آخَذَ - [أ خ ذ]. (ف: ربا. متعد، م. بحرف). آخَذْتُ، أُؤَاخِذُ، آخِذْ، مص. مُؤَاخَذَةٌ.
1. "آخَذَهُ عَلَى إِثْمِهِ" : عَاتَبَهُ، لاَمَة، عَاقَبَهُ.
2. "يُؤَاخِذُهُ بِذَنْبِهِ" : يُعَاقِبُهُ عَلَيْهِ. "قَدْ يُؤَاخَذُ الجَارُ بِذَنْبِ ...
الأَخْذ : خِلاف العَطَاءِ وهو أَيضاً التَّنَاولُ كما في الصحاح والمصباح والأَساس وقال بعضُهم : الأَخْذُ : حَوْزُ الشيْءِ . وقال آخرون : هو في الأَصْلِ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبةِ واشتَهَر في الإِهلاكِ والاستِئصالِ . أَخذَه يَأْحُذُه أَخْذاً : تَناوَلَه . والإِخْذُ بالكسر : الاسْمُ وإِذا أَمرْتَ قُلتَ : خُذْ وأَصْلُه اؤْخُذْ إِلاَّ أَنهم استَثْقَلُوا الهمزتين فحَذَفُوهما تخفيفاً وقال ابنُ سِيدَه : فلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمزتانِ وكَثُرَ استعمالُ الكَلمةِ حُذِفَت الهمزَةُ الأَصْلِيَّةُ فَزَالَ الساكِنُ فاسْتُغْنِيَ عن الهَمْزَةِ حُذِفَت الهمزَةُ الأَصْلِيَّةُ فَزَالَ الساكِنُ فاسْتُغْنِيَ عن الهَمْزَةِ في الأَمْرِ من أَكلَ وأَمَرَ وأَشْبَاهِ ذلك ويقال : خُذِ الخِطَامَ وخُذْ بِالخِطَامِ بمَعْنًى كالتَّأْخَاذِ تَفْعَالٌ من الأَخْذ وأَنشد الجَوْهَرِيُّ للأَعْشَى :
لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَةً ... دَلَجُ اللَّيْلِ وتَأْخَاذُ المِنَحْ
الأَخْذُ : السِّيرَةُ والهُدْيُ يقال : ذَهَبَ بَنو فُلانٍ ومَنْ أَخَذَ أَخْذَهُمْ أَي سِيرَتَهم وسيأْتي قريباً من المَجازِ الأَخْذُ : الإِيقاعُ بالشَّخْصِ والأَصْلُ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبَةِ كما تقدَّمَ . من المَجاز أَيضاً : الأَخْذُ : العُقُوبَةُ وقيل : الأَخْذُك استِئصَالٌ والمُؤَاخَذَةُ : عُقُوبَةٌ بِلا استئصالٍ وأَجْمَعُ من ذلك عِبَارَةُ المُصنِّف في البَصائر : قد وَرَد الأَخْذُ في القُرْآنِ على خَمْسَةِ أَوْجُهٍ : الأَوّل بمعنَى القَبُول . " وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذلِكُمْ إِصْرِي " أَي قَبِلْتم . الثاني : بمعنى الحَبْس " فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَه " أَي احْبِس . الثالث بمعنى العَذابِ والعُقُوبة " وكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " أَي عَذَابه . الرابِع بمعنى القَتْل " وهَمّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوه " أَي يَقْتلوه . الخامس بمعنى الأَسْرِ " فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخُذُوهُمْ "والأَصْل فيه حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه وذلك تَارَةً يكون بالتَّنَاوُلِ . كقولِك : أَخذْنَا المَالَ وتَارَةً بالقَهْرِ نحو قوله تعالى " لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ " . الإِخْذُ بالكَسْرِ : سِمَةٌ أَي عَلامة عَلى جَنْبِ البَعِيرِ يفعلون ذلك إِذَا خِيفَ به مَرَضٌ . يقال : رَجُلٌ أَخِذٌ ككَتِفٍ : بِعَيْنِه أُخُذٌ بضَمَّتَيءنِ وهو : الرَّمَدُ والقِيَاس أَخِذٌ الأُخُذُ هي الغُدْرَانُ جَمْع إِخَاذٍ وإِخَاذَةٍ بالكسر فيهما ككِتَاب وكُتُب وقيل : الإِخاذُ وَاحِدٌ والجمْع آخَاذٌ نادِرٌ وفي حَديث مَسروقِ بنِ الأَجْدَع قال ما شَبَّهْتُ بأَصحابِ مُحمَّدٍ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ إِلاّ الإِخَاذَ تَكْفِي الإخَاذَةُ الرَّاكِبَ وتَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْن وتكفِي الإِخَاذَةُ الفِئامُ مِن الناسِ وقال أَبو عُبَيْدٍ : هو الإِخاذُ بغيرِ هاءٍ وهو مُجْتَمَعُ الماءِ شَبِيهٌ بالغَدِيرِ وجَمعُه أُخُذٌ وقاله أَيضاً أَبو عَمْرو وزاد : وأَمَّا الإِخَاذَةُ بالهاءِ فإِنها الأَرْضُ يَأْخُذها الرجُلُ فيَحوزُها لنفْسِه وقيل : الإِخاذُ جمعُ الإِخاذَةِ وهو مَصْنَعٌ للماءِ يَجْتمِع فيه والأَوْلَى أَن يكون جِنْساً للإِخاذَةِ لا جَمْعاً وفي حَدِيث الحَجَّاجِ في صِفَةِ الغَيْثِ وامْتَلأَتِ الإِخَاذُ قال أَبو عَدْنَان : إِخَاذٌ جمْعُ إِخَاذَةٍ وأُخْذٌ جَمْعُ إِخَاذٍ . وذَهَب المُصنِّف إِلى ما ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ فإِنه قال : الإِخاذَة والإِخاذُ بهاءٍ وبغير هاءٍ جمعَما أُخُذٌ . وفي حديث أَبي موسى وكانَتْ فِيها إِخَاذَاتٌ أَمْسَكَتِ المَاءِ فنَفَعَ اللهُ بها الناسَ قال ابنُ الأَثيرِ : الإِخاذَاتُ : الغُدْرَانُ التي تَأْخُذُ ماءَ السماءِ فتَحْبِسُه على الشَّارِبَة الواحِدةُ إِخاذَةٌ . الأَخْذُ بالتَّحْرِيك : تُخْمَةُ الفَصِيلِ من اللَّبَنِ وقد أَخِذَ يَأْخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذٌ : أَكْثَرَ مِن اللبَن حتَّى فَسَدَ بَطْنُه وَبِشمَ واتَّخَمَ وعن أَبي زَيْدٍ : إِنَّه لأَكْذَبُ مِنَ الأَخِيدِ الصَّيْحَانِ . ورُوِيَ عن الفَرَّاءِ أَنه قال : مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحَانِ بلا ياءِ قال أَبو زيدٍ : هو الفَصيلُ الذي اتُّخِذَ من اللَّبَنِ الأَخَذُ : جُنُونُ البَعِيرِ أَو شِبْهُ الجُنونِ وقد أَخِذَ أَخَذاً فهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجُنُونِ يَعْترِيه وكذلك الشَّاةُ . الأَخَذُ : الرَّمَدُ وقد أَخِذَت عَيْنُه أَخَذاً وهذا عن ابنِ السِّيدِ مؤلّف كِتاب الفُرُوق فِعْلُهما كفَرِحَ كما عَرفت . والأُخْذَةُ بالضمّ : رُقْيَةُ تأْخُذُ العَيْنَ ونَحْوَها كالسِّحْرِ تَحْبِس بها السَّواحِرُ أَزواجَهُنَّ عن غيرِهنّ من النساءِ والعّامَة تُسَمِّيهِ الرِّبَاطَ والعَقْدَ وكان نساءُ الجاهليّة يَفْعَلنه . ورَجُلٌ مُؤَخَّذٌ عن النساءِ : مَحْبُوسٌ وفي الحديث : جاءَت امرأَةٌ إِلى عائِشَةَ رضي اللهُ عنها فقالَت : أُقَيِّد جَمَلي وفي أُخْرَى : أُؤَخِّذُ جَمَلِي قالت : نَعمْ فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخْرَاجِها . كَنَتْ بالجَمَلِ عن زَوْجِها ولم تَعلم عائشةُ رضي الله عنها فلذلك أَذِنَتْ لها فيه . والتأْخِيذُ : أَن تَحتالَ المرأَةُ بِحِيَلٍ في مَنْعِ زَوْجِها عن جِماع غَيْرِهَا وذلك نَوْعٌ مِن السِّحْرِ أَو هي خَرَزَةٌ يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرِّجالَ وقد أَخَّذَتْه الساحرةُ تأْخيذاً وآخَذَتْه : رَقَتْه وقالتْ أُخْتُ صُبْحِ العادِيِّ تَبكِي أَخاهَا صُبْحاً وقد قَتلَه رجلٌ سِيقَ إِليه على سَرِيرٍ لأَنها كانَتْ أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعِدَ والساعِيَ والماشيَ والراكِبَ أَخَذْتُ عَنْك الراكبَ والساعيَ والماشيَ والقاعدَ والقائمَ ولم آخُذْ عنك النائمَ وفي صُبْحٍ هذا يَقول لَبِيدٌ :
ولَقَدْ رَأَى صُبْحٌ سَوَادَ خَلِيلِهِ ... مَا بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عَنَى بِخَلِيله كَبِدَه لأَنه يُرْوَى أَنَّ الأَسَدَ بقَرَ بَطْنَه وهو حَيٌّ فنَظَر إِلى سَوَادِ كَبِدِه . كذا في اللسانمنه الأَخِيذُ وهو الأَسِيرُ وقد أُخِذَ فُلانٌ إِذا أُسِرَ وبه فُسِّر قولُه تعالى " فَاقْتَلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخُذُوهُم " معناه والله أَعلم ائْسِرُوهم . الأَخِيذُ أَيضاً : الشَّيْخُ الغَرِيبُ وقال الفرَّاءُ : أَكْذَبُ من أَخِيذِ الحَيْشِ وهو الذي يأْخُذُه أَعداؤُه فَيَسْتَدِلُّونَه على قَوْمِه فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه . والأَخِيذَةُ : المرأَةُ : تُسْبَى وفي الحديث : كُنْ خَيْرَ آخِذٍ أَي خَيْرَ آسِر . في النوادِر : الإِخَاذَةُ كَكِتَابةٍ : مَقْبضُ الحَجَفَةِ وهي ثِقَافُها الإِخَاذةُ في قول أَبي عمرٍو : أَرْضٌ تَحُوزُهَا لِنَفْسِكَ وتَتَّخِذها وتُحْيِيها وفي قول غيره : هي الضَّيْعَةُ يتَّخِذها الإِنسانُ لنفْسِه كالإِخاذِ بلا هاءٍ الإِخاذَةُ أَيضاً : أَرْضٌ يُعطِيكَها الإِمَامُ ليسَتْ مِلْكاً لآخَرَ . والآخِذُ مِن الإِبلِ على فاعل : ما أَخَذَ فيه السِّمَنُ والجمع أَوَاخِذُ نقله الصاغانيّ أَو السِّنُّ نقله الصاغَانيُّ أَيضاً الآخِذ من اللَّبَنِ : القَارِصُ لأَخْذِه الإِنسانَ عند شُرْبِه . قد أَخُذَ اللبَنُ ككَرُمَ أُخُوذَةً : حَمُضَ فيُسْتَدرك على الجوهريّ حيث قال : ما جاءَ فَعُلَ فهو فاعِلٌ إِلاَّ حَمُض اللبنُ فهو حامِضٌ وفِعْلٌ آخَرُ وأَخَّذْتُه تَأْخِيذاً : اتخَذْتُه كذلك . ومآخِذُ الطَّيْرِ : مَصَايِدُهَا أَي مَواضِعُها التي تُؤْخَذُ منها . والمُسْتَأْخِذُ . الذي به أُخُذٌ من الرَّمَدِ وهو أَيضاً المُطّأْطِيءُ رأْسَه مِنْ رَمَدٍ أَو وَجَعٍ أَو غيرِه كالأَخِذِ ككَتِف قال أَبو ذُؤّيب :
" يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُمُغْضٍ كَمَا كَسَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ المستأْخذ : المُسْتَكِينُ الخَاضِعُ كالمُؤْتَخِذِ قال أَبو عَمرو : يقال : أَصبَحَ فلانٌ مُؤْتِخذاٍ لمَرضه ومُسْتَأْخِذاً إِذا أَصبَحَ مُسْتَكِيناً من المَجاز : المُستَأْخِذُ مِن الشَّعرِ : الطَّوِيلُ الذي احتاجَ إِلى أَنْ يُؤْخَذَ . وآخَذَه بِذَنْبِه مُؤَاخَذَةً : أَخَذَه به : قال الله تعالى " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا " ولا تَقُلْ وَاخَذَه أَي بالواو بدل الهمزة ونسبَهَا غيرُه للعامَّةِ وفي المِصْبَاح : أَخذَه بِذَنْبِه : عاقَبَه وآخَذَه بالمدِّ موأَخذةً والأَمْرُ منه آخِذْ وتُبْدَلُ واواً في لُغَة اليَمَنِ فيقال وَاخَذَه مُواخَذَةً وقُرِيءَ بها في المُتَوَاتِر فكيف تُنْكَرُ أَو يُنْهَى عنها . ويُقَالُ : ائْتَخَذُوا بهمزتين أَي أِخَذَ بَعضُهم بَعْضاً وفي اللسان : ائْتخَذَ القَوْمُ يَأْتَخِذونَ ائْتِخاذاً وذلك إِذا تَصارَعوا فأَخَذَ كُلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخْذَةً يَعْتَقِلُه بها قال شيخنا : ونسبها الجوهريُّ للعامَّة وقيَّدَها بالقِتَال وزاد في المصباح أَنه يُلَيَّنُ وتُدْغَم كما سيأْتي . ونُجُومُ الأَخْذِ : مَنَازِلُ القَمَرِ لأَن القَمرَ يأْخُذُ كُلَّ ليلةٍ في مَنْزِلٍ منها قال :
" وَاَخْوَاتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّةًأَنِضَةَ مَحْلٍ لَيْسَ قَاطِرُهَا يُثْرِيوهي نُجومُ الأَنْوَاءِ وقيل : إِنما قيل لها نُجُومُ الأَخْذِ لأَنها تَأْخذُ كلَّ يومٍ في نَوْءٍ أَو نُجُومُ الأَخْذِ هي التي يُرْمَى بها مُسْتَرِقُو السَّمعِ والأَوَّلُ أَصحُّ وفي بعض الأُصول العتيقةِ : مُسْترِقُ السَّمْعِ . يقال : أَتى العِرَاقَ وما أَخَذَ إِخْذَه وذهب الحِجَازَ وما أَخَذَ إِخْذَه ووَلِيَ فلانٌ مَكَّةَ وما أَخَذَ إِخْذَهَا أِي ما يَلِيهَا وما هو في نَاحيَتِهَا أَبو عَمرٍو : استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وما أَخَذ إِخْذَه بالكسر أَي لم يَأْخُذُ ما وَجَب عليه مِن حُسْنِ السِّرَةِ ولا تَقُلْ أَخْذَه وقال الفرَّاءُ : ما وَالاَهُ وكان في ناحِيَتِه . وذَهَبُوا ومَنْ أَخَذَ إِخْذَهُمْ بكسرِ الهمزِ وفَتْحها ورَفْع الذالِ ونَصْبِهَا الوجهانِ عن ابن السِّكِّيت وفي اللسان : يَكْسِرُونَ الأَلفَ ويَضُمُّون الذالَ وإِن شئتَ فتحْتَ الأَلِفَ وضَممْتَ الذَّالَ في الصحاح ذَهَب بنو فُلانٍ ومَنْ أَخَذَ أَخْذُهم برفع الذال وإِخْذُهم بفتح الهمزة ويُكْسَر وقال التّدْمُرِيّ في شَرْحِ الفصيح : نقلتُ من خَطّ صاحبِ الواعي : يقال : استُعْمِل فُلانق على الشامِ وما أَخَذَ إِخْذُه وأَخْذُه وأُخْذُة بكسر الهمزةِ وفتحها وضمنها مع ضَمِّ الذالِ في الأَحوال الثلاثةِ . وقال اللَّبْلِيّ في شَرْح الفصيح : وزاد يَعقُوبُ في الإِصلاح وقال : قومٌ يقولون : أَخْذَهم يفتحون الأَلف وينصبون الذال وحكَى هذا أَيضاً يونُس في نوادِرِه فقال : أَهلُ الحِجاز يقولون : ما أَخَذَ إِخْذَهم وتميمٌ : أَخْذَهم أَي مَنْ سَارَ سَيْرَهم ومن قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومَنْ أَخَذَه إِخْذُهم وسِيرَتَهُم وتَخَلَّقَ بِخَلائِقهِم والعرب تقول : لو كُنْتَ منَّا لأَخذْتَ بإِخْذِنا بكسر الأَلف أَي بخلائِقنا وزِيِّنا وشَكْلِنَا وهَدْيِنَا وقولُه أَنشده ابنُ الأَعرابيّ :
" فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْوَلكِنَّهَا الأَجْسَادُ أَسْفَلَ يَافِلِ فسَّرَه فقال : أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنَا إِبِلَكم فردَدْنَاهَا عليكُمْ لم يَقل ذلك غيرُه يقال بَادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ بالضَّمّ وهي بُعَيْدَ صَلاَةِ المَغْرِب يَزْعُمُون أَنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فِيهَا نقله الصاغانيّ حكى المُبرّد أَن بعض العرب يقول اسْتَخَذَ فلانٌ أَرْضاً يريد : اتَّخَذَها فيُبْدِل من إِحْدَى التاءَيْنِ سِيناً كما أَبدلوا التاءَ مكانَ السِّين في قولِهم سِتٌّ ويجوز أَن يكون أَراد استَفْعَلَ مِن تَخِذ يَتْخَذَ فحذفَ إِحدى التاءَيْنِ تخفيفاً كما قالوا ظَلْتُ مِن ظَلِلْتُ
ومما يستدرك عليه :الأَخِيذَةُ : ما اغْتُصِبَ مِن شَيْءٍ فأْخِذَ . وأُخِذَ فُلانٌ بِذَنْبِه إِذا حُبِسَ . وأَخَذْتُ على يَدِ فُلانٍ إِذَا مَنَعْتَه عمَّا يُريد أَنْ يَفْعَله كأَنَّك أَمْسَكْتَ على يَدِه . وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذَاتِهِم أَي مَنَازِلَهم قال ابنُ الأَثير : هو بفتح الهمزِة والخاءِ . والاتِّخَاذُ افتعَالٌ من الأَخْذِ إِلاَّ أَنه أُدْغِم بعد تَلِيينِ الهمزَةِ وإِبْدَالِ التاءِ ثم لمَّا كَثُر الاستعمالُ على لفظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التاءَ أَصْلِيَّةٌ فبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : اسْتَخَذْتُ عليهم يَداً وعِنْدَهم سَوَاءٌ أَي اتَّخَذْتُ . وأَخذ يَفْعَلُ كذا أَي جَعَلَ وهي عند سِيبويهِ من الأَفعالِ التي لا يُوضَعُ اسمُ الفاعِلِ في مَوْضِع الفِعْل الذي هو خَبَرُهَا . وأَخَذَ في كذَا : بَدَأَ . وقال الليثُ : تَخِذْتُ مالاً : كَسَبْتُه . وقَولهُمْ : خُذْ عَنْكَ أَي خُذْ ما أَقُولُ ودَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِرَاءَ . وفي الأَساس : ما أَنْتَ إِلاَّ أَخَّادٌ نَبَّادٌ : لمن يَأْخُذُ الشيْءَ حَرِيصاً عليه ثم يَنْبِذُ سَرِيعاً . والأُخْذَةُ : كالجُرْعَةِ : الزُّبْيَةُ . والإِخْذَ والإِخْذَةُ : ما حَفَرْتَه كهَيْئَةِ الحَوْضِ والجَمْعُ أُخْذٌ وإِخَاذٌ . فائدة : قال المصنّف في البصائر : اتَّخَذ مِن تَخِذَ يَتْخَذُ اجتمع فيه التاءُ الأَصليُّ وتاءُ الافتعال فأُدْغِمَا وهذا قولٌ حَسَنٌ لكنِ الأَكْثَرُون على أَنّ أَصله من الأَخْذِ وأَن الكلمةَ مهموزَةٌ . ولا يَخْلُو هذا من خَلَلٍ لأَنه لو كان كذلك لقالوا في ماضيه ائْتَخَذَ بهمزتين على قياسِ ائْتَمَر وائْتَمَنَ . ومَعْنَى الأَخْذِ والتَّخْذِ واحدٌ وهو حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه ثم قال : والاتِّخاذُ يُعَدَّى إِلى مفعولينِ ويُجْرَى مُجْرَى الجَعْلِ وهو في القرآنِ على ثلاثةَ عشرَ وَجْهاً . فراجِعْهُ
قال الفَرَّاءُ : قَرَأَ مُجَاهِدٌ " لَو شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً " قال أَبو منصور : وصَحَّت هذه القراءَةُ عن ابنِ عبَّاسٍ وبها قَرأَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ وقرأَ أَبو زَيْدٍ : لَتَخَذْتَ عَلَيْه أَجْراً قال : وكذلك هو مَكْتُوبٌ في الإِمام وبه يَقْرَأُ القُرَّاءُ من قَرَأَ لاتَّخَذْتَ بالأَلف فتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَابَ . وقال الليثُ : مَن قَرَأَ لاتَّخَذْتَ فقد أَدْغَمَ التاءَ في اليَاءِ فاجتمَعَ هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إِحداهُمَا ياءً وأُدْغِمَت كراهَةَ التقائِهما