عَيْنُ أُبَاغَ كسحابٍ ويُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ منْهَا على الضَّمِّ فَقَط وهو الأشْهَرُ وهو قَوْلُ أبي عُبَيْدَةَ والفَتْحُ عن الأصْمَعِيِّ قالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسّانَ :
هُنَّ أسْلابُ يَوْمَ عَيْنِ أباغٍ ... منْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ هكذا رَواهُ بالفَتْحِ وقالَتْ ابنَةُ فَرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِي أباهَا وكانَ قُتِلَ بعَيْنِ أُباغ :
بعَيْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنَايَا ... فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ هكذا رُوِيَ بالضَّمِّ كذا وُجِدَ بخَطِّ أبي الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ وأمّا الكَسْرُ فلم أجِدْ لَهُ سماعاً ولا شاهِداً إلا أنَّ الصّاغَانِيُّ قدْ ذَكَرَ فيهِ التَّثْلِيثَ : ع : بالشامِ أو بَيْنَ الكُوفَةِ والرَّقَّةِ وقالَ أبو الفَتْحِ التَّمِيميُّ : عَيْنُ أباغ لَيْسَتْ بعَيْنِ ماءٍ وإنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأنْبَارِ على طَرِيقِ الفُرَاتِ إلى الشّامِ
وقال الرِّيَاشِيُّ : هِيَ اسْمُ بَغْدَادَ والرَّقَّةِ جَمِيعاً وقالَ أبو الفَتْحِ التَّمِيميُّ النَّسّابُ : كانَتْ مَنَازِلُ إيادِ بنِ نِزارٍ بعَيْن أباغ وأباغُ : رَجُلٌ منَ العَمَالِقَةِ نَزَلَ ذلكَ الماءَ فنُسِبَ إليْهِ قالَ ياقُوت : وقيلَ : في قَوْلِ أبي نُواس :
فما نَجِدَتْ بالماءِ حتى رَأيْتُها ... معَ الشَّمْسِ في عَيْنَيْ أباغَ تَغُورُ حكى أنَّهُ قالَ : جَهِدْتُ على أنْ يَقَعَ في الشِّعْرِ عَيْنُ أباغَ فامْتَنَعَتْ عليَّ فقُلت : عَيْنَيْ أباغَ ليَسْوِيَ الشِّعْرُ قالَ : وكانَ عِنْدَهَا في الجاهِلِيَّةِ يَوْمٌ لهم بَيْنَ مُلُوكِ غَسّانَ ومُلُوكِ الحِيرَةِ قُتِلَ فيهِ المُنْذِرُ بن المُنْذِرُ بن ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِيُّ وقدْ أَسْقَطَ النابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ الهَمْزَةَ منْ أوَّلهِ فقالَ يَمْدَحُ آلَ غَسّانَ :
يوْمَا حليمَةَ كانَا منْ قَدِيمِهِمُ ... وعَيْنُ باغَ فكانَ الأمْرُ ما ائْتَمَرا
يا قَوْمِ إنّ ابنَ هِنْدٍ غَيْرُ تارِكِكُمْ ... فلا تَكُونُوا الأدْنَى وَقْفَةٍ جَزَرَا أرغ
البُغْبُغُ كقُنْفُذٍ : البِئْرُ القَرِيبَةُ الرِّشَاءِ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
ويُقَالُ : البُغْيبِغُ لمُصَغَّرِهِ عنه أيْضاً قالَ الشّاعِرُ :
" يا رُبَّ ماءٍ لك بالأجْبالِ
" أجْبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ
" بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ
" طامٍ علَيْهِ وَرَقُ الهَدَالِ يعني أنَّهُ يُنْزُعَ بالعِقالِ لقِصَرِ الماءِ لأنَّ العِقَالَ قَصِيرٌ وقال أبو محَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ :
" فصَبَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعَادِيهْ
" ذا عَرْمَضٍ يَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ وأنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
" قَدْ وَرَدَتْ بُغَيْبِغاً لا تُنْزَفُ
" كأنَّ منْ أثْباجِ بَحْرٍ تَغْرِفُ والبُغَيْبِغُ : تَيْسُ الظِّبَاءِ السَّمِينُ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
والبُغَيْبِغَةُ بهاءٍ : ضَيْعَةٌ بالمَدِينَة على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام كانَتْ لآلِ جَعْفَرٍ ذي الجَنَاحَيْنِ رضي الله عنه قالَهُ الخَليلُ
وعَيْنٌ غَزِيرَةُ الماءِ كَثِيرَةُ النَّخْلِ لآلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَقَلَهُ اللَّيثُ والأزْهَرِيُّ
ويُقَالُ : عدا طَلَقاً بُغَيْبِغاً : إذا كانَ لا يُبْعِدُ فيهِ عنِ ابنِ الأعْرَابِيِّ
وقالَ أبو عَمْروٍ : بَغَّ الدَّمُ إذا هاجَ
وقالَ أبو عُمَرَ الزّاهِدُ : البُغُّ بالضَّمِّ : الجَمَلُ الصَّغِيرُ وهِيَ بهاءٍ
وقالَ اللَّيْثُ : البَغْبَغَةُ : حكايَةُ ضَرْبٍ منَ الهَدِيرِ وفي اللِّسانِ : حِكَايَةُ بَعْضِ الهَدِيرِ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : البَغْبَغَةُ : الغَطِيطُ في النَّوْمِ
قالَ : والبَغْبَغَةُ أيْضاً : الدَّوْسُ والوَطْءُ يُقَالُ : بَغْبَغَهُمُ الجَيْشُ أي : داسَهُم ووَطِئَهُمْ
قالَ : والمُبَغْبِغُ : المُخَلِّطُ
وقالَ ابنُ برِّيٍّ : المُبَغْبِغُ : السَّرِيعُ العَجِلُ
وقَرَبٌ مُبَغْبَغٌ على صِيغَةِ المَفْعُولِ وتُكْسَرُ الباءُ الثّانِيَةُ أي : قَرِيبٌ عن أبي حاتِمٍ وأنْشَدَ لرُؤْبَةَ يَصِفُ حِماراً :
" يَشْتَقُّ بَعْدَ القَرَبِ المُبَغْبَغِ أي : يُبَغْبَغُ ساعَةً ثُمَّ يَشْتَقُّ أُخْرَى
ممّا يستدْرَكُ عليهِ : البَغْبَاغُ بالفَتْحِ : حِكَايَةُ بَعْضِ الهَدِيرِ قالَ رُؤْبَةُ :
" بِرَجْسِ بَغْبَاغِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ وقالَ الصّاغَانِيُّ : الرِّوَايَةُ بَخْبَاخِ الهَدِيرِ بالخَاءِ لا غَيْرُ
ومَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ : كَثِيرُ الماءِ
والبَغْبَغَةُ : شُرْبُ الماءِ