن زُغْبَةَ الباهِلِيّ :
إِذا انْتَسَؤُوا فَوْتَ الرِّمَاحِ أَتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيرُهاقال ابنُ برّىّ : عَوائرُ نَبْلٍ أَي جَماعَةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقَة لا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَتْ . وعائِرُ العَيْنِ : ما يَمْلَؤُها من المالِ حتَّى يَكادَ يَعُورُها . يُقال : عَلَيْه من المالِ عائِرَةُ عَيْنَيْنِ وعَيِّرةُ عَيْنَيْن بتَشْدِيدِ الياءِ المَكْسُورة كِلاهُما عن اللّحْيَانيّ أَي كَثْرةٌ تَمْلأُ بَصَرَهُ . وقال مرّة : أَي ما يَكادُ مِنْ كَثْرَتِه يَفْقَأُ عَيْنَيِه . وقال الزمخشريّ : أَي بما يَمْلَؤُهما ويَكادُ يُعَوِّرهُما . وقال أَبو عُبَيْد : يُقَال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه : تَرِدُ على فُلانٍ عائِرَةُ عَيْنٍ وعائِرَةُ عَيْنَيْن أَي تَرِد عليه إِبِلٌ كثيرةٌ كأَنّهَا من كثْرتها تَمْلأُ العَيْنَيْن حتَّى تكادَ تَعُورُهما أَي تَفْقَؤُهما . وقال أَبو العبّاس : معناه أَنّه مِنْ كَثْرَتها تَعِير فيها العَيْن . وقال الأَصمعيّ : أَصْلُ ذلك أَنّ الرَّجلَ من العَرَبِ في الجاهلية كان إِذا بَلَغ إِبلُه أَلْفاً عارَ عَيْنَ بَعِير منها فأَرادُوا بعائِرَةِ العَيْنِ أَلْفاً من الإِبِل تُعَوَّرُ عَيْنُ واحِدٍ منها . قال الجَوْهَرِيّ : وعنده من المالِ عائِرَة ُعَيْنٍ أَي يَحارُ فيه البَصَر من كَثْرتِه كأَنّه يَمْلأُ العَيْن فيَعُورُها . وفي الأَساسِ مِثْلُ ما قاله الأَصمعيّ . والعِوَارُ مُثلَّثَةً الفَتْحُ والضَّمُّ ذَكَرَهُما ابنُ الأَثِير : العَيْبُ يقال سِلْعَةٌ ذاتُ عِوَار أَي عَيْبٍ . وبه فُسِّر حَدِيثُ الزَّكاة : لا يُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ هَرمَةٌ ولا ذاتُ عَوَارٍ . والعَوَار أَيضاً : الخَرْقُ والشَّقُّ في الثَّوْبِ والبَيْتِ ونَحْوِهما . وقيل : هو عَيْبٌ فِيهِ - فلم يُعَيِّنْ ذلك - قال ذو الرُّمةِ :
تُبَيِّنُ نِسْبَةَ المَرَثِىّ لُؤْماً ... كما بَيَّنْتَ في الأَدَمِ العَوَارَا والعُوّارُ كرُمّانٍ : ضَرْبٌ من الخَطاطِيفِ أَسْوَدُ طَوِيلُ الجَنَاحَيْن . وعَمَّ الجَوْهَرِيُّ فقال : هو الخُطّافُ ويُنْشَد : كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ . الصِّيقُ : الغُبَار . والعُوّار : اللَّحْم الذِي يُنْزَع من العَيْنِ بَعدَما يُذَرّ عَلَيْه الذَّرُور وهُوَ من العُوّار بمَعْنَى الرَّمَصِ الّذِي في الحَدَقَةِ كالعَائِر والجَمْعُ عَوَاويِرُ وقد تَقَدّم . والعُوّار : الَّذِي لا بَصَرَ لَهُ في الطَرِيقِ ولا هِدايَةَ وهو لا يَدُلُّ ولا يَنْدَلّ كالأَعْوَر ؛ قاله الصاغانيّ . وفي بعض النُّسخ : بالطَّرِيق ومِثْلُه في التّكْمِلَة . ولو قال عِنْدَ ذِكْر معانِي الأَعْوَرِ : والدَّلِيل السَيِّئُ الدَّلالَة كالعُوّار كان أَخْصَرَ . والعُوّارُ : الضَّعِيفُ الجَبَانُ السَّرِيعُ الفِرَارِ كالأَعْوَر . ولو ذَكَرهُ في مَعانِي الأَعْوَرِ بعد قوله : الضَّعِيفُ الجَبَانُ فقال : كالعُوَّار كان أَخْصَرَ . ج عَواوِيرُ قال الأَعْشَى :
غَيْرُ مِيلٍ ولا عَواوِيرَ في الهَيْ ... جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفَالِ قال سيبويه : ولم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنّهُم قَلَّمَا يَصِفُون به المُؤَنّث فصار كمِفْعالٍ ومِفْعِيل ولم يَصِر كفَعّال وأَجْرَوْه مُجْرَى الصِّفَة فجَمَعُوه بالواو والنُّون كما فَعلُوا ذلك في حُسّان وكُرّام . وقال الجوهَرِيّ : جَمْع العُوّارِ الجَبَانِ العَوَاوِيرُ . قال : وإِنْ شِئْتَ لم تُعَوِّضْ في الشّعر فقُلْتَ : العَوَاوِرُ . وأَنشد لِلَبِيدٍ يُخَاطِبُ عَمَّه ويُعاتِبُه :
وفي كُلِّ يَوْمٍ ذِي حِفاظٍ بَلَوْتَنِى ... فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْهُ العَوَاوِرُوقال أَبو عليّ النحويّ : إِنّمَا صَحّت فيه الوَاوُ مع قُرْبِها من الطَّرَفِ لأَنّ الياءَ المحذوفةَ للضرورة مُرادَةٌ فهي في حُكْمِ ما في اللَّفْظ فلمّا بَعُدَتْ في الحُكْم من الطَّرَف لم تُقْلَبْ همزةً . والّذِين حاجاتُهم في أَدْبارِهم : العُوّارَي هكذا في سائر النُّسخ . والصَّوابُ أَن هذه الجملةَ معطوفَةٌ على ما قَبْلها والمُرَاد والعُوّارُ أَيضاً : الَّذِين . . إِلى آخره وهكذا نقله صاحب اللسان عن كُراع . وشَجَرَةٌ هكذا في النّسخ وهُو بناءً على أَنَّه مَعْطُوفٌ على ما قَبْلَه . والصواب كما في التكملة واللسان : والعُوّارَى : شَجَرَةٌ يُؤْخَذ هكذا بالياءِ التحيّة والصواب : تُؤْخَذ جِراؤُهَا فتُشْدَخُ ثم تُيَبَّسُ ثم تُذَرَّى ثم تُحْمَل في الأَوْعِيَة فتُبَاع وتُتَّخذ منها مَخانِقُ بمَكَّةَ حَرَسها الله تَعالى ؛ هكذا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ . وقال ابنُ سِيدَه في المُحْكَم والعُوّارُ : شَجَرَةٌ تَنْبُتُ نِبْتَةَ الشَّرْيَةِ ولا تَشِبُّ وهي خَضْراءُ ولا تَنْبُت إِلاّ في أَجْوَافِ الشَّجَرِ الكِبَار . فَلِيُنْظَر هَلْ هي الشَّجَرَةُ المذكُورةُ أَو غَيْرُها ؟ ومن المَجَاز قولُهم : عجِبْتُ مِمَّنْ يُؤْثِرُ العَوْرَاء على العَيْنَاءِ أَي الكَلِمَة القَبِيحَةَ على الحَسَنَةِ ؛ كذا في الأَساس . أَو العَوْراءُ : الفَعْلَةُ القَبِيحَةُ وكِلاهُمَا من عَوَرِ العَيْن لأَنّ الكَلِمَة أَو الفَعْلة كأَنَّهَا تَعُورُ العَيْنَ فيَمْنَعُهَا ذلك من الطُّمُوحِ وحِدَّة النَّظَر ثم حَوَّلُوها إِلى الكَلِمَة أَو الفَعْلَة على المَثَل وإِنّمَا يُرِيدُون في الحَقِيقَة صاحِبَها . قال ابنُ عَنْقَاءَ الفَزازِيُّ يَمْدح ابنَ عَمَّه عُمَيْلَةَ وكان عُمَيْلَةُ هذا قد جَبَرَه من فَقْرٍ :
إِذا قِيلَتِ العَوْراءُ أَغْضَى كَأَنَّه ... ذَلِيلٌ بِلا ذُلٍّ ولو شاءَ لانْتَصَرْ وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَال لِلكَلِمَة القَبِيحَةِ : عَوْرَاءُ ولِلكَلِمَة الحَسْنَاءِ عَيْنَاءُ . وأَنشد قَوْلَ الشاعر :
وعَوْرَاءَ جاءَت من أَخ فرَدَدْتُها ... بسالِمَةِ العَيْنَيْنِ طالِبَةً عُذْرَا أَي بكَلِمَةٍ حَسْنَاءَ لم تَكُنْ عَوْرَاءَ . وقال اللَّيْث : العَوْرَاءُ : الكَلِمَة التي تَهْوِى في غَيْرِ عَقْلٍ ولا رُشْد . وقال الجوهريّ : الكَلِمَةُ العَوْرَاءُ : القَبِيحَة وهي السَّقْطَةُ قال حاتِمُ طَيّئ :
وأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادِّخارَهُ ... وأُعْرِض عن شَتْمِ اللَّئِيم تَكرُّمَا أَي لادِّخارِه . وفي حَدِيثِ عائشةَ رَضِيَ الله عنها : يَتَوَضَّأُ أَحَدُكم من الطَّعام الطَّيّبِ ولا يَتَوَضّأُ من العَوْرَاءِ يَقُولُها . أَي الكَلِمَة القَبِيحَة الزّائغَة عن الرُّشْد . وعُورَانُ الكَلامِ : ما تَنْفِيه الأُذنُ وهو منه الواحِدَة عَوْرَاءُ ؛ عن أَبي زَيْد وأَنشد :
وعَوْراءَ قد قِيلَتْ فلَمْ أَسْتَمِعْ لها ... وما الكَلِمُ العُورَانُ لي بقَتُولِوَصَفَ الكَلِمَ بالعُورَانِ لأَنّه جَمْعٌ وأَخْبَرَ عنه بالقَتُول - وهو واحد - لأَن الكَلِمَ يُذكَّر ويُؤَنَّث وكذلك كلُّ جمع لا يُفَارِق واحِدَه إِلاّ بالهاءِ ولك فيه كُلّ ذلك ؛ كَذا في اللّسان . قال الأَزْهَرِيّ : والعَرَبُ تقولُ للأَحْوَلِ العَيْنِ : أَعْوَرُ وللمَرْأَة الحَوْلاء : هي عَوْراءُ ورأَيْتُ في البادِيَة امْرَأَةً عَوْرَاء يُقَال لها حَوْلاءُ . والعَوَائِرُ من الجَرَادِ : الجَمَاعَاتُ المُتَفَرِّقَة منه وكذا من السِّهام كالعِيرَانِ بالكَسْر وهي أَوائلُة الذاهِبَةُ المُتَفَرِّقَةُ في قِلَّة . والعَوْرَةُ بالفَتْح : الخَلَلُ في الثَّغْرِ وغَيْرِه كالحَرْبِ . قال الأَزْهَرِيّ : العَوْرَةُ في الثُّغُورِ والحُرُوبِ : خَلَلٌ يُتَخَوَّفُ منه القَتْلُ . وقال الجَوْهَرِيّ : العَوْرَةُ : كلُّ خَلَلٍ يُتَخَوَّفُ منه من ثَغْرٍ أَو حَرْبٍ . والعَوْرَة : كُلّ مَكْمَنٍ للسَّتْرِ . والعَوْرَةُ : السَّوْأَةُ من الرَّجُل والمَرْأَةِ . قال المصَنِّف في البصائر : وأَصْلُها من العَار كأَنّه يَلْحَقُ بظُهُورِها عارٌ أَي مَذَمَّة ولذلك سُمِّيَت المَرْأَةُ عَوْرَةً . انتهى . والجَمْعُ عَوْرَاتٌ . وقال الجَوْهَرِيّ : إِنّمَا يُحَرَّك الثاني من فَعْلَةٍ في جَمْعِ الأَسماءِ إِذا لم يَكُنْ ياءً أَوْ وَاواً وقَرَأَ بَعْضُهُم : عَوَرَاتِ النِّسَاءِ . بالتَّحْرِيك . والعَوْرَةُ : الساعَةُ الّتي هي قَمَنٌ أَي حَقِيقٌ مِنْ ظُهُورِ العَوْرَةِ فِيها وهي ثَلاث ساعاتٍ : ساعَةٌ قبلَ صَلاَةِ الفَجْرِ وساعَةٌ عندَ نِصْفِ النَّهَارِ وساعةٌ بعدَ العِشَاءِ الآخِرَة . وفي التَّنْزِيل : ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُم . أَمرَ الله تَعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَلاّ يَدْخُلُوا في هذه الساعات إِلاَّ بِتَسْلِيم منهم واسْتِئذان . وكُلُّ أَمرٍ يُسْتَحْيَا منه إِذا ظَهَرَ : عَوْرَةٌ ومنه الحديث : يا رَسُولَ اللهِ عَوْرَاتُنا ما نَأْتِي منها وما نَذَر ؟ وهي من الرَّجُل ما بَيْنَ السُّرَّة والرُّكْبَة ومن المَرْأَة الحُرَّةِ جَمِيعُ جَسَدِهَا إِلاّ الوَجْهَ واليَدَيْنِ إِلى الكُوْعَيْن وفي أَخْمَصِها خِلافٌ ومن الأَمَةِ مِثْلُ الرَّجُل وما يَبْدُو منها في حَالِ الخِدْمَةِ كالرَّأْس والرَّقَبَة والساعِدِ فلَيْسَ بعَوْرة . وسَتْرُ العَوْرَةِ في الصَّلاة وغَيْرِ الصَّلاةِ واجِبٌ وفيه عند الخَلْوَة خِلافٌ . وفي الحديث : المَرْأَةُ عَوْرَة جَعَلَهَا نَفْسَهَا عَوْرَةً لأَنّهَا إِذا ظَهَرَتْ يُسْتَحْيَا منها كما يُسْتَحْيَا من العَوْرَةِ إِذا ظَهَرَتْ ؛ كذا في اللسان . والعَوْرَة من الجِبَال : شُقُوقُها والجَمْعُ العَوْراتُ . والعَوْرَةُ من الشَّمْسِ : مَشْرِقُهَا ومَغْرِبُها وهو مَجَازٌ . وفي الأَساس : عَوْرَتَا الشَّمْسِ : خافِقَاها . وقال الشاعِرُ :
تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرتَيْهَا ... إِذا الحِرْبَاءُ أَوْفَى للتَّنَاجِي هكذا فسّره ابنُ الأَعرابيّ وهكذا أَنشدَه الجوهريّ في الصحاح . وقال الصاغَاني : الصواب غَوْرَتَيْها بالغَيْن معجَمَة وهما جانِبَاها . وفي البَيْت تَحْرِيفٌ والرِّواية : أَوْفَى للبَرَاحِ والقَصِيدَة حائيّة والبيْتُ لبِشْرِ بن أَبي خازِم . ومن المَجَازِ : أَعْوَرَ الشَّيْءُ إِذا ظَهَرَ وأَمْكَنَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ لكُثَيِّر :
كَذاكَ أَذُودُ النَّفْسَ يا عَزُّ عنكمُ ... وقد أَعْوَرَتْ أَسْرَابُ مَنْ لا يَذُودُهَاأَعْوَرَت : أَمكنتْ أَي مَنْ لَمْ يَذُدْ نَفْسَه عن هَواهَا فَحُشَ إِعْوَارُهَا وفَشَت أَسْرَارُهَا والمُعْوِرُ : المُمْكِنُ البَيِّنُ الوَاضِحُ . وقولُهُم : ما يُعْوِرُ لَهُ شَئٌ إِلاَّ أَخَذَه أَي ما يَظْهَر . والعَرَبُ تقول : أَعْوَرَ مَنْزِلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرَةٌ . وأَعْوَرَ مَنْزِلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرَةٌ . وأَعْوَرَ الفَارِسُ : بدَا فيه مَوْضِعُ خَلَلٍ لِلضَّرْبِ والطَّعْنِ وهُو ممّا اشتُقَّ من المُسْتَعَار ؛ قاله الزمخشريّ . وقال ابنُ القَطّاع : وأَعْوَرَ البَيْتُ كذلك بانْهِدامِ حائِطه . ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : لا تُجْهِزُوا على جَرِيحٍ ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً هو من أَعْوَرَ الفارِسُ . وقال الشاعِرُ يصف الأَسَد : له الشَّدَّةُ الأُولَى إِذا القِرْنُ أَعْوَرَا . والعَارِيَّة مُشَدَّدةً فعليَّة من العارِ كما حَقَّقه المصنّف في البَصَائر . قال الأَزْهريّ : وهو قُوَيْلٌ ضَعِيفٌ وإِنّمَا غَرَّهم قولُهم : يَتَعَيَّرُون العَوارِيَّ ولَيْسَ على وَضْعِه إِنّما هي مُعَاقَبَةٌ من الواوِ إلى الياءِ . وفي الصّحاح : العارِيَّة بالتَّشْدِيد كأَنّها منسوبةٌ إِلى العارِ لأَنّ طَلَبَها عارٌ وعَيْبٌ . وقال ابنُ مُقْبِل :
فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنّمَا المالُ عارَةٌ ... وكُلْهُ مع الدَّهْرِ الذي هُوَ آكِلُهْ قلتُ : ومثلُه قولُ اللَّيْث . وقد تُخَفَّف . وكذا العَارَةُ : ما تَدَاوَلُوه بَيْنَهُم وفي حديث صَفْوَانَ بنِ أُمَيّة : عَارِيَّة مَضْمُونَة مُؤَدّاة العَارِيّة يجب رَدُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية . فإِنْ تَلِفَتْ وَجَبَ ضَمانُ قِيمَتِها عند الشافعيّ ولا ضَمانَ فيها عند أَبي حَنِيفَةَ . وقال المصنِّف في البصائر : قِيلَ للعارِيَّة : أَيْنَ تَذْهَبينَ ؟ فقالت : أَجْلُبُ إِلى أَهْلي مَذَمَّةً وعاراً . ج عَوَارِىُّ مُشَدَّدةً ومُخَفَّفةً قال الشاعر :
إِنّمَا أَنْفُسُنا عاريَةٌ ... والعَوَاريُّ قُصَارَى أَنْ تُرَدّ وقد أَعارَهُ الشيءَ وأَعارَه مِنْهُ وعَاوَرَه إِيّاهُ . والمُعَاوَرَةُ والتَّعاوُر : شِبْهُ المُدَاوَلَة . والتَّدَاوُلُ في الشيءِ يكونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ . ومنه قولُ ذِي الرُّمَّة :
وسِقْطِ كعَيْنِ الدِّيكِ عاوَرْتُ صاحِبِي ... أَبَاهَا وهَيَّأْنا لِمَوْقِعِها وَكْرَا يَعْنِي الزَّنْدَ وما يَسْقُطُ من نارِها . وأَنشد اللَّيْث : إِذا رَدَّ المُعَاوِرُ ما اسْتَعَارَا . وتَعَوَّرَ واسْتَعَارَ : طَلَبَهَا نحو تَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ وفي حديثِ ابنِ عَبّاس وقِصّةِ العِجْل : مِنْ حُلِىٍّ تَعَوَّرَهُ بَنُو إِسْرَائِيل أَي اسْتَعَارُوه . واسْتَعَارَه الشَّيْءَ واسْتَعَارَه منه : طَلَبَ منه إِعَارَتَه أَيْ أَنْ يُعِيرَه إِيّاه ؛ وهذه عن اللَّحْيَانيّ . قال الأَزْهريّ : وأَما العارِيَّة فإِنَّهَا منسوبةٌ إِلى العَارَةِ وهو اسمٌ من الإِعارَة تقول : أَعَرْتُه الشيءَ أُعيرُه إِعارَةً وعَارَةً كما قالوا : أَطَعْتُه إِطاعَةً وطَاعَةً وأَجَبْتُه إِجابَةً وجَابَةً . قال : وهذ كثيرٌ في ذَوات الثَّلاثِ منها الغارَةُ والدَّارَةُ والطَّاقَةُ وما أَشْبَهَهَا . ويُقَالُ : اسْتَعَرْتُ منه عارِيَّةً فأَعَارَنِيها . واعْتَوَرُوا الشَّيْءَ وتَعَوَّرُوه وتَعَاوَرُوه : تَدَاوَلُوه فيما بَيْنَهُم . قال أَبو كَبِيرٍ :
وإِذا الكُمَاةُ تَعَاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكَارَةِ في الجَزَاءِ المُضْعَفِقال الجَوْهَرِيّ : إِنّمَا ظَهَرَت الواوُ في اعْتَوَرُوا لأَنَّه في معنى تَعَاوَرُوا فبُنِىَ عليه كما ذَكَرْنا في تَجَاوَرُوا . وفي الحديث : يَتعاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يَخْتَلِفُون ويَتَنَاوَبُون كلّما مَضَى واحدٌ خَلَفَه آخَرُ . يقال : تَعَاوَرَ القومُ فُلاناً إِذا تَعَاوَنُوا عليه بالضَّرْب وَاحداً بعدَ وَاحد . قال الأَزهريّ : وأَما العارِيَّة والإِعَارَةُ والاسْتِعَارَةُ فإِنّ قولَ العَرَب فيها : هُمْ يَتعاورُون العَوَارِىّ ويَتَعَوَّرُونَهَا بالواو كأَنَّهم أَرادُوا تَفْرِقَةً بين ما يَتَرَدَّدُ من ذاتِ نَفْسِه وبين ما يُرَدَّدُ . وقال أَبو زَيْد : تَعَاوَرْنا العَوَارِيِّ تَعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بَعْضاً . وتَعَوَّرْنَا تَعَوُّراً إِذا كُنْتَ أَنْت المُسْتَعِيرَ . وتَعَاوَرْنا فُلاناً ضَرْباً إِذا ضَرَبْتَه مَرّة ثمّ صاحبُك ثمّ الآخَر . وقال ابنُ الأَعرابيّ : التَّعَاوُر والاعْتِوَارُ : أَنْ يَكُونَ هذا مَكانَ هذا وهذَا مَكانَ هذا . يُقَال : اعْتَوَراهُ وابْتَدّاهُ هذا مَرَّةً وهذا مَرّة ولا يُقَال : ابْتَدَّ زيدٌ عَمْراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عَمْراً . وعارَه قِيل : لا مُسْتَقْبَلَ له . قال يَعْقُوبُ : وقالَ بعضُهُم : يَعُورُه وقال أَبو شِبْل : يَعِيرُه وسيذكر في الياءِ أَيضاً أَي أخَذَهُ وذَهَبَ به وما أَدْرِى أَيُّ الجَرادِ عارَه أَيْ أَيُّ الناسِ أَخَذَه لا يُسْتَعْمَل إِلاّ في الجَحْد . وقِيلَ : مَعْنَاه ما أَدْرِى أَيُّ الناسِ ذَهَبَ به وحَكَى اللَّحْيَانيّ : أَراكَ عُرْتَه وعِرْتَه أَي ذَهَبْتَ به قال ابنُ جِنّى : كأَنّهم إِنّمَا لَمْ يَكَادُوا يَسْتَعْمِلُونَ مُضَارِعَ هذا الفِعْل لَمّا كانَ مَثَلاً جارِياً في الأَمْرِ المُنْقَضِى الفائت وإِذا كانَ كذلك فلا وَجْهَ لذِكْر المضارِع ها هنَا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا يَنْطِقُون فيه بيَفْعَل . أَو مَعْنَى عارَهُ أَتْلَفَه وأَهْلَكَه ؛ قاله بعضُهم . وعَاوَرَ المَكَايِيلَ وعَوَّرَها : قَدَّرَها كعَايَرَها بالياءِ لُغَة فيه وسيُذْكَر في عير . وعَيَّرَ المِيزَانَ والمِكْيالَ وعاوَرَهُما وعايَرَهُمَا وعايَرَ بَيْنَهُمَا مُعَايَرَةً وعِيَاراً بالكَسْر : قَدَّرَهُما ونَظَرَ ما بَيْنَهُمَا . ذكر ذلك أَبو الجَرّاحِ في بابِ ما خالَفَتِ العامّةُ فيه لُغَةَ العَرَب . وقال اللَّيْث : العِيَارُ : ما عايَرْتَ به المَكَايِيلَ فالعِيَارُ صَحِيحٌ تامّ وَافٍ . تَقُول : عايَرْتُ به أَي سَوَّيْتُه وهو العِيَارُ والمِعْيَارُ . وحقّ هذه أَنْ تُذْكَر في الياءِ كما سيأْتي . والمُعَارُ بالضَّمّ : الفَرَسُ المُضَمَّرُ المُقدَّحُ وإِنّمَا قِيل له المُعَارُ لأَنّ طَرِيقَةَ مَتْنِه نَبَتْ فصارَ لها عَيْرٌ ناتئٌ أَو المَنْتُوفُ الذَّنَبِ من قولِهم : أَعَرْتُ الفَرَسَ وأَعْرَيْتُه : هَلَبْتُ ذَنَبَه ؛ قاله ابنُ القَطّاع . أَو السَّمِينُ ويُقَال له : المُسْتَعِير أَيضاً من قولهم : أَعَرْتُ الفَرَسَ إِذا أَسْمَنْته . وبالأَقوالِ الثلاثة فُسِّر بيتُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِم الآتِي ذِكْرُه في عير . وعَوَّرَ الرّاعِي الغَنَمَ تَعْوِيراً : عَرَّضَهَا للضَّياعِ نقله الصاغانيّ . وعَوَرْتَا بفَتْح العَيْن والواوِ وسُكُون الرّاءِ : د بُلَيْدَة قُرْبَ نابُلُس الشَّأْمِ قيلَ بها قَبْرُ سَبْعِينَ نَبِيّاً من أَنْبِياءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ منهم سَيّدُنَا عُزَيرٌ في مَغَارَةٍ ويُوشَعُ فَتَى مُوسَى عليهم الصَّلاة والسَّلام ؛ ذكره الصاغانيّ . واسْتَعْوَرَ عن أَهْله : انْفَرَدَ عنهم ؛ نقله الصاغانيّ عن الفرّاءِ . وعُوَيْرٌ كزُبَيْرٍ مَوْضِعانِ أَحدُهُما على قِبْلَة الأَعْوَرِيَّة وهي قَرْيَةُ بَنِي مِحْجَن المالِكِيِّين . قال القُطاميّ :
حَتَّى وَرَدْنَ رَكِيّاتِ العُوَيْرِ وقَدْ ... كادَ المُلاءُ من الكُتّانِ يَشْتَعِلُ وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ : اسم رَجُل قال امرُؤ القَيْسِ :
عُوَيْرٌ ومَنْ مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه ... وأَسْعَدَ في لَيْلِ البَلابِلِ صَفْوانُويُقالُ : رَكِيّةٌ عُورانٌ بالضَّمّ : أَي مُتَهَدِّمةٌ للواحِدِ والجَمْع هكذا نَقَلَه الصاغانيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : عُورانُ قَيْس : خَمْسَةٌ شُعَراءُ عُورٌ : تَمِيمُ بنُ أُبَيّ بنِ مُقْبِل وهو من بَنِي العَجْلانِ بنِ عَبْدِ الله بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ والرّاعي واسمُه عُبَيْدُ بنُ حُصَيْن من بَنِي نُمَيْرِ بنِ عامِرٍ والشَّمّاخُ واسْمُه مَعْقِلُ بنُ ضِرارٍ من بَنِي جِحَاشِ بنِ بَجَالَةَ بنِ مازِنِ ابن ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ وعَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ وسيأْتي بَقِيَّةُ نَسَبِه في ف ر ص وحُمَيْدُ بنُ ثَوْر من بَنِي هِلالِ بنِ عامِر فارسُ الضَّحْيَاءِ . وفي اللسان ذَكَر الأَعْوَرَ الشَّنِّىّ بَدَلَ الراعِي . والعَوِرُ ككَتِفٍ : الرَّدِئُ السَّرِيرَةِ قَبِيحُها كالمُعْوِر من العَوَرِ وهو الشِّيْنُ والقُبْحُ . والعَوْرَةُ : الخَلَلُ في الثَّغْرِ وغَيْرِه وقد يُوصَف به مَنْكُوراً فيكونُ للواحِدِ والجَمِيع بلَفْظٍ وَاحدٍ . وفي التَّنْزِيل : إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ . فأَفْرَدَ الوَصْفَ والمَوْصُوفُ جَمْعٌ . وأَجْمَع القُرّاءُ على تَسْكِين الواو من عَوْرَة وقَرَأَ ابنُ عَبّاس رَضِيَ الله عنهما وجَمَاعَةٌ من القُرّاءِ إِنَّ بُيوتَنا عَوِرَةٌ على فِعْلَة وهي من شَواذّ القِرَاءَات أَي ذَاتُ عَوْرَة أَي لَيْسَت بحَرِيزَة بل مُمْكِنَة للسُّرّاقِ لخُلُوِّهَا من الرِّجال . وقِيلَ : أَي مُعْوِرَة أَي بُيُوتنا مِمّا يَلِي العَدُوَّ ونحْنُ نُسْرَقُ منها . فأَكْذَبَهُمُ الله تعالَى فقال : ومَا هِيَ بِعَوْرَةٍ . ولَكِنْ يُرِيدُون الفِرارَ عَنْ نُصْرَة النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم . فمَنْ قَرَأَ عوِرَةٌ ذَكَّرَ وأَنَّثَ ومن قَرَأَ عَوْرَةٌ قال في التَّذْكِيرِ والتَأْنِيث عَوْرَة كالمَصْدر . ومُسْتَعِير الحُسْنِ : طائِرٌ نقله الصاغَانيّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : قولُهُمْ : كُسَيْرٌ وعُوَيْرٌ وكُلٌّ غَيْرُ خَيْر . قال الجوهَرِيّ : يُقَال ذلك في الخَصْلَتَيْن المَكْرُهَتَيْن وهو تَصْغِيرُ أَعْوَرَ مُرَخَّماً . ومثلُه في الأساس . وعارَ الدَّمْعُ يَعِيرُ عَيَرَاناً : سالَ ؛ قاله ابنُ بُزُرْج وأَنشد :
ورُبَّتَ سائل عَنّي حَفِىٍّ ... أَعارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ تَعَارَا أَي أَدَمَعَتْ عَيْنُه ؟ والبيت لِعَمْرِو بن أَحْمَر الباهليّ . وقالُوا : بَدَلٌ أَعْوَرُ مَثَلٌ يُضْرَب للمذموم يَخْلُف بَعْدَ الرَّجُلِ المَحْمُود . وفي حَدِيث أُمّ زَرْع : فاسْتَبْدَلْتُ بَعْدَه وكُلُّ بَدَلٍ أَعْوَرُ . وهو من ذلك قال عبدُ الله بن هَمّامٍ السَلُوليّ لقُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِم ووُلِّىَ خُرَاسَانَ بَعْدَ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّب :
أَقُتَيْبَ قد قُلْنَا غَدَاةَ أَتَيْتَنَا ... بَدَلٌ لَعَمْرُكَ من يَزِيدٍ أَعْوَرُ ورُبَّمَا قالُوا خَلَفٌ أَعْوَرُ . قال أَبو ذُؤَيْب :
فأَصْبَحْتُ أَمشِي في دِيَارٍ كأَنَّهَا ... خِلافَ دِيَارِ الكاهِلِيَّةِ عُورُكأَنَّه جَمَع خَلَفاً على خِلاَفٍ مِثْل جَبَل وجِبَال . وبَنُو الأَعْوَر : قَبيلَةٌ سُمُّوا بذلك لِعَوَرِ أَبِيهِم . فأَمَّا قَوْلُه : في بلادِ الأَعْوَرِينَا . فعَلى الإِضافَةِ كالأَعْجَمِينَ وليس بجَمْعِ أَعْوَر لأَنّ مِثْلَ هذا لا يُسَلَّم عند سيبويه . وقد يكون العَوَر في غَيْر الإِنسان فيُقَال : بَعِيرٌ أَعْوَرُ . والأَعْوَرُ أَيضاً : الأَحْوَل . وقال شَمِر : عَوَّرتُ عُيُونَ المِيَاهِ إِذا دَفَنْتَهَا وسَدَدْتَها . وعَوَّرْتُ الرَّكيَّة إِذا كَبَسْتَها بالتُّراب حَتَّى تَنْسَدّ عُيُونُها . وفي الأَساس : وأَفْسَدَهَا حَتَّى نَضَب الماءُ وهو مَجازٌ وكذا أَعَرْتُهَا . وقد عارَتْ هِي تَعُورُ . وفَلاةٌ عَوْرَاءُ : لا ماءَ بها . وفي حديث عُمَر وذَكَرَ امرَأَ القَيْس فقال : افْتَقَرَ عن مَعانٍ عُورٍ . أَراد به المَعَانِيَ الغامِضَةَ الدَّقِيقَة . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العُوّارُ : البِئْرُ التي لا يُسْتَقَى منها . قال : وعَوَّرْتُ الرجلَ إِذا اسْتَسْقاكَ فلم تَسْقِه . قال الجَوْهَرِيّ : ويقال للمُسْتَجِيزِ الذِي يَطْلُب المَاءَ إِذا لم تَسْقِه : قد عَوَّرْتَ شُرْبَه . قال الفَرَزْدَق :
" مَتَى ما تَرِدْ يَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بِهَاأَدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَجِيزَ المُعَوَّرَا سَفَارِ : اسمُ ماءٍ والمُسْتَجِيز : الَّذِي يَطْلبُ الماءَ . ويقال عَوَّرتُه عن المَاءِ تَعْوِيراً أَي حَلاته . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : التَّعْوِيرُ : الرَّدُّ . عَوَّرْتُهُ عن حاجَتِه : رَدَدْته عَنْهَا . وهو مَجاز . ويقال : ما رَأَيْتُ عائرَ عَيْن أَي أَحَداً يَطْرِفُ العَيْنَ فيَعُورها . ومن أَمْثَالِ العَرَبِ السَائِرَةِ : أَعْوَرُ عَيْنَكَ والحَجَرَ . والإِعْوار : الرِّيبَةُ . ورَجُلٌ مُعْوِرٌ : قَبِيحُ السَّرِيرِة . ومكَانٌ مُعْوِرٌ : مَخُوفٌ . وهذا مكانٌ مُعْوِرٌ أَي يُخَافُ فيه القَطْعُ وكذا مَكَانٌ عَوْرَةٌ وهو من مَجَاز المَجَاز كما في الأَساس . وفي حديث أَبي بَكْر رَضِيَ الله عنهُ قال مَسْعُودُ بنُ هُنَيْدَةَ : رأَيْتُه وقَدْ طَلَع في طَرِيق مُعْوِرة أَي ذات عَوْرَة يُخَافُ فيها الضَّلالُ والانْقِطَاع وكُلُّ عَيْبٍ وخَلَل في شيْءٍ فهُوَ عَوْرَة . وشُيْءٌ مُعْوِرٌ وعَوِرٌ : لا حافِظَ له . والمُعْوِرُ : المُمْكِنُ البَيِّنُ الوَاضِحُ . وأَعْوَرَ لك الصَّيْدُ وأَعْوَرَكَ : أَمْكَنَك وهو مَجاز . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَال : تَعَوَّرَ الكِتَابُ إِذا دَرَسَ وهو مَجاز . وحكَى اللِّحْيَانيّ : أَرَى ذا الدَهْرَ يَسْتعِيرنُي ثِيابِي . قال : يَقُولُه الرَّجُلُ إِذا كَبِرَ وخَشىَ المَوْتَ . وفَسَّره الزمخشريّ فقال : أَي يَأْخُذُه مِنّي وهو مَجَازُ المَجَازِ كما في الأَسَاس . وذكره الصاغانيّ أَيضاً . وقَولُ الشَّاعِرِ :
كأَنَّ حَفِيفَ مِنْخَرِه إِذا مَا ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعَارُ كِيرٌ مُسْتَعَارٌ : أَي مُتعاوَرٌ أَو اسْتُعِيرَ من صاحِبِه . وتَعَاوَرَتِ الرِّيَاحُ رَسْمَ الدّارِ حَتَّى عَفَتْه أَي تَواظَبَتْ عليه ؛ قالَه اللَّيْثُ . وهو من مَجَازِ المجاز . قال الأَزْهَرِيّ : وهذا غَلَط ومعنى تَعَاوَرَتِ الرِّياحُ رَسْمَ الدَّارِ أَي تَدَاوَلَتْه فمَرَّةً تَهُبّ جَنُوباً ومَرّةً شَمَالاً ومرَّة قَبُولاً ومَرّة دَبُوراً . ومنه قولُ الأَعْشَى :
دِمْنَةٌ قَفْرَةٌ تَعاوَرَها الصَّيْ ... فُ برِيحَيءنِ من صَباً وشَمَالِ وعَوَّرْتُ عليه أَمْرَه تَعْوِيراً : قَبَّحْتُه وهو مَجاز . والعَوَرُ مُحَرَّكة : تَرْكُ الحَقّ . ويُقَال : إِنَّهَا لَعَوْراءُ القُرِّ : يَعْنُونَ سَنَةً أَو غَدَاةً أَو لَيْلَةً ؛ حُكِى ذلك عن ثَعْلَب . قلتُ : فيُقَال : لَيْلَةٌ عَوْراءُ القرُ ِّ أَي ليس فيها بَرْدٌ وكذلك الغَداةُ والسَّنَةُ ونقله الصاغانيّ أَيضاً . ومن مَجازِ المَجَاز قَوْلُهم : الاسْمُ تَعْتَوِرُه حَرَكَاتُ الإِعْرَابِ وكذا قَوْلُهم : تَعَاوَرْنا العَوارِيَّ وكذا قولهم : اسْتَعارَ سَهْماً من كِنَانَتِه وكذا قولُهم : سَيْفٌ أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ . قال النابِغَةُ :
وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُهُ ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ قاطعُوقال اللَّيْث : ودِجْلَةُ العَوْرَاءُ بالعِرَاق بمَيْسَانَ ؛ ذكرَهُ صاحبُ اللسان وعَزاه الصاغانيّ . والأَعاوِرُ : بَطْنٌ من العرَب يقالُ لهم : بَنُو الأَعْوَر . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : بنو عُوَار كغُرَابٍ : قَبِيلَةٌ . وأَعارَتِ الدابَّةُ حافشرَها : قَلَبَتْه ؛ نقله الصاغانيّ . وعاوَرْتُ الشمسَ : راقَبْتُهَا ؛ نقله الصاغانيّ . والإِعَارَةُ : اعْتِسَارُ الفَحْلِ النَاقَةَ ؛ نقله الصاغانيُّ أَيضاً . وفي بَنِي سُلَيم أَبُو الأَعْوَر عُمَرُ بنُ سُفْيَانَ صاحِبُ مُعَاوِيَة ذكره ابنُ الكَلْبِيّ . قلتُ : قال أَبو حاتِمٍ : لا تَصِحُّ له صُحْبَةٌ وكانَ عَلِيٌّ يَدْعُو عليه في القُنُوتِ . وأَبو الأَعْوَرِ الحارِث بن ظالشمٍ الخَزْرَجِيّ بَدْرِيّ قِيلَ : اسْمُه كَعْبٌ وقِيلَ : اسْمُه كُنْيَتُه . والعَوْرَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلٍ : هي الَّتِي خَطَبَهَا عَلِيٌّ وقيل : اسْمُها جُوَيْرِيَةُ والعَوْرَاءُ لَقَبُها . وابْنَا عُوَارٍ جَبَلانٍ قال الرّاعِي :
" بَلْ ما تَذْكَّرُ من هنْدٍ إِذَا احْتَجَبَتْبِابْنِيْ عُوَارٍ وأَمْسَى دُوْنَهَا بُلَعُ وقال أَبو عُبَيْدَةَ : هما نَقَوَا رَمْل . وأَعْوَرَ الرَّجُلُ : أَرابَ ؛ قاله ابنُ القَطّاع
النُّعْرَة بالضمّ وكهُمزَة : الخَيْشوم ومنها يَنْعَرُ الناعِرُ قاله الليثُ وأنكرَه الأَزْهَرِيّ ونقله الصَّاغانِيّ . نَعَرَ الرجلُ يَنْعِر كَمَنَع وَضَرَب وهذه أكثرُ استعمالاً في نَعَرَ العرْقُ قاله الفراء كما نقله عن الصَّاغانِيّ . نَعيراً ونُعاراً كأمير وغُراب : صاحَ وصَوَّتَ بخَيْشومه وهو من الصوت . قال الأَزْهَرِيّ : أما قول الليث في النَّعِير إنّه صوتٌ في الخَيْشوم وقوله : النُّعَرة : الخَيْشوم فما سَمِعْتُه لأحد من الأئمة وما أُرى الليثَ حَفِظَه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نَعَرَ العرْقُ يَنْعَر بالفتح فيهما نَعْرَاً : فارَ منه الدَّمُ قال الشاعر :
صَرتْ نَظْرَةً لو صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ ... غَدا والعَواصي مِن دمِ الجوفِ تَنْعَرُ أو : صَوَّت لخروج الدمِ فهو يَنْعِرُ نُعوراً ونَعيراً . نَعَرَ فلانٌ في البلاد : ذَهَبَ . والنَّعِيرُ : الصُّراخ والصِّياح في حَرْب أو شرٍّ . وامرأةٌ نَعَّارةٌ كشَدّاد : صَخَّابةٌ فاحشةٌ والفِعلُ كالفِعل والمَصدرُ كالمَصدرِ . والنَّاعور : عِرْقٌ لا يَرْقَأُ دَمُه وقد نَعَرَ العِرقُ بالدّم . النَّاعور : جَناحُ الرَّحى . النَّاعورة بهاءٍ : الدُّولاب لنَعيرِه وجمعُه النَّواعير وهي التي يُسْتَقى بها يُديرُها الماءُ ولها صوتٌ وهي بشطِّ الفرات والعاصي . النَّاعورة : دَلْوٌ يُستَقى بها . ومن المجاز عليه : النُّعَرَة كهُمَزَة : الخُيَلاءُ والكبْرُ ومنه قَوْلُهم : إنّ في رَأْسِه نُعَرَةً . ويقال : لأُطَيرَنَّ نُعَرَتَك أي كِبْرَك وجهلَكَ من رَأْسِك . والأصل فيه أنّ الحمار إذا نَعَرَ رَكِبَ رَأْسَه فيقال لكلِّ من رَكِبَ رَأْسَه : فيه نُعَرَةٌ . وفي حديث عمر : " لا أٌقلِعُ عنه حتى أُطِيرَ نُعَرَتَه . " . ورُوي : " حتى أَنْزِعَ النُّعَرَةَ التي في أَنْفِه " أخرجه الهرويّ في الغريبَيْن هكذا من حديث عمر رضي الله عنه وجعله الزَّمَخْشَرِيّ حديثاً مرفوعاً . النُّعَرة : الأمرُ يُهَمُّ به كالنَّعَرَة بالتحريك فيهما أي في المعنيين عن الأُمويّ وبه فسّر قولهم : إنّ في رأسه نَعَرَةٌ أي أَمْرَاً يَهُمُّ به . منَ المَجاز : النُّعَرَةُ : ما أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحشِ في أَرْحَامها قَبْلَ تَمامِ خَلْقِه شُبِّه بالذُّباب ؛ وقيل : إذا استحالت المُضغَة في الرَّحِم فهي نُعَرَةٌ كالنُّعَر كصُرَد وهي أولادُ الحَوامل إذا صُوِّرَت هكذا في النسخ وفي بعض الأصول : صَوَّتَتْ على الصواب : وما حَمَلَتْ الناقةُ نُعَرَةً قطُّ أي ما حَمَلَت وَلَدَاً وجاء بها العَجّاجُ في غير الجَحْد فقال :
" والشَّدَنِيَّاتُ يُساقِطْنَ النُّعرْ
يريدُ الأجِنَّة شبَّهها بذلك الذُّباب . وما حَمَلَت المرأةُ نُعَرَةً قطُّ أي مَلْقُوحاً وهذا قَوْلُ أبي عُبَيْد والمَلقوح إنّما هو لغير الإنسان . ويقال للمرأة ولكلِّ أُنثى : ما حَمَلَت نُعَرَةً قطّ بالفتح أي مَلْقُوحاً أي وَلَدَاً . النُّعَرَةُ والنُّعَر : ريحٌ تَأْخُذُ في الأنفِ فتهُزُّه . النُّعَرَةُ والنُّعَر : أوّلُ ما يُثمِرُ الأراك وقد أَنْعَرَ الأراكُ أي أَثْمَر وذلك إذا صار ثمرُه بمقدار النُّعَرَة وهو مَجاز كما يقال أَدْبَى الرِّمْثُ إذا صار ثمرُه بمثل الدَّبى وهو صِغارُ النَّحل . النُّعَرَة : ذبابٌ ضخمٌ أزرقُ العينِ أخضرُ له إبرةٌ في طَرَفِ ذَنَبِه يَلْسَعُ بها الدَّوابَّ ذواتِ الحافرِ خاصّةً وربّما دَخَلَ في أَنْفِ الحمارِ فَيَرْكَبُ رَأْسَه ولا يَرُدَّهُ شيءٌ وتقول منه لا تغر الحمار كفَرِح يَنْعَرُ نَعَرَاً : دَخَلَ في أَنْفِه فهو حمارٌ نَعِرٌ وهي نَعِرَةٌ . خالَف هنا اصطلاحه فإنّ مقتضاه أن يقول : وهي بهاءٍ قال امرؤُ القيس :
فظلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ ... كما يَسْتَديرُ الحمارُ النَّعِرْ أي فظلَّ الكلبُ لمّا طعنه الثورُ بقَرْنه يَستدير لألَمِ الطعنةِ كما يَستديرُ الحمارُ الذي دَخَلَتْ النُّعَرَةُ في أنفه . والغَيْطَلُ : الشّجَر . وجمع النُّعَرَة نُعَرٌ قال سيبويه : نُعَرٌ من الجمع الذي لا يُفارق واحده إلاّ بالهاءِ قال ابنُ سِيدَه : وأُراه سَمِعَ العربَ تقول : هو النُّعَرُ فَحَمَله على ذلك على أن تأَوَّلَ نُعَرَاً في الجمع الذي ذَكَرْنا وإلاّ فقد كان توجيهُه على التكسير أَوْسَع . وقال ابنُ الأثير : النُّعَرَةُ هو الذُّبابُ الأزرق وَيَتَولَّع بالبعير ويدخلُ في أَنْفِه فيركب رَأْسَه سُمّيت بذلك لنَعيرها وهو صوتُها قال : ثمّ استُعيرت للنَّخْوَة والأَنَفة والكِبْر . ونِيَّةٌ نَعورٌ : بَعيدةٌ قال :
وكنتُ إذا لم يَصرْني الهوى ... ولا حُبُّها كان هَمِّي نَعُورا وفلانٌ نَعيرُ الهَمِّ أي بعيدُه وهو مَجاز وكذا قولُهم : سَفَرٌ نَعورٌ إذا كان بعيداً ومنه قولُ طَرَفَةَ :
ومثْلي فاعْلَمِي يا أمَّ عَمْروٍ ... إذا ما اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ والنَّعَّار كشَدَّاد : العاصي عن ابْن الأَعْرابِيّ . النَّعّار : الرجلُ الخَرَّاجُ السَّعَّاءُ في الفِتن كثيرُ الخروج والسعي لا يُراد به الصَّوْت وإنما تُعنى به الحركةُ وهو مجاز . النَّعَّار : الصَّيَّاح والصَّخَّاب . والنَّعْرَةُ بالفتح : صوتٌ في الخَيْشوم قال أبو دَهْبَل :
" إنِّي ورَبِّ الكَعبةِ المَسْتُورَه
" وما تلا محمدٌ من سُورَهْ
" والنَّعَراتِ من أبي مَحْذُورَهْ يعني أذانه . والنَّعُورُ من الرِّياح كصَبور : ما فاجأكَ ببرْدٍ وأنتَ في حَرٍّ أو عَكْسِه عن أبي عليّ في التذكرة . وَنَعَرَ الرجلُ كَمَنَع : خالَفَ وأبى وأنشد ابن الاعرابي للمُخَبَّل السَّعْديّ :
إذا ما همُ أَصْلَحوا أَمْرَهُمْ ... نَعَرْتَ كما يَنْعَرُ الأَخْدَعُ يعني أنه يُفسِد على قومه أَمْرَهم . نَعَرَ القومُ : هاجوا واجْتَمعوا في الحرب وهو مَجاز . نَعَرَ إليْه : أتاه وأقَبْلَ إليْه . منَ المَجاز : نَعَرَ في الأمر : نَهَضَ وَسَعَى وقال الأصمعيُّ في حديثٍ ذَكَرَه : ما كانت فِتنَةٌ إلاّ نَعَرَ فيها فلانٌ . أي نَهَضَ فيها . وفي حديث الحسَن : " كلَّما نَعَرَ بعم ناعِرٌ اتَّبَعوه " أي ناهِضٌ يدعوهم إلى الفِتنةِ ويَصيح بهم إليها . ونَعْرَةُ النَّجْم بالفتح : هُبوبُ الريح واشتدادُ الحرِّ عند طُلوعه فإذا غَرَبَ سَكَنَ ؛ وقد نَعَرَت الريحُ إذا هبَّتْ ورياحٌ نَواعِرُ وقد نَعَرَت نُعاراً وقال الشاعر :
عَمِلُ الأنامِلِ ساقِطٌ أَرْوَاقُهُ ... مُتَزَحِّرٌ نَعَرَت به الجَوْزاءُوقال أبو زيد : هذه نَعْرَةُ نَجْم كذا وكذا ونَغْرَة وبَغْرَة وهي الدُّفْعة من الرِّيح والمطر . والتَّنْعير : إدارَةُ السَّهْم على الظُّفُر ليُعرَف قَوامُه من عوَجِه . وهكذا يفعل من أراد اختبارَ النَّبْل . والذي حكاه صاحبُ العين في هذا إنّما هو التَّنْقير . وبَنو النَّعير كأَمير : بطنٌ من العرب قاله ابن دُرَيْد . نُعَيْر كزُبَيْر ابنُ بَدْر العَنْبَرِيّ وعطيَّةُ بنُ نُعَيْر مُحدِّثان . قلتُ : روى نُعَيْرُ بنُ بَدْر عن عمرو بن العلاءِ العَنْبَرِيّ وعنه عليُّ بنُ عبد الجبّار الأنصاريّ . منَ المَجاز : النَّعِرُ ككَتِف : الذي لا يَثْبُت ولا يستَقِرُّ في مكان شبَّهه بالحمارِ النَّعِرْ . يقال : من أين نَعَرْتَ إلينا ؟ أي من أين أَتَيْتَنا وأَقْبَلتَ إلينا عن ابْن الأَعْرابِيّ وقال مرَّةً : نَعَرَ إليهم : طَرَأَ عليهم . يقال : امرأةٌ غَيْرَى نَعْرَى أي صَخَّابةٌ . قال الأَزْهَرِيّ : نَعْرَى لا يجوزُ أن يكون تأنيثَ نَعْرَان وهو الصَّخَّاب لأنّ فَعْلانَ وفَعْلَى يَجيئان في بابِ فَرِحَ يَفْرَح ولا يجيءُ في باب مَنَعَ يَمْنَع . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العِرقُ النَّعور كالنَّعَّار والنَّاعور قال العَجّاج :
وبَجَّ كلَّ عاندٍ نَعورِ ... قَضْبَ الطبيبِ نائطَ المَصْفورِ قال ابن برّيّ : ومعنى بَجَّ : شَقَّ يعني أنّ الثورَ طعنَ الكلبَ فشقَّ جِلدَه . وقال شَمِرٌ : الناعِرُ على وَجْهَيْن : الناعِرُ : المُصَوِّت والناعِرُ : العِرقُ الذي يسيل دماً . وجُرحٌ نَعورٌ : يُصَوِّت من شدَّةِ خروجِ الدم . وفي حديث ابن عبّاس : " أعوذُ بالله من شرِّ عِرقٍ نَعَّار " . قال الأَزْهَرِيّ : قرأتُ في كتاب أبي عمر الزاهد منسوباً إلى ابْن الأَعْرابِيّ أنّه قال : جُرحٌ تَعَّارٌ بالعين والتاء وتَغّار بالغين والتاء ونَعّار بالعين والنون بمعنىً واحد وهو الذي لا يَرْقَأ . فجعلها كلَّها لغاتٍ وصحّحها . والنَّعُورُ من الحاجات : البعيدة . واعْتَرَتْني النُّعَرَةُ كهُمَزَة : أي وَجَعُ الصُّلْب . وهو مَجاز . ويقال : أَطَرْتَ بهذا صَوْتَاً نَعّاراً أي أَشَعْتُه . وَنَعَر فلانٌ في قَفا الإفلاس استغنى وهو مَجاز كما في الأساس . وعامرُ بن نُعَيْر كزُبَير : أحد الأبْدالِ بالشام وهو وكوران بالضم قرية كما في التكملة قلت وهو عبد الله بن القاسم ولقبة لورين وكنيته أبو عبيدة من شيوخ مشايخنا . وناعورة : موضعٌ بين حَلَبَ وبالِس فيه قصرٌ لمَسْلَمَةَ بن عبد الملك من حجارة وماؤُه من العيون بينه وبين حَلَب ثمانية أميال