الإِثْمُ
الذَّنْبُ وقيل هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له وفي التنزيل العزيز والإِثْمَ
والبَغْيَ بغير الحَقّ وقوله عز وجل فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً أَي
ما أُثِم فيه قال الفارسي سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ
منك وقد أَث
الإِثْمُ
الذَّنْبُ وقيل هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له وفي التنزيل العزيز والإِثْمَ
والبَغْيَ بغير الحَقّ وقوله عز وجل فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً أَي
ما أُثِم فيه قال الفارسي سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ
منك وقد أَثِم يأْثَم قال لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ أَراد ما في قومها
أَحد يفْضُلها وفي حديث سعيد بن زيد ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إِيثَم هي لغة
لبعض العرب في آثَم وذلك أَنهم يكسرون حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم
فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء وتأَثَّم الرجل تابَ من
الإِثْم واستغفر منه وهو على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة
والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما وفي حديث مُعاذ فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً
أَي تَجَنُّباً للإِثْم يقال تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم
كما يقال تَحَرَّج إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج ومنه حديث الحسن ما عَلِمْنا
أَحداً منهم تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً وقوله تعالى فيهما
إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما قال ثعلب كانوا
إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة
والإِثْم القِمارُ وهو أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه وجمع الإِثْم آثامٌ لا يكسَّر
على غير ذلك وأَثِم فلان بالكسر يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم فهو
آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي
عدَّه عليه إِثْماً فهو مَأْثُومٌ ابن سيده أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه
بالإِثْم وقال الفراء أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جازاه جزاء
الإِثْم فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود قال
ابن بري وليس بنُصيب الأَسود المَرواني ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي وهَلْ
يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ ؟
ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب المرواني
وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي مولى بني الحُبَيك بن عبد مناة ابن
كِنانة يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي ويروى
بكسر الثاء وضمها وقال في الحاشية المذكورة قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس
يغلَط في هذا البيت يرويه النَّفَرْ بفتح الفاء وسكون الراء قال وليس كذلك وقيل
هذا البيت من القصيد التي فيها أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه وعَلَّم آياتِ
الذَّبائح والنَّحْر لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى
على الجَفْر وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها
ليلة النَّفْر ؟ وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً وما بالمَطايا من كَلال ومن
فَتْرِ والأَثامُ الإِثْم وفي التنزيل العزيز يَلْقَ أَثاماً أَراد مُجازاة
الأَثام يعني العقوبة والأَثامُ والإِثامُ عُقوبة الإِثمِ الأَخيرة عن ثعلب وسأَل
محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل يَلْفُ أَثاماً قال عُقوبةً وأَنشد قول بشر وكان
مقامُنا نَدْعُو عليهم بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ قال أَبو إسحق تأْويلُ
الأَثامِ المُجازاةُ وقال أَبو عمرو الشيباني لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك
فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ وقول شافع
الليثي في ذلك جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى عَقُوقاً والعُقوقُ له أَثامُ
أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق وهي قطيعة الرَّحِم وقال الليث الأَثامُ في جملة
التفسير عُقوبة الإِثمِ وقيل في قوله تعالى يَلقَ أَثاماً قيل هو وادٍ في جهنم قال
ابن سيده والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ الأَثام وفي الحديث مَن عَضَّ على
شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام الأَثامُ بالفتح الإِثمُ يقال أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً
وقيل هو جَزاء الإِثمِ وشِبْذِعُه لسانه وآثَمه بالمدّ أَوقعه في الإِثمِ عن
الزجَّاج وقال العجاج بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ وأَثَّمه بالتشديد قال
له أَثِمْت وتأَثَّم تحَرَّجَ من الإِثمِ وكَفَّ عنه وهو على السَّلْب كما أَن
تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ
ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء وقوله عز وجل إِنَ شَجرَةَ
الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم قال الفراء الأَثِيمُ الفاجر وقال الزجاج عُنِيَ به
هنا أَبو جهل بن هِشام وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ التهذيب الأَثِيمُ في هذه الآية
بمعنى الآثِم يقال آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه على أَفْعَله أَي جعله آثِماً وأَلفاه
آثِماً وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ
الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم وهو فَعِيل من الإِثم والمَأْثَم الأَثامُ وجمعه
المَآثِم وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال اللّهم إِني أَعوذ بك من
المَأْثَمِ والمَغْرَمِ المَأْثَمُ الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو
الإِثْمُ نفسهُ وَضْعاً للمصدر موضع الاسم وقوله تعالى لا لَغْوٌ فيها ولا
تأْثِيمٌ يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ قال ابن سيده ولم أَسمع به قال ويجوز أَن يكون
اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين وقال أُمية بن أَبي الصلت
فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ والإِثمُ عند بعضهم
الخمر قال الشاعر شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ
بالعُقولِ قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم قال
وقال رجل في مجلس أَبي العباس نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا وتَرى المِسْكَ
بيننا مُسْتَعارا أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه قال والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ
ويقال هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه ويقال هو إِناء كان يشرَب
فيه المِلك قال أَبو بكر وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف ولم يصح فيه ثبت
صحيح وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً أَبطأَت وهو معنى قول الأَعشى
جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يقال ناقة
آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات قال ابن بري قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة
الذال قال وحقها أَن تكون مشدّدة قال ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت قال
والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر فإِذا أَخْلَفْنه
فكأَنهنَّ أَثِمْنَ
معنى
في قاموس معاجم
الثُّمُن
والثُّمْن من الأَجزاء معروف يطِّرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور وهي الأَثمان
أَبو عبيد الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ وهو جزء من الثمانية وأَنشد أَبو الجراح
ليزيد بن الطَّثَرِيَّة فقال وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حين أَوْخَشُوا فما
صارَ لي في ال
الثُّمُن
والثُّمْن من الأَجزاء معروف يطِّرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور وهي الأَثمان
أَبو عبيد الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ وهو جزء من الثمانية وأَنشد أَبو الجراح
ليزيد بن الطَّثَرِيَّة فقال وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حين أَوْخَشُوا فما
صارَ لي في القَسْمِ إلا ثَمينُها أَوْخَشُوا رَدُّوا سِهامَهم في الرَّبابةِ مرة
بعد مرة وثَمَنَهم يَثْمُنُهم بالضم ثَمْناً أَخذ ثمْنَ أَموالهم والثَّمانيةُ من
العدد معروف أَيضاً قال ثَمانٍ عن لفظ يَمانٍ وليس بنَسبٍ وقد جاء في الشعر غير
مصروف حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب وأَنشد لابن مَيَّادة يَخْدُو ثمانيَ مُولَعاً
بِلِقاحها حتى هَمَمْنَ بزَيْغةِ الإرْتاج قال ابن سيده ولم يَصْرِفْ ثَمانيَ
لشبَهِها بجَوارِيَ لَفْظاً لا معنى أَلا ترى أَن أَبا عثمان قال في قول الراجز
ولاعبِ بالعشيّ بينَها كفِعْل الهِرّ يَحْتَرِشُ العَظايا فأَبْعَدَه الإله ولا
يُؤتَّى ولا يُشْفَى من المَرضِ الشَّفايا
( * قوله « ولاعب إلخ » البيتين هكذا في الأصل الذي بأيدينا والأول ناقص )
إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ في العظَايا والشِّفايا بهاء التأْنيث في نحو عَظاية
وصَلاية يريد أَنه صحَّح الياء وإن كانت طَرَفاً لأَنه شبَّه الأَلف التي تحدُث عن
فتحة النصب بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وعَباية فكما أَنَّ الهاء فيها صحَّحت
الياءَ قبلها فكذلك أَلفُ النصب الذي في العَظايا والشِّفايا صحَّحت الياء قبلها
قال هذا قول ابن جني قال وقال أَبو عليّ الفارسي أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ قال ابن جني
فقلت له فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب ؟ فقال لأَنها ليست بجمع مكسر
كصحارٍ قلت له نعم ولو لم تكن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّة نحو عَتاهية وكراهِية
وسَباهية فقال نعم هو كذلك وحكى ثعلب ثمانٌ في حدّ الرفع قال لها ثَنايا أَرْبَعٌ
حِسانُ وأَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ وقد أَنكروا ذلك وقالوا هذا خطأ الجوهري
ثمانيةُ رجالٍ وثماني نِسْوة وهو في الأَصل منسوب إلى الثُّمُن لأَنه الجزء الذي
صيَّر السبعةَ ثمانيةً فهو ثُمُنها ثم فتحوا أَوله لأَنهم يغيِّرون في النسب كما
قالوا دُهْريٌّ وسُهْليٌّ وحذفوا منه إحدى ياءَي النسب وعَوَّضوا منها الأَلِفَ
كما فعلوا في المنسوب إلى اليمن فثَبَتتْ ياؤُه عند الإضافة كما ثبتت ياءُ القاضي
فتقول ثماني نِسْوةٍ وثماني مائة كما تقول قاضي عبد الله وتسقُط مع التنوين عند
الرفع والجر وتثبُت عند النصب لأَنه ليس بجمع فيَجري مَجْرى جَوارٍ وسَوارٍ في ترك
الصرف وما جاء في الشعر غيرَ مصروفٍ فهو على توهّم أَنه جمع قال ابن بري يعني بذلك
قولَ ابن مَيّادة يَحْدو ثمانِيَ مُولَعاً بلِقاحِها قال وقولهم الثوبُ سَبْعٌ في
ثمانٍ كان حقُّه أَن يقال ثمانية لأَن الطُّول يُذْرَع بالذراع وهي مؤنثة
والعَرْضُ يُشْبَر بالشِّبر وهو مذكَّر وإنما أَنثه لمَّا لم يأْت بذكر الأَشبار
وهذا كقولهم صُمْنا من الشهر خَمْساً وإنما يريد بالصَّوْم الأَيام دون الليالي
ولو ذكَر الأَيام لم يَجِدْ بُدّاً من التذكير وإن صغَّرت الثمانيةَ فأَنت بالخيار
إن شئت حذَفْت الأَلِف وهو أَحسَن فقلت ثُمَيْنِية وإن شئت حذفت الياء فقلت
ثُمَيِّنة قُلِبت الأَلف ياء وأُدغمت فيها ياء التصغير ولك أَن تعوّض فيهما
وثَمَنَهم يَثْمِنُهم بالكسر ثَمْناً كان لهم ثامِناً التهذيب هُنَّ ثمانِيَ
عَشْرة امرأَة ومررت بثمانيَ عشرة امرأَة قال أَبو منصور وقول الأَعشى ولقد
شَرِبْتُ ثَمانياً وثمانيا وثمانِ عَشْرةَ واثنَتَين وأَرْبَعا قال ووجْه الكلام
بثمانِ عشْرة بكسر النون لتدل الكسرةُ على الياء وتَرْكِ فتحة الياء على لغة من
يقول رأَيت القاضي كما قال الشاعر كأَنَّ أَيديهنّ بالقاع القَرِق وقال الجوهري
إنما حذف الياء في قوله وثمانِ عشْرة على لغة من يقول طِوالُ الأَيْدِ كما قال
مُضرِّس بن رِبْعيٍّ الأَسَديّ فَطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ دَوامِي
الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السِّريحا قال شمر ثَمَّنْت الشيء إذا جمعته فهو مُثَمَّن
وكساء ذو ثمانٍ عُمِل من ثمانِ جِزّات قال الشاعر في معناه سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ
ذو ثَمانٍ خَصيفٌ تُبْرِمِين له جُفالا وأَثَمَنَ القومُ صاروا ثمانية وشيء
مُثَمَّنٌ جعل له ثمانية أَركان والمُثَمَّن من العَروض ما بُنِيَ على ثمانية
أَجزاء والثِّمْنُ الليلة الثامنة من أَظماء الإبل وأَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت
إبلُه ثِمْناً وهو ظِمءٌ من أَظمائها والثمانونَ من العدد معروفٌ وهو من الأَسماء
التي قد يوصف بها أَنشد سيبويه قول الأَعشى لئن كنتُ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً
ورُقِّيت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّم وصف بالثمانين وإن كان اسماً لأَنه في معنى
طويل الجوهري وقولهم هو أَحمقُ من صاحب ضأْنٍ ثمانين وذلك أَن أَعرابيّاً بَشَّرَ
كِسْرى ببُشْرى سُرَّ بها فقال اسْأَلني ما شئتَ فقال أَسأَلُك ضأْناً ثمانين قال
ابن بري الذي رواه أَبو عبيدة أَحمقُ من طالب شأْن ثمانين وفسره بما ذكره الجوهري
قال والذي رواه ابن حبيب أَحمقُ من راعي ضأْنٍ ثمانين وفسره بأَنَّ الضأْنَ
تَنْفِرُ من كل شيء فيَحتاج كلَّ وقت إلى جمعها قال وخالف الجاحظُ الروايتين قال
وإنما هو أَشْقى من راعي ضأْن ثمانين وذكر في تفسيره لأَن الإبل تتَعشَّى وتربِضُ
حَجْرةً تجْتَرُّ وأَن الضأْن يحتاج راعيها إلى حِفْظها ومنعها من الانتشار ومن
السِّباع الطالبة لها لأَنها لا تَبرُك كبُروكِ الإبل فيستريح راعيها ولهذا
يتحكَّمُ صاحب الإبل على راعيها ما لا يتحكَّم صاحبُ الضأْن على راعيها لأَن
شَرْطَ صاحب الإبل على الراعي أَن عليك أَن تَلوطَ حَوْضَها وترُدَّ نادَّها ثم
يَدُك مبسوطةٌ في الرِّسْل ما لم تَنْهَكْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ فيقول قد
الْتزَمْتُ شرْطك على أَن لا تذكر أُمّي بخير ولا شرٍّ ولك حَذْفي بالعصا عند
غضَبِك أَصَبْت أَم أَخْطَأْت ولي مَقعدي من النار وموضع يَدِي من الحارّ والقارّ
وأَما ابن خالويه فقال في قولهم أَحمقُ من طالب ضأْنٍ ثمانين إنه رجل قضى للنبي
صلى الله عليه وسلم حاجَته فقال ائتِني المدينةَ فجاءه فقال أَيُّما أَحبُّ إليك
ثمانون من الضأْنِ أَم أَسأَل الله أَن يجعلك معي في الجنة ؟ فقال بل ثمانون من
الضأْن فقال أَعطوه إياها ثم قال إن صاحبةَ موسى كانت أَعقلَ منك وذلك أَن عجوزاً
دلَّتْه على عظام يوسف عليه السلام فقال لها موسى عليه السلام أَيُّما أَحبُّ
إليكِ أَن أَسأَل الله أَن تكوني معي في الجنة أَم مائةٌ من الغنم ؟ فقالت بل
الجنة والثَّماني موضعٌ به هضَبات قال ابن سيده أُراها ثمانيةً قال رؤبة أَو
أَخْدَرِيّاً بالثماني سُوقُها وثَمينةُ موضع قال ساعدة بن جُؤيّة بأَصْدَقَ
بأْساً من خليلِ ثَمينةٍ وأَمْضَى إذا ما أَفْلَط القائمَ اليدُ والثَّمَنُ ما
تستحقّ به الشيءَ والثَّمَنُ ثمنُ البيعِ وثمَنُ كلّ شيء قيمتُه وشيء ثَمينٌ أَي
مرتفعُ الثَّمَن قال الفراء في قوله عز وجل ولا تَشْتَروا بآياتي ثَمَناً قليلاً
قال كل ما كان في القرآن من هذا الذي قد نُصِب فيه الثَّمَنُ وأُدخلت الباء في
المَبِيع أَو المُشْتَرَى فإن ذلك أَكثر ما يأْتي في الشَّيئين لا يكونان ثَمَناً
معلوماً مثل الدنانير والدراهم فمن ذلك اشتريت ثوباً بكساء أَيهما شئت تجعله ثمناً
لصاحبه لأَنه ليس من الأَثمان وما كان ليس من الأَثمان مثل الرَّقِيق والدُّور
وجميعِ العروض فهو على هذا فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثَّمَن
كما قال في سورة يوسف وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دراهِم لأَن الدراهم ثمن أَبداً
والباء إنما تدخل في الأَثْمانِ وكذلك قوله اشْتَرَوْا بآياتي ثمناً قليلاً
واشترَوا الحياةَ الدنيا بالآخرة والعذاب بالمغفرة فأَدْخِل الباءَ في أَيِّ هذين
شئت حتى تصير إلى الدراهم والدنانير فإنك تُدْخِل الباء فيهن مع العروض فإذا
اشتريت أَحدَ هذين يعني الدنانيرَ والدراهم بصاحبه أَدخلت الباء في أَيّهما شئت
لأَن كل واحد منهما في هذا الموضع مَبِيعٌ وثَمَنٌ فإذا أَحْبَبْت أَن تعرف فَرْقَ
ما بين العُروض والدراهم فإنك تعلم أَنَّ مَنِ اشترى عبداً بأَلف دينار أَو أَلِفِ
درهم معلومة ثم وجد به عيباً فردّه لم يكن على المشتري أَن يأْخذ أَلْفَه بعينها
ولكن أَلْفاً ولو اشترى عبداً بجارية ثم وجد به عيباً لم يرجع بجارية أُخرى مثلها
وذلك دليل على أَن العُروض ليست بأَثمان وفي حديث بناء المسجد ثامِنُوني
بحائِطِكُم أَي قَرِّرُوا مَعي ثَمَنَه وبِيعُونِيهِ بالثَّمَنِ يقال ثامَنْتُ
الرجلَ في المَبيع أُثامِنُه إذا قاوَلْتَه في ثَمَنِه وساوَمْتَه على بَيْعِه
واْشتِرائِه وقولُه تعالى واشْتَرَوا به ثمناً قليلاً قيل معناه قبلوا على ذلك
الرُّشى وقامت لهم رِياسةٌ والجمع أَثْمانٌ وأَثْمُنٌ لا يُتَجاوَزُ به أَدْنى
العدد قال زهيرفي ذلك مَنْ لا يُذابُ له شَحْمُ السَّدِيفِ إذا زارَ الشِّتاءُ
وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ ومن روى أَثْمَن البُدُنِ بالفتح أَراد أَكثَرها
ثَمَناً وأَنَّث على المعنى ومن رواه بالضم فهو جمع ثَمَن مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ ويروى
شحمُ النَّصيبِ يريد نصيبه من اللحم لأَنه لا يَدَّخِرُ له منه نَصيباً وإنما
يُطْعِمُه وقد أَثْمَنَ له سلعته وأَثْمَنَهُ قال الكسائي وأَثْمَنْتُ الرجلَ
متاعَه وأَثْمَنْتُ له بمعنى واحدٍ والمِثْمَنَة المِخْلاةُ حكاها اللحياني عن ابن
سنبل العُقَيْلي والثَّماني نَبْتٌ لم يَحْكِه غيرُ أَبي عبيد الجوهري ثمانية اسم
موضع
( * قوله « ثمانية اسم موضع » في التكملة هي تصحيف والصواب ثمينة على فعيلة مثال
دثينة )