" آنَثَت المَرْأَةُ إِيناثاً " إِذا " وَلَدَتْ أُنْثَى " وفي بعضٍ : الإِناثَ " فهي مُؤْنِثٌ . ومُعْتادَتُهَا " أَي إِذا كان لها ذلك عَادَةً فهي " مِئنَاثٌ " والرَّجُلُ مِئنَاثٌ أَيضاً ؛ لأَنَّهُمَا يَسْتَويانِ في مِفْعَال ويقابِلُه الْمِذْكارُ وهي التي تَلِد الذُّكُورَ كثيراً . من المجاز : " الأَنِيثُ " من " الحَدِيدِ " : ما كانَ " غير الذَّكَرِ " وحَدِيدٌ أَنِيثٌ : غيرُ ذَكَرٍ . ونَزَعَ أَنِيثَه ثم ضَرَبَه تحت أُنْثَيَيْهِ . وفي اللسان : الأَنِيثُ من السُّيُوف : الذي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ وقيل : هو نَحْوٌ من الكَهَامِ . قال صَخْرُ الغَيِّ :
فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندِي ... جُرَازٌ لا أَفَلُّ ولا أَنِيثُ أَي لا أُعطِيه إِلاّ السَّيْفَ القَاطِعَ ولا أُعطِيه الدِّيَةَ . وسيفٌ أَنِيثٌ : وهو الذي ليس بِقاطِعٍ . من المجاز : " المُؤَنَّثُ " من الرِّجَالِ " : المُخَنَّثُ " شِبْهُ المَرْأَةِ في لِينِهِ ورِقَّةِ كَلامِه وتَكَسُّرِ أَعضَائِه " كالمِئْناث " والمِئْنَاثَةِ والأَنِيثِ . وبعضُهُم يقول : تَأَنَّثَ في أَمْرِه وتَخَنَّثَ وقال الكُمَيْتُ - في الرَّجُلِ الأَنِيث - :
وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ ... بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ " والأُنْثَيَانِ : الخُصْيَتانِ " . في الأَساسِ : ومن المجاز : ونَزَعَ أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ أُنْثَيَيْهِ الأُنْثَيَانِ : " الأُذُنَانِ " يَمَانِيَة والأُنوثَةُ فيهِما من تَأْنِيثِ الاسْمِ . وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذي الرُّمّة :
وكُنّا إِذا القَيْسِىُّ نَبَّ عَتُودُه ... ضَرَبْنَاهُ فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ وفي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ : العَبْسِيّ وهو خَطَأُ . قال : يَعني الأُذُنَيْنِ ؛ لأَنَّ الأُذُنَ أُنْثَى وأَورده الجَوْهَرِيّ - " على ما أَورده الأَزهري " لذِي الرُّمّة - ولم يَنْسُبْه لأَحَدٍ . قال ابن بَرِّىّ : البيتُ للفَرَزْدَق قال : والمَشْهُور في الرّوايةِ :
" وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ كما أَورَدَه ابنُ سِيده . الأُنْثَيانِ من أَحياءِ العَرَب " : بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ " عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ وأَنشد للكُمَيْت :
فيا عَجَباً للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا ... أَذَاتِىَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ من المَجَاز : قال الكِلاَبيّ : " أَرْضٌ أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ : سَهْلَةٌ مِنْباتٌ " خَلِيقَةُ بالنَّباتِ لَيستْ بغَلِيظَة وفي الصّحاح : تُنْبِتُ البَقْلَ سَهْلَةٌ . وبَلَدٌ أَنِيثٌ : لَيِّنٌ سَهْلٌ . حكاه ابنُ الأَعْرَابيّ . ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَعَ نَبَاتُه وكَثُر قال امرُؤُ القَيْس :
بمَيْثٍ أَنِيثٍ في رِياضٍ دَمِيثَةٍ ... تُحِيلُ سَواقِيَها بمَاءٍ فَضِيضِ
ومن كلامهم : بَلَدٌ أَنِيثٌ دَمِيثٌ طَيّبُ الرَّيْعَة مَرْتُ العُودِ . وزعم ابن الأَعرابيّ : أَنّ المرأَةَ إِنّمَا سُمِّيَتْ أُنْثَى من البَلَدِ الأَنِيثِ قال لأَن المَرْأَةَ أَلْيَنُ مِن الرَّجُل وسُمِّيَتْ أُنْثَى لِلِينِها قال ابن سيده : فأَصلُ هذا الباب - على قوله - إِنّما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ . من المجاز : " أَنَّثْتُ لَهُ " في الأَمْرِ " تَأْنِيثاً وتَأْنَّثْتُ : لِنْتُ " له ولم أَتَشَدَّدْ . " والإِنَاثُ " بالكسر " : جمعُ الأُنْثَى " وهو خلافُ الذَّكَر من كلّ شَيْءٍ وجَمعُ الجَمعِ أُنُثٌ كحِمَارٍ وحُمُرٍ وفي التنزيل العَزيز " إِنْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِنَاثاً " وقُرِىءَ " إِلاّ أُنُثاً " جمع إِنَاثٍ مثْل نِمَارٍ ونُمُرٍ وقرأَ ابنُ عبّاس : إِنْ يَدْعُونَ من دُونِهِ إِلا أُثُناً . قال الفرّاءُ : هو جَمْع الوَثَنِ " كالأَنَاثَى " كعَذَارَى جاءَ ذلك في الشِّعْر من قرأَ : إِلاّ إِنَاثاً أَرادَ " المَوَات " الذي هو خِلافُ الحَيَوَان " كالشَّجَرِ والحَجَرِ " والخَشَب عن اللِّحْيَانِيّ . وعن الفَرَّاءِ تقول العَرَبُ : اللاَّتُ والعُزَّى وأَشْبَاهُهما من الآلِهَة المُؤَنَّثَةِ . الإِناثُ " : صِغارُ النُّجُومِ " . يقال : هذه " امْرَأَةٌ أُنْثَى " إِذا مُدِحَتْ بأَنَّهَا " كامِلَةٌ " من النّساءِ كما يُقَال : رجُلٌ ذَكَرٌ إِذا وُصِفَ بالكَمَال وهو مجاز . من المجاز أَيضاً : " سَيْفٌ " أَنِيثٌ و " مِئْنَاثٌ ومِئْنَاثَةٌ " بالهاءِ وهذه عن اللِّحْيَانيّ وكذلك مُؤَنَّثٌ أَي " كَهَامٌ " وذلك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ أَو الحَديدَةِ أَو السِّلاح . وقال الأَصْمَعّي : الذَّكَرُ من السُّيُوفِ : شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ . يقول الناسُ : إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ
ومما يستدرك عليه : قال ابنُ السِّكّيت : يُقال : هذا طائرٌ وأُنْثَاهُ ولا يُقَال : وأُنْثَاتُه . وقد أَنَّثْتُه فتَأَنَّثَ . والأُنْثَى : المَنْجَنِيقُ وقد جاءَ قول العَجّاجِ
" وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا وأُنْثَيَا الفَرَسِ : رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا قالَ الشّاعر في صفة الفَرَسِ :
" تَمَطَّقَتْ أُنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ
" تَمَطُّقَ الشَّيْخِ " العَجُوزِ " بالمَرَقْ وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ كالأَنِيثِ . وأَنشدَ ثعلب :
وما يَسْتَوِي سَيْفَانِ : سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ ... وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا ورَوِىَ عن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قال : كانوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ ولا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأساً . قال شَمِرٌ : أَرادَ بالمُؤَنّثِ طِيبَ النِّسَاءِ مثل : الخَلُوق والزَّعْفَرَان وما يُلَوِّن الثِّيَابَ وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب : فما لا لَونَ لَه . مثل : الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ التي لا تُؤَثِّر كذا في اللسان
فصل الباء الموحّدة مع التاءِ المثلّثة