الأَبَدُ الدهر
والجمع آباد وأُبود وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه
أَلِعامنا أَم للأَبد ؟ فقال بل هي للأَبد وفي رواية أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ ؟
فقال بل لأَبَدِ أَبَدٍ وفي أُخرى بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر وأَبَدٌ
أَبيد
الأَبَدُ الدهر
والجمع آباد وأُبود وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه
أَلِعامنا أَم للأَبد ؟ فقال بل هي للأَبد وفي رواية أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ ؟
فقال بل لأَبَدِ أَبَدٍ وفي أُخرى بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر وأَبَدٌ
أَبيد كقولهم دهر دَهير ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر
وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك
لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ قال ابن سيده ولم نسمعه قال وعندي أَنه جمع
الأَبد بالواو والنون على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون وقولهم لا أَفعله
أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين وقالوا في المثل طال الأَبعدُ
على لُبَد يضرب ذلك لكل ما قدُمَ والأَبَدُ الدائم والتأْييد التخليد وأَبَدَ
بالمكان يأْبِد بالكسر أُبوداً أَقام به ولم يَبْرَحْه وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً
كذلك وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ
أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً توحشت والتأَبُّد التوحش وأَبِدَ الرجلُ بالكسر توحش
فهو أَبِدٌ قال أَبو ذؤَيب فافْتَنَّ بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ ناجيةً مثل الهراوة
ثِنْياً بَكْرُها أَبِدُ أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها والأَوايد والأُبَّدُ
الوحش الذكَر آبد والأُنثى آبدة وقيل سميت بذلك لبقائها على الأَبد قال الأَصمعي
لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا وقال عديّ
بن زيد وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا
يعني بالأَمهار جحاشها وأَفلين صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن الأُمهات
والأُبود كالأَوابد قال ساعدة بن جؤَية أَرى الدهر لا يَبقْى على حَدَثانه أُبودٌ
بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ قال رافع بن خديج أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير
فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن لهذه الإِبل أَوابد
كأَوابدِ الوحش فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا الأَوابد جمع آبدة وهي التي
قد توحشت ونفرَت من الإِنس ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها وخلفتهم الوحش بها
قد تأَبدت قال لبيد بِمِنىَ تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها وتأَبد المنزل أَي أَقفر
وأَلفته الوحوش وفي حديث أُم زرع فأَراح عليّ من كل سائمةٍ زَوْجَيْن ومن كل
آبِدَةٍ اثنتين تريد أَنواعاً من ضروب الوحوش ومنه قولهم جاءَ بآبدة أَي بأَمر
عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش وتأَبَّدت الدار خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه
وأَتان أَبَدٌ وحشية والآبدة الداهية تبقى على الأَبد والآبدة الكلمة أَو الفعلة
الغريبة وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد ويقال للشوارد من
القوافي أَوابد قال الفرزدق لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ وأوابِدِي
بتَنَحُّل الأشعارِ ويقال للكلمة الوحشية آبدة وجمعها الأَوابد ويقال للطير
المقيمة بأَرضٍ شتاءَها وصيفها أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد فإِذا
كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع والأَوابد ضد القواطع من الطير وأَتان أَبِد في
كل عام تلد قال وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ
وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم يسمع عن العرب ابن شميل
الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام قال أَبو منصور أَبَلٌ وأَبِد مسموعان وأَما نَكِحٌ
وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ وقال أَبو مالك
ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت ولوداً قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة قال الأَزهري
وأَحسبهما لغتين أَبِد وإِبِدٌ الجوهري الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو
أَتان وقولهم لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ في كلِّ ما
عامٍ تَلِدْ والإِبِد ههنا الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد
إِلا شرّاً والإِبِدُ الجوارح من المال وهي الأَمة والفرس الأُنثى والأَتان
يُنْتَجن في كل عام وقالوا لن يبلغ الجدّ النكِد إِلا الإِبِد في كل عام تلد يقول
لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه المال ويقال وقف فلان أَرضه
مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث وقال عبيد بن عمير الدنيا أَمَدٌ
والآخرة أَبَدٌ وأَبِدَ عليه أَبَداً غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً
وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً وأَبيدَةُ موضع قال فما أَبِيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها
وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر ومأْبِد موضع قال ابن سيده وعندي أَنه مابِد على
فاعل وستذكره في مبد والأُبَيْدُ نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة
الدُّخْنة فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً
معنى
في قاموس معاجم
بَدا الشيءُ
يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً الأَخيرة عن سيبويه ظهر وأَبْدَيْته
أَنا أَظهرته وبُدَاوَةُ الأَمر أَوَّلُ ما يبدو منه هذه عن اللحياني وقد ذكر
عامةُ ذلك في الهمزة وبادي الرأْي ظاهرُه عن ثعلب وقد ذكر في الهمز وأَنت بادِيَ
الرأْي تَ
بَدا الشيءُ
يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً الأَخيرة عن سيبويه ظهر وأَبْدَيْته
أَنا أَظهرته وبُدَاوَةُ الأَمر أَوَّلُ ما يبدو منه هذه عن اللحياني وقد ذكر
عامةُ ذلك في الهمزة وبادي الرأْي ظاهرُه عن ثعلب وقد ذكر في الهمز وأَنت بادِيَ
الرأْي تَفْعَلُ كذا حكاه اللحياني بغير همز ومعناه أَنت فيما بَدَا من الرأْي
وظهر وقوله عز وجل ما نراك اتَّبَعَك إلا الذين هم أَراذلنا بادِيَ الرأْي أَي في
ظاهر الرأْي قرأَ أَبو عمرو وحده بادىَ الرأْي بالهمز وسائر القراء قرؤوا بادِيَ
بغير همز وقال الفراء لا يهمز بادِيَ الرأْي لأَن المعنى فيما يظهر لنا ويَبْدُو
ولو أَراد ابتداء الرأْي فهَمَز كان صواباً وأَنشد أَضْحَى لِخالي شَبَهِي بادِي
بَدِي وصار َ للفَحْلِ لِساني ويَدِي أَراد به ظاهري في الشبه لخالي قال الزجاج
نصب بادِيَ الرأْي على اتبعوك في ظاهر الرأْي وباطنُهم على خلاف ذلك ويجوز أَن
يكون اتبعوك في ظاهر الرأْي ولم يَتَدَبَّرُوا ما قلتَ ولم يفكروا فيه وتفسير قوله
أَضحى لخالي شبهي بادي بدي معناه خرجت عن شَرْخ الشباب إلى حدّ الكُهُولة التي
معها الرأْيُ والحِجا فصرت كالفحولة التي بها يقع الاختيار ولها بالفضل تكثر
الأَوصاف قال الجوهري من همزه جعله من بَدَأْتُ معناه أَوَّلَ الرَّأْيِ وبادَى
فلانٌ بالعداوة أَي جاهر بها وتَبادَوْا بالعداوة أَي جاهَرُوا بها وبَدَا له في
الأَمر بَدْواً وبَداً وبَدَاءً قال الشَّمَّاخ لَعَلَّك والمَوْعُودُ حقُّ لقاؤه
بَدَا لكَ في تلك القَلُوص بَداءُ
( * في نسخة وفاؤه )
وقال سيبويه في قوله عز وجل ثم بدا لهم من بعد ما رأَوا الآيات ليَسْجُنُنَّه
أَراد بدا لهم بَداءٌ وقالوا ليسجننه ذهب إلى أَن موضع ليسجننه لا يكون فاعلَ
بَدَا لأَنه جملة والفاعل لا يكون جملة قال أَبو منصور ومن هذا أَخذ ما يكتبه
الكاتب في أَعقاب الكُتُب وبَداءَاتُ عَوارِضك على فَعَالاتٍ واحدتها بَدَاءَةٌ
بوزن فَعَالَة تأنيث بَدَاءٍ أَي ما يبدو من عوارضك قال وهذا مثل السَّمَاءة لِمَا
سَمَا وعَلاك من سقف أَو غيره وبعضهم يقول سَمَاوَةٌ قال ولو قيل بَدَواتٌ في
بَدَآت الحَوائج كان جائزاً وقال أَبو بكر في قولهم أَبو البَدَوَاتِ قال معناه
أَبو الآراء التي تظهر له قال وواحدة البَدَوَات بَدَاةٌ يقال بَداة وبَدَوات كما
يقال قَطاة وقَطَوات قال وكانت العرب تمدح بهذه اللفظة فيقولون للرجل الحازم ذو
بَدَوات أَي ذو آراء تظهر له فيختار بعضاً ويُسْقطُ بعضاً أَنشد الفراء من أَمْرِ
ذي بَدَاوتٍ مَا يَزالُ له بَزْلاءُ يَعْيا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ قال وبَدا
لي بَدَاءٌ أَي تَغَيَّر رأْي على ما كان عليه ويقال بَدا لي من أَمرك بَداءٌ أَي
ظهر لي وفي حديث سلمة بن الأَكْوَع خرجت أَنا وربَاحٌ مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومعي فرسُ أَبي طلحة أُبَدّيه مع الإبل أَي أُبْرزُه معها إلى موضع
الكَلإ وكل شيء أَظهرته فقد أَبديته وبَدَّيته ومنه الحديث أَنه أَمر أَن يُبادِيَ
الناسَ بأَمره أَي يظهره لهم ومنه الحديث من يُبْدِ لنا صَفْحَتَه نُقِمْ عليه
كتابَ الله أَي من يظهر لنا فعله الذي كان يخفيه أَقمنا عليه الحد وفي حديث
الأَقْرع والأَبْرص والأَعمى بَدَا اللهُ عز وجل أَن يبتليهم أَي قضى بذلك قال ابن
الأَثير وهو معنى البَداء ههنا لأَن القضاء سابق والبداءُ استصواب شيء عُلم بعد
أَن لم يَعْلم وذلك على الله غير جائز وقال الفراء بَدا لي بَداءٌ أَي ظهر لي
رأْيٌ آخر وأَنشد لو على العَهْدِ لم يَخُنه لَدُمْنا ثم لم يَبْدُ لي سواه
بَدَاءُ قال الجوهري وبدا له في الأَمر بداءً ممدودة أَي نشأَ له فيه رأْيٌ وهو ذو
بَدَواتٍ قال ابن بري صوابه بَداءٌ بالرفع لأَنه الفاعل وتفسيره بنَشَأَ له فيه
رأْيٌ يدلك على ذلك وقول الشاعر لعَلَّكَ والموعودُ حَقٌّ لِقاؤه بَدَا لك في تلك
القَلُوصِ بَدَاءُ وبَداني بكذا يَبْدوني كَبَدأَني وافعَل ذلك بادِيَ بَدٍ
وبادِيَ بَدِيٍّ غير مهموز قال وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي وقد ذكر في
الهمزة وحكى سيبويه بادِيَ بَدَا وقال لا ينوّن ولا يَمْنَعُ القياسُ تنوينَه وقال
الفراء يقال افعلْ هذا بادِيَ بَدِيٍّ كقولك أَوَّل شيء وكذلك بَدْأَةَ ذي بَدِيٍّ
قال ومن كلام العرب بادِيَ بَدِيٍّ بهذا المعنى إلا أَنه لم يهمز الجوهري افعلْ
ذلك بادِيَ بَدٍ وبادِيَ بَدِيٍّ أَي أَوَّلاً قال وأَصله الهمز وإنما ترك لكثرة
الاستعمال وربما جعلوه اسماً للداهية كما قال أَبو نُخَيلة وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ
بادِي بَدِي ورَيْثَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ وصار للفَحْلِ لساني ويدِي قال وهما
إسمان جعلا اسماً واحداً مثل معد يكرب وقالي قَلا وفي حديث سعد بن أَبي وقاص قال
يوم الشُّورَى الحمد لله بَدِيّاً البَدِيُّ بالتشديد الأَول ومنه قولهم افْعَلْ
هذا بادِيَ بَدِيٍّ أَي أَوَّل كل شيء وبَدِئْتُ بالشيء وبَدِيتُ ابْتَدَأْتُ وهي
لغة الأَنصار قال ابن رواحَةَ باسمِ الإله وبه بَدِينَا ولو عَبَدْنا غيرَه
شَقِينا وحَبَّذا رَبّاً وحُبَّ دِينا قال ابن بري قال ابن خالويه ليس أَحد يقول
بَدِيتُ بمعنى بَدَأْتُ إلا الأَنصار والناس كلهم بَدَيْتُ وبَدَأْتُ لما خففت الهمزة
كسرت الدال فانقلبت الهمزة ياء قال وليس هو من بنات الياء ويقال أَبْدَيْتَ في
منطقك أَي جُرْتَ مثل أَعْدَيْت ومنه قولهم في الحديث السُّلْطانُ ذو عَدَوان وذو
بَدَوانٍ بالتحريك فيهما أَي لا يزال يَبْدُو له رأْيٌ جديد وأَهل المدينة يقولون
بدَينا بمعنى بَدأْنا والبَدْوُ والبادِيةُ والبَداةُ والبَداوَة والبِداوَةُ خلاف
الحَضَرِ والنسب إليه بدَويٌّ نادر وبَداويّ وبِداوِيٌّ وهو على القياس لأَنه
حينئذ منسوب إلى البَداوة والبِداوة قال ابن سيده وإنما ذكرته
( * كذا بياض في جميع الأصول المعتمدة بأيدينا ) لا يعرفون غير بَدَوِيٍّ فإن قلت
إن البَداوِيّ قد يكون منسوباً إلى البَدْوِ والباديةِ فيكون نادراً قيل إذا أَمكن
في الشيء المنسوب أَن يكون قياساً وشاذّاً كان حمله على القياس أَولى لأَن القياس
أَشيع وأَوسع وبَدَا القومُ بَدْواً أَي خرجوا إلى باديتهم مثل قتل قتلاً ابن سيده
وبَدا القومُ بداءً خرجوا إلى البادية وقيل للبادية بادِيَةٌ لبروزها وظهورها وقيل
للبَرِّيَّة بادِيةَ لأَنها ظاهرة بارزة وقد بَدَوْتُ أَنا وأَبْدَيْتُ غيري وكل
شيء أَظهرته فقد أَبْدَيْتَه ويقال بَدا لي شيءٌ أَي ظهر وقال الليث البادية اسم
للأَرض التي لا حَضَر فيها وإذا خرج الناسُ من الحَضَر إلى المراعي في الصَّحارِي
قيل قد بَدَوْا والإسم البَدْوُ قال أَبو منصور البادية خلاف الحاضرة والحاضرة
القوم الذين يَحْضُرون المياهَ وينزلون عليها في حَمْراء القيظ فإذا بَرَدَ الزمان
ظَعَنُوا عن أَعْدادِ المياه وبَدَوْا طلباً للقُرْب من الكَلإ فالقوم حينئذ
بادِيَةٌ بعدما كانوا حاضرة وهي مَبادِيهم جمع مَبْدىً وهي المَناجِع ضِدُّ
المَحاضر ويقال لهذه المواضع التي يَبْتَدِي إليها البادُونَ بادية أَيضاً وهي
البَوادِي والقوم أَيضاً بوادٍ جمع بادِيةٍ وفي الحديث من بَدَا جَفَا أَي من
نَزَلَ البادية صار فيه جَفاءُ الأَعرابِ وتَبَدَّى الرجلُ أَقام بالبادية
وتَبادَى تَشَبَّه بأَهل البادية وفي الحديث لا تجوز شهادةُ بَدَوِيّ على صاحب
قَرْية قال ابن الأَثير إنما كره شهادة البَدَوِيّ لما فيه من الجَفاء في الدين
والجَهالة بأَحكام الشرع ولأَنهم في الغالب لا يَضْبِطُون الشهادةَ على وَجْهِها
قال وإليه ذهب مالك والناسُ على خلافه وفي الحديث كان إذا اهْتَمَّ لشيءٍ بَدَا
أَي خرج إلى البَدْوِ قال ابن الأَثير يُشْبِهُ أَن يكون يَفْعَل ذلك ليَبْعُدَ عن
الناس ويَخْلُوا بنفسه ومنه الحديث أَنه كان يَبْدُو إلى هذه التِّلاع والمَبْدَى
خلاف المَحْضر وفي الحديث أَنه أَراد البَدَاوَةَ مرة أَي الخروجَ إلى البادية
وتفتح باؤها وتكسر وقوله في الدعاء فإنَّ جارَ البادِي يَتَحَوَّلُ قال هو الذي
يكون في البادية ومَسْكنه المَضارِبُ والخيام وهو غير مقيم في موضعه بخلاف جارِ
المُقامِ في المُدُن ويروى النادِي بالنون وفي الحديث لا يَبِعْ حاضِرٌ لبادٍ وهو
مذكور مُسْتَوْفى في حضر وقوله في التنزيل العزيز وإنْ يأْتِ الأَحْزابُ يَوَدُّوا
لو أَنهم بادُون في الأَعْراب أَي إذا جاءَت الجنود والأَحْزاب وَدُّوا أَنهم في
البادية وقال ابن الأَعرابي إنما يكون ذلك في ربيعهم وإلاَّ فهم حُضَّارٌ على
مياههم وقوم بُدَّاءٌ بادونَ قال بحَضَرِيٍّ شاقَه بُدَّاؤُه لم تُلْهه السُّوقُ
ولا كلاؤُه قال ابن سيده فأَما قول ابن أَحمر جَزَى اللهُ قومي بالأُبُلَّةِ
نُصْرَةً وبَدْواً لهم حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا فقد يكون إسماً لجمع بادٍ كراكب
ورَكْبٍ قال وقد يجوز أَن يُعْنى به البَداوَة التي هي خلاف الحَضارة كأَنه قال
وأَهْلَ بَدْوٍ قال الأَصمعي هي البداوة والحَضارة بكسر الباء وفتح الحاء وأَنشد
فمَن تكُنِ الحَضارةُ أَعْجَبَتْه فأَيَّ رجالِ بادِيةٍ تَرانا ؟ وقال أَبو زيد هي
البَداوة والحِضارة بفتح الباء وكسر الحاء والبداوة الإقامة في البادية تفتح وتكسر
وهي خلاف الحِضارة قال ثعلب لا أَعرف البَداوة بالفتح إلا عن أَبي زيد وحده
والنسبة إليها بَداوِيّ أَبو حنيفة بَدْوَتا الوادي جانباه والبئر البَدِيُّ التي
حفرها فحفرت حَديثَةً وليست بعاديَّة وترك فيها الهمز في أَكثر كلامهم والبَدَا
مقصور ما يخرج من دبر الرجل وبَدَا الرجلُ أَنْجَى فظهر ذلك منه ويقال للرجل إذا
تغَوَّط وأَحدث قد أَبْدَى فهو مُبْدٍ لأَنه إذا أَحدث بَرَزَ من البيوت وهو
مُتَبَرِّز أَيضاً والبَدَا مَفْصِلُ الإنسان وجمعه أَبْداءٌ وقد ذكر في الهمز
أَبو عمرو الأَبْداءُ المَفاصِل واحدها بَداً مقصور وهو أَيضاً بِدْءٌ مهموز
تقديره بِدْعٌ وجمعه بُدُوءٌ على وزن بُدُوع والبَدَا السيد وقد ذكر في الهمز
والبَدِيُّ ووادِي البَدِيُّ موضعان غيره والبَدِيُّ اسم واد قال لبيد جَعَلْنَ
جراجَ القُرْنَتَيْن وعالجاً يميناً ونَكَّبْنَ البَدِيَّ شَمائلا وبَدْوَةُ ماءٌ
لبني العَجْلانِ قال وبداً إسم موضع يقال بين شَغْبٍ وبَداً مقصور يكتب بالأَلف
قال كثيِّر وأَنْتِ التي حَبَّبتِ شَغباً إلى بَداً إليَّ وأَوطاني بلادٌ سواهما
ويروي بَدَا غير منون وفي الحديث ذكر بَدَا بفتح الباء وتخفيف الدال موضع بالشام
قرب وادي القُرَى كان به منزل عليّ بن عبد الله بن العباس وأَولاده رضي الله عنه
والبَدِيُّ العجب وأَنشد عَجِبَتْ جارَتي لشَيْبٍ عَلاني عَمْرَكِ اللهُ هل رأَيتِ
بَدِيَّا ؟
معنى
في قاموس معاجم
البَدْهُ
والبُدْهُ والبَدِيهة والبُداهة
( * قوله « والبداهة » بضم الباء وفتحها كما في القاموس ) أَوّل كل شيء وما يفجأُ
منه الأَزهري البَدْهُ أَن تستقبل الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً والاسم البَدِيهةُ في
أَول ما يُفاجأُ به وبَدَهَهُ بالأَمر استقبله به تقو
البَدْهُ
والبُدْهُ والبَدِيهة والبُداهة
( * قوله « والبداهة » بضم الباء وفتحها كما في القاموس ) أَوّل كل شيء وما يفجأُ
منه الأَزهري البَدْهُ أَن تستقبل الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً والاسم البَدِيهةُ في
أَول ما يُفاجأُ به وبَدَهَهُ بالأَمر استقبله به تقول بَدَهَهُ أَمرٌ يَبْدَهُه
بَدْهاً فجأَه ابن سيده بَدَهَهُ بالأَمر يَبْدَهُهُ بَدْهاً وبادَهَهُ مُبادَهَةً
وبِداهاً فاجأَه وتقول بادَهَني مُبادَهَةً أَي باغَتَني مُباغَتة وأَنشد ابن بري
للطِّرِمَّاحِ وأَجْوِبة كالرَّاعِبيَّةِ وَخْزُها يُبادِهُها شيخُ العِراقَيْنِ
أَمْردَا وفي صفته صلى الله عليه وسلم من رآه بَدِيهَةً هابَهُ أَي مُفاجأَةً
وبغتة يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه وإِذا جالسه وخالطه بان له
حسن خُلُقِه وفلانٌ صاحبُ بَدِيهَة يصيب الرأْي في أَول ما يُفاجَأُ به ابن
الأَعرابي بَدَّه الرجلُ إِذا أَجاب جواباً سديداً على البديهة والبُداهة
والبَدِيهَةُ أَوَّل جري الفرس تقول هو ذو بَدِيهةٍ وذو بُداهَةٍ الأَزهري بُدَاهة
الفرس أَولُ جريه وعُلالتُه جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ قال الأَعشى ولا نُقاتِلُ
بالعِصِيْ يِ ولا نُرامِي بالحِجاره إِلا بُدَاهَةَ أَو عُلا لَةَ سابِحٍ نَهْدِ
الجُزَاره ولك البَدِيهَةُ أَي لك أَن تَبْدَأَ قال ابن سيده وأُرى الهاء في جميع
ذلك بدلاً من الهمزة الجوهري هما يَتَبَادَهانِ بالشِّعْر أَي يتجاريان ورجلِ
مِبْدَةٌ قال رؤبة بالدَّرْءِ عني دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِي وكَيْدِ مَطَّالٍ
وخَصْمٍ مِبْدَهِ
معنى
في قاموس معاجم
التبديد التفريق
يقال شَملٌ مُبَدَّد وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ فرّقه فتفرّق وتبدّد القوم إِذا
تفرّقوا وتبدّد الشيءُ تفرّق وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً فرّقه وجاءَت الخيل بَدادِ
أَي متفرقة متبدّدة قال حسان بن ثابت وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح
ا
التبديد التفريق
يقال شَملٌ مُبَدَّد وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ فرّقه فتفرّق وتبدّد القوم إِذا
تفرّقوا وتبدّد الشيءُ تفرّق وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً فرّقه وجاءَت الخيل بَدادِ
أَي متفرقة متبدّدة قال حسان بن ثابت وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح
المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن
الأَسود الكِندي حليف بني زهرة فردّوا السرح وقتل رجل من بني فزارة يقال له
الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ فقال حسان هلْ سَرَّ أَولادَ
اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ ؟ كنا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً
لَجِباً فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي
واحداً واحداً مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو البَدَدُ قال عوف بن
الخَرِع التيميّ واسم الخرع عطية يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا
معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد
هجا تيماً وعدياً فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر هلاَّ
فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر
وليس لهم مَخْبَر أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ والعامريُّ يقودُه بِصِفاد
وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم
بَدادِ أَي متبددة وأَنشد أَيضاً فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قال الجوهري وإِنما
بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد
المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب وحكى اللحياني جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا
وبَدادَ بَدادَ وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر وبَدَداً بَدَداً على المصدر وتَفرَّقوا
بَدَداً وفي الدعاء اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً قال ابن الأَثير يروى بكسر
الباء جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه
ويروى بالفتح أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد وفي حديث خالد بن
سنان أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول بَدّاً
بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي يقال بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً وهذا خالد هو
الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم نبيّ ضيعه قومه والعرب تقول لو كان
البَدادُ لما أَطاقونا البَداد بالفتح البراز يقول لو بارزونا رجل لرجل قال فإِذا
طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل
رجلاً وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم ويقال أَيضاً لقوا قوماً
أَبْدَادَهُمْ ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل الجوهري قولهم في
الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه وإِنما بني هذا على الكسر
لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع
الأَمر والبَدِيدة التفرق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي بلِّغ بني عَجَبٍ وبَلِّغْ
مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال يبدُّهم يفرِّق القول
فيهم قال ابن سيده ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته وبدَّ رجليه في المِقطَرة
فرَّقهما وكل من فرَّج رجليه فقد بَدَّهما قال جاريةٌ أَعظُمُها أَجَمُّها قد
سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها فبَدَّتِ الرجْلَ فما تَضُمُّها وهذا البيت في
التهذيب جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً
متبدِّدين الفراء طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق وأَنشد
( * قوله « وأنشد إلخ » تبع في ذلك الجوهري وقال في القاموس وتصحف على الجوهري
فقال طير يباديد وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد بالنون والاضافة
والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران )
كأَنما أَهلُ حُجْرٍ ينظرون متى يرونني خارجاً طيرٌ يَبَادِيدُ ويقال لقي فلان
وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا
أَتياه من جانبيه والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما يرضع هذا من ثدي وهذا من
ثدي ويقال لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه ويقال لما أَطاقه أَحدهما
وهي المُبادّة ولا تقل ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها ويقال إِن رضاعها لا
يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى فيقال قد أَبْدَدْتُهما ويقال
في السخلتين إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم
تكفهما نعجة واحدة وفي حديث وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم فأَبَدَّ بصره إِلى
السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه ومنه حديث ابن عباس دخلت على عمر وهو
يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه وفي حديث عكرمة فَتَبَدَّدوه بينهم
أَي اقتسموه حصصاً على السواء والبَدَدُ تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة
لحمهما وفي ذوات الأَربع في اليدين ويقال للمصلي أَبِدَّ ضَبْعَيْك وإِبدادهما
تفريجهما في السجود ويقال أَبَدَّ يده إِذا مدَّها الجوهري أَبَدَّ يده إِلى
الأَرض مدَّها وفي الحديث أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما
ويجافيهما ابن السكيت البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما تقول
منه بدِدتَ يا رجل بالكسر فأَنت أَبَدُّ وبقرة بَدَّاء والأَبَدُّ الرجل العظيم
الخَلق والمرأَة بَدَّاءُ قال أَبو نخيلة السعدي من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ
بدَّاءَ تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف الجنون والزؤد الفزع ورجل أَبدُّ متباعد
اليدين عن الجنبين وقيل بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم وقيل عريض ما بين
المنكبين وقيل العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً
والبَدَّاءُ من النساء الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين وقيل البَدّاء
المرأَة الكثيرة لحم الفخذين قال الأَصمعي قيل لامرأَة من العرب علام تمنعين زوجك
القِضَّة ؟ قالت كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ تريد أَنها
لا تضم فخذيها وقال الشاعر جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسويق
أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه والحائك أَبَدُّ أَبَداً ورجل
أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط قال ابن الكلبي كان دُريد بن الصِّمَّة قد
بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء وبادّاه ما يلي السرج من فخذيه وقال
القتيبي يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما
بين اليدين وقيل هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه وهو البَدَدُ وبعير أَبَدُّ وهو
الذي في يديه فَتَل وقال أَبو مالك الأَبَدُّ الواسع الصدر والأَبَدُّ الزنيمُ
الأَسَدُ وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه وبالزنيم لانفراده وكتف بَدَّاء عريضة
متباعدة الأَقطار والبادّان باطنا الفخذين وكل من فرَّج بين رجليه فقد بَدَّهما
ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب بكسر الباء وهما بِدادان وبَدِيدان والجمع بدائدُ
وأَبِدَّةٌ تقول بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما
تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ والبَدِيدانِ الخُرْجان ابن سيده البادّ
باطن الفخذ وقيل البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس وقيل هو ما بين الرجلين ومنه
قول الدهناءِ بنت مِسحل إِني لأُرْخِي له بادّي قال ابن الأَعرابي سمي بادّاً لأَن
السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب
وقد ابْتَدَّاه وفي حديث ابن الزبير أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب البادُّ أَصل
الفخذ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس ما وقع عليه فخذا الراكب وهو من البَدَدِ
تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما والبِدَادان للقتب كالكَرِّ للرحل غير أَن
البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة إِنما هما من باطن والبِدادُ للسرج مثله
للقتب والبِدادُ بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب
ومن الشق الآخر مثله وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة
يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ قال أَبو منصور البِدادانِ في القتب
شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه ويقال لها
الأَبِدَّة واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان فإِذا شدت إِلى القتب فهي مع القتب
حِداجَةٌ حينئذ والبِداد لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة وبَدَّ عن
دَبَرِها أَي شق وبَدَّ صاحبه عن الشيء أَبعده وكفه وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً
تجافى به وامرأَة متبدّدة مهزولة بعيدة بعضها من بعض واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي
انفرد به وفي حديث عليّ رضوان الله عليه كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً
فاسْتَبْدَدتم علينا يقال استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به
دون غيره واستبدَّ برأْيه انفرد به وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي
ما لك به طاقة ولا يدان ولابُدَّ منه أَي لا محالة وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا
محالة أَبو عمرو البُدُّ الفراق تقول لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه
ومنه قول أُم سلمة إِنّ مساكين سأَلوها فقالت يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة
أَي فرقي فيهم وأَعطيهم والبِدَّة بالكسر
( * قوله « والبدة بالكسر إلخ » عبارة القاموس وشرحه والبدة بالضم وخطئ الجوهري في
كسرها قال الصاغاني البدة بالضم النصيب عن ابن الأَعرابي وبالكسر خطأ ) القوة
والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة بالكسر والبُدَّة بالضم والبِدَاد النصيب من كل شيء
الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي وروى بيت النَّمِر بن تولب فَمَنَحْتُ بُدَّتَها
رقيباً جانِحاً قال ابن سيده والمعروف بُدْأَتَها وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع
البِدَادِ بُدد كل ذلك عن ابن الأَعرابي وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه
أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في
الطعام والمال وكل شيء قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور فَأَبَدَّهُنَّ
حُتُوفَهُنَّ فَهارِبٌ بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل إِنه يصف صياداً فرّق
سهامه في حمر الوحش وقيل أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم أَبو
عبيد الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين
وقال رجل من العرب إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ الأَصمعي يقال أَبِدَّ
هذا الجزور في الحيّ فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه وقال ابن الأَعرابي
البُدَّة القسم وأَنشد فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً والنارُ تَلْفَحُ
وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها ابن الأَعرابي البِدادُ أَن
يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام والاسم
البُدَّة والبِدادُ والبُدَدُ جمع البُدَّة والبُدُد جمع البِدادِ وقول عمر بن
أَبي ربيعة أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس
واحداً واحداً حتى تعمهم وقيل معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه
بُدٌّ والمُبادَّة في السفر أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه
بينهم والاسم منه البِدادُ والبَدادُ لغة قال القطامي فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ
ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد بالكسر وأَنا
أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك وتبادّ القوم مروا اثنين اثنين يَبُدُّ
كل واحد منهما صاحبه والبَدُّ التعب وبَدَّدَ الرجلُ أَعيا وكلَّ عن ابن الأَعرابي
وأَنشد لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا
دعوتُ عَوْني وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة وبايعه
بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً كلاهما عارضه بالبيع وهو من قولك هذا بِدُّهُ
وبَدِيدُه أَي مثله والبُدُّ العوض ابن الأَعرابي البِداد والعِدادُ المناهدة
وبَدَّدَ تعب وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ والبَديد النظير يقال ما أَنت بِبَديد
لي فتكلمني والبِدّانِ المثلان يقال أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه
عدد الحصى ومنه قول الكميت مَن قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ في الجودِ
بَدَّ الحصى قِيلت له أَجلُ وقال ابن الخطيم كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى
جَوادٍ أَجْوافُه جَلَف يقال تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله ويقال
بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد والبَديدة المفازة الواسعة
والبُدُّ بيت فيه أَصنام وتصاوير وهو إِعراب بُت بالفارسية قال لقد علمَتْ تكاتِرَةُ
ابنِ تِيرِي غَداةَ البُدِّ أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد البُدُّ الصنم نفسه
الذي يعبد لا أَصل له في اللغة فارسي معرّب والجمع البدَدَةُ وفلاة بَديد لا أَحد
فيها والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال أَبَدَّهُ بصره ويقال
أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه وأَبْدَتْته بصري وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت
منها شيئاً أَي مددتها وفي حديث يوم حنين أَن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها وبَدْبَدُ موضع والله أَعلم