" البُغْضُ بالضَّمِّ : ضِدُّ الحُبِّ " نَقله الجَوْهَرِيّ . قال شيْخُنَا ضِدُّ الحُبِّ يَلْزَمُه العَدَاوَةُ في الأَكْثَر لا أَنَّهما بمَعْنىً لِظَاهِرِ " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ " " والبِغْضَةُ بالكَسْرِ والبَغْضَاءُ : شِدَّتُه " وكَذلِك البَغَاضَةُ . " وبَغضَ ككَرُمَ ونَصَرَ وفَرِحَ بَغَاضَةً " مَصْدرُ الأَوَّلِ " فهو بَغيضٌ " مِنْ قَوْم بُغَضَاءَ . من المَجَازِ : " يُقَالُ " نَسَبَهُ ابنُ بَرِّيّ إِلى أَهْلِ اليَمَنِ : بَغَضَ جَدُّكَ كتَعَسَ جَدُّكَ " وعَثُرَ جَدُّكَ وهو من حَدِّ كَرُمَ . من المجاز في الدُّعاءِ : " نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْناً وبَغَضَ بعدُوِّك عَيْناً " وهو من حَدِّ نَصَرَ . قال : أَبو حَاتِمٍ : قَوْلُهُم أَنَا " أَبْغُضُهُ ويَبْغُضُنِي بالضَّمِّ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ " من كَلام الحَشْوِ وأَثْبَتَها ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ فإِنّه قالَ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " إِنّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ القَالِينَ " أَيْ الباغَضِين فدَلَّ هذا على أَنَّ بَغَضَ عنْده لُغَةٌ ولَوْلاَ أَنَّهَا لُغَة عِنْدَه لَقَالَ من المُبْغِضِينَ . قَوْلُهُم : " مَا أَبْغَضَهُ لِي . شَاذٌّ " لا يُقَاس عَليْه كما قَالَهُ الجَوْهَرِيّ . قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا جَعَلَهُ شَاذّاً لأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَبْغَضَ والتَّعَجُّب لا يكونُ من أَفْعَلَ إِلاَّ بِأَشَدَّ ونَحْوِه قال : وليْس كما ظَنَّ بَل هُوَ من بَغُضَ فُلانٌ إِلَيَّ . قال : وقد حَكَى أَهْلُ اللُّغَةِ والنَّحْو : ما أَبْغَضَنِي له إِذا كُنْتَ أَنْتَ المُبْغِضَ لَه وما أَبْغَضَنِي إِليْه إِذا كانَ هُوَ المُبْغِضَ لَكَ . انْتَهَى . وقال ابنُ سِيدَه : وحَكَى سِيبَوَيْه : ما أَبْغَضَنِي لَهُ ومَا أَبْغَضَنِي لَهُ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّكَ مُبْغِضُ لَه وإِذا قُلْتَ : ما أَبْغَضَه إِلَيَّ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّهُ مُبْغَضٌ عِنْدَك . " وأَبْغَضُوه " أَي " مَقَتُوه " فهو مَبْغَضٌ . " وبَغِيضُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ " بنِ سَعْدِ بْنِ قيْسِ عَيْلاَنَ : " أَبُو حَيٍّ " مِنْ قَيْسٍ . " والتَّبْغِيضُ والتَّباغُضُ والتَّبَغُّضُ : ضِدُّ التَّحْبِيبِ والتَّحابُبِ والتَّحَبُّبِ " تقولُ : حَبُبَ إِليَّ زَيْدٌ : وبَغُضَ إِليَّ عَمْرٌو وتَحَبَّبَ لي فُلانٌ وتَبَغَّضَ لي أَخُوه . وما رأَيْتُ أَشَدَّ تَباغُضاً منهما ولَمْ يَزَالاَ مُتَبَاغِضَيْنِ . " وبَغِيضٌ التَّمِيمِيُّ " الحَنْظَلِيّ " غَيَّرَ النبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم اسْمَهُ " حِينَ وَفَدَ عليه " بحَبِيبٍ " تَفَاؤُلاً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : البِغْضَةُ بالكَسْرِ : القَومُ يَبْغَضُون قاله السُّكَّرِيّ في شَرْحِ قَوْل سَاعِدَةَ بنِ جُؤيَّةَ :
ومِنَ العَوَادي أَنْ تَقَتْكَ بِبِغْضَةٍ ... وتَقَاذُفٍ منها وأَنَّكَ تُرْقَبُ قال ابنُ سِيدَه : فَهُوَ على هذا جَمْعٌ كغِلْمَةٍ وصِبْيَةٍ ولولا أَنَّ المَعْهُودَ من العَرَبِ أَن لا تَتَشَكَّى من مَحْبُوبٍ بِغْضَةً في أَشْعارِهَا لَقُلْنَا إِنَّ البِغْضَةَ هنَا الإِبْغاضُ . وبَغَّضَهُ اللهُ إِلى الناسِ فهُوَ مُبَغَّضٌ : يُبْغَضُ كَثِيراً . والبَغَاضَةُ : شِدَّةُ البُغْضِ قال مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيّ :
أَبَا مَعْقِل لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُؤُوسَ الأَفَاعِي مِن مَرَاصِدِها العُرْمِ والبَغُوضُ : المُبْغِضُ أَنْشد سِيبَوَيْه :
" ولكِنْ بَغُوضٌ أَنْ يُقَالَ عَدِيمُ قلتُ : وفيه دَلِيلٌ قَوِيٌّ لِمَا ذَهَبَ إِليه ثَعْلَبٌ من أَنَّ بَغَضْتُه لُغَةٌ لأَنَّ فَعُولاً إِنَّمَا هي في الأَكْثَرِ عن فاعِلٍ لا مَفْعِلٍ وقيل : البَغِيضُ المُبْغِضُ والمُبْغَضُ جَمِيعاً ضِدٌّ . والمُبَاغَضَةُ : تَعَاطِي البَغْضَاءِ وقد بَاغَضْتُه . أَنْشَد ثَعْلبٌ :
" يا رُبَّ مَوْلىً سَاءَنِي مُبَاغِضِ
" عَلَيَّ ذِي ضِغْنٍ وضَبٍّ فَارِضِ
" له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحَائِضِ والبَغِيضُ : لَقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّد بنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِق يُقَالُ لِوَلِدَه بَنُو البَغِيضِ
" غَضَّ طَرْفَه " يَغُضُّ " غِضَاضاً بالكَسْر وغَضّاً وغَضَاضاً وغَضَاضَةً بفَتْحِهِنّ " فه مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ : كَفَّهُ و " خَفَضَهُ " وكَسَرَهُ . وقيلَ : هو إِذَا دَانَى بينَ جُفُونهِ ونَظَرَ . وفي الحَديث : " إِذا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَه " أَيْ كَسَرَهُ وأَطْرَقَ ولَمْ يَفْتَحْ عَيْنَيْه ليَكُونَ أَبْعَدَ من الأَشَرِ والمَرَحِ وكَذَا غَضَّ من صَوْتِه . وكُلُّ شَيْءٍ كَفَفْتَهُ فقد غَضَضْتَهُ . كما في الصّحاح . وأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ في الأَمْر منْهُ : غُضَّ طَرْفَكَ . وأَهْلُ الحِجَاز يَقُولُونَ : اغْضُضْ . وفي التَّنْزِيلِ : " واغْضُضْ من صَوْتِك " أَيْ اخَفِض الصَّوْتَ . وقَال جَريرٌ :
فغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ من نُمَيْرٍ ... فلاَ كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلاَبَا مَعْنَاه غُضَّ الطَّرْفَ ذُلاًّ ومَهَانَةً . يُقَال : غَضَّ طَرْفَهُ : " احْتَمَلَ المَكْرُوهَ " . نَقَلَهُ الجَوْهَريّ وقال : أَنْشَدَنَا أَبُو الغَوْثِ :
ومَا كانَ غَضُّ الطَّرْفِ مِنّا سَجِيَّةً ... ولكِنَّنَا في مَذْحِجٍ غُرُبَانِ قُلْت : البَيْتُ لطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو ابن سَلَمَةَ . غَضَّ " مِنْه " يَغُضُّ بالضَّمِّ غَضّاً : " نَقَصَ " وقَصَّرَ به " ووَضَعَ مِنْ قَدْرِهِ " وعِبَارَةُ الصّحاح : وَضَعَ ونَقَصَ من قَدْرِه . وقَوْلُه تَعَالَى " واغْضُضْ مِنْ صَوْتَك " أَي انقَصْ مِنْ جَهَارَتِهِ . وقَوْلُه تَعَالَى " قُلْ للمُؤْمنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهم " أَي يَحْبِسُوا منْ نَظَرِهِمْ . قال الصّاغانِيّ : وذَهَبَ بَعْضُ النَّحْوِيّينَ إِلى أَنَّ " مِنْ " زائدَةٌ وأَنَّ المَعْنَى يَغُضُّوا أَبْصَارَهم فخَالَف ظَاهِرَ القْرآنِ وادَّعَى فيه الصَّلَةَ وتَكَلّفَ ما هُوَ غَنىٌّ عنه . ومَعْنَى الكَلامِ ظاهِرٌ أَيْ يَنْقُصُوا من نَظَرِهم عَمَّا حُرِّمَ عليهم فقد أَطْلَقَ الله لَهُمْ ما سِوَى ذلِكَ . رَوَى ابنُ الفَرَجِ عن بَعضِهم : غَضَّ " الغُصْنَ " وغَضَفَه إِذا " كَسَرَهُ فَلَمْ يُنْعِمْ كَسْرَهُ " كما في اللّسَان . " والغَضِيضُ : الطَّرِيُّ " من كُلِّ شَيْءٍ . الغَضِيضُ : " الطَّلْعُ النَّاعِمُ " حِينَ يَبْدُو وقِيلَ هو الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يَطْلُعُ " كالغَضِّ فيهما " . يُقَالُ : شَيْءٌ غَضٌّ وغَضِيضٌ أَي طَرِيٌّ . ومنه الحَدِيثُ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ " . وقَال الأَصْمَعِيُّ : إِذَا بَدَا الطَّلْعُ فهو الغَضِيضُ فإِذا اخْضَرَّ قِيلَ : خَضَبَ النَّخْلُ ثُمَّ هو البَلَحُ . وقَال ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ . الغَضِيضُ " من الطَّرْفِ : الفَاتِرُ كالمَغْضُوضِ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ ومنه قَصِيدُ كَعْبٍ :
وما سُعَادُ غَدَاةَ البَيْنِ إِذْ رَحَلُوا ... إِلاَّ أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ وفي الصّحاح : ظَبِيٌ غَضِيضُ الطَّرْفِ أَي فَاتِرُه ويُقَال : إِنَّك لَغَضِيضُ الطَّرْفِ نَقيُّ الظَّرْفِ يُرَادُ بالظَّرْف وِعَاؤُه . يَقُول : لَسْتَ بخَائنٍ . وفي حَديث أُمِّ سَلَمةَ : حُمَادَيَاتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرَافِ " في قَوْل القُتَيْبِيّ وذلكَ إِنَّمَا يَكُونُ منَ الحَيَاءِ والخَفَرِ وقد سَبَق ذِكْرُهُ في " خ ف ر " . الغَضِيضُ : " النَّاقِصُ الذَّلِيلُ " بَيِّنُ الغَضَاضَةِ " ج أَغِضَّةٌ " وأَغِضّاءُ وهو من غَضَّهُ يَغُضُّه غَضّاً إِذا نَقَصَهُ فهو غَاضُّ وذاكَ غَضِيضٌ . ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ وإِذا ثَبَتَ النَّقْصُ لَحِقَهُ الذُّلُّ فهذَا قَوْلُ المُصَنِّف : النّاقِص الذَّلِيل . " والغَضُّ : الحَدِيثُ النِّتَاجِ من أَوْلادِ البَقَرِ ج " الغِضَاضُ " كجِبَالٍ " . قال أَبو حَيَّةَ النُّميْرِيّ :
خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضَاضَ فأَصْبَحَتْ ... لَهُنَّ مَرَاداً والسَّخَالُ مَخَابِئَا " وغَضضْت كمَنَعْتَ وسَمِعْتَ " هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَريّ وقولُهُ : كمَنَعْتَ فيه نَظَرٌ لانْتفَاءِ الشَّرْطِ فيه إِلاَّ أَنْ يَكُونَ من بابِ تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ وقد تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عَلَيْه مِرَاراً " غَضَاضَةً " بالفَتْحِ " وغُضُوضَةً " بالضَّمِّ نَقَلَهُمَا الجَوْهَريُّ " فأَنْتَ غَضٌّ " بَيِّنُ الغَضَاضَةِ والغُضُوضَةِ " أَي نَاضِرٌ " . قال ابنُ بَرّيّ : أَنْكَرَ عَليُّ بنُ حَمْزَة غَضَاضَةً وقال : غَضٌّ بَيِّنُ الغُضَوضَةِ لا غَيْرُ . قالَ : وإِنَّمَا يُقَالُ ذلك فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤْنَفُ والفِعْلُ منهُ غَضَّ واغْتَضَّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ . قال ابنُ بَرّيّ : وقد قَالُوا بَضٌّ بَيِّنُ البَضَاضَةِ والبُضُوضَةِ فهذا يُؤَيِّدُ قَوْلَ الجَوْهَريّ في الغَضَاضَة . وفي التَّهْذيب : واختُلِفَ في فَعَلْتَ مِنْ غَضَّ فقَال بَعْضُهُمْ : غَضِضْتَ تَغَضُّ وقال بَعْضُهم : غَضَضْتَ تَغَضُّ . " والغُضَاضُ بالفَتْح والضَّمِّ " الأَخيرُ عن ابْن دُرَيْدٍ : " العِرْنِينُ وَمَا وَالاَهُ من الوَجْهِ " كما في الجَمْهَرَة . " أَو ما بَيْنَ العِرْنِينِ وقُصَاصِ الشَّعرِ " وهو مَوْضِعُ الجَبْهَةِ . ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ في الثُّنَائِيّ المُلْحَق بالرُّباعِيّ : الغَضْغَاض . " أَو مُقَدَّمُ الرَّأْسِ وما يَليهِ من الوَجْهِ " وهذَا يُذْكَرُ عن أَبي مَالكٍ . " أَو الرَّوْثَةُ نَفْسُها . أَو ما بَيْنَ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلاَهَا " قالَ :
" لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا
" للشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجَالَ النَّصْفَا
" أَعْدَمْتُه غُضَاضَهُ والكَفَّا ورَواهُ يَعْقُوبُ في الأَلْفَاظِ : غُضَاضَهُ بالغَيْن المُهْمَلَة وقد ذُكِرَ في مَوْضعه . الغَضَاضُ " كسَحَابٍ : مَاءٌ على يَوْمٍ من الأَخَادِيدِ " كما في العُبَاب " والغَضَاضَةُ : الذِّلَّةُ والمَنْقَصَةُ " . يُقَالُ : لَيْسَ عَلَيْك في هذا الأَمْرِ غَضَاضَةٌ أَيْ ذِلَّةٌ ومَنْقَصَةٌ وانكِسَارٌ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عليه غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنهِ وأَنَا الرَّقِمْ " كالغُضَّة بالضَّمِّ " وهذه عن ابْن عَبّادٍ " والغَضِيضَةِ والمَغْضَّةِ " قال ابنُ الأَعْرَابيّ : ما أَردْتُ بذلك غَضِيضَةَ فُلاَنٍ ولا مَغَضَّتَه كقولك نَقِيصَتَهُ ومَنْقَصَتَهُ . ويُقَال : ما غَضَضْتُكَ شَيْئاً أَي ما نَقَصْتُك شَيْئاً . " وغَضَّضَ تَغْضِيضاً : أَكَلَ الغَضَّ " أَي الطَّلْعَ . " أَو " غَضَّضَ : " صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّماً " كما في العُبَاب . " أَوْ " غَضَّضَ : " أَصابَتْهُ غَضَاضَةٌ " أَي انْكِسَارٌ ومَذَلَّةٌ أَو نَعْمَةٌ كما في التَّكْمِلَة . " وغَضْغَضَهُ " غَضْغَضَةً : " نَقَصَهُ كغَضَّهُ " يَغُضُّه غَضّاً " فَتَغَضْغَضَ " : نَقَصَ . وفي الصّحاح : تَغَضْغَضَ الماءُ : نَقَصَ وغَضْغَضْتُه أَنا . ولَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ قال عَمْرُو بنُ العاصِ : هَنِيئاً لَكَ يا ابْنَ عَوْفٍ خَرَجْتَ من الدُّنْيَا ببِطْنَتِكَ ولم تَتَغَضْغَضْ منها بشَيْءٍ " قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي مَاتَ وَافِرَ الدِّينِ لم يَنْقُصْ منه شَيْءٌ . وقالَ الأَزْهَريّ : أَي لَمْ يَتَلَبَّسْ بشَيْءٍ من وِلايَةٍ ولا عَمَلٍ يَنْقُصُ أُجُورَهُ الَّتي وَجَبَتْ لَهُ . وقال أَبو عُبَيْدٍ في باب مَوْتِ البَخِيل ومَالُه وَافِرٌ لَمْ يُعْطِ مِنْه شَيْئاً : من أَمْثَالهم في هذَا : مَاتَ فُلانٌ ببِطْنَتِهِ لم يَتَغَضْغَضْ منْهَا شَيْءٌ زَادَ غَيْرُه : كما يُقَال : مَاتَ وهُوَ عَرِيضُ البِطَانِ أَيْ سَمِينٌ من كَثْرَةِ المالِ كما نَقَلَهُ الجَوْهَريّ . " والغَضْغَضَةُ : الغَيْضُ " قاله اللَّيْثُ . يُقَال : بَحْرٌ لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يَغِيضُ . أَو لا يُنْزَحُ ووَقَعَ في التَّكْمِلَة : الغَيْظُ بالظَّاءِ وهو تَصْحيفٌ مُنْكَرٌ . وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ للأَحْوَص :
سَأَطْلُبُ بالشّامِ الوَليدَ فإِنَّهُ ... هُوَ البَحْرُ ذُو التَّيَّارِ لا يَتَغَضْغَضُ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :وجَاشَ بتَيَّارٍ يُدَافِعُ مُزْبِداً ... أَوَاذِيَّ من بَحْرٍ لَهُ لا يُغَضْغِضُ " وغُضَّا بالضَّمِّ والشَّدِّ " أَي كالأَمْرِ للاثْنَيْنِ بالغَضّ : " ماءٌ لبَني عامِرِ بْنِ رَبيعَةَ ما خَلا بَنِي البَكّاءِ " نقله الصّاغَانيّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : شَيْءٌ باضٌّ غاضٌّ كبَضٍّ غَضٍّ أَي طَرِيٌّ نَاضِرٌ لَمْ يَتَغَيَّرْ . وامْرَأَةٌ غَضَّةٌ وغَضِيضَةٌ . وقال اللِّحْيَانيّ : الغَضَّةُ منَ النِّسَاءِ : الرّقيقَةُ الجِلْدِ الظّاهِرَةُ الدَّمِ وقد غَضَّتْ تَغِضُّ وتَغَضّ غَضَاضَةً وغُضُوضَةً وهو مَجَازٌ كما في الأَسَاس . ونَبْتٌ غَضٌّ : نَاعِمٌ وظِلٌّ غَضٌّ . قال :
" فصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أَي لم تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ فهو غَضٌّ كما أَن النَّبْتَ إِذَا لم تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ كانَ كَذلك وكُلُّ ناضِرٍ غَضٌّ نَحْو الشّابّ وغَيْره . واغْتَضَّ منه مثْلُ غَضَّ . والغَضَاضَةُ : الفُتُورُ في الطَّرْفِ . يُقَال : غَضَّ وأَغْضَى إِذا دَانَى بَيْن جَفْنَيْه . والغَضِيضُ الطَّرْفِ : المُسْتَرْخِي الأَجْفَانِ . والغُضُوضَةُ : التَّنْغُّمّ عن ابنِ الأَعْرَابيّ . ويُقال للأَمِينِ : إِنَّكَ لَغَضِيضُ الطَّرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ . ويُقَالُ : غُضَّ منْ لِجَامِ فَرَسِكَ أَي صَوَّبْهُ وانْقُصْ من غَرْبهِ وحِدَّتِهِ . وقال اللَّيْثُ : الغَضُّ : وَزْعُ العَذْلِ وأَنْشَدَ :
" غُضَّ المَلامَةَ إِنّي عَنْكَ مَشْغُولُ وغَضْغَضَ المَاءُ والشَّيْءُ بنَفْسِه : نَقَصَ فهو لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ . ومَطَرٌ لا يُغَضْغِضُ أَيْ لا يَنْقَطِعُ . والغَضْغَضَة : أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فلا يُبِينُ . ويُقَال للرَّاكِبِ إِذا سَأَلْتَهُ أَنْ يُعَرِّجَ عَلَيْكَ قَليلاً : غُضَّ ساعَةً وكَذلك اغْضُضْ أَي احْبِسْ لي مَطِيَّتَكَ وقِفْ عَلَيَّ . كما في الأَسَاس . وأَنشد الصّاغَانيّ للنّابغَةِ الجَعْدِيّ :
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَةً وتَهَجَّرَا ... ولُومَا علي مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ أَوْ ذَرَا أَي غُضَّا من سَيْرِكُمَا وعَرِّجَا قليلاً ثمّ روحَا مُتَهَجِّرَيْنِ . وانْغِضَاضُ الطَّرْفِ : انْغِماضُه وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتطْراداً في " غ م ض " وأَحالَ على هذه المَادَّة . والغَضْغَضَةُ : غَلَيَانُ القِدْرِ نَقَلَه ابنُ القَطّاع . ومُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ الصباح الغَضِيضِيّ كان يَتَوَلَّى حَمْدُونَةَ ابنَةَ غَضِيض أُمَّ وَلَدِ هارُونَ الرَّشِيدِ وحَدَّثَ عن رُشْدٍ بنِ سَعْدٍ وعَنْه ابنُ أَبي الدُّنِيَا