يَنَعَ الثَّمَرُ كمَنَعَ وضَرَبَ يَنْعاً بالفَتْحِ ويُنْعاً ويُنُوعاً بضَمِّهِمَا أي : نَضِجَ وحانَ قِطَافُه ولم تَسْقُط الياءُ في المُسْتَقْبَلِ لتَقَوِّيها بأُخْتِهَا وقوْلُه تعالى : إذا أثْمَرَ ويَنْعِهِ هكذا قُرِئِ بالفَتْحِ وقَرَأَ قتادَةُ ومُجَاهِدٌ وابنُ مُحَيْصِنٍ وابنُ أبي إسحاقَ وأبو السَّمّالِ : ويُنْعِه بالضَّمِّ وهُما مثلُ النَّضْجِ والنُّضْجِ قالَ :
في قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ ... حَوْلَهَا الزَّيتُونُ قدْ يَنَعَا كأيْنَعَ إيناعاً أي : أدْرَكَ ونَضِجَ وهُوَ أكْثَرُ اسْتِعْمالاً منْ يَنَعَ
واليانِعُ : الأحْمَرُ منْ كُل شيءٍ وتَمْرٌ يانِعٌ : إذا لَوَّنَ وقَرَأ أبو رَجاءٍ وابنُ مُحَيْصِنٍ واليَمَانِيُّ وابنُ أبي عَبْلَةَ وَيَانِعِهِ
واليانِعُ : الثَّمَرُ النّاضِجُ وقد يَنَعَ وأيْنَعَ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
لقدْ أمَرَتْنِي أُمُّ أوْفَى سَفاهَةً ... لأهْجُرَ هَجْراً حينَ أرْطَبَ يانِعُهْ أرادَ هَجراً فسَكَّنَ للضَّرُورَةِ كاليَنِيعِ كأمِيرٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ : هُوَ مِثْلُ النّاضِجِ والنَّضِيجِ وأنْشَدَ لعمرو بنِ مَعْدِ يَكرِبَ رضي الله عنه :
كأنَّ على عَوَارِضِهِنَّ راحاً ... يُفَضُّ عليْهِ رُمّانٌ يَنِيعُ
ج اليانِعُ : يَنْعٌ بالفَتْحِ كصاحِبٍ وصَحْبٍ عن ابنِ كَيْسَانَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
واليُنْعُ بالضَّمِّ : منْ جِلِّ الشَّجَرِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
قالَ : وبالتَّحْرِيكِ : ضَرْبٌ منَ العَقِيقِ مَعْروفٌ نَقَلَه الأزْهَرِيُّ أيْضاً
واليَنَعَةُ بهاءٍ : خَرَزَةٌ حَمْرَاءث ومنهُ حديثُ المُلاعَنَةِ : إنْ جاءَتْ بهِ أُحَيْمِرَ مثلَ اليَنَعَةِ فهُوَ لأبيهِ الّذِي انْتَفَى منْه
وسَعِيدُ بنُ وَهْبٍ اليَنَاعِيُّ كصَحَابِيٍّ : تابِعِيٌّ هَمْدانِيٌّ روى عن عَلِيٍّ وسَلْمَانَ رضي الله عنهما خَرَّجَ لهُ مُسْلِمٌ وابْنُه عَبدُ الرَّحمن روى عن أبيهِ
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : ثَمَرٌ مُونِعٌ كيانِعٍ و كذلكَ ثَمَرٌ أيْنَعُ
وقدْ يُكْنَى بالإيناعِ عنْ إدْرَاكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ ومنهُ قَوْلُ أبي السَّمّالِ للنَّجَاشِيِّ : هَلْ لك في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ قَدْ أيْنَعَتْ وتَهَرَّأتْ حَكَاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ وقَوْل الحَجّاجِ : إني لأرَى رُؤُوساً قد أينَعَتْ وحانَ قِطافُها شَبَّهَ رُؤُوسَهُم لاسْتِحْقَاقِهِمْ القَتْلَ بثِمَارٍ أدْرَكَتْ وحانَ أن تُقْطَفَ
وامْرَأَةٌ يانِعَةُ الوَجْنَتَيْنِ قالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ :
ونَحْراً عليهِ الدُّرُّ تَزْهُو كُرُومُه ... تَرائِبَ لا شُقْراً يَنَعْنَ ولا كُهْبَا قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : واليُنُوعُ بالضَّمِّ : الحُمْرَةُ منَ الدَّمِ قالَ المَرّارُ :
وإنْ رَعَفَتْ مَنَاسِمُها بنَقْبٍ ... تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنوعَا قالَ ابنُ الأثِيرِ : ودَمٌ يانِعٌ : مُحْمَارٌّ وفي الأسَاسِ : شَديدُ الحُمْرَةِ وهو مجازٌ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدِ بنِ كُرَاعٍ :
وأبْلَخَ مُخْتالٍ صَبَغْنَا ثِيابَهُ ... بأحْمَرَ مِثْلِ الأُرْجُوانِيِّ يانِعِ هذا آخر حرف العين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله الطاهرين وعترته المنتخبين وصحبه الكرام أجمعين . آمين
" النَّعْتُ كالمَنْع " أَي في كونه مفتوحَ العَيْنِ في الماضِي والمُضارع " : الوَصْفُ " تَنْعَتُ الشَّيْءَ بما فِيهِ وتُبَالِغُ في وَصْفِهِ . والنَّعْتُ : ما نُعِتَ بِهِ . نَعَتَه يَنْعَتُه نَعْتاً : وَصَفَه ورَجُلٌ نَاعِتٌ من قَوْمٍ نُعَّاتٍ . قال الشَّاعر :
" أَنْعَتُها إِنِّيَ مِن نُعّاتِها
وفي صفته صلى الله عليه وسلم " يقولُ ناعِتُه : لم أَرَ قَبْلَه ولا بَعْدَه مِثْلَه " . قال ابنُ الأَثِير : النَّعْتُ : وَصْفُ الشيءِ بما فيه من حُسْنٍ ولا يُقَال في القَبِيحِ إِلاّ أَنْ يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ فيقول : نَعْتَ سَوْءٍ والوَصْفُ يقالُ في الحَسَنِ والقَبِيحِ . قلت : وهذا أَحَدُ الفُروقِ بين النَّعْتِ والوَصْفِ وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ وغيرُهما بتَرادُفِهِما . ويقال : النَّعْتُ بالحِلْيَةِ كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ والصِّفَةُ بالفِعْلِ كضَارِب وقال ثعلب : النَّعْتُ ما كان خاصّاً بمَحَلٍّ من الجَسَدِ كالأَعْرَج مثلاً والصِّفَةُ للعُمُومِ كالعَظيم والكَرِيم ؛ فاللهُ تعالى يُوصَفُ ولا يُنْعَتُ . " كالانْتِعاتِ " يقال : نَعَتُّ الشيءَ وانْتَعَتُّهُ إِذا وَصَفْتَه وجَمْعُ النَّعْتِ نُعُوتٌ . قال ابنُ سِيده : لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك . النَّعْتُ من كُلِّ شيءٍ : جَيِّدُه وكلّ شيءٍ كان بالِغاً تَقُول : هذا نَعْتٌ أَي جَيِّدٌ . قال الأَزْهَرِيّ : و " الفَرَسُ " النَّعْتُ " : العَتِيقُ السَّبَّاقُ " الذي يكونُ غايةً في العِتْقِ والسَّبْقِ " كالمُنْتَعِتِ والنَّعْتَةِ " بالفتح " والنَّعِيتِ والنَّعِيتَةِ " كلّ ذلك بمعنَى العَتِيقَةِ . وفَرسٌ " نَعْتٌ و " مُنْتَعِتٌ إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ . قال الأَخْطَل :
إِذَا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَه ... بِمُنْتَعِتَات لا بِغَالٌ ولا حُمْرُ والمُنْتَعِتُ من الدَّوابِّ والنّاسِ : الموصوفُ بما يُفَضِّله على غيرِه من جِنْسِه وهو مُفْتَعِلٌ من النَّعْتِ يقالُ : نَعَتُّه فانْتَعَتَ كما يُقالُ : وصَفْتُه فاتَّصَفَ وقد غَفَلَ عن ذلك شيخُنا فجعلَ قولَ المُصَنّف " العَتِيق السَّبّاق " من غرائبه مع كونِه موجوداً في دَواوين اللُّغَةِ وأُمَّهاتِها واخْتَلَفَ رأْيُه فيما بعده من قوله : والنَّعْتَة إِلى آخره وجعل عِبارةَ المُصَنِّف قَلِقَةً والحالُ أَنَّه لا قَلَقَ فيها على ما فَسَّرنا واتَّضَحَت من غير عُسْرٍ فيها . " وقد نَعُتَ " الفرسُ " ككَرُمَ نَعَاتَةً " إِذا عَتُقَ . ونَعُتَ الإِنْسانُ ككَرُم نَعَاتَةً إِذا كان النَّعْتُ له خِلْقةً وسَجِيَّةً فصارَ ماهِراً في الإِتْيانِ بالنُّعوتِ قادِراً عليها كذا في المصْباح . " وأَمّا نَعِتَ كَفَرِحَ " يَنْعَتُ نَعَتاً " فللمُتَكَلِّفِه " فَعُرِف من ذلك أَن نَعتَ من المُثلَّثَاتِ باخْتِلافِ المَعْنَى . وقال شيخُنا في هذا الأَخير : إِنّه غريبٌ ؛ لأَنّ فَعِلَ المكسورَ ليس مما يدُلُّ على التَّكَلُّفِ . لكنّه جاءَ كأَنه موضُوعٌ لذلك من غير الصِّيغَة . " واسْتَنْعَتَهُ : اسْتَوْصَفَه " هو في التَّهْذِيب . قال ابنُ الأَعرابيّ : " أَنْعَتَ " الرّجلُ إِذا " حَسُنَ وَجْهُهُ حَتّى يُنْعَتَ " أَي يُوصَفَ بالجَمَالِ . " والنَّعِيتُ : " الرّجلُ الكَرِيمُ الجَيِّدُ السّابِقُ . والمُسَمَّى به " شاعِرَانِ " : النَّعِيتُ بنُ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ اليَشْكُرِىّ . والنَّعِيتُ الخُزَاعِيّ واسْمُه أَسِيدٌ . النَّعِيتُ " رَجُلٌ " آخَرُ " مِنْ بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيّ " ذكره أَبُو فِرَاس وهو النَّعِيتُ بنُ سَعِيدٍ السّامِيّ . تقول : " عَبْدُكَ أَو أَمَتُكَ نُعْتَةٌ بالضَّمِّ أَي غَايَةٌ في الرِّفْعَةِ " وعُلُوّ المَقَام وهو مَأْخوذٌ من قولهم فَرْسٌ نَعْتَة إِذا كان عَتيقاً وقد تَقَدَّم وعبارةُ الأَساس : وعبْدُكَ نَعْتٌ وأَمَتُكَ نعْتَة وفيه : وهو مَنْعُوتٌ بالكَرَمِ وبِخِصال الخَيْرِ وله نُعُوتٌ ومَنَاعِتُ جَمِيلَةٌ وتقول : " هو " حُرُّ المَنَابِت حَسَنُ المَنَاعِت . ووَشْىٌ نَعْتٌ : جَيِّدٌ بالِغٌ انتهى . " ونَاعِتُونَ أَو نَاعِتِينَ : ع " واقْتُصِر على الأَوّل في الصّحاح . وفي اللسان : وقول الرّاعي :
حَيِّ الدِّيارَ دِيَارَ أُمِّ بَشِيرِ ... بِنُوَيْعِتينَ فشَاطِىءِ التَّسْرِيرِ إِنّما أَرادَ نَاعِتِينَ فصَغَّرَه