الخَيْرُ م أَي مَعْرُوف وهو ضِدُّ الشَّرّ كما في الصّحاح هكَذا في سائِر النُّسَخ ويُوجَد في بَعْض منها : الخَيْر : ما يَرْغَب فيه الكُلُّ كالعَقْل والعَدْل مَثَلاً وهي عِبَارَةُ الرَّاغِب في المُفْردات ونَصُّها كالعَقْلِ مَثَلاً والعَدْلِ والفَضْلِ والشَّيْءِ النَّافِع . ونَقله المُصَنِّف في البَصَائر
ج خُيُورٌ وهو مَقِيسٌ مَشْهُور . وقال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
ولا قَيْتُ الخُيورَ وأَخْطَأَتْنِي ... خُطُوبٌ جَمَّةٌ وعَلَوْتُ قِرْنِي . ويَجُوز فيه الكَسْر كما في بيُوتٍ ونَظَائِره وأَغْفَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه لشُهْرَته قاله شَيْخُنَا . وزاد في المِصْبَاح أَنه يُجْمع أَيضاً على خِيار بالكَسْر كسَهْم وسِهَام . قال شيخُنَا : وهو إِن كانَ مَسْمُوعاً في البَائِيّ العَيْنِ إِلاّ أَنَّه قَلِيلٌ كما نَبَّه عليه ابنُ مالكٍ كضِفَان جمْع ضَيْفٍ
في المُفْرداتِ للِرَّاغِب والبصائِر للمُصَنِّف قيل : الخَيْرُ ضَرْبَانِ : خَيْرٌ مُطْلَق وهو ما يَكُون مَرْغُوباً فيه بِكُلّ حالٍ وعِنْد كُلّ أَحَدٍ كما وَصَفَ صلَّى الله عليه وسلَّم به الجَنَّةَ فقال : لا خَيْرَ بخَيْر بَعْدَه النَّارُ ولا شَرَّ بشّرٍّ بَعْدَه الجَنَّة " . وخَيْرٌ وشَرٌّ مُقَيَّدانِ وهو أَنَّ خَيْرَ الوَاحِدِ شَرٌّ لآخَرَ مثل المَال الذي رُبما كَان خَيْراً لزَيْدٍ وشَراًّ لِعَمْرٍو . ولذلك وَصَفَه اللهُ تَعَالى بالأَمْرَين فقال في مَوْضع : " إِنْ تَرَك خَيْراً " . وقال في مَوضِع آخر : " أَيَحْسَبُون أَن مانُمِدُّهُم بِهِ مِنْ مَالٍ وبَنَيِنَ . نُسَارِعُ لَهُم فِي الخَيْرَات " . فقوله : " إِنْ تَرَكَ خَيْراً " . أَي مَالاً . وقال بعضُ العُلَمَاءِ : إِنَّمَا سُمِّيَ المالُ هنا خَيْراً تَنْبِيهاً على مَعْنًى لَطِيفٍ وهو أَنَّ المَالَ يَحْسُن الوَصِيّة به ما كانَ مَجْموعاً من وجهٍ مَحْمُود وعَلَى ذلك قَوْلهُ تَعَالى : " ومَا تَفعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْه اللهُ " . وقَوْلُه تَعَالى : " فكاتِبُوهُم إِنْ عَلِمتُم فِيِهِم خَيْراً " . قيل : عَنَى مَالاً مِن جِهَتِهم قيل : إِن عَلِمْتم أَنَّلا عِتْقَهم يَعُود عَلَيْكم وَعَلْيهم بَنْع . وقولُه تعالى " لا يَسْأَمُ الإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الخَيْر " . أَي لا يَفْتُر من طَلَب المَالِ وما يُصْلِحُ دُنْيَاه . وقال بَعْضُ العُلَمَاءِ : لا يُقَال لِلْمَال خَيْرٌ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً ومِنْ مَكَان طَيِّب . كما رُوِىَ أَنَّ عَلِياًّ رَضِيَ اللهُ عنه دخلَ على مَوْلًى له فقال : ألاَ أُوصِي يا أَمِير المُؤْميننَ قال لا لأَنَّ اللهُ تَعَالى قال " إِنْ تَرَكَ خَيْراً " . وليس لكَ مَالٌ كَثِيرٌ . وَعَلَى هذا أَيْضاً قَوْلُه : " وإِنَّه لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَديدٌ " . قَوْله تَعَالَى : " إِني أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي " أَي آثَرْت والعَرَب تُسَمِّي الخَيْلَ الخَيْرَ لِمَا فِيهمَا من الخَيْر . الخَيْر : الرَّجلُ الكَثِيرُ الخَيْرِ كالخَيِّرِ ككَيِّس يًقَال : رَجلٌ خَيْرٌ وخَسِّرٌ ومُخَفَّفٌ ومُشَدَّدٌ وهِي بِهَاءٍ امرأَةٌ خَيْرَةٌ وخَيِّرةٌ ج أَخْيَارٌ وخِيَارٌ الأَخِير بالكَسْر كضَيْف وأَضْيَافٍ . وقال : " فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ " قال الزِّجَّاج : المَعْنَى أَنَّهُن خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق قال وقُرِئَ بالتَّشْدِيد قيل : المُخَفَّفَةُ في الجَمَالِ والمِيسم والمُشَدَّدَةُ في الدِّين والصَّلاح كما قَالَهُ الزَّجَّاجُ وهو قَوْلُ اللَّيْث ونَصُّه : رَجُلٌ خَيِّر وامرأةٌ خَيَّرةٌ : فاضِلَة في صَلاحِها . وامرأَةٌ خَيْرَةٌ في جَمَالها ومِيسَمِها . فَفَرَّق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتَجَّ بالآية . قال أَبُو مَنْصُور . ولا فَرْقَ بين الخَيِّرَة والخَيْرَةِ عند أَهْل اللُّغَة . وقال : يُقالُ : هي خَيْرَةُ النِّسَاءِ وشَرَّةُ النِّسَاءِ واسْتَشْهَد بما أَنْشَدَه أَبُو عُبَيْدَةَ : رلَبَلاَت هِنْدٍ خَيْرَة الرَّبَلاتِ . وقال خَالدُ بنُ جَنْبَةَ : الخَيْرَة من النَّسَاءِ : الكَرِيمةُ النَّسَبِ الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ الحَسَنَىةُ الوَجْهِ الَسَنَةُ الخُلُق الكَثِيرَةُ المَالِ التي إِذا وَلَدَت أَنْجَبَت . ومَنْصُورُ بْنُ خَيْرٍ المَالَقِيُّ : أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورين . الحافظ أَبو بكْر مُحمَّد بنُ خَيْرٍ الإِشْبِيِلِيُّ مع ابنِ بَشْكُوَال في الزّمان . يقال فيه الأَمَوِيُّ أَيضاً بفَتْح الهَمْزَة مَنْسُوبٌ إِلى أَمَة جَبَل بالمَغْرِب وهو خَال أَبِي القَاسِم السُّهيْليّ . وسَعْدُ الخَيْر الأَنْصَارِيّ وبِنْتُه فاطِمَةُ حَدَّثَت عن فاطِمَةَ الجُوزْدَانِيّة . وسَعْدُ الخَيْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْميّ مُحَدِّثُون . الخِير بالكَسْر : الكَرَمُ . الخِيرُ : الشَّرفُ عن ابْن الأَعْرَابِيّ الخِيرُ : الأَصْلُ عن اللِّحْيَانيّ . يقال : هو كَرِيمُ . الخِيرِ وهو الخُيمُ وهو الطَّبِيعَة والخِيرُ : الهَيْئَةُ عَنْه أَيضاً . وإِبْرَاهِيمُ الخَيِّر ككَيِّس مُحَدِّثٌ وهو إِبْرَاهِيمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالمٍ البَغْدَادِيّ والخَيِّرُ لَقَبُ أَبِيه . وخَارَ الرَّجُلُ يَخِيرُ خَيْراً : صَارَ ذَا خَيْرٍ . وخَارَ الرَّجُلَ علىغَيْرَه . وفي الأَمَّهَات اللُّغَوِيَّة : على صاحِبِه خَيْراً خِيرَةً بكَسر فَسُكُون وخِيَراَ بِكَسْر فَفَتْح وخِيَرَةً بزيادة الهاءِ : فَضَّلَه على غَيْره كما في بَعْض النُّسَخ كخَيَّره تَخْيِيراً . خَارَ الشْيءَ : انْتَقاهُ واصْطَفَاهُ قال أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ . رَه . وفي الأَمَّهَات اللُّغَوِيَّة : على صاحِبِه خَيْراً خِيرَةً بكَسر فَسُكُون وخِيَراَ بِكَسْر فَفَتْح وخِيَرَةً بزيادة الهاءِ : فَضَّلَه على غَيْره كما في بَعْض النُّسَخ كخَيَّره تَخْيِيراً . خَارَ الشْيءَ : انْتَقاهُ واصْطَفَاهُ قال أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ
إِنَّ الكِرَامَ عَلَى مَا كَانَ من خُلُقٍ ... رَهْطُ امْرئٍ خارَه للِدِّينِ مُخْتَارُ . وقال : خَارَه مُخْتَارٌ لأَنَّ خارَ في قُوَّة : اخْتَار كتَخَيِّره واخْتَارَه . وفي الحَدِيثِ " تَخَيَّروا لنُطَفِكُم " أَي اطْلُبوا ما هُو خَيْرُ المَنَاكِح وأَزْكَاها وأَبعَدُ من الفُحْش والفُجُور
قال الفَرَزْدَق :
" ومِنَّا الَّذِي اخْتِيرَ الرِّجَالَ سَمَاحَةًوجُوداً إِذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعازِعُ . أرادَ مِن الرِّجال لأَنَّ اختارَ مما يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ . تقول : اخْتَرْتُه الرِّجَالَ واخْتَرْتُه منهم . وفي الكتاب العزيز : " واخْتَارَ مُوسَى قَومَه سَبْعِين رَجُلاً " . أَي مِنْ قَوْمِه . وإِنَّمَا استُجِيزَ وقُوعُ الفِعْل عَلَيْهِم إِذَا طُرِحَت مِنْ من الأَخْتيَار لأَنَّه مأْخُوذٌ من قولك : هؤلاءِ خَيرُ القَوم وخَيْرٌ مِن القَوم فلمَّا جازَت الإِضافة مَكَانَ مِنْ ولم يَتَغَيَّر المَعْنَى استَجازوا أَن يَقُولُوا : اختَرْتُكُم رَجُلاً واخْتَرْت مِنْكم رَجُلاً . وأَنْشَد :
" تَحْت الَّتِي اخْتَارَ له اللهُ الشَّجَرْ . يُرِيدُ اخْتَارَ الله له مِنَ الشَّجَرْ . وقال أَبُو العَباس : إِنَّمَا جَازَ هذا لأَنَّ الاخْتِيَارَ يَدُلُّ عَلى التَّبْعيض ولِذلِك حُذِفَت مِن . اخْتَرْتُه عَلَيْهم عُدِّيَ بعَلَى لأَنَّه في مَعْنَى فَضَّلْتُه . وقال قَيْس ابن ذَرِيحٍ :
" لعَمْلارِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيبعُهمِنَ النَّاسِ ما اخْتِيَرت عَلَيْه المَضَاجعُمعناه : ما اخْتيِرت على مَضْجَعه المضاجِعُ وقيل : ما خْتِيرَت دُونَه . والاسْم من قَوْلِكَ : اخْتَارَه اللهُ تَعالى الخِيرَةُ بالكَسْر والخِيَرَةُ كعِنَبَة والأَخِيرَة أَعْرَف . وفي الحَدِيث " مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم خِيرَتُه من خَلْقِه " وخِيَرَتُه ويقال : هذا وهذه وهؤُلاءِ خِيرَتِي وهو ما يَخْتَاره عليْه . وقال اللَّيْثُ : الخِيرَةُ . خَفِيفَةً مَصْدَرُ اختار خِيرَةً مِثْل ارْتَابَ رِيبَةً . قال : وكُلُّ مَصْدَرٍ يَكُون لأَفْعَل فاسْمُ مَصْدرِه فَعَالٌ مِثْل أَفاق يُفِيق فَوَاقاً وأَصابَ يُصِيبُ صَواباً وأَجَاب جَواباً أَقَامَ الاسْمَ مُقَامَ المَصْدر . قال أَبُو مَنْصُور : وقَرَأَ القُرَّاءُ " أَنْ يَكُونَ لَهُم الخِيَرَةُ بفَتْحِ اليَاءِ ومثُله سَبْيٌ طِيَبَةٌ . وقال الزَّجَّاج : " مَا كَان لَهُم الخِيَرَةُ " . أَي لَيْسَ لَهُم أَنْ يَخْتَاروا على اللهِ . ومِثْلُه قَوْل الفَراءِ . يقال : الخِيرَةُ والخِبيَرَةُ كُلُّ ذلِك لِمَا يَخْتَاره من رَجُلٍ أَو بَهِيمَة . وخَارَ اللهُ لَكَ في الأَمْرِ : جَعَلَ لَكَ ما فيهِ الخَيْر . وفي بَعْضِ الأُصول : الخَيِرَةُ والخِيرَةُ بسكون الياءِ الاسْم مِنْ ذَلِك . وه أَخْيَرُ مِنْك كخَيْر عن شَمِرٍ . وإِذَا أَردْتَ مَعْنَى التَّفْضِيل قلت : فُلانٌ خَيْرَةُ النَّاسِ بالهَاءِ وفلانَةُ خَيْرُهم بِتَرْكِهَا كذا في سائِر أُصُولِ القَامُوس ولا أَدْرِي كَيْف ذلك . والَّذِي في الصّحاح خِلافُ ذِلك ونَصُّه : فإِنْ أَرَدْت مَعْنَى التَّفْضِيل قُلْت : فُلانَةُ خَيْرُ النَّاسِ . ولم تَقُل خَيْرَة . وفُلانٌ خَيْرُ النَّاسِ ولم تَقُل أَخْيَرُ لا يُثَنِّي ولا يُجْمَع لأَنه في معْنَى أَفْعَل وهكذا أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيّ مُفَصَّلاً في مَواضِعَ من الكشَّاف وهو من المُصَنِّف عَجِيبٌ . وقد نَبَّه على ذلك شَيْخُنَا في شَرْحه وأَعْجَبُ منه أَنَّ المُصَنِّف نَقَل عِبَارَةَ الجَوْهَرِيّ بنصَّهَا في بَصَائر ذَوِي التَّمْيِيز وذَهَب إِلى ما ذَهَبَ إِليه الأَئِمَّةُ فليُتَفَطَّن لِذلِك . أَو فُلانَةُ الخَيْرَةُ من المَرأَتَيْن كذا في المُحْكَم وهي الخَيْرَة بفَتْح فَسْكُون . والخَيْرَةُ : الفاضِلَة من كُلِّ شَيْءٍ جَمْعُها الخَيْرَات . وقال الأَخْفَش إِنّه لَمَّا وُصِفَ به وقِيل فُلانٌ خَيْرٌ أَشْبَه الصِّفَات فأَدْخَلُوا فِيه الهَاءَ للمُؤَنَّث ولم يُرِيدُوا به أَفْعَل . وأَنْشَد أَبُو عُبَيْدَة لِرَجُل من بَنِي عَدِيِّ تَيْمِ تَمِيمٍ جَاهلّي :
ولقد طَعَنْتُ مَجامٍِعَ الرَّبَلاتِ ... رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكَاتِوالخَيرَةُ . بكَسْر فسُكُون والخَيِرَي كضِيزَى والخُورَى كطُوبِي ورَجُلٌ خَيْرَي وخُورَي وخِيرَى كحَيْري وطُوبَى وضِيزَى ولو وَزَنَ الأَوَّل بِسَكْرَى كان أَحْسَن : كَثِيرُ الخَيْرِ كالخَيْرِ والخَيِّر . وخَايَرَهُ في الخَطِّ مُخَايَرَةً : غَلَبَه . وتَخَايَرَا في الخَطِّ وغَيْرِه إِلى حَكَمٍ فَخَارَه كَانَ خَيْراً مِنْه كفَاخَرَه ففَخَرَه ونَاجَبَه فنَجَبَه . والخِيَارُ بالكَسْ : القِثاءُ كما قاله الجَوْهَرِيّ وليس بعربِيّ أَصِيل كما قَاله الفَنارِيّ وصَرَّح به الجوْهَرِيّ وقيل : شِبْهُ القِثَّاءِ وه الأَشْبَهُ كما صَرَّحَ به غَيْرُ واحِدِ . الخِيَارُ : الاسْمُ مِنَ الاخْتِيَار وهو طَلَبُ خَيْرِ الأَمْرَيْنِ إِمَّا إِمْضَاءُ البَيْع أَو فَسْخه . وفي الحَدِيث : " البَيِّعَانِ بالخِيَارِ مالَمْ يَتَفَرَّقَا " . وهو على ثَلاَثَةِ أَضْرُبٍ : خِيَارُ المَجْلِس وخِيَارُ الشَّرْطِ وخِيَارُ النَّقٍيصَة وتَفصيله في كُتُب الفِقْه . قَوْلُهُم : لَكَ خِيرَةُ هذِه الغَنَمِ وخِيَارُهَا . الواحِد والجَمْع في ذلِك سَواءٌ وقيل : الخِيارُ : نُضَارُ المَالِ وكذا مِنَ النَّاسِ وغَيْر ذلك . وأَنْتَ بالخِيَار وبالْمُخْيَارِ هكذا هو بضمّ الميم وسكون الخاءِ وفَتْح التَّحْتِيَّة والصَّواب : وبالمُخْتَار أَي اخْتَرْ ما شِئْتَ . وخِيَارٌ : رَاوِي إِبراهيمَ الفَقِيهِ النَّخَعيّ قال : الذَّهَبِيّ : هو مَجْهُولٌ . خِيارُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو زِياد تَابِعِيٌّ عِدَادُه في أَهْلِ الشّامِ يَرْوِي عن عائِشَةَ وعنه خَالِد بن مَعْدَانَ . قال أَبو النَّجْم :
" قد أَصْبَحَت أُمُّ الخِيَارِ تَدَّعِي
" عَلَيَّ ذَنْباً كُلَّه لَمْ أَصْنَعِ اسمُ امرأَة مَعْرُوفَة . وعُبَيْدُ الله بنُ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ ابن عَدِيّ بنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَاف المدَنِيّ الفَقِيه م أَي مَعْرُوف عُدَّ من الصَّحابة وعَدَّه العِجْلُّي وغَيْرُه من ثِقَاتِ التَّابِعِين . وخِيَارُ شَنْبَرَ : شَجَرٌ م أَي مَعْرُوف وهو ضَرْبٌ من الخَرُّوب شَجَرُه مِثْلُ كِبار شجر الخَوْخِ والجُزْءُ الأَخير منه مُعَرَّب كَثِيرٌ باللإِسْكَنْدَرِيَّة ومِصْر وله زَهْرٌ عَجِيب . وخَيْرَبَوَاَّ : حَبٌّ صغارٌ كالقَاقُلَّةِ طَيِّبُ الرِّيحِ : وخَيْرَانُ : ة بالقُدْس . منها أَحمدُ ابْنُ عَبْدِ البَاقِي الرََّبَعِيّ . وأَبُو نَصْر بْنُ طَوْق هكذا في سَائِر أُصُول القَامُوس والصَّواب أَنَّهُمَا واحِدٌ فَفِي تارِيخ الخَطِيب البَغْدَادِيّ : أَبُو نَصْر أَحمدُ بنُ عَبْد الباقِي بْنِ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الله بنِ طَوْقٍ الرَّبَعِيّ الخَيْرَانيّ المَوْصَلِيّ قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة 440 وحَدَّثَ عن نَصْر بنِ أَحمَد المَرْجيّ المَوْصليّ فالصَّوابُ أَنَّ الواوَ زائِدة فتأَمَّل . خَيْرَانُ حِصْنٌ باليَمَن . خَيْرانُ هكذا ذكَرَه ابنُ الجَوَّانِ النَّسَّابة وَدُ نَوْفِ بْنِ هَمْدَان وقال شَيْخ الشَّرَف النَّسَّابة : هو خَيْوان بالوَاوِ فصُحِّف . وخِيَارَةُ : ة بطَبَرِيَّةَ بِهَا قَبْرُ شُعَيْب بن مُتَيَّم النبيّ عَلَيْه السَّلامُ . وخِيَرَةُ كعِنَبَة : ةبصَنْعَاءِ اليَمَن على مرحَلة منها نقله الصَّغانِيّ خخِيَرَة : ع مِن أَعمَال الجَنَد باليَمَن . خِيَرَة والِدُ إِبراهِيم الإِشْبِيليّ الشَّاعِرِ الأَدِيب . خِيَرَةُ : جَدُّ عَبْدِ الله بْنِ لُبٍّ الشَّاطِبِيّ المُقْرِيءِ من شُيوخِ أَبي مُحَمَّد الدّلاصِيّ . وفاتَه : مُحَمَّد بنُ عَبْد الله بن خِيَرَة أَبُو الوَليد القُرْطُبيّ عن أَبِي بَحْر بنِ العَاصِ وعنه عُمَر المَيَانْشِيّ ويقال فيه أَيضاً خِيَارَة . والخَيَّرَة ككَيِّسَة اسم المَدِينةَ المُنَوَّرة على ساكِنها أَفْضَل الصَّلاة والسّلام وهي الفاضِلة سُمِّيَت لفَضْلها على سائِر المُدنُ . وخِيرٌ كمِيلٍ : قَصَبَةٌ بِفَارِسَخِيرَةُ بهاءِ : جدُّ مُحَمَّد ابْنِ عَبْدِ الرَّحمن الطَّبَرِيّ المُحَدِّث عن مُقاتِل بن حَيّان حَدَّثَ ببَغْدَادَ في المائِة الرَّابعة . وخيرِينُ بالكَسر : ة من عَمَل المَوْصِل . قُلْتُ : والأَشْبَه أَن يكون نِسْبَةُ أَبِي نَصْرِ بنِ طَوْقٍ إِلَيْهَا وأَنَّه يُقال فيها خيرِين وخَيْرَات بالوَجْهَين . وخَيْرَةُ الأَصفَرِ وخَيْرَةُ المَدمْدَرَةِ : مِنْ جِبَال مكَكَّةَ المُشَرَّفِة حَرَسَها اللهُ تَعَالَى سائر بلادِ المسلمين ما أَقْبَل مِنْهما عَلَى مَرّ الظَّهرانِ حِلٌّ . قال شَمِرٌ : قال أَعرابِيُّ لخَلَفٍ الأَحْمَر : ما خَيْرَ اللَّبَنَ للْرِيض أَي بنَصْبِ الراءِ والنّون وذلِك بمَحْضَر من أَبي زَيْد قال له خَلَف : ما أَحْسَنَهَا مِنْ كَلِمَة لو لم تُدَنِّسْهَا بإِسماعها النَّاسَ قال : وكانَ ضَنيناً . فَرَجَعَ أَبُو زيد إِلى أَصْحابِه فقال : لَهُم : إِذا أَقبل خَلَف الأَحْمَر فقُولُوا بأَجْمَعِكم : ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمَرِيض ؟ ففَعَلُوا ذلِك عند إِقْبَاله فعَلِم أَنَّه من فِعْل أَبِي زَيْد . وهو تَعَجَّبٌ . واستَخارَ : طَلَبَ الخَيِرَةَ وهو اسِتفْعَال نمِنْه يقال : استَخِر اللهَ يَخِرء لَكَ والله يَخِيرُ للعْد إِذا استَخَاره . وخَيَّرَه بَيْن الشَّيْئَيْنِ : فَوَّضَ إِليْهِ الخِيَارَ ومنه حَدِيثق عامِر ابنِ الطُّفَيْل " أَنه خَيَّر في ثَلاث " . أَي جَعَل له أَنْ يَخْتَار مِنْهَا واحِداً وهو بفَتْح الخَاءِ . وفي حَدِيث بَرِيرَةَ " أَنَّها خُيِّرَت في زَوْجِها " بالضَّمّ . وإِنَّك مَا وخَيْراً أَي إِنك مَعَ خَيْرٍ أَي سَتُصِيبُ خَيْراً وهو مَثَلٌ . وبَنُو الخِيارِ بْنِ مَالِك : قَبِيلَةٌ هو الخِيارُ بنُ مَالِك بْنِ زَيْد بنِ كَهْلاَن من هَمْدانَ وحُسَيْنُ بْنُ أَبي بَكْرٍ الخِيارِيٌّ إِلى بَيْع الخِيار مُحَدِّثٌ سَمِع من سَعِيد بنِ البَنَّاءِ وتأَخَّر إِلى سنة 617 وعنه ابنُ الرّباب وآخَرون . قال ابنُ نُقْطَة : صَحِيحُ السَّمَاعِ وابنُه عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن سَمِعَ من ابْن يُونُسَ وغَيْرَه . وأَبُو الخِيَار يثسَيْر أَو أُسَيْر بْنُ عَمْرٍو الكِنْدِيّ والأَخِيرُ قَوْلُ أَهْل الكُوفَة . وقال يَحْيَى بن مَعِين : أَبو الخِيَار الَّذِي يَرْوِي عن ابنِ مَسْعُود اسْمُه يُسَيْر بْنُ عَمْرٍو وأَدْرَك النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم وعاشَ إِلى زَمَن الحَجَّاج . قال ابنُ المَدينِيّ : وأَهْلُ البَصْرَة يُسَمُّونه أُسَيْر بن جابرٍ رَوَى عنه زُرَارةُ بنُ أَوْفَى وابنُ سِيرينَ وجماعَة والظاهِرُ أَنّه يثسَيْرُ بنُ عَمْرو ابن جابِر قاله الذَهَبِيّ وابنُ فَهْد . قلْت : وسيأَتِي للمُصَنِّف في يسروخَيْرٌ أَو عَبْدُ خَيْرٍ الحِمْيَرِيُّ كان اسمُه عَبْد شَرّ فغَيَّره النّبي صلَّى الله عَلَيْه وسلم فيمَا قِيل كذا في تاريخ حِمْص لعَبْد الصَّمَد بنِ سَعِيد . وقرأْتُ في تَارِيخ حَلَب لابْنِ العَدِيم ما نَصُّه : وهو من بنِي طَيِّء ومن وَلَده عامِرُ بنُ هَاشِم بنِ مَسْعُود بنِ عَبْدِ الله بن عَبْدِ خَيْر حَدَّث عن مُحَمَّد بن عُثْمَان بنِ ذي ظَلِيم عن أَبيه عن جَدِّه قِصَّةَ إِسْلام جَدِّه عَبْدِ خَيْر فراجِعْه . خَيْرُ بْنُ عَبْد يَزِيدَ الهَمْدَانِيُّ هكذا في النُّسَخ والصَّواب عَبْدُ خَيْر بنُ يَزيدَ أَدرك الجاهِلِيَّة وأَسْلَم في حَياة النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلم ورَوَى عن عَلِيّ وعنه الشَّعْبِيّ : صحابِيّون . وأَبُو خِيْرَةَ بالكَسْر وفي التَّبْصِير بالفَتْح . قال الخَطِيب : لا أَعلم أَحداً سَمَّاه . الصُّنَابِحِيّ إِلى صُنَابِح قَبِيلَة من مُراد . هكذا في سائِر أُصٌولِ القَامُوسِ . قال شيخُنَا : والظَّاهِر أَنَّه وَهَمٌ أَو تَصْحِيف ولذا قال جَمَاعَة من شُيُوخِنا : الصذواب أَنه الصُّبَاحي إِلى صُباح بن لُكَيْز من عَبْدِ القَيْس قَالوا : قَدِمَ على رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم في وَفْدِ عَبْدِ القَيْس كما رواه الطَّبَرانِي وغَيْرُه . قال ابن مَكُولاَ : ولا أَعْلَم مَن رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القبيلة غَيْرَه . قُلتُ : ورأَيتُه هكذا في مُعْجَم الأَوسط للطَّبرانيّ ومِثْله في التَّجْرِيد للذَّهَبيّ ولا شَكَّ أَنَّ المُصَنِّف قد صَحَّف . وزَادُوا أَبا خَيِرة : والدَ يَزِيد له وِفَادةٌ . استدْرَكه الأَشِيرِيّ على ابن عَبْدِ البرَ . وخَيْرَةُ بِنْتُ أَبي حَدْرَدٍ بفتح الخَاءِ من الصَّحَابَة وهي أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عنهاوأَبُو خَيْرَةَ عُبَيْدُ الله حدَّثَ وهو شَيْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عبْد الوَارث . وأَبُو خَيْرَةَ عُبَيْدُ الله حَدَّثَ وهو شَيْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عَبْد الوَارِث . وأَبُو خَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ حَذْلَمٍ عَبَّادٌ كذا في النُّسخ والصَّواب مُحِبّ بنُ حَذْلَم كذا هو بخَطِّ الذَّهَبِيّ . قال : رَوَى عن مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ وكان من صُلَحاءِ مِصْرَ . ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَام بْنِ أَبي خَيْرَة السَّدُوسي البَصْرِيّ نَزِيلُ مِصْرَ مُحَدِّثٌ مُصَنِّفٌ . رَوَى له أَبُو دَاوُود والنَّسَائِيُّ مات سنة 151 . لكن ضَبَطَ الحافِظُ جَدَّه في التَّقْرِيب كعِنَبَة . وخَيْرَةُ بِنْتُ خُفَافٍ وخَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرِّحمن : رَوَتَا أَما بنْت خُفَاف فَرَوَى عَنْهَا الزُّبير بن خِّيتٍ . وأَما بِنْت عَبْدِ الرَّحمن فقالت : بَكَت الجِنّ على الحُسَيْن . وأَحْمدُ بنُ خَيْرُون المِصْرِيّ كذا في النُّسخ والذي عند الذَّهبيّ خَيْرُون بن أَحْمَد بن خَيْرون المِصْريّ وهو الذي يَرْوِي عن ابنِ عَبد الحَكَم ومُحَمَّد بْنُ خَيْرُونَ القَيْرَوَانيُّ أَبو جَعْفَر مات بعد الثلاثِمَائة . ومُحَمَّدُ المَعَافِريّ قَرَأَ عَلَى أَبِي بَكْر بنِ سَيف . والحَافِظُ المُكثِر أَبُو الفَضْل أَحمدُ بنُ الحَسَن بنِ خَيْرُونَ ابن إِبراهيم المُعَدّل البَاقِلاَّنيّ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ ولإِمَامُها سَمِعَ أَبا عليّ بن شاذَانَ وأَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِي وغَيْرَهما وعنه الحافِظُ أَبُو الفَضْل السّلاميّ وخَلْقٌ كَثِير وهو أَحَدُ شُيوخ القَاضِي أَبِي عَلِي الصَّدفِي شَيْخ القَاضِي عِياض تُوفِّيَ ببَغْدَادَ سنة 488 وأَخُوه عَبْدُ المَلِك ابنُ الحَسَن سَمِعَ البَرْقَانِيّ . أَبُو السُّعُود مُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونَ بنِ عَبْد الملك بنِ الحَسَن بن خَيْرُونَ رَوَى عنه ابْنُ سُكَيْنة سَمِع إِسماعيلَ ابْنَ مَسْعَدَةَ وأَبُوه له روَايَةٌ ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ : مُحَدِّثُون . قال شيخُنَا : واختَلَفُوا في خَيْرُون هل يُصْرف كما هو الظَّاهِر أَو يُمْنَع كما يَقَع في لِسَان المُحَدِّثين لشَبَهه بالفِعْل كما قاله المزّيّ أَو لإلحاق الواوِ والنُّون بالأَلف والنون . وأَبو مَنْصُور مُحَمَّد بنُ عَبْد المَلِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُون الخَيْرُونِيُّ الدّبّاس البَغْدَادِيّ من دَرْب نُصَيْر شيْخٌ لابْنِ عَسَاكِرَ سَمعَ عَمَّه أَبا الفَضْل أَحمَدَ بنَ الحَسَن بْنِ خَيْرُون والحافِظَ أَبَا بَكْر الخَطِيبَ وأَبَا الغَنَائِم بنَ المأْمون وعَنْه ابنُ السّمْعَانِيّ . وفاتَه عَبْدُ الله بنُ عَبْد الرَّحمن بن خَيْرُون القُضاعِيّ الأَبدي سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ البَرّ . ومما يُسْتَدْرَك عليه : يقال : هم خَيَرَةٌ بَرَرَةٌ بفَتْح الخَاءِ والياءِ عن الفَرَّاءِ . وقَوْلُهم : خِرْتَ يا رَجُلُ فأَنْت خَائِر قال الشاعر :
فما كِنانَةُ في خَيْر بخَائِرَةٍ ... ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بأَشْرارِ . ويُقال : هُو من خِيَارِ النَّاسِ . وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه والأَخِيرة نَادِرَةُ . ويقال : ما أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشَرَّه . وقال ابن بُزُرْج : قالوا : هم الأَخْيَرُون والأَشَرُّون من الخَيَارَة والشَّرَارَةِ . وهو أَخْيَرُ مِنْك وأَشَرُّ منك في الخَيَارَة والشَّرارِةَ بإِثْبَاتِ الأَلف . وقَالُوا في الخَيْر والشَّرّ : وهو خَيْرٌ مِنْك وشَرٌّ مِنْك وشُرَيْر مِنْك وخُيَيْر مِنْك وهو خُيَيْرُ أَهْلِه وشُرَيْرُ أَهْلِه . وقالُوا : لَعَمْرُ أَبِيك الخَيْرِ أَي الأَفْضَل أَو ذِي الخَيْر . ورَوَى ابْنُ الأَعْرَابِيّ : لَعَمْرُ أَبِيك الخَيْرُ برفْع الخَيْر عَلَى الصَّفَة للعَمْرِ . قال والوجْه الجَرّ وكذلك جَاءَ في الشَّرّ . وعَن الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ في مَثَل للقَادِم مِنْ سَفَرٍ " خَيْرَ ما رُدَّ في أَهْل ومَال " أَي جَعَلَ الله ما جِئْت خَيرَ ما رَجَعَ به الغائِبُ . قال أَبو عُبَيْد : ومن دُعَائِهِم في النِّكَاح : على يَدَيِ الخَيْرِ واليُمْنِوفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ " أَنَّ أَخاه أَنَيساً نافَرَ رَجُلاً عن صِرْمَة لَه وعن مِثْلها فخُيِّر أُنَيْسٌ فأَخَذَ الصِّرْمَة " . مَعْنَى خُيِّر أَي نُفِّر . قال ابنُ الأَثِير : أَي فُضِّل وغُلِّبَ . يقال : نَافَرْتُه فَنَفَرْنتُه أَي غَلَبْتُه . وتَصغير مُختار مُخَيِّر حُذِفت منه التاءُ لأَنَّها زَائِدَة فأَبْدلت من الياءِ لأَنَّهَا أُبدِلَت منَها في حال التَّكْبِير . وفي الحَدِيث " خَيَّرَ بينَ دُورِ الأَنْصَار " أَي فَضَّلَ بَعْضَهَا على بَعْض . ولك خِيرَةُ هذه الإِبلِ وخِيَارُهَا الواحِدُ والجَمْع في ذِلك سواءٌ . وجَمَلٌ خِيَارٌ ونَاقَةٌ خِيَارٌ : كريمةٌ فارِهَة . وفي الحديث " أَعطوه جَمَلا رَبَاعِياً خِياراً " . أَي مُخْتَاراً . وناقَة خِيَارٌ : مُخْتَارة . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبِله . وفي حديث الاستخارة " اللّهُمَّ خِرْ لِي " . أَي اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن . وفُلانٌ خِيرِيَّ من النَّاس بالكَسْ وتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة أَي صِفِيِّي . واستخارَ المَنزِلَ : استَنْظَفَه . وهذا محلّ ذِكْرِه . واستَخارَه : استَعْطَفَه هذا مَحَلُّ ذِكْره . وتَخَايَرُوا : تَحَاكَمُوا في أَيِّهم أَخْيَرُ . والأَخَايِرُ : جَمْع الجَمْع وكذا الخِيرَانُ وفُلانٌ مَخْيَرَةٍ بفتح التحتيّة أَي فَضْل وشضرَف . وخَيْرَةُ : أُمّ الحَسَن البَصْرِيّ . وفي المثَل " إِنّ في الشَّرِّ خِيَاراً " . أَي ما يُختار . وأَبو على الحُسَيْن بنُ صالح بن خَيرانَ البَغْدادِيّ : وَرِعٌ زاهِدٌ . وأَبو نَصْر عَبْدُ المَلكِ بنُ الحُسَيْن بن خَيرانَ الدّلاَل سمعّ أَبا بَكر بن الإِسكاف وتوفِّي سنة 472
والخِيرِيّ : نَبَاتٌ وهو مُعَرَّب . والخِيَارِيَّة : قرية بمصر وقد دخلتها . ومنها الوَجِيهُ عبدُ الرّحمن ابن عَلِيّ بن مُوسَى بن خَضِرٍ الخِيَارِيّ الشافِعِيُّ نَزِيلُ المدِينَة . ومُنْيَةُ خَيْرونَ : قريةٌ بمصر بالبَحْر الصَّغِير . وخَيْر آباد : مدينة كَبِيرَة بالهند . منها شيخنا الِإمَام المُحَدِّث المُعَمَّر صَنْعَةُ اللهِ بن الهدادِ الحَنَفيّ روى عن الشَّيْخ عبدِ الله بن سالِمٍ البَصْرِيّ وغيره . والخِيرَة بالكسر : الحَالَةُ التي تَحُصل للمُستَخِير . وقوله تعالى : " ولقد اختَرْنَاهُم على عِلْم " يَصِحّ أَن يكون إِشَارَةً إلى إيجاده تعالى خيراً وأن يكون إشَارَةً إلى تقديمهم علَى غيرهم والمُخْتَار قد يُقَال للفَاعِل والمَفْعُول . وخِطّة بني خَيرٍ بالبَصْرة معروفة إلى فَخِذ من اليَمن . وبنو خيرانَ بن عمرِو بن قَيْس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شَمْس : قَبيلة باليَمن كذا قاله ابن الجوّانيّ النّسَابة ومنهم من يقول : هو حَيران بالحَاءِ المهملة والموحّدة
فصل الدال المهملة مع الراء
الأُخُرُ بضمَّتَيْن : ضِدُّ القُدُمِ . تقولُ : مَضَى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً . التَّأَخُّرُ : ضِدُّ التَّقَدُّمِ وقد تَأَخَّر عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً عن اللِّحْيَانِيِّ وهذا مُطَّردٌ وإنما ذَكَرناه لأن اطِّرادَ مثلِ هذا ممّا يجهلُه مَن لا دُرْبَةَ له بالعربيَّة
في حديثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : " أنَّ النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له : " أَخِّرْ عنِّي يا عُمَر "
يُقَال : أَخَّر تأْخيراً وتَأَخَّر وقَدَّم وتقَدَّم بمعنىً كقوله تعالى : " لا تُقَدِّمُوا بين يَدَي اللهِ ورَسُولِه " أي لا تَتَقدَّمُوا وقيل : معناه أَخِّرْ عنّي رأْيَكَ . واختُصِرَ إيجازاً وبلاغةً والتَّأْخِيرُ ضِدُّ التَّقدِيم
واستأْخَرَ كتَأَخَّر وفي التَّنْزِيل : " لا يَسْتَأْخِرُون ساعةً ولا يَسْتَقْدِمُون " وفيه أيضاً : " ولقد عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ منكُم ولقد عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرينَ " قال ثَعْلَبٌ : أي عَلِمْنَا مَن يَأْتِي منكم إلى المَسْجِد مُتَقِّدماً ومَن يَأْتِي مُسْتَأْخراً . وأَخَّرْتُه فتَأَخَّرَ واسْتَاْخَرَ كتَأَخَّرَ لازمٌ مُتعدٍّ قال شيخُنَا : وهي عبارةٌ قَلِقَةٌ جاريةٌ على غيرِ اصطلاحِ الصَّرفِ ولو قال : وأَخَّر تأْخِيراً اسْتَأْخَرَ كتَأَخَّر وأخَّرْتُه لازمٌ متعدٍّ لكان أعذَبَ في الذَّوْق وأَجْرَى على الصِّناعة كما لا يَخْفَى وفيه استعمالُ فَعَّلَ لازماً كقَدَّم بمعنَى تَقَدَّمَ وبَرَّزَ على أَقرانِه أي فاقَهم
وآخِرَةُ العَيْنِ ومُؤْخِرَتُها ما وَلِىَ اللِّحَاظَ كمُؤْخِرِهَا كمُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ وهو الذي يَلِي الصُّدْغَ ومُقْدِمُها الذي يَلِي الأنْفَ يقال : نَظَر إليه بمُؤْخِرِ عَيْنِه وبمُقْدِمِ عَيْنِه . ومُؤْخِرُ العَيْنِ ومُقْدِمُها جاءَ في العَين بالتَّخْفِيف خاصَّةً نَقَلَه الفَيُّومِيُّ عن الأزْهريِّ وقال أبو عُبَيْد : مُؤْخِرُ العَيْنِ الأجْوَدُ التَّخْفِيفُ . قلتُ : ويُفهم منه جَواز التَّثْقِيلَ على قِلَّة
الآخِرَةُ من الرَّحْلِ : خِلافُ قادِمَتِه وكذا مِن السَّرْجِ وهي التي يَستنِدُ إليها الرّاكبُ والجمْع الأواخِرُ وهذه أفصحُ اللُّغاتِ كما في المِصباحِ وقد جاءَ في الحديث : " إذا وَضَعَ أحدُكم بين يَدَيْهِ مِثْلَ آخِرَةِ الرَّحْلِ فلا يُبَالِي مَنْ مَرَّ ورَاءَه " . كآخِرِه من غير تاءٍ ومُؤَخَّرِه كمُعَظَّم ومُؤخَّرتِه بزيادة التّاءِ وتُكسَر خاؤُهما مخفَّفةً ومشدَّدةً . أما المُؤْخِرُ كمُؤْمنٍ فهي لغة قليلةٌ وقد جاءَ في بَعْضِ رواياتِ الحديث وقد مَنَعَ منها بعضُهُم والتَّشْدِيدُ مع الكَسْر أنْكَرَه ابنُ السِّكِّيت وجَعَلَه في المِصْباح من اللَّحْن
للنَّاقَة آخِرَانِ وقادِمَانِ فخَلِفَاها المُقَدَّمَان : قادِمَاها وخَلِفَاهَا . المُؤَخَّرَان : آخِرَاهَا . والآخِرَانِ مِنَ الأخْلافِ اللَّذَانِ يَليَانِ الفَخِذَيْن وفي التَّكْمِلَة : آخِرَا النّاقَةِ خِلْفاها المُؤَخَّرَانِ وقادِمَاها خِلْفاها المُقَدَّمانِ . والآخِرُ : خلافُ الأوَّلِ . في التَّهذيب قال اللهُ عزَّ وجلَّ : " هو الأوَّلُ والآخِرُ والظاهرُ والباطِنُ " ورَوِيَ عن النّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال وهو يُمَجِّد اللهَ : " أنتَ الأوَّلُ فليس قبلَكَ شَيْءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شَيْءٌ . وفي النهاية : الآخِرُ من أسماءِ اللهِ تعالَى هو الباقِي بعدَ فَناءِ خَلْقِه كلِّه ناطِقِه وصامِتِه . وهي أي الأُنْثَى الآخِرَة بهاءٍ قال اللِّيْث : نَقِيضُ المتقدِّمَة وحَكَى ثعلبٌ : هُنَّ الأوَّلاتُ دُخُولاً والآخِرَاتُ خُرُوجاً
ويقال : في الشَّتْم : أبْعَدَ اللهُ الآخِرَ كما حكَاه بعضُهُم بالمدِّ وكسرِ الخاءِ وهو الغائبُ كالأخِير والمشهورُ فيه الأخِرُ بوزْنِ الكَبِدِ كما سيأْتِي في المُسْتَدرَكَات
الآخَر بفَتْحِ الخاءِ : أحَدُ الشَّيْئين وهو اسمٌ على أَفْعَلَ إلا أن فيه معْنَى الصِّفَةِ لأنّ أفْعَلَ مِن كذا لا يكونُ إلا في الصِّفة كذا في الصّحاح . والآخَرُ بمعنى غَيْرٍ كقولكَ : رجلٌ آخَرُ وثَوْبٌ آخَرُ : وأصلُه أفْعَلُ من أخَّر أي تَأَخَّر فمعناه أشَدُّ تَأَخُّراً ثم صار بمعنَى المُغَايِرِوقال الأخْفَشُ : لو جعلتَ في الشِّعر آخِر مع جابِر لجازَ قال ابنُ جِنِّي : هذا هو الوجْهُ القويُّ لأنه لا يُحقِّقُ أحدٌ هَمزةَ آخِر ولو كان تَحقيقُها حَسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأن يُسمعَ فيها وغذا كان بدلاً البتَّةَ وَجبَ أنْ يُجْرى على ما أجْرَتْه عليه العربُ مَن مُراعاةِ لَفْظِه وتَنزيلُ هذه الهمزةِ مَنزِلةَ الألفِ الزائِدةِ التي لا حظَّ فيها للهَمْزِ نحو عالِمٍ وصابِرٍ ألا تراهم لمّا كَسَّرُوا قالوا : آخِرٌ وأوَاخِرُ كما قالوا : جابِرٌ وجَوابِرُ . وقد جَمَعَ امرؤُ القَيْسِ بين آخَرَ وقَيْصرَ بِوَهْمِ الألفِ هَمزةً فقال :
إذَا نَحنُ صِرْنَا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ... وَرَاءِ الحِسَاءِ مِن مَدافِعِ قَيْصَرَا
إذا قُلتُ هذا صاحبٌ قدْ رَضيتُه ... وقَرَّتْ به العَيْنَانِ بُدِّلْتُ آخَرَا . وتصغيرُ آخَرَ أُوَيْخِر جرتِ الألْفُ المخفَّفةُ عن الهمزِة مَجْرى ألفِ ضارِبٍ . وقوله تعالى : " فآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهما " فَسَّره ثعلبٌ فقال : فمُسْلِمَان يَقُومانِ مَقَامَ النَّصْرانِيَّيْنِ يَحْلِفَان أنَّهُمَا اخْتَانَا ثم يُرْتَجَعُ على النَّصْرَانِيَّيْن . وقال الفَرَّاءُ : معناه : أو آخرَانِ مِن غيرِ دِينِكم مِن النَّصارَى واليَهُود وهذا للسَّفَر والضَّرَورة لأنه لا تَجُوز شهادةُ كافِرٍ على مُسْلم في غيرِ هذا
" ج الآخَرُونَ " بالواو والنُّونِ وأُخَرُ وفي التنزيل العزيز : " فعِدَّةٌ مِن أيّامٍ أُخَرَ "
والأُنْثَى أُخْرَى وأُخْرَاةٌ قال شيخُنَا : الثّانِي في الأُنْثَى غيرُ مشهورٍ . قلتُ : نَقَلَه الصّاغَانيّ فقال : ومِن العَرَبِ مَن يقول : أُخْرَاتِكم بَدَلَ أُخْرَاكم وقد جاءَ في قولِ أبي العِيَالِ الهُذَلِيِّ :
إِذا سَنَنَ الكَتِيبَةِ صدَّ ... عَنْ أُخْرَاتِهَا العُصَبُ . وأنشد ابنُ الأعرابيّ :
ويَتَّقِي السَّيْفَ بأُخْراتِه ... مِنْ دُونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ . وقال الفَرّاءُ في قولِه تعالَى : " والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ " : مِن العربَ مَن يقولُ : في أُخْراتِكُم ولا يجوزُ في القراءَة . ج أُخْرَيَاتٌ وأُخَرُ قال اللَّيْثُ : يُقال : هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التَّذكيرِ والتَّأْنيثِ قال : وأُخَرُ : جماعةٌ أُخْرَى . قال الزَّجّاج في قوله تعالى : " وأُخَرُ مِنْ شَكْلِه أَزْوَاجٌ " . أُخَرُ لا ينصرفُ لأن وُحْدَانَها لا ينصرفُ وهو أُخْرَى وآخَرُ وكذلك كلُّ جَمْعٍ على فُعَل لا يَنصرفُ إذا كان وُحْدانُه لا ينصرفُ مثل كُبَرَ وصُغَرَ وإذَا كان فُعَلٌ جمعاً لفُعْلَةٍ فإنه ينصرفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفَرٍ وإذا كان فُعَل اسماً مصروفاً عن فاعل لم ينصرفْ في المَعْرفةِ ويَنصرفُ في النَّكِرة وإذا كان اسماً لطائرٍ أو غَيْرِه فإنه ينْصَرِف نحو سُبَدٍ ومُرَعٍ وما أشبَهها وقُرِئَ : " وآخَرُ مِنْ شَكْلِه أزْوَاجٌ " على الواحدِ
وفي اللِّسان : قال اللهُ تعالَى : " فعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ " وهو جمعُ أُخْرَى وأُخْرَى تأْنيثُ آخَر وهو غيرُ مصْرُوفٍ لأن أفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمعُ ولا يُؤَنَّثُ ما دام نَكِرةً تقولُ : مررتُ برجلٍ أفْضَلَ منكَ وبامرأَةٍ أفضلَ منكَ فإن أدخلْتَ عليه الألفَ واللامَ أو أضَفْتَه ثَنَّيْتَ وجَمعْتَ وأنَّثْتَ تقولُ : مَرَرتُ بالرَّجلِ الأفضلِ وبالرِّجالِ الأفْضَلِين وبالمرأَةِ الفُضْلَى وبالنِّساءِ الفُضَل ومررتُ بأَفْضَلِهِم وبأَفضَلِيهم وبفُضْلاهُنّ وبفُضَلِهِنَّ ولا يجوزُ أن تقول : مررتُ برجلٍ أفضلَ ولا برجالٍ أفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تَصِلَه بِمنْ أو تُدْخِلَ عليهم الألفَ واللامَ وهما يتَعاقَبانِ عليه وليس كذلك آخَرُ لأنَّه يُؤَنَّث ويُجْمَع بغير مِنْ وبغير الألفِ واللام وبغير الإضافَةِ تقول : مررت برجلٍ آخَرَ وبرجالٍ أُخَرَ وآخَرِينَ وبامرأَةٍ أُخْرَى وبنسوةٍ أُخَرَ فلمّا جاءَ مَعْدُولاً وهو صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْف وهو مع ذلك جَمْعٌ وإن سَمَّيْتَ به رجلاً صَرَفْتَه في النَّكِرة عند الأخْفشِ ولم تصرفْه عند سِيبَوَيْهِوالآخِرَةُ والأُخْرَى : دارُ البَقَاءِ صفةٌ غالبةٌ قاله الزَّمخشريّ . وجاءَ أَخَرةً وبأَخَرَةٍ محرَّكتَينِ وقد يُضَمّ أوَّلُهما وهذهِ عن اللِّحْيَانِيِّ بحَرْفٍ وبغير حَرْفٍ يقال : لَقِيتُه أَخيراً وجاء َأُخُراً بضَمَّتَين وأَخيراً وإِخِريّاً بكسْرتَيْن وإخْرِيّاً بكسرٍ فسكونٍ وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ بالمدّ فيهما أيْ آخِرَ كلِّ شيْءٍ . في الحديث : " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بأَخَرَةٍ إذا إرادَ أنْ يقومَ مِن المجلِس كذا وكذا " أي في آخِرِ جُلُوسِه قال ابنُ الأَثِير : ويجوزُ أن يكونَ في آخِرِ عُمرِه وهو بفَتح الهمزِة والخاءِ ومنه حديثُ : " لمّا كان بِأَخَرَةٍ " . وماعَرَفتُه إلا بأَخَرَةٍ أي أخيراً . وأتَيتُكَ آخِرَ مَرَّتَيْنِ وآخِرَةَ مَرَّتَيْنِ عن ابن الأعرابيِّ ولم يُفَسِّر آخِرَ مَرَّتَين ولا آخِرَةَ مَرَّتَيْن وقال ابنُ سِيدَه : وعندي : أي المَرَّةَ الثّانِيَةَ مِن المَرَّتَيْنِ . وشَقَّه أي الثَّوْبَ أُخُراً بضمَّتَيْن ومِن أُخُرٍ أي من خَلْفٍ وقال امرؤُ القَيْس يصفُ فَرَساً حِجْراً :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ... شُقَّتْ مآقِيهِمَا مِن أُخُرْ . يَعْنِي أنها مفتوحةٌ كأنّها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها
يقال : بِعْتُه سِلْعَةً بأَخِرَة بكَسْرِ الخاءِ أي بِنَظِرَةٍ ونَسِيئةٍ ولا يُقَال : بعتُه المتاعَ إخْرِياً
والمِئْخارُ بالكسرِ : نَخْلَةٌ يَبْقَى حَمْلُهَا إلى آخِرِ الشِّتَاءِ وهو نَصُّ عبارةِ أبِي حَنِيفَةَ وأنشد :
تَرَى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئْخَارَا ... مِن وَقْعِهِ يَنْتَشِرُ انْتِشَارَا . عبارةُ المُحكَم : إلى آخرِ الصِّرَامِ وأنشدَ البيتَ المذكورَ والمصنِّفُ جَمَعَ بين القَوْلَيْن . وفي الأسَاس : نَخْلَةٌ مِئْخارٌ ضِدُّ مِبْكار وبَكُورٍ مِن نَخْلٍ مآخِيرَ . وآخُرُ كآنُك : د بدُهُسْتانَ بضمِّ الدّالِ المهملةِ والهاءِ ويقال بفَتْحِ الدّالِ وكسرِ الهاءِ وهي مدينةٌ مشهورةٌ عند مازَنْدَرانَ منه أبو القاسم إسماعيلُ بنُ أحمدَ الآخُرِىّ الدّهسْتانِيُّ شيخُ حمزةَ بنِ يوسفَ السَّهْمِيِّ والعبّاسُ بنُ أحمدَ بنِ الفَضْلِ الزّاهِدُ عن ابن أبي حاتِمٍ
وفاتَه أبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الآخُرِيُّ شيخٌ لابنِ السّمْعَانِيِّ وكان متكلِّماً على أُصُولِ المُعْتَزِلَةِ . وأبو عَمْروٍ ومحمّدُ بنُ حارثةَ الآخُرِىّ حَدَّثَ عن أبي مَسْعُودٍ البَجَلِيّ
قولُهم : لا أفعلُه أُخْرَى اللَّيَالِي أو أُخْرَى المَنُون أي أبداً أو آخِرَ الدَّهْرِ وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ لكعبِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ :
أَنَسِيتُمُ عَهْدَ النَّبِيِّ إليكمُ ... ولقد ألَظَّ وأكَّدَ الأيْمَانَا
أنْ لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائِرٌ ... أُخْرَى المَنُونِ مَوالِياً إخوانا . يقال : جاءَ في أُخْرَى القَومِ أي مَنْ كان في آخِرِهم . قال :
وما القَومُ إلا خَمْسَةٌ أو ثلاثَةٌ ... يَخُوتُونَ أُخْرَى القَومِ خَوْتَ الأجادِلِ . الأجادِلُ : الصُّقُور وخَوْتُها : انْقِضاضُها وأنشدَ غيرُه :
" أنا الَّذِي وُلِدتُ في أُخْرَى الإبِلْ . وقد جاءَ في أُخْرَيَاتِهم أي في أواخِرِهِم
وممّا يُستدرَكُ عليه : المُؤَخِّرُ من أسماءِ اللهِ تعالَى . وهو الذي يُؤَخِّر الأشياءَ فيضعُها في مواضِعِهَا وهو ضِدُّ المُقَدِّم . ومُؤَخَّرُ كلِّ شيْءٍ بالتَّشديدِ : خلافُ مُقَدَّمِه يقال : ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسِه ومُؤَخَّرَه . ومن الكِنَاية : أبْعَدَ اللهُ الاخِرَ أي مَن غاب عنّا وهو بوزن الكَبِدِ وهو شَتْمٌ ولا تقولُه للأُنثَى . وقال شَمِرٌ في عِلَّةِ قَصْرِ قولِهم : أبْعَدَ اللهُ الأخِرَ : إنّ أصلَه الأخِيرُ أي المُؤخَّر المطروحُ فأَنْدَرُوا الياءَ وحكَى بعضُهم بالمدِّ وهو ابنُ سِيدَه في المُحكَم والمعروفُ القَصْرُ وعليه اقتصرَ ثعلبٌ في الفَصِيح وإيّاه تَبِعَ الجوهريُّقال ابن شُمَيل : المُؤَخَّرُ : المَطْرُوحُ . وقال شَمِرٌ : معنَى المُؤَخَّرِ : الأبْعَدُ قال : أُراهم أرادُوا الأخِيرَ . وفي حَدِيث ماعزٍ : " إنّ الأَخِرَ قد زَنَى . " هو الأبعدُ المتأَخِّر عن الخير . ويقال : لا مَرْحباً بالأخِرِ أي بالأبعَد وفي شُرُوح الفَصيح : هي كلمةٌ تقال عند حكاية أحَدِ المُتلاعِنَيْن للآخَر . وقال أبو جعفر اللَّبْليُّ : والأخِرُ فيما يقال كنايةٌ عن الشَّيْطَان وقيل كنايةٌ عن الأدْنَى والأرْذَل عن التَّدْمُرِيّ وغيرِه وفي نوادِر ثعلبٍ : أبْعَدَ اللهُ الأخِرَ أي الذي جاءَ بالكلام آخِراً وفي مشارق عياص : قولُه : الأخِرُزَنَي بقصر الهمزِة وكسرِ الخاءِ هنا كذا رَوَيْنَاه عن كافَّةِ شُيُوخِنَا وبعضُ المشايخِ يمدّ الهمزةَ وكذا رُوِيَ عن الأصِيليّ في المُوَطَّأ وهو خطأٌ وكذلك فتحُ الخاءِ هنا خطأٌ ومعناه الأبْعَد على الذّمِّ وقيل : الأرْذَلُ وفي بعض التفاسِير : الأخِرُ هو اللَّئيمُ وقيل : هو السّائِسُ الشَّقِيُّ
وفي الحديث : " المَسْاَلَةُ أَخِرُ كَسْب المرءِ " مقصورٌ أيضاً أي أرْذَلُه وأدْناه ورواه الخَطّابِيُّ بالمدِّ وحَمَله على ظاهرِه أي إنّ السُّؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العَجْز عن الكَسْب
وفي الأساس : جاؤُوا عن آخِرِهم والنَّهَارُ يَحِرُّ عن آخِرٍ فآخِرٍ أي ساعةً فساعةً والناسُ يَرْذُلُون عن آخِر فآخِرٍ . والمُؤِخرة من مياه بني الأضبط معدنُ ذَهَبٍ وجَزْع بِيض
والوَخْرَاءُ : من مياه بني نُمَيْر بأَرض الماشِيَةِ في غربيّ اليَمَامَة . ولَقِيتُه أُخْرِيّاً بالضّمِّ منسوباً أي بآخِرَةٍ لغةٌ في : إخْرِيّاً بالكسر