نَفَحَ الطِّيبُ كَمَنَعَ يَنفَح إِذا أَرِجَ وفاحَ نَفْحاً بفتح فسكون ونُفَاحاً ونُفُوحاً بالضّمِّ فِيهما ونَفحَاناً محرّكةً . وله نَفْحَةٌ ونَفَحَاتٌ طَيّبة ونافِجَةٌ نافِحةٌ ونوافِجُ نوافِحُ . ومن المجاز : نفَحَت الرِّيحُ : هَبَّتْ أَي نَسَمَت وتَحرَّكَ أَوائِلُهَا كما في الأَساس . ورِيحٌ نَفوحٌ : هَبُوبٌ شديدة الدَّفْعِ . قال أَبو ذُؤَيب يَصف طِيبَ فَمِ مَحبوبته وشَبَّهَه بخَمرٍ مُزِجت بماءٍ :
ولا مُتحيِّرٌ باتتْ عليه ... ببَلْقَعةٍ يَمانيةٌ نَفوحُ
بأَطْيب مِن مُقبَّلِها إِذا ما ... دَنَا العَيّوقُ واكتَتَمَ النُّبوحُ
قال ابن بَرِّيّ : المتحيِّر : الماءُ الكثيرُ قد تَحيَّرَ لكثْرته ولا مَنْفَذَ له . والنَّفوحُ : الجَنوب تَنَفحُه ببَرْدِها . والنُّبُوح : ضَجَّةُ الحَيِّ . وقال الزّجّاج : النَّفْح كاللَّفْح إِلاّ أَنّ النَّفْح أَعظمُ تأْثيراً من اللَّفْح . وقال ابنُ الأَعرابيّ : اللَّفْح لكلِّ حارٍّ والنَّفْحُ لكلّ باردٍ . ومثْله في الصّحاح والمِصْباح ورواه أَبو عُبيدٍ عن الأَصمعيّ . ومن المجاز : نفَحَ العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نَزَا مِنْهُ الدَّمُ . وطَعْنَةٌ نَفّاحَةٌ : دَفّاعة بالدَّم وقد نَفَحتْ به . ونَفَحَ الشَّيءَ بالسَّيفِ تَناوَلَهُ من بعيدٍ شَزْراً . ونَفَحَه بالسَّيْف : ضرَبه ضَرْباً خفيفاً . ومن المجاز : نَفَحَ فُلاناً بشيْءٍ : أَعْطاَاهُ . وفي الحديث : المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إِلاّ مَنْ نَفَحَ فيه يمينَه وشِمَالَه أَي ضَرب يدَيْه فيه بالعَطاءِ . ومنه حديث أَسماءَ قال لي رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم : " أَنفقِي وانضَحِي وانفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللّهُ عَلَيْك . ومن المجاز : نَفَحَ اللِّمَّةَ : حَرَّكها ولَفَّهَا . وفي اللسان : نَفَحَ الجُمَّةَ : رَجَّلَها . وهما متقاربانِ . وفي مصنّفات الغريبِ : النَّفْحَة من الرِّيح في الأَصل الدَّفْعةُ تَجوُّزٌ بها عن الطِّيب الّذي تَرتاح له النَّفْسُ مِنْ نَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ . والنَّفْحَة من العَذَاب : القِطْعة . قال اللّيث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول اللّه عّز وجلّ : " ولِئنْ مَسَّهْهُم نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّك " : يقال أَصابَتْنا نَفْحَةٌ من الصَّبَا أَي رَوْحَةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه وأَصابتْنَا نَفْحَةٌ من سَمُومٍ أَي حَرٍّ وغَمٌّ وكَرْبٌ . وفي الصّحاح : ولا يزال لفُلانٍ من المعروف نَفَحَاتٌ أَي دَفَعَاتٌ . قال ابن مَيّادةَ :
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْل نائِلكُمْ ... نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُجمْع عَرَبة وهي النَّفْسُ . ومن المجاز : النَّفْحَةِ من الأَلبان : المَخْضَة وقد نَفَحَ اللَّبَنَ نفْحَةً إِذا مَخضَه مَخضَةً . وقال أَبو زيد : من الضُّروع النَّفُوحُ أَي كصَبور وهي التي لا تَحبِسُ لَبَنَها . ومن النُّوق : ما تُخرِج لَمبنَها من غَيْر حَلْبٍ وهو مَجاز . والنَّفُوحُ من القِسِيِّ : الطَّرُوحُ وهي الشَّدِيدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم حكاه أَبو حنيفةَز وقيل : بَعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم كما في الأَساس وهو مَجاز كالنَّفِيحَة والمِنْفَحةِ وهما اسْمان للِقوس . وفي التهذيب عن ابن الأَعرابيّ : النَّفْحُ : الذَّبّ عن الرَّجلِ وقد نافَحَه إِذا كا فَحَه وخَاصَمَه كنَاضَحَه . وقد تقدّم . وفي الحديثِ أَن جِبريلَ مَعَ حَسَّانَ ما نافَحَ عنِّي أَي دَافَع . والمُنَافَحَة والمُكافحة : المُدافعةُ والمُضارَبَة وهو مَجاز . يريد بمنافحتِه هِجَاءَ المشركين ومُجَاوَبَتَهُم على أَشعارِهم . وفي حديث عليٍّ رضي اللّه عنه في صِفِّينَ نافِحُوا بالظُّبا أَي قاتِلُوا بالسُّيوف . وأَصْله أَن يَقرُب أَحَدُ المقاتلين من الآخَر بحَيث يَصِلُ نَفْحُ كلِّ واحدٍ منهما إِلى صاحِبه وهي ريحُه ونَفَسُه . والإِنفَحَة بكسر الهمزة وهو الأَكثرُ كما في الصّحاح والفصيح وصرَّحَ به ابن السِّكِّيت في إِصلاح المنْطق فقال : ولا تَقُلْ أَنْفحَة بفتح الهمزة . قال شيخُنَا : وهذَا الّذي أَنكروه قد حكَاه ابنُ التّيّانيّ وصاحبُ العَين . وقد تُشدّد الحاءُ . في هامش الصّحاح منقولاً من خطّ أَبي زكريّا : وهو أَعلَى . وفي المصباح : هو أَكثرُ . وقال ابن السِّكيت : هي اللُّغَة الجيدَة . وقد تُكسَر الفاءُ ولكنّ الفتح أَخفُّ كما في اللسان . والمِنْفَحَة بالميم بدل الهمزة والبِنْفَحَة بالموحَّدة بدلاً عن الميم حكاهما ابنُ الأَعْرَابيّ والقَزَّازُ وجماعة . قال ابن السِّكِّيت : وحَضَرَني أَعرابيّان فصيحانِ من بني كِلاَب فقال أَحدُهما : لا أَقولُ إِلاّ إِنفحَة وقال الآخَرُ : لا أَقولُ إِلاّ مِنْفَحَة . ثمّ افتَرقَا على أَن يَسأَلاَ عنهما أَشياخَ بني كِلاَب فاتَّفقت جَماعَةٌ على قولِ ذا وجماعةٌ على قولِ ذا فهما لغتانِ قال الأَزهريّ عن الليث : الإِنْفَحَة لا تكون إِلاّ لذِي كَرِشٍ وهو شْيءٌ يُستخرَج من بطْنِ الجَدْيِ الرَّضيعِ أَصفرُ فيُعصَر في صُوفةٍ مُبتَلَّة في اللَّبن فيَغْلُظُ كالجُبْن . والجمْع أَنافِحُ قال الشَّمَّاخُ :
وإِنَّا لمن قَومٍ علَى أَنْ ذَمَمْتِهمْ ... إِذا أَوْلَموا لم يُولِمُوا بالأَنافحِفإِذا أَكلَ الجَدْيُ فهُوَ كَرِشٌ . وهذِه الجملةُ الأَخيرة نقلها الجوهَرِيّ عن أَبِي زيد . وقال ابن دُرُستويه في شرْح الفصيح : هي آلةٌ تَخْرُج من بَطْنِ الجَدْي فيها لَبَنٌ مُنْعَقِدٌ يُسمَّى اللِّبَأَ ويُغيَّر به اللّبنُ الحليبُ فيَصير جُبْناً . وقال أَبو الهَيثم : الجَفْر من أَولادِ الضَّأْن والمعز : ما قد استكرَشَ وفُطم بعدَ خمسينَ يوماً من الولادة أَو شهرينِ أَي صارَتْ إِنَفحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النَّبْتَ . وإِنّمَا تكون إِنفَحةً مَا دَامَتْ تَرْضَع . وتفسير الجوهريّ الإِنفحةَ بالكَرِشِ سَهْوٌ . قال شيخُنا نَقلاً عن بعضِ الأَفاضِل : ويَتعيَّن أَنّ مُرادَه بالإِنفحة أَوَّلاً ما في الكَرِش وعبَّر بها عنه مجازاً لعلاقةِ المُجاورةِ . قلت : وهو مَبنيٌّ على أَنَّ بينهما فَرْقاً كما يُفيده كلامُ ابن دُرُسْتوَيْه . والظاهر أَنه لا فَرْقَ . وقال في شرْح نظْم الفصيح : الجوهريّ لم يُفسِّر الإِنفحةَ بمُطْلَق الكَرِشَ حتّى يُنْسَبَ إِلى السَّهو بل قال : هو كَرِشُ الحَمَلِ أَو الجَدْي ما لم يَأْكُل فكأَنّه يقول : الإِنفحة : المَوْضِعُ الّذي يُسَمَّى كَرِشاً بعد الأَكلِ فعبارتُه عند تحقيقها هب نفْسُ ما أَفاده المجْد . ونَسِبَتُه إِيّاه إِلى السّهو بمثلِ هذا من التَّبَجُّحَاتِ ثم قال : وقوله بعدُ : فإِذا أَكلَ فهي كَرِشٌ صريحٌ في أَنّ مُسَمَّى الإِنفَحة هو الكَرِش قَبْل الأَكل كما لا يَخفَى كالسَّجْل والكأْس والمائدة ونحوِهَا من الأَسماءِ التي تَختلف أَسماؤُهَا باختِلاَفِ أَحوالِها . والأَنَافِحُ كلُّهَا لا سيَّما الأَرنبُ من خواصِّها إِذا عُلِّقَ منها على إِبهامِ المحموم شُفِيَ مجرَّب وذكَرَه داوودُ في تذكِرته والدَّمِيرِيّ في حَياةِ الحيوان . ويقال : نِيَّةٌ نَفَحٌ محرّكَةً أَي بَعيدةٌ . والنَّفِيح كأَمِير والنِّفِّيح كَسِكِّين الأَخيرة عن كُراع والمِنْفَحُ كمنْبرٍ : الرّجُلُ المِعَنّ بكسْر الميم وفتْح العَين المهملة وتشديد النون وهو الدّاخل على القوم وفي التَهذيب : مع القَوْم وليس شأْنُه شأْنَهم . وقال ابنُ الأَعرابيّ : النَّفِيح : الذي يَجيءُ أَجْنبياً فيَدخل بَين القَوْم ويُسْمِل بينهم ويُصلِح أَمرَهم . قال الأَزهَرِيّ : هكذا جاءَ عَن ابن الأَعْرَابِي في هذا المَوضعِ النّفِيح بالحاءِ . وقال في موضعٍ آخَر : النَّفيج - بالجيم - : الذي يَعترض بيَن القَومِ لايُصلِح ولا يُفْسِد . قال : هذا قَول ثعلب . وانتفحَ به : اعْترَضَ له . وانتَفَحَ إِلى مَوضِعِ كذا : انقَلَبَ . واللّه هو النَّفّاح بالخَير وهو النّفّاع المُنْعِم على الخَلْق وهو مَجاز . قال الأَزهريّ : لم أَسمَع النَّفّاحَ في صفات اللّه تعالى التي جاءَت في القرآن والسُّنّة ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يُوصف اللّه تعالى بما ليس في كتابه ولم يُبِّينها على لسان نَبيِّه صلّى اللّه عليه وسلّم وإِذا قيل للرّجل : إِنّه نَفّاحٌ فمعناه الكثيرُ العَطايَا . والنَّفّاحُ : زَوجُ المرأَةِ يَمانِيَة عن كُرَاع . وعن ابن السِّكّيت : النَّفيحة للقَوْس : شَطِيبةٌ من نَبْعٍ قال مُلَيحٌ الهُذليّ :
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجِيفِ كأَنّهَا ... نَفَائِحُ نَبْعٍ لم تَرَيَّعْ ذَوابِلُوالإِنْفَحة بالكسر : شَجرٌ كالباذِنْجانِ . ومما يستدرك عليه : قولهم : له نَفَحَاتٌ من مَعروف أَي دَفَعَاتٌ . وفي الحديث : تَعرَّضُوا لنَفَحَاتِ رَحمة اللّه . وهو مجاز . والنَّفْح : الضَّرْبُ والرَّمْيُ . وفي التهذيب : طَعْنَةٌ نَفُوحٌ : يَنفَحُ دَمُهَا سَريعاً . ونَفْحَةُ الدَّمِ : أَوّل فَوْرَةِ تَفُور منه ودَفْعةٍ قاله خالدُ بنُ جَنْبةَ . ونَفَحَ الشْيءَ إِذا دَفَعَه عنه . وفي حديث شُرَيْحٍ أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ أَراد نَفْحَ الدَّابّة برِجْلِهَا . وهو رَفْسُها كان لا يُلزِم صاحبَها شيئاً . ونَفَحَت الدّابّة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ : رَمَحَت بِرِجْلها ورَمَت بِحَدِّ حافِرِها ودَفَعَت . وقيل : النَّفْح بالرِّجْل الواحدةِ والرَّمْح بالرِّجلَيْنِ معاً وفي الصّحاح نَفَحَت النَّاقَةُ : ضَرَبَتْ برِجْلِها . وجاءَت الإِبلُ كأَنَّهَا الإِنفَحة إِذا بالَغُوا في امْتلائِها وارْتوئِها . وفي المعجم : قالوا بالعِرْض من اليَمَامَة وادٍ يَشقُّهَا من أَعلاهَا إِلى أَسفَلِهَا وإِلى جانِبه مَنفوحةُ قَرية مشهورة من نواحِي اليَمامَة كان يَسكُنها الأَعشَي وبها قَبرُه . قال :
" بِقَاعِ مَنْفُوحَةَ ذي الحائرِ وهي لبني قضيسِ بن ثَعلبةَ بِن عُكَابةَ نقح