زَافَ البَعِيرُ والرَّجُلُ وغيرُهما يَزِيفُ زَيْفَاً وزَيَفَاناً بالتَّحْرِيكِ وزُيُوفاً بالضَّمِّ : إِذا تَبَخْتَرَ في مِشْيَتِهِ فهو زَائِفٌ وزَيْفٌ الأَخِيرَةُ علَى الصِّفَةِ بالمَصْدَرِ وقيل : أَسْرَعَ في تَمَايَلٍ . كذلك : زَافَ الْحَمَامُ عندَ الحَمَامةِ : إِذا جَرَّ الذُّنَابَي ودَفَعَ مُقَدَّمَهُ بِمُؤَخَّرِهِ واسْتَدَارَ عَلَيْهَا هذا نَصُّ الصِّحاحِن والعُبَابِ واللِّسَانِ فقَوْلُ شيخِنَا : الصَّوابُ أَو الظَّاهِرُ : الأَذْنَابَ وإِن جازَ إِيقَاعُ المُفْرَدِ مَوْقِعَ الجَمْعِ إِلى آخِرِ ما قالَ مُعْتَرِضاً علَى المُصَنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . وشَاهِدُ الزَّيَفانِ حديثُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : بَعْدَ زَيَفَانِ وَثَبَاتِهِ ويُقَال : الحَمَامَةُ تَزِيفُ بينَ يَدَي الحَمَامِ الذَّكَرِ أَي : تَمْشِي مُدِلَّةً قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . وزَافَتِ المَرْأَةُ في مِشْيَتِها تَزِيفُ : إِذا رَأَيْتَهَا كأَنَّهَا تَسْتَدِيرُ . وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَرْبَ :
وزَافَتْ كَمَوجِ الْبَحْرِ تَسْمُو أَمَامَهَا ... وقَامَتْ عَلَى سَاقٍ وآنَ التَّلاحُقُ قيل : الزَّيْفُ هنا : أَن تَدْفَع مُقَدَّمَهَا بمُؤَخَّرِهَا كذا في اللِّسَانِ ولم أَجِدْهُ في شِعْرِه . زَافَتِ الدَّرَاهِمُ زُيُوفاً وزُيُوفَةً بضَمِّهِمَا : صَارَتْ مَرْدُودَةً لِغِشٍّ فيها وفي المُحْكَمِ : زَافَ الدَّرْهَمُ يَزِيفُ : رَدُؤَ يُقَال : دِرْهَمٌ زَيْفٌ وزَائِفٌ وشَاهِدٌ زَيْفٍ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
" تَرَى الْقَوْمَ أَشْبَاهاً إِذَا نَزَلُوا مَعاًوفي الْقَوْمِ زَيْفٌ مِثْلُ زَيْفِ الدَّرَاهِمِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لشاعرٍ :
" لاَ تُعْطِهِ زَيْفاً ولاَ نَبَهْرَجَا وشَاهِدُ زَائِفٍ قَوْلُ المُزَرِّدِ :
ومَا زَوَّدُونِي غَيْرِ سَحْقِ عِمَامَةٍ ... وخَمْسُ مِئىً مِنْهَا قَسِيٌّ وزَائِفُ أَو الأُولَى رَدِيئَةٌ مِن كَلامِ العامَّةِ كما قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ : ج : زِيَافٌ بالكَسْرِ وأَزْيَافٌ . زَافَ فُلانٌ الدَّرَاهِمَ : جَعَلَهَا زُيُوفاً عن اللِّحْيَانِيِّ كَزَيَّفَهَا تَزْيِيفاً . زَافَ الْحَائِطَ زَيْفَاً : قَفْزَهُ عن كُرَاعٍ . والزَّيْفُ : الإِفْرِيزُ وهو الطَّنَفُ الذِي يَقِي الْحَائِطَ ويُحِيطُ به في اَعْلَى الدَّارِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْد العِبَادِيِّ :
تَرَكُونِي لَدَى حَدِيدٍ وأَعْرَا ... ضِ قُصُورٍ لِزَيْفِهِنَّ مَرَاقِي يُقَال : الزَّيْفُ هنا : الدَّرَجث مِن المَرَاقِي والأَعْرَاضُ : الأَوْسَاطُ وقِيلَ : الجَوَانِبُ يُرِيدُ أَنَّهُم إِذا مَشَوْا فيها فكأَنَّمَا يَصْعَدُونَ في دَرَجٍ ومَرَاقٍ وإِنَّمَا عَنَى السِّجْنَ الذي كان حُبِسَ فيه . قيل : الزَّيْفُ الشُّرَفُ في القُصُورِ الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ وقيل : إِنَّمَا سُمِّيَ بذلك لأَنَّ الحَمَامَ يَزِيفُ عليها مِن شُرْفَةٍ إِلَى شُرْفَةٍ . والزَّائِفُ والزَّيَّافُ : الأَسْدُ لِتَبَخْتُرِهِ فِي مِشْيَتِهِ كالبَعِيرِ والتَّشْدِيدُ للمُبَالَغَةِ قال عمرُو بنُ مَعْدِي كَربَ رَضِيَ اللهُ عنه يذْكُر أسَداً شَبَّهَ نَفْسَهُ به :
يَزِيفُ كما يَزِيفُ الفحْ ... لُ فَوْقَ شُؤُونِهِ زَبَدُهْ وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الزَّيَّافَةُ من النُّوقِ : المُخْتَالَةُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ قَوْلَ عَنْتَرَةَ :
يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الْفَنِيقِ الْمُكْدَمِ وزَافَ البِنَاءُ وغيرُه : طَالَ وارْتَفَعَ . ويُجْمَعُ الزَّيْفُ مِن الدَّرَاهِم علَى : الزُّيُوفِ ومنه قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ :
كَأَنَّ صَلِيلَ الْمَرْوِحِينَ تَشُدُّهُ ... صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا ويُجْمَعُ الزَّائِفُ على الزُيَّفِ ومنه قَوْلُ هُدْبَةَ بنِ الخَشْرَمِ :
تَرَى وَرَقَ الْفِتْيَانِ فِيهَا كَأَنَّهُمْ ... دَرَاهِمُ مِنْهَا زَاكِيَاتٌ وزُيَّفٌوزَيَّفَ فُلاناً : بَهْرَجَهُ وقيل : صَغَّرَ به وحَقَّرَه وهو مَجَازٌ مَأْخُوذٌ مِن الدِّرْهِم الزَّائِفِ وهو الرَّدِيءُ . وقيل : أَصْلُ التَّزْيِيفِ تَميِيزُ الرَّائجِ مِن الزَّائِفِ ثم اسْتُعْمِلَ في الرَّدِّ والإِبْطَالِ كمافي المِصْبَاح والعِنَايةِ
فصل السين المهملة مع الفاءِ
وَزَفَ البَعِيرُ وغيرهُ يَزِفُ وَزِيفاً : أَسْرَعَ المَشْيَ وقِيلَ : قارَبَ خُطاهُ كزَفَّ وقيلَ : هو مَقْلُوبُ وَفَزَ والوَزِيفُ : سُرْعَةُ السَّيْرِ مثلُ الزَّفِيفِ ومنه قِراءَةُ أَبي حَيْوَةَ : " فأَقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُونَ " أي : يُسْرِعُونَ كما في العُباب . قالَ اللِّحْيانِيُّ : قرأَ بِه حَمْزةُ عن الأَعْمَشِ عن ابنِ وَثّابٍ قالَ الفَرّاءُ : لا أَعْرِفُ وَزَفَ يَزِفُ في كَلامِ العَرَبِ وقد قُرِيءَ بِه قال : وزَعَم الكِسائِيُّ أنّه لا يَعْرِفُها وقال الزَّجّاجُ : عَرَفَ غيرُ الفَرّاءِ يَزِفُونَ بالتَّخْفِيفِ بمَعْنَى يُسْرِعُون كأَوْزَفَ ووَزَّفَ عن ابن الأَعْرابِيِّ جعَلَتُها لازِمَيْنِ كوَزَفَ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وَزَفَ فُلاناً وَزْفاً : إذا اسْتَعْجَلَه يمانِيَّةٌ جعَلَه مُتَعَدِّياً فهو لازِمٌ مُتَعَدٍّ . والمُوازَفَةُ والتَّوازُفُ : المُناهَدَةُ في النَّفَقاتِ قالَ ثَعْلَبٌ : هي لُغَةٌ صَحِيحَةٌ يُقال : تَوازَفُوا بَيْنَهُم قال المُرَقِّشُ الأَكْبَرُ :
عِظامُ الجِفانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحَى ... مَشايِيطُ للأَبْدانِ غيرَ التّوازُفِ
قال الصّاغانِيُّ : ويُرْوَى التَّوارُفِ من التُّرْفَهِ والدَّعَةِ ؛ أي لَيْسُوا أَصْحابَ لُزُومٍ للبُيوت ولا دَعَة هم في إغارَةٍ وطَلَبِ ثَأْرٍ وكَفِّ نازِلَةٍ وخِدمَةِ ضيْفٍ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الوَزْفُ والوَزْفَةُ : الإِسْراعُ في المَشْيِ وقِيلَ : مُقارَبَةُ الخَطْوِ قالَ ابنُ سِيدَه : أُرَى الأَخِيرَةَ عن الِّلحْيانِيِّ وهي مُسْتَرابَةٌ