بواسطة مصطفى محمود
جاء تحريم الإسلام للدم - منذ أربعة عشر قرناً - آية دالة على صدق هذا الدين، وأنه من عند الله عزَّ وجلَّ، فهذه الجموع من الدول غير الاسلامية التى كانت تأكل الميتة مع دمها - وذلك بإماتة الدجاج والطيور بخنقها، أو بالتيار الكهربائى، ويميتون البهائم بالكهرباء -
بدءوا يرجعون إلى الذبح بعد أن تبين لهم فائدة سفك دم البهائم.
(فحين يُترك الدم فى الميتة بدون أن تذبح، وبدون أن يسفح، فإنه يكون عنصراً ملائماً جداً لنمو البكتيريا والميكروبات التى قد تكون موجودة فى الجسم أثر دخولها عن طريق أى بؤرة صديدية، أو بين اللثة والأسنان، أو أنها تدخل إلى الدم خلال جدار الأوعية الدموية للأمعاء الغليظة، أوخلال الأغشية المخاطية للمجارى الهوائية العليا، فيحدث تنتن الدم وعدم تخثره - أى سيولته، وتنتشر الميكروبات إلى جميع أعضاء الجسد الداخلية، فتملؤها بفقاقيع الغازات النتنة، ويذوب فيها العفن والنتن) .أما الدم إذا سفح وشرب أو طبخ و أكل - كما يحدث أحيانا فى بعض دول شمال القارة الأوربية، حيث يستهلكون كميات كبيرة منه فى ملىء المقانق مع حشوها بالأرز والملح، ويتروكونه ليتجمد ويتجلط، ثم يأكلونه مقليًّا،
فقد نتج عنه انتشار مرض (Haemosidrosis)، ويعنى هبوطاً حاداً فى وظائف الكلى، لقيام الدم الذى لم يهضم بسد القنوات الجامعة بها، بينما هذا المرض لا يوجد فى البلاد الاسلامية إلاَّ نادراً. هذا بالاضافة الى ما ذكره الدكتور/ محمد عادل أبو الخير فى كتابه السابق ص۱۱٧ حيث يقول:(ومن ناحية أخرى فإن الدم حين يوجد فى أمعاء الإنسان - الموجودة بها أصلاً مختلف أنواع الجراثيم والفطريات والميكروبات والفيروسات -
فإنه يتفاعل معها وتتفاعل معه، ويتصاعد من ذلك التفاعل الأحماض الأمينية الضارة، وكذلك النوشادر أو الأمونيا السامة، التى تدخل إلى الدورة الدموية بعملية الامتصاص، وتصل إلى الوريد البابى ثم إلى الكبد وتؤثر عليه تأثيراً ضاراً، حيث أنها تؤدى إلى هبوط وظائف الكبد،
فتتجه هذه المواد الأمينية الضارة الى المخ وتؤثر على خلاياه أيضاً محدثة خمولاً وذهولاً، وأخيراً غيبوبة يعقبها الموت، كما ينبعث من الفم رائحة هذه المواد الأمينية الكريهة).
فسبحان الله العليم الخبير، الذى يعلم ما ينفعنا فأباحه لنا، ويعلم مايضر أجسامنا فنهانا عنه رحمة بنا!!