الجَحْشُ كالمَنْعِ : سَحْجُ الجِلْدِ وقَشْرُهُ من شَيْءٍ يُصِيبُه يُقَال : أَصَابَه شَيْءٌ فجَحَشَ وَجْهَه وبه جَحْشٌ كما في الصّحَاحِ وقِيلَ : لا يَكُونُ الجَحْشُ في الوَجْهِ ولا في البَدَنِ كما سيأْتي أَو كالخَدْشِ عن الكِسَائيّ أَو دُونَه عن اللَّيْثِ أَو فَوْقَه قاله الكِسَائيّ أَيضاً وقد جحَشَه جَحْشاً إذا خَدَشَه وفي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحِشَ شِقُّه أَي انْخَدَشَ جِلْدُه وقالَ الكِسَائيُّ في جُحِش : هو أَن يُصِيبَه شْيءٌ فيَنْسَحِجَ منه جِلْدُه وهو كالخَدْشِ أَو أَكْبَرُ من ذلِك . والجَحْشُ : وَلَدُ الحِمَارِ الوَحْشِيّ والأَهْليّ وقِيلَ : إنَّمَا ذَلِكَ قبلَ أَنْ يُفْطَم ج : جِحَاشٌ وجِحْشَانٌ بِكَسْرِهما وهي بهاءٍ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : الجَحْشُ مِنْ أَوْلاَدِ الحَمِيرِ حِينَ تَضَعه أُمَّهُ إِلى أَن يُفْطَمَ من الرَّضاعِ فإذَا اسْتَكْمَلَ الحَوْلَ فهو تَوْلَبٌ . وزادَ في الجُمُوعِ : جِحَشَة . ورُبَما سُمِّيَ مُهْرُ الفَرَسِ جَحْشاً : تَشْبِيهاً بِوَلَدِ الحِمَارِ . والجَحْشُ : الجَفَاءُ والغِلَظُ . والجَحْشُ : الجِهَادُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ قالَ : وقد تُحَوَّل الشِّين سِيناً وأنشدَ :
يَوْماً تَرَانا في عِرَاكِ الجَحْسِ ... تَنْبُو بأَجْلادِ الأُمُورِ الرُّبْسِ وقد تَقَدَّم . والجَحْشُ : الظَّبْىُ في لُغَة هُذَيْلٍ عن ابنِ عبّادٍ . وجَحْشٌ : صَحَابِيٌّ جُهَنِيٌّ مَجْهُولٌ بل مَعْدُومٌ رَوَى ابنُه عَبْدُ الله عنه وحَدِيثُ الصَّحِيح مَجِيئُه عن ابنِ عَبْدِ اللهِ بن أُنَيْس عن أَبِيه كما في مُعْجَم ابن فَهْدٍ . وزَيْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنينَ وأَخَواها عَبْدُ اللهِ وعَبْدٌ وأُخْتاهَا : حَمْنَةُ وأُمُّ حَبِيبَةَ بَنُو جَحْشِ بن رِئَاب الأَسَديُّون مِنْ بَنِي غَنْمِ بن دُودَان بنِ أَسَدِ أمّا عبدُ اللهِ فكُنْيَتُه أَبو مُحَمّدٍ وأُمُّه وأُمُّ أُخْتِه زَيْنَبَ أُمَيْمَةُ عَمَّةُ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم من السّابِقينَ هَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ وشهِدَ بَدْراً وأَخُوهُ عَبْدٌ يُكَنْى أَبا أَحْمَدَ حَلِيفُ بَنِي أُميَّةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ . وأمّا أَخُوهُمْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ فَقْد كان أَسْلَم ثُمَّ تَنَصَّرَ بأَرْضِ الحَبَشَة وفي كِتاب المُؤْتَلِف والمُخْتَلِفِ للداّرَ قُطْنِىّ : وكان اسُم جَحْشِ بن رِئاب بُرَة بالضَّمّ فقالت زَيْنَبُ لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسَلَّم : يا رَسُولَ الله لو غَيَّرْتَ اسْمَه ؛ فإنّ البُرَةَ صَغِيرَةٌ فقِيل : إنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال لها : لوْ كانَ أَبوكِ مُسْلِماً لسمَّيتُه باسم من أَسماءِ أَهْلِ البَيْتِ ولكِنْ قد سَمَّيْتُه جَحْشاً والجَحْشُ أَكْبَرُ من البُرَةِ . كذا في الرّوْضِ للسُّهَيْلِيّ . والجَحْشُ : ة بالخابُورِ كذا في العُبَاب والّذي ضَبَطَه في التَّكْملَة وجَوَّدَه أَنّها الجَحْشيَّةُ . والجَحْشَةُ صُوفٌ يُجْعَلُ كحَلْقةٍ يَجْعَلُه الرّاعِي في ذِرَاعِه ويَغْزِلُه عن ابن دُرَيْدٍ وعِبَارَةُ الصّحاح : صُوفةٌ يَلُفُّها الرّاعِي على يَدِه يَغْزِلُها وقال غَيرُه حَلْقَةٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ . والجَحْوَشُ كجَرْوَلٍ : الصَّبِيُّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ كما في الصّحاح وأَنْشدَ للمُعْتَرِضِ السُّلَمِيِّ :
قَتَلْنا مَخْلداً وابْنَيْ حُرَاقٍ ... وآخَرَ جَحْوَشاً فَوْقَ الفَطِيمِ
وقال غيره : الجَحْوَشُ : الغُلامُ السَّمِينُ وقِيلَ : هُوَ فَوقَ الجَفْرِ والجَفْرُ : فَوْقَ الفَطِيمِ وقال ابن فارِسٍ : وإنّما زِيدَ في بِنائه لِئَلاّ يُسَمَّى بالجَحْشِ وإلاّ فالمَعنَى وَاحِدٌ . والجَحِيشُ كأَمِيرٍ : الشِّقُّ والنّاحِيَة عن شَمِر ويُقال : نَزَل فلانٌ الجَحِيشَ . ورَجُلٌ جَحِيشُ المَحَلِّ إذا نَزَلَ ناحِيَةً عن النّاسِ ولمْ يِخْتَلِطْ بِهمْ عن ابنِ دُرَيدٍ وقال الأَعْشَى يَصِفُ رَجُلاً غَيُوراً عَلَى امرأتِه :
إذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيشَ ... حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِياًّ غَيُورَا
لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَافَ ... إذا خَالَطَ الظَّنُّ مِنْه الضَّمِيرَا قال ابنُ بَرِّيّ : مَنْ رَوَاه : الجَحِيشُ بالرّفْعِ رَفَعَه بحَلَّ ومَنْ رَوَاه مَنْصوباً نَصَبَه على الظَّرْفِ كأَنَّه قالَ : ناحِيَةً مُنْفَرِدَةً وقال أَبْو حَنِيفَة : الجَحِيشُ : الفَرِيدُ الَّذي لا يُزاحِمُه في دَارِه مُزاحِمٌ يُقال : نَزَل فُلانٌ جَحِيشاً إذا نزل حَرِيداً فَرِيداً . والمَجْحُوشُ : مَنْ أُصِيبَ جَحِيشُه أَي شِفُّهُ ولا يَكُون الجَحْشُ في الوَجْهِ ولا في البَدَنِ أَنشد شَمِر :
لجَارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ ولا يُرَى ... لِجَارَتِنا منّا أَخٌ وصَدِيقُ وجِحَاشٌ ككِتَاب : ابنُ ثَعْلَبَةَ أَبُو حَيٍّ مِنْ غَطَفَانَ وهو ابنُ ثَعْلَبَةَ بنِ ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ ابنِ غَطَفانَ قال الجَوْهَرِيّ : وهُمْ قَوْمُ الشَّمَّاخِ بن ضِرَار قال الشاعِر :
وجَاءَتْ جِجَاشٌ قَضّها بقَضِيضِها ... وجَمْعُ عُوَالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَمَا ويُقال : هُوَ جُحَيْشُ وَحْدِه كزُبَيْر أَي مُسْتَبدٌّ برَأْيهِ مستَأْثِرٌ بكَيْسه لا يُشاوِرُ النّاسَ ولا يُخالِطُهُمْ وكذلِك عُيَيْرُ وَحْدِه . وهُوَ مَجَازٌ يُشبِّهُونه في ذلِك بالجَحْشِ والعَيْرِ وهُوَ ذمٌّ . وجَاحَشَه جِحَاشاً : دَافَعَهُ قال اللَّيْث : الجِحَاشُ : مُدَافعَةُ الإنْسَانِ الشّيْءَ عَنْ نفْسِه وعن غَيْرِه وقال غَيْرُه : هو الجِحَاشُ والجِحَاسُ وقد جَاحَشَهُ وجَاحَسَهُ : دافَعَهُ وقَاتَلَهُ ومِنْهُ حَدِيث شَهادَةِ الأَعضاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ بُعْداً لَكُنَّ وسُحْقاً فعَنْكُنَّ كُنْتُ أُجَاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافِعُ وَاجْحَنْشَشَ بَطْنُ الصَّبِيّ : عَظُمَ عن ابنِ عَبّاد والأَوْلَى أَنْ يَقُول : وأَجْحَنْشَشَ الصَّبِيُّ : عَظُمَ بَطْنُه وقِيلَ : قَارَبَ الاحتِلامَ كمَا في التَّكْمِلَة وقِيل : إذا احْتَلَمَ وقيل : إذا شكّ فيه . وممّا يُسْتدرَك عليه : الجَحْشُ : وَلَدُ الظَّبْيَةِ هُذَلِيّة وهو مَجَاز قال أبو ذُؤَيْبٍ :
بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها ... فقد وَلِهَتْْ يَوْمَيْنِ فَهْيَ خَلُوجُ قلتُ : ويُرْوَى : خِشْفُها . وبَيتٌ جَاحِشٌ : مُنْفِرٌد عن الحَيّ . والجِحَاشُ والمُجَاحَشَة : المُزَاوَلَة في الأَمرِ والمُزاحَمَة . والجِحَاُش : القِتَالُ . وقَد سَمَّوْا مُجَاحِشاً وجُحَيْشاً ومن المَجَازِ : جَاحَشَ عن خَيْطِ رَقْبَتِه أَي عن نَفْسِه . ومِنْ أَمْثالهم : الجَحْشَ لَمّا بَذَّكَ الأَعْيَارُ . أَي سَبَقَك الأَعيَارُ فعَلَيْكَ بالجَحْشِ . يُضْرَبُ لِمَنْ يَطْلُبُ الأَمْرَ الكَثِيرَ فيَفُوتُه فيُقالُ له : اطْلُبْ دونَ ذلِكَ