الرِّيشُ بالكَسْرِ لِلطّائِرِ كالرَّاشِ قالَ القُتَيْبِيّ : هُوَ ما سَتَرَه اللهُ تَعَالَى بهِ وقد جاءَ في الشِّعر قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
فاحْتَثَّ أَجْمَالَهُمْ حَادٍ له زَجَلٌ ... مُشَمِّرٌ أَشرٌ كالقِدْحِ ذِي الرّاشِ ج أَرْياشٌ كحِلْسٍ وأَحْلاَسٍ ونَابٍ وأَنْيَابٍ ورِيَاشٌ كلِهْبٍ ولِهَابٍ قالَهُ ابنُ جِنِّى وقد قُرِئَ به . قلتُ : وهُوَ قراءَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه وابنِ عَبّاسٍ والحَسَنِ والسُّدِّيّ وعاصِمٍ في رواية المُفَضَّل يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ورِيَاشاً . ومن المَجَازِ : الرِّيشُ : اللِّبَاسُ الفاخِرُ كالرِّيَاشِ كاللِّبْسِ واللِّبَاسِ والدِّبْغ والدِّباغ والحِلِّ والحِلال والحِرْمِ والحِرَام مُسْتَعَارٌ من الرِّيش الَّذِي هُوَ كُسْوَةٌ وزِينَةٌ لِلطائرِ . والرِّيشُ والرِّيَاشُ : الخِصْبُ والمَعَاشُ والمالُ المُسْتَفَادُ والأَثَاثُ . وقال القُتَيْبِيُّ : الرِّيشُ والرِّيَاشُ وَاحِدٌ وهُمَا ما ظَهَرَ من اللِّباسِ . وقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ : قالَتْ بَنُو كِلاَبٍ : الرِّيَاشُ : هو الأَثَاثُ من المَتَاعِ ما كَانَ مِنْ لِبَاسٍ أَوْ حَشْوٍ مِنْ فِرَاشٍ أَو دِثَارٍ والرِّيشُ : المَتَاعُ والأَمْوَالُ وقَدْ يَكُونُ في الثِّيَابِ دُونَ الأَمْوَالِ وإِنَّهُ لَحَسَنُ الرِّيشِ أَي الثِّيَابِ . وهو مَجَازٌ . وفي البَصَائِر : ويَكُونُ الرِّيشُ للطّائِرِ كالثِّيَابِ للإِنْسَانِ اسْتُعِير للثِّيَابِ قالَ تَعالى لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ورِيشاً . ومن المَجَازِ : أَعْطَاهُ أَي النُّعْمَانُ النَابِغَةَ مائِةً مِنْ عَصَافِيرِه بِرِيشِهَا أَيْ بِلِبَاسِهَا وأَحْلاسِهَا وذلِكَ لأَنَّ الرِّحالَ لَها كالرِّيشِ أَوْ لأَنَّ المُلُوكَ كانَتْ إذا حَبَتْ حِبَاءً جَعَلُوا في أَسْنِمَةِ الإِبِلِ رِيشاً وقِيلَ : رِيش النَّعَامَةِ ليُعْرَفَ أَنَّهُ مِنْ حِباءِ المَلِكِ . وذُو الرِّيشِ : فَرَسُ السَّمْحِ بنِ هِنْدٍ الخَوْلانِيّ وفيه يَقُول :
" لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ لِذِي الرِّيِشِ بالعِدَامَوَاسِمَ خِزْيٍ لَيْسَ تَبْلَى مع الدَّهْرِ
يَكُرُّ عَلَيْهِم في خَمِيسٍ عَرَمْرمٍ ... بِلَيْثٍ هَصُورٍ من ضَرَاغِمَةٍ غُبْرِ وذَاتُ الرِّيشِ : نَبَاتٌ من الحَمْضِ كالقَيْصُومِ وَرَقاً ووَرْداً يَنْبُتُ خِيطاناً من أَصْلٍ واحدٍ وهُوَ كَثِيرُ الماءِ جِدّاً يَسِيلُ من أَفْوَاهِ الإِبِلِ سَيْلاً والناسُ أَيْضاً يَأْكُلُونَه قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ . ورِيشَةُ : أَبُو قَبِيلَة مِنَ العَرَبِ مِنْهُم بَقيَّةٌ بالحِجَازِ أَهْلُ صِدْقٍ وأَمَانَةٍ . أَو هِيَ رِيشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ ابْنِ بَكْر بنِ عامِر بنِ عَوْفٍ أُمّ مَالِكٍ الوَحِيدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هُبَلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كِنَانَةَ بنِ بَكْرِ بنِ عَوْفِ ابنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الَّلاتِ وهُوَ الَّذِي أَسَرَهُ جِذْلُ الطِّعَان فافْتَدَتْهُ مِنْهُ أُمُّه بأُخْتِه رُهْمَ فوَلَدَتْ فِيهِم . ورَاشَ السَّهْمَ يَريشُه رَيْشاً بالفَتْح : أَلْزَقَ عَلَيْهِ الرِّيشَ ورَكَّبَه عَلَيْه كرَيَّشَهُ تَرْيِيِشاً فهُوَ سَهْمٌ مَرِيشٌ ومُرَيَّشٌ قال لَبِيدٌ يَصِفُ السَّهْمَ :
ولِئَنْ كَبِرْتُ لَقَدْ عضمِرْتُ كأَنَّنِي ... غُصْنٌ تُفَيِّئهُ الرِّيَاحُ رَطِيبُ
وكَذاكَ حَقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِهِ ... كَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ
حَتَّى يَعُودَ من البَلاءِ كَأَنَّهُ ... في الكَفِّ أَفْوَقُ نَاصِلٌ مَعْصُوبُ
مُرُطُ القِذَاذِ فَلَيْسَ فيهِ مَصْنَعٌ ... لا الرِّيشُ يَنْفَعُهُ ولا التَّعْقِيبُ هكذا أَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ البَيْتَ الأَخِيرَ ونَسَبَه للَبِيدٍ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : لَمْ أَجِدْه في دِيوَانِه وإنَّمَا هُو لِنافِعِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ وقالَ الصّاغَانِيّ نُوَيْفِعُ بنُ لَقِيطٍ يَصِفُ الهَرَمَ والشَّيْبَ . ومُرُطُ القِذاذِ : لَمْ يَكُنْ عَليه الرِّيشُ والتَّعْقِيبُ : شَدُّ الأَوْتَارِ عَلَيْهِ والأَفْوَقُ : السَّهْمُ المَكْسُورُ الفُوقِ والفُوقُ مَوْضِعُ الوَتَرِ مِنَ السَّهْمِ والنّاصِلُ : الَّذِي لا نَصْلَ فِيه والمَعْصُوبُ : الَّذِي عُصِبَ بعِصَابَةٍ بَعْدَ انْكِسارِه . وراشَ يَرِيشُ رَيْشاً : جَمَعَ الرِّيشَ وهُوَ المَال والأَثَاث . ورَاشَ الصَّدِيقَ يَرِيشُه رَيْشاً : أَطْعَمَه وسَقَاهُ وكَسَاهُ ومِنْهُ حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباهَا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه : يَفُكُّ عَانِيَهَا وَيرِيشٌ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه وأَصْلُه من الرِّيشِ كأَنَّ الفَقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ لَهُ كالمقصُوصِ مِنْهُ الجَنَاح وكُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَه خَيْراً فَقَدْ رِشْتَه ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً رَاشَهُ اللهُ مالاً أَيْ أَعْطَاه وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ والنّسّابَةِ :
الرّائِشينَ ولَيْسَ يُعْرَفُ رائِشٌ ... والقَائِلِين هَلُمَّ للأَضْيَافِ ومِنَ المَجَاز : راشَ فُلاناً إذا قَوّاهُ وأَعانَه عَلَى مَعَاشِه وأَصْلَحَ حالَه ونَفَعَه قال سُوَيْدٌ الأَنْصَارِيّ :
فرِشْنِي بخَيْرٍ طَالَما قَدْ بَرَيْتَنِي ... وخَيْرُ المَوَالِي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْرِىوقَد وُجِدَ هذا المِصْرَاعُ الأَخِيرُ أَيْضاً في قَوْل الخَطِيمِ بنِ مُحْرِزٍ أَحَدِ اللُّصُوص . والرّائِشُ في قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْهُ وسَلَّمَ لَعَنَ اللهُ الرّاشِيَ والمُرْتَشِيَ والرّائِشَ : السَّفِير بَيْنَ الرّاشِي والمُرْتَشِي لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمَا وهُوَ مَجازٌ كَأَنَّهُ يَرِيشُ هذا من مَالِ هذا . والرّائِشُ : السَّهْمُ ذُو الرِّيِشِ ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ قالَ لِجَرِيرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما وقَدْ جاءَ مِنَ الكُوفَةِ : أَخْبَرْنِي عَنِ النّاسِ ؟ فقالَ : هُمْ كسِهَامِ الجَعْبَةِ مِنْهَا القَائِمُ الرّائِشُ أَيْ ذُو الرِّيشِ إِشارَةً إلى كَمالِه واسْتِقامضتِه أَيْ فهُوَ كالماءِ الدّافِقِ والعِيشَةِ الرّاضِيَةِ . ومن المَجَازِ : كَلأٌ رَيشٌ كَهَيِّنٍ وهَيْنٍ : كَثِيرُ الوَرَقِ كَذَا في النُّسَخ والصَّوَابُ إذا كَثُرَ الوَرَقُ وكذلِكَ كَلأٌ له رِيشٌ كَمَا في التَّكْمِلَةِ والَّذِي في اللِّسَانِ : فُلانٌ رَيِّشُ ورَيْشٌ ولَهُ رِيشٌ وذلِكَ إذا كَبُرَ ورَفَّ فتَأَمَّل . ورَيْشانُ بالفَتْحِ : حِصْنٌ باليَمَنِ من عَمَلِ أَبْيَنَ وجَبَلٌ آخَرُ مُطِلٌّ على المَهْجَمِ باليَمَنِ أَيْضاً . وقال نُصَيْرٌ : الرِّيْشُ مُحَرَّكَةً : الزَّبَبُ وهُوَ كَثْرَةُ الشَّعرِ في الأُذْنَيْنِ خاصَّةً وقِيلَ : الوَجْهِ كذلِكَ ونَاقَةٌ رَيَاشٌ كسَحَابٍ قالَ ويَعْتَرِي الأَزَبَّ النَّفَارُ وأَنْشَد :
أَنْشُدُ من خَوَّارَةٍ رَيَاشِ ... أَخْطَأَهَا في الرَّعْلَةِ الغَوَاشِي
" ذُو شَمْلَةٍ تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ وجَمَلٌ رَاشٌ وذُورَاشٍ : كَثِيرُ شَعرِ الوَجْهِ هُنَا مَحَلُّ ذِكْرِه وقد ذَكَرَه المُصَنّفُ أَيْضاً في روش . ورَجُلٌ أَرْيَشُ . وأَراشَ ورَوَّشَ كذا في النُّسَخ والصواب رَائِشٌ ورَؤُوشٌ كما هو نصَّ ابنُ عبّادٍ : أَي كثيرُ شَعرِ الأُذُنِ وكَذلِك رَاشٌ . ورُمْحٌ رَاشٌ ورَائِشٌ : خَوّارٌ ضَعِيفٌ عن ابنِ فارِسٍ وهو مَجَاٌز شُبِّه بالرِّيِشِ ضَعْفاً أَو لِخِفَّتِه قال الزَّمَخْشَرِيُّ : فَعْلٌ أَو فاعِل كشَاكٍ . والمُرَيَّشُ كمُعْظَّم : البَعِيرُ الأَزَبُّ أَيْ كَثِيرُ شَعرِ الأُذُنِ . ومِنَ المَجَازِ : بَعِيرٌ مُرَيَّشٌ : وهو المُرْهَفُ السَّنَامِ القَلِيلُ اللَّحْمِ الخَفِيفُه من الهُزَالِ مِنْ قَوْلِهِمْ : أَخَفُّ من الرِّيشَةِ قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : وهُوَ من المَجازِ اللَّطِيفِ المَسْلَكِ . والمُرَيَّشُ : البُرْدُ المُوَشَّي عن اللِّحْيَانِيّ : خُطُوطُ وَشْيِهِ على أَشْكَالِ الرِّيِش قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : وهذا كقَوْلِهِم : بُرْدٌ مُسْهَّمٌ وهُوَ مَجَازٌ . ومن المَجاز : المُرَيَّشُ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الصُّلْبِ وقد رَاشَهُ السُّقْمُ : أَضْعَفَه . والمُرَيَّشُ أَيْضاً : الهَوْدَجُ المُصْلَحُ بالقِدِّ وهو الجِلْدُ اليابِسُ وهو مَجَازٌ أَيْضاً وقد رَيَّشْتُ هَوْدَجِي وذلِكَ أَنْ تُلَطِّفَ وتُحَسِّنَ أَمْرَه قالَهُ أَبو عَمْرو . ونَاقَةٌ مُرَيَّشَةُ اللَّحْمِ : قَلِيلَتُه مِن الهُزَال وهو مَجَازٌ أَيْضاً كما تَقَدَّمَ قَرِيباً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : طائِرٌ رَاشٌ : نَبَتَ رِيشُه . وارْتَاشَ السَّهْمَ كرَاشَهُ وأَنشَدَ سِيَبَويه لابْنِ مَيّادَةَ :
وارْتَشْنَ حِينَ أَرَدْنَ أَنْ يَرْمِينَنَا ... نَبْلاً بِلاَ ريِشٍ ولا بقِدَاحومِنْ أَمْثَالِهِم : فُلانٌ لا يَرِيشُ ولا يَبْرِى أَيْ لا يَنْفَعُ ولا يَضُرُّ . ومَالَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ . أَيْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ وهذِه عن الجَوْهَرِيِّ . ورَاشَهُ اللهُ رَيْشاً : نَعَشَهُ . وتَرِيَّشَ الرَّجُلُ وارْتَاشَ : أَصابَ خَيْراً فرُئِيَ عَلَيْه أَثَرُ ذلِكَ . وارْتَاشَ فُلانٌ : حَسُنَتْ حالُه . والرِّيشُ : الزِّينَةُ قالَهُ أَبو مُنْذِرٍ القارِئُّ وهو مَجازٌ . والرِّيشُ : الحالُ وهُوَ مَجازٌ أَيْضاً . والرِّيَاشُ : حُسْنُ الحالِ وهو مَجازٌ أَيْضاً . ورَجُلٌ أَرْيَشُ ورَاشٌ : ذو مَالِ وكُسْوَةٍ . والرِّيَاشُ : القِشْر . ورَاشَ الطّائِرُ : كَثُرَ نُسَالُه . وقال الفرّاءُ : راشَ الرَّجُلُ : اسْتَغْنَى . وجَمَلٌ رَاشٌ الظَّهْرِ : ضَعِيفٌ وناقَةٌ رَاشَهٌ : ضَعِيفَةٌ وفي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ : راشَ الغُصُونَ شَكِيرُهَا . قِيلَ : كَسَا وقِيلَ : طَالَ الأَخِيرَةُ عن أَبِي عَمْروٍ والأَوَّلُ أَعْرَفُ . والرّائِشُ الحِمْيَرِيُّ : مَلِكٌ كان غَزَا قَوْماً فغَنِمَ غَنَائِمَ كَثِيرةً ورَاشَ أَهْلَ بَيْتِه وفي الّصحاح والحَارِثُ الرّائِشُ : مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ . وأَبُو رِيَاشٍ اللُّغَوِيُّ ككِتَابٍ : مَشْهُورٌ . وأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمّد بنُ الحَسَنِ الرِّيّاشُ بالتَّشْدِيد . والرّائِشُ بنُ الحارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ ثَوءرِ بنِ مُرتِعٍ : بَطْنٌ من كِنْدَةَ . والرَّائِشُ بنُ قَيْس بنِ صَيْفِيّ ذي الأَذْعَارِ بنِ أَبْرَهَةَ ذي المَنَار . ورِيشَةُ بالكَسْرِ : لَقَبُ أَبي القَاسِمِ عبد الرّحمنِ بنِ نمي التَّاهَرْتِيّ حكَى عَنْهُ السِّلَفِي . وأَبو الرِّيِش بالكَسْرِ : كُنْيَةُ بَعْضِ المتأَخَرِّين
فصل الزاي مع الشين
الأَرْشُ : الدَّيَةُ أَي دِيَةُ الجِرَاحَاتِ سُمِّيَ أَرْشاً ؛ لأَنَّه من أسْبَابِ النِّزَاعِ وقيل : إن أَصْلَه الهَرْشُ نقله ابنُ فارس ومنه قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ : يقولُ انتظرني حَتّى تَعْقِل فليسَ لكَ عِنْدَنا أَرْشٌ إلاّ الأَسنَّة أَي لا نَقْتُلُ إنْسَاناً فنَدِيَه أَبَداً . وقال أَبو مَنْصُور : أَصْلُ الأَرْشِ الخَدْشُ ثمّ يُقالُ لما يُؤْخَذُ دِيَةً لها : أَرْشٌ وأَهْلُ الحِجاز يُسمُّونَه النَّذرْ وقد أَرَشْتُه أَرْشاً : خَدَشْتُه قال رُؤْبَةُ :
فَقُلْ لِذاكَ المُزْعَجِِ المَحْنُوشِ ... أَصْبِحْ فما مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِِ
المَحْنُوشُ : المَلْدوغُ أَي فَقُلْ لِذاكَ الَّذي أَزْعَجَهُ الحَسَدُ وبِهِ مِثْلُ ما باللَّدِيغِ . وقوله : أَصْبِح أَي ارْفُقْ بنَفْسِك فإنّ عِرْضِي صَحِيحٌ لا عَيْبَ فيه ولا خَدْشَ والمَأْرُوشُ : المَخْدُوشُ . والأَرْشُ : طَلَبُ الأَرْشِ وقد أُرِشَ الرّجُلُ كعُنِىَ : طُلِبَ بأَرْشِ الجِرَاحَةِ . قاله الصّاغانِيُّ . وعن أبي نَهْشَل : الأَرْشُ : الرِّشْوَةُ رَوَاه عنه شَمِر ولمْ يَعْرِفْه في أَرْشِ الجِرَاحَاتِ . وقد تَكَرَّرَ ذِكْر الأَرْشِ المَشْرُوعِ في الحُكُومَات وهو مَا نَقَصَ العَيْبُ مِن الثَّوْبِ سُمِّيَ لأَنَّه سَبَبٌ للأَرْشِ والخُصُومَةِ والنِّزاعِ يُقال : بَيْنهُمَا أَرْشٌ أي اختِلافٌ وخُصُومَةٌ . وقال القُتَيْبِيّ : الأَرْشُ : ما يُدْفَعُ بينَ السَّلامةِ والعَيْبِ في السِّلْعَةِ لأَنّ المُبْتَاع للثَّوْبِ على أَنَّه صَحِيحٌ إذا وَقَفَ فيه على خَرْقٍ أَو عَيْبٍ وَقعَ بيْنه وبين البائعِ أَرْشٌ أيْ خُصُومَةٌ واخْتِلاف وهو من الأَرْش بمَعْنَى الإِغْرَاء تقول : أَرَّشْتُ بين الرَّجُلَيْنِ إذا أَغْرَيْتَ أَحَدَهما بالآخَر وأَوْقعْتَ بينَهما الشَّرَّ فسُمِّىَ ما نَقَصَ العيْبُ من الثّوْبِ أَرْشاً ؛ إذْ كان سَبَباً للأَرْش . والأَرْشُ : الإِعْطاءُ وقد أَرَشَه أَرْشاً : أَعْطاه أَرْشَ الجِرَاحَةِ . وقال ابنُ عبّادٍ : الأَرْشُ : الخَلْقُ بمَنْزِلة الطَّمْشِ يقال : ما أَدْرِي أيّ الأَرْشِ هو أَي الخَلْق . ومنه المَأْرُوشُ : المَخْلُوق . وآرِشٌ كصاحِبٍ : جَبَلٌُ نقله الصّاغانيّ في العُبَاب . وتَأْرِيشُ النّارِ : تأْرِيثُها وكذلك تأْرِيشُ الحَرْبِ نقله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ شُمَيْل : يُقال : ائْتَرِشْ منه خُمَاشَتَكَ يا فُلانُ أيْ خُذْ أَرْشَها وقد ائْتَرَش للخُمَاشَةِ كاسْتَسْلَمَ للقِصَاصِ . وممّا يُسْتدرَك عليه : التّأْرِيشُ : التَّحْرِيشُ والإفْسَادُ . وأَرَشُوه أَرْشاً : بَاعُوا أَلْبَانَ إبِلِهِمْ بماءِ قَلِيِبِه نقله الصّاغانيّ . وإرَاشَهُ بالكَسْرِ : أَبو قَبِيلَةٍ من بَلِىّ وهو إراشةُ بنُ عامِرِ بنِ عَبِيلَة بن قِسْمِيلِ بن قرّان بنِ عَمْرِو بنِ بَلِىّ . وأُرَيْشٌ كزُبَيْرٍ : بَطْنٌ وقال ابنُ حَبيبَ : في لَخْمٍ جَدَسُ بنُ أُرَيْشِ بنِ إراشٍ بالكسْر وإراشٌ هو ابنُ لِحْيَان بنِ الغَوْثِ وقيل إرَاشٌ : هو ابنُ عَمْرِو بنِ الغَوْثٍ وهو وَالِدُ أَنْمَارٍ أَبُو بَجِيلَةَ من خَثْعَمٍ . وإرَاشَةُ : بَطْنٌ من خَثْعَم . وإرَاشَةُ : أَيضاً : من العَمَالِيقِ مَذكور في نسب فِرْعَوْنَ صاحِبِ مِصْر ذَكَرَهُ السُّهَيْليّ . قلتُ : وأَبُو الحَرَامِ بنُ العمَرَّطِ بنِ غَنْمِ بن أَرِيشٍ كأَميرٍ هكذا ضبطه الحافِظُ : قال : وأبو مُحَمَّدٍ الإرَاشيُّ بالكَسر : راجزٌ حكَى عنه أَبو عليٍّ القالِيّ في أمالِيه بالضّمِّ في أَزْدٍ وفي قُضاعَةَ . وممّا يُستَدرَك عليه : أرِيش كأَمِير بلدٌ عن الخَارزنجيّ