العَوْدُ : الرُّجُوعُ كالعَوْدَةِ عاد إليه يَِعُود عَوْدَةً وعَوْداً : رَجَعَ . وقالوا : عادَ إلى الشيءِ وعادَ لهُ وعادَ فيه بمعنى . وبعضهم فَرَّق بين استعماله بفي وغيرها . قاله شيخنا . وفي المثَلِ : " العَوْدُ أَحمَدُ " وأنشد الجوهريُّ لمالِك بن نُوَيْرةَ :
جَزَيْنَا بني شَيْبَنَ أَمْس بقَرْضِهِمْ ... وجِئنَا بِمِثْلِ البَدْءِ والعَوْدُ أَحْمَدُ قال ابن بَرِّيٍّ صواب إنشاده : وعُدْنا بمثلِ البَدْءِ . قال : وكذلك هو في شعرِهِ أَلا تَرَى إلى قوله في آخر البيت : والعَوْدُ أَحْمَدُ . وقد عاد له بعدَ ما كان أعرض . قال الأزهريُّ قال بعضهم : العَوْدُ تَثْنيةُ الأمر عَوْداً بعدَ بَدْءٍ يقال : بَدَأَ ثُمَّ عادَ والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مَرَّةٍ واحدةٍ . قال شيخنا : وحقق الراغب والزمخشريُّ وغير واحد من أَهلِ تحْقيقاتِ الأَلفاظِ أنه يُطْلَق العَوْدُ ويُراد به الابتداءُ في نحو قوله تعالى : " أَوْلتَعُودُنَّ في مِلَّتِنَا " أَي لتدخلنَّ وقوله " إِن عُدْنَا في مِلَّتِكُم " أَي دَخَلْنا . وأَشار إِليه الجارَ بردىّ وغيره وأَنشدُوا قول الشاعر :
" وعاد الرأْسُ مِنِّي كالثَّغَامِ قال : ويحتمل أنه يُراد من العَوْد هُنا الصَّيْرُورَةُ كما صرح به في المصباح وأشار إليه ابنُ مالكٍ وغيرُه من النُحَاة استَدَلُّوا بقوله تعالى : " ولو رُدُّوا لَعَادُوا لمَا نُهُوا عَنْهُ " قيل : أَي صاروا كما للفيُّومِيِّ وشِيخِه أَبي حَيَّان . قلت : ومنه حديثُ مُعَاذٍ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أَعُدْتَ فَتَّاناً يا مُعَاذ " أَي صِرْتَ . ومنه حديثُ خُزَيْمَة . " عادَ لها النِّقَادُ مُجْرَنْثِماً " أَي صارَ . وفي حديث كَعْبٍ " وَدِدْتُ أَنَّ هذا اللَّبَنَ يَعُودُ قَطِرَاناً " أَي يصير . فقيل له : لِمَ ذلك : قال : تتَبَّعَتْ قُرَيْشٌ أَذنابَ الإِبِلِ وتركوا الجَمَاعات " . وسيأتي . وتقول عاد الشيءُ يعودُ عَوْداً مثل المَعَادِ وهو مصدرٌ مِيمِيٌّ ومنه قولهم : اللهم ارزُقْنا إلى البيتِ مَعاداً وعَوْدَةً . والعَوْدُ : الصَّرْفُ يقال : عادَنِي أَن أَجِيئك أَي صَرَفنِي مقلوبٌ من عَدَانِي حكاه يَعقُوبُ . والعَوْدُ : الرَّدُّ يقال : عادَ إذا رَدَّ ونَقَضَ لما فَعَل . والعَوْدُ : زيَارَةُ المريضِ كالعِيادِ والعِيَادَةِ بكسرهما . والعُوَادَةِ بالضم وهذه عن اللِّحْيَانِيِّ . وقد عادَه يَعُوده : زَارَه قال أَبو ذُؤَيْب :
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيَادِى على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجُوز أَن يكون أَرادَ عِيَادَتِي فحذف الهاءَ لأَجل الإضافَةِ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : العُوَادةُ من عيادةِ المريضِ لم يزد على ذلك . وذكر شيخُنَا هنا قول السراج الوَرّاق وهو في غايةٍ من اللُّطْفِ :
مَرِضْتُ لله قَوماً ... ما فِيهُمُ مَنْ جَفَانِي
عادُوا وعادُوا وعَادُوا ... على اخْتِلافِ المَعَانِي
والعَوْدُ جمعُ العائِدِ استُعمل اسم جمْع كصاحِبٍ وصَحْبٍ كالعُوَّادِ . قال الفَرَّاءُ : يقال هؤلاءِ عَوْدُ فلانٍ وعُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّارِه وهم الذين يَعودُونَه إذا اعْتَلَّ . وفي حديث فاطمةَ بنت قَيْسٍ فإِنها امرأَةٌ يَكْثُر عُوَّادُها أَي زُوَّارُهَا وكلُّ من أَتاكَ مرَّةً بعد أُخرَى فهو عائِدٌ وإن اشتهر ذلك في عِيَادَةِ المَرِيضِ حتى صار كأَنَّه مُخْتَصٌّ به . وأَمَّا العُوَّد فالصَّحِيح أَنه جمْعٌ للإِناثِ يقال : نِسْوَةٌ عَوَائِدُ وعُوَّدٌ وهُنَّ اللاَّتي يَعُدْنَ المَرِيضَ الواحدة : عائِدَةٌ . كذا في اللسان والمصباح . والمَرِيضُ : معوود مَعُوودٌ الأَخيرةُ شاذَّةٌ وهي تَمِيميَّةٌ . والعَوْدُ : انْتِيابُ الشيءِ كالاعْتِيَادِ يقال : عادَني الشيء عَوْداً واعتادَنِي : انتَابَنِي واعتادَني هَمٌّ وحَزَنٌ . قال الأَزهَرِيُّ : والاعتيادُ في معنى التَّعَوُّد وهو من العَادَة يقال : عَوَّدتُه فاعتادَ وتَعَوَّد . والعَوْدُ ثاني البدءِ قال :
" بَدَأْتُمْ فأَحٍْسَنْتُم فأَثْنَيْتُ جاهِداًفإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ والعَوْدُ أَحْمَدُ كالعِيَادِ بالكسر وقد عاد إِليه وعليه عَوْداً وعِيَاداً وأَعَادَه هو واللهُ يُبْدِئُ الخَلْقَ ثمَّ يُعيده من ذلك . والعَوْدُ : المُسِنُّ من الإِبلِ والشَّاءِ وفي حديث حَسَّان قد آن لكم أَن تَبْعَثُوا إلى هذا العَوْدِ وهو الجَمَل الكبيرُ المُسِنُّ المُدرَّب فَشَبَّهَ نفْسَه به . وفي الحديث : " أَنَّه عليه السلامُ دَخَل على جابِرِ بنِ عبد الله مَنْزِلَه قال : فعَمَدت إلى عَنْزِ لي لأَذبَحَهَأ فَثَغَتْ فقال عليه السلامُ : يا جابِرُ لا تَقْطَعْ دَرّاً ولا نَسْلاً . فقلتُ : يا رسول الله إِنَّمَا هي عَوْدَةٌ عَلَفْناها البَلَحَ والرُّطَبَ فَسَمِنَتْ " حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبين . قال ابنُ الأَثيرِ : وعَوَّدَ البَعِيرُو الشَّاةُ إذا أَسَنَّا وبَعِيرٌ عَوْدٌ وشاةٌ عَوْدَةٌ وفي اللسان : العَوْد : الجَمَلُ المُسِنُّ وفيه بَقِيَّةٌ . وقال الجَوهريُّ : هو الذي جَاوَزَ في السِّنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ . وفي المثل : " إِنْ جَرْجَرَ العَوْدُ فزِدْه وِقْراً " ج عِيَدَةٌ كعِنَبَةٍ وهو جمع العَوْد من الإبل . كذا في النوادر قال الصاغانيُّ : وهو جمعٌ نادِرٌ وعِوَدَةٍ كفِيَلَةٍ فيهما قال الأَزهريُّ : ويقال في لُغَةٍ : عِيَدَة وهي قَبِيحَةٌ . قال الأَزهريُّ : وقد عَوَّدَ البَعِيرُ تَعْوِيداً إذا مَضَتْ له ثَلاثُ سِنِينَ بعْدَ بُزولِهِ أَو أَربعٌ قال : ولا يُقَال للنّاقَة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ . وقال في مَحَلٍّ آخرَ من كتابه : ولا يقال عَوْدٌ لِبَعِيرٍ أَو شاةٍ ويقالُ للشاةِ : عَوْدَةٌ ولا يقال للنَّعْجةِ : عَوْدَةٌ . قال وناقَةٌ مُعْوِّد . وقال الأَصمعيُّ : جَمَل عَوْدٌ وناقَةٌ عَوْدَةٌ وناقتانِ عَوْدَتانِ ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدَةِ مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَة مثْل هِرٍّ وهِرَرة . والعَوْدُك الطَّرِيقُ القديمُ العاديُّ قال بَشِير بن النِّكْث :
" عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ
" يموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيَا بالعَمَلْ يُرِيد بالعَوْدِ الأَوّل : الجمَلَ المُسِنَّ وبالثاني : الطَّرِيقَ أَي على طريقٍ قَدِيمٍ وهكذا الطَّرِيقُ يموت إذا تُرِكَ ويَحْيَا إذا سُلِكَ . ومن المجاز : العَوْدُ اسم فَرَس أُبَيِّ بن خَلَفٍ واسم فَرَس أَبي ربيعةَ بن ذُهْلٍ . قال الأَزْهَريُّ : عَوَّد البَعِيرُ ولا يُقال للنّاقَة : عَوْدةٌ . وسَمِعْتُ بعضَ العَرَب يقول لفَرَسٍ له أُنثَى : عَوْدةٌ
ومن المجاز : العَوْدُ القديمُ من السُّودَدِ قال الطِّرِمَّاحُ :
" هَل المَجْدُ إِلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَىوَرَأْبُ الثَّأَى والصَّبْرُ عند المَواطِنِ وفي الأَسَاس : ويقال : له الكَرَمُ العِدُّ والسؤدَد العَوْدُ . والعُودُ بالضمِّ : الخَشَبُ وقال الليثُ : هو كلُّ خَشَبَةٍ دَقَّتْ وقيل : العُودُ خَشَبَةُ كُلِّ شَجَرةٍ دَقَّ أَو غَلُظَ وقيل : هو ما جَرى فيه الماءُ من الشَّجرِ وهو يكونُ للرَّطْبِ واليابِسِ . ج : عِيدانٌ وأَعوادٌ قال الأعشى :
فجَرَوْا على ما عُوِّدُوا ... ولِكُلِّ عِيدَانٍ عُصَارَهْوالعُودُ أَيضاً : آلةٌ من المَعَازِفِ ذو الأَوتارِ مشهورةٌ وضارِبُهَا : عَوَّادٌ أَوهو مُتَّخِذُ العِيدَانِ . والعُودُ الذي للبَخُورِ وفي الحديث : " عَليكم بالعُودِ الهِنْدِيّ " وقيل هو القُسْطُ البَحْرِيّ . وفي اللسان : العُودُ : الخشبةُ المُطَرَّاة يُدَخَّن بها ويُستَجْمر بها غَلبَ عليها الاسمُ لكَرَمِهِ . ومما اتّفَق لَفْظُه واختَلَف مَعناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعضِ المُولَّدِين :
يا طِيبَ لَذَّةِ أَيَّأمٍ لنا سَلَفَتْ ... وحُسْنَ بَهْجةِ أَيامِ الصِّبَاعُودِي
أَيامَ أَسحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها ... إِذَا تَرَنَّمَ صَوتُ النَّايِ والعُودِ
وقَهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ ... كالمِسْكِ والعَنْبَرِ الهِنْدِيّ والعُودِ
تَسْتَلُّ رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ ... إِذا جَرَتْ منكَ مَجْرَى الماءِ في العُودِ كذا في المحكم . والعُودُ أَيضاً : العَظْمُ في أَصلِ اللسَانِ وقال شَمِرٌ في قول الفَرَزدَقِ يَمدَح هِشَامَ بنَ عبد الملك :
وَمن وَرِثَ العُودَيْنِ والخَاتَمَ الذِي ... لَه المُلْكُ والأَرْضَ الفَضَاءَ رَحِيبُها قال : العُودَانِ : مِنْبَرُ النبي صلى الله عليه وسلم وعَصَاهُ وقد وَرَدَ ذِكْرُ العُودَيْنِ وفُسِّرا بذلك . وأُمُّ العُودِ : القِبَةُ وهي الفَحِثُ والجمْع : أُمَّهاتُ العُودِ . وعَادَ كذا : فِعْلٌ بمنزلةِ صارَ وقل ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ :
فَقام تَرْعُدُ كَفَّاهُ بمِيبَلَةٍ ... قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عادَ هنا إلا بمعنى صارَ وليس يريد أَنَّه عاوَدَ حالاً كان عليها قَبْلُ وقد جاءَ عنهم هذا مجيئاً واسِعاً أَنشد أَبو عليٍّ للعجّاج :
" وقَصَباً حُنِّيَ حتَّى كادَا
" يَعُودُ بَعْدَ أَعْظُمٍ أَعْوَادَا أَي يصير . وعَادٌ : قَبِيلةٌ وهم قَوْمُ هُودٍ عليه السلام قل ابن سيده : قضَيْنَا على أَلِفها أَنَّهَا واوٌ للكثرة أَنَّه ليس في الكلام : ع ي د . وأَم عِيدٌ وأَعيادٌ فبدَلٌ لازِمٌ وأَنشد سيبويه :
تَمُدُّ عليهِ مِن يَمِينِ وأَشْمُلٍ ... بُحُورٌ له من عَهْدِ عادٍ وتُبَّعَا ويُمْنَعُ من الصرف . قال اللَّيْثُ وعادٌ الأُولى هم : عادُ بن عاديَا ابن سامِ بن نُوحٍ الذين أَهلكَهم الله قال زهير :
" وأَهْلَكَ لُقْمَانَ بنَ عادٍ وعادِيَا وأَمّا عادٌ الاَخيرة فهم بَنُو تميم يَنزِلون رِمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسِخُو نَسْنَاساً لكل إِنسانٍ منهم يَدٌ ورِجْل من شقٍّ . وفي كتب الأنساب عادٌ هو ابن إِرَمَ بن سام بن نُوح كان يَعُبُد القَمَر . ويقال : إِنَّهُ رأَى من صُلْبِه وأَولادِ أَولادِ أَولادِه أَربعة آلافٍ وإِنه نَكَحَ أَلْفَ جاريةٍ وكانت بلادُهُم إِرم المذكورة في القرآن وهي من عُمَأنَ إلى حَضْرَمَوْت . ومن أَوْلادِه شَدَّادُ بنُ عادٍ صاحبُ المدينةِ المذكورة . وبئرٌ عادِيَّة والعادِيُّ : الشيءُ القدِيمُ نُسب إلى عادٍ قال كُثَيِّر :
وما سَالَ وادٍ من تِهامةَ طَيِّبٌ ... بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرَارُ وفي الأَساس : مَجْدٌ عادِيٌّ وبِئْرٌ عادِيُّ : قديمانِ . وفي المصباح : يقال للمُلْك القَدِيم : عادِيٌّ كأَنه نِسْبة لعَادٍ لتقدُّمه وعادِيُّ الأرضِ : ما تقادَمَ مِلْكُه . والعَرَب تنسُبُ البِنَائَ الوَثِيقَ والبِئرَ المُحْكَمَةَ الطَّيِّ الكثيرةَ الماءَ إلى عادٍ . وما أَدرِي أَيُّ عاد هُوَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ أَي أَيُّ خَلْقٍ هو . والعِيدُ بالكسر : ما اعتادَكَ من هَمٍّ أو مَرَضٍ أَو حُزْن ونحوِه من نَوْبٍ وشَوْقٍ قال الشاعر :
" والقَلْبُ يَعتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يَزِيدُ بن الحَكَم الثَّقَفِيّ يمدَح سُلَيمانَ بن عبد الملِك :
أَمسَى بأَسْماءَ هذا القَلْبُ مَعْمُودَا ... إِذا أَقولُ صَحَأ يَعْتادُه عِيدَا وقال تَأبَّط شَرّاً :
يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وِإيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهوالِ طَرَّاقِقال ابنُ الأنباريِّ في قوله : يا عِيدُ مالك : العيد : ما يَعْتَادُه من الحُزْنِ والشَّوْقِ . وقوله : مالَكَ من شَوْقٍ أَي ما أَعْظَمَكَ مِن شَوْقٍ ويُرْوَى : يا هَيْدَ مالَكَ . ومعنى يا هَيْدَ مالَكَ : ما حالُك ما شأْنُك . أَرادَ يا أَيها المُعْتَادِي مالَكَ من شَوْقٍ كقولك : مالك من فارسٍ وأَنت تَتعجَّبُ من فُرُوسِيَّتِهِ وتَمْدَحُه ومنه : قاتَلَه اللهُ من شاعِرْ . والعِيدُ : كُلُّ يَوْمٍ فيه جَمعٌ واشتِقَاقُه من عادَ يَعود كأَنَّهم عادُوا إِليه وقيل : اشتِقاقُه من العادَةِ لأَنَّهُم اعتادُوه والجَمْع : أَعيادٌ لزمَ البَدَلَ ولو لم يلزم لَقِيل أَعوادٌ كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عَادَ يَعُود . وعَيَّدُوا إِذا شَهِدُوه أَي العِيدَ قال العَجَّاجُ يصف ثَوْراً وَحْشِيّاً :
" واعتادَ أَرْباضاً لها آرِيُّ
" كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانِيُّ فجعلَ العِيدَ من عادَ يَعُود . قال : وتَحوَّلَت الواوُ في العيدِ ياءُ لكسرةِ العَيْنِ . وتصغير عيد : عُيَيْدٌ تَرَكُوه على التَّغْيِيرِ كما أَنَّهُم جَمَعُوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً . قال الأزهريُّ : والعيد عندَ العَرب : الوقْتُ الذي يَعُود فيه الفَرَحُ والحُزْنُ . وكان في الأَصل : العِوْد فلما سَكنت الواوُ وانْكَسَر ما قَبلَها صارت ياءُ وقال قُلِبَت الواوُ ياءً ليُفرِّقوا بينَ الاسم الحَقِيقيّ وبين المَصْدَرِيّ . قال الجوهريُّ : إِنَّمَأ جُمِعَ أَعيادٌ بالياءِ لِلزُمِهَا في الواحِدِ . ويُقَالُ للفَرْقِ بينه وبينَ أَعوادِ الخَشَبِ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : سُمِّيَ العِيدُ عِيداً لأَنَّه يَعُودُ كلَّ سَنَةٍ بِفَرَحٍ مُجَدَّدٍ . والعِيدُ : شَجَرٌ جَبَلِيٌّ يُنْبِتُ عِيدَاناً نحو الذِّرَاعِ أَغبَرُ لا ورَقَ له ولا نَوْر كَثِير اللِّحَاءِ والعُقَدِ يُضَمَّد بلِحَائِهِ الجُرْحُ الطَّرِيُّ فَيَلْتَئِمُ . وعِيدٌ : اسم فَحْل م أَي معروف مُنْجِب كأَنَّه ضَرَبَ في الإِبلِ مَرَّاتٍ ومنه النَّجَائِبُ العِيديَّةُ قال ابن سيده : وهذا ليس بِقَوِيٍّ . وأَنشد الجوهَرِيُّ لرذاذ الكلبيّ :
ظَلَّتْ تَجوبُ بها البُلْدَانَ ناجِيةٌ ... عِيدِيَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ وقال : هي نُوقٌ من كِرَامِ النَّجَائِبِ منسوبةٌ إلى فَحْلٍ مُنْحِبٍ أَو نِسْبَةٌ إلى العِيدِيِّ ابنِ النَّدَغِيِّ محرَّكَةً ابنِ مَهْرَةَ بن حَيْدَانَ وعلَيْهِ اقتصَرَ صاحِبُ الكِفايَة أَو إلى عادِ بن عادٍ أَو إلى عادِيِّ بنِ عادٍ إِلاَّ أَنَّه على هذينِ الأُخِيرَينِ نَسَبٌ شاذٌّ أَو إلى بَنِي عِيدِ بْنِ الآمِرِيِّ كعَامِرِيٍّ . قال شيخُنَا : ولا يُعْرَفُ لهم عِجْل كما قَالُوه . وفي اللسان : قال شَمِرٌ : والعِيدِيَّةُ : ضَرْبٌ من الغَنَمِ وهي الأُنثَى من البُرْقَان قال : والذَّكَرُ خَرُوفٌ فلا يَزال اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه . قال الأزهريُّ : لا أَعرِف العِيدِيَّةَ في الغَنَمِ وأَعرِف جِنْساً من الإِبِل العُقَيْلِيَّةِ يقال لها : العِيدِيَّةُ قال : ولا أَدري إلى أَيِّ شْيءٍ نُسِبَتْ . وفي الصحاح : العَيْدَانُ بالفتح : الطِّوالُ من النَّخْلِ واحِدَتُه عَيْدَانَةٌ بِهَاءٍ هذا إن كان فَعْلان فهو من هذا الباب وإن كان فَيْعَالاً فهو من باب النُّون . وسيُذْكَر في موضِعِهِ . وحكَآ الأَزهَرِيُّ عن الأَصمعيّ : العَيْدَانةُ : النَّخلَةُ الطويلةُ والجمع العَيْدَان قال لبيسد :
" وأَنِيضُ العَيْدَانِ والجَبَّارُ قال أبو عدنان : يقال : عَيْدَنَت النخلة إذا صارت عَيْدانةً وقال المسيب بن عَلَسٍ :
والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَهَا ... تَحْتَ الأَشاءِ مُكَمَّمٌ جَعْلُ قال الأَزهريُّ : مَنْ جَعَل العَيْدَانَ فَيْعَالاً جَعَلَ النُّونَ أَصْلِيَّةً ولاياءَ زائدةً ودَلِيلُه على ذلك قولهم : عَيْدَنَت النخلةُ . ومن جَعَلَه فَعْلاَنَ مثل : سَيْحَان من ساحَ يَسِيحُ جعلَها أَصْلِيَّةً والنونَ زائدَةً قال الأَصمَعِيُّ : العَيْدَانَةُ : شجرةٌ صُلْبَةٌ قَدِيمةٌ لها عُرُوقٌ نافِذَةٌ إلى الماءِ قال : ومنه هَيْمَان وعَيْلان وأَنْشَد :
تَجَاوَبْنَ في عَيْدَانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ ... من السِّدْرِ رَوَّاهَا المَصِيفَ مَسِيلُوقال :
" بَواسِق النَّخْلِ أَبْكاراً وعَيْدَانَا ومنها كان قَدَحٌ يَبُولُ فيه النبي صلى الله عليه وسلم باللَّيْلِ كما رواه أَهل الحديث وهو في سُنَنِ الإِمامِ أَبي دَاوودَ وضَبَطُوه بالفتح ومنهم من يُرجِّح الكسر . وعَيْدانُ ع من العَوْد كرَيْحَان من الرَّوْح وعَيْدَانُ : عَلَمٌ وهو عَيْدَانُ بن حُجْر بن ذي رُعَيْنٍ جاهليُّ واسمه : جَيْشانُ وابن أَخيه عبْدُ كَلال هو الذي بعثه تُبَّعٌ على مُقدِّمته إلى طَسْم وجَدِيس ونقل ابنُ ماكولا عن خطِّ ابن سعيد بالغين المعجمة . وأَبو بكر محمد بن عليّ بن عَيْدان العَيْدانِيّ الأَهوازِيُّ سمِعَ الحاكمَ . وفي المحكم : المَعَادُ : الآخِرَةُ . والمَعَادُ : الحَجًّ وقيل : المَعَاد : مَكَّةُ زِيدت شرفاً عِدَةً للنبي صلى الله عليه وسلم أَن يفْتَحَهاله . وقالت طائفة وعليه العملُ " إِلى مَعَادٍ " أَي إلى الجنة . وفي الحديث : " وأَصْلِح لي آخِرَتِي التي فيها مَعَادِي " . أَي ما يَعُود إليه يوم القيامةِ . وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ قوله تعالى : " إِنَّ الذي فَرَضَ عليكَ القرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعادٍ " وقال الفراءُ : إلى مَعَادٍ حيثُ ولِدت . وقال ثعلب : معناه : يَرُدُّك إلى وَطَنِكَ وبَلَدِك . وذكروا أَنَّ جِبْرِيلَ قال : " يا مُحَمَّدُ : اشتقْتَ إلى مَوْلِدِكَ ووَطنِكَ ؟ قال : نعم . فقال له : " إِنَّ الذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّك إلى مَعادٍ " . قال : والمَعَادُ هنا : إلى عادِتِك حيثُ وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ . وقال مُجَاهِدٌ : يُحييه يومَ البعثِ . وقال ابنُ عَبَّاس : أَي إلى مَعْدِنِكَ من الجَنَّة . وأَكثر التفسير في قوله : " لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ " لَبَاعِثُك وعلى هذا كلامُ الناسِ : اذكُر المَعادَ أَي اذكُرْ مَبْعَثَك في الآخِرَةِ . قاله الزجَّاجُ . وقال بعضهم : إلى أَصْلِكَ من بَنِي هاشمٍ . والمَعَادُ : المَرْجِعُ والمَصِيرُ وفي حديثِ عليِّ : " والحَكَمُ اللهُ والمَعْوَدُ إليه يوم القيامة " أي المَعَادُ . قال ابنُ الأَثير : هكذا جاءَ المَعْوَدُ على الأَصل وهو مَفْعَلٌ من عادَ يَعُودُ ومن حَقِّ أَمثالِه أَن يُقلَب واوُه أَلِفاً كالمَقَام والمَرَاحِ ولكِنَّه استَعْمَلَه على الأَصْلِ تقول عادَ الشيءُ يَعُودُ عَوْداً ومَعَاداً أَي رَجَعَ . وقد يَرِدُ بمعنى صَارَ كما تقدم . وحَكَآ بعضُهم رَجَعَ عَوْداً على بدءِ من غير إضافةٍ . والذي قاله سيبويه : تقول رجعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ أَي أَنمه لم يَقْطَع ذَهابَهُ حتى وَصَلَهُ برجوعه إِنما أَردتَ أَنَّه رَجَع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئُه برُجوعه وقد يكونُ أَن يقطعَ مَجِيئَه ثم يَرْجِعَ فيقول : رجعْتُ عَوْدِي على بَدئِي أَي رَجَعْتُ كما جئِتُ فالمَجيءُ موصولٌ به الرجوعُ فهو بدءٌ والرُجُوعُ عَوْدٌ . انتهى كلام سيبويهقلت : وقد مَرَّ إِيماءٌ إلى ذلك في باب الهمزة . ولك العَوْدُ والعُوَادَةُ بالضم والعَوْدَةُ كلُّ هذه الثلاثةِ عن اللحيانيِّ أَي لك أَن تَعُودَ في هذا الأمرِ . والعائِدَةُ : المَعْرُوفُ والصِّلَة والعَطْفُ والمَ ْفَعَةُ يُعادُ به على الإِنسان قاله ابنُ سيده . وقال غيره : العائِدةُ : اسم ما عادَ به عليكَ المُفْضِلُ من صِلَةٍ أَو فَضْلٍ وجمعه : العَوَائِدُ . وفي المصباح : عادَ فلانٌ بمعروفِهِ عَوْداً كقال أَي أَفْضَلَ . وقال اللَّيْثُ : تقول هذا الأَمْرُ أَعْوَدُ عليكَ أَي أَرْفَقُ بكَ من غَيْرِه وأَنْفَعُ لأَنهُ يَعُودُ عليكَ برِفْقٍ ويُسْرٍ . والعُوَادَةُ بالضمّ : ما أُعِيدَ على الرَّجُلِ من طَعَامٍ يُخَصُّ بهِ بَعْدَ ما يَفْرُغُ القَوْمُ : قال الأَزهريُّ إذا حذفْتَ الهاءَ قلت . عُوَادٌ كما قالوا أَكمٌ ولَمَاظٌ وقَضَامٌ . وقال الجوهريُّ : والعُوَاد بالضّمّ : ما أُعِيدَ من الطَّعَامِ بعدَ ما أُكِلَ منه مَرَّةً ويقال : عَوَّدَ إذا أَكَلَهُ نقله الصاغانيُّ . والعادةُ : الدِّيْدَنُ يُعاد إليه معروفَةٌ وهو نص عبارة المُحْكَم . وفي المصباح : سُميت بذلك لأن صاحبها يُعاوِدُها أَي يرجع إليها مرةً بعد أُخْرَى . ج عَادٌ بغير هاءٍ فهو اسم جِنْسٍ جَمْعِيّ . وقالوا : عاداتٌ وهو جمْع المؤنّثِ السالم . وعِيدٌ بالكسر الأخيرة عن كُراع وليس بقويٍّ إِنَّمَا العِيدُ : ما عَاد إِليكَ من الشَّوْقِ والمَرَضِ ونَحْوِه كذا في اللسان . ولا وَجْهَ لإنكار شيخِنا له . ومن جُموع العادة : عَوَائِدُ ذَكَرَه في المصباح وغيره وهو نَظِيرُ حوائِجَ في جمعِ حاجةٍ نقله شيخُنا . قلتُ : الذي صَرَّحَ به الزمخشريُّ وغيره أن العَوائِدَ جمع عائدةٍ لا عادةٍ وقال جماعةٌ : العادةُ تكريرُ الشيءِ دائِماً أَو غالباً على نَهجٍ واحدٍ بلا علاقةٍ عَقْلِيّة . وقيل : ما يستَقِرُّ في النُّفوسِ من الأُمور المتكرِّرَة المَعْقُولةِ عند الطِّباع السَّلِيمة . ونقل شيخُنا عن جماعةٍ أَنَّ العادةَ والعُرفَ بمعنى وقال قوم : وقد تَخْتَصُّ العادةُ بالأفعال والعُرْفُ بالأَقوال كما أَشار ِإليه في التلويح أَثناءَ الكلامِ على مسأَلةِ : لا بُدَّ للمجاز من قَرينة . وتَعَوَّدَهُ وعادَه وعَأوَدَهُ مُعاوَدَةً وعِوَاداً بالكسر واعتْتَادَهُ وأَعادَهُ واسْتَعَادَهُ كلُّ ذلك بمعنَى : جَعَلَهُ من عَادِتِه وفي اللسان : أَي صار عادةً له أنشد ابن الأعرابي :
لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنِدِي ... والفَتَى آلِفٌ لما يَسْتَعِيدُ وقال :
تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخلاقِ إِنِّي ... رأَيتُ المرْءَ يأْلَفُ ما استَعادَا وقال أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ يصف الذِّئابَ :
إلا عواسِلُ كالمِرَاطِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِأَي وَرَدَتْ مَرَّاتٍ فليس تُنْكِر الوُرُودَ . وفي الحديث : " تَعوَّدُوا الخَيْرَ فإن الخَيْرَ عادةٌ والشَّرَّ لَجَاجَةٌ " . أَي دُرْبَةٌ وهو أَن يُعوِّدَ نفْسَه عليه حتى يصيرَ سَجِيَّةً له . وعَوَّدَهُ إِيَّاهُ جَعَلهُ يَعْتَادُهُ وفي المصباح : عوَّدته كذا فاعتادَه أَي صَيَّرْتُه له عادةُ . وفي اللسان : عوَّدَ كلْبَه الصَّيْدَ فتعوَّدَه . والمُعَاوِدُ : المُوَاظِبُ وهو منه قال الليث : يقال للرجُل المُواظبِ على أَمْرٍ : مُعَاوِدٌ . ويقال : عاوَدَ فُلانٌ ما كانَ فِيه فهو مُعاوِدٌ وعاوَدَتْهُ الحُمَّى وعَأوَدَه بالمَسأَلَةِ أَي سأَلَه مرَّةً بعد أخْرَى . وفي الأَساس : ويقال للماهِر في عَمَلِه : مُعاوِدٌ . والمُعَاوَدةُ : الرُّجوعُ إلى الأَمر الأول ويقال للشجاع : البَطَلُ المُعَاوِدُ لأنه لا يَمَلُّ المِرَاسَ . وفي كلامِ بعْضِهم : الزَمُوا تُقَى اللهِ واستَعِيدُوها أَي تَعوَّدُوها . واستَعَادَهُ الشيء فأَعَادَه إذا سَأَله أن يَفْعَلَه ثانِياً واستعاده إذا سأَلَهُ أَن يَعُودَ . وأَعَادَهُ إلى مَكانهِ إذا رَجعَهُ . وأَعَادَ الكلامَ : كررهُ قال شيخنا هو المشهورُ عند الجمهور . ووقع في فُروقِ أَبي هلالٍ العسكريّ أَنّ التكرار يقع على إِعادةِ الشيء مرةً وعلى إِعادتِهِ مَراتٍ والإِعادة للمرَّةِ الواحِدَةِ فكرَّرت كذا يَحْتَمِل مَرَّةً أَو أَكثَر بخلافِ أَعَدْت فلا يُقال أَعادَهُ مراتٍ إِلا من العامةِ . ولامُعِيد : المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه قال :
" لا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ
" إِلا المُعِيدَاتُ به النَّواهِضُ وحكى الأزهريُّ في تفسيره قال : يَعنِي النُّوقَ التي استعادَت للنَّهْض بالدَّلْو ويقال : هو مُعِيدٌ لهذا الشيءِ أَي مُطِيقٌ له لأَنه قد اعتادَه . وأَما قولُ الأخطل :
يَشُول ابنُ اللَّبُونِ إذا رآنِي ... ويَخْشانِي الضُّوَاضِيَةُ المُعِيدُ قال : أَصل المُعِيد الجَملُ الذي ليس بعَيَاءٍ وهو الذي لا يضرِب حتى يُخْلَطَ له والمُعِيد : الذي لا يحتاج إلى ذلك . قال ابن سيده : والمُعِيد الفَحْلُ الذي قد ضَرَبَ في الإِبلِ مَرَّاتٍ كأَنَّهُ أَعادَ ذلك مَرَّةً بعد أُخرى . والمُعِيدُ : الأَسدُ لإِعادتِهِ إلى الفَرِيسَة مرّةً بعد أُخْرَى . وقال شَمرٌ : المُعِيد من الرِّجَال : العالِمُ بالأُمورِ الذي ليس بِغُمْرٍ وأَنشد :
" كما يَتْبَع العَوْدَ المُعِيدَ السَّلائبُ وقال أَيضاً : المُعِيدُ هو الحاذِقُ المجرِّب قال كُثَيّر :
عَوْدُ المُعِيدِ إلى الرَّجَأ قَذَفَتْ بهِ ... في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكَانِ جَمُومُ والمُتَعَيِّد . الظَّلُومُ قال شَمِرٌ وأَنشد ابنُ الأَعرابيِّ لِطَرفةَ :
فقالَ أَلاماذا تَرَوْنَ لِشَارِبٍ ... شَدِيدٍ عَلَيْنَا سُخْطُهُ مُتَعَيِّدِ أَي ظلومٍ كأَنه قلب مُتَعَدٍّ . وقال رَبِيعَةُ بن مَقْروم : يَرَى المُتَعَيِّدونَ عليَّ ذونِي أُسُودَ خَفِيَّةَ الغُلْبَ الرِّقَابَا وقال ربيعةُ بن مَقرومٍ أيضاً :
وأَرسَى أَصْلَهَا عِزٌّ أَبيٌّ ... على الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِينا قال : المُتَعَيِّدُ : الغَضْبانُ وقال أَبو عبدِ الرحمن : المُتعيِّد : المُتَجَنِّي في بيتِ ربيعة . والمُتَعَيِّد : الذي يُوعِدُ أَي يُتَعيِّد عليه بِوَعْدِه نقله شمر عن غير ابن الأعرابي . وذو الأَعوادِ : الذي قُرِعَتْ له العَصَا : غُوَيُّ بنُ سَلامَةَ الأَُسَيْدِيُّ أَو هو رَبِيعَةُ بن مُخاشِنٍ الأُسَيِّدِيُّ نقلهما الصاغانيُّ . أَوهو سَلاَمَةُ بن غُوَيٍّ على اختلافٍ في ذلك . قيل : كانَ لهُ خَرْجٌ على مُضَرَ يُؤَدُّونَهُ إليه كل عامٍ فشاخَ حتى كان يُحمَلُ على سَرِيرٍ يُطاف به في مياه العربِ فيَجْبيها . وفي اللسان : قيل : هو رجل أَسَنَّ فكان يُحْمَلُ على مِحَفَّةٍ من عُودٍ أو هو جَدٌّ لأكثم بن صيفيٍّ المُختلَفِ في صُحْبَته وهو من بني أُسيد بن عمرو ابن تميم وكان من أَعز أهل زمانهِ فاتُّخذت له قُبَّةٌ على سَرِير ولم يَكُنْ يَأْتِي سَريرَهُ خائفٌ إلا أَمِنَ ولا ذَلِيلٌ إِلاَّ عَزَّ ولا جائِعٌ إِلا شَبِعَ وهو قولُ أَبي عُبيدةَ وبه فُسِّر قولُ الأَسودِ بن يَعْفُرَ النهشليّ :ولقد عَلِمْتُ سِوَى الذي نَبَّأْتِنِي أَنَّ السَّبيلَ سَبيلُ ذِي الأَعْوادِ يقول : لون أَغفَلَ المَوتُ أَحداً لأَغْفَلَ ذا الأَعوادِ وأَنا ميت إذ ماتَ مثله . وعادِيَاءُ : رَجلٌ وهو جَدُّ السموأل بن جيار المضروب به المثل في الوفاء قال النَّمِرُ ابن تولب :
هَلاَّ سأَلْتِ بِعَأدِيَاءَ وَبَيْتِه ... والخَلِّ والخَمْرِ الذي لم يُمْنَعِ واختُلف في وَزْنه قال الجوهري : وإن كان تقديرهُ فاعلاءَ فهو من باب المعتل يذكر في موضعه وجِرَانُ العَوْدِ : شاعرٌ عُقَيْلِيٌّ سميَ بقوله :
" فإِنَّ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصلُحُ أَو لقوله :
" عَمَدْتُ لِعَوْدٍ فالتْحَيْتُ جِرَانَه كما في المزهر . واختلِف في اسمه فقل المستورِد وقيل غيرُ ذلك . والصحيحُ أَن اسمه عامِر بن الحارث . وعَوَادِ كقَطَامِ بمعنى عُدْ ومثله في اللسان بنَزَالِ وتَرَاكِ . ويقال تَعَأوَدُوا في الحَرْبِ وغيرِهَا إذا عادَ كُلُّ فَرِيقٍ إلى صاحِبه . ويقال أَيضاً : عُدْ إِلينا فَلَكَ عندنا عوَادٌ حَسَنٌ مُثَلَّثَةَ العين أَي لكَ ما تُحبُّ وقيل أَي البِرُّ واللُّطْف . ولُقِّبَ مُعَاوِيةُ بن مالك بن جَعْفَر بن كِلاَبٍ مُعَوِّدَ الحُكَمَاءِ جمع حَكيمٍ كذا في غالب النُّسْخ ومُعوِّد كمُحَدِّث في بعضها : الحُلَمَاءِ جمع حَليم باللام وفي المزهر نقلاً عن ابن دُريد أنه مُعوِّد الحُكَّامِ جمع حاكِم وكذلك أَنشد البيت ومثله في طبقات الشعراءِ قاله شيخُنا لقوله أَي معاويةَ بن مالك
أُعَوِّدُ مثلها الحُكَمَاءَ بَعدِي ... إذا ما لالحَقُّ في الأَشياعِ نابَا هكذا بالنون والموحدة من نابَه الأَمرُ إذا عَرَاهُ وفي بعض النسخ : بانَا بتقديم الموحدة على النون أي ظهرَ وفي أُخرى : إذا ما الأَمر بدلَ : الحقّ . وهكذا في التوشيح . وفي بعض الروايات :
" إِذا ما مُعْضِلُ الحَدَثانِ نَابَا وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ هذا البيْتَ هكذا وقال فيه : معوِّذ بالذال المعجمة كذا نقله عنه ابنُ منظورٍ في : ك س د فلينظر . وإنما لقب ناجيَةُ الجَرْمِيّ مُعَوِّدَ الفِتْيَانِ لأنه ضَرَبَ مُصَدِّقَ نَجْدَةَ الخارِجيِّ فَخَرَقَ بناجِيَةَ فضرَبَهُ بالسيْفِ وقَتَلَهُ وقال : في أَبياتٍ :
أُعوِّدُهَا الفِتْيَانَ بَعْدِي لِيَفْعَلُوا ... كَفِعْلِي إذا ما جَارَ في الحُكْمِ تابعُ نقله الصاغانيُّ . قال شيخنا : وقصته مشهورة وفي كلام المصنِّف إِيهامٌ ظاهِرٌ . فتأملْه . ويقال : فَرَسٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ وهو الذي قد رِيضَ وذُلِّلَ وأُدِّبَ فهو طَوْعُ راكِبه وفارِسه يُصرِّفه كيف شاءَ لطوَاعِيَتِه وذُلِّه وإِنه لا يَستصِعب علي ولا يَمْنَعُه رِكَابَه ولا يَجْمَحُ به . والمُبْدِيءُ المُعِيدُ منا : مَنْ غَزا مرةُ بعد مرة وبه فسر الحديث : " إِنَّ اللهَ يحبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ . قيل : وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟ قال الرَّجُلُ القويُّ المُجَرِّب المُبْدِئُ المُعِيدُ على الفَرَسِ القَويِّ المُجَرَّب المُبدِئِ المُعِيد " قال أَبو عبيدٍ : والمُبْدِئُ المُعِيدُ : هو الذي قد أَبدأَ غَزْوَه وأَعادَه أَي غَزَا مَرَّةً بعد مرَّةٍ وجرب الأمورَ طوراً بعد طَوْرٍ ومثله للزمخشريِّ وابن الأثيرِ . وقيل : الفرس المبُبدِئُ المُعِيد الذي قد غَزَا عليه صاحِبُه مَرَّةً بعد أُخرَى وهذا كقولهم : ليلٌ نائمٌ إذا نِيمَ فيه وسِرّ كاتِمٌ قد كَتَمُوهُ . وقال أَبو سعيد تَعَيَّدَ العائنُ من عانَهُ إذا أَصابه بالعَيْن على المَعْيُونِ وفي بعض الأُصول : على ما يَتَعَيَّن وهو نصُّ عبارة ابن الأَعرابيِّ إذا تَشَهَّق عليه وتشَدَّدَ ليُبَالِغَ في إِصَابَتِه بِعَيْنِهِ وحُكِيَ عن ابن الاَعْرَابِيِّ هو لا يَتَعَيَّنُ عليْه ولا يَتَعَيَّدُ . وتَعَيَّدَت المرأة : انذَرَأَتْ بلسانها على ضَرَّاتِها وحَرَّكَتْ يَدَيْهَا وأَنشد ابن السِّكِّيت :
" كأَنَّهَا وفَوْقَها المُجَلَّدُ
" وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ
" غَيْرَى على جاراتِهَا تَعَيَّدُقال : المُجَلَّدُ : حِمْل ثقيلٌ فكأَنَّها وفوقَها عه الحِمْلُ وقرْبَةٌ ومِزْوَدٌ : امرأَةٌ غَيءرَى تَعَيّدُ أَيْ تَنْدَرِئُ بلسانِها على ضَرَّاتِها وتُحَرِّك يَدَيْهَا . وعِيدَأنُ السَّقَّاء بالكسر : لَقَبُ والدِ الإمام أبي الطيب أحمد ابن الحُسَيْنِ بن عبد الصَّمَدِ المُتَنَبِّئِ الكوفي الشاعر المشهور هكذا ضبطه الصاغانيُّ . وقال : كان أَبوه يُعرَفُ بِعيدَان السَّقّاءِ بالكسر قال الحافظُ : وهكذا ضَبطه ابنُ ماكولا أَيضاً . وقال أَبو القاسم بن برمانَ هو أَحمد بن عَيْدَان بالفتح وأَخْطَأَ من قال بالكسر فتأَمْلْ . وفي التهذيب : قد عَوَّدَ البَعِيرُ تَعْويداً : صار عَوْداً وذلك إذا مَضَتْ له ثلاثُ سِنينَ بعدَ بُزولِه أَو أَربعٌ . قال : ولا يقال للنّاقة عَوْدَةٌ لوا عَوَّدَتْ . وفي حديث حسَّان : " قد آنَ لكم أَن تَبْعَثُوا إلى هذا العَوْدِ " هو الجَمل الكَبيرُ المُسِنُّ المُدَرَّب فشبه نفسه به . وفي المَثَل : " زاحِمْ بِعَوْدٍ أَوْ دَعْ " أَي استَعِنْ على حَرْبِكَ بالمشايخِ الكُمَّلِ وهو أَهْلُ السِّنِّ والمَعْرفة . فإِنَّ رأْى الشيخِ خيرٌ من مَشْهَد الغُلام
ومما يستدرك عليه : المُبْدِئُ المُعِيدُ : من صِفاتِ الله تعالى : أَي يُعيد الخلقَ بعدَ الحياةِ إلى المَمَاتِ في الدُّنْيا وبعد المَمَاتِ إلى الحياةِ يومَ القِيَامة . ويقال للطَّرِيقِ الذِي أَعادَ فيه السّفر وأَبدأَ : مُعِيدٌ ومنه قولُ ابنِ مُقبلٍ يصف الإِِبلَ السائرة :
يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ يَجْتَبْنَ النِّعافَ عَلى ... أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ لا بِسِ القَتَمِ أَراد بالهادِي : الطَّرِيقَ الذي يُهْتَدَى إِليه وبالمُعِيد : الذي لُحِبَ . وقال الليث : المَعَاد والمَعَادة : المأْتَم يُعَاد إِليه تقول : لآلِ فُلانٍ مَعَادَةٌ أَي مُصِيبَةٌ يَغْشَاهم الناسُ في مَنَاوِحَ أَو غيرِهَا تتَكَلَّم به النِّساءُ . وفي الأساس : المَعَادَة : المَنَاحةُ المُعَزَّى . وأَعادَ فلانٌ الصّلاةَ يُعِيدُها . وقال الليث : رأَيتُ فلاناً ما يُبْدِئُ وما يُعِيد أَي ما يَتَكَلَّم ببادِئةٍ ولا عائدةٍ وفلانٌ ما يُعِيدُ وما يُبْدِئُ إذا لم تَكن له حِيلةٌ عن ابن الأَعرابِيِّ وأَنشد :
وكنتُ أَمرَأً بالغَوْرِ مِنِّي ضَمَانَةٌ ... وأُخرَى بِنَجْدٍ ما تُعِيدُ وما تُبْدِي يقولك ليس لِما أَنا فيه من الوَجْد حِيلةٌ ولا جِهَةٌ . وقال المفضَّل : عادَني عِيدِي أَي عادَتِي وأَنشد :
" عادَ قَلبي من الطَّوِيلةِ عِيدُ أَراد بالطَّوِيلة : رَوْضَةً بالصَّمَّانِ تكون ثلاثَة أَميالٍ في مِثْلها . ويقال : هو من عُودِ صِدْقٍ وسَوْءٍ على المَثل كقولهم : من شَجرةٍ صالحةٍ . وفي حديثِ حُذيفةَ . " تُعْرَضُ الفِتَنُ على القُلوب عَرْضَ الحَصيرِ عَوْداً عَوْداً " . قال ابنُ الأَثير هكذا الرِّوَايَةُ بالفَتْح أَي مرَّة بعد مرَّة ويُرْوَى بالضّمّ وهو واحِد العِيدانِ يعني ما يُنْسَجُ به الحَصِيرُ من طاقَاته ويُروَى بالفتح مع ذال معجمة كَأَنَّه استعاذَ من الفِتَن . والعُودُ بالضّمّ : ذو الأَوتار الأَربعةِ الذي يُضْرَب به غَلَب عليه الاسم لكَرَمِه قال ابن جنِّي : والجمع عِيدانٌ . وفي حديث شُريح : " إِنَّما القضاءُ جَمْرٌ فادْفَع الجَمْرَ عنك بِعُودَيْنِ " أَراد بالعُودَيْن : الشَّاهِدَيْنِ يريداتَّقِ النارَ بِهِما واجعَلْهما جُنَّتَكَ كما يَدْفَع المُصطلِي الجَمْرَ عن مكانه بعُودٍ أَو غيرِه لئلاّ يَحْتَرِق فمثَّلَ الشاهِدَينِ بهما لأَنه يدفَع بهما الإِثمَ والوَبَالَ عنه وقيل : أَراد تَثَبَّتْ في الحُكْم واجْتَهِدْ فيما يَدْفعُ عنكَ النّارَ ما استطعْتَ . وقال الأَسودُ بن يَعْفُرَ :
ولقَد عَلِمْتُ سِوَى الذي نَبَّأْتِنِي ... أَنَّ السًَّبِيلَ سَبِيلُ ذِي الأَعوادِقال المفضَّل . سَبِيلُ ذي الأعوادِ يريد المَوْتَ وعَنَى بالأَعْوَادِ : ما يُحمل عليه المَيتُ . قال الأزهريُّ : وذلك أَن البَوادِيَ لا جَنائِزَ لهم فهم يَضُمُّون عُوداً إلى عُودٍ ويحملون المَيتَ عليها إلى القبر . وقال أَبو عدنان : هذا أَمرٌ يُعود الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم بِظُلْمي . وقال : أَكرَهُ تَعوُّدَ النَّاسِ عليَّ فيَضْرَوْا بِظُلْمِي . أَي يَعْتَادُوه . وفي حديثِ معاوية : " سَأَله رجلٌ فقال : إِنَّكَ لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَودةٍ فقال : بُلَّهَا بِعَطَائِك حتَّى تَقْرُبَ " أَي بِرَحِمٍ قديمةٍ بعيدةِ النَّسبِ . وعوَّدَ الرَّجلُ تَعويداً إذا أَسَنَّ قاله ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
" فقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قَدْ عَوَّدَا أَي صار عَوْداً كبيراً قال الأَزهريُّ : ولا يقال عَوْدٌ لِبعيرٍ أَو شاةٍ . وقد تقدَّم . وقال أَبو النّجم :
" حتَّى إذا اللَّيْلُ تَجَلَّى أَصحَمُهْ
" وانْجَابَ عن وَجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُهْ
" وتَبِعَ الأَحمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُهْ أَراد بالأَحْمَرِ الصُّبْحَ وأَراد بالعَوْد : الشَّمْسَ . قال ابن بَرِّيّ : وقول الشاعر :
" عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ العَوْد الأَول : رجلٌ مُسِنُّ والثاني : جَمَلٌ مُسِنٌّ والثالِث : طَرِيقٌ قَدِيم . والعَوْد : اسم فَرَسِ مالِك بن جُشَم . وفي الأَساس : عادَ عليهم الدّهْرُ : أَتى . عليهم وعاد الرِّياحُ والأَمطارُ على الدَّارِ حتى دَرَسَتْ . ويقال : ركب الله عوداً على عود إذا هاجت الفتنةُ ورَكِبَ السهمُ القَوسَ للرَّمْيِ . وفي شرح شيخنا : وبَقِي عليه من مَباحِث عاد : له ستةُ أَمكنةٍ فيكون اسماً وفعلاً تامّاً وناقصاَ وحرفاً بمعنى إِنَّ وحرفا بمنزلَة هل وجواب الجملةِ المتضمّنَةِ معنى النَّفْيِ مَبْنِيّاً على الكسر متصلاً بالمضمَرات
الأَول : يكون هذا اللفظ اسماً متمكِّناً جارياً بتصاريف الإِعراب نحو : وعاداً وثموداً
الثاني : فِعلاً تاماً بمعنى : رَجَعَ أو زارَ
الثالث : فِعْلاً ناقِصاً مفتقراً إلى الخَبرِ بمنزلةِ كانَ بشَرْط أَن يَتَقدَّمها حَرْفُ عَطْفٍ . وعليه قولُ حَسَّان
ولقد صَبَرْت بها وعادَ شَبابُها ... غَضَّاً وعادَ زَمانُها مُسْتَطْرفَا أَي وكان شبابُها
الرابع : حرفاً عامِلاً نصباً بمنزلة إِنَّ مبنيّاً على أَصْلِ الحَرْفِيَّة محرّكاً لالتقاءِ الساكِنَيْنِ مكسوراً على الأَصل فيه بشرط أَن يتقدَّمها جملةٌ فعليةٌ وحرفُ عطف كقولك : رَقَدْت وعادِ أَبَاكَ ساهِرٌ أَي وإِنّ أَباك ومنه مَشْطُور حَسَّان :
عُلِّقْتُها وعادِ في قَلبي لَهَا ... وعادِ أَيّامَ الصِّبا مستقبَلَه وقال آخَرُ :
" أَنْ تَعْلُوَنْ زيداً فعادِ عَمْرَا
" وعَادِ أَمْراً بَعْدَه وأَمْرَا أَي فإِنَّ عَمْراً موجدودٌ
الخامس : أَن يكونَ حرفَ استفهامٍ بمنزلة هَلْ مبنيّاً على الكَسْر للعِلَّة المذكورة آنفاً مفتقراً إلى الجوابِ كقولك : عادِ أَبُوك مُقيمٌ ؟ مثل : هَلْ أَبوك مُقِيمٌ
السادس : أَن يكونَ جواباً بمعنى الجملةِ المُتَضَمِّنَة لمعنَى النَّفي بِلَم أو بما فقط مبنياً على الكسر أَيضاً وهذا إن اتصلت بالمُضمَرات يقول المستفهمُ . هل صَلَّيت ؟ فيقول : عادِني أَي إِنّي لم أُصَلِّ أَو إِنّني ما صَلَّيتُ . وبعضُ الحجازِيّين يحذفُ نونَ الوقايةِ واللغتان فصيحتانِ إذا كان عاد بمعنَى إِن ولا يمتنع أَن تقول إني وإِنني . هذا إذا عاد بياءِ النَّفس خاصةً فإِن اتَّصَلت بغيرها من المضمَرات كقول المجيب لمن سأَله عن شْيِ . عادِه أَو عادِنا . وكذا باقي المضمرَرات فإِثباتُ نونِ الوقاية مُمْتَنِعٌ تَشبيهاً بإِن ورُبّمَأ فاهَ بها المستفهِمُ والمُجِيب يقول المستفهم : عادِ خَرَجَ زيدٌ ؟ فيقول المُجِيب له : عادْ أَي إِنَّه لم يخرج أَو إِنه ما خَرَج . قال وهذه فائدة غريبة لم يُورِدْها أَحدٌ من أَئمّةِ العَرَبية من المطوِّلين والمختصِرين . والمصنِّف أجمعُ المتأَخِّرين في الغرَائبِ ومع ذلك فلم يتعرَّض لهذه المعاني ولا عَدَّها في هذهِ المبانِي . انتهىوالعَوَّاد : الذي يَتَّخِذُ العُودَ ذا الأَوتارِ . وعِيدُو بالكسر : قَلْعَة بنواحِي حَلَب ونعَيْدان : موضع . وله عندنا عُوَادٌ حَسَنٌ وعِوَاد بالضم والكسر كلاهما عن الفرَّاءِ لُغَتَان في عَواد بالفتح ولم يَذْكُر الفرَّاءُ الفَتْحَ واقتصر الجوهَرِيُّ على الفتح . وعائِدُ الكَلْبِ لقبُ عبد الله بن مُصعَب بن ثابتِ بن عبد الله بن الزُّبير ذكره المبرِّد في الكامل . وبنو عائِدٍ وآلُ عائِدٍ : قَبِيلتَأنِ . وهِشَام بن أَحمدَ بنِ العَوَّاد الفَقِيه القُرْطُبِيُّ عن أَبي عليٍّ الغسانيّ . والجَلال محمد بن أحمدَ بن عُمَر البُخارِيّ العِيديّ في آبائه من ولد في العِيد فنسب إليه من شيوخ أبي العلاء الفرضيّ مات سنة 668 . وأبو الحُسَيْن يَحيى بن علي بن القاسم العِيدِيّ من مشايخ السِّلفِيّ وذَهْبَن ابن قِرْضِمٍ القُضاعيّ العِيديّ صحابيٌّ . وعَيَّاد بن كَرمٍ الحَربي الغزال وعَرِيب بن حاتم بن عيَّاد البَعْلَبكيّ وسلمان بن محمد بن عَيّاد بن خفاجةَ وسعود بن عيّاد بن عمر الرصافيّ وعليّ بن عيّاد بن يوسف الديباجيّ : محدثون
وعَدَه الأَمْرَ مُتَعدِّياً بنفسه ووعَدَه بِهِ . مُتَعدِّياً بالباءِ وهو رأْيُ كَثيرٍ وقيل : الباءُ زائدةٌ ومَنَع جَماعَةٌ دُخُولَها مع الثلاثيِّ قالوا : وإِنما تكون مع الرُّباعيّ يَعِدُ عِدَةً بالكسر وهو القياس في كُلِّ مِثَالٍ ورُبَّمَا فُتِح كسَعَةٍ ووَعْداً وهو من المصادر المَجْموعة قالوا الوُعُودُ حكاها ابنُ جِنِّى وقوله تعالى " مَتَى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " أَي إِنجاز هذا الوَعْد أَرُونَا ذلك . وفي التهذيب : الوَعْدُ والعِدَةُ يَكُونَانِ مَصْدَراً واسْماً فأَمَّا العِدَةُ فتُجْمَع عِدَات والوَعْد لا يُجْمَع وقال الفراءُ وَعَدْتُ عِدَةً ويَحذِفون الهاءِ إِذا أَضَافُوا وأَنشد :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فَانْجَرَدُواوأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمْرِ الذِي وَعَدُوا
وقال ابن الأَنبارِيّ وغيرُه : الفَرَّاءُ يقول : عِدَةٌ وعِدىً قال : ويُكْتَب بالياءِ . وفي الصّحاح والعِدَةُ : الوَعْدُ والهاءُ عِوَضٌ من الواو ويُجْمَع على عِدَاتٍ ولا يُجْمَع الوَعْد والنِّسْبَةُ إِلى عِدَةٍ عِدِيٌّ وإِلى زِنَةٍ زِنِىٌّ فلا تَرُدُّ الواوَ كما تَرُدُّهَا في شِيَةٍ . والفراءُ يقول عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال شِيَوِيٌّ . قلت : وقوله : ولا يُجْمَع إِلاَّ ما شَذَّ كالأَشْغَالِ والحُلُومِ كما قاله سيبويهِ وغيرُه ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً قال شيخُنَا : هو أَيضاً مِن المَقِيس في باب المِثَالِ فيقال فيه مَفْعِلَة بفتح الميم وكسر العين وما جَاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَد ومما مَعَه من الأَلفاظ التي جاءَ بها الجوهريُّ وذكَرَها ابنُ مالِكٍ وغيرُه من أَئمَّةِ الصرْفِ وهنا للجوهريِّ مباحثُ وقواعِدُ صَرْفِيَّة أَغفلَها المُصنَّفُ لعدَمِ إِلْمامه بذلك الفَنِّ . قلْتُ : وسَنَسُوقُ عِبَارَةَ الجَوْهَرِيِّ وسَببَ عُدولِ المُصَنِّف عنها قريباً . وفي لسان العرب : ويَكُون المَوْعِدُ مصدرَ وَعَدْتُه ويكون المَوْعِد وَقْتاً لِلْعِدَةِ والمَوْعِدَةُ أَيضاً اسمٌ لِلْعِدَةِ والمِيعادُ لا يكون إِلاَّ وَقْتاً أَو مَوْضِعاً والوَعْدُ مصدَرٌ حَقيقيٌّ والعِدَة اسمٌ يُوضَع مَوضِعَ المَصْدَر وكذلك المَوْعِدَةُ قال الله عزّ و جَلّ " إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ " وفي الصّحاح : وكذلك المَوْعِدُ لأَن ما كَانَ فاءُ الفِعُل منه وَاواً أَو ياءً ثم سَقَطَتَا في المُسْتَقْبَلِ نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ فإِن المَفْعِلُ منه مَكْسُورٌ في الاسمِ والمَصدرِ جميعاً ولا تُبَالِ أَمنصوباً كانَ يَفْعل منه أَو مَكْسوراً بَعْدَ أَن تكون الواوُ منه ذاهِبةً إِلاَّ أَحرُفاً جاءَتْ نَوَادِرَ قالوا : دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ وفلانٌ ابن مَوْرَقٍ ومَوْكَلٌ اسمُ رجُلٍ أَو مَوْضِعٍ ومَوْهَبٌ اسمُ رجُلٍ وَمَوْزَنٌ مَوْضِع هذا سَمَاعٌ والقِيَاس فيه الكَسْرُ فإِن كانت الواوُ مِنْ يَفْعَلُ منه ثابِتَةً نحو يَوْجَل ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ ففيه الوَجْهَان فإن أَردَت به المَكَانَ والاسمَ كَسَرْتَه وإِن أَردت به المَصْدَرَ نَصَبْتَه فقُلت مَوْجِلٌ ومَوْجَلٌ ومَوْجِعٌ ومَوْجَعٌ فإِن كان مع ذلك مُعْتَلَّ الآخِر فالمَفْعَل منه منصوبٌ وذهَبَت الواوُ في يَفعل أَو ثَبَتَتْ كقولِك المَوْلَى والمَوْفَى والمَوْعَى من يَلِي ويَفِي ويَعِي قال الإِمام أَبو مُحَمَّد ابن بَرِّيٍّ : قوله في استثنائه : إِلاّ أَحْرُفاً جاءَتَ نَوَادِرَ قالوا : دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ . قال : مَوْحَدَ ليس من هذا الباب وإِنما هو مَعْدُولٌ عن واحِدٍ فيمتَنِع من الصَّرْف للعَدْلِ والصِّفَةِ كأْحَادِ مثلُه مَثْنَى وثُنَاءَ ومَثْلَث وثُلاَث ومَرْبَع ورُبَاع قال : سيبويهِ : مَوْحَد فتَحوه لأَنّه ليس بمصْدَرٍ ولا مكانٍ وإِنما هو مَعدولٌ عن واحِدٍ كما أَنّ عُمَرَ معدُولٌ عن عامِرٍ انتهى . قلت : ولمَّا كان الأَمْرُ فيه ما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ وأَن بَعْضَ ما استثْنَاهُ مُنَاقَشٌ فيه ومَرْدُودٌ عليه لم يَلْتَفِتْ إِليه المُصنِّف وزَعَم شيخُنَا سامحه اللهُ تعالى أَنه لِجَهْلِه بالقَوَاعِد الصَّرْفِيَّة وهو تَحَامُلٌ منه عَجِيبٌ وَمَوْعُوداً ومَوْعُودَةً قال ابنُ سِيدضه : هو من المصادر التي جاءَت على مَفْعُولٍ ومَفْعولَةٍ كالمَحْلُوف والمَرْجُوعِ والمَصْدُوقَة والمَكْذُوبَةِ قال ابنُ جِنِّى : ومما جاءَ مِن المصادِر مجْمُوعاً مُعْمَلاً قولُهم :
" مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِقال شيخنا : ووُرُود مَفْعُولٍ مَصْدَراً من الثلاثيّ الجُمْهُورُ حَصَرْوه في السَّمَاعِ وَقَصْروه على الوارِد وأَبو الخَطَّابِ الأَخفشُ الكبيرُ في جَمَاعَةٍ قاسُوه في الثُّلاثيٍّ كما قاس الكل اسْمَ مَفعولٍ مَصْدَراً في غيرِ الثلاثيِّ على ما عُرِف في الصَّرْف . وَعَدَه خَيْراً وشَرًّا فَيُنْصَبَانِ على المفعوليَّة المُطلقَة وقيل على إِسقَاط الجَارِّ والصوابُ الأَوّل كما حَقَّقَه شيخُنَا وعبارَة الفَصِيح : وَعَدْت الرجُلَ خيراً وشَرًّا . قال شُرَّاحُه : أَي مَنَّيْتَه بهما قال الله تعالى في الخيرِ : " وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً " ومثلُه كَثِيرٌ وقال في الشَّرِّ " قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الذينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ المَصِيرُ " وأَنْشَدُوا :
إِذَا وَعَدَتْ شَرّاً أَتَى قَبْلَ وَقَتِه ... وَإِنْ وَعَدَتْ خَيْراً أَرَاثَ وعَتَّمَا قلت : وصَرَّح الزمخشريّ في الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا وكذا قول الله تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ " من المَجاز فَإِذا أُسْقِطَا أَي الخير والشَّرّ قِيلَ في الخَيْرِ وَعَدَ بلا أَلف وفي الشَّرِّ أَوْعَدَ بالأَلف قاله المُطرّز وحكاه القُتَيْبِيّ عن الفرَّاءِ وقال اللَّبْلِيّ في شَرْح الفَصِيح : وهذا هو المَشْهُورُ عند أَئِمَّةِ اللغَةِ . وفي التهذيب : كلامُ العَرَب : وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً ووعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه خَيْراً وأَوْعَدْتُه شَرًّا فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا وَعَدْتُه ولم يُدْخِلُوا أَلِفاً وإِذا لم يَذْكروا الشّرَّ قَالُوا أَوْعَدْتُه ولم يُسْقِطُوا الأَلف وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل :
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُهُ ... لأَخْلِفُ إِيعَادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي وقالوا : أَوْعَدَ الخَيْرَ حكاه ابنُ سِيدَه عن ابنِ الأَعرابِيِّ وهو نادِرٌ وأَنشد :
يَبْسُطُنِي مَرَّةً ويُوعِدُنِي ... فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيَادِيه وأَوْعَدَه بالشَّرِّ أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ في الشَّرِّ كقولك : أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ وعبارةُ الفَصِيحِ : فإِذا أَدْخَلْتَ الباءَ قُلْتَ : أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا تَعْنِي مِن الوَعِيد قال شُرَّاحُه : معناه أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا فقالوا أَوْعَدْتُه : بِكَذَا ولا تَدْخُلُ البَاءُ في وَعَدَ بغيرِ أَلِفٍ فلا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَرًّ وعلى هذا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ . قلت : وفي المحكم : وفي الخَيْرِ الوَعْدُ والعِدَةُ وفي الشرِّ الإِيعادُ والوَعِيدُ فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشّر أَثبتُوا الأَلِفَ مع الباءَ وأَنْشَد لبْعضِ الرُّجَّازِ :
" أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ
" رِجْلِي وَرِجْلِي شَثْنَةُ المَنَاسِمِ قال الجوهريُّ : تقديرهُ أَوْعَدَني بالسِّجْنِ وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم ورِجْلي شَثْنَةٌ أَي قَوِيَّة على القَيْدِ . قلت وحكَى ابنُ القُوطِيَّة وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا وبِخَيْر وبِشَرٍّ فعلى هذا لا تَخْتَصُّ الباءُ بأَوْعَدَ بل تكون مَعَهَا ومع وَعَدَ فتقول : أَوْعَدْته بِشرٍّ ووعَدْته بِخَيْرٍ ولكن الأَكْثَر ما مَرَّ . وحكى قُطْرُب في كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت : وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً وأَوْعَدْته خَيْراً ووَعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه شَرًّا . والمِيعَادُ : وَقْتُه ومَوْضِعُه وكذا المُواعَدَةُ يكون وقتاً ومَوْضِعاً قال الجوهَرِيُّ وكذلك المَوْعِدُ أَي يكون وَقْتاً ومَوْضِعاً . وفي الأَساس : وهذا الوَقْتُ والمَكَانُ مِيعَادُهم ومَوْعِدُهُم . وتَوَاعَدُوا واتَّعَدُوا بمعنىً واحدٍ أَو الأُولَى في الخَيْرِ والثانِيةُ في الشَّرِّ وهذا الفَرْقُ هو المَشْهورُ الذي عليه الجُمهُورُ ففي اللّسَانِ : اتَّعَدْت الرَّجُلَ إِذا أَوْعَدْتَه قال الأَعْشى :
" فَإِنْ تَتَّعِدْنِي أَتَّعِدْكَ بِمِثْلِهَاوقال أَبو الهيثم : أَوْعَدْت الرجُلَ أُوعِدُه إِيعَاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً . واتَّعَدْت اتِّعَاداً ووَاعَدَه الوَقْتَ والمَوْضِعَ . وواعَدَه فَوَعَدَ : كَانَ أَكْثَرَ وَعْداً مِنه وقال أَبو مُعاذٍ وَاعَدْتُ زَيْداً إِذا وَعَدَك وَوَعَدْتَه ووَعَدْتُ زَيْداً إِذا كان الوَعْدُ منك خاصَّةً . ومن المَجاز فَرَسٌ وَاعِدٌ : يَعِدُكَ جَرْياً بعْدَ جَرْيٍ وعبارَةُ الأَساسِ : يَعِدُ الجَرْيَ . ومن المَجاز أَيضاً سَحَابٌ واعِدٌ كأَنَّهُ وَعَدَ بالمَطَرِ ومن المَجاز أَيضاً يَوْمٌ واعِدٌ : يَعِدُ بالحَرِّ وكذا عَامٌ واعِدٌ أَو يَوْمٌ واعِدٌ : يَعِدُك بالبَرْدِ أَوَّلُه ويقال : يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْداً ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بِحَرٍّ أَو بَرْدٍ كذا في اللسان . ومن المَجاز أَيضاً : أَرْضٌ واعِدَةٌ : رُجِيَ خَيْرُهَا مِن النَّبْتِ قال الأَصمعيُّ : مَرَرْتُ بأَرْضِ بني فُلانٍ غِبَّ مَطَرٍ وَقَعَ بها فرأَيْتُهَا وَاعِدَةً إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وتَمَامُ نَبْتِها في أَوَّلِ ما يَظْهَرُ النَّبْتُ قال سُوَيْدُ بن كُرَاع :
رَعَى غَيْرَ مَذْعُورٍ بِهِنَّ ورَاقَهُ ... لُعَاعٌ تَهَادَاهُ الدَّكَادِكُ وَاعِدُ واشتدّ الوَعِيدُ وهو التَّهْدِيد وقد أَوْعَدَه وقال يَعقُوبُ عن الفَرَّاءِ : وفي الخَيْرِ الوَعْدُ والعِدَةُ وفي الشَّرّ الإِيعادُ والوَعِيدُ وحكاه أَيضاً صاحِبُ المُوعب قال : قالوا : الجَنَّةُ لِمَن خَافَ وِعِيدَ اللهِ كسروا الواو . ومن المَجاز : الوَعِيدُ : هَدِيرُ الفَحْلِ إِذا هَمَّ أَن يَصُولَ . وفي الحديث " دَخَلَ حَائِطاً مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ فإِذا فيه جَمَلاَنِ يَصْرِفَانِ ويُوعِدَانِ " ن أَي يَهْدِرَانِ وقد أَوْعَدَ يُوعِدُ إِيعاداً . والتَّوَعُّد : التَّهْدُّد كالإِيعادِ وقد أَوْعَدَه وتَوَعَّدَهُ . وقال أَبو الهيثم : أَوْعَدْتُ الرجُلَ أُوعِدُه إِيعَاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْت اتِّعَاداً ونقلَ ابنُ مَنْظُورٍ عن الزَّجَّاجِ أَنَّ العَامَّة تُخْطِىءُ وتقول أَوْعَدَنِي فُلاَنٌ مَوْعِداً أَقِفُ عَلَيْه . والتِّعَادُ : قَبُولُ العِدَةِ وأَصلُه الاوتِعَادُ قَلَبُوا الوَاوَ تَاءً وأَدْغَمُوا وناسٌ يَقُولون ائْتَعَد يَأْتَعِد ائْتِعَاداً فهو مُؤْتَعِدٌ بالهَمْز كما قالوا يَأْتَسِرُ في ائْتِسارِ الجَزُورِ قال ابنُ بَرِّيٍّ : صَوَابُه ابتَعَدَ يَاتَعِدُ فهو مُوتَعِدٌ من غير همزٍ وكذلك ايتَسَرَ يَاتَسِرُ فهو مُوتَسِرٌ بغير هَمْزٍ وكذلك ذَكَرَه سِيبويهِ وأَصْحَابُه يُعِلُّونَه على حَرَكَةِ ما قَبْلَ الحَرْفِ المُعْتَلِّ فيجعَلُونَه يَاءً إِن انْكَسَرَ مَا قَبْلَها وأَلِفاً إِن انفتح ما قَبلهَا وواوا إِن انضمّ ما قَبْلَها قال ولا يَجُوز بالهمز لأَنه لا أَصْلَ له في باب الوَعْد واليسْرِ وعلى ذلك نَصَّ سِيبويهِ وجميعُ النحويِّينَ البصرِيِّينَ كذا في اللسان . ومما يستدرك عليه : المَوْعِدُ : العَهْدُ وبه فسّرَ مُجَاهِدٌ قولَه تعالى " مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا " وكذلك قوله " فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي " قال : عَهْدِي . ويقال للدّابَّة والماشِيَةِ إِذا رُجِىَ خَيْرُهَا وإِقْبَالُها : واعِدٌ وهو مَجازٌ . ويقال : هذا غُلامٌ تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً وشِيَمُه تَعِدُ جَلَداً وصَرَامَةً وهو مَجَازٌ وقال بعضُهم : فُلان يَتَّعِدُ إِذا وَثِقَ بِعِدَتِك وقال :
" إِنِّي ائْتَمَمَتُ أَبَا الصَّبَّاحِ فَاتَّعِدِيوَاسْتَبْشِرِي بِنَوَالٍ غَيْرِ مَنْزُورِ وَاليَوْمِ المَوْعُودِ يومِ القيامة كقوله تعالى " مِيقَاتِ يَوْمِ مَعْلُومٍ " وفي الأَمْثَال العِدَةُ عَطِيَّةٌ أَي تُعِدُّ لَها أو يَقْبُح إِخْلاَفُهَا كاستِرْجَاعِ العَطِيَّةِ وقولهم : وَعَدَه عِدَةَ الثُّرَيَّا بالقَمَرِ لأَنهما يَلْتَقِيَانِ في كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً قاله الميدانيُّ . والطَّائِفَةُ الوَعِيدِيَّةُ فِرْقَةٌ من الخَوَارِج أَفْرَاطوا في الوَعِيدِ فقالوا بِخُلودِ الفُسَّاق في النَّارتذييل : قال الله تعالى : " وإِذ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً " قرأَ أَبو عُمْرٍو : وَعَدْنَا . بغيرِ أَلفٍ وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ ونَافِعٌ وابنُ عامِرٍ وعاصِمٌ وحَمْزَةُ والكِسَائيُّ : واعَدْنَا بالأَلِف قال أَبو إِسحَاقَ اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ اللغةِ وإِذ وَعَدْنَا بغير أَلفٍ وقالوا : إِنما اخْتَرْنَا هذا لأَن المُوَاعَدَة إِنما تَكُونُ مِن الآدمِيّينَ فاختارُوا وَعَدْنَا وقالَوا : دليلنا قولُ الله تعالى " إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ " وما أَشبَهَه قال : وهذا الذي ذَكَرُوه ليس مِثْلَ هذا . وأَمّا وَاعَدْنَا هذا فَجيِّدٌ لأَن الطَّاعَةَ في القَبُولِ بمَنْزِلةِ المُوَاعَدَةِ فهو من الله َعْدٌ ومِن مُوسى قَبُولٌ واتِّبَاعٌ فَجَرَى مَجْرَى المُواعَدَة وقد أَشارَ له في التهذيبِ والمُحكم ونُقِل مثلُ ذلك عن ثَعْلَبٍ . تكميل : قالوا : إِذا وَعَد خَيْراً فلم يَفْعَلْه قالوا : أخْلَفَ فُلانٌ وهو العَيْبُ الفاحِش وإِذا أَوْعَدَ ولم يَفْعَلُ فذلك عندهم العَفْوُ والكَرَمُ ولا يُسَمُّون هذا خُلْفاً فإِن فَعَلَ فهو حَقُّه قال ثَعْلبٌ : ما رَأَيْنَا أَحَداً إِلاَّ وقولُه إن الله جلَّ وَعَلاَ إِذا وَعَدَ وَفَى وإِذا أَوْعَدَ عَفَا وله أَن يُعَذِّب . قاله المُطرّز في الياقوت وحَكَى صاحبُ المُوعب عن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ أَنه قال لعَمْرِو بن عُبَيْدٍ إِنّك جاهِلٌ بلُغةٍ العَرَب إِنهم لا يَعُدُّونَ العَافِيَ مُخْلِفاً إِنما يَعُدُّون مَن وَعَدَ خَيْراً فلم يَفْعَلْ مُخْلِفاً ولا يَعُدُّونَ مَن وَعَدَ شَرًّا فعَفَا مُخْلِفاً أَمَا سَمِعْت قولَ الشاعرِ :
" وَلاَ يَرْهَبُ المَوْلَى ولاَ العَبْدُ صَوْلَتِيوَلاَ اخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ