الأَراكُ كسَحاب : القِطْعَة من الأرْضِ فيها أراك كما يُقال للقِطْعَةِ من القَصَب الأَباءَة
ونَعْمانُ الأَراكِ : بعَرَفَةَ كثير الأَراكِ وفيه يَقُولُ خُلَدٌ مولى العَبّاسِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بن عبدِ اللّه بن العَبّاس :
أَما والرّاقِصاتِ بذاتِ عِرقٍ ... وهَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأَراكِ ويُقالُ له أَيضاً : وادِي الأَراكِ مُتَّصِل بغَيقَةَ . وقالَ نَصْرٌ : أَراك : فرعٌ من دُونِ ثافِل قُربَ مَكَّةَ ويُقالُ له أَيضاً : ذُو أَراك كما جاءَ في أَشْعارِهم وقالت امرأَةٌ من غَطَفانَ :
إِذا حَنَّت الشَّقْراءُ هاجَتْ لِيَ الهَوَى ... وذَكَّرَنِي أَهلَ الأَراكِ حَنِينُها وقيلَ : هو موضِعٌ قُربَ نَمِرَةَ وقيل : هو مِنْ مواقِفِ عَرَفَةَ بعضُه من جهةِ الشّامِ وبعضُه من جهةِ اليَمَنِ ومنه الحَدِيثُ : كانت عائِشَةُ رضيَ اللّهُ عنها تَنْزِلُ في عسَّةَ بنَمِرَةَ ثم تَحوَّلت إِلى الأراكِ . وأَراك : جَبَلٌ لهَذَيْل قاله الأَصْمَعِيُ ولهُم جَبَلٌ آخرُ يُقالُ له أَرال باللام وسيأتي . وليس أَحَدُهما تصحيفَ الآخرِ . والأَراكُ : الحَمضُ نفسُه عن أبي حَنِيفَةَ كالإرْكِ بالكسر عن ابن عَبّاد . والذي ذكره الأَزهريُّ وغيرُه أَنَّ الأَراك : شجَرٌ من الحَمضِ معروفٌ له حَمْلٌ كحَمْلِ عناقِيدِ العنَبِ يُستاكُ بِه أي : بفروُعه قال أَبو حَنِيفَةَ : هو أَفْضَلُ ما استِيكَ بفُروعهِ وأَطيَب ما رعَتَهْ الماشِيَةُ رائحةَ لَبنَ وقالَ أَبو زِيادٍ : تُتَّخَذُ هذه المَساوِيكُ من الفُرُوع والعُرُوقِ وأَجْوَدُه عندَ النّاسِ العُرُوقُ الواحِدَةُ أَراكَةٌ قال وَرْدٌ الجَعْدِيُّ :
تخيَّرتُ من نَعّمانَ عُودَ أَراكَة ... لهِندِ ولكِنْ من يُبَلَغُهُ هِنْدَا وأَنْشدَني بعضُ مَشايِخِي لُغْزاً فيه :
أَراكَ تَرُومُ إِدْراكَ المَعالِي ... وتَزْعُمُ أَنَّ عِنْدكَ منه فَهْمَا
فما شَيءٌ له طَعْمٌ ورِيحٌ ... وذاكَ الشَّيءُ في شعْرِي مُسَمَّى وأَنْشَدَنِي بَعْضُ العَصريِّينَ فيه وأَحْسَنَ :
هنِّيتَ يا عُودَ الأَراكِ بثَغْرِهِ ... إِذ أَنْتَ في الأَوطانِ غيرُ مُفارِقِ
إِنْ كُنْتَ فارَقْتَ العُذَيْبَ وبارِقًا ... ها أَنْتَ ما بَين العُذَيْبِ وبارِقِ أُرُكٌ بضَمَّتَينِ قال الأَزْهَرِيُّ : هو جَمْعُ أَراكَة وأَنشَدَ لكُثَيِّرِ عَزَّةَ :
إِلى أرُكٍ بالجزْعِ من بَطْنِ بِيشَةٍ ... عَلَيهِنَّ صَيفي الحَمامِ النَّوائِحِ قال ابنُ بَرَي : وقد تُجْمَعُ أَراكَة على أَرائِك قال كُلَيْب الكِلابي :
أَلا يا حَماماتِ الأَرائِكِ بالضُّحَى ... تَجاوَبْنَ من لَفّاءَ دانٍ بَرِيرُها وهكَذا نقَلَه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشَد له . وِإبِلٌ أَراكِيَّةٌ : تَرعاهُ . ويُقال : أَرْضٌ أَرِكَةٌ كفَرِحَة : إِذا كانَتْ كَثِيرَتَه كما يُقال : أَرضٌ شَجِرَةٌ : إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الشَّجَر . وأَراكٌ أَرِكٌ ككَتِفٍ ومُؤْتَرِك أي كَثِير مُلْتَفٌّ . وفي العباب : ائتَرَكَ الأَراكُ : اسْتَحْكم وضَخُمَ قال رُؤْبَة :
" لِعِيصِه أَعْياصُ مُلْتَفِّ شَوِكْ
" من العِضاهِ والأَراكِ المُؤْتَرِكْ وأَرِكَت الإِبِلُ كفَرِحَ ونَصَر وعُنيَ اقتَصَر الجوهريُّ على الأولَى : اشْتَكَتْ بُطونَها من أَكْلِه فَهي أَرِكَةٌ كفَرِحَةٍ وأَراكَى مثل طَلِحَةٍ وطَلاحَى ورَمِثَة ورَماثَى كما في الصِّحاحِ زاد غيره : وقَتادَى وقَتِدَةٌ . وأَرَكَتْ تَأْرِكُ وتَأْرُكُ من حَدّىْ ضَرَبَ ونَصَرَ أرُوكًا بالضمِّ : رَعَتْهُ . أَو أَرَكَت الإبِلُ بمكانِ كذا : إِذا لَزِمَتْه فلم تَبرَحْ حكاهُ ابنُ السِّكِّيتِ عن الأصْمَعِيِّ قال : وقالَ غيرُه : إِنّما يُقالُ : أَرَكَتْ : إِذا أَقامَتْ فيهِ أي في الأَراكِ وهو الحَمْضُ تَأْكُلُه أَو هو أَنْ تُصيبَ أي شَجَرٍ كانَ فتُقِيمَ فيهِ فهي آرِكَةٌ بالمدّ كما في الصِّحاحِ والجمع أَوارِكُ وآرِكاتٌ وأُرُكٌ بضمَّتينِ
ونقل أبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ : أَرِكَت الإبلُ أَرَكًا فهي أَرِكَةٌ مقصورٌ من إِبِلٍ أرُكٍ وأَوارِكَ : أَكَلَت الأَراكَ وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفَواعِلَ شاذٌّ والإِبِلُ الأَوارِكُ : هي التي اعتادَتْ أَكْلَ الأَراكِ وأَنشَدَ الجَوهَرِيُّ لكُثَيِّر :
وِإنَّ الذي يَنْوِي من المالِ أَهْلُها ... أَوارِك لمَّا تَأتْلِفْ وعوادِي يَقُول : إِنّ أَهلَ عًزّةَ يَنوُونَ أَلاّ تَجْتَمِعَ هي وهو ويَكوُنَان كالأُوارِكِ من الإِبِلِ والعوادِي في تَزكِ الاجْتِماع في مَكانٍ كما في الصِّحاحِ . قلتُ : والعَوادِي : المُقِيماتُ في العِضاهِ لا تفارِقُها وفي الحَدِيث : أُتِيَ بلَبنَ الأَوارِكِ وهو بَعَرَفَةَ فشَرِبَ منه قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هي المُقِيماتُ في الحَمْضِ ويُقالُ : أَطْيَبُ الأَلْبانِ أَلْبانُ الأَوارِكِ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهذَلِي :
تَخَيَّرُ من لَبَنِ الآرِكا ... تِ في الصَّيفِ بادِيَةً والحَضَر وأَرَكْتُها أَنا أَرْكاً من حَدِّ نَصَرَ : فَعَلْتُ بها ذلِكَ . وأرَكَ الرَجُلُ أَرْكاً وأُرُوكاً : لَجَّ
وأَرَكَ في الأَمْرِ أُروكاً : تَأَخر . وأَرَكَ الجرحُ أرُوكاً : سَكَنَ وَرَمُه وتَماثَلَ وبَرَأَ وصَلَح وقال شَمِرٌ : يَأرِكُ ويَأرُكُ أرُوكاً لغتان . وأَرَكَ بالمكانِ أُرُوكاً من حَدي نَصَرَ وضَرَبَ : أَقامَ به فلم يَبرَحْ كأَرِكَ كفَرِح أَرَكاً . وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقِه : أَلْزَمَه إِيّاه يَأْركُه أرُوكاً كما في اللِّسانِ
وَقومٌ مُؤْرِكُونَ أي : نازِلُونَ بالأَراكِ يَرعَوْنَها كما يُقال : مُحْمِضُون من الحَمْضِ ونَصُّ أبي حَنِيفَةَ : قومٌ مُؤْرِكُونَ : رَعَتْ إِبلَهم الأَراكَ كما يُقال : معِضّونَ : إِذا رَعَتْ إِبلُهم العُضّ قال :
أَقُول وأَهْلِي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها ... مُعِضُّونَ إِنْ سارَت فكَيفَ نَسِيرُ ؟قالَ ابنُ سِيدَه : وهو بَيت مَعْنىً قد وَهِمَ فيه أَبو حَنِيفَةَ وردَّ عليه بعضُ حُذّاقِ المَعانِي وهو مذكورٌ في موضِعِه . والأَرِيكَةُ كسَفِينَةٍ : سَرِيرٌ في حَجَلَةٍ من دُونِه سِتْرٌ ولا يُسَمَّى مُنْفَرِداً أَرِيكَةً وقال الزَّجّاج : فِراشٌ في حَجَلَةٍ وقيل : هو السَّرِيرُ مُطْلقاً سواء كانَ في حَجَلَةٍ أَوْ لا أَو كُلُّ ما يُتَّكَأُ عليهِ من سَريرٍ أَو فِراشٍ أَو مِنَصَّةٍ وقيلِ : الأَرِيكَةُ : سَرِيرٌ مُنَجَّدٌ مُزَيَّنٌ في قُبَّةٍ أو بَيت فإِذا لم يَكُنْ فيه سَرِيرٌ فهوَ حَجَلَةٌ نقله الصّاغاني أَريكٌ وأَرائِكُ ومنه قولُه تَعالى : " عَلَى الأرائِكِ يَنْظُرُونَ " و " عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ " وقال الرّاغبُ في المُفْرداتِ : سُمِّى به لاتِّخاذِه في الأَصْلِ من الأَراكِ أَو لكَوْنِه مَحلَّ الإقامة من أَرَكَ بالمكانِ أرُوكاً : أَقام به وأًصله الإِقامَةُ لرَعْيِ الأَراكِ ثم تُجُوِّزَ به في غَيرِه من الإقاماتِ . وأَرَّكَها أي المَرأَةَ تَأْرِيكاً : سَتَرَها بِها قال الشّاعِرُ :
تَبَيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنينَا وفي الصِّحاحٍ : يُقال : ظَهَرَتْ أَرِيكَةُ الجُرحِ أي : ذهَبَتْ غَثِيثَتُه وظَهَرَ لَحْمُه الصَّحِيحُ الأَحْمَرُ ولم يَعْلُهُ الجِلْدُ وليسَ بعدَ ذلك إِلاَّ عُلُوّ الجِلْدِ والجُفُوفُ . وأرَكُ مُحَرَّكَةً : وقال : يا قُوت : مدينة صَغِيرةٌ في طَرَفِ بَريَّةِ حَلَب قُربَ تَدْمُرَ وأَرضٌ ذاتُ نَخْل وزَيْتُونٍ وهي من فُتُوحِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ في اجْتِيازِه من العِراقِ إِلى الشّامِ قال : وقد ضَمَّ ابنُ دُرَيْدٍ هَمْزَتَه وأَنشدَ في اللِّسانِ للقُطامِي :
وقَدْ تَعَرَّجْت لَمّا وَرَّكَتْ أَرَكًا ... ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرجَلُ وأَرَك أَيضاً : طَرِيقٌ في قَفا حَضَنٍ وهو جَبَلٌ بين نَجْدٍ والحِجازِ
وذُو أَرَك كجَبَلٍ وعُنُقٍ : وادٍ باليَمامَةِ من أَوْدِيَةِ العَلاةِ وله يومٌ معروفٌ واقْتَصَر فيه ياقُوت على الضَّبطِ الأَخِيرِ . وأرْك كعَدْلٍ : فيه أَبْنِيَة عَظِيمة بزَرنْجَ مدينَة بسِجِستانَ بين بابِ كركُوَيه وباب نِيشَك بناها عَمْرُو بن اللَّيثِ ثم صارَتْ دارَ الإِمارةِ وهي الآنَ تُسَمّى بهذا الاسْمِ
قلت : والمشهور فيه كَاف الفارِسِيّة وعند النسبة إليه يُحَرِّكُونَ . وذو أرُوكٍ بالضّمِّ : وادٍ في بلادِهِم وضَبَطه ياقُوت بالفَتْح . وأُرُكٌ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ : بين جَبَلِ طَيِّئ وبينَ المَدينةِ المُشَرَّفةِ قاله ابنُ الأَعرابي قال وليس تَصْحِيفَ أُرل وقِيل : جَبَل وقيل : اسمُ مَدِينَةِ سَلْمَى أَحَد جَبَلَي طَيِّئ . وأَرِيكٌ كأَمِير : واد ذُو حِسى في بلادِ بني مُرَّةَ قاله أبو عُبَيدَةَ في شرحِ قولِ النّابِغَةِ :
عَفا ذُو حُسى من فرتَنا فالفَوارِعُ ... فشَطّا أَرِيك فالتِّلاعُ الدّوافِعُ وفي الصِّحاح عَفا حُسُم... فجَنْبَا أَريك وقيل : هو اسمُ جَبَلٍ بالباديَةِ وقيل : أَريكٌ إلى جَنْب النَّقْرَةِ وهما أَرِيكانِ : أَسْوَدُ وأَحْمَرُ وهما جَبَلانِ وقِيلَ : هو بقُربِ مَعْدنِ النَّقْرَةِ شِقٌّ منه لمُحارِب وشِقٌّ منه لبني الصادِرِ من بني سُلَيم وهو أَحَدُ الخَيالاتِ المحْتَفَّةِ بالنَّقْرَةِ ورواه بعضُهم بالتَّصْغِير عن ابنِ الأَعْرابي قال بعضُ بني مُرَّةَ يصفُ ناقةً :
إِذا أَقْبلَتْ قلتَ مَشحُونَة ... أَطاعَ لها الرِّيحُ قِلعَاً جَفُولا
فمَرَّتْ بذي خُشُبٍ غُدْوَة ... وجازَتْ فُوَيْقَ أرَيْكٍ أَصِيلا
نخَبِّطُ باللّيلِ حُزّانَه ... كخَبطِ القَوِيِّ العزيزِ الذَّلِيلاَ قُلتُ : الشِّعْرُ لبَشامَةَ بنِ عَمْرو ويَدُلّ على أَنْ أَرِيكًا جَبَلٌ قولُ جابِرِ بنِ حُنَى التَّغْلَبِيِّ :
تَصَعَدُ في بَطْحاءِ عِرقٍ كأَنَّها ... تَرَقَّى إِلى أَعْلَى أَرِيكٍ بسُلَّمِوأُرَيْكَتان مُصَغَّرَةً هكذا ضبَطَه الأَصمَعِي وقال غيرُه : هما أَرِيكَتان بالفتحِ : جَبَلان أَسْوَدانِ لأَبِي بَكْرِ بنِ كِلاب ولهما بِئار وقال الأصْمَعِيُ : أُرَيْكَةُ بالتَّصْغِيرِ : ماءَةٌ لبني كَعْبِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ أبي بَكْرٍ بقُربِ عَسقَلانَ وقال أَبو زِيادٍ : ومما يُذْكَرَ من مياهِ أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ أرَيْكَةُ وهي بغَربي الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ وهي أَوّلُ ما يَنْزِلُ عليه المُصَدِّق من المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ
وأَراكَةُ كسَحابةٍ : من أَسْمائِهِنَّ . وأَراكَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ الثَّقَفِيُ ويَزِيدُ بن عَمْرِو بنِ أَرَاكَةَ الأَشْجَعِيّ : شاعِرانِ . وقالَ ابنُ عَبّاد : المَأْرُوكُ : الأَصْلُ من قولِه :
" وأنْتَ في المَأروكِ من قِحاحِها ورَوَى أَبُو تُرابٍ عن الأَصْمَعِي : هو آرضُهم بكَذا وآرَكُهُم بكَذا أي : أَخْلَقُهُم أَنْ يَفْعَلَه قالَ الأزْهرِيّ : ولم يَبلُغْني ذلِكَ عن غَيرِه
وائْتَرَكَ الأَراكُ : اسْتَحْكَم وضَخُم نقلَه الصّاغانيُ وقال رُؤْبَةُ :
" لِعِيصِهِ أَعْياصُ مُلْتَف شَوِكْ
" من العِضاهِ والأراكِ المُؤْتَركْ وقد تقدّم . أَو ائتَرَكَ : أَدْرَكَ أَو الْتَفَّ وكَثُر . ويُقال : عُشْبٌ له إِرْكٌ بالكَسرِ أي : تُقِيمُ فيه الإِبِلُ عن ابنِ عَبّادٍ
ومما يُستَدركُ عليه : أَراكٌ كسحاب : جَبَل . وذُو الأَراكَةِ : نَخْلٌ بموضعٍ من اليَمامَةِ لِبني عِجْلٍ قال عُمارَةُ بنُ عَقِيلٍ :
وبذِي الأَراكَةِ منكُم قد غادَرُوا ... جِيَفًا كأَنَّ رُؤُوسَها الفَخّار وقال رَجل يَهْجُو بني عِجْل وكانَ نَزَلَ بهِمْ فأَساءُوا قِراة :
لا يَنْزِلَنَّ بذِي الأَراكَةِ راكِبٌ ... حَتّى يُقَدمَ قبلَه بطَعامِ
ظَلَّتْ بمُخْتَرَقِ الرياحِ ركابُنَا ... لا مُفْطِرينَ بها ولا صُوّامِ
يا عجْلُ قد زَعَمتْ حَنِيفَةُ أَنّكم ... عُتْمُ القِرَى وقلِيلةُ الآدام وتَلا الأَراكِ : قريَةٌ بمِصْرَ
كَما مِنْ دراك فاعْلَمَنَّ لنادِمٍ ... وأَرْضَكَ عَينَيهِ الحِمارُ وصَفَّقَا ر ك ك
الرَّكِيكُ كأَمِيرٍ وغُراب وغُرابَةٍ والأَرَكُّ من الرِّجالِ : الفَسلُ الضعِيفُ في عَقْلِه ورَأْيِه وقِيل : الرَكِيكُ هو الضَّعِيفُ ؛ فلم يُقَيَّدْ قال جَمِيل بنُ مَرثَد :
" لا تَكُونَنَّ رَكِيكًا تَنْبَلاَ
" لَعْوًا إِذا لاقَيتَه تَقَهَّلاَ أَو مَنْ لا يَغارُ على أَهْلِهِ وهو الدَّيُّوثُ أَو مَن لا يَهابُه أَهْلُه وكُلُّه من الضَّعْفِ وفي الحَدِيث : أَنّه لَعَنَ الرّكاكَةَ سَمّاه رُكاكَةً على المُبالَغَةِ في وَصْفِه بالرَّكاكَةِ على وَجْهَيْنِ : أَحَدُهما بالبِناءِ لأَنّ فُعالاً أَبلغُ من فَعِيلٍ كقولِكَ طُوالٌ في طَوِيلٍ والثانيةُ إِلْحاقُ الهاءِ للمُبالَغَةِ . وقال أَبو زَيْدٍ : رَجُلٌ رُكاكَةٌ ورَكِيكٌ : إِذا كُنّ النِّساءُ يَستَضْعِفْنَه فلا يَهَبنَه ولا يَغارُ علَيهَنّ وفي الحَدِيث : " إِنّ اللّه يُبغِضُ السُّلْطانَ الركاكَةَ " . أي : الضَّعِيف وهي رُكاكَةٌ ورَكِيكَةٌ رِكاكٌ بالكسرِ
وقد رَكَّ يَرِكُّ رَكاكَةً : ضَعُفَ عَقْلُه ورَأيُه ونَقَصَ . ورَكَّ الشّيء رَقَّ ومنه قَوْلُهُم اقْطَعْهُ منِ حيث رَكَّ والعامَّةُ تَقُولُ : من حيث رَقّ . وقالَ اللّيثُ : رَكَّه كمَدَّهُ رَكًّا : طَرَحَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ قال رُؤْبَةُ :
" ونجنَا مِنْ حَبسِ حاجاتٍ ورَك
" فالذُّخْرُ منها عِنْدَنا والأَجْرُ لَكْ ورَكَّ الذَّنْب في عُنُقِه رَكًّا : أَلْزَمَه إِيّاه . وقالَ اللّيثُ : الرَّكُّ : إِلزامكَ الشّيءَ إِنْسانًا تَقُولُ : رَكَكْتُ هذا الحَقَّ في عُنقِه ورَكَكْتُ الأَغْلالَ في أَعْناقِهِم . وقال ابنُ درَيْدٍ : رَكَّ الشَّيءَ بِيَدِه رَكًّا : إِذا غَمَزَه غَمْزَةً خَفِيفَةً ليَعْرِفَ حَجْمَه
قالَ : وركَّ المَرأَةَ رَكًّا وبَكَّهَا بَكًّا ودَكَّها دَكّا : إِذا جامَعَها فجَهَدَها في الجِماعِ قالَتْ خِرنِقُ بِنْتُ عَبعَبَةَ تَهْجُو عَبدَ عَمْرِو بنِ بِشْرٍ :
أَلاَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عبد عَمْرو ... أَبِالْخِزْياتِ آخَيتَ المُلُوكَا
هُمُ رَكّوكَ للوَرِكَيْنِ رَكًّا ... ولو سَأَلُوكَ أَعْطَيتَ البُرُوكَا واسْتَرَكَّه : اسْتَضْعَفَه قالَ القُطامِي يَصِف أَحْوالَ النّاسِ :
تَراهُمْ يَغْمِزُونَ من اسْتَرَكُّوا ... ويَجْتَنِبون من صَدَقَ المَصاعَا والمُرتَكُّ : من تَراهُ بَلِيغًا وَحْدَه وإذا خاصَمَ عَييَ أي إِذا وَقَعَ في خُصُومَةٍ عَجَزَ . وقد ارْتَكَّ ارْتِكاكًا : ضَعُفَ
وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المُرتَكُّ من الجِمالِ : الرِّخْوُ المَمْذُوقُ النِّقْيِ . والرَّكْرَكَةُ : الضَّعْفُ في كُلِّ شَيءٍ . والرَكُّ بالفتحِ ويُكْسَرُ وكسَفِينَةٍ : المَطَرُ القَلِيلُ وفي التَّهْذِيب : الضَّعِيفُ أَو هو فَوْقَ الدَّثِّ . وقال ابنُ الأَعْرابِي : أَوّلُ المَطَرِ الرَّشُّ ثم الطَّش ثم البَغْشُ ثم الركُّ بالكَسرِ أَرْكاكٌ ورِكاكٌ زاد الصّاغانيُ ورُكّانٌ وجَمعُ الرَكِيكَةِ ركائِكُ قال الشّاعِرُ :
تَوَضَّحْنَ في قَرنِ الغَزالَةِ بَعْدَمَا ... تَرَشَّفْنَ دِرّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ
وقد أَرَكَّتِ السَّماءُ : جاءَتْ بالرِّكِّ ورَكَّكَتْ وهذه عن ابنِ عَبّادٍ وأَرضٌ مُرَكّ عَلَيها ورَكِيكَةٌ ورِكّ بالكَسرِ وهذه عن ابنِ شُميل : لم يُصِبها مَطَرٌ إِلاّ ضَعِيفٌ . وأَرْضٌ مُرَكَّكَةٌ ورَكِيكَةٌ : أَصابَها رِكٌّ وما بِها مَرتَعٌ إِلاّ قَلِيلٌ وقال ابنُ الأعرابي : قِيلَ لأَعْرابي ما مَطَرُ أَرْضِكَ ؟ فقال : مُرَكِّكَةٌ فيها ضُرُوس وثَرد يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ قال : والثَّردُ : المَطَرُ الضَّعِيفُ . ورَجُلٌ رَكِيكُ العِلْمِ والعَقْلِ أي : قَلِيلُه . وقالَ شَمِرٌ : كلّ شيءٍ قَلِيلٍ دَقِيقٍ من ماءٍ ونَبت وعِلْمٍ فهو رَكِيكٌ . والرَّكّاءُ بالمَدِّ : صَوْتُ الصَّدَى يَرِدُكَ من الجَبَلِ ويُحاكِي ما به نَطَقْتَ . وقال ابنُ عَبّادٍ : ارْتَكَّ : مثلُ ارْتج يُقال : مَرَّ يَرتَكُّ ويَرتج واحِدٌ وقال يَعْقوبُ : إِنّه بَدَل . قال : وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَ . ورَكٌّ : ماءٌ شَرقِيَ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَي طَيِّئ له ذِكْرٌ في سَرِيَّةِ علي رضي الله عنهُ إِلى القلس وفي المَراصِدِ : مَحَلَّةٌ من مَحالِّ سَلْمَى قالَ الشّاعِرُ :
" هذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بِرَكِّ
" الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي وفَكَّ إِدْغامَهُ زُهَيرُ بنُ أبي سُلْمَى ضَرُورَةً فقالَ :
ثُمَّ اسْتَمَرُّوا فقالُوا : إِنَّ مَشْرَبَكُم ... ماءٌ بشَرقي سَلْمَى فَيدُ أَو رَكَكُ قال ابنُ جِنِّيِ في الشَّواذِّ : قال أَبُو عُثْمانَ : قال الأصمَعِيُ : سأَلْتُ أَعْرابِيًّا ونَحْنُ في المَوْضِع الذي ذَكَرَه زُهَير - يعني هذا البَيتَ - فقُلْتُ : هَلْ تَعْرِفُ رَكَكًا ؟ فقال : قدْ كانَ ها هُنا ماء يُسَمَّى رَكّاً فعَلِمْتُ أَن زُهَيرًا احْتاجَ إِليه فحَرَّكَه . والرَّكْراكَةُ : المَرأَةُ العَظِيمَةُ العَجُزِ والفَخِذَيْنِ . وقَوْلُهم في المَثَلِ : شَحْمَةُ الركَّى كرُبَّى وهو الذي يَذُوبُ سَرِيعًا يُضْرَبُ لمَنْ لا يُعِينُك في الحاجاتِ ولا يُغْني عَنْكَ . وسِقاءٌ مَركُوك : قد عُولِجِ وأُصْلِحَ قالَ ابنُ عَبّادٍ : وتَرَكْرُكُه أي السِّقاءَ هو تَمَخُّضُهُ بالزّبْدِ
ومما يستدرك عليه : سَكْرانُ مُرتَكٌّ : إِذا لم يُبَيِّن كَلامَه . وثَوْبٌ رَكِيكُ النَّسجِ : ضَعِيفُه . ووَرَدَ في الحَدِيثِ : أَنَّه يُبغِض الوُلاةَ الرَّكَكَةَ هو جَمْع رَكِيكٍ كضَعِيف وضَعَفَة وَزْناً ومَعْنًى . وقال اللِّحْيانِيّ : أُركَّتِ الأَرْض - عَلَى ما لَم يسَمَّ فاعِلُه - فهي مُرَكَّةٌ : أَصابَها الرِّكاكُ من الأَمْطارِ وكذلك رُكِّكَت فهي مُرَكَّكَةٌ . وقالَ ابنُ شُمَيلٍ : الركُّ بالكَسرِ : المَكانُ المَضْعُوفُ
ورَكَ الأَمْرَ يَرُكه رَكاً : رَدَ بَعضَه على بَعْضٍ . والمَركُوكُ والرَّكِيكُ : المَغْمُوز . وقال ابنُ الأَعْرابِي : يُقالُ : ائَتزَرَ فُلانٌ إزْرَة عَكَّ رَكّ وهُو أَنْ يسبلَ طَرَفي إِزارِه وأَنْشدَ :
" إِزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكّا
" مِشْيَتُه في الدّارِ هاكَ رَكّا قال : هاكَ رَكَّ : حكايةٌ لتَبَخْتُرِه . ورَكْرَكَ : إِذا جَبُنَ عن ابنِ الأعرابي . وقال أَبُو عَمْرو : الرُّكَّى على فُعْلَى : العَفَلّقُ الواسِع . والركُّ بالكسرِ : المَهْزُولُ قالَ :
" يا حَبَّذا جارِيَةٌ مِنْ عَكِّ
" تُلَفِّقُ المِرط على مِدَكِّ
" مِثْل كَثِيبِ الرَّمْلِ غَيرَ ركِّ وذَكَرَه الجوهري في ز ك ك قال الصاغانيُ : وهو تَصْحِيفٌ والصوابُ في اللُّغَةِ والرَّجَزِ بالرّاءِ وسَيَأتِي
وقال ابنُ عَبّادٍ : رَكَّ اللَّهُ نَماه أي : غَضَّ اللَّهُ نَماه . والرُّكُوكَةُ بالضَّمِّ : الضَّعْفُ