رازَه يَرُوزُه رَوْزاً : جَرَّبَه وخَبَر ما عِندَه . ومن سَجَعات الأَساس : وكَم زُرْتُه رَوْزاً فلم أَرَ عندَه فَوْزاً وفي حديث مُجاهد في قوله تعالى : " ومِنْهُم مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ " قال : يَروزُك ويسألكُ أي يَمْتَحِنُك ويَذُوق أَمْرَك هل تخافُ لائِمتَه أم لا وفي حديث البُراق : " فاسْتَصْعَبَ فرازَه جِبريلُ عليه السلام بأُذُنِه " أي اخْتَبرَه . عن أبي عُبَيْدة : رازَ الرجلُ ضَيْعَتَه : أقامَ ونصُّ أبي عُبَيْدة : إذا قام عليها وأَصْلَحها . وقال في قَوْلِ الأعشى :
فعادا لهنَّ ورازا لهنَّ ... واشْترَكا عمَلاً وائْتِمارا قال : يريد قاما لهنَّ . يقال : رازَ ما عند فلان أي طَلَبَه وأَرَاَده قال أبو النَّجم يصفُ البقرَ وطَلَبَها الكُنُسَ من الحَرّ :
إذا رازَت الكُنْسَ إلى قُعورِها ... واتَّقَتِ اللافحَ من حَرُورِها يعني طَلَبَت الظِّلَّ في قُعورِ الكُنُسِ . والرَّاز : رئيسُ وفي بعض الأصول : رَأْسُ البَنَّائين زاد الزَّمَخْشَرِيّ : لأنّه يَرُوز ما يَصْنَعون ولأنّه رازَ الصَّنْعَةَ حتى أَتْقَنَها كما يقال للعالم : خَبير من الخُبْر وأصله رائِزٌ كشاكٍ في شائِكٍ ولذلك ج جُمِعَ على الرَّازة كساسٍ في ساسَةٍ وقال الأَزْهَرِيّ : وإنّما سُمّي رازَاً لأنّه يَرُوزُ الحَجَرَ واللَّبِنَ ويُقَدِّرهما كأنّه من رازَ يَرُوز إذا امْتَحنَ عَمَلَه فَحَذَقه وعاوَدَ فيه . وحِرْفَتُه الرِّيازَة بالكسر قال الأَزْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ : وقد يُستَعمَل ذلك لرأسِ كلّ صَنْعَة . وفي الحديث : " كان رازَ سَفينةِ نُوحٍ جِبريلُ والعاملُ نوحٌ عليهما السَّلام " يعني رئيسَها ورأسَ مُدَبِّريها . ومحمد بن رُوَيْز بن لاحِقٍ البَصْريّ كزُبَيْر مُحدِّث عن شُعبَة وعنه عمر بن شَبَّةَ ومحمد بن سُلَيْمان الباغَنْدِيّ . قَوْلُ ذي الرُّمَّة :
ولَيلٍ كأَثْناءِ الرُّوَيْزِيّ جُبتُه ... بأربعةٍ والشَّخصُ في العَينِ واحِدُ وكذا قَوْلُ زَيْد بنِ كَثْوَة :
ولَيلٍ كأَثناءِ الرُّوَيْزِيّ جُبتُه ... إذا سَقَطَت أَرْوَاقُه دون زَرْبَعِ أراد بالرُّوَيْزِيّ الطَّيْلَسان كذا قاله الصَّاغانِيّ . وفي اللِّسان : أراد ثَوْبَاً أَخْضَرَ من ثِيابِهم شبَّهَ سوادَ الليلِ به . وفي الأساس : خرجَ وعليه رُوَيْزِيّ : ضَرْبٌ من الطَّيالِسَة تصغير رازِيّ منسوبٌ إلى الرَّيّ . يقال : هو خفيفُ المَرَاز والمَرازَة إذا رازَه واخْتبرَه وقَدَّره لينْظُرَ ما ثقلُه . وفي التكملة : خِفَّتَه من ثِقَلِه . قال الفَرّاء : المَرازان : الثَّدْيان وهما النَّجْدان . وروَزَّ فلانٌ رَأْيَه تَرْوِيزاً أي هَمَّ بشيءٍ بعد شيءٍ نقله الصَّاغانِيّ . ورازان : ة بأَصْبَهان وليس بتَصحيف راران براءَيْن وقد ذُكِرَ في موضعه فلا ترْتابَنَّ فيها . منها أبو عمرو خالدُ بن مُحَمَّد الرّازِيّ عن ابن عَرَفَة وعنه أبو الشيخ الأَصْبَهانيّ . رازانُ أيضاً : محَلَّة ببُرُوجِرْد منها بَدْرُ بنُ صالح بن عَبْد الله الرَّازانِيّ المُحدِّث البُرُوجِرْدِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الرَّوْز : التَّقدير كالتَّرْوِيز قال :
" فرَوِّزا الأمرَ الذي تَروزانْ ورازَ الحجرَ رَوْزَاً : رَزَنَه ليعرِف ثِقَلَه . والمُراوَزَة : الاخْتِبار كالمُرازاة وهو مقلوب وسيذكر في موضعه . وراز الدِّينار : وَزَنَه ليعلمَ قَدْرَه . ويقال : دينارٌ يرضي الرَّازَةَ . والرَّازِيّ : المَنسوبُ إلى الرَّيّ . منهم الإمام فَخْرُ الدين صاحب التفسير وغيره . والرازيانه هو الشَّمَر . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أيضاً هنا : رامهرز
أَرَزَ الرجلُ يَأْرزُ مُثَلَّثَةَ الراء قال شَيْخُنا : التّثليث فيه غيرُ معروف سواءٌ قُصد به الماضي أو المضارع والفتح في المضارع لا وَجَهَ له إذ ليس لنا حَرْف حلَقٍ في عَيْنِه ولا لامِه فالصواب الاقتصار فيه على يَأْرِز كَيَضْرِب لا يُعرَف فيه غيرُها فقوله مُثَلّثة الراءِ زِيادةٌ مُفسِدَةٌ غيرُ مُحتاج إليها . قلتُ : وإذا كان المُراد بالتّثليثِ أنْ يكونَ من حدِّ ضَرَبَ وعَلِمَ وَنَصَرَ فلا مانع ولا يَرِدُ عليه ما ذَكَرَه من قوله : إذ ذلك شرطٌ فيما إذا كان من حدّ مَنَعَ كما هو ظاهر أُروزاً كقُعودٍ وأَرْزَاً بالفتح : انْقبضَ وتجَمَّعَ وثبتَ فهو آرِزٌ بالمَدّ وأَرُوزاٌ كصَبورٍ أي ثابِتٌ مُجتَمِع . وقال الجَوْهَرِيّ : أَرَزَ فلانٌ يَأْرِزُ أَرْزَاً وأُروزاً إذا تَضامَّ وتقَبَّضَ من بُخلِه فهو أَرُوزٌ . وسُئلَ حاجةً فَأَرَزَ أي تقَبَّضَ واجْتمعَ . قال رؤبة :
" فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ
ولكنّه ينضمّ بعضُه إلى بعض . وقد أضافه إلى المصدر كما يُقال عمر العَدْلِ وعَمْرُو الدَّهَاء لمّا كان العَدلُ والدَّهاءُ أَغْلَبَ أَحْوَالِهما ورُوي عن أبي الأسْوَد الدُّؤَليّ أنّه قال : إنّ فلاناً إذا سُئل أَرَزَ وإذا دُعي اهتَزَّ يقول : إذا سُئلَ المعروفَ تَضامَّ وتقَبَّضَ من بُخلِه ولم يَنْبَسِط له وإذا دُعي إلى طعامٍ أَسْرَعَ إليه . أَرَزَت الحَيَّةُ تَأْرِزُ أَرْزَاً : لاذَتْ بجُحْرِها وَرَجَعتْ إليه ومنه الحديث : " إنَّ الإسلامَ لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها " ضبطه الرُّواةُ وأئمّةُ الغريب قاطِبَةً بكسر الرّاء وقال الأَصْمَعِيّ : يَأْرِزُ أي ينضَمّ ويَجتمِعُ بعضُه إلى بعض فيها ومنه كلامُ عليّ رضي الله عنه : حتى يَأْرِزَ الأمرُ إلى غَيْرِكم . قيل : أَرَزَت الحيّةُ تَأْرِزُ : ثَبَتَتْ في مكانِها . وقال الضّرير في تفسير الحديث المتقدّم : الأَرْزُ أيضاً أن تَدَخَلَ الحيّةُ جُحرَها على ذنَبِها فآخِرُ ما يبقى منها رَأْسُها . فيدخُلُ بَعْدُ قال : وكذلك الإسلامُ خرجَ من المدينة فهو يَنْكُصُ إليها حتى يكون آخرُه نُكوصاً كما كان أوّله خُروجاً قال : وإنّما تَأْرِزُ الحيّةُ على هذه الصِّفة إذا كانت خائفةً وإذا كانت آمِنةً فهي تَبْدَأُ برأسها فتُدخِلُه وهذا هو الانْجِحار . منَ المَجاز : أَرَزَت الليلةُ تَأْرِزُ أَرْزَاً وأُروزاً : بَرَدَتْ قال في الأَرْزِ :
ظَمْآنُ في ريحٍ وفي مَطيرِ ... وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَريرِ وأَرْزُ الكلامِ بالفتح : الْتِئامُه وحَصْرُه وجَمعُه والتَّرَوِّي فيه ومنه قولهم : لم يَنْظُر في أَرْزِ الكلام . جاء ذلك في حديث صَعْصَعةَ بن صُوحان . والآرِزَةُ من الإبل بالمدّ على فاعِلَةٍ : القَويّةُ الشديدةُ قال زُهَيْرٌ يصف ناقةً :
بآرِزَةِ الفَقارَةِ لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكاب ولا خِلاءُ قال : الآرِزَةُ الشديدةُ المُجتَمِعُ بعضُها إلى بعض قال الأَزْهَرِيّ : أراد أنّها مُدْمَجةُ الفَقار مُتداخِلَتُه وذلك أقوى لها . منَ المَجاز : الآرِزَةُ بالمدّ : الليلةُ الباردةُ يَأْرِزُ مَن فيها لشِدّةِ بَرْدِها . الآرِزَةُ بالمدّ : الشجرةُ الثابتةُ في الأرض وقد أَرَزَتْ تَأْرِزُ إذا ثَبَتَتْ في الأرض . والأَريز كأَميرٍ : الصَّقيع وسُئل أعرابيٌّ عن ثَوْبَينِ له فقال : إذا وَجَدْت الأَريزَ لَبِسْتُهما . والأَريزُ والحَليتُ : شِبْهُ الثلج يقَعُ على الأرض . الأَريز : عَميدُ القوم والذي نقله الصَّاغانِيّ وأبو منصور : أَريزَةُ القوم كسفينةٍ : عَميدُهم . قلتُ : وهو مَجاز كأنّه تَأْرِزُ إليه الناسُ وتَلْتجِئُ . الأَريزُ : اليومُ البارد وقال ثعلب : شديدُ البردِ في الأيّام ورواه ابْن الأَعْرابِيّ أَزِيز بزاءَيْن وسيُذكَر في محلّه . والأَرْزُ بالفتح ويُضَمّ : شجرُ الصَّنَوْبَر . قاله أبو عُبَيْد أو ذكرُه قاله أبو حنيفة زاد صاحبُ المِنهاج : وهي التي لا تُثمِرُ كالأَرْزَة وهي واحدة الأَرْز وقال : إنّه لا يَحْمِل شيئاً ولكنّه يُستَخرَج من أعجازِه وعُروقِه الزِّفْت ويُستَصبَح بخَشبِه كما يُستصبَح بالشَّمَع وليس من نباتِ أرضِ العرب واحدتُه أَرْزَةٌ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم : " مَثَلُ الكافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأرضِ حتى يكون انْجِعافُها بمرَّةٍ واحدة " ونحو ذلك قال أبو عُبَيْدة : قال أبو عُبَيْد : والقَولُ عندي غَيْرُ ما قالاه إنّما الأَرْزَة بسكون الرّاء هي شجرَةٌ مَعْرُوفةٌ بالشام تُسمّى عندنا الصَّنَوْبَر وإنّما الصنوبَرُ ثَمَرُ الأَرْز فسُمِّي الشجرُ صَنَوْبراً من أَجْلِ ثَمَرِه أرادَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم أنّ الكافر غَيْرُ مُرَزَّإٍ في نَفْسِه ومالِه وأهلِه وولَدِه حتى يموت فشَبَّه مَوْتَه بانْجِعافِ هذه الشجرةِ من أَصْلِها حتى يلقى الله بذُنوبِه . أو الأَرْز : العَرْعَر قال :
لها رَبَذَاتٌ بالنَّجاءِ كأنّها ... دَعائمُ أَرْزٍ بَيْنَهُنَّ فُروعُالأَرَزَة بالتّحريك : شجرُ الأَرْزَن قاله أبو عَمْرُو وقيل : هي آرِزَة بوَزن فاعِلَة وأنكرها أبو عُبَيْد . منَ المَجاز : المَأْرِز كمَجْلِس : المَلجأ والمُنْضَمّ . والأَرُزُّ قال الجَوْهَرِيّ فيه سِتّ لغات : اَرُزٌّ كأَشُدّ وهي اللُّغَة المشهورة عند الخَواصّ أُرُزٌّ مثل عُتُلٍّ بإتْباع الضّمّةِ الضمةَ أُرْزٌ مثل قُفْلٍ وأُرُزٌ مثل طُنُب مثل رُسُل ورُسْل أحدُهما مُخَفّفٌ عن الثاني ورُزٌّ بإسقاط الهمزة وهي المشهورة عند العَوامّ ومحلُّ ذِكرِه في المُضاعَف ورُنْزٌ وهي لعبدِ القيْس وسيأتي للمصنّف في محلّه فهذه الستّة التي ذَكَرَها الجَوْهَرِيّ يقال فيه أيضاً : آرُزٌ ككابُل وأَرُزٌ كعَضُدٍ . قال : وهاتانِ عن كُراع كلُّه ضَرْبٌ من البُرّ وقال الجَوْهَرِيّ : حَبٌّ وهو م أي معروف وهو أنواعٌ مصريٌّ وفارسِيٌّ وهِنْديٌّ وأجْوَدُه المِصريّ بارِدٌ يابسٌ في الثانية وقيل مُعتَدِلٌ وقيل حارٌّ في الأولى وقِشرُه من جُملةِ السُّموم نقله صاحب المنهاج . وأبو رَوْحٍ ثابتُ بن مُحَمَّد الأُرْزِيّ بالضمّ ويقال فيه أيضاً الرُّزِّيُّ نِسبةً إلى بَيْعِ الأُرزِ أو الرُّزّ مُحدِّثٌ قلتُ : ونُسِبَ إليه أيضاً عباسٌ أبو غسّانَ الأُرزيّ عن الهيثم بن عَدِيّ . ويحيى بن مُحَمَّد الأُرزيّ . الفقيه الحنفيّ حدَّث عن طَرّاد الزَّيْنَبيّ ذكره ابنُ نُقطة . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الأَرُوز كصَبور : البخيل ورجلٌ أَرُوزُ البُخلِ : شديدُه وأَروز الأَرْز مبالغة . وقد تقدّم . وَأَرَزَ إليه : التجأ . وقال زيدُ بنُ كُثْوة : أَرَزَ الرجلُ إلى مَنَعَتِه : رَحَلَ إليها . وَأَرَزَ المُعْيِي : وَقَفَ . والأَرِزُ من الإبل ككَتِفٍ : القويُّ الشديد . وفَقَارٌ أَرِزٌ : مُتداخِلٌ . ويقال للقَوس إنها لذاتُ أَرْزٍ وأَرْزُها صلابَتُها . قالوا : والرَّمْيُ من القوسِ الصُّلبةِ أَبْلَغُ في الجَرح ويقال : منه أُخِذ ناقةٌ أَرِزَةُ الفَقَار أي شديدة . والأَوارِزُ جمع آرِزَةٍ أي الليالي الباردة ويُوصَف بها أيضاً غير الليالي كقوله :
" وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ فإنّ الظُّلل هنا بيوتُ السِّجن . وفي نوادر الأَعْراب : رأيتُ أَريزَتَه وأرائِزَهُ تُرعَد . وأَريزَةُ الرجل : نَفَسُه . وفي حديث عليّ رضي الله عنه : جَعَلَ الجبالَ للأرضِ عِماداً وَأَرَزَ فيها أَوْتَاداً . أي أَثْبَتَها إن كان بتخفيف الزّاي فمِن أَرَزَت الشجرةُ إذا ثَبَتَتْ وإن كانت مشدّدة فمن أرزَّت الجرادةُ ورَزَّت وسيُذكَر في موضعه . ويقال : ما بَلَغَ أعلى الجبلَ إلاّ آرِزاً أي مُنقبِضاً عن التَّبَسُّط في المَشيِ لإعْيائِه . منَ المَجاز : أَرَزَتْ أصابِعُه من شِدّةِ البرد قاله الزَّمَخْشَرِيّ . والآرِز : الذي يأكلُ الأَريزَ نقله الصَّاغانِيّ