السُّبْرُوت كزُنْبُور : الأَرْض الصَّفْصَفُ وفي الصَّحاح : السُّبْروتُ من الأَرضِ : القَفْرُ والسُّبْروتُ : القاعُ لانَبَاتَ فِيهِ . السُّبْرُوت : الشَّيْءً القلِيلُ التَّافِه يقال : مالٌ سُبْرُوتٌ أَي : قليل . عن الأَصمعيّ : السُّبْرُوت : الفقِيرُ كالسِّبْريت . والسِّبْرَات بالكسر فيهما وهذه عن ابن دُريْد . والسُّبْرُت كقُنْفُذ وفي اللسان : السُّبْرُتُ والسُّبْرُوتُ والسِّبْراتُ : المُحْتاجُ المُقِلّ . وقيل : الذي لاشيْءَ له وهو السِّبْرِيتَةُ والأُنْثَى سِبْرِيتِةٌ أَيضاً . والسُّبْرُوت أَيضاً : المفْلِس . وقال أَبو زيد : رجل سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ وامرأَة سُبْرُوتَةٌ وسِبْرِيتَةٌ : إِذا كانا فَقيريْن من رجالٍ ونساءٍ سَبارِيتَ وهم المساكين والمحتاجونَ انتهى . وأَرضٌ سِبْراتٌ وسِبْرِيتٌ وسُبْرُوتٌ : لانَباتَ بها وقيل : لا شيءَ فيها . السُّبْرُوتُ : الغُلامُ الأَمْرَدُ لانَبَاَتَ بِعارِضَيْهِ و ج : سَبارِيتُ وسَبارٍ وهذه الأَخيرة نادِرَةٌ عن اللِّحيْانيّ . وحكى اللِّحيانيّ عن الأَصمعيّ : أَرضُ بنى فُلانٍ سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ لاشيءَ فيها . حكى : أَرْضٌ سَبَاريتُ مِنْ بابِ : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منها سُبْرُوتاً أَو سِبْرِيتاً . وعن أَبي عُبَيْدٍ : السَّبَارِيتُ : الفَلَوَاتُ الّتى لاشَيْءَ بها . وعن الأَصمعيّ : السَّبَارِيتُ : الأَرضُ الّتى لايَنْبُتُ فيها شَيْءٌ ؛ ومنها سُمِّي الرَّجُلُ المُعْدِمُ سُبْرُوتاً
السَّبْرُ بفتح فسكون : امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغَيْرِه . يقال : سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ ويَسْبِرَهُ سَبْراً : نَظَرَ مِقْدَارَه وقاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه هكذا بالوَجهين عند أَئِمَّةِ اللُّغَة وصَرَّح به غَيرُ واحد . وقَضِيَّة اصْطِلاحِ المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يقال بالضَّمّ ككَتَب . وقوله " وغيره " يَشمَلُ الحَزْرَ والتَّجْرِبَةَ والاخْتِبارَ واستخراجَ كُنْهِ الأَمرِ . ومنه حدِيثُ الغَارِ " قال له أَبو بكر : لا تَدخُلَه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك " أَي أَختَبِرَه وأَعْتَبِرَه وأَنْظُرَ هل فيه أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي . وفرَّقَ في المِصْباح فقال : سَبَرَ الجُرْحَ كنَصَر . وسَبَرَ القَومَ إِذَا تأَمَّلَهم بالوَجْهَيَيْنِ كقَتَل وضَرَب نقلَه شَيْخُنا . قلْت : وهو وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً كالاسْتِبَارِ وكلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه واستَبَرْتَه . السَّبْرُ : الأَسَدُ قاله المُؤرِّج . والسَّبْرُ : الأَصْلُ واللَّوْنُ والجَمَالُ والهَيْئَةُ الحَسَنَةُ والزِّيُّ والمَنْظَرُ ويُكْسَر في هذه الأَرْبَعَة . قال أَبو زَيْد الكِلاَبيّ : وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من العراق فقال : أَمَّا اللِّسَانُ فبَدَوِيّ وأَمّا السِّبْر بالكَسْر : الزِّيُّ والهَيْئَة . قال : وقالت بَدَوِيَّةٌ : أَعجَبَنا سِبْرُ فُلان أَي حُسْنُ حالِه وخِصْبُه في بَدَنِه . وقالت : رأَيتُه سَيِّءَ السِّبْرِ إِذَا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بَدَنَه فجَعَلَت السِّبْرِ بمَعْنَيَيْن . ويقال : إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذَا كان حَسَنَ السَّحْنَاءِ والهَيْئَةِ . وفي الحَدِيث " يَخْرُج رَجلٌ من النّارِ وقد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه " أَي هَيْئَته . والسِّبْرُ : حُسْنُ الهَيْئَةِ والجَمَالُ . ويقال : فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ إِذَا كان جَمِيلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ . قال الشاعر :
أَنَا ابنُ أَبِي البَرَاءِ وكُلُّ قَوْمٍ ... لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهمْ رِدَاءُ
وسِبْرِي أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ ... وأَنِّي لا يُزايِلُني الحَيَاءُ وقال أَبو زَيْد : السِّبْر : مَا عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدَّابَّة أو كَرَمَها من قِبَل أَبِيهَا والسِّبْر أَيضاً : مَعْرِفَتُك الدَّابَّة بخِصْب أَو بجَدْبٍ . والمَسْبُورُ : الحَسَنُها أَي الهَيْئَةِ . والسِّبْر بالكسر : العَدَاوَةُ . وبه فَسَّرَ المُؤَرِّج قَوْلَ الفَرزدق :
" بجَنْبَيْ جُلاَلٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهمُخَوَادِرُ في الأَخْيَاس ما بَيْنَهَا سِبْرُ أَي عَداوة . قال الأَزْهَرِيّ : وهو غَرِيب . وقال الصاغانيّ : وقرأْت في النَّقائِض :
لِحَيٍّ حِلاَلٍ يَدْفَع الضَّيْمَ عَنهمُ ... هَوَادِرُ في الأَجْوَافِ ليسَ لَهَا سِبْرُ والسِّبْرُ : الشَّبَهُ وبه فُسِّر حدِيثُ الزُّبَيْر " أَنه قِيل له . " مُرْ بَنِيك حتّى يَتَزَوَّجُوا في الغَرائِب فقد غَلَبَ عليهم سِبْرُ أَبِي بَكْر ونُحُولُه " . قال ابنُ الأَعرابيِّ : أَي شَبَهُ أَبِي بكْر قال : وكان أَبو بَكْرٍ دَقِيقَ المَحَاسِنِ نَحِيفَ البَدَنِ فأَمَرَهم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهُم الغَرائِبَ ليَجْتَمِع لهم حُسْنُ أَبِي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِه . ويقال : عَرَفَه بسِبْر أَبِيه أَي بهَيْئَتِهِ وشَبَهِه . وقال الشاعر وهو القَتَّال الكِلابِيّ :
أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شَلِيلٍ ... وهَل يَخْفَى علَى النَّاسِ النَّهارُ
عَلَيْنَا سِبْرُه ولكُلّ فَحْلٍ ... عَلى أَوْلادِه منه نِجَارُ والسَّبْرَةُ بالفَتْح وذِكْر الفَتْحِ مُسْتَدْرك : الغَدَاةُ البارِدَةُ . وقيل : هي ما بَيْن السَّحَر إِلى الصَّباح . وقيل : ما بَيْن غُدْوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمس ج سَبَرَاتٌ مُحرَّكة . وفي الحَدِيث " فِيمَ يَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَى يا مُحَمَّد فسكَت ثُمَّ وَضَع الرَّبُ تَعَالى يدَه بين كَتِفَيه فأَلْهَمَه إِلى أَن قال : في المُضِيِّ إِلى الجُمُعَاتِ وإِسباغِ الوُضُوءِ في السَّبَرَات " . وقال الحُطَيْئة :
عِظَامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها ... يُبَاكِرْن حَدَّ المَاءِ في السَّبَراتِيعني شِدّةَ بَرْدِ الشِّتاءِ والسَّنَةِ . وفي حديثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام " فدَخَل عليها رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم في غَدَاةٍ سَبْرَةٍ " . وسَبْرَةُ بنُ العَوَّال مشتقّ منه وكذا سَبْرَةُ بنُ أَبِي سَبْرَةَ الجُعْفِيّ رَوَى عنه عُمَيْرُ بنُ سَعْد وله وِفَادَة أَخرجه الثَّلاثة . وسَبْرَةُ بنُ عَمْرٍو التَّمِيميّ وَفَدَ مع الأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ وأَخْرجَه أبو عَمْرٍو . وسَبْرَةُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيّ رَوَى عنه جُبَيْر بن نُفَيْر وبُسْرُ بُن عُبَيد اللّه وهو أَخُو خُرَيْم . وسَبْرَةُ بنُ الفاكِهِ الأَسَدِيّ رَوَى عنه سالِمُ بن أَبي الجَعْد ويقال : هو ابنُ الفَاكِه صحابِيُّون . وكذا سَبْرة بن عَوْسَجة . قال مَرْوَان بن سَعِيد : له صُحْبة . وقيل : هو سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ روَى عنه من وَلدِه الرَّبِيعُ بنُ سَبْرَة وحَفِيداه : عبدُ الملك وعبدُ العَزِيز ابنا الرّبيع سَمِعَا عن أَبيهِما وعن جَدّهما ومن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ العزيز بنِ الرَّبِيع سَمِعَ أَباه وعنه إِسحاق ابن يَزِيد ويعقوب بن مُحَمَّد وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد العزيز حدَّث عن عَمِّه عَبْدِ المَلِك وعنه الحُمَيْدِيّ كذا في تاريخ البخاريّ وذكر الحافِظُ في التَّبْصِير عَبْدَ اللّه بنَ عُمَر بنِ عَبْدِ العزيز وحَدِيثُه في مُسنَد الإِمام أَحْمَد في المُتْعة . وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِىُّ . قال أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ : سأَلتُ أَبا دَاوُودَ عن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فقال : مُفْتِى أَهلِ المَدِينَةِ . قلت : هو مُحَمَّد بن عبد اللّه بن مُحَمَّد بن أَبي سَبْرَة بن أَبي رُهْم بن عبد العزيز بن أَبي قَيْس بن عَبْد وُدِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد اللّه وأَفتَى بالمدينة عن شَرِيكٍ وابن أَبي ذِئْبٍ وعنه ابن جُرَيج وعبد الرَّزَّاق ونزَلَ بغدَادَ ومات بها وقال ابنُ مُعِينٍ : ليس حديثه بشيْءٍ وله أَخٌ اسمه مُحَمَّد أَيضاً وَلِيَ قضاءَ المدينةِ عن هِشَامِ بن عُرْوَة لا يُحتَجُّ به . وسِبْرِتُ كزِبْرِج : د بالمَغْرِبِ قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ وقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً في الثَّاءِ الفَوْقِيَّة . وقال الصَّاغَانِيّ : سَبْرَةُ : من مُدُن إِفريقِيّةَ . والسَّاِبريُّ : ثَوْبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ قال ذُو الرُّمَّة :
فجَاءَتْ بنَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه ... علَى عَصَوَيْهَا سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ ومِنْهُ المثل " عَرْضٌ سابِرِيٌ " أَي رَقِيقٌ ليس بمُحَقَّق . يقوله : من يُعرَض عليه الشيْءُ عَرْضاًَ لا يُبَالَغُ فيه لأَنَّه أَي السَّابِرِيّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ . قال الشاعر :
بمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُهَا ... وعَيْشٍ كمِثْلِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ وفي حَدِيث حَبِيب بن أبي ثَابِتٍ : " رأَيْتُ على ابن عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيّاً أسَتشِفُّ ما وَرَاءَه " . كلُّ رقِيق عندهم سَابِرِيٌّ والأصل فيه الدُّوُرع السَّابِرِيَّة منسوبة إلى سابُورَ . والسَّابِرِيٌّ : تَمْرٌ جَيِّدٌ طَيِّبٌ . يقال : أجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ . والسَّابِرِيُّ : دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ في إحْكام صَنْعةٍ مَنْسُوبة إلى الملك سابُورَ . وسابُورُ ذُو الأكتافِ : مَلِك العَجَم مُعَّربُ شَاهْ بور مَعْنَاه ابن السُّلطان . سابُورُ : كُورَةٌ بفارِسَ مِدينَتُها نَوْبَنْدَجانُ قريبة من شِعْب بَوَّانَ بينها وبين أرَّجَانَ سِتَّة وعشرون فَرْسخاً وبينها وبين شِيرَازَ مِثلُ ذلك وقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي في شِعْره . أبُو العَبَّاس أحمد بن عبد الله ابن سابورَ الدَّقّاق بغدادِيّ عن أبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وغيره وعبد الله بن مُحَمَّد بن سابورَ الشِّيرازِيُّ محدِّثانِ قال الذَّهَبِيّ : رَوَى لنا عنه الأبَرقُوهِىّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً . والسُّبْرُورُ بالضَّمّ : الفَقِيرُ الذي لا مالَ له كالسُّبْروتِ حكاه أبو علي : وأنشد :تُطْعِم المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْهَا ... مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا قال ابنُ سِيدَه : فإذا صَحَّ هذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ . ومن المَجَاز : أرضٌ سُبْرُورٌ لا نَباتَ بِهَا وكذَلك سُبْرُوتٌ . والسِّبَارُ ككِتَاب والْمِسْبَارُ كمِحْرَاب : ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ ويُقَدَّرُ به غَوْرُه قال الشاعر يصف جُرْحَها :
" تَرُدّ السِّبَارَ على السّابِرِ وفي التّهْذِيب : السِّبَار : فَتِيلَةٌ تُجْعَل في الجُرْح وأنشد :
" تَرُدُّ على السَّابِرِيِّ السِّبَارَا ومن أمثال الأساس لولا المِسْبَار ما عُرِف غَوُر الجُرْح . والإمامُ أبو مُحَمَّد عبدُ الملك ابن عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ السِّبَارِيّ البُخَارِيّ إلى سِبَارَى بالكَسْر قَرْية ببُخارَى حَدَّثَ بتارِيخ بُخَارَى عن مُؤَلِّفهِ أبي عبد الله مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن غُنْجَارَ وعنه أبو الفَضْل بكر ابن مُحَمَّد بن علي الزّنجويّ وغيره . وسُبَرٌ وسُبْرَةُ كصُرَدٍ وقُتْرَةٍ : طائِرٌ دون الصَّقْر كذا في المحكم وأنشد اللّيث للأخطل :
والحارِثَ بنَ أبي عَوْف لَعْبِنَ بِه ... حتَّى تَعاوَرَه العِقْبَانُ والسُّبَرُ وسُبَر كصُرَد أوْ سُبْرَة مثل قُتْرة أو سُبَيْر مثل زُبَيْر : بِئْرٌ عادِيَّةٌ لتَيْمِ الرِّبَابِ في جَبَل يقال له السِّبْرَاة . وسَبَّر كَبَقَّم : كَثِيبٌ بين بَدْرٍ والمَدِينة هناك قَسَم صَلَّى الله عليه وسلم الغَنائِم قال شيخُنَا يُزَاد على النَّظَائِر السابِقَة في " تَوّج وبَذّرَ وجيّر " قلت : : وضبطه الصاغانيّ بكسر الموحّدة المُشَدَّدة وهو الصواب . وفي الحَدِيث : " لا بأْس وأن يُصَلِّيَ الرَّجلُ وفي كُمِّه سَبُّورة " هي كتَنُّومَة : جَرِيدةَ من الألْواحِ من ساجِ يُكْتَبُ عليها التّذاكِيرُ فإذا استْغَنْوا عنها مَحَوْها كسَفُّورة كما سيأتيْ وهي مُعرَّبة وجماعةٌ من أهل الحَدِيث يَرْوُونَهَا سَتُّورة وهو خَطَأٌ . والمُسْبَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ : الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّيْلِ
ومما يستدرك عليه : المَسْبَرةُ : المَخْبَرَة . وحَمِدْت مَسْبَرَه ومَخْبَرَه . والسِّبْر : مَاءُ الوَجْهِ والجمْع أسْبَارٌ . والسَّبَارَي بالفَتْح : أرضُ . قال لبيد :
دَرَى بالسّبَارَى حَبَّةٌ إثْرَ مَيَّةٍ ... مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوَادِمِ وأسْبَارُ بالفَتْح : قَريةٌ بباب أصْبَهانَ يقال لها : جَيٌّ . منها أبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد الله بن الفَرُّخَانَ الزاهد كان مُجابَ الدَّعوة . وسَبِيرَى : بفتح فكسْر : قَرْية بِبُخَارَى قيل هي سِبَارَى المذكورة منها أبو حفص عُمَر بن حفص بن عُمَر بن عُثْمَان بن عُمَر بن الحَسَن الهَمْدَانّي عن عليّ بن حجرٍ ويوسف بن عيسى وعنه مُحَمَّد بن صَابر الرِّباطيّ توفي سنة 294 ، ذكرَه الأمير وأبو سعيد السَّبِيريّ روَى عنه إسحاقُ بن أحمد السُّلَمِيّ . وسُبْران كعُثْمَانَ : موضعٌ بنواحِي البَامِيَانِ وهو صُقْعٌ بين بُسْتٌ وكابُلَ وبين الجِبَال عُيُونُ ماءٍ لا تَقْبَل النَّجَاسةَ إِذَا أُلقِىَ فيها شْيءٌ منها مَاجَ وغَلاَ نحوَ جِهَةِ المُلْقِى فإن أدركَه أحَاطَ به حتى يُغْرِقَه . وسليمان بن مُحَمَّد السَّبْرِىّ عن أبي بكر بن أبي سَبْرَةً وعنه عبد الجَبّار المُساحِقَيّ ذكرَه الحافظ ومحمد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن الحسن بن حَمدانَ الفَقِيهُ السَّابُورِيّ رَوَى عنه هِبَة الله الشِّيرازيّ . والسَّابرِيّ : نِسْبَةٌ إسماعيل بن سَمِيعٍ الحَنفيّ لبيْعه الثيابَ السَّابِرِيّة من رِجالِ مُسْلمٍ ضبطَه ابن السَّمْعَانيّ بفتْح الموحّدة وتعَقَّبه الرَّضيّ الشاطبيّ فقال : الصّواب بالكسر كذا في تَبْصِير المُنْتَبِه للحافظ . وسُبَارَى بالضَّمّ : قرية بمصر وقد دَخَلتُهَا . وأبو سَبْرَةَ عبد الله بن عابِس النَّخَعيّ : مقبولٌ من الثالثة . وسَبْرَةُ بن المُسَيَّب بن نَجَبَة كلاهما عن ابن عَبّاس وسُلَيمان بن سَبْرَةَ عن مُعَاذٍ وعنه أبو وائلٍومن المَجَاز : فيه خَيْرٌ كَثِيرٌ لا يُسْبَر وأَمرٌ عَظِيم لا يُسْبَر ومفَازَة لا تُسْبَر أَي لا يُعرَف قَدْرُ سَعَتها . وإسْبَرْت بكسر فسكون ففتح : مدينةٌ عظيمةٌ بالروم خَرَجَ منها العلماءُ . وسِبْرَاة بالكَسْر : ماءٌ لتَيْمِ الرِّباب
البِرُّ بالكسر : الصِّلَةُ وقد بَرَّ رَحِمَه يَبَرُّ إذا وَصَلَه ورجلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه وعليه خُرِّجَتْ هذه الآيةُ : " لايَنْهَاكُمُ اللهُ عَن الَّذِينَ لم يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ ولم يُخْرِجُوكُمْ مِن ديَارِكُمْ أنْ تَبَرُّوهُمْ " أي تَصِلُوا أرحامَهم كذا في البَصائر وقولُه عَزَّ وجلَّ : " لن تَنالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممّا تُحِبُّون " قال أبو منصورٍ : البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخرِةِ فخَيرُ الدُّنيا مما يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في الجَنَّة جَمَعَ الله لنا بينهما برَحْمَتِه وكَرَمِه وقال شَمِرٌ في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " عليكم بالصِّدْق فإنّه يَهْدِي إلى البِرّ " واختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ فقال بعضُهم : البِرُّ الصَّلاحُ وقال بعضُهم : البِرُّ : الخَيْرُ قال : ولا أعلمُ تفسيراً أجْمَعَ منه لأنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا وقال الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى : " لن تَنالُوا البِرَّ " : قال بعضُهُم : كلُّ ما تُقُرِّبَ به إلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إنفاقٌ
البِرُّ : الاتِّساعُ في الإحسان إلى النّاس وقال شيخُنَا : قال بعضُ أربابِ الاشْتِقَاقِ : إنّ أصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ ومنه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ ثم شاع في الشَّفَقَة والإحسانِ والصِّلَةِ قاله الشِّهَابُ في العناية . قلتُ : وقد سَبَقَه إلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِر قال ما نصُّه : ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر وتُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ أي التوسعُّ في فِعْل الخَيرِ ويُنسَب ذلك تارةً إلى الله تعالَى في نحو : " إنه هو البَرُّ الرَّحِيمُ " وإلى العَبْد تارةً فيقال : بَرَّ العَبْدُ رَبَّه أي تَوَسَّعَ في طاعَتِه فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ ومن العَبِد الطّاعةُ وذلك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ في الاعتقاد وضَرْبٌ في الأعمال . وقد اشتملَ عليهما قولُه تعالى : " ليس البِرّ أن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم " الآية وعلى هذا ما رُوِيَ أنه صلَّى الله عليه وسلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلا الآية ؛ فإنّ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأعمالِ : الفَرائضِ والنَّوَافلِ . وبِرُّ الوالدَيْنِ : التَّوسُّعُ في الإحسان إليهما
البِرُّ : الحجُّ : عن الصّغانِيِّ . ويُقَال : بَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً وبُرَّ الحَجُّ يُبَرُّ بِرّاً بالكسر بفَتْح الباء وضَمِّهَا فهو مَبْرُورٌ : مَقْبُولٌ
قال الفَرّاءِ : بُرَّحَجُّه فإذا قالوا : أبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قالوه بالألف وفي الصحاح : وأبَرَّ اللهُ حَجَّكَ لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ أي قَبِلَه . وقال شَمِرٌ : الحَجُّ المَبْرُورُ : الذي لا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم . وفي حديث أبي هُرَيرةَ قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " الحَجُّ المَبْرُورُ ليس له جزاءٌ إلا الجَنَّةُ " . قال سُفْيانُ : تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامِ وإطعامُ الطَّعَامِ وقيل : هو المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ وهو الثَّوَابُ . وقال أبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج : بُرَّ العَمَلُ . أراد عَملَ الحَجِّ دَعا له أن يكونَ مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجبُ ذلك الخُرُوجَ من الذنُوب التي اقْتَرَفها . ورُوِيَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال : " قالوا : يا رسولَ الله ما بِرُّ الحَجِّ ؟ قال : إطعامُ الطَّعَامِ وطِيبُ الكلامِ "
في البَصَائِرِ : ويُستَعْمَلُ الِبُّر في الصِّدْقِ لكَوْنِه بعضَ الخَيرِ يقال : بَرَّ في قَولِه وفي يَمِينه ومنه حديثُ أبي بَكْرٍ : " لم يَخْرُجْ مِن إِلٍّ ولا بِرٍّ " . أي صِدْق
البِرُّ : الطّاعةُ وبه فُسِّرت الآيةُ : " أتأْمُرُونَ النّاسَ بالبِرِّ " وفي حديث الاعتكافِ : " أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟ " أي الطّاعَةَ والعبادةَ ومنه الحديث : " ليس مِن البِرِّ الصِّيامُ في السَّفَر " . كالتَّبَرُّرِ يُقال : فلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرُه أي يُطِيعُه وهو مَجازٌ . واسمُه أي البِرُّ بَرَّةُ بالفَتْح اسمُ عَلَمٍ بمعنى البِرِّ مَعْرِفةٌ فلذلك لم يُصْرَف لأنّه اجتمعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنيثُ وسيُذكَر في فَجَارِ قال النّابِغَة :إنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ . في الحديث في بِرِّ الوالِدَيْن : " وهو حَقِّهما وحَقِّ الأقْرَبِينَ مِن الأهْلِ " : ضِدُّ العُقُوقِ وهو الإساءَةُ إليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم كالمَبَرَّةِ . وبَرِرْتُه أي الوالِدَ وبَرَرْتُه أبَرُّه بِرّاً كعَلِمتُه وضَرَبْتُه أي أحسنتُ إليه ووَصَلْتُه
عن ابن الأعرابيِّ : البِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والهِرُّ : دُعَاؤُهَا قاله في المَثَل السَّائرِ : " فلانٌ ما يَعْرِفُ هِراً مِنْ بِرٍّ " . وعَكَسَه يُونُسُ فقال : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها
البِرُّ : الفُؤادُ يقال : هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ وأنشدَ ابنُ الأعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ :
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه ... وأجْعَلُ مالِي دُونَه وأُؤامِرُهْ . البِرُّ : وَلَدُ الثَّعْلِب نقلَه الصّغانيُّ . قال بعضُهم في معنى المثلِ السّابقِ : الهِرُّ : السِّنَّوْرُ والبِرُّ : الفَأْرَةُ في بعض اللُّغَاتِ
قيل : هو الجُرَذُ أو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ
البِرُّ بالفَتْح : من الأسْماءِ الحُسْنَى وهو العَطُوفُ على عِبادِهِ ببِرِّه ولُطْفِه قاله ابنُ الأثير
البَرُّ : الصّادقُ . البَرُّ : الكَثِيرُ البِرِّ كالبارّ . وقال ابنُ الأثِيرِ : وإنما جاءَ في أسمائِه تعالَى البَرُّ دُونَ البارِّ قلتُ : وقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى : " ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ " وقالوا : أي البارّ . ج أبْرارٌ وَبَرَرَةٌ الأخِيرُ محرَّكَةَ رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أبْرَارٍ وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ . والأبرارُ كثيراً ما يُخَصُّ بالأوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد . وفي الحديث " الأئِمَّةُ من قُرَيْشٍ أبْرَارُهَا أُمَراءُ أبْرارِهَا وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا " . قال ابنُ الأثِيرِ : هذا على جِهَة الإخبارِ عنهم لا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم . وفي حديثٍ آخَر : " الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ " . وفي البَصَائرِ : وخُصَّ المَلائِكَةُ بالبَرَرَةِ من حيثُ إنه أبلغُ من الأبرار فإنّه جَمْعُ بَرٍّ والأبرارُ جمعُ بارٍّ وبَرٌّ أبلغُ من بارٍّ كما أن عَدْلاً أبلغُ من عادلٍ
البَرّ : الصِّدْقُ في اليَمِين ويُكسر . بَرَّ في يَميِنه يَبَرُّ إذا صَدَقَه ولم يَحنثْ
وقد بَرِرْتَ بالكسر وبَرَرْتَ بالفَتْحِ وهذه عن الصّغانيِّ . وبَرَّتِ اليَمِينُ تَبَرُّ كيمَلُّ وتَبِرُّ مثلُ يَحِلُّ بِرّاً بالكسر وبَرّاً بالفتح وبُرُوراً بالضّمّ : صَدَقَتْ . وأبرَّهَا هو : أمْضَاها على الصِّدْق
وعن الأحْمر : بَرَرْتُ قَسِمي وبَررْتُ والِدِي وغيرُه لا يقولُ هذا . ورَوى المُنْذرِيُّ عن أبي العَبَّاس في كتاب الفصيح : يقال : صَدَقْتَ وَبررْتُ وكذلك بَرَرْتُ والدي أبِرُّه . وقال أبو زَيْد : بَرَرْتُ في قَسَمِي وأبَرَّ اللهُ قَسَمِي . وقال الأعور الكَلْبِيّ :
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ ... فأَبْرَرْنَا إليهِ مُقَسّمِينا . وقال غيرُه : أبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأحْثَنَه فأمَّا أبَرَّه فمعناه أنه أجَابَه إلى ما أقْسَمَ عليه وأحْنَثَه إذا لم يُجِبْه . وفي الحديث : " بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ " وأبَرَّه بِرّاً بالكسر وإبراراً أي صَدَقَه
البَرُّ : ضِدُّ البَحْرِ وفي التَّنْزِيل العزيزِ : " ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبَحْرِ " " وحَمَلْنَاهُمْ في البَرِّ والبَحْرِ " " فلمَّا نَجَاهُم إلى البَرِّ " وقال مُجَاهِدٌ في قوله تعالَى : " ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ " : قال : البَرُّ القِفَارُ والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فيها ماءٌ
الحافظُ أبو عَمْروٍ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ بنِ عبد البَرِّ النمريّ عالِمُ الأنْدَلُسِ وفي نُسْخَةِ شيخِنا : حافظُ الأندلسِ قال : قلتُ : بل هو حافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ وهو صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها تُوُفِّيَ سنة 463
وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّاريُّ صَحابيٌّ وكنيتُه أبو هِنْدٍ وهو أخو تَميم وقيل ابنُ عَمِّه وقيل اسمه يَزِيدُ وبخطِّ أبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ : بربروالأدِيبُ أبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسيُّ النحويُّ اللغويُّ نَزِيلُ مصر صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح في مُجلَّدات سَمِعَ من أبي صادقٍ المَدينيّ وعنه ابن الجُمَّيزيّ تُوُفِّيَ سنة 582 . وعليُّ بنُ بَرِّيٍّ وهو عليُّ بنُ محمّد بنِ عليّ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ . وأبو الحَسَنِ عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ القَطّان مِن طَبقة عليِّ بن المَدينيّ وحَفيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ شيخٌ لابن المقرِي . قلتُ : ورَوَى عنه أيضاً ابنُ عَدِيٍّ في الكامل وابنُ أخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيٍّ البَرِّيُّ : محدِّثون
وأبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أبي القاسمِ بنِ البَرِّيِّ حَدَّثَ . وأمّا أبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ وهو أكبرُ منه والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدِسيُّ وأبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليٍّ القُرَشِيُّ وتُوفيِّ سنة 482 ، وله أخوةٌ منهم : أبو الفَرجِ موحد بن عليّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ توفي سنة 455 ، وأبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ سَمِعَ منه الخَطيبُ وقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولا وضبط في الكلِّ بالفَتْح وقال ابنُ عساكر بالضّمّ . قلت : وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ وتوفي سنة 461
أبو مَسْلَمَة عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ ويقال : القاسم الكِنْدِيُّ مولاهم عن سَعيدٍ المَقْبُريّ البُرِّيَّانِ فبالضّمّ إلى بَيْعِ البُرِّ
وفاته : أبو ثُمامَةَ البُرِّيُّ ويقال له : القَمّاحُ عن كَعْبِ بن عجرةَ . ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ عن محمّد ابن المُغِيرَةِ
البُرُّ : بالضّمّ الحِنْطَةُ قال المصنِّف في البَصائر : وتَسْمِيَتُه بذلك لكونِه أوْسعَ مَا يُحتاجُ إليه في الغِذاءِ انتهى . قال المُتنخِّل الهُذليُّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ . قال ابنُ دُرَيْد : البُرُّ أفصحُ من قولهم : القَمْحُ والحِنْطَةُ واحدتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ : ولا يُقَال لصاحبه : بَرّارٌ على ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْو لأنّ هذا الضَّرْبَ إنّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ . ج أبْرارٌ قال الجوهريُّ : ومَنَعَ سيبويهِ أنْ يُجْمَع البُرُّ على أبْرارٍ وجَوَّزَه المبَرّد قياساً
البِرُّ بالكسر أبو بكرٍ محمّدٍ بنُ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ البِرِّ اللغويّ والبِرُّ لَقب جَدِّ أبيه عليٍّ التَّمِيميِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ أحد أئِمَّةِ اللِّسَان روَى عن أبي سَعْد المالِينيِّ وكان حيّاً في سنة 469 ، وهو شيخُ أبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ بنِ القَطَّاع السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515
أبو نَصْرٍ إبراهيم بنُ الفضلِ البارُّ حافظٌ أصْبهَانيٌّ لكنه كذّابٌ يَقْلِبُ المُتونَ قاله نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ وتُوفِّيَ سنة 530 ، ومنهم مَن قال في نسبته : البَارّ كشَدّاد أي إلى حَفر الآبارِ وهو الصَّوابُ وهكذا ضَبَطه الذَّهِبيُّ في الديوان
عن ابن السِّكِّيت : أبَرَّ فلانُ إذا كان مسافراً ورَكِبَ البَرَّ كما يقال : أبْحرَ إذا رَكِبَ البَحْرَ
أبَرَّ الرجلُ : كَثُرَ وَلَدُه
أبَرَّ القَومُ : كَثُرُوا وكذلك أعَرُّوا فأبَرُّوا في الخَيرِ وأعَرُّوا في الشَّرِّ وسيُذْكَرُ أعَرُّوا في موضِعِه . أبَرَّ عليهم : غَلَبَهم والإبرارُ : الغَلَبَةُ قال طَرَفَةُ :
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ ... ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ . أي يَغْلِبُون . والمُبِرُّ : الغالِب . وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أسَدٍ : أتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال : أعرفُ الجَوادَ المُبِرَّ مِن البَطِئِ المُقْرِفِ . قال : والجَوادُ المُبِرُّ : الذي إذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ الذي إذا عَدَا اسْلَهَبَّ وإذا قِيدَ اجْلَعَبَّ وإذا انْتَصَبَ اتْلأبَّويقال : أبَرَّهُ يُبِرُّهُ إذا قَهَرَه بفِعَالٍ أو غيرِه . وقال ابنُ سِيدَه : وأبَرَّ عليهم شَرّاً حَكاه ابنُ الأعرابيِّ وأنشدَ :
إذا كنتُ من حِمّانَ في قَعْرِ دارِهْم ... فلستُ أُبالِي مَنْ أبَرَّ ومَن فَجَرْ . ثم قال : أبَرَّ من قولهم : أبَرَّ عليهم شَرّاً وأبَرَّ وفَجَر واحدٌ فجَمَعَ بينهما
وفي المُحَكْم أيضاً : وإنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له . وفي الحديث : " أنَّ رجلاً أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : " إنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أبَرَّ عليهم " أي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم
أبَرَّ الشّاءَ : أصْدَرَها إلى البَرِّ . والبَرِيرُ . كأمِيرٍ : ثَمَرُ الأراكِ عامَّةً والمَرْدُ : غَضُّه والكَبَاثُ نَضِيجُه . وقيل : البَرِيرُ الأوّلُ أي أولُ ما يَظْهَرُ مِن ثَمَرِ الأراكِ وهو حُلْوٌ وقال أبو حَنِيفَةَ : البَرِيرُ : أعظمُ حَبّاً من الكَبَاثِ وأصغرُ عُنقُوداً منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ مِن الحِمَّصِ قليلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ . الواحدةُ من جميعِ ذلك بَرِيرَةٌ . وفي حديث طَهْفَةَ : " ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ " أي نَجْنِيه للأكْلِ . وفي آخَرَ : " ما لَنَا طعامٌ إلا البَرِير "
وبرِيرَةُ بنتُ صَفْوانَ مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنهما : صَحَابيَّةٌ يقال إنّ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوَان سَمِعَ منها . والبَرِّيَّةُ : الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ رواه ابنُ الأعرابيِّ بالفتح . وقال شَمِرٌ : البَرِّيَّةُ : المَنْسُوبَةُ إلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةٌ إذا كانت إلى البَرِّ أقربَ منها إلى الماءِ والجمعُ البَرارِي كالبَرِّيتِ بوزنِ فَعْلِيتٍ عن أبي عُبَيْدٍ وشَمِرِ وابنِ الأعرابيِّ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تاءً مثل عِفْريت وعِفْرِيَة والجمعُ البَرارِيتُ
البَرِّيَّةُ من الأرَضين بالفتح : ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ رواه ابنُ الأعرابيِّ . والبُرْبُورُ بالضَّمِّ : الجَشِيشُ من البرُ ِّ والجمعُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ المعزِ يقال : بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ إذا نَبَّ
البَرْبَرةُ : كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ باللِّسانِ وقيل الصِّياحُ والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ . وفي حديث عليٍّ كرَّم الله وجهَه " لمّا طَلَبَ إليه أهلُ الطَّائفِ أن يَكْتُبَ لهم الأمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ فامْتَنَعَ قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ " وفي حديث أُحُدٍ : " فَأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ "
يقال : بَرْبَرَ الرجلُ إذا هَذَى فهو بَرْبَارٌ كصَلْصالٍ مثل ثَرْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البَرْبَرِيُّ : الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ وقد بَرْبَرَ في كلامهِ بَرْبَرَةً إذا أكْثَرَ
ودَلْوٌ بَرْبَارٌ . لها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أي صَوتٌ في الماءِ قال رُؤْبة :
أرْوَى بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ ... إفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأغْواطِ . هكذا فسّر قوله هذا بما تقدّم نقلَه الصّاغانِيُّ . وَبَرْبرٌ : جِيلٌ من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ كما قالَه ابنُ خَلْدُون في التّاريخ وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ : إنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ وفي المِصْباح إنّه مُعَرَّبٌ وقيل : إنّهم بَقِيَّةٌ من نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَاليقِ الحِمْيَرِيَّةِ وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ وإنه سَمِعَ لَفْظَهم فقال : ما أكثَرَ بَرْبَرَتَكم فسُمُّوا البَرْبَرَ وقيل غيرُ ذلك . ج البَرابِرَةُ زادُوا الهاءَ فيه إما للعُجْمَةِ وإمّا للنَّسَبِ وهو الصحيحُ . قال الجوهَرِيُّ : وإن شئتَ حَذَفْتَها وهم أي أكثرُ قبائلِهم بالمَغْرِبِ في الجِبال مِن سُوسَ وغيرِهَا متفرِّقَةٌ في أطرافِها وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ وكُتَامةُ ولَوِاتهَ ومديونة وشباته وكانوا كلهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا كذا الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَربَرْبَرٌ : أمَّةٌ أُخْرى وبلادُهم بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ وهم سُودانٌ جِدّاً ولهم لُغَةٌ بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم ومَعِيشَتُهم من صَيْدِ الوَحْش وعندهم وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرُ وهم الذين يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجالِ ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم وقال الحَسَنُ بنُ أحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ : وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أبْيَنَ مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعَدَنَ من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إلى ما يُشرقُ عنها وفيما حاذى منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ وهي جزيرةُ سُقُوطْرى ممّا يَقْطَعُ من عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ وكلُّهُم من وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ . قال أبو منصورٍ : ولا أدْرِي كيف هذا
وقال البَلاذريّ : حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال : سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ فقال : هم يَزْعُمُون أنَّهُم مِن وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ وما جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ
وقال أبو المنذر : هم من وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بن عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ والأكثرُ الأشهرُ أنَّهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت وكَانت منازلُهُم فِلَسْطينَ فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقوا إلى المَغْرِب . أو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ : صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ صارُوا إلى البَرْبَرِ أيامَ فَتْحِ والدِهِم أفْرِيقَشَ المَلِكِ ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأصغَر كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ وَبنى أفْرِيقيَّةَ فلما رَجَعَ إلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ فبَقُوا إلى الآن وتَنَاسَلُوا
أبو سَعِيدٍ سابِقُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ رَوَى عن مَكْحُولٍ وعنه الأوزاعيُّ . ومَيْمُونٌ مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ عن ابنِ سِيرِينَ ومحمَّدُ بنُ موسى بنِ حَمّادٍ حَدَّث عنه أبو عليٍّ الكاتبُ وعبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ ناجِيَةَ الحافظُ والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ الأخِيرُ رَوى عنه أبو القاسم سَهْلُ بنُ إبراهِيمَ البَرْبَرِيُّ البَرْبَرِيُّونَ وكذا أبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ وهانئّ بنُ سَعيد مَوْلى عُثْمَانَ البَرْبَرِيّانِ وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي : مُحَدِّثون الأخِيرُ رَوَى عن مالِكٍ وعنه يحيى ابنُ مُعين
والمُبِرُّ : الضّابِطُ يقال : إنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له كذا في المُحْكَم . والبُرَيْرَاءُ كحُمَيْرَاءِ من أسماءِ جِبَال بني سُلَيْم بنِ منصور قال :
إنَّ بأجْرَاعِ البُرَيْرَاءَ فالحِسَى ... فَوَكْزٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ . والبَرَّةُ : ع قَتَلَ فيه قابيلُ هابيلَ ابْنَيْ آدَمَ عليه السّلامُ نقلَه الصغانيّ
بَرَّةُ بلا لامٍ : اسمُ زَمْزَمَ وفي الحديث : " أتاه آتٍ فقال : احْفِرْ بَرَّةَ " سَمّاهَا بَرَّةَ لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها
بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُختُ أرْوَى والحارثِ . وفي الحديث : " أنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأةٍ كانَت تُسَمَّى بَرَّةَ فسمّاهَا زَينَبَ وقال : تُزَكِّي نَفْسَها " كأنَّه كَرِهَ لها ذلك
بَرَّةُ جَدُّ إبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِيعِ شيخِ مُعَاذ بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ وفي سِيَاق الذهبيِّ ما يقتضِي أنّ الربيعَ بنَ برَّةَ الذي يَرْوِي عنه مُعاذِ ليس بوَلَدٍ لإبراهيمَ فإنه ذَكَرَ إبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ وقال عن عبد الرزّاقِ : ثم قال : والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ . فتَأَمَّلْ
بَرَّةُ : قَريتانِ باليَمَامَةِ عُلْيَا وسُفْلَى ويقال لهما : البَرَّتانِ وكانت البَرَّةُ العُلْيَا منزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ ومِن قوله يَتشوَّق إليها :
خَلِيَليِّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما ... على البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرّكائبِوقُولا إذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَى ... ألا في سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ . وبالضمِّ : بُرَّةُ بن رِئابٍ ويُدْعَي جِحش بنَ رِئاب أيضاً والدُ أُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ الأسَدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها
وفاتَه : بَرَّةُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ مِن أولادهِ أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْدِ بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ ذَكَرَه الحافظُ
ومَبَرَّةُ : أكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّريفَةِ دُونَ الجارِ إليها قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا . والبُرَّي كقُرَّي : الكلمةُ الطَّيِّبَةُ من البِرِّ وهو اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ . والبَرْبارُ بالفتح والمُبَرْبِرُ بالضمِّ : الأَسَدُ لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبهِ
يقال : ابْتَرَّ الرجلُ إذا انتصبَ منفرِداً عن وفي بعض النسَخِ من أصحابِه نقلَه الصّغانيُّ
والمُبَرِّرُ من الضَّأْن كالمُرَمَّدِ وهي التي في ضَرْعِها لُمَعٌ سُودٌ وبيضٌ عند الإقرابِ تشبيهاً بالبَرِيرِ : ثَمَرِ الأراكِ . وسَمَّوْا بَرَّاً وبَرَّةَ بالفتحِ فيهماً وبُرَّةَ بالضّمّ وبَرِبراً كَأَمِيرٍ
يقال أصْلَحُ العَرَبِ هكذا في النُّسَخ والذي في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ : أَفْصَحُ العَرَبِ أبَرُّهم أي أبْعَدُهُم في البَرِّ والبَدْوِ داراً
وَردَ في كلام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عنه : مَن أَصْلَحَ جَوّانِيَّه أصلَحَ اللهُ بَرّانِيَّه بالفتح فيهما قالوا : البَرَّانِيُّ : العَلانِيَةُ نِسْبةٌ على غير قياسٍ كما قالوا في صَنْعاءَ : صنْعَانِيٌّ وأصلُه من قولهم : خَرَج فلانٌ برّاً إذا خَرَجَ إلى البَرِّ والصَّحراءِ وليس من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كما في التَّهْذِيب . وفي اللِّسان : والبَرُّ : نَقِيضُ الكِنِّ . قال اللَّيْثُ : والعَربُ تَستعملُه في النَّكِرة تقولُ العَربُ : جلَستُ بَرّاً وخرجتُ بَرّاً . قال أبو منصورٍ : وهذا من كلامِ المُوَلَّدِين وما سمعتهُ من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ والمعنَى : مَن أصْلَحَ سَرِيرَتَه أصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ فالجوُّ : كُلُّ بَطْن غامِضٍ والبَرُّ : المَتْنُ الظَّاهِرُ فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إليهما بالألفِ والنُّونِ . وفي الأساس : افْتَتح البابَ البَرّانِيَّ . ويقال : تُريدُ جَوّاً ويُرِيدُ بَرّاً أي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلانِيَةً والبَرّانِيَّة : ة ببُخَاراءَ على خمسةِ فَرَاسِخَ منها ويقال لها : فُورانُ منها أبو المَعَالِي سَهْلُ بنُ أبي سَهْلٍ محمودِ بنِ أبي بكرٍ محمّد بن إسماعيلَ البَرّانِيُّ الفَقِيهُ الشافعيُّ الواعظُ سَمِعَ أباه وغيرَه ورَوَى عنه ابنُه ومات ببُخاراءَ سنة 524 ، قاله أبو سَعْدٍ
والنَّجِيبُ أبو بكرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أبي القاسمِ البَرّانِيُّ : محدِّثٌ سَمِعَ أباه وعنه أبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيَّ مات سنة 542
عن ابن الأعرابيِّ : البَرّابِيرُ : طعامٌ يُتَّخذُ من فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ . وذلك أنَّ الرّاعِيَ إذا جاعَ يَأْتِي إلى السُّنْبُلِ فيَفْرُكُ منه ما أحَبَّ ويَنْزِعُه من قُنْبُعِه وهو قِشْرُه ثم يَصُبُّ عليه اللَّبَنَ الحَلِيبَ ويُغْلِيه حتى يَنْضَجَ ثم يَجعلُه في إناءٍ واسعٍ ثم يُبَرِّدُه فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ . قال : وهي العَذِيرَةُ وقد اعْتَذَرْنا الوَاحِدُ بُرْبُورٌ وقد ذَكَره المصنِّف قريباً
يقال : بَرَّه كمَدَّه إذا قَهَرَه بِفِعالٍ أو مَقَالٍ كأَبَرَّه والإبرارُ : الغَلَبَةُفي الأمثال : " فُلانٌ لا يَعِرفُ هِرّاً مِن بِرٍّ اي ما يُهِرُّه ممّا يَبِرُّه " أي مَن يَكْرَهُهْ مِمَّنْ يَبِرُّه أو ما يعرفُ القِطَّ من الفَأْرِ وقد تقدَّم أو ما يَعرِفُ دُعاءَ الغَنَمِ من سَوْقِها رواه الجوهريُّ عن ابن الأعرابيِّ . وقال يُونُس : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها أو مايعرفُ دُعاءَهَا إلى الماءِ مِن دُعَائِها إلى العَلَف يُروَي عن ابن الأعرابيِّ أنَّ البِرَّ : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف . أو ما يَعْرِفُ العُقُوقُ مِن اللُّطْفِ فالهِرُّ : العُقُوقُ والبِرُّ : اللُّطْفُ وهو قَولُ الفَزارِيِّ أو مَا يَعرفُ الكَرَاهِيَةَ من الإكرام فالهِرُّ : الخُصُومَةُ والكراهيَة والبِرُّ : الإكرام أو معناه ما يَعرفُ الهَرْهَرَةَ مِن البَرْبَرَةِ فالهَرْهَرَةُ : صَوتُ الضَّأْنِ والبَرْبَرَةُ : صَوتُ المِعْزَى
والبُرْبُر بالضّمّ : الرجلُ الكثيرُ الأصواتِ كالبَرْبارِ . والبِرْبِرُ بالكسْر : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف نقلَه الصّغانِيُّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : البِرُّ بالكسر : التُّقَى وهو في قولِ لَبِيد :
" وما البِرُّ إلا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى . وتَبارُّوا : تَفاعَلُوا مِن البِرِّ وفي كتاب قُرَيْشٍ والأنصارِ : " وإنّ البِرَّ دُونَ الإثْمِ " أي إنّ الوفاءَ بما جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ . ويقال : قد تَبَرَّرْتَ في أمْرِنا أي تَحَرَّجْتَ قال أبو ذُؤَيبٍ :
فقالتْ تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا ... وما كنتَ فِينا حَدِيثاً بِبَرّ . أي تَحَرَّجْتَ في سَبَبِنا وقُرْبِنا
وعن أبي سَعِيد : بَرَّتْ سِلْعَتُه إذا نَفَقَتْ وهو مَجازٌ قال : والأصلُ في ذلك أن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بما حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا تُكَافئه بالغَلاءِ في الثَّمَنِ وهو من قولِ الأعْشَى يَصفُ خَمْراً :
تَخَيَّرَهَا أخُو عَانَاتِ شَهْراً ... ورَجَّى بِرَّها عاماً فعَامَا . وهو بَرٌّ بوالِدِهِ وبارٌّ عن كُرَاع وأنكرَ بَعْضُهُم بارٌّ وفي الحَدِيث : " تَمَسَّحُوا بالأرْض فإنَّها بَرَّةٌ بكم " قال ابن الأثِير : أي مُشْفِقَةٌ عليكم كالوالدةِ البَرَّةِ بأولادِهَا يَعْنِي أنّ منها خَلْقَكم وفيها مَعاشكم وإليها بعدَ الموتِ معادكم . وفي حديث حكيم بن حزامٍ : " أرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ أبْرَرْتُهَا " أي أطلبُ بِهَا البِرَّ والإحسانَ إلى الناس والتَّقرُّبَ إلى الله تعالى . واللهُ يَبَرُّ عِبادَه أي يَرْحَمُهم
وبَرَّةُ بنتُ مُرٍّ وهي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ . ومن الأمثال : " هو أقْصَرُ مِن بُرَّةٍ " . ويقال : أطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ وهو الخُبْز . والبَرّانِيَّةُ بالفتح : قريةٌ بمصر . وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ وبَرَّةُ بنتُ أبي تُجْرَاة العَبدريَّة : صَحابيّتانِ . وأبو البِرِّ بالكسر صَدَقَةُ بن جروانَ البَوّاب المعروفُ بابن البيعِ حَدَّثَ عن أبي الوَقْتِ ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ . والبَرَابِرُ : الجِدَاءُ