الدَّعْسُ كالمَنْعِ : حَشْوُ الوِعَاءِ وقد دَعَسَه : حَشَاهُ . والدَّعْسُ : شِدَّةُ الَوطْءِ يُقَال : دَعَسَتِ الإِبلُ الطَّرِيقَ تَدْعَسُه دَعْساً إِذا وَطِئَتْه وَطْأً شَدِيداً . والدَّعْسُ كالدَّحْسِ في السَّلْخِ أَي سَلْخِ الشاةِ ففيه ثَلاثُ لُغَاتٍ بالحاءِ والخاءِ والعين . والدَّعْسُ : الأَثَرُ وقِيلَ : هو الأَثَرُ الحَدِيثُ البَيِّنُ قال ابنُ مُقْبِل :
ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثَارِ المَطِيِّ بِهِ ... تَلْقَي المَخَارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنينَا
والدَّعْسُ : الطَّعْنُ بالرُّمْحِ كالتَّدْعِيس . يقال : دَعَسَهُ بالرُّمْحِ يَدْعَسُه دَعْساً ودَعَّسَهُ : طَعَنَهُ . وطَرِيقٌ دَعْسٌ : كَثِيرُ الآثَارِ وذلِكَ إِذا دَعَسَتْه القَوَائِمُ ووَطِئَتْه . والدِّعْسُ بالكَسْرِ : القُطْنُ عن ابنِ عَبّادٍ . وقال بعضُهُم : لُغَةٌ في الدِّعْصِ . والمِدْعَاسُ : فَرَسٌ الأَقْرَعِ بنِ حابِسٍ التَّمِيمِيّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه هكذا في التَّكْمِلَةِ . وفي اللِّسَان : الأَقْرَع بن سُفْيَانَ . وفيه يقول الفَرَزْدَق :
يُعَدِّى عُلاَلاَتِ العَبَايَةِ إِذْ دَنَا ... لَهُ فارِسُ المِدْعاسِ غَيْرِ المُعَمِّرِ والمِدْعاسُ : الرُّمحُ الغَلِيظُ الشَّدِيدُ الذي لا يَنْثَنِي . والْمِدْعَاسُ : الطَّريقُ لَيَّنَتْهُ المَارَّةُ . قال رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاج :
فِي رَسْمِ آثَارٍ ومِدْعَاسٍ دَعَقْ ... يَرِدْنَ تَحْتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هذه الحَمِيرِ في رَسْمٍ قد أَثَّرَتْ فيه حَوافِرُها كالمِدْعَسِ كمِنْبَرٍ وهو الرُّمْحُ يُدْعَسُ بِهِ أَي يُطْعَنُ . وقال أَبو عُبَيْد : المَدَاعِسُ مِن الرِّمَاحِ : الصُّمُّ . والمِدْعَسُ أَيضاً : الطَّعَّانُ بالمِدْعَسِ أَنشَدَ ابنُ دُرَيْد :
لَتَجِدَنِّي بالأَمِير بَرَّا ... وَبِالْقَنَاةِ مِدْعَساً مِكَرَّا
" إذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وسَيُذكَر في الصاد وهو الأَعْرَفُ . قالَ سِيبَوَيْهِ : وكذلِكَ الأُنْثَى بغيرِ هاءٍ ولا يُجْمَع بالواوِ والنُّونِ ؛ لأَنَّ الهاءَ لا تُدْخُلُ مُؤَنَّثَة . والمَدْعَسُ كمَقْعَدٍ : المَطْمَعُ . والمَدْعَسُ : الجِمَاعُ وهو من الكِنَايَاتِ : يقال : دَعَسَ فُلانٌ جارِيَتَه دَعْساً إِذا نَكَحَهَا . والمُدَّعَسُ كمُدَّخَرٍ : مَخْتَبَزُ القَوْمِ في البادِيَةِ ومُشْتَوَاهُمْ . وحَيْثُ تُوضَعُ المَلَّةُ ويُشْوَى اللَّحْمُ وهُوَ مُفْتَعَلٌ مِن الدَّعْسِ وهو الحَشْوُ . قالَه أَبو عُبَيْد . قال أَبو ذُؤَيْب الهُذَلِيُّ :
وَمُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتَهُ ... بِجَرْدَاءَ يَنْتَابُ الثَّمِيلَ حِمَارُهَا يقول : رُبَّ مُخْتَبَزٍ جَعَلْتَ فِيه اللَّحْمَ ثمّ اسْتَخْرَجْتَه قبلَ أَن يَنْضَجَ للعَجَلةِ والخَوْفِ ؛ لأَنَّه في سَفَرٍ . وفي التَّهْذِيبِ : والمُدَّعَسُ : مُخْتَبَزُ المَلِيل . ومنه قولُ الهُذَلِيّ وفيه :
" بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُهَا أَراد : لا يَثْبُتُ الغُرَابُ عليها لمَلاسَتِهَا . أَراد الصحراءَ . قلتُ : والذي قَرأْتُ في دِيوان هُذَيْل ما سُقْتُه أَوَّلاً . قال السُّكَّرِيُّ : الأَنِيضُ : لَحْمٌ لم يَبْلُغِ النُّضْجَ . اخْتَفَيْتَه : استَخْرَجْتَه . بِجَرْدَاءَ مِن الأَرْضِ . والثَّمِيلُ : بَقِيَّةُ ماءٍ هذا الحِمَارُ يَأْتِيه فخَبَّرك أَنَّهَا أَرْضٌ ليسَ فِيها إِلاّ الوَحْشُ
وفي الحَدِيث : فَإِذَا دَنَا العَدُوُّ كَانَتِ المُدَاعَسَةُ بالرِّمَاحِ حَتَّى تَقَصَّد أَي المُطَاعَنَة ومنه رَجُلٌ مُدَاعِسٌ أَي مُطَاعِنٌ . قال :
إذا هَابَ أَقْوَامٌ تَقَحَّمتُ غَمْرَةً ... يَهَابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُدَاعِسُ وفي النَّوادِرِ : رَجُلٌ دَعُوسٌ عَطُوسٌ قَدُوسٌ دَقُوسٌ أَي مِقْدَامٌ في الغَمَراتِ والحُرُوبِ . وحَرَّفَهُ الصَّاغَانِيُّ فَقَال : في العَمَلِ . بدَلَ الغَمَراتِ . ومِمّا يُسْتَدْركُ عليه : رَجُلٌ دِعِّيسٌ كسِكِّيت أَي مِدْعَسٌ . وأَرْضٌ دَعْسَةٌ ومَدْعُوسةٌ : سَهْلَةٌ أَو قد دَعَسَتْها القَوَائِمُ وكَثُرَتْ فيها الآثارُ . ويقال : المَدْعُوسُ مِن الأَرَضِينَ : الذي قد كَثُرَ فيه الناسُ ورَعَاه المالُ حتى أَفْسَدَه وكَثُرت فيه أَورْاَثُه وأَبُوَالُه وهم يكرَهُونَه إِلاَّ أَنْ يَجْمَعَهُم أَثَرُ سَحَابَةٍ لا يَجِدُون منها بُدًّا . وأَدْعَسَهُ الحَرُّ : قَتَلَه . وقال أَبو سَعِيد : لَحْمٌ مُدْعَسٌ إِذَا كَبَسْتُه بالنّارِ حَيْثُ يَشْتُوُونَ . والفَقِيهُ أَبُو بَكْرِ بنُ دَعَّاسٍ كشَدَّادٍ : أَحدُ الأُمَراءِ بزَبِيدَ وإِليه نُسِبَت المَدْرَسُةُ بها