الوَدَكُ مُحَرَكَةً : الدّسَمُ وقِيلَ : دَسَمُ اللَّحْمِ ودُهْنُه الذي يُستَخْرَجُ منه
والدِّكَةُ كعِدَةٍ : الاسْمُ مِنْهُ قالَت امْرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ : كُنْتُ وَحْمَى للدِّكَةِ أي كُنْتُ مُشْتَهِيَةً للوَدَكِ وتمامه في ز ل خ
وَدِكَتْ يَدُه تَودَكُ كوجلَ وَدَكاً وقالَ ابنُ دُرَيْد : وَدِكَتْ بالكسرِ وَدَكًا
ووَدَّكَه تَوْدِيكًا : جعلَه فيهِ وكَذا وَدَّكَ الشيء : إِذا جَعَلَ فيهِ الوَدَكَ
ولَحْمٌ وَدِكٌ على النَّسَبِ
ورَجُلٌ وادِكٌ أي : سَمِينٌ وذُو وَدَكٍ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّب ولذا زادَ واو العَطْفِ كما قالُوا : لابِنٌ وتامِرٌ
ودَجَاجَةٌ وَدِيكَةٌ وقد وَدُكَتْ ككَرُم وَدَاكَةً : سَمِنَتْ
وديكٌ وَدِيكٌ كَذلِكَ ودَجاجَة وَدِيكٌ أَيْضًا ووَدُوكٌ ذاتُ وَدَكٍ
والوَدِيكَةُ : دَقِيقٌ يُساطُ بشَحْمٍ كخَزِيرَةٍ كما في اللِّسانِ والعُبابِ
ووَدَكُ مُحَرَّكَةً : اسمُ أُمِّ الضَّحّاكِ الذي مَلَكَ الأَرضَ قالَهُ محمَّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ
ووادِكٌ ووَدُوكٌ كناصِرٍ وصَبُورٍ ووَدّاكٌ كشَدّادٍ ومُوَدكٌ كمُحَدِّث : أَسْماءٌ ومِنْهم ودّاكُ بنُ ثُمَيلٍ المازِني : شاعِرٌ
وقالَ الفَرّاءُ : يُقالُ : لَقِيتُ منه بَناتِ أَوْدَكَ وبَناتِ بَرحٍ وبَناتِ بِئْسَ يعني الدَّواهي
وقَوْلُهم ما أَدْرِي أي أَوْدَكٍ هُو أي أي النّاس هُوَ
والوَدْكاءُ : رَمْلَةٌ أَو : نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لابْنِ أَحْمَرَ الباهِلِي :
أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فقَدْ جَعَلَتْ ... أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ أي تُنْكَرُ وتَدْرُسُ وقَبلُه :
بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضَعْفَهُ العُمُرُ ... للّهِ دَرُّكَ أي العَيشِ تَنْتَظِر
هَلْ أَنتَ طالِبُ شَيءٍ لَستَ مُحْرِكَه ... أَمْ هَلْ لِقَلْبِكَ عن أُلافِهِ وَطَرُ وزادَ الصّاغاني : أَو هي هَضْبَةٌ قال : وهذه أَصَحُّ
ووُدَيْكٌ كزُبَيرٍ : قالَ الشاعِرُ :
وهَلْ رامَ عَنْ عَهْدِي وُديكٌ مَكانَه ... إِلى حَيثُ يُفْضِي سَيل ذاتِ المسَاجِدِ ومما يستدرك عليه : الوَدّاكُ كشَدّادٍ : مَنْ يَبِيعُ الوَدَكَ
ويُقال : ما رأَيْتُ عِنْدَه مُتَوَدَّكًا : إِذا لم يَكُنْ عِنْدَه طائِلٌ وهو مَجاز ونَحْوُه ما عِنْدَه دَسَمٌ كما في الأَساسِ
الوُدُّ والوِدَادُ : الحُبُّ والصَّدَاقة ثم استُعِير للتَّمَنِّي وقال ابنُ سِيدَه : الوُدُّ : الحُبُّ يكون في جَمِيعِ مَدَاخِل الخَيْرِ عن أَبي زَيْد ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو الأَمْنِيَّة قال الفَرَّاءُ : هذا أَفْضَلُ الكلامِ وقال بعضهم : وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غَيْرُ ذكَر هذا في قوله " يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ " أَي يَتَمَنَّى . وفي المفردات : الوُدُّ : مَحَبَّةُ الشّيءِ وتَمَنِّي كَوْنِه ويُسْتَعْمَل في كُلِّ واحِدٍ من المَعْنيينِ . وعَدَمُ تَعْرِيجِ المُصَنِّف عليه مع ذِكْره في الدَّوَاوِين المَشْهُورةِ غَرِيبٌ ويُثَلَّثَانِ ذَكَرَه ابنُ السيد في المُثلّث والقزَّازُ في الجامع وابنُ مالِكٍ وغيرُ واحد كالَودَادَةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وظاهِره أَنه مَصْدَر وَدَّه إِذا أَحَبَّه لأَنَّه لم يَذْكُرْ غير هذا المعنى وظاهر الصحاح أَنه مصدر وَدَّ أَن يفْعَلَ كذا إِذا تَمَنَّاه لأَنه إِنما ذَكَرَه في مَصادِرِه كالفيوميّ في المصباح وكلام غيرِهم في أَنه يقال بالمعنيينِ وهو ظاهر ابن السيد وغيرِه والفَتْح كما قاله هؤلاءِ هو الأَكثرُ وهو الذي صَرَّح به أَبو زيدٍ في نَوَادِرِه ونقل غيرُهُم الكَسْرَ وقالُوا : إِنّه يقال : وِدَادَةٌ أَيضاً بكسر الواو كما صرَّح به ابنُ السيد في المثلّث وحكى غيرُهم فيه . الضَّمَّ أَيضاً فيكون مُثَلَّثاً كالودِّ الودادِ قاله شيخُنَا . قلت : وفي الأَفعال لابنِ القطّاع : وَدِدْتُ الشيءَ وُدًّا ووَدًّا : أَحبَبْتُه ولو فَعل الشيءَ ودَادَةً أَي تَمنَّيْتُه هذا كلامُ العَرب ووَادَّ فُلانٌ فُلاناً وِدَاداً ووِدَادَةً ووَدَادَةً فِعْلُ الاثنينِ . فظهرَ منه أَن الوِدَاد بالكسر والوَدَادَةَ والوِدَادة بالفتح والكسر مصدرُ وَادَّه أَي باب المُفاعَلة أَيضاً فليُنظَرْ . والمَوَدَّةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وفي بعض النُّسخ بالكسر فيكون من أَسماءِ الآلاتِ فاستعمالُه في المصادِر شَاذٌّ وفي بعضِهَا بِكَسْر الواو كمَظِنَّة وهو في الظُّرُوفِ أَعْرفُ منه في المصادِرَ والمَوْدَدَةِ بفكّ الإِدغام بكسر الدال وبفتحها وحكاه ابنُ سِيده والقَزّازُ في معنى الودّ وأَنشد الفَرّاءُ :
إِنَّ بَنِيَّ لِلَئامٌ زَهَدَهْ ... لاَيَجِدُونَ لِصَدِيقٍ مَوْدَدَهْ قال القَزَّاز : وهذا من ضَرُورَةِ الشَّعْرِ ليس ممَّا يَجوزُ في الكلام وقال العَلاَّمَة عبد الدائم القَيروانيُّ بِسَنده إِلى المُطرّز : وَدِدْتُه مَوْدِدَةً بكسر الدالِ هو أَحد ما جاءَ على مِثَال فَعِلْتُه مَفْعِلَة قال : ولم يأْت على هذا المِثَال إِلاَّ هذَا وقولُهم حَمِيتُ عليه مَحْمِيَةً أَي غَضِبْتُ عليه . كذا نقلَه شيخُنا وقال : ففيها شُذوذٌ من وَجْهَيْنِ : الكَسْر في المَفْعلة والفَكّ وهو من الضرائرِ ولايَجوزُ في النَّثْرِ والسَّعَةِ كما نَصُّوا عليه . والمَوْدُودَةِ هكذا في النُّسخة الموثوق بها وقد سَقطَتْ في بعضِها ولم يتعرَّض لها أَئمَّةُ الغرِيبِ . حكَى الزَّجَّاجيُّ عن الكسائيّ : وَدَدْتُه بالفتح . وقال الجوهَرِيُّ : تقولَ وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنَّك تَفْعَل ذلك أَوَدُّ وُدًّا ووَدًّا ووَدَادَةً ووِدَاداً تَمنَّيْتُ قال الشاعرُ :
وَدِدْتُ وِدَادَةً لَوْ أَنَّ حَظِّي ... مِنَ الخُلاَّنِ أَنْ لاَ يَصْرِمُونِيووَدِدْتُه أَي بالكسر أَوَدُّه أَي بالفتح في المضارع فيهما أَمَّا في المَكْسُور فعلى القِيَاس وأَما في المفتوح فعَلَى خِلاَفَهِ حكاه الكسائيُّ إِذ لا يُفْتَح إِلاَّ الحَلْقِيُّ العِينِ أَو اللامِ وكِلاهما مُنْتَفٍ هُنا فلا وَجْهَ للفتْحِ وهكذا في المصباح قال أَبو منصور : وأَنكَر البَصرِيُّون وَدَدْتُ قال : وهو لَحْنٌ عندهم وقال الزَّجَّاج : قدعَلِمْنَا أَنّ الكسائيَّ لم يَحْكِ وَدَدْتُ إِلاَّ وقد سَمِعَه ولكنّه سَمِعَه ممن لا يَكُونُ حُجَّةً قال شيخُنَا : وأَوْرَدَ المعنيينِ في الفصيحِ على أَنهما أَصْلاَنِ حَقِيقَةً وأَقَرَّه على ذلك شُرَّاحُه وقال اليَزيديُّ في نَوادره : وليس في شَيْءٍ من العَربيّة وَدَْتُ مفتوحةً وقال الزمخشريُّ : قال الكسائيُّ وَحْدَه : وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه ووَدَدْتُه ولم يَرْوِ الفتحَ غيرُه . قلْت : ونقلَ الفَتْحَ أَيضاً أَبو جَعْفَر اللّبليّ في شرح الفصيح والقَزّاز في الجامع والصاغانيّ في التّكْملة كلهم عن الفَرَّاءِ . والوُدُّ أَيضاً : المُحِبُّ ويثَلَّثُ الفتحُ عن ابن جِنِّي يقال رَجُلٌ وُدٌّ ووَدٌّ ووِدٌّ وفي حديث ابنِ عُمَرَ أَنّ أَبَا هذَا كَانَ وَدًّا لِعُمَر قال ابنُ الأَثير هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُه كانَ ذا وُدٍّ لِعُمَرَ أَي صَدِيقاً وإِن كانَت الواو مكسورةً فلا يُحْتَاج إِلى حَذْفٍ فإِن الوِدَّ بالكسرِ : الصدِيقُ كالوَدِيدِ فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ وفلانٌ وُدُّك ووَدِيدُكَ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : الرجلُ : الكَثِيرُ الحُبِّ قال شيخُنَا : وهذا لا يُنَافِي الأَوَّل بل هو كمُرَادِفِه كالوَدُودِ قال ابنُ الأَثير : والوَدُودُ في أَسماءِ الله تَعالَى فعَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ من الوُدذِ : المَحَبَّةِ يقال وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه فالله تعالَى مَوْدُودٌ أَي مَحْبُوبٌ في قُلُوبِ أَوْلِيَائِه أَو هو فَعُولٌ بمعنى فاعِلٍ أَي يُحِبُّ عِبَادَه الصالحينَ بمعنى يَرْضَى عنهم . والمِوَدِّ ضُبِط بالكسر كاسم الآلة وبالفَتْح كاسْمِ المَصْدَر قال شيخُنَا وكلاهما يَحْتَاجُ إِلى تَاْوِيل : وفي اللسان : يقال رَجُلٌ وُدٌّ ومِوَدٌّ وودُودٌ والأُنثَى وَدُودٌ أَيضاً والوَدُودُ : المُحِبُّ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : المَحِبُّونَ يقال : قَومٌ وُدٌّ فهو مَصدرٌ يُرادُ به الجَمْع كما يُرَادُ به المَفْرَد كالأَوِدَّةِ جمع وَدِيدٍ كالأَعِزَّةِ جَمع عَزِيزٍ والأَوِدَّاءِ كذلك جَمْعُ وَدِيدٍ كالأحِبَّاءِ جمع حَبِيبٍ والأَوْدَادِن بدَالَيْنِ جمع وِدٍّ بالكسر كحِبٍّ وأَحْبَابٍ والوَدِيدِ هكذا في سائر النُّسخ واستعمالُه في الجَمْعِ غيرُ معروفٍ وأَنكرَه شيخُنَا كذلك وقال : فَيَحْتَاج إِلى ثَبتٍ . قلْت : والذي في اللسان وغيرِه من دواوين اللُّغَةِ المَوْثُوقِ بها وِدَادق بالكسر قَوْمٌ وُدٌّ ووِدَادٌ وأَوِدَّاءُ فهو كجُلٍّ وجِلاَلٍ وأَما الوَدِيدُ فلم يَذْكُره أَحَدٌ ولعلَّه سَبْقُ قَلَمٍ من الكاتِب والأَوًدِّ بكسر الواو وضَمِّها معاً أَي مع فتح الهمزة كقُفْلٍ وأَقْفَلٍ وقيل ذِئْبٌ وأَذْؤُبٍ قال النابغة :
إِنّي كَأَنِّي أَرَى النُّعْمَانَ خَبَّرَهُ ... بعْضُ الأَوْدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِقال أَبو منصور : وذهبَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَن أَوُدًّا جَمْعٌ دَلَّ على واحِدِه أَي أَنه لا وَاحِدَ له قال ورواه بعضَهم : بَعْضُ الأَوَدِّ بفتح الواو يريد : الذي هو أَشَدُّ وُدًّا قال أَبو عَلِيٍّ : أَراد الأَوَدِّينَ : الجَمَاعَةَ . وبقي على المصنف : وُدَدَاءُ كعُلَمَاءَ قال الجوهريُّ : رِجَالٌ وُدَدَاءُ يَسْتَوِي فيه المُذكَّر والمُؤَنّث الكونِه وَصْفاً داخِلاً على وَصْفِ المُبَالَغَةِ وقال القَزَّازُ : ورجُلٌ وَادٌّ وقومٌ وِدَادٌ . ووُدٌّ بالفتح : صَنَمٌ ويُضَمُّ كان لِقَوْمِ نُوحٍ ثم صارَ لِكَلْبٍ وكان بِدُومَةِ الجَنْدَلِ وكان لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونه وُدًّا ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ ومنه سُمِّيَ : عَبْدُ وُدٍّ ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابِخَةَ . وأُدَدُ جَدُّ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ وقال الفَرَّاءُ : قَرَأَ أَهْلُ المَدِينَة : " وَلاَتَذَرُنَّ وُدًّا " بضمّ الواو قال أَبو منصور : وأَكثَرُ القُرَّاءِ قَرَءُوا وَدًّا بالفتح منهم أَبو عمرٍو وابنُ كَثِير وابنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكسائيُّ وعاصِمٌ ويَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وقرأَ نافِعٌ وُدًّا بضمّ الواو وفي المحكم ووَدٌّ ووُدٌّ : صَنَمٌ وحَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ مفتوحاً لا غيرُ وقالوا عبْدُ وُدٍّ يَعْنُونَه به وفي التهذيب : الوَدُّ بالفتح : الصَّنَمُ وأَنْشَدَ :
بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى مَا تَرَكْتِهُم ... سُلَيْمَى إِذَا هَبَّتْ شَمَالٌ ورِيحُها أَرَادَ : بِحَقِّ صَنَمِكِ عليك . ومن ضَمَّ أَراد : بِالمَوَدَّةِ بيني وبينك . والوَدُّ : الوَتِدُ بلُغَة تَمِيم فإِذا زَادُوا الياءَ قالوا وَتِيدٌ قال ابنُ سِيدَه : زَعَمَ ابنُ دُريدٍ أَنها لُغَة تَميمِيَّة قال : لا أَدْرِي هل أَراد أَنه لا يُغَيِّرُها هذا التَّغْيِيرَ إِلاَّ بَنُوا تَمِيم أَم هي لُغَةٌ لِتَمِيم غيرُ مُغَيَّرَةٍ عن وَتِدٍ . وفي الصّحاح : الوَدُّ بالفتح : الوَتِدُ في لغةِ أَهْل نَجْدٍ كأَنهم سَكَّنُوا التَّاءَ فأَدْغَمُوهَا في الدّال . الوَدّ : اسم جَبَلٍ وبه فسر قَول امريءِ القَيْس :
تُظْهِرُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَعْتَكِرْ قال ابنُ دُرَيْد : هو اسمُ جَبَلٍ وقال ياقوت : قُرْبَ جُفَافِ الثَّغْلَبِيَّة . ووَدَّانُ بالفتح كأَنَّه فَعْلاَن من الودّ : جامِعَةٌ قُرْبَ الأَبْوَاءِ الجُحْفَة من نواحِي الفُرْعِ بينها وبين هَرْشَى ستَّةُ أَمْيَالٍ وبينها وبين الأَبواءِ نَحْوٌ من ثمانيةِ أَميالٍ وهي لضَمْرَةَ وغِفَارٍ وكِنَانَةَ وقد أَكثرَ نُصَيْبٌ مِن ذِكْرِهَا في شعرِه فقال :
أَقُولُ لِرَكْبٍ قَافِلِينَ عَشِيَّةً ... قَفَا ذَاتِ أَوْشَالٍ ومَوْلاَكَ قَارِبُ
قِفُوا أَخْبِرُونِي عَنْ سُلَيْمَانَ إِنَّنِي ... لِمَعْرُوفِهِ مِنْ آلِ وَدَّانَ رَاغِبُ
" فَعَاجُوا فَأَثْنَوْا بِالَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُوَلَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ قال ياقوت : قَرَاْتُ بخطّ كُرَاع الهُنَائِيّ على ظَهْرِ كِتَابِ المُنَضَّد من تَصْنِيفه : قال بعضُهم : خَرجْتُ حاجًّا فلمَّا صِرْتُ بِوَدَّانَ أَنْشَدْتُ :
" أَيَا صَاحِبَ الخَيْمَات مِنْ بَعْدِ أَرْثَدإِلى النَّخْلِ مِنْ وَدَّانَ مَا فَعَلَتْ نُعْمُفقال لي رجُلٌ من أَهْلِها : انْظُر هل تَرَى نَخْلاً ؟ فقلت : لا فقال : هذا خَطَأٌ وإِنما هو النَّخْلُ ونَحْلُ الوَادِي : جانِبُه . سَكَنَهَا الصَّعْبُ بن جَثَّامَةَ ابن قَيْس بن عبد الله بن وَهْب بن يَعْمُر بن عَوف بن كَعْب بن عامر بن لَيْث بن بَكْرٍ اللَّيْثِّي الوَدَّانِيُّ كانَ يَنزِلُهَا فنُسِبَ إِلَيْهَا هاجَرَ إِلى النبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّمَ حَدِيثُه في أَهلِ الحِجَاز روى عنهُ عبدُ الله بن عبّاس وشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الخَضْرَمِيّ ومات في خِلافة أَبي بكرٍ رضي الله عنهما . قال البَكريّ : وَدَّانُ : بإِفْرِيقِيَّةَ في جَنُوبِيّها بينها وبين زويلَةَ عَشْرَةُ أَيام من جِهَة إِفْرِيقِيَّة ولها قَلْعَةٌ حَصِينةٌ وللمدِينةِ دُرُوبٌ وهي مَدِينَتَانِ فيهما قبِلَتَانِ من العَرَب سَهْمِيُّونَ وحَضْرَمِيُّونَ وبابهما واحدٌ وبين القَبِيلَتَيْنِ تَنَازُعٌ وتَنَافُسٌ يُؤَدِّي بهم ذلك إِلى الحَرْبِ مِراراً وعندَهُم فُقَهَاءُ وأُدَبَاءُ وشُعَرَاءُ وأَكثَرُ مَعيشتهم من التَّمْر ولهم زَرْعٌ يَسيرٌ يَسْقُونَهُ بالنَّضْجِ افتتحها عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ في سنة سِتٍّ وأَرْبعينَ أَيَّام مُعَاوِيَة منها أَبو الحَسَن عَلِيُّ بن إِسحاقَ بن الوَدّانيّ الأَدِيبُ الشاعِرُ صاحِبُ الدّيوان بصِقِلّيَةَ له أَدَبٌ وشِعْر ذكره ابنُ القطاع وأَنشدَ له :
مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي النَّهَارَ بِلَيْلَةٍ ... لاَ فَرْقَ بَيْنَ نُجُومِهَا وَصِحَابِي
" دَارَتْ عَلَى فَلَكِ السَّمَاءِ ونَحْنُ قَدْ دُرْنَا عَلَى فَلَكٍ مِنَ الآدَابِ
وأَتَى الصَّبَاحُ ولا أَتَى وكَأَنَّهُ ... شَيْبٌ أَظَلَّ عَلَى سَوَادِ شَبَابِ وَدَّان أَيضاً : جَبَلٌ طويلٌ قُرْبَ فَيْدٍ بينها وبين الجَبَلَيْنِ وَدّان أَيضاً : رُسْتَاقٌ بِنَوَاحِي سَمَرْقَنْدَ لم يَذْكُره ياقوت وذكره الصاغانيُّ . والوَدَّاءُ بتشديدِ الدالِ مَمْدوداً قال ياقوت : يجوز أَن يكونَ تَوَدَّأَتْ علَيْه الأَرْضُ فهي مُوَدَّأَةٌ إِذَا غَيَّبَتْه كما قيل أَحْصَن فهو مُحْصَنٌ وأَسْهَب فهو مُسْهَبٌ وأَفْلَجَ فهو مُفْلجٌ وليس في الكلام مثلُه يعني أَنَّ اللازم لا يُبْنَى منه اسمُ مَفْعولٍ . وبُرْقَةُ وَدَّاءَ كذا بَطْنُ الوُدَدَاءِ كأَنَّه جَمْعُ وَدُودٍ ويُروَى بفتح الواو مَواضِعُ . وتَوَدَّدَه : اجْتَلَبَ وُدَّهُ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
أَقُولُ تَوَدَّدْنِي إِذَا مَا لَقِيتَنِي ... بِرِفْقٍ ومَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَاصِعِ تَوَدَّدَ إِليه : تَحَبَّبَ . والتَّوَادُّ التَّحَابُّ تَفَاعُلٌ مِن الوِدادِ وقَعَ فيه إِدْغامُ المِثْلَيْنِ وهما يَتَوَادَّانِ أَي يَتَحَابَّانِ . تَوَدُّدُ ومَوَدَّةُ امرَأَةٌ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
" مَوَدَّةُ تَهْوَى عُمْرَ شَيْخٍ يَسْرُّهُلَهَا المَوْتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لَوْ أَنَّها تَدْرِي
" يَخَافُ عَلَيْهَا جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدَهُوَلاَ خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ قيل إِنها سُمِّيَت بِالمَوَدَّةِ التي هي المَحَبَّة . عن ابن الأَعْرَابيّ المَوَدَّةُ : الكِتَابُ وبه فُسِّر قوله تَعَالى " تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ " أَي بالكُتُبِ وهو من غرائب التفسير . ومما يستدرك عليه : قولهم بِودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر :
أَيُّها العَائِدُ المُسَائِلُ عَنَّا ... وَبِودِّيك لَوْ تَرَى أَكْفَانِي فإِنما أَشْبَعَ كسْرةَ الدَالِ لِيسْتقيمَ له البَيْتُ فصارَتْ يَاءً كذا في الصّحاح . وفي شِفَاءِ الغَلِيل أَنه استُعمِل للتَّمنِّي قديماً وحديثاً لأَن المرءَ لا يَتَمَنَّى إِلاَّ مَا يُحِبُّه وَيَوَدُّه . فاستُعْمِل في لازِم مَعنَاه مَجَازاً أَو كِنَايَةً قال النَّطَّاحُ :
" بِودِّيَ لَوْ خَاطُوا عَلَيْكَ جُلُودَهُمْولا تَدْفَعُ المَوْتَ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ وقال آخر :
" بِودِّيَ لَوْ يَهْوَى العَذُولُ ويَعْشَقُ فَيَعْلَمَ أَسْبَابَ الرَّدَى كَيْفَ تَعْلَقُوفي حديث الحَسَن فإِن وَافَقَ قَوْلٌ عَمَلاً فآخِهِ وأَوْدِدْهُ أَي أَحْبِبْهُ وصَادِقْه . فأَظْهَرَ الإِدْغَامَ للأَمْرِ على لُغَةِ الحِجَاز وأَمّا قولُ الشَّاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعْرَابيّ :
وأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ خَيْفَانَةً ... حَمُومَ الجِرَاءِ وَقَاحاً وَدُودَا قال ابنُ سيدَه : معنى قولِه وَدُودَا أَنهَا باذِلَةٌ ما عِنْدَهَا من الجَرْي لايَصِحُّ قولُه وَدوداً إِلاَّ على ذلك لأَن الخَيْلَ بَهائمُ والبهائِمُ لاوُدَّ لها في غَيْرِ نَوْعِهَا
الدَّكُّ : الدَّقّ والهَدْمُ وقالَ اللّيثُ : كسرُ الحائِطِ والجَبَلِ . ودَكَّ الشَّيءَ يَدُكّهُ دَكًّا : ضَرَبَه وكَسَرَه حتى سَوّاهُ بالأَرْضِ كما في الصِّحاحِ ومنه قولُه تَعالَى : " فدُكَّتَا دَكَّةً واحِدَةً " أي : دُقَّتَا دَقَّةً واحِدَةً فصارَتا هَباءً مُنْبثًّا . والدَّكُّ : ما اسْتَوَى من الرَمْلِ وسَهُلَ كالدَّكَّةِ بالهاءِ دِكاكٌ بالكسرِ . والدَّكّ : المُستَوِي مِنَ المَكانِ ومنه قولُه تَعالى : " جَعَلَهُ دَكًّا " قالَ الأزهري : أَفادَني ابنُ اليَزِيدِيِّ عن أبي زَيْدٍ : جَعَلَه دَكّاً أي : مُستَوِياً قالَ المُفَسِّرُون : ساخَ في الأَرضِ فهو يَذْهَبُ إِلىِ الآن . وقولُه تعالَى : " إِذا دُكَّتِ الأرْضُ دَكاً " قالَ ابنُ عَرَفَةَ : أي مُستَوِيَةً لا أكَمَةَ فِيها وقرأَ حَمْزَةُ والكِسائِي جَعَلَه دَكَّاءَ بالمَدِّ في الأَعْرافِ وفي الكَهْفِ ووافَقَهُما عاصِمٌ في الكَهْفِ أي : جَعَلَه أَرضاً دَكّاءَ فحذَفَ ؛ لأَنَّ الجَبَلَ مُذَكَّرٌ وقالَ الأَخْفَش - في قولِ مَنْ نَوَّنَ - كأَنَّه دَكَّهُ دَكّاً مصدَرٌ مُؤَكِّد . دُكُوكٌ بالضمِّ . والدَّكُّ : تَسوِيَةُ صُعُودِ الأَرضِ وهُبُوطِها وقد دَكَّها دَكّاً . وقد انْدَكَّ المَكانُ . والدَّكّ : كَبسُ التُّرابِ وتَسوِيَتُه . وقال أَبو حَنِيفَةَ عن أبي زَيْدٍ : إِذا كُبِسَ السَّطْحُ بالتُّرابِ قِيلَ : دُكَّ التُّرابُ عليه دَكًّا ودَكَّ التُّرابَ على المَيتِ دَكاً : هالَهُ . والدَّكُّ : دَفْنُ البِئْرِ وطَمُّها بالتّرابِ كالدَّكْدَكَةِ . والدَّكُّ : التَّلُّ هكذا باللامِ وهو الصَّوابُ وفي اللِّسانِ : شِبهُ التَّلِّ وفي بعضِ النُّسَخِ التَّكّ بالكاف وهو غَلَط . والدُّكُّ بالضمِّ : الشَّدِيدُ الضَّخْمُ يُقال : إِنَّه لَدُكٌّ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ . والدُّكُّ : الجَبَلُ الذَّلِيلُ دِكَكَةٌ كقِرَدَة مثل جُحْرٍ وجِحَرَةٍ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : وفي الأَرْضِ الدِّكَكَةُ والواحد دُكٌّ وهي رَوابٍ مُشْرِفَةٌ من طِين فيها شيءٌ من غِلَظٍ
وقالَ غيرُه : الدِّكَكُ : القِيزانُ المُنْهالةُ وقِيل : الهِضابُ المُفَسَّخَةُ . والدُّكُّ أَيضاً : جَمْعُ الأَدَكِّ للفَرَسِ المُتَداني العَرِيضِ الظَّهْر ومنه حَدِيث أبي مُوسَى كَتَب إِلَى عُمَرَ رضي اللَّهُ عَنْهُما : إِنّا وَجَدْنا بالعِراقِ خَيَلاً عِراضاً دُكًّا فما يَرَى أَمِير المُؤْمِنِينَ في إسْهامِها أي : عِراضَ الظّهُورِ قِصارَها يُقال : فَرَسٌ أَدَكُّ : إِذا كانَ عَرِيضَ الظَّهْرِ قَصِيراً حكاهُ أَبُو عُبَيدٍ عن الكِسائي قالَ : وهي البَراذِينُ . والدَّكّاءُ : الرّابِيَةُ من الطِّينِ لَيسَتْ بالغَلِيظَةِ كما في المُحْكَم وهي التي لا تَبلُغُ أَن تكونَ جَبَلاً دَكّاواتٌ أَجْرَوْه مُجْرَى الأَسْماءِ لغَلَبتِه كقَوْلِهم : ليسَ في الخَضْراواتِ صَدَقَةٌ . وأَكَمَةٌ دَكّاءُ : اتَّسَعَ أَعْلاها والجمعُ كالجَمْعِ وهذا نادِرٌ لأَنَّ هذا صِفَةٌ . أَو الدَّكّاواتُ : تِلالٌ خِلْقَةٌ لا واحِدَ لَها قال ابنُ سِيدَه : هذا قولُ أَهْلِ اللُّغَةِ قال : وعِنْدِي أَن واحِدَها دَكّاءُ كما تَقَدَّمَ وقالَ الأَصْمَعِيُ : الدَّكّاواتُ من الأَرْضِ الواحِدَةُ دَكاء وهي رَوابٍ من طِينٍ ليسَتْ بالغِلاظِ . والدّكّاءُ : النَّاقَةُ التي لا سنام لَها أَو التي لم يُشْرِفْ سَنامُها بل افْتَرَش في جَنْبَيها والجمعُ دُك ودَكاواتٌ مثل حُمْرٍ وحَمْراواتٍ كذا في الصِّحاحِ والعُبابِ وهو أَدَكُّ لا سَنامَ لَه والاسْمُ الدَّكَكُ وقد انْدَكَّ وقال ابنُ بَرّي : حَمْراءُ لا يُجْمَعُ بالأَلفِ والتّاءِ فيُقال : حَمْراواتٌ كما لا يُجْمَعُ مُذَكَّرُه بالواوِ والنّونِ فيُقال : أَحْمَرُونَ وأَمّا دَ كّاءُ فليس لها مُذَكَّرٌ ولذلك جازَ أَنْ يُقالَ : دَكاواتٌ . وفَرَسٌ مَدْكُوكٌ : لا إِشْرافَ لحَجَبتِه . وفَرَسٌ أَدَكّ : عَريضُ الظَّهْرِ وهذا قد تَقَدَّم قريباً فهو تَكْرارٌ . والدَّكَّةُ بالفَتْحِ والعامَّةُ تَكْسِرُه . والدُّكَّانُ بالضمِّ : بِناءٌ يُسَطَّحُ أَعْلاهُ للمَقْعَدِ قال اللّيثُ : اخْتَلَفُوا في الدُّكّانِ ؛ فقِيلَ : هو فُعْلانُ من الدَّكِّ وقال بَعْضُهم : فُعّالٌ من الدَّكَنِ وأَنْشَدَ الجَوهَرِيُّ للمُثَقِّبِ العَبدِيِّ :
فأَبْقَى باطِلِي والجِدّ مِنْها ... كدُكّانِ الدَّرَابِنَةِ المَطِينِ والدَّرَابِنَةُ : البَوّابُونَ . والدَّكْدَكُ كجَعْفَرٍ ويُكْسَرُ والدَّكْداكُ من الرَّمْلِ : ما تَكَبَّسَ واسْتَوَى وقِيلَ : هو بَطْنٌ من الأَرْضِ مُستَوٍ . أَو الدَّكْداكُ : ما الْتَبَدَ منه بَعْضُه على بَعْضٍ بالأَرْضِ ولم يرتَفِعْ كَثِيراً قالهُ الأَصْمَعِيُّ وعليه اقْتَصَر الجوهري وقال أَبُو حَنِيفَةَ : هو رَمْلٌ ذُو تُرابٍ يَتَلَبَّدُ وفي الحَدِيث أَنَّهُ سَأَلَ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللَّهِ عن مَنْزِلِه فقَال : سَهْلٌ ودَكْداكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أي أَنّ أَرْضَهُم ليسَتْ بذاتِ حُزُونَةٍ قال لَبِيدٌ :
وغَيثٍ بدَكْداكٍ يَزِينُ وِهادَه ... نَباتٌ كوَشْيِ العَبقَرِيِّ المُخَلَّبِ أَو هي أي الدَّكْدَكُ بلُغَتَيه . والدَّكْداكُ : أَرضي فِيها غِلَظٌ دَكادِكُ ودَكادِيكُ شاهِدُ الأَوّلِ في حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مُرَةَ :
" إِلَيْكَ أَجُوبُ القُورَ بعْدَ الدَّكادِكِ وشاهِدُ الثّاني قَوْلُ الرّاجِزِ أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ :
" يا دَارَ مَي بالدكادِيكِ البُرَق
" سَقْياً فقَدْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئقْوأَرْضٌ مُدَكْدَكَةٌ كَثُرَ بها النَّاسُ ورُعاةُ المالِ حَتّى يُفْسِدَها ذلِكَ وتَكْثُرَ فِيها آثارُ المالِ وأَبْوالُه مثل مَدْعُوكَة وهم يَكْرَهُون ذلك إِلاّ أَنْ يَجْمَعَهم أَثَر سَحابةٍ فلا يَجِدُونَ منه بُداً وكذلك مَدْكُوكَة . وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : أَرْضٌ مَدْكوكَةٌ لا أَسْنادَ لَها تُنْبِتُ الرمْثَ . وقالَ أَبو زَيْدٍ : دُكَّ الرَّجُلُ مَجْهُولاً فهو مَدْكُوكٌ : مَرِضَ أَو دَكَّهُ المَرَضُ ونَص أبي زَيْدٍ : دَكَّتْهُ الحُمَّى أي : أَضْعَفَتْهُ وهو مَجازٌ . وأَمَةٌ مِدَكَّةٌ كمِصَكَّةٍ أي بكسر المِيمِ : قَوِيَّةٌ على العَمَلِ كما في الصِّحاحِ وهو مَجاز . وهو مِدَكٌّ بكسرِ المِيمِ أي قَوِيٌّ شَدِيدُ الوَطْء للأَرْضِ كما في الصِّحاح . ويَوْمٌ دَكِيكٌ : تامٌّ وكذلك الشَّهْرُ والحَوْلُ يُقال : أَقَمْتُ عندَه حَوْلاً دَكِيكاً وقال :
" أَقَمْتُ بجُرجانَ حَوْلاً دَكِيكَا وحَنْظَلٌ مُدَكَّكٌ كمُعَظَّم وهو أَنْ يُؤْكَلَ بتَمْرٍ أَو غَيره ودَككَه : إِذا خَلَطَه يُقال : دَكِّكوا لَنا كما في العُباب واللِّسانِ
والدَّكَّةُ : بغُوطَةِ دِمَشْقَ نقَلَه الصّاغاني . قالَ : والدُّكّانُ بالضَّمِّ : بهَمَذَانَ بالقربِ منها
ومما يستدرك عليه : تَدَكْدَكَت الجِبالُ : صارَتْ دَكاواتٍ . والدُّكُكُ بضَمَّتَيْنِ : النُّوقُ المُنْفَضِخَةُ الأَسْنِمَةِ . وانْدَكَّ الرَّمْلُ : تَلَبَّدَ . وجَمْعُ الدّكّانِ : دَكاكِينُ . ودَكْدَكَ الرَّكِيَ : دَفَنَه بالتُّرابِ . وقالَ الأَصْمَعِي : دَكَّهُ وصَكَّهُ ولَكَّه - كُلُّه - إِذا دَفَعَه . وتَداكَّ عليهِ القَوْمُ : إِذا ازْدَحموا عليهِ وفي حَدِيث عَلِي رضي اللَّهُ عنهُ : ثُمَّ تَداكَكْتُم علىَ تَداكُكَ الإِبِلِ الهِيمِ على حِياضِها أي : ازْدَحَمْتُم
والدّكَكَةُ بضم ففَتْحٍ : شَيءٌ يُتَّخَذُ من الهَبِيدِ والدَّقِيقِ إِذا قَلَّ الدَّقِيقُ عن ابنِ عَبّاد . قال : والدَّكُّ : إِرْسالُ الإِبِلِ جَمْعاءَ
وقالَ أَبو عَمْرو : دَكَّ الرَّجُلُ جارِيَتَه : إِذا جَهَدَها بإِلْقائِه ثِقْلَه علَيها إِذا أَرادَ جِماعَها وهو مَجازٌ وأَنْشَد الإِيادِيُّ :
فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّنِي ... بصَدْرِكَ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلِي لا تُعْلِي أي : لا تَقُومُ عَنِّي من قَوْلِكَ أَعْلِ عن الوِسادَةِ أي : قُمْ . والمَدْكُوك : موضِعٌ بمِصْرَ . ودَكَّ الدّابَّةَ بالسَّيرِ : أَجْهَدَها وهو مَجازٌ . وتَداكَّت عليهِمُ الخَيلُ : تَزاحَمَتْ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الفَحْلُ يُدَكْدِكُ النَّاقَةَ : إِذا ضَرَبَها . وقال ابنُ دُرَيْد : انْدَكَّ سَنامُ البَعِير : إِذا افْتَرَش في ظَهْرِه . والدَّكَاكُ كسَحاب : قَريَةٌ بخوزِسْتانَ جاءَ ذِكْرُها في قَوْل النّعْمانِ بنِ مُقَرِّنٍ رضي اللَّهُ عنه : قالَ :
عَوَتْ فارِسٌ واليَوْمُ حامٍ أُوارُه ... بمُحْتَفَلٍ بَينْ الدَّكاكِ وأَرْبَكِ والدُّكُوكُ : قريةٌ بمِصْر من أَعْمالِ الغربيَّةِ . والمِدَكُّ كمِصَك : لغة في المِتَكِّ لما يُربَطُ به السَّراوِيلُ قال مَنْظُورٌ الأَسَدِيّ :
" يا حَبّذا جارِيَةٌ مِنْ عَكِّ
" تُعَقِّدُ المِرطَ على المِدَكِّ د ل ك