أَبُو بَرَاقِشَ - [ب ر ق]. (حو).: طَائِرٌ صَغِيرٌمِن رُتْبَـةِ الجَوَاثِمِ، يَعِيشُ فِي الحَدَائِقِ وَالغَابَاتِ، رِيشُهُ أغْبَرُ، وَأَوْسَطُهُ أَحْمَرُ، وأَسْفَلُهُ أَسْوَدُ، يَنْتَفِشُ إِذَا هُيِّجَ، يُغَيِّرُ لَوْنَهُ أَلْوَانًا ...
أَبُو بَرَاقِشَ : طائِرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ أَعْلَى ريشِهِ أَغْبَرُ وأَوْسَطُه أَحْمَرُ وأَسْفَلُه أَسْوَدُ فإذا هِيجَ إنْتَفَشَ فتَغَيَّرَ لَوْنُه أَلْوَاناً شَتَّى قالَهُ اللَّيثُ وأَنشد الجَوْهَرِيّ للأَسَدِيّ :
كَأَبِي بَرَاقِشَ كُلّ لَو ... نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ وفي رِوَايَةٍ كُلّ يَوْمٍ . قال ابنُ بَرِّيّ : وقال ابنُ خَالَوَيْهِ : أبو بَراقِشَ : طائِرٌ يكون في العِضَاهِ ولَوْنُه بين السَّوَادِ والبَيَاضِ وله سِتُّ قَوَائمَ ثَلاثٌ من جَانِبٍ وثَلاثٌ من جانِبٍ وهو ثَقِيلُ العَجْزِ تَسْمَعُ له حَفِيفاً إذا طارَ وهو يَتَلَوَّنُ أَلْواناً . والبِرْقِشُ بالكَسْرِ : طائِرٌ آخَرُ صَغِيرٌ مُتَلَونٌ من الحُمَّرِ مثلُ العُصْفُور يُسَمَّى الشُّرْشُورُ بلُغَة الحِجَاز نقله الجَوْهَرِيُّ قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ صِبْيَانَ الأَعْرَابِ يُسَمُّونَه أَبا بَرَاقِشَ . وبِرْقِشٌ : شاعرٌ تَيْميٌّ من شُعَرَاءِ الدَّوْلَة العَبّاسِيّة نَقَلَه الصّاغَانِيّ . والبَرْقَشَةُ : التَّفَرُّقُ عن ابنِ الأَعْرَابِي . والبَرْقَشَةُ : خَلْطُ الكَلاَمِ مَأْخُوذ من أَبي بَرَاقِشَ . والبَرْقَشَةُ : الإقْبَالُ عَلَى الأَكْلِ . وبَرَاقِشُ : اسْمُ كَلْبَةٍ ولَهَا حَدِيثٌ وفي المَثَلِ : علَى أَهْلِهَا دَلَّتْ بَرَاقِشُ لأَنَّهَا سَمِعَتْ وَقْعَ حَوَافِرِ دَوَابَّ فنَبَحَتْ فاسْتَدَلَّوا بِنُبَاحِهَا عَلَى القَبِيلَةِ فاسْتَبَاحُوهُم فذَهَبَ مَثَلاً هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وحَكَاه أبو عُبَيْدٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ مثل ما ذَكَرَه الجَوْهَرِيِّ . وقال ابنُ هانِئ : زَعَمَ يُونُس عن أَبِي عمْروٍ أَنَّه قال : هذا المَثَلُ على أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ فصارَتْ مَثَلاً وعليه قولُ حَمْزَةَ بنِ بِيض :
لَمْ يَكُنْ عن جِنَايَةٍ لَحِقَتْني ... لا يَسَارِي ولا يَميِني جَنَتْنِي
بَلْ جَناهَا أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ ... وعَلَى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْنِي
أو اسْمُ امْرَأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ هذا نصُّ قَوْلِ الشَّرْقِيِّ بنِ القُطَامِيّ وتَمَامُه هو القَوْلُ الَّذِي يَأْتِي فيما بَعْدُ كما سَيُنَبِّهُ عليه وأَمّا الّذِي سَيَذْكُرُه المصنِّف الآن فهوَ من سِيَاقِ قَوْلِ أَبي عُبَيْدَةَ ونَصُّه : بَرَاقِشُ : اسم امْرَأَةٍ وهي ابْنَةُ مَلِكٍ قَدِيمٍ خَرَجَ إلَى بَعْضِ مَغَازِيه واسْتَخْلَفَها زَوْجُهَا على مُلْكِه فأَشَارَ عَلَيْهَا بعضُ وُزَرَائهَا أَنْ تَبْنِي بِنَاءً تُذْكَرُ به فبنَتْ موضعينَ يقال لهما : بَراقِشُ ومَعِينٌ فلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا قال : أَرَدْتِ أَنْ يَكُونُ الذِّكْرُ لَكِ دُونِي فأَمَرَ الصُّنَّاعَ الَّذِين بَنَوْهُمَا أَنْ يَهْدِموهما فقالت العَرَبُ على أهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ . وقال أبو عَمْروٍ : بَرَاقِشُ كانَتْ امرأَةً لبَعْضِ المُلُوكِ فسافَرَ المَلِكُ واسْتَخْلَفَهَا وكَانَ لَهُمْ مَوْضِعٌ إذا فَزِعُوا دَخَّنُوا فِيهِ فيَجْتَمِعُ الجُنْدُ إذا أَبْصَرُوه وإنَّ جَوَارِيَهَا عَبِثْنَ لَيْلَةً فدَخَّنَّ فاجْتَمَعُوا فقِيلَ لَهَا إنْ رَدَدْتِيهم ولم تَسْتَعْمِليهم في شَيْءٍ فدَخَّنْتم لمْ يأْتِكِ أَحَدٌ مَرّةً أُخْرَى فأَمَرتَهُم فبَنَوْا بِناءً دُونَ دَارِهَا فلمّا جاءَ الملِكُ سَأَلَ عن البِنَاءِ فأُخْبِرَ بالقِصّة فقالَ : على أَهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ فصارَتْ مَثَلاً يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرهُ عَلَيْه هكذا نَقَلَه الصّاغانِيّ . أَو بَرَاقِشُ : امرأَةُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ وكان لُقْمانُ من بَنِي صُدَاءٍ وكانَ قوْمُهُم لا يَأْكُلُونَ لُحُومَ الإبِلِ فأَصابَ لُقْمَانُ مِنْ بَرَاقِشَ غُلاَماً فَنَزل مع لُقْمَانَ في بَنِي أَبِيهَا فأَوْلَمَوا ونَحَرُوا جَزُوراً إكراماً له فَراحَ ابنُ بَرَاقِشَ إلى أَبِيهِ بِعرْقٍ منْ جَزُورٍ ونص ابن القُطامِيّ : فرَاحتْ بَراقِشُ بِعَرْقٍ مِنَ الجَزُور ِ فدَفعَتْهُ لزوجِها فَأَكَلَ لُقمانُ فقالَ : ما هذَا فَما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَه قَطُّ ؟ فقالَ : جَزُورٌ نَحَرَها أَخْوالِي ونصُّ ابنِ القُطَامِيّ : فقالت بَرَاقِشُ : هذا من لحْمِ جَزُورٍ قال : أَو لُحُومُ الإبِلِ كُلِّها هكذا في الطِّيبِ ؟ قالت : نَعَم فَقالَتْ : جَمِّلُوا هكذا في النُّسَخ والصَّوَابُ جَمِّلْنَا واجْتَمِلْ فأَرْسلتْهَا مَثَلاً أَي أَطْعِمْنَا الجَمَلَ واطْعمْ أَنْتَ مِنْهُ وكَانَتْ بَرَاقِشُ أَكْثَرَ قوْمِهَا بَعِيراً فأَقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا وإبِلِ أَهْلِهَا فَأَشْرَعَ فِيهَا وفَعَلَ ذَلِكَ بَنُو أَبِيهِ لمّا أَكَلُوا لَحْمَ الجَزُورِ هكذا في النُّسخ والصَّوَابُ لُحُومَ الجَزُورِ فقيلَ : عَلَى أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ فصارَتْ مَثَلاً . وبَراقِشُ وهَيْلانُ : جبَلانِ عن أَبِي عَمْروٍ أَو وَاديَانِ عن الأَصْمَعِيّ أَو مدينَتَانِ عادَّيتَانِ باليَمنِ خَرِبَتَا وهذا الأخِيرُ هُو قَوْلُ أَبِي حَنِيفَة الدَّينَوَرِيّ قال : زَعَمُوا . وقال النّابِغَةُ الجعْديّ يَذكر امْرَأَةً : يُسَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أو هَيْلانَ أَو ضَامرٍ من العُتُمِأَيْ يُسَوَّكُ ويُرْوَى نَاضِر كذا في التّكْمِلَةِ وفي المُعْجَم : يَسْتَنّ وقال يَصِفُ بَقَراً قال والضِّرْوُ : شَجَرٌ يُسْتَاُك به والعُتُمُ : شَجَرُ الزَّيْتُونِ قال الصَّاغانيّ : ورَوَاه الجاحِظُ : ويَرْتَعِي الضِّرْوَ مِنْ بَرَاقِشَ... إلى آخره قال : وليستْ رِوَايَتُه بشَيْءٍ . وبَرْقَشَ عَليَّ في الكَلاَمِ : خَلَّطَهُ . وبَرْقَشَ في الأَكْلِ : أَقْبَلَ عَلَيْه وهذانِ قد ذَكَرَ مَصْدَرَيْهِمَا آنِفاً وتفريقُ المَصَادِرِ من الأَفْعَالِ غيرُ مُناسِب . وكَذا قولُه البَرْقَشَةُ وفي بَعْضِ النُّسَخ أو البَرْقَشَةُ : التَّفَرُّقُ قد تقَدَّمَ بِعَيْنِه قريباً فهو تَكْرَارٌ مَحْضٌ . والبَرْقَشَةُ : اخْتِلافُ لَوْنِ الأَرْقَشِ . ويُقَال : تَبَرْقَشَ لَنَا أَي تَزَيَّنَ بأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ كُلّ لونٍ . وممّا يُسْتدْرَكُ عليه : بَرْقَشَ الرّجُلُ بَرْقَشَةً : وَلَّى هارِباً . والبَرْقَشَةُ : شِبْهُ تَنْقِيشٍ بأَلْوَانٍ شَتَّى وبَرْقَشَهُ : نَقَشَه . وتَبَرْقَشَ النَّبْتُ : تَلَوَّنَ وتَبَرْقَشَتِ البِلاَدُ : تَزَيَّنَت وتَلَوَّنَتْ وأَصلُه من أَبِي بَرَاقِشَ . ويُقَال : تَرَكْتُ البِلادَ بَرَاقِشَ أي ممتَلِئَةً زَهْراً مُخْتَلِفَة مِنْ كلّ لَوْنٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأنشَدَ للْخَنْسَاء تَرْثِي أخَاهَا :
تَطَيَّرَ حَوْلي والبلادُ بَرَاقِشٌ ... لأِرْوَعَ طَلاّبِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ ويُرْوَى : تُطَيِّرُ أي تُسْرِع وتَعْدُو . وقِيل : بلادٌ بَرَاقِشُ : أَيْ مُجْدِبَةٌ خَلاءٌ كبَلاَقِعَ : سَوَاءٌ فإنْ كَانَ كذلِكَ فهُوَ من الأَضْداد . والمُبْرَنْقِشُ : الفَرِحُ المَسْرورُ كالمُبْرَنسْتِقِ . وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ : حَسُنَت . وابرَنْقَشَت الأَرْضَ : اخْضَرَّتْ . وابْرَنْقَشَ المَكَانُ : انْقَطَعَ عن غَيْرِه . وحَكَى أَبُو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِيّ عن أَبِي عَمْرِو بن العَلاَءِ أَنّ بَرَاقِشَ ومَعِينَ مَدِينَتان بُنِيَتَا في سَبْعِينَ أو ثَمَانِينَ سَنَةً وقد فَسَّرَهما الأَصْمَعِيّ في شِعْرِ عَمْرِو بنِ مَعْديِكَرِب وهُمَا مَوْضِعَان وهو :
دَعانَا من بَراقِشَ أوْ مَعِينٍ ... فأَسْرَعَ واتلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ وفسّرَ أَتْلأَبَّ باسْتَقَامَ والمَلِيعَ بالمُسْتَوِى من الأَرْض وزاد في المعجَمِ : كان بعضُ التَّبَابِعَةِ أَمَرَ بِبنَاءِ سَلْحينَ فبُنىَ في ثَمَانِينَ عاماً وبُنى بَرَاقِشُ ومَعِينُ بغُسَالَةِ أَيْدي صُنّاعِ سَلْحِينَ ولا تَرَى لِسَلْحِينَ أَثَراً وهَاتَانِ قائِمَتَانِ . قلتُ : والظّاهِرُ أَنَّهما غَيْرُ اللَّتَيْنِ ذَكَرهُمَا المُصَنِّف من وُجُوهٍ فتَأَمَّلْ . قال الزَّمَخشَرِيّ : ويُقَالُ للمُتَلَوِّنِ : أَبُو بَرَاقِشَ . وبُرْقَاشُ بالضّمِّ : من القُرَى المِصْريّة
الرَّقْشُ كسَحَابٍ : الحَيَّةُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ وكأَنَّهُ لِمَا عَلَى ظَهْرِه من الرُّقْشَةِ . ورَقَاشِ كقَطَامِ وحَذَامِ وغَلاَبِ : عَلَمٌ للنِّساءِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : أَهْلُ الحِجَازِ يَبْنُونَه عَلَى الكَسْرِ في كُلِّ حالٍ وكَذلِكَ كُلُّ اسْم عضلَى فَعَالِ بفَتْحٍ مَعْدُولٍ عَنْ فَاعِلَةٍ ولا تَدْخُلُه الأَلفُ واللاُم ولا يُجْمَع قالَ امرؤُ القَيْسِ :
قامَتْ رَقَاشِ وأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ ... تُبْدِي لَكَ النَّحْرَ واللَّبّاتِ والجِيدَا
وقَدْ يُجْرَي مُجْرَى مالا يَنْصَرِف نَحْو عُمَرَ وإِلَيْه مَالَ أَهْلُ نَجْدٍ ويَقُولُون : هذِه رَقاشُ بالرَّفْع وهو القِيَاسُ لأَنَّه اسْمٌ عَلَمٌ ولَيْسَ فِيه إِلاَّ العَدْلُ والتَأْنِيثُ غَيْرَ أَنَّ الأَشْعَارَ جَاءَتْ على لُغَةِ أَهْلِ الحِجَازِ إلاَّ أَنْ تَكُونَ في آخِرِه راءٌ مِثْل جَعَارِ : اسْم للضَّبُعِ وحَضَارِ اسْم لكَوْكَبٍ وسَفَارِ ؛ اسْم بِئْرٍ ووَبَارِ : اسْم أَرْضٍ فيُوَافِقُونَ أَهْلَ الحِجَازِ في البِنَاءِ عَلَى الكَسْر قالَهُ الجَوْهَرِيُّ . وبَنُو رِقَاشِ : في بَكْرِ بنِ وائِلٍ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وفي كَلْبٍ رَقَاشِ قالَ : وأَحْسبُ أَنّ في كِنْدَةَ بَطْناً يُقَالُ لَهُمْ بنو رَقَاشِ وهؤلاءِ مَنْسُوبُونَ إِلَى أُمَّهاتِهِمْ . قُلتُ : أَما في بَكْرِ بنِ وَائلٍ فمِنْهُمْ أَوْلادُ شَيْبَانَ وذُهْلٍ والحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ ابنِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ وأُمُّهم رَقَاشِ بنتُ الحَارِثِ بنِ عُبَيْدِ بن غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ وهي البَرْشاءُ ولِذلِك يُقَالُ لَهُمْ بَنُو البَرْشَاءِ وقد تَقَدَّم ذلِكَ في ب ر ش . وفي بَنِي رَبِيعَةَ قَبِيلَةٌ أُخْرَى يُعْرَفُون ببَنِي رَقَاشِ أَيْضاً وهُمْ بَنُو مالِك وزيدِ مَنَاةَ ابْنَي شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ أُمُّهُما رَقَاشِ بِنْتُ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بها يُعْرَفُون ذَكَرَهُ الكَلْبِيّ . ورِقَاشِ بنتُ رُكْبَةَ هي أُمُّ عَدِيّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ ذَكَرها المُصَنّف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى اسْتِطْراداً في ر ك ب وأَهْمَلَهَا هُنَا . ورَقَاشِ بِنْتُ عامِرٍ هي النّاقِمِيَّةُ ذَكَرها المُصَنِّف في ن ق م . والرَّقَاشَانِ بالفَتْح : جَبَلان بأَعْلَى الشَّرَيْفِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . والرَّقْشَاءُ مِنَ الحَيَّاتِ : المُنَقَّطَةُ بِسَوَادٍ وبَيَاضٍ ومِنْهُ قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لَعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنها : لَو ذَكَّرْتُكِ قَوْلاً تَعْرِفِينَه نَهَشْتِنِي نَهْشَ الرَّقْشَاءِ المُطْرِق . قال ابنُ الأَثِير : الرَّقْشَاءُ : الأَفْعَى سُمِّيَتُ بذلِكَ لِتَرْقِيشٍ في ظَهْرِها وهِيَ خُطُوط ونُقَطٌ وإِنَّمَا قالَت : المُطْرِق ؛ لأَنَّ الحَيَّةَ تَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى . وربما كانَتْ شِقْشِقَةُ البَعِيرِ رَقْشاءَ لِمَا فِيهَا من اخْتِلاطِ الأَلْوَانِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . والرَّقْشَاءُ : دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ في العُشْبِ وهي دُوْدَةٌ مَنْقُوشَةٌ مَلِيحَة كالحُمْطُوطِ فيها نُقَطٌ حُمْرٌ وصُفْر قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وصَحَّفَ الصّاغَانِيُّ الحُمْطُوطِ بالخُطُوطِ وكأَنَّهُ مِنَ النَّاسِخِ . ورُقَيْشٌ : تَصْغِيرُ رَقَشٍ وهُوَ تَنْقِيطُ الخُطوطِ والكِتَابِ قاله الأَصْمَعِيّ قال أَبو حاتِمٍ : رُقَيْشٌ ويَجُوزُ أُرَيْقَشٌ تَصْغِيرَاً أَرْقَشَ مِثْلُ أَبْلَق وبُلَيق . والرَّقْشَةُ : لَوْنٌ فِيه كُدْرَةٌ وسَوَادٌ ونَحْوُهما ؛ جُنْدَبٌ أَرْقَشُ وحَيَّةٌ رَقْشَاءُ قالَه الأَزْهَرِيّ . ورَقَّشَ كلامَه تَرْقِيشاً : زَوَّرَهُ وزَخْرَفَهُ قال رُؤْبَةُ :
عاذِلَ قَدْ أُوْلِعْتِ بالتَّرْقِيشِ ... إَلَيَّ سِراً فاطْرُقِي ومِيشي كَمَا في الصّحاحِ وقِيلَ : التَّرْقِيشُ : تَحْسِينُ الكَلامِ وتَزْويِقُه . والمُرَقِّشُ الأَكْبَرُ : عَمْرُو بنُ سَعْد بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ ابنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ وَائِلٍ . كَذَا قالَهُ ابنُ الكَلْبِيّ وخالَفَه الجَوْهَرِيُّ فقالَ : إِنَّه من بَنِي سَدُوسِ بنِ شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ قال : وسُمِّيَ مُرْقِّشاً لقولِه :
الدَّارُ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا ... رَقَّشَ في ظَهْرِ الأَدِيْم قَلَمْ وقبله :
هل بالدِّيارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ ... لو كَانَ رَسْمٌ ناطِقاً بِكِلَمْوالمُرَقِّشُ الأَصْغَرُ من بني سَعْدِ بنِ مالِكٍ عن أَبي عُبَيْدَةَ كما في الصّحاحِ واسمُه رَبِيعَةُ بنُ حَرْمَلَةَ بنِ سُفْيَانَ بنِ سَعْدٍ بنِ مالِكٍ . قاله الأُمَوِيُّ وقال ابنُ الكَلْبِيّ : هو رَبِيعَةُ بنُ سُفْيَانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعَةَ . وهو عَمُّ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ قال : وكان المُرْقِّشُ الأَكْبَرُ عَمَّ المُرْقِّشِ الأَصْغَرِ : شاعِرَان وإذا عَرَفْتَ ما ذكَرْنَا ظَهَرَ لَكَ أَن لا مُخَالَفَةَ بينَ كَلامِ الجَوْهَرِيِّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ وبين كلامِ ابنِ الكَلْبِيّ كما زَعَمَهُ بعضُ المُحَشِّينَ على الصّحاح إلاَّ في جَعْلِه المُرَقِّشَ الأَكْبَرَ من بَنِي سَدُوسٍ وسَدُوسٌ وسَعْدٌ يَجْتَمِعَان في ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ فهُمَا ابْنَا عمَ ٍّ فَتَأَمَّلْ . وتَرَقَّشَ : تَزَيَّنَ قال الجَعْدِيُّ :
فَلاَ تَحْسَبي جَرْيَ الجِيَادِ ترقشاً ... ورَيْطاً وإِعْطَاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلاَ وارْتَقَشَوُا : اخْتَلَطُوا في القِتَالِ والسِّبَابِ عن أَبي عَمْروٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : جَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذُنَيْنِ أَي أَذْرَأُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والرَّقْشَاءُ مِنَ المَعْزِ : الَّتِي فيها نُقَطٌ مِنْ سَوادٍ وبَيَاضٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والرَّقْشُ : الخَطُّ الحَسَنُ . ورَقَاشِ : اسمُ امْرَأَةٍ مِنْه . والرَّقْشُ والتَّرْقِيشُ : الكِتَابَةُ والتَّنْقِيطُ وبه سُمِّيَ المُرَقِّشُ . والتَّرْقِيشُ أَيْضاً : الكِتَابَةُ في الصُّحُفِ . والتَّرْقِيشُ : المُعَاتَبَةُ والنمَّ ُّ والقَتُّ والتَّحْرِيشُ وتَبْلِيغُ النَّمِيمَة . وهو مَجَازٌ لأَنّ النّمّامَ يُزَيِّنُ كَلامَهُ ويُزَخْرِفُه وهُوَ مَذْكُورٌ في الصّحاحِ والعَجَبُ من المصَنِّفِ كَيْفَ أَغْفَلَه . وقال الأَزْهَرِيُّ : التَّرْقِيشُ : التَّسْطِيرُ في الصُّحُفِ والمُعَاتَبَةُ وأَنْشَدَ رَجَزَ رُؤْبَةَ . وفي الأسَاسِ : وانْظُرْ إِلَيْهِ كَيْفَ يَرْتَقِشُ ؟ : أَي يُظْهِرُ حُسْنَة . وزِينَتَه