حَلَفَ يَحْلِفُ مِن حَدِّ ضَرَبَ حَلْفاً بالفَتْحِ ويُكْسَرُ وهما لُغَتَانِ صَحِيحَتان اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأُولَى وحَلِفاً ككَتِفٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ومُحْلُوفاً قال الجَوْهَرِيُّ : وهو أَحَدُ ما جَاءَ مِن المَصَادِرِ علَى مَفْعُولٍ مِثْل : المَجْلُودِ والمَعْقُولِ والمَعْسُورِ ومَحْلُوفَةً نَقَلَهُ اللَّيْثُ
وقال ابنُ بُزُرْجَ : يقال : لا ومَحْلُوفَائِهِ : لا أَفْعَلُ بِالْمَدِّ يُرِيدُ : ومَحْلُوفِه فمَدَّهَا . وقال اللَّيْثُ : يقولونَ : مَحْلُوفَةً بِاللهِ ما قالَ ذلك ينْصِبُونَ علَى الإِضْمَارِ أَي : أَحْلِفُ مَحْلُوفَةً أَي : قَسَماً فالمَحْلُوفَةُ : هي القَسَمُ
والأُحْلُوفَةَ : أُفْعُولَةٌ مِن الحَلِفِ وقال اللِّحْياني : حَلَفَ أُحْلُوفَةً . والْحِلْفُ بالْكَسْرِ : الْعَهْدُ يكونُ بَيْنَ الْقَوْمِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قالَ ابنُ سِيدَه : لأَنَّه لا يُعْقَدُ إِلاَّ بالحَلِفِ والحِلْفُ : الصَّدَاقَةُ وأَيضاً : الصَّدِيقُ سُمِّيَ به لأَنَّه يَحْلِفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لا يَغْدِرَ بِهِ يُقَال : هو حِلْفُهُ كما يُقَالُ : حَلِيفُهُ ج : أَحْلاَفٌ قال ابنُ الأَثِيرِ : الحِلْفُ في الأَصلِ : المعَاقَدَةُ والمَعَاهَدَةُ علَى التَّعَاضُدِ والتَّسَاعُدِ والاتِّفَاقِ فما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ علَى الفِتَنِ والقتالِ والغَارَاتِ فذلك الذي وَرَدَ النَّهْيُ عنه في الإِسلامِ بِقَولِهِ صلى الله عليه وآله وسلَّم لا حشلْفَ في الإِسلاَمِ وما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ على نصرِ المَظلُومِ وصِلَةِ الأَرحَامِ كحِلْفِ المُطَيَّبِين وما جَرَى مَجرَاهُ ذلك الذي قالَ فيه صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : وأَيُّمَا حِلفٍ كَان في الجَاهِلِيَّةِ لم يَزِدهُ الإِسلامُ إِلاَّ شِدَّةً يُرِيدُ مِن المُعَاقَدَةِ علَى الخيرِ ونُصرةِ الحَقِّ وبذلك يَجْتَمِعُ الحَدِيثَان وهذا هو الحِلْفُ الذي يقْتَضِيه الإِسْلامُ والمَمْنُوعُ منه ما خالفَ حُكْمَ الإِسْلامِ
قال الجَوْهَرِيُّ : والأَحْلاَفُ الذين في قَوْلِ زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمَى وهو :
" تدَارَكْتُمَا الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُهَاوذُبْيَانَ قد زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ هم : أَسَدٌ وغَطَفَانُ لأَنَّهُمْ تَحَالَفُوا وفي الصِّحاح : حَلَفُوا علَى التَّنَاصُرِ وكذا في قَوْلِهِ أَيضاً أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ :
" أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّي رِسَالَةًوذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مَقْسَمِ والأَحْلافُ أَيضاً : قَوْمٌ مِن ثَقِيفٍ لأَنَّ ثَقِيفاً فِرْقَتَانِ : بنو مالِكٍ والأَحْلافُ نَقَلَُ الجَوْهَرِيُّ والأَحْلاَفُ في قُرَيْشٍ : سِتُّ قبَائِلَ وهم : عبدُ الدَّارِ وكَعْبٌ وجَمْعُ وسَهْمٌ ومَخْزُومٌ وعَدِيُّ وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : خَمْسُ قَبَائِلَ فأَسْقَطَ كَعْباً سُمُّوا بذلك لأَنَّهُم لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو عبدِ مَنَافٍ أَخْذَ مَا فِي أَيْدِي بَنِي عبدِ الدَّارِ مِن الْحِجَابَةِ والرِّفَادَةِ واللِّوَاءِ والسِّقَايَةِ وأَبَت بَنُو عبدِ الدَّارِ عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ علَى أَمْرِهِمْ حِلْفاً مُؤَكَّداً علَى أَنْ لا يَتَخَاذَلُوا فَأَخْرَجَتْ عبدُ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيباً فَوَضعَتْهَا لأَحْلاَفِهِمْ وهم أَسَدٌ وزَهْرَةُ وتَيْمٌ في المَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَغَمَسُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وتَعَاقَدُوا ثم مَسَحُوا الكَعْبَةَ بأَيْدِيهم تَوْكِيداً فسُمُّوا المُطَيَّبِينَ وتَعَاقَدَتْ بَنُو عبدِ الدَّارِ وحُلَفَاؤُهُمْ حِلْفاً آخَرَ مُؤَكَّداً علَى أَن لا يَتَخَاذَلُوا فَسْمُّوا الأَحْلاَفَ وقال الكُمَيْتُ يَذْكُرُهم :
نَسَباً في الْمُطَيَّبِينَ وفي الأَحْ ... لاَفِ حَلَّ الذُّؤابَةَ الْجُمْهُورَا وقِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَحْلاَفِيٌّ لأَنَّهُ عَدَوِيٌّ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذا أَحَدُ ما جَاءَ مِن النَّسَبِ إِلى الجَمْعِ لأَنَّ الأَحْلافَ صار اسْماً لهم كما صَار الأَنْصَارُ اسْماً للأَوْسِ والخَزْرَجِ وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وأَبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه مِن المُطَيَّبِينَ
والحَلِيفُ كأَمِيرٍ : الْمُحَالِفُ كما في الصِّحاحِ كالْعَهِيدِ بمَعْنَى المُعَاهِدِ وهُو مَجَازٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فَسَوْفَ تَقُولُ إِنْ هِيَ لم تَجِدْنِي ... أَخَانَ الْعَهْدَ أَم أَثِمَ الْحَلِيفُ وقال الكُمَيْتُ :
" تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَيْنْ
" كَانَا مَعاً في مَهْدِهِ رَضِيعَيْنْوقال اللَّيْثُ : يُقَال : حَالَفَ فُلانٌ فُلاناً فهو حَلِيفَهٌ وبينهما حِلْفٌ لأَنَّهما تحالَفَا بالأَيْمَانِ أَن يكونَ أَمْرُهما وَاحِداً بالْوَفَاءِ فلَمَّ لَزِمَ ذلك عندَهم في الأَحْلاَفِ التي في العَشَائِرِ والقَبَائِلِ صار كلُّ شَيْءٍ لَزِمَ سَبَباً فلم يُفَارِقْهُ فهو حَلِيفُهُ حتى يُقَالَ : فُلانٌ حَلِيفُ الجَودِ وحَلِيفُ الإِكْثَارِ وحَلِيفُ الإِقْلالِ وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى :
وشَرِيكَيْنِ في كَثِيرٍ مِنَ الْمَا ... لِ وَكَانَا مُحَالِفَيْ إِقْلاَلِ والْحَلِيفَانِ : بَنُو أَسَدٍ وَطِيِّيءٌ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ . وقال ابنُ سِيدَه : أَسَدٌ وغَطَفَانُ صِفَةٌ لاَزِمَةٌ لهما لُزُومَ الاسْمِ . قال : وفَزَارَةُ وأَسَدٌ أَيْضاً حَلِيفَانِ لأَنَّ خُزَاعَةَ لَمَّا أَجْلَتْ بني أَسَدٍ عن الحَرَمِ خَرَجتْ فَحَالَفَتْ طَيِّئاً ثم حَالَفَتْ بني فَزَازَةَ
ومِن المَجَازِ : هو حَسَنُ الوَجْهِ حَلِيفُ اللِّسَانِ طَوِيلُ الإِمَّةِ أَي : حَدِيدُهُ يُوَافِقُ صَاحِبَهُ علَى ما يُرِيدُ لِحِدَّتِهِ كأَنَّهُ حَلِيفٌ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وبهذا يُجَابُ عن قَوْلِ الصَّاغَانِيِّ في آخَرِ التَّرْكِيبِ : وقد شَذَّ عنه لِسَانٌ حَلِيفٌ فتَأَمَّلْ
وفي حَدِيثِ الحَجَّاجِ أَنه أُتِيَ بيَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ يَرْسُفُ في حَدِيدِهِ فأَقْبَلَ يخْطِرُ بيَدَيْهِ فغَاظَ الحَجَّاجَ فقال :
" جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذَا مَشَى وقد وَلَّى عنه فالْتَفَتَ إِليه فقال :
" وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِنَاقُ فقال الحَجَّاجُ : قَاتلَهُ اللهُ مَا أَمْضَى جَنانَهُ وأَحْلَفَ لِسَانَهُ ! : أَي أَحَدَّ وأَفْصَحَ . والْحَلِيفُ في قَوْلِ سَاعِدَةَ بنِ جُؤْيَّةَ الهُذَلِيِّ :
" حَتَّى إِذا مَا تَجَلَّى لَيْلُهَا فَزِعَتْمِنْ فَارِسٍ وحَلِيفِ الْغَرْبِ مُلْتَئِمِ قِيلَ : سِنَانٌ حَدِيدٌ أَو فَرَسٌ نَشِيطٌ والقَوْلانِ ذَكَرهما السُّكَّرِيُّ في شَرْحِ الدِّيوان ونَصُّه : يعني رُمْحاً حَدِيدَ السِّنَانِ وغَرْبُ كلُّ شَيْءٍ : حَدُّه ومُلْتَئِم : يَشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لا يكونُ كَعْبٌ منهُ دَقِيقاً والآخَرُ غَلِيظاً ويُقَال : حَلِيفُ الغَرْبِ يَعْنِي فَرَسَهُ والغَرْبُ : نَشاطُهُ وحِدَّتُه . انتهى
قال الصَّاغَانِيُّ : ويُرْوَى : مُلْتَحِم وقال الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُهم : سِنَانٌ حَلِيفٌ : أَي حَدِيدٌ أُراهُ جُعِلَ حَلِيفاً لأَنَّهُ شبَّه حِدَّةَ طَرَفِهِ بِحِدَّةِ أَطْرَافِ الحَلْفَاءِ وهو مَجَازٌ
والحُلَيْفُ كزُبَيْرٍ : ع بِنَجْدٍ وقال ابنُ حَبِيبَ : كُلُّ شَيْءٍ في العَرَبِ خُلَيْفٌي بالخَاءِ المُعْجَمَةِ إِلاَّ في خَثْعَم بنِ أَنْمَار حُلَيْفُ بنُ مَازِنِ بن جُشَمَ بنِ حَارِثَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عَامِرِ بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ فإِنَّه بالحاءِ المُهْمَلَةِ
وذُو الْحُلَيْفَةِ : ع علَى مِقْدارِ سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِن الْمَدِينَةِ علَى ساكِنِهَا الصلاةُ والسلامُ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ وهُوَ مَاءٌ لِبَنِي جُشَمَ ومِيقَاتٌ لِلْمَدِينَة والشَّأْم . هكذا في النُّسَخِ والذي في حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما : وَقَّتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ لأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ ولأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ ولأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ ولأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ فهُنَّ لَهُنَّ ولِمَنْ أَتَى عليهِنَّ من غَيْرِ أَهْلِهِنَّ الحدِيث فتَأَمَّلْ
ذُو الحُلَيْفَةِ الذي في حَدِيثِ رَافِعِ بنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنه : كُنَّا مَعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ بِذِي الحُلَيْفَةِ مِن تِهَامَةَ وأَصَبْنَا نَهْبَ غَنَمٍ فهو : ع بَيْنَ حَاذَةَ وذَاتِ عِرْقٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّوالحُلَيْفَاتُ : ع . وقال ابنُ حَبِيبَ : حَلْفُ بسُكُونِ اللاَّمِ : هو ابنُ أَفْتَلَ وهو خَثْعَمُ بنُ أَنْمَارٍ قال أَبو عُبَيْدٍ القاسمُ بنُ سَلاَّمٍ : وأُمُّ حَلْفٍ : عَاتِكَةُ بنتُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَارٍ : فوَلَدَ حَلْفٌ عِفْرِساً وناهِساً وشَهْرَانَ ورَبِيعَةَ وطرْداً
والْحَلْفَاءُ والْحَلَفُ مُحَرَّكَةً الأَخِيرُ عن الأَخْفَشِ : نَبْتٌ مِن الأَغْلاثِ قال أَبو حَنِيفَةَ : قال أَبو زِيادٍ : وقَلَّما تَنْبُتُ الحَلْفَاءُ إِلاَّ قَرِيباً مِنْ مَاءٍ أَو بَطْنِ وَادٍ وهي سَلِيبَةٌ غَلِيظَةُ المَسِّ لا يكادُ أَحَدٌ يقْبِضُ عَلَيْهَا مَخافَةَ أَن تَقْطَعَ يَدَهُ وقد يأْكُلُ منها الإِبِلُ والغَنَمُ أَكْلاً قَلِيلاً وهي أَحَبُّ شَجَرَةٍ إِلَى البَقَرِ الْوَاحِدَةُ منها : حَلِفَةٌ كفَرِحَةٍ قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقيل : حَلَفَةٌ مِثَالُ خَشَبةٍ قَالَهُ أَبو زِيَادٍ ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ وقال سِيبَوَيْهِ : الحَلْفاءُ : وَاحِدٌ وجَمْعٌ وكذلك طَرفاءُ ونَقَلَهُ أَبو عَمْرٍو أَيْضاً هكذا وقال الشاعرُ :
يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُودِ رَقَّةَ والشَّرَى ... خَرَجَتْ مِن البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ وقال أَبو النَّجْمِ :
إِنَّا لَتَعْمَلُ بالصُّفوفِ سُيُوفُنَا ... عَمَلَ الحَرِيقِ بِيَابِسِ الحَلْفاءِ وفي حديثِ بَدْرٍ أَنَّ عُتْبةَ بنَ ربيعَةَ بَرَزَ لعُبَيْدَةَ فقال : مَن أَنْتَ ؟ قال : أَنا الذي في الحَلْفاءِ أَرادَ : أَنا الأَسَدُ لأَنَّ مَأْوَى الأَسَدِ الآجَامُ ومَنَابِتُ الحَلْفَاءِ
وَوَادٍ حُلاَفِيٌّ كغُرَابِيٍّ : يُنْبِتُهُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والْحَلْفَاءُ : الأَمَةُ الصَّخَّابَةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ج : حُلُفٌ ككُتُبٍ . وأَحْلَفَتِ الْحَلْفَاءُ : أَدْرَكَتْ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ
قال : المُحْلِفُ مِن الغِلْمَانِ : المَشْكُوكُ في احْتِلامِه لأَنَّ ذلِك ربَّمَا عادَ إِلى الحِلِفِ وقال اللَّيْثُ : أَحْلَفَ الْغُلاَمُ إِذا جَاوَزَ رِهَاقَ الْحُلُمِ قال : وقال بعضُهُم : قد أَحْلَفَ ونَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً كذا وزَادَ : فيُشَكُّ في بُلُوغِهِ قال الأَزْهَرِيُّ : أَحْلَفَ الغلامُ بهذَا المعنَى خطأٌ إِنَّمَا يُقَالُ : أَحْلَفَ الغلامُ : إِذا رَاهَقَ الحُلُمَ فاخْتَلَفَ النَّاظِرُون إِليه فقائلٌ يقول : قد احْتَلَمَ وأَدْرَكَ ويَحْلِفُ على ذلِكَ وقائلٌ يقول : غيرُ مُدْرِكٍ ويَحْلِفُ علَى ذلك
وأَحْلَفَ فُلاَناً : حَلَّفَهُ تَحْلِيفاً قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
قَامَتْ إِلَيَّ فَأَحْلَفْتُهَا ... بِهَدْيٍ قَلاَئِدُهُ تَخْتَنِقْ وقَوْلُهُمْ : حَضَارِ والْوَزْنُ مُحْلِفَانِ قال الجَوْهَرِيُّ : هُمَا نَجْمَانِ يَطْلُعَانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ أَي مِن مَطْلَعِه كما في المُحْكَمِ فيَظُنُّ النَّاظِرُ وفي الصِّحاح : النَّاسُ بِكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ سُهَيْلٌ ويَحْلِفُ أَنَّهُ سُهَيْلٌ ويَحْلِفُ آخَرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ وفي اللِّسَانِ : وكُلُّ مَا يُشَكُّ فِيهِ فيُتَحَالَفُ عَلَيْهِ فهُوَ مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ عندَ العَرَبِ قال ابنُ سِيدَه : لأَنَّه دَاعٍ إِلى الحَلِفِ وهو مَجازٌ ومِنْهُ كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ وفي الصِّحَاحِ : مُحْلِفَةٌ : أَي بَيْنَ الأَحْوَى والأَحَمِّ حتى يُخْتَلَفَ في كُمْتَتِهِ وكُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفٍ : إِذا كان أَحْوَى خَالِصَ الحُوَّةِ أَو أَحَمَّ بَيِّنَ الحُمَّةِ ويُقَال : فَرَسٌ مُحْلِفٌ ومُحْلِفَةٌ وهو الكُمَيْتُ الأَحَمُّ والأَحْوَى لأَنَّهُمَا مُتَدَانِيَان حتى يَشُكَّ فيهما البَصِيرَانِ فيحْلِفَ هذا أَنَّه كُمَيْتٌ أَحْوَى ويَحْلِفَ هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ
فإِذا عَرَفْتَ ذلك ظهَرَ لك أَنَّ قَوْلَ المُصنِّفِ : خَالِصُ اللَّوْنِ إِنَّمَا هو تَفْسِيرٌ لغيرِ مُحْلِفٍ فالصَّوَابُ : غيرُ خالِصِ اللَّوْنِ ومنه قولُ ابنُ كَلْحَبَةَ اليَرْبُوعِيْ :
كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُيعني أَنَّهَا خَالِصَةُ اللَّوْنِ لا يُحْلَفُ عليها أَنَّهَا لَيْسَتْ كذلك وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : مَعْنَى مُحْلِفَةٍ هنا أَنَّه فَرَسٌ لا تُحْوِجُ صاحبَها إِلى أَن يَحْلِفَ أَنه رأَى مِثْلَها كَرَماً والصحيحُ هو الأَوَّلُ
وحَلَّفَهُ القاضِي تَحْلِ ] فاً واسْتَحْلَفَهُ : بمعنىً واحدٍ وكذلك أَحْلَفَهُ وقد تقدَّم كأَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه وقد اسْتَحْلَفَهُ باللهِ ما فَعَل ذلك وحَلَّفَهُ وأَحْلَفَهُ
ومِن المَجَازِ : حَالَفَهُ على ذلك مُحَالَفَةً وحِلافاً : أَي عَاهَدَهُ وهو حِلْفُه وحَلِيفُه . ومِن المَجَازِ : حَالَفَ فُلاناً بَثُّهُ وحُزْنُهُ : أَي لاَزَمَهُ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : حَالَفها إِلَى مَوْضِع كذا وخَالَفَهَا بالحاءِ والخاءِ أَي : لاَزَمَها وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
" وحَالَفَهَا في بَيْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ وقيل : الحاؤُ خَطَأٌ وسيأْتي البَحْثُ فيه في خ ل ف إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى . وتَحَالَفُوا : تَعَاهَدُوا وهو مَجَازٌ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المُحالَفَةُ : المُؤَاخاةُ ومنه الحديثُ : حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنْصَارِ : أَي آخَى لأَنَّهُ لا حِلْفَ في الإِسْلام . والحَلِيفُ : الحَالِفُ وجَمْعُهُ : الحُلَفَاءُ وهو حَلِيفُ السَّهَرِ : إِذا لم يَنَمْ وهو مَجَازٌ
ونَاقَةٌ مُحْلِفَةٌ : إِذا شُكَّ في سِمَنِهَا حتى يَدْعُوَ ذلك إِلَى الحَلِفِ وهو مَجَازٌ . ورجلٌ حَالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفَةٌ : كثِيرُ الحَلِفِ . وحَلَفَ حِلْفَةً فاجِرةً وحَالَفَهُ علَى كذا وتَحَالَفُوا عليه واحْتَلَفُوا كلُّ ذلك مِن الحَلِفِ وهو القَسَمُ
والحَلاَفَةُ بالفَتْحِ : الحِدَّةُ في كلِّ شَيْءٍ وكأَنَّهُ أَخُو الحَلْفاءِ أَي : الأَسَد وأَرْضٌ حَلِفَةٌ كفَرِحَةٍ ومُحْلِفَةٌ : كثيرةُ الحَلْفاءِ وقال أَبو حَنِيفَةَ : أَرْضٌ حَلِفَةٌ : تُنْبِتُ الحَلْفَاءَ
وحَلِيفٌ كأَمِيرٍ : اسْمٌ . وذُو الحُلَيْفِ في قَوْلِ ابن هَرْمَةَ :
" لم يُنْسَ رَكْبُكَ يَوْمَ زَالَ مُطِيُّهُمْمِنْ ذِي الْحُلَيْفِ فَصْبَحُّوا الْمَسْلُوقَا لُغَةٌ في ذِي الحُلَيْفَةِ الذي ذَكَرَه المُصَنِّفُ أَو حَذْفُ الهاءِ ضَرُورَةٌ للشّعْرِ . وقد تُجْمَعُ الحَلْفاءُ علَى حَلاَفِيٍّ كبَخَاتيٍّ . وتَصْغِيرُ الحَلْفَاءِ حُلَيْفِيَة كما في العُبَابِ . ومُنْيَةُ الحَلْفاءِ : قَرْيَةٌ بِمِصْرَ . وحُسَيْنُ بنُ مُعَاذِ بنِ حُلَيْفٍ كزُبَيْرٍك شَيْخٌ لأَبِي دَاوُد